فهرس الكتاب

مكارم أخلاقها سلام الله عليها

1 ـ إخلاصها عليها السلام

1 ـ سأل بزل الهروي الحسين بن روح (ره) فقال: كم بنات رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: أربع، فقال: أيتهن أفضل؟ فقال: فاطمة. قال: ولم صارت أفضل وكانت أصغرهن سنا وأقلهن صحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: لخصلتين خصها الله بهما: إنها ورثت رسول الله صلى الله عليه وآله، ونسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منها، ولم يخصها بذلك إلا بفضل إخلاص عرفه من نيتها(1).

2 ـ ولم تكن لتصل إلى هذه المرتبة السامية لأنها بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحسب، فقد كانت للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بنات أربعة، وكان له زوجات عديدات، ولكنها وصلت إلى تلك الدرجة بفضل إخلاصها وزهدها وعبادتها وإنفاقها وجهادها في سبيل الله، وصبرها وتحملها في سبيل الله. لقد اختارت مسيرتها بإرادتها، وقررت أن تصبح سيدة نساء العالمين... ومن استحقت أن تكون رمزاً في المجمع الإسلامي، وأن يعطيها الله فضل اُمومة الأوصياء، وشرف الربط بين النبوة والإمامة(2).

2 ـ عبادتها عليها السلام

1 ـ قال العلامة ابن فهد الحلي: وكانت فاطمة عليها السلام تنهج في الصلاة من خيفة الله تعالى(3).

2 ـ عن الحسن بن علي عليهما السلام قال: رأيت أمي فاطمة عليها السلام قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أماه، لِمَ لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بني، الجار ثم الدار(4).

3 ـ محمد بن علي الحسين بن علي عليهم سلام قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله سلمانا إلى فاطمة، فوقفت بالباب وقفة حتى سلمت،فسمعت فاطمة تقرأ القرآن من جوا، وتدور الرحى من برا(5)، ما عندها أنيس.

وقال في آخر الخبر: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: يا سلمان ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها وجوارحها إيمانا إلى مشاشها(6)، تفرغت لطاعة الله فبعث الله ملكا اسمه زروقائيل ـ وفي خبر آخر جبرائيل عليه السلام ـ فأدار لها الرحى، وكفاها الله مؤونة الدنيا مع مؤونة الآخرة(7).

4 ـ روي إنها عليها السلام ربما اشتغلت بصلاتها وعبادتها، فربما بكى ولدها، فرؤي المهد يتحرك وكان ملك يحركه(8).

5 ـ وفي حديث: فسأل (النبي صلى الله عليه وآله) علياً كيف وجدت أهلك؟ قال: نعم العون على طاعة الله. وسأل فاطمة، فقالت: خير بعل(9).

6 ـ الحسن البصري: ما كان في هذه الأمة أعبد من فاطمة، كانت تقوم حتى تورم قدماها(10).

7 ـ وفي حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: وأما ابنتي فاطمة عليها السلام فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وهن نور عيني، وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبيّ، وهي الحوراء الإنسية، متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض، ويقول الله عز وجل لملائكته: يا ملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي قائمة بين يديّ، ترتعد فرائصها من خيفتي، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي، أُشهدكم أَني قد آمنت شيعتها من النار(11).

3 ـ تسبيحها سلام الله عليها وسبب تشريعها

إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علَّم ابنته فاطمة عليها السلام أذكاراً تقولها عند النوم وفي دبر كل صلاة، واشتهرت بتسبيح فاطمة عليها السلام.

قال العلامة المجلسي(ره): كان السبب في تشريع هذا التسبيح ما رواه الإمامية وغيرهم من أن أمير المؤمنين عليا عليه السلام قال: لما رأيت ما أصاب فاطمة الزهراء من العناء في خدمة البيت وقد جاء سبي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قلت لها: هلا أتيت أباك تسأليه خادما يكفيك مشقة خدمة البيت؟ فأتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإذا عنده جماعة، فانصرفت، وعلم أبوها أنها جاءت لأمر أهمها، فغدا إلى دارها صباحا، وسألها عما جاءت له، فاستحت أن تذكر له، فقلت له: أنت تعلم ما تلاقيه فاطمة من القيام بشؤون البيت من الاستقاء والطحن والكنس، وقد أثر ذلك عليها، فقلت لها: لو سألت أباك يخدمك من يكفيك مشقة ما أنت فيه من العمل. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أفلا أدلك يا فاطمة على ما هو خير لك من الخادم في الدنيا؟(12) قالت: بلى يا رسول الله، فعلمها هذا التسبيح المعروف عند النوم وبعد كل صلاة. وقد استفاضت أخبار آل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في الحث على الإتيان به حتى قال الإمام الباقر عليه السلام: ما عُبد الله بشيء أفضل من تسبيح فاطمة كل يوم دبر كل صلاة، ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله فاطمة. ويقول الصادق عليه السلام: تسبيح فاطمة في كل يوم دبر كل صلاة أحب إليَّ من صلاة ألف ركعة في كل يوم(13)، وإنا لنأمر صبياننا به كما نأمرهم بالصلاة.

وقال العلامة المقرم: وورد في التعبير عن بلوغ التسبيح مرتبة عالية من الفضل بحيث يصح للمولى مع تركه رد العبادة على صاحبها وإن كانت تامة الأجزاء والشرائط، فقالوا عليهم السلام: (أن الصلاة الخالية منه ترد على صاحبها) لكون العبادة المقرونة بتسبيح الزهراء كالحلة الموشاة التي لا تماثلها الحلة الخالية من الوشي والتطريز.

وهذه الأخبار المتكثرة لا يضر اختلافها في بيان كيفيته الصلاة وعند النوم بعد أن صادق على كونه أربع وثلاثون(14) تكبيرة، ثم ثلاث وثلاثون تحميدة، ثم ثلاث وثلاثون تسبيحة المشهور من علمائنا الأعلام(15). بل عليه فتاوى الأصحاب كما في (الجواهر) وهو الأشهر كما في (المنتهى) للعلامة الحلي، وعليه عمل الطائفة(16)...

1 ـ عن محمد بن عذافر قال: دخلت مع أبي على أبي عبد الله عليه السلام فسأله أبي عن تسبيح فاطمة صلى الله عليها، فقال: (الله أكبر) حتى أحصى (ها) أربعا وثلاثين مرة، ثم قال: (الحمد لله) حتى بلغ سبعا وستين، ثم قال: (سبحان الله) حتى بلغ مائة، يحصيها بيده جملة واحدة(17).

قال المجلسي (ره) قوله عليه السلام: (جملة واحدة) كأن المراد أنه عليه السلام بعد إحصائه عدد كل واحد من الثلاثة لم يستأنف العدد الآخر بل أضاف إلى السابق حتى وصل إلى المائة.

2 ـ عن أبي يصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال في تسبيح فاطمة عليها السلام: يبدأ بالتكبير أربعا وثلاثين، ثم التحميد ثلاثا وثلاثين، ثم التسبيح ثلاثا وثلاثين.

قال المجلسي (ره): (يبدأ بالتكبير) رد على المخالفين حيث يبدأون بالتسبيح ثم التحميد ثم التكبير(18).

3 ـ روي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال لرجل من بني سعد: ألا أحدثك عني وعن فاطمة الزهراء (عليها السلام )؟ إنها كانت عندي فاستقت بالقربة حتى أثر في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها(19)، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها(20)، فأصابها من ذلك ضر شديد، فقلت لها: لو أتيت أباك فسألته خادما يكفيك حر ما أنت فيه من هذا العمل. فأتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فوجدت عنده حداثا(21)، فاستحيت فانصرفت، فعلم صلى الله عليه وآله وسلم أنها قد جاءت لحاجة، فغدا علينا ونحن في لحافنا، فقال: السلام عليكم، فسكتنا واستحيينا لمكاننا، ثم قال: السلام عليكم فسكتنا، ثم قال: السلام عليكم، فخشينا إن لم نرد عليه أن ينصرف ـ وقد كان يفعل ذلك فيسلم ثلاثا، فإن أذن له وإلا انصرف ـ فقلنا: وعليك السلام يا رسول الله أدخل، فدخل وجلس عند رؤوسنا، ثم قال: يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس عند محمد؟ فخشيت إن لم نجبه أن يقوم، فأخرجت رأسي فقلت: أنا والله أخبرك يا رسول الله، إنها استقت بالقربة حتى أثر في صدرها، وجرت بالرحى حتى مجلت يداها، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها، فقلت لها: لو أتيت أباك فسألته خادما يكفيك حر ما أنت فيه من هذا العمل.

قال: أفلا أعلمكما ما هو خير لكما من الخادم؟ إذا أخذتما منامكما فكبرا أربعا وثلاثين تكبيرة، وسبحا ثلاثا وثلاثين تسبيحة، واحمدا ثلاثا وثلاثين تحميدة. فأخرجت فاطمة رأسها وقالت: رضيت عن الله ورسوله، رضيت عن الله وعن رسوله(22).

أقول: إنما أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن تكون فلذة كبده وقرة عينه وبضعته الطاهرة مثالا كاملا لنفسه الشريفة في الزهد عن الدنيا وتحمل مشاقها ورفض لذائذها كما يقتضيه قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (فاطمة بضعة مني). أو (أنت مني). فمن المعلوم أنه ليس أراد بذلك تولدها منه لوضوحه وانتقاء الحكمة في بيانه، بل أراد: إن ابنتي فاطمة روحها روحي، ونفسها نفسي، وطينتها طينتي.

وقد جاء نظير هذه القضية في شأن جعفر عليه السلام، فروي عن علي عليه السلام، إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما جاءه جعفر بن أبي طالب من الحبشة قام إليه واستقبله اثنتي عشرة خطوة، وقبل ما بين عينيه وبكى وقال: لا أدري بأيهما أنا أشد سرورا؟ بقدومك يا جعفر أم بفتح الله على أخيك خيبر(23)...؟ فعلمه صلاة تسمى باسمه جعفر.

وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:قال رسول الله صلى الله عليه وآله لجعفر: يا جعفر ألا أمنحك؟ ألا أعطيك؟

ألا أحبوك؟ فقال له جعفر: بلى يا رسول الله. قال: فظن الناس أنه يعطيه ذهب أو فضة، فتشوف الناس لذلك، فقال له: إني أعطيك شيئا إن أنت صنعته في كل يوم كان خيرا لك من الدنيا وما فيها. ثم علمه صلى الله عليه وآله وسلم صلاة جعفر(24).

وأما ما هو المعروف من أنه كانت لفاطمة سلام الله عليها خادمة اسمها فضة، فهذا إنما كان أخيرا بعد ما كثرت أولادها وزادت كلفتها وكثرت الفتوح والغنائم من خيبر وبني قريظة وبني النضير، وارتفع الفقر والعناء عن المسلمين، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضة إليها ووسَّع على ابنته عليها السلام.

عن علي عليه السلام قال: أهدى بعض ملوك الأعاجم رقيقا، فقلت لفاطمة: اذهبي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فاستخدميه خادما، فأتته فسألته ذلك ـ وذكر الحديث بطوله ـ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فاطمة، أعطيك ما هو خير لك من خادم ومن الدنيا بما فيها؟: تكبرين الله بعد كل صلاة أربعا وثلاثين تكبيرة، وتحمدين الله ثلاثا وثلاثين تحميدة، وتسبحين الله ثلاثا وثلاثين تسبيحة، ثم تختمين ذلك بلا إله إلا الله، وذلك خير لك من الذي أردت ومن الدنيا وما فيها. فلزمت صلوات الله عليها هذا التسبيح بعد كل صلاة، ونسب إليها(25).

توفيق وتحقيق:

قال الشيخ البهائي ـ ضاعف الله بهاءه ـ في (مفتاح الفلاح): اعلم أن المشهور استحباب تسبيح الزهراء في وقتين: أحدهما بعد الصلاة، والآخر عند النوم. وظاهر الرواية الواردة به عند النوم يقتضي تقديم التسبيح على التحميد، وظاهر الرواية الصحيحة الواردة في تسبيح الزهراء عليها السلام على الإطلاق يقتضي تأخيره عنه. (وقال (ره) بعد كلام) قلت: لأني لم أجد قائلا بالفرق بين تسبيح الزهراء عليها السلام في الحالين، بل الذي يظهر بعد التتبع أن كلا من الفريقين القائلين بتقديم التحميد وتأخيره قائل به مطلقا سواء وقع بعد الصلاة أو قبل النوم، فالقول بالتفصيل إحداث قول ثالث في مقابل الإجماع المركب(26)...

وقال صاحب (الجواهر) (ره): وربما جمع بينها. بالفرق بين النوم والتعقيب، فيقدم التسبيح على التحميد في الأول دون الثاني. وفيه مع أنه لم يقل به أحد بل الظاهر أو المقطوع به اتحاد كيفية تسبيح الزهراء عليها السلام، ضرورة كون المأمور به في التعقيب تسبيح الزهراء عليها السلام الذي أمرها به أبوها في النوم(27).

وقال صاحب الوسائل: عن أبي عبد الله عليه السلام (في حديث نافلة شهر رمضان) قال: سبح تسبيح فاطمة عليها السلام، وهو (الله أكبر) أربعا وثلاثين مرة، و(سبحان الله) ثلاثا وثلاثين مرة و(الحمد لله) ثلاثا وثلاثين مرة. فوالله لو كان شئ أفضل منه لعلمه صلى الله عليه وآله وسلم إياها.

أقول: الواو لمطلق الجمع كما تقرر، فيجب حمله هنا على تقديم التحميد على التسبيح كما مر، وعليه عمل الطائفة ـ الحديث.

وفي (العلل) عن أحمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي السكري، عن الحكم بن أسلم، عن ابن علية، عن الحريري، عن أبي الورد بن تمامة، عن علي عليه السلام مثله، إلا أنه قال: إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين.

أقول: هذا غير صريح في منـــافاة ما سبق لما عرفــــت، ولاحتماله للنسخ لتقدمه، وللتخصيص بوقت النـــوم، وللتقية فـــي الرواية(28).

قال في (الجواهر): وأما كيفيته فالمشهور بين الأصحاب شهرة عظيمة بل في (الوسائل) عليه عمل الطائفة أربع وثلاثون تكبيرة، ثم ثلاث وثلاثون تحميدة، ثم ثلاث وثلاثون تسبيحة، بل لا خلاف أجده في الفتاوى والنصوص عدا خبر (العلل) الذي ستسمعه، وقيل إن رجاله أكثرهم من العامة(29).

وأيضا عنه في أفضلية تسبيح الزهراء عليها السلام:الذي ما عبد الله بشيء من التحميد أفضل منه، ولو كان شئ أفضل منه لنحله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(30). وهو في كل يوم في دبر كل صلاة أحب إلى الصادق عليه السلام من صلاة ألف ركعة في كل يوم، ولم يلزمه عبد فشقي، ولذا يؤمر الصبيان به كما يؤمرون بالصلاة إذ هو وإن كان مائة باللسان إلا أنه ألف في الميزان، وطارد للشيطان،ومرضى الرحمن، ويدفع الثقل الذي في الآذان، وما قاله عبد قبل أن يثني رجله من المكتوبة إلا غفر له، وأوجب الله له الجنة، خصوصا الغداة، وخصوصا إذا أتبعه بلا إله إلا الله، واستغفر بعده، وبه يندرج العبد في الذاكرين الله كثيرا، ويستحق ذكر الله تعالى له كما وعد بقوله تعالى (فاذكروني أذكركم)(31).

وحكي لي عن (مكارم الأخلاق)أنه روي فيه كون تسبيح الزهراء عليها السلام إحدى العلامات الخمس للمؤمن...

أفضـــــله بمـــــــستفيض النقل          تــــسبيحة الزهراء ذات الفضل

وعن البهائي: إن ذلك (أفضلية التسبيح) يوجب تخصيص حديث (أفضل الأعمال أحمزها)، اللهم أن يفسر بأن أفضل كل نوع من أنواع الأعمال أحمز ذلك النوع(32).

مسبحتها وفضل تربة الحسين عليه السلام:

روى إبراهيم بن محمد الثقفي: إن فاطمة عليها السلام بنت الرسول الله صلى الله عليه وآله كانت مسبحتها من خيط صوف مفتل معقود، عليه عدد التكبيرات، فكانت عليها السلام تديرها بيدها وتسبح إلى أن قتل حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء، فاستعملت تربته وعملت المسابيح، فاستعملها الناس، فلما قتل الحسين عليه السلام عدل بالأمر إليه فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزية(33). في كتاب الحسن بن محبوب: إن أبا عبد الله عليه السلام سئل عن استعمال التربتين من طين قبر حمزة والحسين عليهما السلام والتفاضل بينهما، فقال: السبحة من طين قبر الحسين عليه السلام تسبح بيد الرجل من غير أن يسبح(34).

وروي أن الحور العين إذا أبصرن بواحد من الأملاك يهبط إلى الأرض لأمر ما يستهدين من السبح والترب من طين قبر الحسين عليه السلام(35).

عن الكاظم عليه السلام قال: المؤمن لا يخلو من خمسة: مسواك، ومشط، وسجادة، وسبحة فيها أربع وثلاثون حبة، وخاتم عقيق(36).

وروي أنه لما حمل علي بن الحسين عليهما السلام إلى يزيد عليه اللعنة هَمَّ بضرب عنقه، فوقفه بين يديه وهو يكلمه ليستنطقه بكلمة يوجب بها قتله، وعلي عليه السلام يجيبه حسب ما يكلمه وفي يده سبحة صغيرة يديرها بأصابعه وهو يتكلم. فقال له يزيد عليه ما يستحقه: أنا أكلمك وأنت تجيبني وتدير أصابعك بسبحة في يديك! فكيف يجوز ذلك؟

فقال عليه السلام: حدثني أبي، عن جدي عليهما السلام أنه كان إذا صلى الغداة وانفتل لا يتكلم حتى يأخذ سبحة بين يديه فيقول: (اللهم إني أصبحت أسبحك وأحمدك وأهللك وأكبرك وأمجدك بعدد ما أدير به سبحتي) ويأخذ السبحة في يده ويديرها وهو يتكلم بما يريد من غير أن يتكلم بالتسبيح، وذكر أن ذلك محتسب له، وهو حرز إلى أن يأوي إلى فراشه، فإذا أوى إلى فراشه قال مثل ذلك القول ووضع سبحته تحت رأسه. فهي محسوبة له من الوقت إلى الوقت؛ ففعلت هذا اقتداء بجدي عليه الـــسلام. فـــقال له يزيد عليه اللــعنة مرة بعد أخرى: لست أكلم أحدا منكم إلا ويجيبني بما يفوز به. وعفا عنه ووصله وأمر بإطلاقه(37).

4 ـ صلاتها سلام الله عليها

1 ـ قال شيخ الطائفة (ره): صلاة الطاهرة فاطمة عليها السلام هما ركعتان، تقرأ في الأولى الحمد ومائة مرة (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وفي الثانية الحمد ومائة مرة (قل هو الله أحد)، فإذا سلمت سبحت تسبيح الزهراء ثم تقول: (سبحان ذي العز الشامخ المنيف، سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم، سبحان ذي الملك الفاخر القديم، سبحان من لبس البهجة والجمال، سبحان من تردى بالنور والوقار، سبحان من يرى أثر النمل في الصفا، سبحان من يرى وقع الطير في الهواء، سبحان من هو هكذا لا هكذا غيره).

