أدعية

 

دعاء النّّور(1)

عن عبد الله بن سلمان الفارسي، عن أبيه قال: خرجت من منزلي يوماً، بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعشرة أيّام، فلقيني علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ابن عمّ الرسول (صلى الله عليه وآله) فقال لي: يا سلمان جفوتنا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقلت: حبيبي أبا الحسن، مثلكم ﻻ يجفى غير أنّ حزني على رسول الله (صلى الله عليه وآله) طال فهو الذي منعني من زيارتكم، فقال (عليه السّلام) لي: يا سلمان إئت منزل فاطمة، بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإنّها إليك مشتاقة، تريد أن تتحفك بتحفة قد اتحفت بها من الجنّة، قلت لعلي (عليه السّلام): قد اتحفت فاطمة (عليها السّلام) بشيء من الجنّة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: نعم بالأمس. قال سلمان الفارسي: فهرولت إلى منزل فاطمة (عليها السّلام) بنت محمد (صلى الله عليه وآله)... فلمّا نظرت إليّ، اعتجرت ثمّ قالت:

يا سلمان، جفوتني بعد وفاة أبي (صلى الله عليه وآله).

قلت: حبيبتي لم أجفكم.

قالت: فمه، اجلس واعقل ما أقول لك.

إنّي كنت جالسة بالأمس في هذا المجلس، وباب الدار مغلق وأنا أتفكّر في انقطاع الوحي عنّا وانصراف الملائكة عن منزلنا، فإذا انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد، فدخل عليّ ثلاث جوار لم ير الراؤون بحسنهنّ ولا كهيئتهنّ، ولا نضارة وجوههنّ ولا أزكى من ريحهنّ.

فلمّا رأيتهنّ قمت إليهنّ مستنكرة لهنّ، فقلت: بأبي أنتنّ من أهل مكّة أم من أهل المدينة؟

فقلن: يا بنت محمد (صلى الله عليه وآله) لسنا من أهل مكّة، ولا من أهل المدينة، ولا من أهل الأرض جميعاً، غير أننا جوار من الحور العين، من دار السلام، أرسلنا ربّ العزّة إليك، يا بنت محمد إنّا إليك مشتاقات.

فقلت للتي أظنّ أنّها أكبر سنّاً: ما اسمك؟

قالت: اسمي مقدودة.

قلت: ولم سمّيت مقدودة؟

قالت: خلقت للمقداد بن الأسود الكندي، صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله).

فقلت للثانية: ما اسمك؟

قالت ذرّة.

قلت: ولم سمّيت ذرّة وأنت في عيني نبيلة؟

قالت: خلقت لأبي ذر الغفاري، صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله).

فقلت للثالثة: ما اسمك؟

قالت: سلمى.

قلت: ولم سمّيت سلمى؟

قالت: أنا لسلمان الفارسي، مولى أبيك رسول الله (صلى الله عليه وآله).

قالت فاطمة: ثمّ أخرجن لي رطباً... أبيض من الثلج، وأزكى ريحاً من المسك الأذفر، [فأحضرته] فقالت لي: يا سلمان افطر عليه عشيّتك، فإذا كان غداً فجئني بنواه – أو قالت: عجمه -.

قال سلمان: فأخذت الرطب، فما مررت بجمع من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلاّ قالوا: يا سلمان أمعك مسك؟

قلت: نعم.

فلمّا كان وقت الإفطار، أفطرت عليه فلم أجد له عجماً ولا نوى، فمضيت إلى بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في اليوم الثاني فقلت لها: إنّي أفطرت على ما أتحفتيني به، فما وجدت له عجماً ولا نوى.

قالت: يا سلمان ولن يكون له عجم ولا نوى، وإنّما هو من نخل غرسه الله في دار السلام، ألا أُعلّمك بكلام علّمنيه أبي محمد (صلى الله عليه وآله) كنت أقوله غدوة وعشيّة؟ قال سلمان: قلت: علّميني الكلام يا سيّدتي.

قالت: إن سرّك أن ﻻ يمسّك أذى الحمّى ما عشت في دار الدنيا فواظب عليه.

ثمّ قال سلمان: علّمتني هذا الحرز، فقالت:

بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله النّّور، بسم الله نور النّّور، بسم الله نور على نور، بسم الله الذي هو مدبّر الأمور، بسم الله الذي خلق النّّور من النّّور، الحمد لله الذي خلق النّّور من النّّور، وأنزل النّّور على الطور، في كتاب مسطور، في رقّ منشور، بقدر مقدور، على نبيّ محبور، الحمد لله الذي هو بالعزّ مذكور، وبالفخر مشهور، وعلى السراء والضراء مشكور، وصلّى الله على سيّدنا محمد وآله الطاهرين.

