بحث حول كلمة التوحيد

وأشهد أن لا إله إلا الله

مسألة: التعبير بـ (أشهد) دون (أقر) أو (أعترف) أو ما أشبه ذلك، نظراً لأن (الشهادة) و(الشهود) هو أعلى مراحل الإدراك، ووجوده تعالى ووحدانيته من الوجدانيات والفطريات، فهو معلومة للإنسان بأجلى أنحاء المعرفة، وكذلك فيما هو بمنزلة ذلك(1).

وكلمة التوحيد(2) مركبة من عقد سلب وعقد إيجاب، فنفي الباطل والغير أولاً، ثم إثبات الحق المحض المطلق.

هذا ونفى الشريك يستلزم ـ لدى الدقة ـ نفى الجزء أيضاً(3) إضافة إلى أن التركيز على نفي الشريك لأنه الشائع في المعتقدات دون قسيمه(4).

ثم إن وجوب الإيمان بالله تعالى فطري وعقلي، وما ورد من إيجاب ذلك إرشاد وإلفات.

وإن منكر وجوده تعالى كافر، فإن كان معتقداً به سبحانه فيما سبق ثم أنكر

كان مرتداً، والمرتد فطري وملي، والبحث في ذلك كله موكول إلى مظانه(5).

والحكمة في ذكر ذلك كله ـ من: أصول الدين ولواحقها والفروع وشطر وافر من الأخلاقيات ـ في خطبتها (عليها السلام)، هي: التعليم والتزكية والتأكيد والتركيز والتذكير وإتمام الحجة.

فإن بأمثال هذه الخطبة منها ومن أبيها وبعلها وبنيها (عليهم صلوات المصلين) أثاروا عن الناس دفائن العقول(6) وعلموهم وزكوهم(7).

وبأمثالها تركزت هذه المباني وثبتت وترسخت رغم كل الطوارئ والموانع والتشكيكات والشبهات.

وبأمثالها تمت الحجة على الناس:( لئلا يكون للناس على الله حجة)(8).

وقد يكون لذلك أيضاً ما نجد من الشارع المقدس حيث قد سن واجبات ومستحبات تمتد بامتداد حياة الإنسان كلها، من الولادة حتى الوفاة(9) بل من قبلهما ومن بعدهما أيضاً(10) وهي تتضمن الحديث عن الأصول والفروع والأخلاقيات وشبه ذلك.

فلذلك نجدها عليها السلام تحدثت عن ذلك كله في خطبتها، تزكيةً وتعليماً وتذكيراً وإتماماً للحجة، ويتضمن ذلك أيضاً بعد الأسوة.

وحده لا شريك له

وحدانية الله وأحديته

مسألة: يجب، وجوباً فطرياً وعقلياً(11) الاعتقاد بوحدانيته تعالى، وبأحديته أيضاً فـ: (كما هو الواحد إنه الأحد ليس له الاجزاء لا اجزاء حد)(12).

فإن اللازم أن يعتقد الإنسان بالإله الواحد، الفرد، الذي لاشريك له ولاجزء له، ومن اعتقد بشريك لله سبحانه كان مشركاً، أي: أشرك بالله غيره.

سواء جعل له من البشر ولداً أو والدا أو زوجة:( لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد)(13).

أو إلهاً آخر، كما في الثنوية الذين يعتقدون بإلهين اثنين: إله الخير وإله الشر، أو إله النور والظلمة، أو أكثر من ذلك، فإن هذا أيضاً مشرك، عليه أحكام الكفار كما هو مذكور في (الفقه)(14).

و(وحده) و(لا شريك له) تأكيد في تأكيد لمضمون (لا إله إلا الله) وكان التأكيد محبذاً، لشيوع الشرك وشدة تمسك طوائف عديدة به ولغير ذلك(15).

استحباب التلفظ بالشهادة

مسألة: يستحب التلفظ بالشهادة بوجوده ووحدانيته سبحانه وتعالى.

فإن المستحب استخدام مادة الشهادة مثل: (أشهد) أو (شهادتي) أو ما أشبه ذلك، وان لم يكن هذا اللفظ بما هو هذا اللفظ ـ مادة وصيغة ـ واجباً، ولذا لو قال: (أعتقد باله واحد) أو تلفظ بنظائر ذلك كان كافياً.