وينبغي لمن صلى هذه الصلاة وفرغ من التسبيح أن يكشف ركبتيه وذراعيه، ويباشر بجميع مساجده الأرض بغير حاجز يحجز بينه وبينها، ويدعو ويسأل حاجته وما شاء من الدعاء، ويقول وهو ساجد: (يا من ليس غيره رب يدعى، يا من ليس فوقه إله يخشى، يا من ليس دونه ملك يتقى، يا من ليس له وزير يؤتى، يا من ليس له حاجب يرشى، يا من ليس له بواب يغشى، يا من لا يزداد على كثرة السؤال إلا كرما وجودا، وعلى كثرة الذنوب إلا عفوا وصفحا، صل على محمد وآل محمد، وأفعل بي كذا وكذا)(38).

2 ـ وكذا صلاة أخرى لها عليها السلام تصلى للأمر المخوف.وروى إبراهيم بن عمر الصنعاني عم أبي عبد الله عليه السلام قال:للأمر المخوف العظيم تصلي ركعتين، وهي التي كانت الزهراء عليها السلام تصليها، تقرأ في الأولى الحمد وقل هو الله أحد خمسين مرة، وفي الثانية مثل ذلك، فإذا سلمت صليت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم ترفع يديك وتقول: (اللهم أتوجه إليك بهم، وأتوسل إليك بحقهم (بحقك ـ خ ل) العظيم الذي لا يعلم كنهه سواك، وبحق من حقه عندك عظيم، وبأسمائك الحسنى وكلماتك التامات التي أمرتني أن أدعوك بها، وأسألك باسمك العظيم الذي أمرت إبراهيم عليه السلام أن يدعو به الطير فأجابته، وباسمك العظيم الذي قلت للنار: (كوني بردا وسلاما على إبراهيم) فكانت، وبأحب أسمائك إليك وأشرفها عندك، وأعظمها لديك، وأسرعها إجابة، وأنجحها طلبة، وبما أنت أهله ومستحقه ومستوجبه؛ وأتوسل إليك، وأرغب إليك، وأتصدق منك، واستغفرك، وأستمنحك، وأتضرع إليك، وأخضع بين يديك، وأخشع لك، وأقر لك بسوء صنيعتي، وأتملق وألح عليك، وأسألك بكتبك التي أنزلتها على أنبيائك ورسلك صلواتك عليهم أجمعين من التوراة والإنجيل والقرآن العظيم من أولها إلى آخرها، فإن فيها اسمك الأعظم، وبما فيها من أسمائك العظمى، أتقرب إليك، وأسألك أن تصلي على محمد وآله، وأن تفرج عن محمد وآله، وتجعل فرجي مقرونا بفرجهم، وتبدأ بهم فيه، وتفتح أبواب السماء لدعائي في هذا اليوم، وتأذن في هذا اليوم وهذه الليلة بفرجي وإعطاء سؤلي وأملي في الدنيا والآخرة، فقد مسني الفقر ونالني الضر وشملتني الخصاصة، وألجأتني الحاجة، وتوسمت بالذلة، وغلبتني المسكنة، وحقت علي الكلمة، وأحاطت بي الخطيئة، وهذا الوقت الذي وعدت أولياءك فيه الإجابة.

فصل على محمد وآله، وامسح ما بي بيمينك الشافية، وانظر إلي بعينك الراحمة، وأدخلني في رحمتك الواسعة، وأقبل إلي بوجهك الذي إذا أقبلت به على أسير فككته، وعلى ضال هديته، وعلى حائر أديته، وعلى فقير أغنيته، وعلى ضعيف قويته، وعلى خائف آمنته؛ ولا تخلني لقاً لعدوك وعدوي، يا ذا الجلال والإكرام.

يا من لا يعلم كيف هو، وحيث هو، وقدرته إلا هو، يا من سد الهواء بالسماء، وكبس الأرض على الماء، واختار لنفسه أحسن الأسماء، يا من سمى نفسه بالاسم الذي به يقضى حاجة كل طالب يدعوه به، وأسألك بذلك الاسم، فلا شفيع أقوى لي منه، وبحق محمد وآل محمد أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وأن تقضي لي حوائجي، وتسمع محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين وعليا ومحمدا وجعفر وموسى وعليا ومحمدا وعليا والحسن والحجة ـ صلوات الله عليهم وبركاته ورحمته ـ صوتي، فيشفعوا لي إليك، وتشفعهم في، ولا تردني خائبا، بحق لا إله إلا أنت، وبحق محمد وآل محمد، وافعل بي كذا وكذا يا كريم(39).

قال الزاهد السيد ابن طاووس الحلي (ره): روى صفوان قال: دخل محمد بن علي الحلبي على أبي عبد الله عليه السلام في يوم الجمعة فقال له: تعلمني ما أصنع في مثل هذا اليوم؟ فقال: يا محمد، ما أعلم أن أحدا كان أكبر عند رسول الله صلى الله عليه وآله من فاطمة عليها السلام، ولا أفضل مما علمها أبوها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: من أصبح يوم الجمعة فاغتسل وصف قدميه وصلى أربع ركعات مثنى مثنى، يقرأ في أول ركعة الحمد والإخلاص خمسين مرة، وفي الثانية فاتحة الكتاب والعاديات خمسين مرة، وفي الثالثة فاتحة الكتاب وإذا زلزلت الأرض خمسين مرة، وفي الرابعة فاتحة الكتاب وإذا جاء نصر الله والفتح خمسين مرة ـ وهذه سورة النصر وهي آخر سورة نزلت ـ فإذا فرغ منها دعا، فقال:(40) (إلهي وسيدي، من تهيأ أو أعد أو استعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده وفوائده ونائله وفواضله وجوائزه، فإليك يا إلهي كانت تهيئتي وتعبيتي وإعدادي واستعدادي رجاء رفدك ومعروفك ونائلك وجوائزك، فلا تحرمني ذلك يا من لا يخيب عليه مسألة السائل، ولا تنقصه عطية نائل، فإني لم آتك بعمل صالح قدمته، ولا شفاعة مخلوق رجوته، أتقرب إليك بشفاعة محمد وأهل بيته صلواتك عليهم أجمعين، أرجو عظيم عفوك الذي عفوت به على الخاطئين عند عكوفهم على المحارم فلم يمنعك طول عكوفهم على المحارم أن عدت عليهم بالمغفرة، وأنت سيدي العواد بالنعماء وأنا العواد بالخطاء، أسألك بمحمد وآله الطاهرين أن تغفر لي الذنب العظيم، فإنه لا يغفر ذنبي العظيم إلا العظيم، يا عظيم يا عظيم يا عظيم يا عظيم يا عظيم يا عظيم يا عظيم)(41).

روى الصدوق (ره) عن هشام بن سالم (بحذف الإسناد) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (من صلى أربع ركعات، فقرأ في كل ركعة بخمسين مرة قل هو الله أحد، كانت صلاة فاطمة عليها السلام وهي صلاة الأوّابين).

وكان شيخنا محمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه يروي هذه الصلاة وثوابها، إلا أنه كان يقول: إني لا أعرفها بصلاة فاطمة عليها السلام، وأما أهل الكوفة فإنهم يعرفونها بصلاة فاطمة عليها السلام(42).

عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من توضأ وأسبغ الوضوء وافتتح الصلاة فصلى أربع ركعات يفصل بينهن بتسليمة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد خمسين مرة، انفتل حين ينفتل وليس بينه وبين الله عز وجل ذنب إلا غفره له(43).

عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعت يقول: من صلى أربع ركعات بمائتي مرة قل هو الله أحد في كل ركعة خمسين مرة، لم ينفتل وبينه وبين الله عز وجل ذنب إلا غفرله(44).

وقال السيد ابن طاووس (ره): روي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لأمير المؤمنين ولابنته فاطمة عليها السلام: إنني أريد أن أخصكما بشيء من الخير مما علمني الله عز وجل وأطلعني الله عليه، فاحتفظوا به. قال: نعم يا رسول الله فما هو؟ قال: يصلي أحدكما ركعتين، تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وآية الكرسي ثلاث مرات، وقل هو الله أحد ثلاث مرات، وآخر الحشر ثلاث مرات من قوله (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل) إلى آخره، فإذا جلس فليتشهد وليثن على الله عز وجل وليصل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وليدع للمؤمنين والمؤمنات، ثم يدعو على أثر ذلك فيقول: (اللهم إني أسألك بحق كل اسم هو لك، يحق عليك فيه إجابة الدعاء إذا دعيت به، وأسألك بحق كل ذي حق عليك، وأسألك بحقك على جميع ما هو دونك أن تفعل بي كذا وكذا)(45).

وقال (ره) أيضا في كتاب (زوائد الفوائد) بعد ذكر زيارة مختصرة لها عليها السلام وهي معروفة: إنها مختصة بهذا اليوم ـ يعني يوم الثالث في جمادى الآخرة وهو يوم وفاتهاـ. قال: وتصلي صلاة الزيارة أو صلاتها عليها السلام، وهي ركعتان تقرأ في كل ركعة الحمد مرة وقل هو الله أحد ستين مرة(46).

قال الشيخ الجليل الحسن بن الفضل الطبرسي (ره): صلاة الاستغاثة بالبتول (عليها السلام): تصلي ركعتين، ثم تسجد وتقول: (يا فاطمة) مائة مرة، ثم تضع خدك الأيمن على الأرض وقل مثل ذلك، وتضع خدك الأيسر على الأرض وتقول مثله، ثم اسجد وقل ذلك مائة وعشر دفعات، وقل:

(يا آمنا من كل شئ، وكل شئ منك خائف حذر، أسألك بأمنك من كل شئ وخوف كل شئ منك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تعطيني أمانا لنفسي وأهلي ومالي وولدي حتى لا أخاف أحدا، ولا أحذر من شئ أبدا، إنك على كل شئ قدير)(47).