قال سلمان: فتعلّمتهنّ، فوالله لقد علمتهنّ أكثر من ألف نفس، من أهل المدينة ومكّة ممّن علّل بهم الحمى، فكلّ برئ من مرضه بإذن الله تعالى.

 

 

في أيام الشكوى(2)

عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: إن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) مكثت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ستين يوماً ثم مرضت، فاشتدت عليها فكان من دعائها في شكواها:

(يا حي يا قيوم برحمتك استغيث فأغثني، اللّهم زحزحني عن النّار وأدخلني الجنّة وألحقني بأبي محمد (صلى الله عليه وآله)) فكان أمير المؤمنين (عليه السّلام) يقول: (يعافيك الله ويبقيك).

فتقول: يا أبا الحسن ما أسرع اللحاق بالله، وأوصت بصدقتها ومتاع البيت، وأوصته أن يتزوج أمامة بنت أبي العاص بن الربيع. قال: ودفنها ليلاً.

 

 

للدخول والخروج(3)

عن فاطمة الكبرى ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) قالت: إن النبي (صلى الله عليه وآله) كان إذا دخل المسجد، يقول: بسم الله اللّهم صلّ على محمد [وآل محمد](4) فاغفر ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك. وإذا خرج يقول: بسم الله اللّهم صل على محمد [وآل محمد] واغفر ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك.

 

 

الدعاء أيام الأسبوع(5)

دعاء يوم السبت

اللّهم افتح لنا خزائن رحمتك، وهب لنا اللّهم رحمةً، لا تعذبنا بعدها في الدنيا والآخرة، وارزقنا من فضلك الواسع، رزقاً حلالاً طيّباً، ولا تحوجنا ولا تفقرنا إلى أحد سواك، وزدنا لك شكراً، وإليك فقراً وفاقة، وبك عمّن سواك غناً وتعففاً.

اللّهم وسع علينا في الدنيا، اللّهم إنّا نعوذ بك أن تزوي وجهك عنّا في حال ونحن نرغب إليك فيه، اللّهم صلّ على محمد وآل محمد واعطنا ما تحب واجعله لنا قوة فيما تحب، يا ارحم الراحمين.

 

 

دعاء يوم الأحد

اللّهم اجعل أول يومي هذا فلاحاً وآخره نجاحاً وأوسطه صلاحاً، اللّهم صلّ على محمد وآل محمد، واجعلنا ممن أناب إليك فقبلته، وتوكل عليك فكفيته، وتضرع إليك فرحمته.

 

 

دعاء يوم الاثنين

اللّهم إني أسئلك قوةً في عبادتك وتبصراً في كتابك، وفهماً في حكمك، اللّهم صلّ على محمد وآل محمد، ولا تجعل القرآن بنا ما حلاً والصراط زائلاً، ومحمداً (صلى الله عليه وآله) عنا مولياً.

 

 

دعاء يوم الثلاثاء

اللّهم اجعل غفلة النّاس لنا ذكراً، واجعل ذكرهم لنا شكراً، واجعل صالح ما نقول بألسنتنا نيّة في قلوبنا، اللّهم إن مغفرتك أوسع من ذنوبنا، ورحمتك أرجى عندنا من أعمالنا، اللّهم صلّ على محمد وآل محمد، ووفقنا لصالح الأعمال والصواب من الفعال.

 

 

دعاء يوم الأربعاء

اللّهم احرسنا بعينك التي لاتنام، وركنك الذي ﻻ يرام، وبأسمائك العظام وصلّ على محمد وآله، واحفظ علينا مالو حفظه غيرك ضاع، واستر علينا مالو ستره غيرك شاع، واجعل كل ذلك لنا مطواعاً، إنّك سميع الدعاء قريب مجيب.

 

 

دعاء يوم الخميس

اللّهم إني أسألك الهدى والتقى، والعفاف والعمل بما تحب وترضى، اللّهم إني أسألك من قوتك لضعفنا، ومن غناك لفقرنا وفاقتنا، ومن حلمك وعلمك لجهلنا، اللّهم صلّ على محمد وآل محمد، وأعنّا على شكرك وذكرك، وطاعتك وعبادتك برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

 

دعاء يوم الجمعة

اللّهم اجعلنا من أقرب من تقرّب إليك، وأوجه من توجّه إليك، وأنجح من سألك وتضرع إليك، اللّهم اجعلنا ممن كأنه يراك إلى يوم القيامة الذي فيه يلقاك، ولا تمتنا إلاّ على رضاك، اللّهم واجعلنا ممن أخلص لك بعمله، وأحبك في جميع خلقك.