فأصل الإيمان بالله تعالى وبوحدانيته واجب، أما النطق بلفظ الشهادة فهو مستحب، إلا في مثل التشهد في الصلاة حيث دل الدليل على الوجوب، وكذلك الشهادة بسائر صفاته الثبوتية والسلبية، فإن أصل الاعتقاد بها واجب والتلفظ مستحب.

حيث ان (التلفظ) له أثر تكويني ووضعي ونفسي وخارجي في كثير من الأحيان، وفي العديد من الأمور، إذ انه نوع من (الإيحاء) و(التلقين) إضافة إلى مدخليته في تلوين المحيط وإعطاء صبغة معينة: (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة)(16).

وهو (المظهر) الذي يبني عليه(17) العقلاء الكثير من شؤون حياتهم، غير مكتفين بـ (المضمر والمخبر) فحسب. كما في العقود والإيقاعات التي قـد يعـد الكلام أحد المبرزات والأركان لها، وحده فقط أو لا(18).

التأكيد في الاعتقاديات

مسألة: يستحب التأكيد في القضايا الاعتقادية، تأكيداً لفظياً أو معنوياً، كما قالت (سلام الله عليها): (لا إله إلا الله).. (وحده).. (لا شريك له).

وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حينما وقف قائماً على باب الكعبة: (لاإله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده)(19) وكما نشاهد ذلك في كلمات كثيرة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكلمات المعصومين (عليهم السلام).

والظاهر ان الضمير أيضاً كاف، كما ورد في القرآن الحكيم: (فاعلم انه لا إله إلا هو)(20). وما أشبه ذلك.

استحباب الابتداء بالشهادة

مسألة: يستحب تضمين بداية الخطبة أو الكلام ـ بل والعمل أيضاً ـ بالشهادة لله بالوحدانية.

فإن الابتداء في كـل خطبـة وكـل كلام وكل عمل ـ تجارة كـان أم زراعـة أم

سفراً أم غير ذلك ـ بالشهادة، سواء كان بنفس لفظ الشهادة أم بغيرها، مثل أن يقول: (لا إله إلا الله) مستحب وموجـــب للمباركية ونزول الخيرات الإلهية وتوجه العنايات الربانية، وفي الحديث:(فإن ذكر الله سبحانه حـــسن على كل حال فلا تـــسأم مــن ذكـــر الله)(21) فتشمله الإطلاقات ودليل الأسوة.

ويمتاز ابتداء الكلام بالعناية الأكثر، إذ هو من أجلى المصاديق.

وكذلك الأمر في آخر الكلام أو العمل، في كثير من الأحيان، كما ورد: (فإن من كان آخر كلامه لا إله لله إلا الله دخل الجنة)(22).

وقال (عليه السلام): (كفارات المجالس أن تقول عند قيامك سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين)(23).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن كفارة المجلس: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت رب تب علي واغفر لي)(24).

‎صبغة الله

مسألة: يستحب (تطعيم) و(ملأ) كافة جوانب الحياة ببيان الأمور الإعتقادية، وتحويل ذلك إلى سنة شاملة بحيث تتحول إلى جزء لايتجزأ من حيـاة الناس، في المسجد والمدرسة والمعمل والمتجر والبيت وغيرها، فذكر وبيان وكتابة القضايا الإعتقادية ينبغي أن يملأ الخطب والكتب والصحف وحتى الجدران عبر لوحات صغيرة تتضمن كلمات منتخبة تذكر بأصول العقائد.

ولذلك نرى الصديقة الطاهرة (عليها السلام) تتطرق بدءً ووسطاً وختماً لتلك القضايا العقائدية، ونرى آل البيت (عليهم السلام) والعلماء الأبرار من بعد قد أدخلوها حتى في خطبة عقد النكاح: (الحمد لله الذي أحل العقد والنكاح وحرم الزنا والسفاح، والصلاة والسلام على محمد وآل بيته سادات أهل الخير والفلاح…).

