في أن نساء النبي صلى الله عليه وآله هيئن فاطمة عليها السلام للزفاف ، وكيفية ليلة الزفاف من الاطعام

1 - إقبال الأعمال : بإسناده إلى شيخنا المفيد في كتاب حدائق الرياض قال : فقالت أم أيمن : يا رسول الله لو أن خديجة باقية لقرت عينها بزفاف فاطمة وإن عليا يريد أهله ، فقر عين فاطمة ببعلها واجمع شملها وقر عيوننا بذلك ، فقال : فما بال علي لا يطلب مني زوجته ، فقد كنا نتوقع ذلك منه ، قال علي : فقلت : الحياء يمنعني يا رسول الله .

فالتفت إلى النساء فقال : من ههنا ؟ فقالت أم سلمة : أنا أم سلمة وهذه زينب ، وهذه فلانة وفلانة ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : هيئوا لابنتي وابن عمي في حجري بيتا ، فقالت أم سلمة : في أي حجرة يا رسول الله ؟ فقال رسول الله : في حجرتك وأمر نساءه أن يزين ويصلحن من شأنها .

قالت أم سلمة : فسألت فاطمة : هل عندك طيب ادخرتيه لنفسك ؟ قالت : نعم فأتت بقارورة فسكبت منها في راحتي فشممت منها رائحة ما شممت مثلها قط ، فقلت ما هذا ؟ فقالت : كان دحية الكلبي يدخل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيقول لي : يا فاطمة هات الوسادة فاطرحيها لعمك ، فأطرح له الوسادة فيجلس عليا ، فإذا نهض سقط من بين ثيابه شئ فيأمرني بجمعه ، فسأل علي ( عليه السلام ) رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن ذلك فقال : هو عنبر يسقط من أجنحة جبرئيل .

قال علي : ثم قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي اصنع لأهلك طعاما فاضلا ثم قال : من عندنا اللحم والخبز ، وعليك التمر والسمن ، فاشتريت تمرا وسمنا فحسر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن ذراعه وجعل يشدخ التمر في السمن حتى اتخذه حيسا ، وبعث إلينا كبشا سمينا فذبح ، وخبز لنا خبز كثير .

ثم قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ادع من أحببت ، فأتيت المسجد وهو مشحن بالصحابة ، فأحييت أن أشخص قوما وأدع قوما ، ثم صعدت على ربوة هناك وناديت : أجيبوا إلى وليمة فاطمة ، فأقبل الناس أرسالا ، فاستحييت من كثرة الناس وقلة الطعام ، فعلم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما تداخلني فقال : يا علي إني سأدعو الله بالبركة قال علي : فأكل القوم عن آخرهم طعامي ، وشربوا شرابي ، ودعوا لي بالبركة و صدروا وهم أكثر من أربعة آلاف رجل ، ولم ينقص من الطعام شئ .

ثم دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالصحاف فملئت ووجه بها إلى منازل أزواجه ، ثم أخذ صحفة وجعل فيها طعاما وقال : هذا لفاطمة وبعلها حتى إذا انصرفت الشمس للغروب قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا أم سلمة هلمي فاطمة ، فانطلقت فأتت بها وهي تسحب أذيالها ، وقد تصببت عرقا حياء من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فعثرت .

فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أقالك الله العثرة في الدنيا والآخرة . فلما وقفت بين يديه كشف الرداء عن وجهها حتى رآها علي ( عليه السلام ) ، ثم أخذ يدها فوضعها في يد علي ( عليه السلام ) وقال : بارك الله لك في ابنة رسول الله يا علي نعم الزوجة فاطمة ، ويا فاطمة نعم البعل علي انطلقا إلى منزلكما ولا تحدثا أمرا حتى آتيكما .

قال علي : فأخذت بيد فاطمة وانطلقت بها حتى جلست في جانب الصفة وجلست في جانبها وهي مطرقة إلى الأرض حياء مني وأنا مطرق إلى الأرض حياء منها .

ثم جاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : من ههنا ؟ فقلنا : ادخل يا رسول الله مرحبا بك زائرا وداخلا ، فدخل ، فأجلس فاطمة من جانبه ثم قال : يا فاطمة إيتيني بماء فقامت إلى قعب في البيت فملأته ماء ثم أتته به ، فأخذ جرعة فتمضمض بها ثم مجها في القعب ثم صب منها على رأسها ، ثم قال : أقبلي ! فلما أقبلت نضح منه بين ثدييها ، ثم قال : أدبري ، فأدبرت فنضح منه بين كتفيها ثم قال : ( اللهم هذه ابنتي وأحب الخلق إلي ، اللهم وهذا أخي وأحب الخلق إلي اللهم اجعله لك وليا وبك حفيا ، وبارك له في أهله ، ثم قال : يا علي ادخل بأهلك بارك الله لك ورحمة الله وبركاته عليكم إنه حميد مجيد .