اللّهم صلّ على محمد وآل محمد، واغفرلنا مغفرةً جزماً حتماً، ﻻنقترف بعدها ذنباً، ولا نكتسب خطيئةً ولا إثماً، اللّهم صلّ على محمد وآل محمد، صلاةً ناميةً دائمةً زاكيةً متتابعةً متواصلةً مترادفةً برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

 

دعاء السجين(6)

روي أنّ رجلاً كان محبوساً بالشام مدة طويلة، مضيّقاً عليه، فرأى في منامه كأن الزهراء صلوات الله عليها، أتته فقالت له: ادع بهذا الدعاء، فتعلمه ودعا به، فتخلّص ورجع إلى منزله وهو:

(اللّهم بحق العرش ومن علاه، وبحق الوحي ومن أوحاه، وبحقّ النبيّ ومن نبأه وبحق البيت ومن بناه، يا سامع كل صوت، يا جامع كل فوت، يا بارئ النفوس بعد الموت، صلّ على محمد وأهل بيته، وآتنا وجميع المؤمنين والمؤمنات، في مشارق الأرض ومغاربها، فرجاً من عندك عاجلاً بشهادة أن ﻻ إله إلاّ الله، وأن محمداً عبدك ورسولك (صلى الله عليه وآله) وعلى ذريّته الطيبين الطاهرين، وسلّم تسليماً كثيراً).

 

 

اللّهم قنّعني بما رزقتني(7)

اللّهم قنّعني بما رزقتني، واسترني وعافني أبداً ما أبقيتني، واغفرلي وارحمني اذا توفيّتني، اللّهم ﻻ تعيني في طلب ما لم تقدّر لي، وما قدّرته عليّ، فاجعله ميسّراً سهلاً، اللّهم كاف عنّي والديّ، وكل من له نعمة عليّ، خير مكافاة، اللّهم فرغني لما خلقتني له، ولا تشغلني بما تكفلت لي به، ولا تعذّبني وأنا استغفرك، ولا تحرمني وأنا أسئلك، اللّهم ذلل نفسي في نفسي، وعظّم شأنك في نفسي، وألهمني طاعتك والعمل بما يرضيك والتجنّب لما يسخطك، يا أرحم الراحمين.

 

 

الجار ثم الدار(8)

كانت فاطمة (عليها السّلام) إذا دعت تدعو للمؤمنين والمؤمنات، ولا تدعو لنفسها فقيل لها. فقالت:

الجار ثم الدار.

 

 

سبحان الملك القدوس(9)

سبحان من استنار بالحول والقوة، سبحان من احتجب في سبع سماوات، فلا عين تراه، سبحان من أذلّ الخلائق بالموت، وأعزّ نفسه بالحياة، سبحان من يبقى، ويفنى كل شيء سواه، سبحان من استخلص الحمد لنفسه وارتضاه، سبحان الحي العليم، سبحان الحليم الكريم، سبحان الملك القدوس، سبحان العلي العظيم، سبحان الله وبحمده.

 

 

مدرسة في دعاء(10)

اللّهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفّني إذا كانت الوفاة خيراً لي، اللّهم إني أسألك كلمة الإخلاص، وخشيتك في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وأسألك نعيماً لا ينفد، وأسألك قرّة عينٍ ﻻ تنقطع، وأسألك الرضا بالقضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، من غير ضرّاء مضرّة، ولا فتنة مظلمة، اللّهم زيّنا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهديين يا رب العالمين.

 

 

يا أعزّ مذكور(11)

قال لي رسول الله: يا فاطمة ألا أُعلّمك دعاء ﻻ يدعو فيه أحداً إلاّ استجيب له، ولا يحيك في صاحبه سم ولا سحر، ولا يعرض له شيطان بسوء، ولا تردّ له دعوة، وتقضى حوائجه الّتي يرغب فيها إلى الله تعالى كلّها، عاجلها وآجلها. قالت: أجل يا أبة، هذا والله أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها، قال: تقولين:

يا الله، يا أعزّ مذكور وأقدمه قدماً في العزّة والجبروت، يا الله، يا رحيم كلّ مسترحم ومفزع كلّ ملهوف، يا الله يا راحم كلّ حزين يشكو بثّه وحزنه إليه، يا الله يا خير من طلب المعروف منه وأسر في العطاء، يا الله يا من تخاف الملائكة المتوقدة بالنّّور منه، أسألك بالأسماء الّتي تدعو بها حملة عرشك، ومن حول عرشك.