فإن هنالك مرحلتين:

الأولى: أن يملأ الإنسان ذهنه وضميره بكلمة التوحيد ـ لفظاً ومضموناً ـ ونظائرها من الأمور الإعتقادية، وأن يطفح ذلك على لسانه دوماً بينه وبين نفسه، قال تعالى: (الذين يذكرون الله قياماً وقعودا وعلى جنوبهم)(25).

الثانية: مرحلة تعامل الإنسان مع الآخرين في هذا البعد: عبر بيان ذلك للناس قولاً وكتابة وغيرذلك، بحيث يصبح مظهر المجتمع مظهراً لكلمات التوحيد والشهادة بها وبالنبوة وما أشبه ذلك.

ويشير إلى هذا بأوفى بيان إعجازي، قوله تعالى: (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة)(26) فاللازم أن تتحول الشهادتان بل الشهادات الثلاث ونظائرها إلى (صبغة) عامة للمجتمع وشاملة لشتى ميادين الحياة.

كلمة جعل الإخلاص تأويلها

الإخلاص في العقيدة والعمل

مسألة: يجب الإخلاص في الإعتقاديات، وكذا في الأعمال الجوانحية والجوارحية الأخرى في الجملة، فإن الإنسان يجب أن يعقد قلبه على الإيمان بأصول الدين مخلصاً غير مشوب ذلك بشيء(27)، بأن يقوم بأعماله العبادية مخلصاً لله، لارياءً أو سمعةً، أو طمعاً في أجر دنيوي أو ما أشبه ذلك، إلا ما كان على نحو الداعي على الداعي(28) فإذا لم يكن له إخلاص لم يقبل الله سبحانه منه، كما قال تعالى في قرآنه الحكيم:

(وما أمروا إلا ليعبدوا لله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة)(29).

و(القيمة) صفة لمحذوف أي دين الطريقة القيمة، أو دين النفس القيمة، أو ما أشبه ذلك مما يمكن تقديرها لأن تكون (القيمة) صفة لها، فإن الموصوف إذا كان مذكراً والوصف مؤنثاً، أو بالعكس يقدر مثل هذا التقدير(30).

أما بالنسبة إلى ما عدا الإعتقاديات والأعمال العبادية كالمعاملات والأعمال الشخصية وما أشبه، فإن كان مقروناً بالإخلاص كان سبباً للفضل والبركة.

وهناك رواية تفيد استحباب أن يجعل الإنسان كل أعماله حتى أعماله العادية وأفعاله الشخصية اليومية ـ كالأكل والشرب والمنام مثلاً ـ لله سبحانه وتعالى، فإذا أكل شيئاً أو شرب الماء، أكله و شربه بلحاظ ان الله سبحانه أمر أن يكون صحيح الجسم سليم الجسد ومتنعماً بنعم الله تعالى:

(قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا)(31).

وفي الروايات: (إن لبدنك عليك حقاً)(32).

وكذلك إذا ذهب إلى دورة المياه أو سافر للترفيه أو باشر زوجته وغير ذلك.

بل حتى المكروهات قد يمكن إتيانها لله سبحانه وتعالى إذا كانت محلاً لذلك(33) حيث ورد: (إن الله يحب أن يؤخذ برخصه، كما يحب أن يؤخذ بعزائمه)(34) فتأمل.

وأما في المحرمات بدون أن يكون لها جهة وجوب فلا، نعم إذا صار للمحرم جهة وجوب أهم كان كذلك، كما إذا عمل محرماً تقية أو خوف ضرر أكبر كخوف الموت إذا لم يستعمل هذا الحرام ـ كأكل لحم الخنزير في المخمصة ـ كما قال سبحانه: (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه)(35) مما فصل مبحثه في الفقه(36).

ثم لا يخفى ان مرجع ومآل الشهادة بـ ( لا إله إلا الله) الإخلاص، والمراد بكون مرجعها الإخلاص: إما المرجعية الثبوتية أو التكوينية، فيكون كلامها (عليها السلام) إخباراً، وقد يؤيده السياق، وإما أن يكون المراد هو: عليكم أن ترجعوها للإخلاص، فيكون كلامها (عليها السلام) إنشاءً في قالب الإخبار، فقد جعل سبحانه وتعالى تكويناً او تشريعاً الإخلاص تأويلاً لكلمة (لا إله إلا الله).