عن أبي عبد الله عليه السلام: إذا كانت لأحدكم استغاثة إلى الله تعالى فليصل ركعتين، ثم يسجد ويقول: (يا محمد يا رسول الله، يا علي يا سيد المؤمنين والمؤمنات، بكما أستغيث إلى الله تعالى، يا محمد يا علي أستغيث بكما، يا غوثاه بالله وبمحمد وعلي وفاطمة ـ وتعد الأئمة ـ بكم أتوسل إلى الله تعالى). فإنك تغاث من ساعتك إن شاء الله تعال(48).

قال المحدث القمي (ره): روي: إذا كانت لك حاجة إلى الله تعالى وتضيق عنها صدرك فصل ركعتين، وإذا سلمت فكبر ثلاث مرات، وسبح تسبيح فاطمة عليها السلام، ثم اسجد وقل مائة مرة: (يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني). ثم ضع خدك الأيمن على الأرض وقل ذلك مائة مرة، ثم ضع خدك الأيسر على الأرض وقل ذلك مائة مرة، ثم اسجد وقل مائة وعشر مرة، إن الله يقضيها إن شاء الله(49).

5 ـ ساير أدعيتها وتسبيحاتها وتعقيباتها عليها السلام للصلوات

تعويذها للحسن عليه السلام:

1 ـ دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على فاطمة الزهراء عليها السلام فوجد الحسن عليه السلام موعوكا، فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فنزل جبرائيل عليه السلام فقال: يا محمد ألا أعلمك معاذة تدعو بها فينجلي بها عنه ما يجده؟ قال: بلى، قال: قل: (اللهم لا إله إلا أنت العلي العظيم، ذو السلطان القديم والمن العظيم والوجه الكريم، لا إله إلا أنت العلي العظيم، ولي الكلمات التامات و الدعوات المستجابات، حل ما أصبح بفلان). فدعا النبي صلى الله عليه وآله، ثم وضع يده على جبهته فإذا هو بعون الله قد أفاق(50).

دعاء لأداء القرض:

2 ـ روي أن فاطمة عليها السلام زارت النبي صلى الله عليه وآله فقال لها: ألا أزودك؟ قالت:نعم، قال: قولي: (اللهم ربنا ورب كل شئ، منزل التوراة والإنجيل و الفرقان، فالق الحب والنوى، أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، أنت الأول فليس قبلك شئ، وأنت الآخر فليس بعدك شئ، وأنت الظاهر فليس فوقك شئ، وأنت الباطن فليس دونك شئ، صليّ على محمد وعلى أهل بيته عليه وعليهم السلام، واقض عني الدين، واغنني من الفقر، ويسر(51) لي كل الأمر، يا أرحم الراحمين.

دعاء لدفع الحمى:

3 ـ قال سلمان ـ رضي الله عنه ـ في حديث طويل: قلت: علميني الكلام يا سيدتي، فقالت: إن سرك أن لا يمسك أذي الحمى ما عشت في دار الدنيا فواظب عليه. ثم قال سلمان: علمتني هذا الحرز فقالت: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله النور، بسم الله نور النور، بسم الله نور على نور، بسم الله الذي هو مدبر الأمور، بسم الله الذي خلق النور من النور، الحمد لله الذي خلق النور من النور، وأنزل النور على الطور، في كتاب مسطور، في رق منشور، بقدر مقدور، على نبي محبور. الحمد لله الذي هو بالعز مذكور، وبالفخر مشهور، وعلى السراء والضراء مشكور، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين)(52).

دعاؤها للمهمات:

4ـ عن الحسن بن علي، عن أمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فاطمة ألا أعلمك دعاء لا يدعو فيه أحد إلا استجيب له، ولا يحيك(53) في صاحبه سم ولا سحر، ولا يعرض له شيطان بسوء، ولا ترد له دعوة، وتقضى حوائجه التي يرغب فيها إلى الله تعالى كلّها عاجلها وآجلها؟ قلت: أجل، يا أبت، هذا والله أحب إليَّ من الدنيا وما فيها. قال: تقولين: (يا الله، يا أعز مذكور وأقدمه قدما في العزة والجبروت. يا الله، يا رحيم كل مسترحم، ومفزع كل ملهوف، يا الله، يا راحم كل حزين يشكو بثه وحزنه إليه. يا الله، يا خير من طلب المعروف منه وأسر في العطاء. يا الله يا من تخاف الملائكة المتوقدة بالنور منه، أسألك بالأسماء التي تدعو بها حملة عرشك، ومن حول عرشك يسبحون بها شفقة من خوف عذابك، وبالأسماء التي يدعوك بها جبرائيل وميكائيل وإسرافيل إلا أجبتني وكشفت يا إلهي كربتي، وسترت ذنوبي، يا من يأمر بالصيحة في خلقه فإذا هم بالساهرة(54)، أسألك بذلك الاسم الذي تحيي به العظام وهي رميم أن تحيي قلبي، وتشرح صدري، وتصلح شأني. يا من خص نفسه بالبقاء، وخلق لبريته الموت و الحياة، يا من فعله قول، وقوله أمر، وأمره ماض على ما يشاء، أسألك بالاسم الذي دعاك به خليلك حين ألقي في النار، فاستجبت له وقلت: (يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم)(55)، وبالاسم الذي دعاك به موسى من جانب الطور الأيمن فاستجبت له دعاءه، وبالاسم الذي كشفت به عن أيوب الضر، وتبت به على داود، وسخرت به لسليمان الريح تجري بأمره، والشياطين، وعلمته منطق الطير، وبالاسم الذي وهبت به لزكريا يحيى، وخلقت عيسى من روح القدس من غير أب، وبالاسم الذي خلقت به العرش والكرسي، وبالاسم الذي خلقت به الروحانيين، وبالاسم الذي خلقت به الجن والإنس، وبالاسم الذي خلقت به جميع الخلق وجميع ما أردت من شئ، وبالاسم الذي قدرت به على كل شئ، أسألك بهذه الأسماء لما أعطيتني سؤلي، وقضيت بها حاجتي). فإنه يقال لك: يا فاطمة، نعم. نعم(56).

من دعائها عليها السلام في الحوائج:

5ـ وكان من دعائها سلام الله عليها: (اللهم قنعني بما رزقتني، واسترني وعافني أبدا ما أبقيتني، واغفر لي وارحمني إذا توفيتني. اللهم لا تعيني في طلب ما لم تقدره لي، وما قدرته علي فاجعله ميسرا سهلا. اللهم كاف عن والدي وكل من نعمه علي خير مكافأة. اللهم فرغني لما خلقتني له، ولا تشغلني بما تكفلت لي به، ولا تعذبني وأنا استغفرك، ولا تحرمني وأنا أسألك، اللهم ذلل نفسي في نفسي، وعظم شأنك في نفسي، وألهمني طاعتك، والعمل بما يرضيك، والتجنب مما يسخطك، يا أرحم الراحمين)(57).

دعاؤها عليها السلام للفرج من الحبس والضيق:

6ـ كان من دعائها عليها السلام: (اللهم بحق العرش ومن علاه، وبحق الوحي ومن أوحاه، وبحق النبي ومن نباه، وبحق البيت ومن بناه، يا سامع كل صوت، يا جامع كل فوت، يا بارئ النفوس يعد الموت، صل على محمد وأهل بيته، وآتنا وجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها فرجا من عندك عاجلا بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبدك ورسولك صلى الله عليه وعلى ذريته الطيبين الطاهرين وسلم تسليما)(58).

من تسبيحها عليها السلام:

7ـ تسبيحها عليها السلام في اليوم الثالث من الشهر: (سبحان من استنار بالحول والقوة. سبحان من احتجب في سبع سموات فلا عين تراه. سبحان من أذل الخلائق بالموت، وأعز نفسه بالحياة. سبحان من يبقى ويفنى كل شئ سواه، سبحان من استخلص الحمد لنفسه وارتضاه. سبحان الحي العليم. سبحان الحليم الكريم، سبحان الملك القدوس. سبحان العلي العظيم. سبحان الله وبحمده)(59).

من دعائها عليها السلام في المكارم:

8 ـ ومن دعائها سلام الله عليها: (اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي. اللهم إني أسألك كلمة الإخلاص، وخشيتك في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وأسألك نعيما لا ينفذ، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بالقضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك من غير ضراء مضرة، ولا فتنة مظلمة. اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهديين، يا رب العالمين)(60).

9ـ حرزها سلام الله عليها: (بسم الله الرحمن الرحيم، يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث فأغثني، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا، وأصلح لي شأني كله(61).

