فيما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله في فضائل علي عليه السلام لفاطمة عليها السلام

1 - تفسير علي بن إبراهيم : أبي ، عن بعض أصحابه رفعه قال : كانت فاطمة ( عليها السلام ) لا يذكرها أحد لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلا أعرض حتى آيس الناس منها ، فلما أراد أن يزوجها من علي أسر إليها فقالت : يا رسول الله أنت أولى بما ترى غير أن نساء قريش تحدثني عنه أنه رجل دحداح البطن ، طويل الذراعين ، ضخم الكراديس ، أنزع عظيم العينين والسكنة [ مشاشار كمشاشير البعير ] ضاحك السن ، لا مال له .

فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا فاطمة أما علمت أن الله أشرف على الدنيا فاختارني على رجال العالمين ، ثم اطلع فاختار عليا على رجال العالمين ، ثم اطلع فاختارك على نساء العالمين ؟ .

يا فاطمة إنه لما أسري بي إلى السماء وجدت مكتوبا على صخرة بيت المقدس : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، أيدته بوزيره ، ونصرته بوزيره ، فقلت لجبرئيل : ومن وزيري ؟ فقال : علي بن أبي طالب .

فلما انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت مكتوبا عليها : إني أنا الله لا إله إلا .

إنا وحدي ، محمد صفوتي من خلقي أيدته بوزيره ، ونصرته بوزيره ، فقلت لجبرئيل : ومن وزيري ؟ قال : علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .

فلما جاوزت السدرة انتهيت إلى عرش رب العالمين ، وجدت مكتوبا على قائمة من قوائم العرش : أنا الله لا إله إلا أنا محمد حبيبي أيدته بوزيره ونصرته بوزيره .

فلما دخلت الجنة رأيت في الجنة شجرة طوبى أصلها في دار علي وما في الجنة قصر ولا منزل إلا وفيها فتر منها وأعلاها أسفاط حلل من سندس وإستبرق يكون للعبد المؤمن ألف ألف سفط في كل سفط مائة ألف حلة ما فيه حلة تشبه الأخرى على ألوان مختلفة ، وهو ثياب أهل الجنة ، وسطها ظل ممدود ، عرض الجنة كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسوله ، يسير الراكب في ذلك الظل مسيرة مائة عام فلا يقطعه وذلك قوله ( وظل ممدود ) وأسفلها ثمار أهل الجنة وطعامهم متدلل في بيوتهم يكون في القضيب منها مائة لون من الفاكهة مما رأيتم في دار الدنيا وما لم تروه ، وما سمعتم به وما لم تسمعوا مثلها ، وكلما يجتني منها شئ نبتت مكانها أخرى ، لا مقطوعة ، ولا ممنوعة ، ويجري نهر في أصل تلك الشجرة تنفجر منها الأنهار الأربعة ( أنهار من ماء غير آسن ، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى ) .

يا فاطمة إن الله أعطاني في علي سبع خصال : هو أول من ينشق عنه القبر معي ، وهو أول من يقف معي على الصراط فيقول للنار خذي ذا وذري ذا ، وأول من يكسى إذا كسيت ، وأول من يقف معي على يمين العرش ، وأول من يقرع معي باب الجنة ، وأول من يسكن معي عليين ، وأول من يشرب معي من الرحيق المختوم ( ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) .

يا فاطمة هذا ما أعطاه الله عليا في الآخرة وأعد له في الجنة إذا كان في الدنيا لا مال له .

فأما ما قلت : إنه بطين ، فإنه مملوء من علم خصه الله به وأكرمه من بين أمتي .

وأما ما قلت : إنه أنزع عظيم العينين فإن الله خلقه بصفة آدم ( عليه السلام ) . وأما طول يديه فإن الله عز وجل طولها يقتل بها أعداءه وأعداء رسوله ، وبه يظهر الله الدين ولو كره المشركون ، وبه يفتح الله الفتوح ، ويقاتل المشركين على تنزيل القرآن والمنافقين من أهل البغي والنكث والفسوق على تأويله .

ويخرج الله من صلبه سيدي شباب أهل الجنة ، ويزين بهما عرشه . يا فاطمة ما بعث الله نبيا إلا جعل له ذرية من صلبه وجعل ذريتي من صلب علي ، ولولا علي ما كانت لي ذرية .

فقالت فاطمة : يا رسول الله ما أختار عليه أحدا من أهل الأرض ، فزوجها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال ابن عباس عند ذلك : والله ما كان لفاطمة كفو غير علي ( عليه السلام ) .

إيضاح : الدحداح القصير السمين واندح بطنه اندحاحا : اتسع ، وكل عظمين التقيا في مفصل فهو كردوس ، نحو المنكبين والركبتين والوركين والأنزع هو الذي انحسر الشعر عن جانبي جبهته ، والسكنة كقرحه مقر الرأس من العنق ، ولم أجد لمشاشار معنى في اللغة ، ولعله كان في الأصل : له مشاش كمشاش البعير ، والمشاش رؤوس العظام ، ولم تكن تلك الفقرة في بعض النسخ وهو أصوب .

قوله : إلا وفيها فتر ، بالفاء المكسورة : ما بين طرف الابهام وطرف المشيرة وفي بعضها بالقاف قال الفيروزآبادي : القتر القدر ويحرك وفي بعضها قنو بالكسر أي عذق ، والتدلل : التدلي ، والآسن الآجن المتغير ، وقد مر شرح سائر أجزاء الخبر في كتاب الفتن وكتاب أحوال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .

2 - أمالي الصدوق : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن سلمة بن الخطاب ، عن إبراهيم ابن مقاتل ، عن حامد بن محمد ، عن عمر بن هارون ، عن الصادق ، عن آبائه عن علي ( عليهم السلام ) قال : لقد هممت بتزويج فاطمة ابنة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ولم أتجرأ أن أذكر ذلك للنبي وأن ذلك ليختلج في صدري ليلي ونهاري حتى دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا علي ! قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : هل لك في التزويج ؟ قلت : رسول الله أعلم ، وإذا هو يريد أن يزوجني بعض نساء قريش وإني لخائف على فوت فاطمة . فما شعرت بشئ إذ أتاني رسول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال لي : أجب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأسرع ، فما رأينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أشد فرحا منه اليوم .

قال : فأتيته مسرعا فإذا هو في حجرة أم سلمة فلما نظر إلي تهلل وجهه فرحا وتبسم حتى نظرت إلى بياض أسنانه يبرق ، فقال : أبشر يا علي فإن الله عز وجل قد كفاني ما قد كان أهمني من أمر تزويجك ، فقلت : وكيف ذلك يا رسول الله ؟ .

قال : أتاني جبرئيل ومعه من سنبل الجنة وقرنفلها فناولنيهما ، فأخذتهما وشممتهما ، فقلت : ما سبب هذا السنبل والقرنفل ؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى أمر سكان الجنان من الملائكة ومن فيها أن يزينوا الجنان كلها بمغارسها وأشجارها وثمارها وقصورها ، وأمر ريحها فهبت بأنواع العطر والطيب ، وأمر حور عينها بالقراءة فيها بسورة طه وطواسين ويس وحمعسق ، ثم نادى مناد من تحت العرش : ألا إن اليوم يوم وليمة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ألا إني أشهدكم أني قد زوجت فاطمة بنت محمد من علي بن أبي طالب رضى مني بعضهما لبعض . ثم بعث الله تبارك وتعالى سحابة بيضاء فقطرت عليهم من لؤلؤها وزبرجدها ويواقيتها ، وقامت الملائكة فنثرت من سنبل الجنة وقرنفلها ، هذا مما نثرت الملائكة .

ثم أمر الله تبارك وتعالى ملكا من ملائكة الجنة يقال له : راحيل وليس في الملائكة أبلغ منه فقال : اخطب يا راحيل ، فخطب بخطبة لم يسمع بمثلها أهل السماء ولا أهل الأرض .

ثم نادى مناد : ألا يا ملائكتي وسكان جنتي ! باركوا على علي بن أبي طالب حبيب محمد وفاطمة بنت محمد ، فقد باركت عليهما ، ألا إني قد زوجت أحب النساء إلي من أحب الرجال إلي بعد النبيين والمرسلين .

فقال راحيل الملك : يا رب وما بركتك فيهما بأكثر مما رأينا لهما في جنانك ودارك ؟ فقال عز وجل : يا راحيل إن من بركتي عليهما أن أجمعهما على محبتي وأجعلهما حجة على خلقي ، وعزتي وجلالي لأخلقن منهما خلقا ، ولأنشأن منهما ذرية أجعلهم خزاني في أرضي ، ومعادن لعلمي ، ودعاة إلى ديني ، بهم أحتج على خلقي بعد النبيين والمرسلين .

فأبشر يا علي فإن الله عز وجل أكرمك كرامة لم يكرم بمثلها أحدا ، وقد زوجتك ابنتي فاطمة على ما زوجك الرحمان ، وقد رضيت لها بما رضي الله لها فدونك أهلك فإنك أحق بها مني ولقد أخبرني جبرئيل ( عليه السلام ) أن الجنة مشتاقة إليكما ، ولولا أن الله عز وجل قدر أن يخرج منكما ما يتخذه على الخلق حجة لأجاب فيكما الجنة وأهلها ، فنعم الأخ أنت ، ونعم الختن أنت ، ونعم الصاحب أنت وكفاك برضى الله رضى .

قال علي ( عليه السلام ) : فقلت : يا رسول الله بلغ من قدري حتى أني ذكرت في الجنة وزوجني الله في ملائكته ؟ فقال : إن الله عز وجل إذا أكرم وليه وأحبه أكرمه بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، فحباها الله لك يا علي ، فقال علي ( عليه السلام ) : ( رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي ) فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : آمين .

عيون أخبار الرضا ( ع ) : محمد بن علي بن الشاة ، عن أحمد بن المظفر ، عن محمد بن زكريا ، عن مهدي بن سابق ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام ) مثله .

عيون أخبار الرضا ( ع ) : الدقاق ، عن ابن زكريا القطان ، عن ابن حبيب ، عن أحمد بن الحارث عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن الصادق ( عليه السلام ) ، عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام ) مثله .

3 - تفسير فرات بن إبراهيم : عقبة بن مكرم الضبي ، عن محمد بن علي بن عمرو ، عن عمرو بن عبد الله بن هارون الطوسي ، عن أحمد بن عبد الله الشيباني ، عن محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام ) مثله ، وفي آخره : فإنما حباك الله في الجنة بما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، فقال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : يا رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : آمين يا رب العالمين ويا خير الناصرين .

4 - قرب الإسناد : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه ( عليهما السلام ) ، قال : كان فراش علي وفاطمة حين دخلت عليه إهاب كبش إذا أرادا أن يناما عليه قلباه فناما على صوفه ، قال وكانت وسادتهما أدما حشوا ليف ، قال : وكان صداقها درعا من حديد .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>