كرامتها ومنزلتها عند النبي صلى الله عليه وآله |
1 ـ عن الإمام الحسن عليه السلام: ألا أنبئكم ببعض أخبارنا؟ قالوا: بلى يا ابن أمير المؤمنين، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما بنى مسجده وأشرع فيه بابه وأشرع المهاجرون والأنصار (أبوابهم)، أراد الله عز وجل إبانة محمد وآله الأفضلين بالفضيلة فنزل جبرائيل عليه السلام عن الله تعالى بأن سدوا الأبواب عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله قبل أن ينزل بكم العذاب. فأول من بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وآله يأمره بسد الأبواب العباس بن عبد المطلب، فقال: سمعا وطاعة لله ورسوله، وكان الرسول معاذ بن جبل. ثم مر العباس بفاطمة عليها السلام فرآها قاعدة على بابها وقد أقعدت الحسن والحسين عليهما السلام، فقال لها: ما بالك قاعدة؟ انظروا إليها كأنها لبوة بين يديها جرواها(1)، تظن أن رسول الله صلى الله عليه وآله يخرج عمه ويدخل ابن عمه؟ فمر بهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لها: ما بالك قاعدة؟ قالت: أنتظر أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسد الأبواب، فقال لها: إن الله تعالى أمرهم بسد الأبواب واستثنى منهم رسوله، و(إنما) أنتم نفس رسول الله. ثم إن عمر بن الخطاب جاء فقال: إني أحب النظر إليك يا رسول الله إذا مررت إلى مصلاك، فأذن لي في فرجة أنظر إليك منها. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: قد أبى الله عز وجل ذلك، قال: فمقدار ما أضع عليه وجهي، قال: قد أبى الله ذلك، قال: فمقدار ما أضع (عليه) إحدى عيني، قال: قد أبى الله ذلك ولو قلت: قدر طرف إبرة، لم آذن لك، والذي نفسي بيده ما أنا أخرجتكم ولا أدخلتهم ولكن الله أدخلهم وأخرجكم ـ الحديث(2). 2 ـ عن محمد بن قيس قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا قدم من سفر بدأ بفاطمة عليها السلام، فدخل عليها فأطال عندها المكث، فخرج مرة في سفر فصنعت فاطمة مسكتين من ورق(3)، وقلادة وقرطين وستراً لباب البيت لقدوم أبيها وزوجها عليهما السلام، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل عليها، فوقف أصحابه على الباب، لا يدرون يقفون أو ينصرفون لطول مكثه عندها، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد عرف الغضب في وجهه، حتى جلس عند المنبر، فظنت فاطمة عليها السلام إنه إنما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله لما رأى من المسكتين والقلادة والقرطين والستر، فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها، ونزعت الستر، فبعثت به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقالت للرسول: قل له: تقرأ عليك ابنتك السلام وتقول: اجعل هذا في سبيل الله. فلما أتاه قال: فعلت فداها أبوها _ثلاث مرات_ ليست الدنيا من محمد ولا من آل محمد، ولو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة ما أسقى فيها كافرا شربة ماء. ثم قام فدخل عليها(4). 3 ـ وفي حديث: وكانت إذا دخلت عليه أخذ بيدها فقبلها وأجلسها في مجلسه. وكان إذا دخل عليها قامت إليه وأخذت بيده فأجلسته في مكانها(5). 