دعاء الحريق:

10ـ قال الشيخ الطوسي والكفعمي رحمهما الله: ثم يدعو بدعاء الكامل المعروف بدعاء الحريق(62)، فيقول: (اللهم إني أصبحت أشهدك ـ وكفى بك شهيدا ـ وأشهد ملائكتك وحملة عرشك وسكان سبع سمواتك وأرضيك وأنبياءك وورثة أنبياءك ورسلك والصالحين من عبادك وجميع خلقك، فاشهد لي ـوكفى بك شهيداـ أني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت المعبود، وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك، وأن كل معبود مما دون عرشك إلى قرار أرضك السابعة السفلى باطل مضمحل ما خلا وجهك الكريم فإنه أعز وأكرم وأجل وأعظم من أن يصف الواصفون كنه جلاله أو تهتدي القلوب إلى كنه عظمته، يا من فاق مدح المادحين فخر مدحه، وعدى وصف الواصفين مآثر حمده، وجل عن مقالة الناطقين تعظيم شأنه، صل على محمد وآله، وافعل بنا ما أنت أهله يا أهل التقوى وأهل المغفرة. ـثلاثا. ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه، ما شاء الله ولا قوة إلا بالله، هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، ويميت ويحيي، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على شئ قدير ـ إحدى عشرة مرة. ثم يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أستغفر الله وأتوب إليه، ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله الحليم الكريم، العلي العظيم، الرحمن الرحيم، الملك القدوس الحق المبين، عدد خلقه، وزنة عرشه، وملء سماواته وأرضيه، وعدد ما جرى به قلمه، وأحصاه كتابه، ومداد كلماته، ورضاه لنفسه. إحدى عشرة مرة. ثم قل: اللهم صلِّ على محمد وأهل بيته المباركين، وصل على جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وحملة عرشك أجمعين والملائكة المقربين. اللهم صلِّ عليهم جميعا حتى تبلغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا مما أنت أهله يا أرحم الراحمين. اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، وصل على ملك الموت وأعوانه، وصل على رضوان وخزنة الجنان، وصل على مالك وخزنة النيران. اللهم وصل عليهم حتى تبلغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا مما أنت أهله يا أرحم الراحمين. اللهم صلِّ على الكرام الكاتبين، والسفرة الكرام البررة، والحفظة لبني آدم، وصل على ملائكة الهواء وملائكة الأرضين السفلى، وملائكة الليل والنهار، والأرض والأقطار، والبحار والأنهار، والبراري والفلوات، والقفار، والأشجار، وصل على ملائكتك الذين أغنيتهم عن الطعام والشراب بتسبيحك وعبادتك. اللهم صل عليهم حتى تبلغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا مما أنت أهله يا أرحم الراحمين.

اللهم صل محمد وعلى آل محمد، وصل على أبينا آدم وأمنا حواء وما ولدا من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. اللهم صل عليهم تبلغهم الرضا مما أنت أهله يا أرحم الراحمين، اللهم صل على محمد وأهل بيته الطاهرين الطيبين، وعلى أصحابه المنتجبين، وعلى أزواجه المطهرات، وعلى ذرية محمد، وعلى كل نبي بشير بمحمد، وعلى كل نبي ولد محمدا، وعلى من في صلواتك عليه رضى لك ورضى لنبيك محمد صلى الله عليه وآله. اللهم صل عليهم حتى تبلغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا مما أنت أهله يا أرحم الراحمين. اللهم صل على محمد وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد، وارحم محمدا وآل محمد كأفضل ما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم صل على محمد وآل محمد كما أمرتنا أن نصلي عليه، اللهم صل على محمد وآل محمد كما ينبغي لنا أن نصلي عليه. اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد من صلى عليه. اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد من لم يصل عليه. اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد كل حرف في صلاة صليت عليه. اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد من صلى عليه ومن لم يصل عليه.

اللهم صل محمد وآل محمد بعدد كل شعرة ولفظة ولحظة ونفس وصفة وسكون وحركة ممن صلى عليه وممن لم يصل عليه، وبعدد ساعاتهم ودقايقهم وسكونهم وحركاتهم وحقايقهم وميقاتهم وصفاتهم وأيامهم وشهورهم وسنيهم وأشعارهم وأبشارهم وبعدد زنة ما عملوا أو يعملون، أو كان منهم أو يكون إلى يوم القيامة، وكأضعاف ذلك أضعافا مضاعفة إلى يوم القيامة، يا أرحم الراحمين.

اللهم صل محمد وآل محمد بعدد ما خلقت وما أنت خالقه إلى يوم القيامة صلاة ترضيه. اللهم لك الحمد والثناء والشكر والمن والفضل والطول والخير والحسنى والنعمة والعظمة والجبروت والملك والملكوت والسلطان والفخر والقهر والسؤدد والامتنان والكرم والجلال والإكرام والخير والتوحيد والتمجيد والتهليل والتكبير والتقديس والرحمة والمغفرة والكبرياء والعظمة ولك ما زكا وطاب وطهر من الثناء الطيب والمديح الفاخر والقول الحسن الجميل الذي ترضى به عن قائله، وهو رضي لك.

حتى يتصل حمدي بحمد أول الحامدين، وثنائي بثناء أول المثنين على رب العالمين متصلا ذلك بذلك، وتهليلي بتهليل أول المهللين، وتكبيري بتكبير أول المكبرين، وقولي الحسن (الجميل) بقول أول القائلين المجملين المثنين على رب العالمين متصلا ذلك بذلك من أول الدهر إلى آخره، وبعدد زنة ذر السماوات والأرضين والرمال والتلال والجبال وعدد جرع ماء البحار وعدد قطر الأمطار وورق الأشجار وعدد النجوم وعدد الثرى والحصى والنوى والمدر وعدد زنة ذلك كله وعدد زنة ذر السموات والأرضين وما فيهن وما بينهن وما تحتهن وما بين ذلك وما فوقهن إلى يوم القيامة، من لدن عرشك إلى قرار أرضك السابعة السفلى، وبعدد حروف ألفاظ أهلهن وعدد أرماقهم ودقايقهم وشعائرهم وساعاتهم وأيامهم وشهورهم وسنيهم وسكونهم وحركاتهم وأشعارهم وأبشارهم، وعدد زنة ما عملوا أو يعملون أو بلغهم أو رأوا أو ظنوا أو فطنوا أو كان منهم أو يكون إلى يوم القيامة، وعدد زنة ذر ذلك وأضعاف ذلك وكأضعاف ذلك أضعافا مضاعفة لا يعلمها ولا يحصيها غيرك، يا ذا الجلال والإكرام. وأهل ذلك أنت مستحقه ومستوجبه مني ومن جميع خلقك يا بديع السماوات والأرض.

اللهم إنك لست برب استحدثناك ولا معك إله فيشركك في ربوبيتك، ولا معك إله أعانك على خلقنا، أنت ربنا كنا نقول وفوق ما يقول القائلون. أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تعطي محمدا أفضل ما سألك وأفضل ما سئلت له وأفضل ما أنت مسئول له إلى يوم القيامة. أعيذ أهل بيت نبيي محمد صلى الله عليه وآله ونفسي وديني وذريتي ومالي وولدي وأهلي وقراباتي وأهل بيتي وكل ذي رحم دخل لي في الإسلام أو يدخل إلى يوم القيامة وحزانتي وخاصتي ومن قلدني دعاء أو أسدى إلي يدا أو ردعني غيبة أو قال في خيرا أو اتخذت عنده يدا أو ضيعة وجيراني وأخواني من المؤمنين و المؤمنات بالله وبأسمائه التامة العامة الشاملة الكاملة الطاهرة الفاضلة المباركة المتعالية الزاكية الشريفة المنيعة الكريمة العظيمة المخزونة التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، وبأم الكتاب وخاتمته وما بينهما من سورة شريفة وآية محكمة وشفاء ورحمة وعوذة وبركة، وبالتوراة والإنجيل والزبور والفرقان، وبصحف إبراهيم وموسى، وبكل كتاب أنزله الله، وبكل رسول أرسله الله، وبكل حجة أقامها الله، وبكل برهان أظهره الله، وبكل نور أناره الله، وبكل آلاء الله وعظمته؛ أعيذ وأستعيذ من شر كل ذي شر، ومن شر ما أخاف وأحذر، ومن شر ما ربي منه أكبر، ومن شر فسقة العرب والعجم، ومن شر فسقة الجن والإنس والشياطين والسلاطين وإبليس وجنوده وأشياعه وأتباعه، ومن شر ما دهم أو هجم أو ألم ومن شر كل غم وهم وآفة وندم ونزالة وسقم ومن شر ما في النور والظلمة، ومن شر ما يحدث في الليل والنهار وتأتي به الأقدار، ومن شر ما في النار، ومن شر ما في الأرض والأقطار والفلوات والقفار والبحار والأنهار، ومن شر الفساق والفجار والكهان والسحار والحساد والذعار والأشرار، ومن شر ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها إليها، ومن شر كل ذي شر، ومن شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم. فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. وأعوذ بك اللهم من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل، ومن ضلع الدين وغلبة الرجال، ومن عمل لا ينفع، ومن عين لا تدمع، ومن قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، ومن نصيحة لا تنجع، ومن صحابة لا تردع، ومن إجماع على نكر، وتودد على خسر، أو تواخذ على خبث، ومما استعاذ منه محمد صلى الله عليه وآله وسلم والملائكة المقربون والأنبياء والمرسلون والأئمة الطاهرون المطهرون والشهداء والصالحون وعبادك المتقون. وأسألك اللهم أن تصلي على محمد، وآل محمد وأن تعطيني من الخير ما سألوا، وأن تعيذني من شر ما استعاذوا، وأسألك اللهم من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم. وأعوذ بك يا رب من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون.

بسم الله على أهل بيت النبي محمد صلى الله عليه وآله، بسم الله على نفسي وديني، بسم الله على أهلي ومالي، بسم الله على كل شئ أعطاني ربي، بسم الله على أحبتي وولدي وقراباتي، بسم الله على جيراني المؤمنين وإخواني ومن قلدني دعاء أو اتخذ عندي يدا أو ابتدأ إلي برا من المؤمنين والمؤمنات، بسم الله على ما رزقني ربي ويرزقني، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.

اللهم صل على محمد وآل محمد، وصلني بجميع ما سألك عبادك المؤمنون أن تصلهم به من الخير واصرف عني جميع ما سألك عبادك المؤمنون أن تصرفه عنهم من السوء والردى، وزدني من فضلك ما أنت أهله ووليه يا أرحم الراحمين.

