في أن فاطمة عليها السلام أرسلت السوارين والستر إلى أبيها صلى الله عليه وآله

1 - الكافي ، مكارم الأخلاق : عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا أراد السفر سلم على من أراد التسليم عليه من أهله ثم يكون آخر من يسلم عليه فاطمة ( عليها السلام ) فيكون وجهه إلى سفره من بيتها ، وإذا رجع بدأ بها .

 فسافر مرة وقد أصاب علي ( عليه السلام ) شيئا من الغنيمة فدفعه إلى فاطمة فخرج فأخذت سوارين من فضة وعلقت على بابها سترا ، فلما قدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دخل المسجد فتوجه نحو بيت فاطمة كما كان يصنع ، فقامت فرحة إلى أبيها صبابة وشوقا إليه فنظر فإذا في يدها سواران من فضة وإذا على بابها ستر ، فقعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حيث ينظر إليها ، فبكت فاطمة وحزنت وقالت : ما صنع هذا بي قبلها .

فدعت ابنيها فنزعت الستر من بابها وخلعت السوارين من يديها ، ثم دفعت السوارين إلى أحدهما والستر إلى الاخر ثم قالت لهما : انطلقا إلى أبي فاقرئاه السلام وقولا له : ما أحدثنا بعدك غير هذا فشأنك به ، فجاءاه فأبلغاه ذلك عن أمهما فقبلهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والتزمهما وأقعد كل واحد منهما على فخذه ، ثم أمر بذينك السوارين فكسرا فجعلهما قطعا ثم دعا أهل الصفة [ وهم ] قوم من المهاجرين لم يكن لهم منازل ولا أموال ، فقسمه بينهم قطعا ، ثم جعل يدعو الرجل منهم العاري الذي لا يستتر بشئ وكان ذلك الستر طويلا ليس له عرض فجعل يؤزر الرجل فإذا التقيا عليه قطعه حتى قسمه بينهم أزرا ثم أمر النساء لا يرفعن رؤوسهن من الركوع والسجود حتى يرفع الرجال رؤوسهم ، وذلك أنهم كانوا من صغر إزارهم إذا ركعوا وسجدوا بدت عورتهم من خلفهم ثم جرت به السنة أن لا يرفع النساء رؤوسهن من الركوع والسجود حتى يرفع الرجال .

ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : رحم الله فاطمة ليكسونها الله بهذا الستر من كسوة الجنة ، وليحلينها بهذين السوارين من حلية الجنة . عن الكاظم ( عليه السلام ) قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : دخل على ابنته فاطمة ( عليها السلام ) وفي عنقها قلادة ، فأعرض عنها ، فقطعتها ورمت بها ، فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنت مني ائتيني يا فاطمة ثم جاء سائل فناولته القلادة .

2 - مناقب ابن شهرآشوب : حلية أبي نعيم ومسند أبي يعلى قالت عائشة : ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة غير أبيها .

ورويا أنه كان بينهما شئ فقالت عائشة : يا رسول الله سلها فإنها لا تكذب وقد روى الحديثين عطا وعمرو بن دينار .

الحسن البصري : ما كان في هذه الأمة أعبد من فاطمة كانت تقوم حتى تورم قدماها .

وقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) لها : أي شئ خير للمرأة ؟ قالت : أن لا ترى رجلا ولا يراها رجل . فضمها إليه وقال : ذرية بعضها من بعض .

وفي الحلية : الأوزاعي عن الزهري قال : لقد طحنت فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى مجلت يداها وطب الرحى في يدها . بيان : طب أي تأنى في الأمور وتلطف ولعل المعنى أثرت فيها قليلا قليلا ولعل فيه تصحيفا .

3 - مناقب ابن شهرآشوب : في الصحيحين إن عليا ( عليه السلام ) قال أشتكي مما أندء بالقرب فقالت فاطمة ( عليها السلام ) : والله إني أشتكي يدي مما أطحن بالرحى وكان عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) أسارى فأمرها أن تطلب من النبي ( صلى الله عليه وآله ) خادما ، فدخلت على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وسلمت عليه و رجعت ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : مالك ؟ قالت : والله ما استطعت أن أكلم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من هيبته ، فانطلق علي معها إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال لهما : لقد جاءت بكما حاجة ، فقال علي : مجاراتهما فقال ( صلى الله عليه وآله ) : لا ولكني أبيعهم وأنفق أثمانهم على أهل الصفة ، وعلمها تسبيح الزهراء .

كتاب الشيرازي أنها لما ذكرت حالها وسألت جارية بكى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا فاطمة والذي بعثني بالحق إن في المسجد أربعمائة رجل مالهم طعام ولا ثياب ولولا خشيتي خصلة لأعطيتك ما سألت ، يا فاطمة إني لا أريد أن ينفك عنك أجرك إلى الجارية ، وإني أخاف أن يخصمك علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يوم القيامة بين يدي الله عز وجل إذا طلب حقه منك ثم علمها صلاة التسبيح فقال أمير المؤمنين : مضيت تريدين من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الدنيا فأعطانا الله ثواب الآخرة .

[ قال ] قال أبو هريرة : فلما خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من عند فاطمة أنزل الله على رسوله ( وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها ) يعني عن قرابتك وابنتك فاطمة ابتغاء مرضاة الله ، يعني طلب رحمة من ربك ، يعني رزقا من ربك ترجوها ( فقل لهم قولا ميسورا ) يعني قولا حسنا .

فلما نزلت هذه الآية أنفذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جارية إليها للخدمة وسماها فضة .

تفسير الثعلبي ، عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، وتفسير القشيري ، عن جابر الأنصاري أنه رأى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فاطمة وعليها كساء من أجلة الإبل وهي تطحن بيديها وترضع ولدها ، فدمعت عينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة ، فقالت : يا رسول الله الحمد لله على نعمائه ، والشكر لله على آلائه فأنزل الله ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) .

ابن شاهين في مناقب فاطمة ، وأحمد في مسند الأنصار بإسنادهما عن أبي هريرة وثوبان أنهما قالا : كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يبدأ في سفره بفاطمة ويختم بها ، فجعلت وقتا سترا من كساء خيبرية لقدوم أبيها وزوجها فلما رآه النبي ( صلى الله عليه وآله ) تجاوز عنها وقد عرف الغضب في وجهه حتى جلس عند المنبر فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها ونزعت الستر فبعثت به إلى أبيها وقالت : اجعل هذا في سبيل الله فلما أتاه قال ( عليه السلام ) : قد فعلت فداها أبوها ثلاث مرات ما لآل محمد وللدنيا فإنهم خلقوا للآخرة وخلقت الدنيا لهم .

وفي رواية أحمد : فإن هؤلاء أهل بيتي ولا أحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا .

أبو صالح المؤذن في كتابه بالاسناد عن علي ( عليه السلام ) أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) دخل على ابنته فاطمة فإذا في عنقها قلادة ، فأعرض عنها ، فقطعها فرمت بها ، فقال رسول الله : أنت مني يا فاطمة ثم جاءها سائل فناولته القلادة .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>