4 ـ عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا سافر آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة، وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة عليها السلام. قال: فقدم من غزاة فأتاها فإذا هو بمسح على بابها، ورأى على الحسن والحسين عليهما السلام قلبين من فضة، فرجع ولم يدخل عليها، فلما رأت ذلك فاطمة ظنت أنه لم يدخل عليها من أجل ما رأى، فهتكت الستر ونزعت القلبين من الصبيين فقطعتهما، فبكى الصبيان، وقسمته بينهما، فانطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهما يبكيان، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله منهما وقال: يا ثوبان اذهب بهذا إلى بني فلان ـ أهل بيت بالمدينة ـ واشتر لفاطمة قلادة من عصب(6) وسوارين من عاج، فإن هؤلاء أهل بيتي، ولا أحب أن يأكلوا طيبا تهم في حياتهم الدنيا(7). 5 ـ وقدم رسول الله صلى الله عليه وآله من سفر: فدخل على فاطمة رضي الله عنها فرأى على باب منزلها سترا وفي يديها قلبين من فضة، فرجع فدخل عليها أبو رافع وهي تبكي، فأخبرته برجوع رسول الله صلى الله عليه وآله، فسأله أبو رافع فقال: من أجل الستر والسوارين، فأرسلت بهما بلالا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقالت: قد تصدقت بهما، فضعهما حيث ترى، فقال: اذهب فبعه وادفعه إلى أهل الصفة. فباع القلبين بدرهمين ونصف وتصدق بهما عليهم، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: بأبي أنت قد أحسنت(8). 6 ـ عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبَّل رأس فاطمة وقال: فداك أبوك، كما كنت فكوني. وفي خبر: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فداك أبي وأمي(9). 7 ـ عن عائشة: إن النبي صلى الله عليه وآله قبَّل يوماً نحر فاطمة(10). 8 ـ عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وآله إذا قدم من سفر قبل نحر فاطمة وقال: منها أشم رائحة الجنة(11). 9ـ عن عائشة: كان النبي صلى الله عليه وآله كثيرا ما يقبل عرف فاطمة، وكان يقبلها ويمسها لسانه(12). 10 ـ عن حذيفة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله لا ينام حتى يقبل عرض وجه فاطمة وبين يديها(13). 11 ـ عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله مالك إذا جاءت فاطمة قبلتها حتى تجعل لسانك في فيها كله كأنك تريد أن تلعقها عسلا؟(14). 12 ـ عن عائشة قالت: يا رسول الله مالك إذا قبلت فاطمة جعلت لسانك في فمها؟ قال: يا عائشة إن الله أدخلني الجنة، فناولني جبرائيل تفاحة، فأكلتها فصارت في صلبي، فلما نزلت من السماء واقعت خديجة(15). 13 ـ في حديث: لما نزلت على النبي صلى الله عليه وآله (لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا)(16) قالت فاطمة عليها السلام: فتهيبت النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن أقول له: يا أبه، فجعلت أقول له: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأقبل علي فقال لي: يا بنية لم تنزل فيك ولا في أهلك من قبل، أنت مني وأنا منك، وإنما نزلت في أهل الجفاء والبذخ والكبر، قولي: يا أبه، فإنه أحب للقلب وأرضى للربّ؛ ثم قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم جبهتي ومسحني بريقه، فما احتجت إلى طيب بعده(17). 14 ـ أبو ثعلبة الخشني قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قدم يدخل على فاطمة، فدخل عليها فقامت إليه واعتنقته وقبلت بين عينيه(18). 15 ـ وعنه وغيره قالوا: كان النبي صلى الله عليه وآله إذا أراد سفراً كان آخر الناس عهداً بفاطمة، وإذا قدم كان أول الناس عهداً بفاطمة؛ ولو لم يكن لها عند الله فضل عظيم لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله يفعل معها ذلك، إذ كانت ولده وقد أمر الله العظيم بتعظيم الولد للوالد، ولا يجوز أن يفعل معها ذلك وهو بضد ما أمر به أمته عن الله تعالى(19). 