- في أن الله تعالى ذكر اثنتي عشرة امرأة في القرآن بالكناية وخصالهن  
-

في أن الله عز اسمه أعطى عشرة أشياء لعشرة من النساء ، والإجابة لعشرة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يهتم لعشرة أشياء فآمنه الله منها وبشره بها

 
- في أن رأس التوابين أربعة ، وخوف أربعة من الصالحات ، ورأس البكائين ثمانية  

القاضي أبو محمد الكرخي في كتابه عن الصادق ( عليه السلام ) قالت فاطمة ( عليها السلام ) : لما نزلت : ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا )

( 1 ) [ ر ] هبت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن أقول له : يا أبة فكنت أقول : يا رسول الله فأعرض عني مرة أو اثنتين أو ثلاثا ثم أقبل علي فقال : يا فاطمة إنها لم تنزل فيك ، ولا في أهلك ولا في نسلك ، أنت مني وأنا منك إنما نزلت في أهل الجفاء والغلظة من قريش أصحاب البذخ والكبر قولي : يا أبة ، فإنها أحيى للقلب ، وأرضى للرب . واعلم أن الله تعالى ذكر اثنتي عشرة امرأة في القرآن على وجه الكناية ( أسكن أنت وزوجك الجنة )

( 2 ) حوا ( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط )

( 3 ) ( إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة )

( 4 ) امرأة فرعون ( وامرأته قائمة )

( 5 ) لإبراهيم ( وأصلحنا له زوجه )

( 6 ) لزكريا ( الآن حصحص الحق )

( 7 ) زليخا ( وآتيناه أهله )

( 8 ) لأيوب ( إني وجدت امرأة تملكهم )

( 9 ) بلقيس ( إني أريد أن أنكحك )

( 10 ) لموسى ( وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا )

( 11 ) حفصة وعائشة ( ووجدك عائلا )

( 12 ) خديجة ( مرج البحرين )

( 13 ) فاطمة ( عليها السلام ) .

 ثم ذكرهن بخصال : التوبة من حوا ( قالا ربنا ظلمنا )

( 14 ) والشوق من آسية ( رب ابن لي عندك بيتا )

( 15 ) والضيافة من سارة ( وامرأته قائمة )

( 16 ) والعقل من بلقيس ( إن الملوك إذا دخلوا قرية )

( 17 ) والحياء من امرأة موسى ( فجاءته إحديهما تمشي )

*************************

( 1 ) والاحسان من خديجة ( ووجدك عائلا )

( 2 ) والنصيحة لعائشة وحفصة ( يا نساء النبي لستن كأحد - إلى قوله - وأطعن الله ورسوله )

( 3 ) والعصمة من فاطمة عليها السلام ( ونساءنا ونساءكم )

( 4 ) وإن الله تعالى أعطى عشرة أشياء لعشرة من النساء : التوبة لحوا زوجة آدم ، والجمال لسارة زوجة إبراهيم ، والحفاظ لرحمة زوجة أيوب ، والحرمة لآسية زوجة فرعون والحكمة لزليخا زوجة يوسف ، والعقل لبلقيس زوجة سليمان ، والصبر لبرخانه أم موسى ، والصفوة لمريم أم عيسى ، والرضى لخديجة زوجة المصطفى ، والعلم لفاطمة زوجة المرتضى . والإجابة لعشرة ( ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون )

( 5 ) ( فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن )

( 6 ) يوسف ( قال : قد أجيبت دعوتكما )

( 7 ) موسى وهارون ( فاستجبنا له ) يونس

( 8 ) ( فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر ) .

( 9 ) أيوب ( فاستجبنا له ووهبنا له يحيى )

( 10 ) زكريا ( ادعوني أستجب لكم )

( 11 ) للمخلصين ( أمن يجيب المضطر )

( 12 ) للمضطرين ( وإذا سألك عبادي )

( 13 ) للداعين ( فاستجاب لهم ربهم )

( 14 ) فاطمة وزوجها . وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يهتم لعشرة أشياء فآمنه الله منها وبشره بها : لفراقه وطنه ، فأنزل الله ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد )

( 15 ) ولتبديل القرآن بعده كما فعل بسائر الكتب فنزل ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )

( 16 ) ولامته من العذاب فنزل : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم )

**************************

( 1 ) ولظهور الدين فنزل : ( ليظهره على الدين كله )

( 2 ) وللمؤمنين بعده فنزل : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة )

( 3 ) ولخصمائهم فنزل : ( يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا )

( 4 ) والشفاعة فنزل : ( ولسوف يعطيك ربك فترضى )

( 5 ) وللفتنة بعده على وصيه فنزل : ( فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون )

( 6 ) يعني بعلي ، ولثبات الخلافة في أولاده فنزل : ( ليستخلفنهم في الأرض )

( 7 ) ولابنته حال الهجرة فنزل : ( الذين يذكرون الله قياما وقعودا )

( 8 ) الآيات . ورأس التوابين أربعة : آدم ( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا )

( 9 ) ويونس قال : ( سبحانك إني كنت من الظالمين )

( 10 ) وداود ( وخر راكعا وأناب )

( 11 ) وفاطمة ( الذين يذكرون الله قياما وقعودا )

( 12 ) وخوف أربعة من الصالحات : آسية عذبت بأنواع العذاب فكانت تقول : ( رب ابن لي عندك بيتا في الجنة )

( 13 ) ومريم خافت من الناس وهربت ( فناداها من تحتها ألا تحزني )

( 14 ) وخديجة عذلها النساء في النبي ( صلى الله عليه وآله ) فهجرنها فقالت فاطمة :

( 15 ) أما كان أبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ألا يحفظ في ولده ، أسرع ما أخذتم ، وأعجل ما نكصتم .

************************

ورأس البكائين ثمانية : آدم ، ونوح ، ويعقوب ، ويوسف ، وشعيب ، وداود وفاطمة ، وزين العابدين ( عليهم السلام ) ، قال الصادق : أما فاطمة فبكت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى تأذى بها أهل المدينة فقالوا لها : قد آذيتينا بكثرة بكائك ، إما أن تبكي بالليل وإما أن تبكي بالنهار ، فكانت تخرج إلى مقابر الشهداء فتبكي .

وخير نساء العالمين أربعة : كتاب أبي بكر الشيرازي وروى أبو الهذيل عن مقاتل ، عن محمد بن الحنفية ، عن أبيه أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قرأ ( إن الله اصطفاك وطهرك ) الآية فقال لي : يا علي خير نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية بنت مزاحم . أبو نعيم في الحلية وابن البيع في المسند والخطيب في التاريخ وابن بطة في الإبانة وأحمد السمعاني في الفضائل بأسانيدهم عن معمر ، عن قتادة ، عن أنس وروى الثعلبي في تفسيره والسلامي في تاريخ خراسان وأبو صالح المؤذن في الأربعين بأسانيدهم عن أبي هريرة ، وروى الشعبي عن جابر بن عبد الله وسعيد بن المسيب ، وروى كريب عن ابن عباس وروى مقاتل عن سليمان ، عن الضحاك عن ابن عباس وقد رواه أبو مسعود وعبد الرزاق وأحمد وإسحاق كلهم عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) واللفظ للحلية أنه قال ( صلى الله عليه وآله ) : حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية امرأة فرعون ، وفي رواية مقاتل والضحاك وعكرمة عن ابن عباس : وأفضلهن فاطمة .

الفضائل عن عبد الملك العكبري ومسند أحمد بإسنادهما ، عن كريب ، عن ابن عباس أنه قال ( صلى الله عليه وآله ) : سيدة نساء أهل الجنة مريم الخبر سواء .

تاريخ بغداد بإسناد الخطيب ، عن حميد الطويل ، عن أنس قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : خير نساء العالمين الخبر سواء . ثم إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) فضلها على سائر نساء العالمين في الدنيا والآخرة روت عائشة وغيرها عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : يا فاطمة أبشري فإن الله تعالى اصطفاك على نساء العالمين وعلى نساء الاسلام وهو خير دين .

حذيفة إن النبي ( صلى الله عليه آله ) قال : أتاني ملك فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة أو نساء أمتي . البخاري ومسلم في صحيحيهما وأبو السعادات في فضائل العشرة وأبو بكر بن شيبة في أماليه والديلمي في فردوسه أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : فاطمة سيدة نساء أهل الجنة . حلية أبي نعيم : روى جابر بن سمرة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في خبر أما إنها سيدة نساء يوم القيامة .

