في قبرها عليها السلام ومكانه

1 - مناقب ابن شهرآشوب : قال أبو جعفر الطوسي : الأصوب أنها مدفونة في دارها أو في الروضة . يؤيد قوله قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إن بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة وفي البخاري ( بين بيتي ومنبري ) وفي الموطأ والحلية والترمذي ومسند أحمد ابن حنبل ( ما بين بيتي ومنبري ) . وقال ( صلى الله عليه وآله ) : منبري على ترعة من ترع الجنة وقالوا : حد الروضة ما بين القبر إلى المنبر إلى الأساطين التي تلي صحن المسجد .

أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) عن قبر فاطمة فقال : دفنت في بيتها فلما زادت بنو أمية في المسجد صارت في المسجد . يزيد بن عبد الملك ، عن أبيه ، عن جده قال : دخلت على فاطمة ( عليها السلام ) فبدأتني بالسلام ثم قالت : ما غدا بك ؟ قلت : طلب البركة قالت : أخبرني أبي وهو ذا : من سلم عليه أو علي ثلاثة أيام أوجب الله له الجنة ، قلت لها : في حياته وحياتك ؟ قالت : نعم وبعد موتنا .

2 - كشف الغمة : روي أن أبا جعفر ( عليه السلام ) أخرج سفطا أو حقا وأخرج منه كتابا فقرأه وفيه وصية فاطمة ( عليها السلام ) بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصت به فاطمة بنت محمد ( صلى الله عليه وآله ) أوصت بحوائطها السبعة إلى علي بن أبي طالب ، فإن مضى فإلى الحسن فإن مضى فإلى الحسين ، فإن مضى فإلى الأكابر من ولدي ) شهد المقداد بن الأسود والزبير بن العوام وكتب علي بن أبي طالب . وعن أسماء بنت عميس قالت : أوصتني فاطمة ( عليها السلام ) أن لا يغسلها إذا ماتت إلا أنا وعلي فغسلتها أنا وعلي ( عليه السلام ) .

وقيل : قالت فاطمة ( عليها السلام ) لأسماء بنت عميس حين توضأت وضوءها للصلاة : هاتي طيبي الذي أتطيب به ، وهاتي ثيابي التي أصلي فيها ، فتوضأت ثم وضعت رأسها فقالت لها : اجلسي عند رأسي فإذا جاء وقت الصلاة فأقيميني فإن قمت وإلا فأرسلي إلى علي .

فلما جاء وقت الصلاة قالت : الصلاة يا بنت رسول الله ، فإذا هي قد قبضت فجاء علي فقالت له : قد قبضت ابنة رسول الله قال علي : متى ؟ قالت حين أرسلت إليك قال : فأمر أسماء فغسلتها وأمر الحسن والحسين ( عليهما السلام ) يدخلان الماء ودفنها ليلا وسوى قبرها فعوتب ( على ذلك ) فقال : بذلك أمرتني .

وروي أنها بقيت بعد أبيها أربعين صباحا ولما حضرتها الوفاة قالت لأسماء : إن جبرئيل أتى النبي ( صلى الله عليه وآله ) لما حضرته الوفاة بكافور من الجنة فقسمه أثلاثا ثلثا لنفسه ، وثلثا لعلي وثلثا لي ، وكان أربعين درهما فقالت : يا أسماء ائتيني ببقية حنوط والدي من موضع كذا وكذا فضعيه عند رأسي فوضعته ، ثم تسجت بثوبها وقالت : انتظريني هنيهة وادعيني فإن أجبتك وإلا فاعلمي أني قد قدمت على أبي ( صلى الله عليه وآله ) .

فانتظرتها هنيهة ثم نادتها فلم تجبها فنادت : يا بنت محمد المصطفى ! يا بنت أكرم من حملته النساء ! يا بنت خير من وطئ الحصا ! يا بنت من كان من ربه قاب قوسين أو أدنى ! قال : فلم تجبها ، فكشفت الثوب عن وجهها فإذا بها قد فارقت الدنيا فوقعت عليها تقبلها وهي تقول : فاطمة ! إذا قدمت على أبيك رسول الله فاقرئيه عن أسماء بنت عميس السلام .

فبينا هي كذلك إذ دخل الحسن والحسين فقالا : يا أسماء ما ينيم أمنا في هذه الساعة ؟ قالت : يا ابني رسول الله ليست أمكما نائمة ، قد فارقت الدنيا فوقع عليها الحسن يقبلها مرة ويقول : يا أماه كلميني قبل أن تفارق روحي بدني قالت : وأقبل الحسين يقبل رجلها ويقول : يا أماه أنا ابنك الحسين كلميني قبل أن يتصدع قلبي فأموت . قالت لها أسماء : يا ابني رسول الله انطلقا إلى أبيكما علي فأخبراه بموت أمكما ، فخرجا حتى إذا كانا قرب المسجد رفعا أصواتهما بالبكاء ، فابتدرهما جميع الصحابة فقالوا ما يبكيكما يا ابني رسول الله لا أبكى الله أعينكما لعلكما نظرتما إلى موقف جدكما فبكيتما شوقا إليه .

فقالا : ( لا ) أو ليس قد ماتت أمنا فاطمة ( صلوات الله عليها ) قال : فوقع علي ( عليه السلام ) على وجهه يقول : بمن العزاء يا بنت محمد ؟ كنت بك أتعزى ففيم العزاء من بعدك ثم قال : لكل اجتماع من خليلين فرقة وكل الذي دون الفراق قليل وإن افتقادي فاطما بعد أحمد دليل على أن لا يدوم خليل ثم قال ( عليه السلام ) : يا أسماء غسليها وحنطيها وكفنيها قال : فغسلوها وكفنوها وحنطوها وصلوا عليها ليلا ودفنوها بالبقيع وماتت بعد العصر .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>