وإذا كانت هذه الكلمة، وهي أس الدين، مرجعها إخلاص فوجوبه ـ في الجملة ـ بديهي.

وإذا لم يكن إله غير الله فمن الواضح إنه يجب عقلاً الإخلاص له.

قال علي (عليه السلام): (وكلمة الاخلاص فانها الفطرة)(37).

وقال علي (عليه السلام): (وكمال توحيده الإخلاص له وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة انها غير موصوف وشهادة كل موصوف انه غير الصفة)(38) فيكون الإخلاص بمعنى الاعتقاد بأنه تعالى خالص من كل نقص وما أشبه ويكون هذا الاعتقاد واجباً.

وضمن القلوب موصولها وأنار في التفكر معقولها

توحيد الله في أعماق القلوب

مسألة: يستحب أن يؤكد الإنسان على أن التوحيد ومعرفة الله سبحانه من الأمور الفطرية، فإن وجود الله سبحانه وتعالى ووحدانيته من الفطريات التي غرست في أعماق ذات الإنسان(39)، فقد تضمنها قلب كل فرد وقد وصلت بالقلب خلقة كبرهان ملازم، إلا أن الغبار قد يتراكم ليحجب الرؤية، فكان التذكير والتأكيد مطلوباً لذلك، فالتركيز على ذلك ينفع الإنسان نفسه وغيره أيضاً.

أما الإنسان نفسه: فلأنه إيحاء، والإيحاء يوجب مزيداً من الجلاء ومراتب أعلى من الوضوح(40).

وأما لغيره: فلأنه هداية وإرشاد وإلفات إلى أن الفطرة مطابقة لما أمر الله سبحانه وتعالى من العقيدة القول والعمل، قال سبحانه: (فطرت الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله)(41).

فالشهادة إذن موصولة بالقلوب ومغروسة فيها، من وصله فهو موصول، فإن الله سبحانه جعل فطرة الإنسان ـ في قلبه ـ بالشهادة على وحدانيته.

ولما دخلت الشهادة في القلب أعطت نوراً لفكر الإنسان، فإن فكر الموحد له نور خاص كاشف عن الواقع، إذ يرى الأشياء كما هي لاكما يراها الطبيعي والثنوي ومن أشبههما.

وفي الرواية الشريفة: (ليس العلم بكثرة التعلم، إنما هو نور يقذفه الله في قلب من يريد أن يهديه)(42).

وقال (عليه السلام): (العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء)(43).

وقولها (عليها السلام): (معقولها) لعل المراد ان ما يعقل من كلمة التوحيد من المراتب واللوازم، أي ما يمكن أن يتعقله الإنسان منها، قد أعطاه الله للإنسان ومنحه إياه، حيث أناره في تفكيره، فقد أفاض إلى الحد الذي يتحملها العقل البشري وهو غاية اللطف والفضل.

وحيث أن للإنسان مركزين: مركزاً للعاطفة ومركزاً للتفكير، وبعبارة أخرى: قلب وعقل، فقد غرس الله تعالى أصول الدين فيهما، فقد ضمنها القلوب أي [التوحيد الفطري] كما أناربها العقول أي: [التوحيد النظري](44) كي لايكون للناس على الله حجة بعد ذلك.

ومنه يستفاد: أهمية القلب والفكر والتأكيد عليهما، خاصة في الاعتقادات كالتوحيد.

الممتنع من الأبصار رؤيته ومن الألسن صفته

امتناع رؤية الله تعالى ووصفه

مسألة: يجب الاعتقاد بأن الله تبارك وتعالى ليس بجسم، ولا يحل في جسم، وليس في جهة، وحكم من قال: بكونه تعالى جسماً وادعى الحلول مذكور في (الفقه)(45).

فإنه سبحانه وتعالى مجرد عن المادة والحيز والجهة والمكان والزمان والمقدار ومضارعاتها، ولذلك يستحيل رؤيته(46).

وهذه من الصفات السلبية على ما ذكره العلماء في كتبهم الكلامية، لأنه تعالى ليس بمركب ولا جسم ولا مرئي ولا محل للحوادث ولاشريك له ولا فقر له في أية جهة من الجهات، وإذا كان الممكن غنياً في بعض الجهات غنىً مجازياً، فإنه تعالى غني بكل أبعاد معنى الغنى، فهو الغني بالذات وهو الغني المطلق، وغيره الفقير المطلق وما له فهو بالعرض.