اللهم صل على محمد وأهل بيته الطيبين، وعجل اللهم فرجهم وفرجي، وفرج عن كل مهموم من المؤمنين والمؤمنات. اللهم صل على محمد وآل محمد وارزقني نصرهم، وأشهدني أيامهم، واجمع بيني وبينهم في الدنيا والآخرة، واجعل منك عليهم واقية حتى لا يخلص إليهم إلا بسبيل خير، وعلى من معهم وعلى شيعتهم ومحبيهم وعلى أوليائهم وعلى جميع المؤمنين والمؤمنات، فإنك على كل شئ قدير.

بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله ولا غالب إلا الله، ما شاء الله لا قوة إلا بالله، حسبي الله توكلت على الله، وأفوض أمري إلى الله، وألتجئ إلى الله، وبالله أحاول وأصاول وأكاثر وأفاخر وأعتز وأعتصم، عليه توكلت وإليه متاب، لا إله إلا الله الحي القيوم عدد الثرى والحصى والنجوم والملائكة الصفوف، لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).

ومما خرج عن صاحب الزمان عليه السلام زيادة في هذا الدعاء إلى محمد بن الصلت القمي: (اللهم رب النور العظيم، ورب الكرسي الرفيع، ورب البحر المسجور، ومنزل التوراة والإنجيل، ورب الظل والحرور، ومنزل الزبور والقرآن والفرقان العظيم، ورب الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين، أنت إله من في السماء وإله من في الأرض، لا إله فيهما غيرك، وأنت جبار من في السماء وجبار من في الأرض، لا جبار فيهما غيرك، وأنت خالق من في السماء ومن في الأرض، لا خالق فيهما غيرك، وأنت حكم من في السماء ومن في الأرض، لا حكم فيهما غيرك. اللهم إني أسألك بوجهك الكريم، وبنور وجهك المنير وملكك القديم يا حي يا قيوم، أسألك باسمك الذي أشرقت به السماوات والأرضون، وباسمك الذي يصلح عليه الأولون والآخرون، يا حيا قبل كل حي، ويا حيا بعد كل حي، ويا حيا حين لاحي، ويا محيي الموتى، ويا حي لا إله إلا أنت، يا حي يا قيوم، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب رزقا واسعا حلالا طيبا، وأن تفرج عني كل غم وهم، وأن تعطيني ما أرجو وآمله، إنك على كل شئ قدير)(63).

تعقيبها عليها السلام لصلاة الظهر:

سبحان ذي العز الشامخ المنيف. سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم. سبحان ذي الملك الفاخر القديم. والحمد لله الذي بنعمته بلغت ما بلغت من العلم به والعمل له والرغبة إليه والطاعة لأمره. والحمد لله الذي لم يجعلني جاحدا لشيء من كتابه، ولا متحيراً في شئ من أمره. والحمد لله الذي هداني إلى دينه، ولم يجعلني أعبد شيئا غيره. اللهم إني أسألك قول التوابين وعملهم، ونجاة المجاهدين وثوابهم، وتصديق المؤمنين وتوكلهم، والراحة عند الموت، والأمن عند الحساب، واجعل الموت خير غايب انتظره، وخير مطلع يطلع علي، وارزقني عند حضور الموت وعند نزوله وفي غمراته وحين تنزل النفس من بين التراقي وحين تبلغ الحلقوم وفي حال خروجي من الدنيا وتلك الساعة التي لا أملك لنفسي فيها ضرا ولا نفعا ولا شدّة ولا رخاء، روحا من رحمتك، وحظا من رضوانك، وبشرى من كرامتك قبل أن تتوفى نفسي، وتقبض روحي، وتسلط ملك الموت على إخراج نفسي ببشرى منك.يا رب، ليست من أحد غيرك تثلج بها صدري، وتسر بها نفسي، وتقر بها عيني، وتتهلل بها وجهي، ويسفر بها لوني، ويطمئن بها قلبي، ويتباشر بها ساير جسدي يغبطني بها من حضرني من خلقك ومن سمع بي من عبادك، تهون علي بها سكرات الموت، وتفرج عني بها كربته، وتخفف عني بها شدته، وتكشف عني بها سقمه، وتذهب عني بها همه وحسرته، وتعصمني بها من أسفه وفتنته، وتجيرني بها من شره وشر ما يحضر أهله، وترزقني بها خيره وخير ما يحضر عنده وخير ما هو كائن بعده.

ثم إذا توفيت نفسي وقبضت روحي فاجعل روحي في الأرواح الرابحة، واجعل نفسي في الأنفس الصالحة، واجعل جسدي في الأجساد المطهرة، واجعل عملي في الأعمال المتقبلة، ثم ارزقني في خطتي من الأرض حصتي وموضع جنبي حيث يرفت لحمي ويدفن عظمي وأترك وحيدا لا حيلة لي قد لفظتني البلاد وتخلى مني العباد وافتقرت إلى رحمتك واحتجت إلى صالح عملي، وألقى ما مهدت لنفسي وقدمت لآخرتي وعملت في أيام حياتي فوزا من رحمتك وضياء من نورك وتثبيتا من كرامتك بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة إنك تضل الظالمين وتفعل ما تشاء.

ثم بارك لي في البعث والحساب إذا انشقت الأرض عني وتخلى العباد مني وغشيتني الصيحة وافزعتني النفخة ونشرتني بعد الموت وبعثتني للحساب فابعث معي يا رب نورا من رحمتك يسعى بين يدي وعن يميني، تؤمني به وتربط به على قلبي وتظهر به عذري وتبيض به وجهي وتصدق بها حديثي وتفلج به حجتي وتبلغني بها العروة الوثقى من رحمتك وتحلني الدرجة العليا من جنتك وترزقني به مرافقة محمد النبي عبدك ورسولك في أعلى الجنة درجة وابلغها فضيلة وأبرها عطية وأوفقها نفسة مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

اللهم صلِّ على محمد خاتم النبيين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وعلى الملائكة أجمعين وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أئمة الهدى أجمعين آمين رب العالمين.

اللهم صلّ على محمد كما هديتنا به وصلّ على محمد كما رحمتنا به وصلِّ على محمد كما عززتنا به وصلى على محمد كما فضلتنا به وصلى على محمد كما شرفتنا به وصلى على محمد كما بصرتنا به وصلى على محمد كما أنقذتنا به من شفا حفرة من النار.

اللهم بيض وجهه وأعل كعبه وأفلج حجته وأتمم نوره وثقل ميزانه وعظم برهانه وافسح له حتى يرضى وبلغه الدرجة والوسيلة من الجنة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته واجعله أفضل النبيين والمرسلين عندك منزلة ووسيلة واقصص بنا أثره واسقنا بكأسه وأوردنا حوضه واحشرنا في زمرته وتوفنا على ملته واسلك بنا سبله واستعملنا بسنته غير خزايا ولا نادمين ولا شاكين ولا مبدلين، يا من بابه مفتوح لداعيه وحجابه مرفوع لراجيه، يا ساتر الأمر القبيح ومداوى القلب الجريح لا تفضحني في مشهد القيامة بموبقات الآثام ولا تعرض بوجهك الكريم عني من بين الأنام، يا غاية المضطر الفقير ويا جابر العظم الكسير هب لي موبقات الجراير، واعف عني فاضحات السراير واغسل قلبي من وزر الخطايا وارزقني الاستعداد لنزول المنايا، يا أكرم الأكرمين ومنتهى أمنية السائلين، أنت مولاي فتحت لي باب الدعاء والإنابة فلا تغلق عني باب القبول والإجابة ونجني برحمتك من النار وبوئني عرفات الجنان واجعلني مستمسكا بالعروة الوثقى واختم لي بالسعادة واحيني بالسلامة يا ذا الفضل والكمال والعزة والجلال، لا تشمت بي عدوا ولا حاسدا ولا تسلط عليَّ سلطانا عنيدا ولا شيطانا مريدا، برحمتك يا أرحم الراحمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما. 

تعقيبها عليها السلام لصلاة العصر:

سبحان من يعلم جوارح القلوب، سبحان من يحصي عدد الذنوب، سبحان من لا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، والحمد لله الذي لم يجعلني كافرا لا نعمه ولا جاحدا لفضله، فالخير منه وهو أهله، والحمد لله على حجته البالغة على جميع من خلق، ممن أطاعه وممن عصاه، فإن رحم فمِن منّه، وإن عاقب فبما قدمت أيدهم وما الله يريد ظلما للعبيد،. والحمد الله العلي المكان الرفيع البنيان الشديد الإمكان العزيز السلطان العظيم الشأن الواضح البرهان الرحيم الرحمن المنعم المنان الحمد لله الذي احتجب عن كل مخلوق يراه بحقيقة الربوبية وقدرة الوحدانية فلم تدركه الأبصار ولم تحط به الأخبار ولم يقسه مقدار ولم يتوهمه اعتبارا لأنه الملك الجبار.

اللهم قد ترى مكاني، وتسمع كلامي، وتطلع على أمري وتعلم ما في نفسي، وليس يخفى عليك شيء من أمري، وقد سعيت إليك في طلبتي، وطلبت إليك في حاجتي، وتضرعت إليك في مسألتي وسألتك لفقر وحاجة وذلة وضيقة وبؤس ومسكنة وأنت الرب الجواد بالمغفرة، تجد من تعذب غيري ولا أجد من يغفر لي غيرك وأنت غني عن عذابي وأنا فقير إلى رحمتك، فأسلك بفقري إليك وغناك عني وبقدرتك عليَّ وقلة امتناعي منك أن تجعل دعائي هذا دعاء وافق منك إجابة، ومجلسي هذا مجلسا وافق منك رحمة وطلبتي هذه طلبة وافقت نجاحا، وما خفت عسرته من الأمور فيسره، وما خفت عجزه من الأشياء فوسعه، ومن أراد بي بسوء من الخلايق كلهم فاغلبه آمين يا أرحم الراحمين، وهون عليَّ ما خشيت شدته، واكشف عني ما خشيت كربته، ويسر لي ما خشيت عسرته، آمين يا رب العالمين.