تاريخ البلاذري إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال لفاطمة : أنت أسرع أهلي لحاقا بي فوجمت ، فقال لها : أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة فتبسمت .

بيان : وجم كوعد أي سكت على غيظ .

- مناقب ابن شهرآشوب : الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة قالت : أسر النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى فاطمة شيئا فضحكت ، فسألتها فقالت : قال لي : ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء أمتي . حلية الأولياء وكتاب الشيرازي روى عمران بن حصين وجابر بن سمرة أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) دخل على فاطمة فقال : كيف تجدينك يا بنية ؟ قال : إني لوجعة وإنه ليزيدني أنه مالي طعام آكله قال : يا بنية أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين ؟ قالت : يا أبة فأين مريم بنت عمران ؟ قال : تلك سيدة نساء عالمها وإنك سيدة نساء عالمك أم والله زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة .

وقيل للصادق ( عليه السلام ) : قول الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : فاطمة سيدة نساء أهل الجنة أي سيدة نساء عالمها ؟ قال : ذاك مريم وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة من الأولين والآخرين . وفي الحديث : إن آسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران وخديجة يمشين أمام فاطمة كالحجاب لها إلى الجنة .

وسأل بزل الهروي الحسين بن روح - ره - فقال : كم بنات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أربع ، فقال : أيتهن أفضل ؟ فقال : فاطمة ، قال : ولم صارت أفضل وكانت أصغرهن سنا وأقلهن صحبة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : لخصلتين خصها الله بهما : إنها ورثت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ونسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) منها ، ولم يخصها بذلك إلا بفضل إخلاص عرفه من نيتها .

وقال المرتضى رحمه الله : التفضيل هو كثرة الثواب بأن يقع إخلاص ويقين ونية صافية ، ولا يمتنع من أن تكون عليها السلام قد فضلت على أخواتها بذلك ، ويعتمد على أنها عليها السلام أفضل نساء العالمين بإجماع الامامية ، وعلى أنه قد ظهر من تعظيم الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لشأن فاطمة ( عليها السلام ) وتخصيصها من بين سائرهن ما ربما لا يحتاج إلى الاستدلال عليه .

جامع الترمذي وإبانة العكبري وأخبار فاطمة عن أبي علي الصولي وتاريخ خراسان عن السلامي مسندا أن جميعا التيمي قال : دخلت مع عمتي على عائشة فقالت لها عمتي : ما حملك على الخروج على علي ؟ فقالت عائشة : دعينا فوالله ما كان أحد من الرجال أحب إلى رسول الله من علي ولا من النساء أحب إليه من فاطمة .

فضائل العشرة عن أبي السعادات ، وفضائل الصحابة عن السمعاني وفي روايات عن الشريك والأعمش وكثير النوا وابن الحجام كلهم ، عن جميع بن عمير ، عن عائشة وعن أسامة ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وروي عن عبد الله بن عطا ، عن عبد الله ابن بريدة ، عن أبيه قال : سألت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أي النساء أحب إليك ؟ قال : فاطمة ، قلت : من الرجال ؟ قال : زوجها . جامع الترمذي قال بريدة : كان أحب النساء إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فاطمة ومن الرجال علي .

قوت القلوب عن أبي طالب المكي والأربعين عن أبي صالح المؤذن وفضائل الصحابة عن أحمد بالاسناد عن سفيان ، وعن الأعمش ، عن أبي الجحاف ، عن جميع عن عائشة أنه قال علي للنبي ( صلى الله عليه وآله ) لما جلس بينه وبين فاطمة وهما مضطجعان : أينا أحب إليك أنا أو هي ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : هي أحب إلي وأنت أعز علي منها .

وفي خبر عن جابر بن عبد الله أنه افتخر علي وفاطمة بفضائلهما فأخبر جبرئيل النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنهما قد أطالا الخصومة في محبتك فاحكم بينهما فدخل وقص عليهما مقالتهما ، ثم أقبل على فاطمة وقال : لك حلاوة الولد وله عز الرجال وهو أحب إلي منك ، فقالت فاطمة : والذي اصطفاك واجتباك وهداك وهدى بك الأمة لا زلت مقرة له ما عشت .