ثم إن رؤيته تعالى ممتنعة عن (الأبصار) لا (البصائر) كما ورد في الحديث عن أبي عبد الله (عليه السلام): (جاء حبر إلى أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) فقال: يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك حين عبدته؟ قال: فقال علي (عليه السلام): ويلك ما كنت أعبد رباً لم أره ! قال: وكيف رأيته؟ قال: ويلك لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان)(47).

أما اللسان فهو أيضاً لا يتمكن من وصف الله سبحانه، لأن مفردات اللغة محدودة واللسان أيضاً محدود كماً وكيفاً، وصفاته تعالى غير محدودة ولا يمكن أن يستوعب المحدود غير المحدود كما تقدم.

إضافة إلى أن صفاته سبحانه عين ذاته، وكما لا يمكن إدراك كنه ذاته فكذلك صفاته، وما يذكر في وصفه تعالى فهو إشارات وعلامات عامة لاغير، قال (عليه السلام): (فليس لكونه كيف ولا له أين ولا له حد ولا يعرف بشيء يشبهه)(48).

 

1 - قد يكون المراد الشهادة برسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الثابتة بالبراهين الجلية.

2 - أي (لا إله إلا الله).

3 - قد يكون هذا دفع دخل مقدر، وإجابة عن انه لماذا لم تتضمن كلمة التوحيد نفى الاجزاء لله تعالى؟.. حيث ان إثبات الواحدية يستلزم إثبات الأحدية أيضاً، إذ المركب لايخلو إما أن يكون كلا جزئيه واجباً فلم يكن واحداً وهذا خلف، أو يكون كلاهما ممكناً فلا يعقل أن يكون المركب منهما واجباً، وهذا خلف، أو يكون أحدهما واجباً فعندئذ لايكون المجموع واجباً ـ إذ النتيجة تتبع أخس المقدمتين ـ بل كان هذا الجزء واجباً وذاك كضم الحجر بجنب الإنسان ويكون التعبـير بالجزئية باطلاً.

4 - وهو نفي الجزء والتركب.

5 - راجع موسوعة الفقه ج4 ص182-274 كتاب الطهارة، الثامن في نجاسة الكافر.

6 - إشارة للحديث الوارد في بيان حكمة بعثة الأنبياء عليهم السلام: (ويثيروا لهم دفائن العقول) [بحار الأنوار ج11 ص60 ب1 ح70].

7 - إشارة إلى قوله تعالى: (هو الذي بعث في الأميين رسولاً يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبـين) [الجمعة: 2].

8 - سورة النساء: الآية 165.

9 - فمثلاً يستحب الأذان والإقامة في أذن الوليد.

10 - كالأدعية الواردة قبل وحين الحمل، وكالأدعية التي تقرأ للميت والصلاة عليه وتلقينه.

11 - ذهب الإمام المؤلف في (الأصول) إلى أن العقل حاكم أيضاً لا مدرك فقط، على ان العبارة هنا أعم من الإدراك والحكم.

12 - أجزاء الحد: هي أجزاء المهية، أي الجنس والفصل، فليس له حتى التجزؤ العقلي.

13 - سورة الإخلاص: الآيتان 3 ـ4.

14 - راجع موسوعة الفقه ج4 ص182-274 كتاب الطهارة، الثامن في نجاسة الكافر.

15 - كأهمية الموضوع.

16 - سورة البقرة: الآية 138.

17 - أي على المظهر.

18 - أي مع غيره، فـ (لا) نفي لـ (فقط) والمقصود: ان العقلاء في العقود والإيقاعات يشترطون المبرز وهو اما اللفظ فحسب ـ على مبنى البعض أو في بعض الموارد ـ أو اللفظ وغيره من سائر المبرزات كالإشارة والفعل مثلاً على سبيل البدل.

19 - بحار الأنوار: ج21 ص105 ح26.

20 - سورة محمد: الآية 19.

21 - وسائل الشيعة: ج1 ص219 ب7 ح2.