يسبّحون بها، شفقة من خوف عذابك، وبالأسماء الّتي يدعوك بها جبرئيل وميكائيل واسرافيل، إلاّ أجبتني وكشفت يا الهي كربتي وسترت ذنوبي، يا من يأمر بالصيحة في خلقه، فإذا هم بالساهرة، أسألك بذلك الإسم الّذي تحيي به العظام وهي رميم، أن تحيي قلبي وتشرح صدري وتصلح شأني.

يا من خصّ نفسه بالبقاء، وخلق لبريته الموت والحياة، يا من فعله قول، وقوله أمر وأمره ماض على ما يشاء، أسألك بالإسم الّذي دعاك به خليلك، حين أُلقي في النّار، فاستجبت له وقلت يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم، وبالإسم الذي دعاك به موسى، من جانب الطور الأيمن فاستجبت له.

وبالإسم الّذي كشفت به عن أيوب الضر، وتبت به على داود، وسخرت به لسليمان الريح، تجري بأمره والشياطين، وعلّمته منطق الطير، وبالإسم الّذي وهبت به لزكريّا يحيى، وخلقت عيسى من روح القدس من غير أب، وبالإسم الّذي خلقت به العرش والكرسي، وبالإسم الّذي خلقت به الروحانيين.

وبالإسم الّذي خلقت به الجن والإنس، وبالإسم الّذي خلقت به جميع الخلق، وجميع ما أردت من شيء، وبالإسم الّذي قدرت به على كلّ شيء، أسألك بهذه الأسماء لما أعطيتني سؤلي وقضيت بها حوائجي.

وفي نسخة أخرى: فإنه يقال لك: يا فاطمة نعم نعم.

 

 

إنّك ترحم وتغفر(12)

قالت أسماء: فرأيتها رافعة يديها إلى السماء، وهي تقول: اللّهمّ إنّي أسألك بمحمّد المصطفى وشوقه إليّ، وببعلي عليّ المرتضى، وحزنه عليّ، وبالحسن المجتبى وبكائه عليّ، وبالحسين الشهيد وكآبته عليّ، وببناتي الفاطميّات وتحسّرهنّ عليّ، أن ترحم وتغفر للعصاة من أُمّة محمّد، وتدخلهم الجنّة، إنّك أكرم المسؤولين وأرحم الراحمين.

 

 

أعوذ بكلمات الله(13)

إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يعوّذ الحسن والحسين (عليهما السلام)، ويعلّمهما هؤلاء الكلمات كما يعلّمهما السورة من القرآن، يقول:

أعوذ بكلمات الله التامّة، من شرّ كلّ شيطان وهامّة، ومن كلّ عين لامّة.

 

 

تسبيحها في الثالث من الشهر(14)

سبحان من استنار بالحول والقوّة، سبحان من احتجب في سبع سماوات، فلا عين تراه، سبحان من أذلّ الخلائق بالموت، وأعزّ نفسه بالحياة، سبحان من يبقى ويفنى كلّ شيء سواه، سبحان من استخلص الحمد لنفسه وارتضاه، سبحان الحيّ العليم، سبحان الحليم الكريم، سبحان الملك القدّوس، سبحان العليّ العظيم، سبحان الله وبحمده.

 

 

لدفع كراهية الرؤيا(15)

(إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)(16). قال: فإنّه حدّثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السّلام). قال: كان سبب نزول هذه الآية أنّ فاطمة (عليها السّلام) رأت في منامها، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) همّ أن يخرج، هو وفاطمة وعليّ والحسن والحسين (صلوات الله عليهم) من المدينة، فخرجوا حتّى جاوزوا من حيطان المدينة، فتعرّض لهم طريقان، فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات اليمين حتّى انتهى بهم إلى موضع فيه نخل وماء، فاشترى رسول الله (صلى الله عليه وآله) شاة كبراء – وهي الّتي في إحدى اذنيها نقط بيض – فأمر بذبحها، فلمّا أكلوا ما توا في مكانهم. فانتبهت فاطمة (عليها السّلام) باكية ذعرة، فلم تخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك. فلمّا أصبحت، جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحمار فأركب عليه فاطمة (عليها السّلام) وأمر أن يخرج أمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهما السلام) من المدينة، كما رأت فاطمة في نومها، فلمّا خرجوا من حيطان المدينة، عرض له طريقان، فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات اليمين، كما رأت فاطمة، حتّى انتهوا إلى موضع فيه نخل وماء، فاشترى رسول الله (صلى الله عليه وآله) شاة كما رأت فاطمة (عليها السّلام) فأمر بذبحها، فذبحت وشويت. فلمّا أرادوا أكلها، قامت فاطمة وتنحّت ناحية منهم تبكي مخافة أن يموتوا(17) فطلبها رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى وقع عليها وهي تبكي، فقال: ما شأنك يا بنيّة؟! قالت:

يا رسول الله! إنّي رأيت البارحة كذا وكذا في نومي وقد فعلت أنت كلّما رأيته، فتنحّيت عنكم، لأن ﻻ أراكم تموتون. فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فصلّى ركعتين ثمّ ناجى ربّه.

فنزل عليه جبرئيل فقال: يا محمد!... إذا رأيت في منامك شيئاً تكرهه، أو رأى أحد من المؤمنين فليقل: أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقرّبون، وأنبياؤه المرسلون، وعباده الصالحون من شرّ ما رأيت ومن رؤياي.

ويقرأ الحمد والمعوّذتين، وقل هو الله أحد، فإنّه ﻻ يضرّه ما رأى، وأنزل الله على رسوله (إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ)(18) الآية.

 

1 ـ مهج الدعوات 5-8: عن الشيخ علي بن عبد الصمد، عن جدّه، عن الفقيه أبي الحسن، عن أبي البركات علي بن الحسين الجوزي، عن الصدوق، عن الحسن بن محمد بن سعيد الكوفي، عن فرات بن ابراهيم، عن جعفر بن محمد بن بشرويه القطان، عن محمد بن ادريس بن سعيد الأنصاري، عن داود بن رشيد والوليد بن شجاع بن مروان، عن عاصم،...

2 ـ بحار الأنوار 81/233 ح 8: عن مصباح الأنوار:...

3 ـ دلائل الإمامة 7 وبحار الأنوار 84/23 ح 14: حدثنا ابوالمفضل محمد بن عبد الله عن محمد بن هارون بن المحرز، عن عبد الله بن عمر بن ابان، عن قطب بن زياد، عن ليث بن ابي سليم، عن عبد الله بن الحسن، عن فاطمة الصغرى، عن ابيها الحسين:...

4 ـ ما في المعقوفين من البحار.

5 ـ بحار الأنوار 90/338-339 ح 48 عن البلد الأمين: أدعية الأسبوع لفاطمة (عليها السّلام):...

6 ـ مهج الدعوات 142 – 143:...

7 ـ مهج الدعوات 141: من دعاء لمولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها:...

8 ـ بحار الأنوار 93/388 ح 20 عن مصباح الأنوار: عن جعفر بن محمد (عليه السّلام) قال:...

9 ـ دعوات الراوندي 91 ضمن ح 228: من تسبيح لفاطمة (عليها السّلام):...

10 ـ بحار الأنوار 94/225 ح 1: عن اختبار بن الباقي: ومن دعاء لسيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السّلام):...

11 ـ دلائل الإمامة ص 5: ابو جعفر الطبري، حدّثني ابوالمفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد العلوي الحسني، قال: حدثني موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه عبد الله بن الحسن، عن ابيه، عن جدّه الحسن بن علي، عن امّه فاطمة بنت رسول الله قالت:...

12 ـ وفاة فاطمة (عليها السّلام) للبلادي البحراني 78:...

13 ـ الذرّية الطاهرة 149 ح 191: عن فاطمة الكبرى بنت محمّد (صلى الله عليه وآله):...

14 ـ بحار الأنوار 94/205 ضمن ح 3 عن دعوات الراوندي تسبيح فاطمة (عليها السّلام) في اليوم الثالث:

15 ـ بحار الأنوار 43/ 90 ح 14 عن تفسير عليّ بن إبراهيم:...

16 ـ المجادلة: 10.

17 ـ (لعل ذلك كان منها (عليها السلام) أنهم امروا بأن يتعاملوا مع الأشياء – وإن كانوا يعلمون بها – معاملة الظاهر، حتى يكونوا أسوة لنا وقدوة في ذلك).

18 ـ المجادلة: 10.