عامر الشعبي والحسن البصري وسفيان الثوري ومجاهد وابن جبير وجابر الأنصاري ومحمد الباقر وجعفر الصادق ( عليهما السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : إنما فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني أخرجه البخاري عن المسور بن مخرمة .

وفي رواية جابر : فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله . وفي مسلم والحلية إنما فاطمة ابنتي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها . بيان : قال الجزري : وفي الحديث ( فاطمة بضعة مني ) البضعة بالفتح القطعة من اللحم وقد تكسر أي إنها جزء مني كما أن القطعة من اللحم جزء من اللحم . وقال : وفي حديث فاطمة : يريبني ما يريبها أي يسوؤني ما يسوؤها ويزعجني ما يزعجها ، يقال : رابني هذا الامر وأرابني إذا رأيت منه ما تكره .

- مناقب ابن شهرآشوب : سعد بن أبي وقاص سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول : فاطمة بضعة مني من سرها فقد سرني ومن ساءها فقد ساءني ، فاطمة أعز البرية علي . مستدرك الحاكم ، عن أبي سهل بن زياد ، عن إسماعيل ، وحلية أبي نعيم عن الزهري ، وابن أبي مليكة ، والمسور بن مخرمة أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : إنما فاطمة شجنة مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها .

وجاء سهل بن عبد الله إلى عمر بن عبد العزيز فقال : إن قومك يقولون : إنك تؤثر عليهم ولد فاطمة ، فقال عمر ، سمعت الثقة من الصحابة أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : فاطمة بضعة مني يرضيني ما أرضاها ويسخطني ما أسخطها ، فوالله إني لحقيق أن أطلب رضى رسول الله ، ورضاه ورضاها في رضى ولدها .

وقد علموا أن النبي يسره * مسرتها جدا ويشني اغتمامها قوله ( صلى الله عليه وآله ) هذا يدل على عصمتها لأنها لو كانت ممن تقارف الذنوب لم يكن مؤذيها مؤذيا له ( صلى الله عليه وآله ) على كل حال ، بل كان من فعل المستحق - من ذمها وإقامة الحد إن كان الفعل يقتضيه - سارا له ( صلى الله عليه وآله ) ومطيعا . أبو ثعلبة الخشني قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا قدم من سفره يدخل على فاطمة ، فدخل عليها فقامت إليه واعتنقته وقبلت بين عينيه . الأربعين عن ابن المؤذن بإسناده ، عن النضر بن شميل .

عن ميسرة ، عن المنهال ، عن عائشة بنت طلحة ، عن عائشة بنت أبي بكر ، وفي فضائل السمعاني بإسناده عن عكرمة قالا : كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) إذا قدم من مغازيه قبل فاطمة .

ورووا عن عائشة أن فاطمة كانت إذا دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قام لها من مجلسه وقبل رأسها وأجلسها مجلسه ، وإذا جاء إليها لقيته وقبل كل واحد منهما صاحبه وجلسا معا .

أبو السعادات في فضائل العشرة وابن المؤذن في الأربعين بالاسناد عن عكرمة عن ابن عباس ، وعن أبي ثعلبة الخشني ، وعن نافع ، عن ابن عمر قالوا : كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) إذا أراد سفرا كان آخر الناس عهدا بفاطمة ، وإذا قدم كان أول الناس عهدا بفاطمة ، ولو لم يكن لها عند الله تعالى فضل عظيم لم يكن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يفعل معها ذلك ، إذ كانت ولده وقد أمر الله بتعظيم الولد للوالد ، ولا يجوز أن يفعل معها ذلك وهو بضد ما أمر به أمته عن الله تعالى .

أبو سعيد الخدري قال : كانت فاطمة من أعز الناس على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فدخل عليها يوما وهي تصلي فسمعت كلام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في رحلها ، فقطعت صلاتها وخرجت من المصلى فسلمت عليه ، فمسح يده على رأسها وقال : يا بنية كيف أمسيت رحمك الله عشينا غفر الله لك وقد فعل .