22 - من لا يحضره الفقيه: ج1 ص132 ح345. والأمالي للشيخ الصدوق ص540 المجلس الثمانون. وثواب الأعمال ص 195 ثواب تلقين الميت. ودعوات الراوندي ص250 فصل في تلقين المحتضر عند الموت وتغسيله وتشييعه.

23 - وسائل الشيعة: ج15 ص585 ب37 ح1، والآيات المباركة في سورة الصافات: 180- 182.

24 - مستدرك الوسائل: ج5 ص290 ب4 ح5884.

25 - سورة آل عمران: الآية 191. 

26 - سورة البقرة: الآية 138.

27 - يمكن توضيح تصور إمكان ووقوع الشرك في القضايا الاعتقادية عبر ذكر بعض الأمثلة: الإيمان بوحدانية الله تعالى لأنه كذلك، لا لأجل أنه لولا الإيمان بوحدانيته سيدخل في النار، بحيث لولا هذا التخوف لما آمن بوحدانيته، وكذلك الأمر من حيث الطمع في الجنة، في هذا المثال، وكذا في بقية الأمور الاعتقادية، وهناك مثال من نمط آخر: الإيمان برسالة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأن الله سبحانه اتخذه رسولاً، لا لأنه عربي أو لأنه من قبيلة كذا أو ما أشبه ذلك ـ مما يذهب اليه القوميون وأشباههم ـ ولو بنحو التشريك، أي يؤمن برسالته (صلى الله عليه وآله وسلم) لأن الله أرسله ولأنه كان عربياً. ويمكن التمثيل بنمط آخر وإن كان نادراً: الإيمان بأي واحدة من أصول الدين لما سبق، لاخوفاً من انكشاف عدم اعتقاده بها وعدم عقد قلبه عليها ولو عبر فلتات اللسان أو عبر أجهزة كشف الأفكار أو ما أشبه ذلك.

28 - كمن يستأجر للصلاة نيابة عن ميت مقابل كذا من المال، فإن الأجرة لو اعتبرها داعياً لكي يقصد (الصلاة لله) صح وإلا فلا، والاستثناء في كلام المصنف منقطع كما لا يخفى.

29 - البينة: 5.

30 - وفي تفسير تقريب القرآن ج3 ص205: (دين القيمة) أي دين الكتب القيمة ـ التي تقدم ذكرها ـ بمعنى انه الدين المذكور في تلك الكتب. وفي تفسير مجمع البيان ج5 ص522: (دين القيمة تقديره دين الملة القيمة، لانه اذا لم يقدر ذلك كان اضافة الشيء الى صفته وذلك غير جائز، لانه بمنزلة اضافة الشيء الى نفسه).

31 - سورة الأعراف: الآية 32.

32 - راجع مستدرك الوسائل: ج11 ص154 ب 3 ح 12664.

33 - بأن عارضها أهم مثلاً.

34 - مستدرك الوسائل: ج1 ص144 ب 23 ح 214.

35 - سورة البقرة: الآية 173.

36 - راجع موسوعة الفقه كتاب (القواعد الفقهية) قانون الأهم والمهم، للإمام المؤلف دام ظله.

37 - من لا يحضره الفقيه ج1 ص205 ح613.

38 - بحار الأنوار: ج4 ص247 ب 4 ح 5 عن نهج البلاغة.

39 - راجع الكافي ج2 ص12 باب فطرة الخلق على التوحيد.

40 - كما ثبت ذلك في علم النفس.

41 - سورة الروم: الآية 30.

42 - بحار الأنوار: ج67 ص140 ب 52 ح 5 (بيان).

43 - مصباح الشريعة ص16 ب6 في الفتياء.

44 - أي: ما يثبت بالدليل والبرهان العقلي.

45 - راجع موسوعة الفقه، كتاب الطهارة، مبحث النجاسات.

46 - كما تستحيل رؤية عدد من المخلوقات كالروح والعقل وما أشبه مما يسمى بـ (المجردات).

47 - الكافي: ج1 ص97 ح6. والتوحيد ص174 –175 ح2 باب نفي المكان والزمان والسكون والحركة والنزول والصعود والانتقال عن الله عزوجل.

48 - الكافي: ج1 ص88 ح3 عن أبي جعفر (عليه السلام).