16 ـ في مفاخرة بين علي وفاطمة عليهما السلام: ثم أقبل (النبي) على فاطمة وقال: لك حلاوة الولد وله عز الرجال(20). 17 ـ الباقر والصادق عليهما السلام: إنه كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا ينام حتى يقبل عرض وجه فاطمة، يضع وجهه بين ثديي فاطمة ويدعو لها. وفي رواية: حتى يقبل عرض وجنة فاطمة أو بين ثدييها(21). 18 ـ عن أسامة: اجتمع علي وجعفر وزيد بن حارثة، فقال جعفر: أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال علي: أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال زيد: أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقالوا: انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله حتى نسأله، فجاؤوا يستأذنونه، فقال: اخرج فانظر من هؤلاء، فقلت: هذا جعفر وزيد وعلي، ما أقول؟ آذن؟ قال: ائذن لهم، فدخلوا فقالوا: يا رسول الله من أحب إليك؟ قال: فاطمة(22)... أقول: وفي معناه روايات أخر، فراجع (إحقاق الحق) ج10، ص180 ـ181. 19 ـ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لفاطمة: هي خير بناتي، لأنها أصيبت فيّ(23). 20 ـ إن أبا لبابة رفاعة بن عبد المنذر ربط نفسه في توبة، وإن فاطمة أرادت حله حين نزلت توبته، فقال: أقسمت ألا يحلني إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن فاطمة مضغة مني(24). 21 ـ عن علي عليه السلام في حديث: فجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونحن نيام، فقال: مكانكما، فقعد بيننا، فدعا بماء فرشه علينا. قال: فقلت: يا رسول الله أنا أحب إليك أم هي؟ قال: هي أحب إليَّ منك، وأنت أعز عليَّ منها(25). 22 ـ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث:ومن أنصفك فقد أنصفني، ومن ظلمك فقد ظلمني، لأنك مني وأنا منك، وأنت بضعة مني وروحي التي بين جنبي. ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: إلى الله أشكو ظالميك من أمتي(26). 23 ـ في حديث طويل عن الصادق عليه السلام في ذكر دخول أبي بكر وعمر على فاطمة عليها السلام في مرضها بإذن علي عليه السلام لعيادتها والاعتذار منها: فلما وقع بصرهما على فاطمة عليها السلام سلما عليها، فلم ترد عليهما وحولت وجهها عنهما، فتحولا واستقبلا وجهها حتى فعلت مراراً وقالت: يا علي جاف الثوب(27)، وقالت لنسوة حولها: حوِّلن وجهي، فلمّا حوَّلن وجهها حوّلا إليها... فالتفت إلى علي عليه السلام وقالت: إني لا أكلمهما من رأسي حتى أسألهما عن شئ سمعاه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإن صدقاني رأيت رأيي. قالا: اللهم ذلك لها، وإنا لا نقول إلا حقا ولا نشهد إلا صدقا. فقالت: أنشد كما الله أتذكران أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استخرجكما في جوف الليل لشئ كان حدث من أمر علي؟ فقالا: اللهم نعم، فقالت: أنشدكما بالله هل سمعتما النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: فاطمة بضعة مني وأنا منها، من آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي؟ قالا: اللهم نعم، قالت: الحمد لله،ثم قالت: اللهم إني أشهدك ـفاشهدوا يا من حضرنيـ أنهما فقد آذياني في حياتي وعند موتي، والله لا أكلمكما من رأسي حتى ألقى ربي(28). |
حبها للنبي صلى الله عليه وآله ومنزلته عندها |