اللهم انزع العجب والرياء والكبر والبغي والحسد والضعف والشك والوهن والضر والاسقام والخذلان والمكر والخديعة والبلية والفساد من سمعي وبصري وجميع جوارحي، وخذ بناصيتي إلى ما تحب وترضى يا أرحم الراحمين.

اللهم صلى على محمد وآل محمد واغفر ذنبي واستر عورتي وآمن روعتي واجبر مصيبتي واغن فقرى ويسر حاجتي واقلني عثرتي واجمع شملي واكفني ما أهمني وما غاب عني وما حضرني وما أتخوفه منك يا ارحم الراحمين.

اللهم فوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، وأسلمت نفسي إليك بما جنيت عليها فرقا منك وخوفا وطمعا وأنت الكريم الذي لا يقطع الرجاء ولا يخيب الدعاء، فأسلك بحق إبراهيم خليلك وموسى كليمك وعيسى روحك ومحمد صفيك ونبيك صلى الله عليه وآله ألا تصرف وجهك الكريم عني حتى تقبل توبتي وتغفر لي خطيتي يا ارحم الراحمين ويا احكم الحاكمين.

اللهم اجعل ثاري على من ظلمني، وانصرني على من عاداني. اللهم لا تجعل مصيبتي في ديني، ولا تجعل الدنيا أكبر همي ولا مبلغ علمي. اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة من كل شر.

اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني. اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، والعدل في الغضب والرضا وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا يبيد وقرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضا، وأسألك لذة النظر إلى وجهك.

اللهم إني أستهديك لإرشاد أمري، وأعوذ بك من شر نفسي. اللهم عملت سوء وظلمت نفسي فاغفر لي انه لا يغفر الذنوب إلا أنت، اللهم إني أسألك تعجيل عافيتك، وصبرا على بليتك، وخروجا من الدنيا إلى رحمتك.

اللهم إني أُشهدك وأُشهد ملائكتك وحملة عرشك وأشهد من في السماوات والأرض أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك صلى الله عليه وآله وسلم وأسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت بديع السماوات والأرض، يا كائن قبل أن يكون شيء والمكون لكل شيء، والكائن بعد ما لا يكون شيء.

اللهم إلى رحمتك رفعت بصري، وإلى جودك بسطت كفي، فلا تحرمني وأنا أسلك فلا تعذبني وأنا أستغفرك. اللهم فاغفر لي فإنك بي عالم، ولا تعذبني فإنك عليَّ قادر برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم ذا الرحمة الواسعة والصلاة النافعة الرافعة الزاكية صلِّ على أكرم خلقك عليك وأحبهم إليك وأوجههم لديك محمدٍ عبدك ورسولك المخصوص بفضائل الوسائل أشرف وأكرم وأرفع وأعظم وأكمل ما صليت على مبلغ عنك ومؤتمن على وحيك، اللهم كما سددت به العمى وفتحت به الهدى فاجعل مناهج سبله لنا سنناً، وحجج برهانه لنا سببا نائم به إلى القدوم عليك.

اللهم لك الحمد ملء السماوات السبع وملء طباقهن وملء الأرض السبع وملء ما بينهما وملء عرش ربنا الكريم وميزان ربنا الغفار ومداد كلمات ربنا القهار وملء الجنة وملء النار وعدد الثرى والماء وعدد ما يرى وما لا يرى.

اللهم واجعل صلواتك وبركاتك ومنك ومغفرتك ورحمتك ورضوانك وفضلك وسلامتك وذكرك ونورك وشرفك ونعمتك وخيرتك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.

اللهم أعط محمدا الوسيلة العظمى وكريم جزائك في العقبى حتى تشرفه يوم القيامة يا إله الهدى. اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد وعلى جميع ملائكتك ورسلك، سلام على جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وحملة العرش وملائكتك والكرام الكاتبين والكرويين وسلام على ملائكتك أجمعين وسلام على أبينا آدم وعلى أمنا حواء وسلام على النبيين أجمعين، والصديقين وعلى الشهداء والصالحين، وسلام على المرسلين أجمعين، والحمد لله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبي الله ونعم الوكيل، وصلى الله على محمد وآله وسلم كثيرا.

تعقيبها عليها السلام لصلاة المغرب:

الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون، والحمد لله الذي لا يحصى نعماءه العادون، والحمد لله الذي لا يؤدي حقه المجتهدون، ولا إله إلا الله الأول والآخر، ولا إله إلا الله الظاهر والباطن، ولا إله إلا الله المحيي والمميت، والله أكبر ذو الطول، والله أكبر ذو البقاء الدائم، والحمد لله الذي لا يدرك العالمون علمه، ولا يستخف الجاهلون حلمه، ولا يبلغ المادحون مدحته، ولا يصف الواصفون صفته، ولا يحسن الخلق نعته.

والحمد لله ذي الملك والملكوت، والعظمة والجبروت، والكبرياء والجلال، والبهاء والمهابة، والجمال والعزة، والقدرة والحول والقوة والمنة، والغلبة والفضل، والطول والعدل، والحق والخلق، والعلا والرفعة، والمجد والفضيلة، والحكمة والغناء، والسعة والبسط والقبض، والحلم والعلم، والحجة البالغة، والنعمة السابغة، والثناء الحسن الجميل، والآلاء الكريمة، ملك الدنيا والآخرة والجنة والنار وما فيهن، تبارك الله تعالى.

الحمد لله الذي علم أسرار الغيوب، واطلع على ما تجني القلوب فليس عنه مذهب ولا مهرب. الحمد لله الذي المتكبر في سلطانه، العزيز في مكانه، المتجبر في ملكه، القوي في بطشه، الرفيع فوق عرشه، المطلع على خلقه، والبالغ لما أراد من علمه.

الحمد لله الذي بكلماته قامت السماوات الشداد، وثبتت الأرضون المهاد، وانتصبت الجبال الرواسي الأوتاد، وجرت الرياح اللواقح، وسارت في جو السماء السحاب، ووقفت على حدودها البحار، ووجلت القلوب عن مخافته، وانقمعت الأرباب لربوبيته، تباركت يا محصي قطر المطر، وورق الشجر، ومحيي أجساد الموتى للحشر. سبحانك يا ذا الجلال و الإكرام، ما فعلت بالغريب الفقير إذا أتاك مستجيرا مستغيثا؟ ما فعلت بمن أناخ بفنائك وتعرض لرضاك وغدا إليك فجثا بين يديك يشكو إليك ما لا يخفى عليك؟ فلا يكونن يا رب حظي من دعائي الحرمان، ولا نصيبي مما أرجو منك الخذلان. يا من لم يزل ولا يزال، ولا يزول كما لم يزل قائما على كل نفس بما كسبت، يا من جعل أيام الدنيا تزول وشهورها تحول وسنيها تدور وأنت الدائم لا تبليك الأزمان ولا تغيرك الدهور. يا من كل يوم عنده جديد، وكل رزق عنده عتيد للضعيف والقوي والشديد، قسمت الأرزاق بين الخلائق فسويت بين الذرة والعصفور.

اللهم إذا ضاق المقام بالناس فنعوذ بك في ضيق المقام. اللهم إذا طال يوم القيامة على المجرمين فقصر طول ذلك اليوم علينا كما بين الصلاة إلى الصلاة. اللهم إذا دنت الشمس من الجماجم فكان بينها وبين الجماجم مقدار سبيل وزيد في حرها حر عشر سنين فإنا نسألك أن تظلنا وتنصب لنا المنابر والكراسي نجلس عليها والناس ينطلقون في المقام آمين رب العالمين. أسألك اللهم بحق هذه المحامد إلا غفرت لي وتجاوزت عني وألبستني العافية في بدني، ورزقتني السلامة في ديني، فإني أسألك وأنا واثق بإجابتك إياي في مسألتي، وأدعوك وأنا عالم باستماعك دعوتي، فاستمع دعائي، ولا تقطع رجائي، ولا ترد ثنائي، ولا تخيب دعائي، أنا محتاج إلى رضوانك، وفقير إلى غفرانك، أسألك ولا آيس من رحمتك، وأدعوك وأنا غير محترز من سخطك. رب فاستجب لي وامنن عليَّ بعفوك، توفني مسلما والحقني بالصالحين. رب لا تمنعني فضلك يا منان، ولا تكلني إلى نفسي مخذولا يا حنان. رب ارحم عند فراق الأحبة صرعتي، وعند سكون القبر وحدتي، وفي مفازة القيامة غربتي، وبين يديك موقوفا للحساب فاقتي.

رب استجيرك من النار فأجرني، رب أعوذ بك من النار فأعذني. أفزع إليك من النار فأبعدني. رب أسترحمك مكروبا فأرحمني. رب أستغفرك لما جهلت فاغفر لي. قد أبرزني الدعاء للحاجة إليك فلا تؤيسني يا كريم ذا الآلاء والإحسان والتجاوز.

يا سيدي يا بر يا رحيم استجب بين المتضرعين إليك دعوتي، وارحم بين المنتحبين بالعويل عبرتي، واجعل في لقائك يوم الخروج من الدنيا راحتي واستر بين الأموات يا عظيم الرجاء عورتي، واعطف عليَّ عند التحول وحيداً إلى حفرتي، إنك أملي وموضع طلبتي والعارف بما أريد في توجيه مسألتي، فاقض يا قاضي الحاجات (حاجتي) فإليك المشتكى وأنت المستعان والمرتجى، أفر إليك هاربا من الذنوب فاقبلني، وألتجئ من عدلك إلى مغفرتك فأدركني، وألتاذ بعفوك من بطشك فامنعني، واستروح رحمتك من عقابك فنجني، وأطلب القربة منك بالإسلام فقربني، ومن الفزع الأكبر فآمني، وفي ظل عرشك فظللني، وكفلين من رحمتك فهب لي، ومن الدنيا سالما فنجني، ومن الظلمات إلى النور فأخرجني، ويوم القيامة فبيض وجهي، وحسابا يسيرا فحاسبني، وبسرائري فلا تفضحني، وعلى بلائك فصبرني، وكما صرفت عن يوسف السوء والفحشاء فاصرفه عني، وما لا طاقة لي به فلا تحملني، وإلى دار السلام فاهدني، وبالقرآن فانفعني، وبالقول الثابت فثبتني، ومن الشيطان الرجيم فاحفظني، وبحولك وقوتك وجبروتك فاعصمني، وبحلمك وعلمك وسعة رحمتك من جهنم فنجني، وجنتك الفردوس فأسكني، والنظر إلى وجهك فارزقني، وبنبيك محمد فالحقني، ومن الشياطين وأوليائهم ومن شر كل ذي شرفا كفني.

