في الرؤيا التي رأتها فاطمة عليها السلام - متى تكون المرأة أدنى من ربها

1 - تفسير علي بن إبراهيم : ( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) قال : فإنه حدثني أبي ، عن محمد بن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان سبب نزول هذه الآية أن فاطمة ( عليها السلام ) رأت في منامها أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هم أن يخرج هو وفاطمة وعلي والحسن والحسين ( عليهم السلام ) من المدينة فخرجوا حتى جاوزوا من حيطان المدينة ، فتعرض لهم طريقان ، فأخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذات اليمين حتى انتهى بهم إلى موضع فيه نخل وماء ، فاشترى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شاة كبراء - وهي التي في إحدى أذنيها نقط بيض - فأمر بذبحها فلما أكلوا ماتوا في مكانهم ، فانتبهت فاطمة باكية ذعرة فلم تخبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بذلك .

فلما أصبحت جاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بحمار فأركب عليه فاطمة ( عليها السلام ) وأمر أن يخرج أمير المؤمنين والحسن والحسين ( عليهم السلام ) من المدينة كما رأت فاطمة في نومها فلما خرجوا من حيطان المدينة عرض له طريقان فأخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذات اليمين كما رأت فاطمة حتى انتهوا إلى موضع فيه نخل وماء ، فاشترى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شاة كما رأت فاطمة ( عليها السلام ) فأمر بذبحها ، فذبحت وشويت .

فلما أرادوا أكلها قامت فاطمة وتنحت ناحية منهم تبكي مخافة أن يموتوا فطلبها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى وقع عليها وهي تبكي فقال : ما شأنك يا بنية ؟ قالت : يا رسول الله إني رأيت البارحة كذا وكذا في نومي وقد فعلت أنت كما رأيته فتنحيت عنكم فلا أراكم تموتون .

فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فصلى ركعتين ثم ناجى ربه ، فنزل عليه جبرئيل فقال : يا محمد هذا شيطان يقال له : الدهار وهو الذي أرى فاطمة هذه الرؤيا ويؤذي المؤمنين في نومهم ما يغتمون به ، فأمر جبرئيل فجاء به إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال له : أنت أريت فاطمة هذه الرؤيا ؟ فقال : نعم يا محمد فبزق عليه ثلاث بزقات فشجه في ثلاث مواضع .

ثم قال جبرئيل لمحمد : قل يا محمد إذا رأيت في منامك شيئا تكرهه أو رأى أحد من المؤمنين فليقل : أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقربون وأنبياؤه المرسلون وعباده الصالحون من شر ما رأيت [ و ] من رؤياي ويقرأ الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد ويتفل عن يساره ثلاث تفلات ، فإنه لا يضره ما رأى وأنزل الله على رسوله ( إنما النجوى من الشيطان ) الآية . بيان : ما رأيت كبراء وأشكالها فيما عندنا من كتب اللغة بهذا المعنى .

2 - تفسير العياشي : عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : رأت فاطمة ( عليها السلام ) في النوم كأن الحسن والحسين ذبحا أو قتلا فأحزنها ذلك ، فأخبرت به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا رؤيا ! فتمثلت بين يديه قال : أنت أريت فاطمة هذا البلاء ؟ قالت : لا فقال : يا أضغاث ! أنت أريت فاطمة هذا البلاء ؟ قالت : نعم يا رسول الله ، قال : فما أردت بذلك ؟ قالت : أردت أن أحزنها ، فقال لفاطمة : اسمعي ليس هذا بشئ .

3 - نوادر الراوندي : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال علي ( عليه السلام ) استأذن أعمى على فاطمة ( عليها السلام ) فحجبته فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لها : لم حجبتيه وهو لا يراك ؟ فقالت ( عليها السلام ) : إن لم يكن يراني فإني أراه وهو يشم الريح فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أشهد أنك بضعة مني .

وبهذا الاسناد قال : سأل رسول الله صلى الله عليه وآله أصحابه عن المرأة ما هي ، قالوا : عورة ، قال : فمتى تكون أدنى من ربها ؟ فلم يدروا ، فلما سمعت فاطمة ( عليها السلام ) ذلك قالت : أدنى ما تكون من ربها أن تلزم قعر بيتها ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن فاطمة بضعة مني .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>