24ـلما قبض النبي صلى الله عليه وآله امتنع بلال من الأذان وقال: لا أوذن لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن فاطمة عليها السلام قالت ذات يوم: إني أشتهي أن أسمع صوت مؤذن أبي عليه السلام بالأذان، فبلغ ذلك بلالا، فأخذ في الأذان، فلما قال: (الله أكبر، الله أكبر) ذكرت أباها عليه السلام وأيامه فلم تتمالك من البكاء، فلما بلغ إلى قوله: (أشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله) شهقت فاطمة عليها السلام شهقة وسقطت لوجهها وغشي عليها، فقال الناس لبلال: أمسك يا بلال فقد فرقت لبنة رسول اللهصل الدنيا، وظنوا أنها ماتت. فقطع أذانه ولم يتمه، فأفاقت فاطمة عليها السلام وسألته أن يتم الأذان، فلم يفعل، وقال لها: يا سيدة النسوان إني أخشى عليك مما تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالأذان، فأعفته عن ذلك(29). 25 ـ عن علي عليه السلام قال: غسلت النبي صلى الله عليه وآله في قميصه فكانت فاطمة عليها السلام تقول: أرني القميص، فإذا شمته غشي عليها، فلما رأيت ذلك منها غيبته(30). أقول: وقد يجدر بنا البحث هنا عن علة هذا التكريم من النبي صلى الله عليه وآله إياها، الذي قد زاد عن الوصف والبيان حتى يتعجب منه الإنسان؛ مع أنا نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل الناس حكمة، وأصوبهم رأيا وأكملهم عقلا، وأصلحهم علما وعملا، وأن فعله صلى الله عليه وآله وسلم هو عين الحكمة والصواب، وأن قوله الفصل وما هو بالهزل، وكان مدينة العلم والحكمة؛ وقد يكرر هذه الأقوال والأفعال حتى أنكرت عليه عائشة تقبيله نحرها ويدها وأمثال ذلك، وقال صلى الله عليه وآله وسلم في جوابها: (لما أسري بي إلى السماء أكلت من ثمار الجنة، فخلق الله منها فاطمة، فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممتها)، وغير خفي أن هذا الجواب مطابق لفكرها وعلى قدر عقلها؛ فلا بد لها من أسرار أخر وعلل سواه تشبه علمه وحكمته. وعندي أن هذا النحو من الحب الغزير والإكرام الكثير ليس منشأها محض الولادة والقرابة الظاهرية، إذ ليس هذا الحد من العلاقة في متعارف الناس؛ بل السر الأعظم فيها إظهار شأنها للأمة وما تنطوي عليه من الشؤون والفضائل والأخلاق التي أبانها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (فاطمة مني وأنا منها)؛ وبذلك جعلها مثلى لطريق الحق، وعلما يهدي به في ظلم الفيافي، وأنموذجا كاملا للإنسانية، وميزانا للحق والباطل في هجوم اللوابس و الفتن التي ستوقع بعده صلى الله عليه وآله وسلم. ولولاها لما بقيت للنبوة بقية، كما أشار إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطابه لها: (يا أبنة الصفوة وبقية النبوة)، وقد جعلها الله عز وجل سيدة النسوان وجعل حياتها إمتداداً لحياة أبيها (صلى الله عليه وآله) واستمراراً لأهدافه العالية من حيث مجاهدتها أمام الذين جعلوا الإسلام وسيلة إلى أغراضهم الفاسدة وآرائهم الكاسدة بعد وفاة أبيها (صلى الله عليه وآله) وتظافروا على هضم الإسلام شيئاً فشيئاً. كيف لا، وقد نقل ابن الحديد في شرحه: قال له (علي عليه السلام) قائل: يا أمير المؤمنين أرأيت لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ترك ولدا ذكرا قد بلغ الحلم، وآنس منه الرشد، أكانت العرب تسلم إليه أمرها؟ قال: لا، بل كانت تقتله إن لم يفعل ما فعلت... ولولا أن قريشا جعلت اسمه ذريعة إلى الرياسة، و سلما إلى العزة والإمرة لما عبدت الله بعد موته يوماً واحداً(31)... وروي عن إمامنا القائم عليه السلام في حديث سعد بن عبد الله في علة إسلام بعض المقتضبين للخلافة: بل أسلما طمعا، لأنهما كانا يجالسان اليهود ويستخبرانهم عما كانوا يجدون في التوراة وسائر الكتب المتقدمة الناطقة بالملاحم... وبايعاه طمعا في أن ينال كل منهما من جهته ولاية بلد(32)... وعن زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام: والله لو تمكن القوم أن طلبوا الملك بغير التعلق باسم رسالته كانوا قد عدلوا عن نبوته(33). وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد يعلم ذلك كله بتفرسه وعلمه بما في اللوح، وكان يجب عليه الإنذار بها، ونصب علم يهدى به في تلك الفيافي؛ فقد كرر على مسامع الحاضرين و الغائبين الذين يبلغهم كلامه: (فاطمة بضعة مني، من آذاها فقد آذاني، ومن أحبها فقد أحبني)، فبهذا البيان وما شابهه – وكم لها من مشابه ـ كشف عن الأمة ما أبهم عليه في الحوادث والفتن التي وقعت بعده؛ بحيث من وقف على جانب فاطمة كان على الحق، ومن أبدى وجهه لها كان على الباطل. ولعمري لولا فاطمة عليها السلام لم يعرف المنافقون الضالون الذين تقمصوا الخلافة الكبرى، وعموا عن نص الولاء، وأغضبوا رب العلى؛ إذ كانت عليها السلام ترغم أنف المعاندين بحجتها، وتفحم مغاليطهم ببراهينها، وترفع لثام النفاق عن وجوههم بخطاباتها. نعم وهذا هو السر الأعظم في تقبيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة الزهراء، وفي إكرامه إياها أشد إكرام، بل هذه الأفعال تنبئ للظرفاء والمدققين عن الكوادح التي أخذت بتلابيبها بعد وفاة أبيها، من الضرب على وجهها، ودفع المسمار في صدرها، وإسقاط جنينها و.. المصائب التي مرت عليها ونشير إليها في فصل مظلوميتها عليها السلام إن شاء الله تعالى.
|
1 - اللبوة: أنثى الأسد. والجرو: ولد الأسد. 2 - تفسير الإمام: ص17. ولا يخفى أن العباس حين سد الأبواب كان في مكة. 3 - المسكة، بالتحريك: السوار والخلخال. والورق: الفضة. 4 - البحار: ج43،ص20. 5 - كشف الغمة: ج1،ص453. 6 - قال أبو موسى: يحتمل عندي أن الرواية إنما هي العصب بفتح الصاد وهي أطناب مفاصل الحيوانات وهوشئ مدور، فيحتمل أنهم كانوا يأخذون عصب بعض الحيوانات الطاهرة فيقطعونه ويجعلونه شبه الخرز، فإذا يبس يتخذون منه القلائد، وإذا جاز و أمكن أن يتخذ من عظام السلحفاة وغيرها الأسورة جاز وأمكن أن يتخذ من عصب أشباهها خرز تنظم منه القلائد. قال: ثم ذكر لي بعض أهل اليمن أن العصب سن دابة بحرية تسمى فرس فرعون، يتخذ منها الخرز... (هامش المصدر) 7 - كشف الغمة: ج1،ص451. 8 - نهاية الإرب: ج5،ص264، على ما في (إحقاق الحق)ج10،ص291ـ292. 9 - إحقاق الحق: ج10،ص185ـ186. 10 - إحقاق الحق: ج10،ص185ـ186. 11 - إحقاق الحق: ج10،ص185ـ186. 12 - إحقاق الحق: ج10،ص185ـ186. 13 - إحقاق الحق: ج10،ص185ـ186. 14 - تاريخ بغداد: ج5،ص87. 15 - لسان الميزان: ج1،ص134،ط بيروت. 16 - النور، 63. 17 - المناقب: لابن المغازلي،ص365. 18 - البحار: ج 43، ص 40. 19 - البحار: ج43، ص40. 20 - البحار: ج 43، ص 38. 21 - البحار: ج43، ص 42. 22 - منتخب كنز العمال: بهامش (المسند) ج 5 ص 129. 23 - إحقاق الحق: ج10، ص183. 24 - الغدير: ج7، ص233. وراجع أيضاً في مغناه (ملتقى البحرين) للمرندي، ص142. 25 - كفاية الطالب: الباب 83، ص308. 26 - كشف الغمة: ج1، ص498. 27 - أي رده علي. 28 - علل الشرايع: الباب 148، ص187. 29 - من لا يحضره الفقيه: ج1، ص297ـ 298. 30 - أهل البيت: لتوفيق أبو علم، ص166. 31 - شرح النهج: ج20، ص298. 32 - البحار: ج52، ص86. 33 - بيت الأحزان: ص57، نقلاً عن ابن طاووس (ره) في كتابه (كشف المحجة). |