أخبار فاطمة عن أبي علي الصولي قال عبد الله بن الحسن : دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على فاطمة فقدمت إليه كسرة يابسة من خبز شعير فأفطر عليها ثم قال : يا بنية هذا أول خبز أكل أبوك منذ ثلاثة أيام ، فجعلت فاطمة تبكي ورسول الله يمسح وجهها بيده .

أبو صالح المؤذن في الأربعين بالاسناد عن شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن إبراهيم ، عن مسروق ، عن ابن مسعود قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إن الله تعالى لما أمرني أن أزوج فاطمة من علي ففعلت ، فقال لي جبرئيل : إن الله تعالى بنى جنة من لؤلؤة بين كل قصبة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوت مشذرة بالذهب وجعل سقوفها زبرجدا أخضر ، وجعل فيها طاقات من لؤلؤ مكللة بالياقوت .

ثم جعل غرفها لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، ولبنة من در ، ولبنة من ياقوت ، ولبنة من زبرجد ، ثم جعل فيها عيونا تنبع من نواحيها وحفت بالأنهار وجعل على الأنهار قبابا من در قد شعبت بسلاسل الذهب وحفت بأنواع الشجر وبنى في كل غصن قبة وجعل في كل قبة أريكة من درة بيضاء غشاؤها السندس والإستبرق ، وفرش أرضها بالزعفران ، وفتق بالمسك والعنبر ، وجعل في كل قبة حوراء ، والقبة لها مائة باب على كل باب جاريتان وشجرتان في كل قبة مفرش وكتاب مكتوب حول القباب آية الكرسي ، فقلت : يا جبرئيل لمن بنى الله هذه الجنة ؟ قال ، بناها لعلي بن أبي طالب وفاطمة ابنتك سوى جنانهما تحفة أتحفهما الله ، ولتقر بذلك عينك يا رسول الله .

بيان : قوله : ( لؤلؤة من ياقوت ) لعل المعنى أنها في صفاء اللؤلؤ ولون الياقوت ، ولا يبعد أن تكون ( من ) زائدة من النساخ أو يكون الظرف متعلقا بقوله مشذرة أي اللؤلؤة مرصعة من الياقوت بالذهب قال الفيروزآبادي : الشذر قطع من الذهب تلقط من معدنه بلا إذابة ، أو خرز يفصل بها النظم أو هو اللؤلؤ الصغار .

قوله : قد شعبت ، الشعب الجمع والتفريق ، ولعل الأظهر هنا الأول وقال الفيروزآبادي : الأريكة كسفينة سرير في حجلة ، أو كل ما يتكأ عليه من سرير ومنصة وفراش ، أو سرير منجد مزين في قبة أو بيت ، فإذا لم يكن فيه سرير فهو حجلة ، والسندس : الرقيق من الحرير ، والإستبرق الغليظ منه .

قوله : ( وفتق ) أي جعل بين الزعفران المسك والعنبر أو بين فرشها المبسوطة من الفتق بمعنى الشق ، والمفرش كمنبر شئ كالشاذكونة .

- مناقب ابن شهرآشوب : ابن عبد ربه الأندلسي في العقد عن عبد الله بن الزبير في خبر عن معاوية بن أبي سفيان قال : دخل الحسن بن علي على جده ( صلى الله عليه وآله ) وهو يتعثر بذيله فأسر إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) سرا فرأيته وقد تغير لونه ، ثم قام النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى أتى منزل فاطمة فأخذ بيدها فهزها إليه هزا قويا ثم قال : يا فاطمة إياك وغضب علي فإن الله يغضب لغضبه ويرضى لرضاه ، ثم جاء علي فأخذ النبي ( صلى الله عليه وآله ) بيده ثم هزها إليه هزا خفيفا ثم قال : يا أبا الحسن إياك وغضب فاطمة فإن الملائكة تغضب لغضبها وترضى لرضاها ، فقلت : يا رسول الله مضيت مذعورا وقد رجعت مسرورا ، فقال : يا معاوية كيف لا أسر وقد أصلحت بين اثنين هما أكرم الخلق على الله .

وفي رواية عبد الله بن الحارث وحبيب بن ثابت وعلي بن إبراهيم : أحب اثنين في الأرض إلي . قال ابن بابويه : هذا غير معتمد لأنهما منزهان أن يحتاجا أن يصلح بينهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

 

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>