بيان : مزمل أي ملفوف ، والشريط : خوص مفتول يشرط به السرير ونحوه وقال الفيروزآبادي : الخيش : ثياب في نسجها رقة وخيوطها غلاظ من مشاقة الكتان أو من أغلظ العصب ، قوله : من جز الغنم بالكسر أي الصوف الذي جز من الغنم والمخضب كمنبر : المركن . قوله : فقر عين فاطمة ، ظاهره أنه بصيغة الامر بناء على أن مجرده يكون متعديا أيضا ، لكنه لم يرد فيما عندنا من كتب اللغة .

وقال الجوهري : جمع الله شملهم ، أي ما تشتت من أمرهم ، وشتت الله شمله أي ما اجتمع من أمره ، وقال : الشدخ كسر الشئ الأجوف ، وقال : الحيس هو تمر يخلط بسمن وأقط ، والسحب الجر ، والقعب قدح من خشب ، قوله ( صلى الله عليه وآله ) : وبك حفيا ، قال الجوهري : تقول : حفيت به بالكسر أي بالغت في إكرامه وإلطافه - انتهى - أي مطيعا لك غاية الإطاعة أو مشفقا على الخلق ناصحا لهم بسبب إطاعة أمرك .

2 - أمالي الطوسي : جماعة ، عن أبي غالب الزراري ، عن الكليني ، عن عدة من أصحابه عن أحمد بن محمد ، عن الوشاء ، عن الخيبري ، عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : لولا أن الله خلق أمير المؤمنين لفاطمة ما كان لها كفو على الأرض .

3 - أمالي الطوسي : روي أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) دخل بفاطمة بعد وفاة أختها رقية زوجة عثمان بستة عشر يوما ، وذلك بعد رجوعه من بدر ، وذلك لأيام خلت من شوال وروي أنه دخل بها يوم الثلثا لست خلون من ذي الحجة والله تعالى أعلم .

4 - الخصال : الطالقاني ، عن الحسن بن علي العدوي ، عن عمرو بن المختار عن يحيى الحماني ، عن قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن عباية بن ربعي عن أبي أيوب الأنصاري قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مرض مرضة فأتته فاطمة ( عليها السلام ) تعوده وهو ناقة من مرضه ، فلما رأت ما برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من الجهد والضعف خنقتها العبرة حتى جرت دمعتها على خدها ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) لها : يا فاطمة إن الله جل ذكره اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها بعلك ، فأوحى إلي فأنكحتكه ، أما علمت يا فاطمة أن لكرامة الله إياك زوجك أقدمهم سلما أعظمهم حلما ، وأكثرهم علما .

قال : فسرت بذلك فاطمة ( عليها السلام ) ، واستبشرت بما قال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأراد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يزيدها مزيد الخير كله من الذي قسمه الله له ولمحمد وآل محمد . فقال : يا فاطمة لعلي ثمان خصال : إيمانه بالله وبرسوله ، وعلمه ، وحكمته وزوجته ، وسبطاه الحسن والحسين ، وأمره بالمعروف ، ونهيه عن المنكر ، وقضاؤه بكتاب الله .

يا فاطمة إنا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحمد من الأولين قبلنا ولا يدركها أحد من الآخرين بعدنا : نبينا خير الأنبياء وهو أبوك ، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك ، وشهيدنا سيد الشهداء وهو حمزة عم أبيك ، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة وهو جعفر ، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك .

5 - أمالي الصدوق : أبي ، والعطار ، عن محمد العطار ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن أبي أحمد الأزدي ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله تبارك وتعالى آخى بيني وبين علي بن أبي طالب وزوجه ابنتي من فوق سبع سماواته ، وأشهد على ذلك مقربي ملائكته وجعله لي وصيا وخليفة ، فعلي مني وأنا منه ، محبه محبي ، ومبغضه مبغضي وإن الملائكة لتتقرب إلى الله بمحبته .

6 - أمالي الصدوق : ابن الوليد ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلا ، عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) دخلت أم أيمن على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وفي ملحفتها شئ ، فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما معك يا أم أيمن فقالت إن فلانة أملكوها فنثروا عليها فأخذت من نثارها ثم بكت أم أيمن وقالت : يا رسول الله فاطمة زوجتها ولم تنثر عليها شيئا ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا أم أيمن لم تكذبين ، فإن الله تبارك وتعالى لما زوجت فاطمة عليا ( عليهما السلام ) أمر أشجار الجنة أن تنثر عليهم من حليها وحللها وياقوتها ودرها وزمردها واستبرقها ) فأخذوا منها مالا يعلمون ، ولقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة ( عليها السلام ) فجعلها في منزل علي ( عليه السلام ) .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>