اللهم وأعدائي ومن كادني بسوء إن أتوا بّراً فجبِّن شجيعهم، فض جمعهم، كلل سلاحهم، عرقب دوابهم، سلط عليهم العواصف والقواصف أبدا حتى تصليهم النار، أنزلهم من صياصيهم، أمكنا من نواصيهم، آمين رب العالمين. اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، صلاة يشهد الأولون مع الأبرار وسيد المتقين وخاتم النبيين وقائد الخير ومفتاح الرحمة.

اللهم رب البيت الحرام، والشهر الحرام، ورب المشعر الحرام، ورب الركن والمقام، ورب الحل والإحرام، أبلغ روح محمد منا التحية والسلام، السلام عليك يا رسول الله، سلام عليك يا أمين الله، سلام عليك يا محمد بن عبد الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فهو كما وصفته بالمؤمنين رؤوف رحيم. اللهم أعطه أفضل ما سألك له وأفضل ما هو مسؤول له إلى يوم القيامة، آمين رب العالمين.

تعقيبها عليها السلام لصلاة العشاء:

سبحان من تواضع كل شئ لعظمته، سبحان من ذل كل شئ لعزته، سبحان من خضع كل شئ لأمره وملكه، سبحان من انقادت له الأمور بأزمتها، الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، الحمد لله الذي لا يخيب من دعاه، الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه، الحمد لله سامك السماء، وساطح الأرض، وحاصر البحار، وناضد الجبال، وبارئ الحيوان، وخالق الشجر، وفاتح ينابيع الأرض، ومدبر الأمور، ومسير السحاب، ومجري الريح والماء والنار من أغوار الأرض متصاعدات في الهواء، ومهبط الحر والبرد، الذي بنعمته تتم الصالحات، وبشكره تستوجب الزيادات، وبأمره قامت السماوات، وبعزته استقرت الراسيات، وسبحت الوحوش في الفلوات والطير في الوكنات.

الحمد لله رفيع الدرجات، منزل الآيات، واسع البركات، ساتر العورات، قابل الحسنات، مقيل العثرات، منفس الكربات، منزل البركات مجيب الدعوات، محيي الأموات، إله من في الأرض والسماوات.

الحمد لله على كل حمد وذكر، وشكر وصبر، وصلاة وزكاة، وقيام وعبادة، وسعادة وبركة، وزيادة ورحمة، ونعمة وكرامة وفريضة، وسراء وضراء، وشدة ورخاء، ومصيبة وبلاء، وعسر ويسر، وغناء وفقر، وعلى كل حال، وفي كل آوان وزمان، وكل مثوى ومنقلب ومقام.

اللهم إني عائذ بك فأعذني، ومستجير بك فأجرني، ومستعين بك فأعني، ومستغيث بك فأغثني، وداعيك فأجبني، ومستغفرك فاغفر لي ومستنصرك فانصرني، ومستهديك فاهدني، ومستكفيك فاكفني، وملتج إليك فآوني، ومتمسك بحبلك فاعصمني، ومتوكل عليك فاكفني، واجعلني في عبادك، وجوارك، وحرزك، وكنفك، وحياطتك، وحراستك، وكلائتك، وحرمتك، وأمك، وتحت ظلك، وتحت جناحك، واجعل علي جنة واقية منك، واجعل حفظك، وحياطتك، وحراستك، وكلئتك من ورائي، وأمامي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، ومن تحتي، وحوالي حتى لا يصل أحد من المخلوقين إلى مكروهي وآذاي، لا إله إلا أنت المنان، بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام.

اللهم اكفيني حسد الحاسدين، وبغي الباغين، وكيد الكائدين، ومكر الماكرين، وحيلة المحتالين، وغيلة المغتالين، وغيبة المغتابين، وظلم الظالمين، وجور الجائرين، واعتداء المعتدين، وسخط المتسخطين، وتسحب المتسحبين، وصولة الصائلين، واقتسار المقتسرين، وغشم الغاشمين، وخبط الخابطين، وسعاية الساعين، ونمامة النمامين، وسحر السحرة والمردة والشياطين، وجور السلاطين، ومكروه العالمين. اللهم إني أسألك باسمك المخزون الطيب الطاهر الذي قامت به السماوات والأرض، وأشرقت له الظلم، وسبحت له الملائكة، ووجلت منه القلوب، وخضعت له الرقاب، وأحييت به الموتى أن تغفر لي كل ذنب أذنبته في ظلم الليل وضوء النهار، عمدا أو خطاء، سرا أو علانية، وأن تهب لي يقينا، وهديا، ونورا، وعلما، وفهما حتى أقيم كتابك، وأحل حلالك، وأحرم حرامك، وأؤدي فرائضك، وأقيم سنة نبيك.

اللهم ألحقني بصالح من مضى، واجعلني من صالح من بقى، واختم لي عملي بأحسنه، إنك غفور رحيم. اللهم إذا فنى عمري، وتصرمت أيام حياتي، وكان لابد لي من لقائك فأسألك يا لطيف أن توجب لي من الجنة منزلا يغبطني به الأولون والآخرون.

اللهم أقبل مدحتي والتهافي، وارحم ضراعتي وهتافي، وإقراري على نفسي واعترافي، فقد أسمعتك صوتي في الداعين، وخشوعي في الضارعين، ومدحتي في القائلين، وتسبيحي في المادحين، وأنت مجيب المضطرين، ومغيث المستغيثين، وغياث الملهوفين، وحرز الهاربين، وصريخ المؤمنين، ومقيل المذنبين، وصلى الله على البشير النذير، والسراج المنير، وعلى جميع الملائكة والنبيين. اللهم داحي المدحوات، وبارئ المسموكات، وجبال القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها، اجعل شرايف صلواتك ونوامي بركاتك وروافة تحياتك على محمد عبدك، ورسولك، وأمينك على وحيك، القائم بحجتك، والذاب عن حرمك، والصادع بأمرك، والمشيد بآياتك، والموفي لنذرك.

اللهم فأعطه بكل فضيلة من فضائله، ومنقبة من مناقبه، وحال من أحواله، ومنزلة من منازله رأيت محمدا لكِ فيها ناصرا، وعلى مكروه بلائك صابرا، ولمن عاداك معاديا، ولمن والاك مواليا، وعن ما كرهت نائيا، وإلى ما أحببت داعيا فضائل من جزائك، وخصائص من عطائك وحبائك تسني بها أمره، وتعلى بها درجته مع القوام بقسطك، والذابين عن حرمك حتى لا يبقى سناء ولا بهاء، ولا رحمة ولا كرامة إلا خصصت محمدا بذلك، وآتيته منه الذرى وبلغته المقامات العلى، آمين رب العالمين.

اللهم إني أستودعك ديني ونفسي وجميع نعمتك عليَّ، واجعلني في كنفك وحفظك، وعزك، ومنعك. عز جارك، وجل ثناؤك وتقدست أسماؤك، ولا إله غيرك. حسبي أنت في السراء والضراء والشدة والرخاء، ونعم الوكيل. ربنا عليك توكلنا، وإليك أَنبنا، وإليك المصير. ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا، واغفر لنا ربنا، إنك أنت الحكيم ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما. ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق، وأنت خير الفاتحين. ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار. ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك، ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد. ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا. ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا برحمتك عذاب النار، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين وسلم تسليما(64).

دعاء التوسل بها عليها السلام:

سمعت شيخي ومعتمدي آية الله المرحوم ملا علي المعصومي يقول في التوسل بالزهراء عليها السلام: تقول خمسمائة وثلاثين مرة: اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها بعدد ما أحاط به علمك. وأيضا عنه (ره): إلهي بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها. تقضى حاجتك إن شاء الله تعالى.

6 ـ إيثارها

1ـ عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلاة العصر فلما انفتل جلس في قبلته والناس حوله، فبيناهم كذلك إذ أقبل إليه شيخ من مهاجرة العرب عليه سمل(65) قد تهلل وأخلق وهو لا يكاد يتمالك كبرا وضعفا، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله يستحثه الخبر، فقال الشيخ: يا نبي الله أنا جائع الكبد فأطعمني، وعاري الجسد فاكسني، وفقير فارشني(66). فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ما أجد لك شيئا ولكن الدال على الخير كفاعله، انطلق إلى منزل من يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يؤثر الله على نفسه، انطلق إلى حجرة فاطمة ـ وكان ملاصق بيت رسول الله صلى الله عليه وآله الذي ينفرد به لنفسه من أزواجه ـ وقال: يا بلال قم فقف به على منزل فاطمة.

فانطلق الأعرابي مع بلال، فلما وقف على باب فاطمة نادى بأعلى صوته: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، ومختلف الملائكة، ومهبط جبرائيل الروح الأمين بالتنزيل من عند رب العالمين. فقلت فاطمة (عليها السلام): وعليك السلام فمن أنت يا هذا؟ قال: شيخ من العرب أقبلت على أبيك سيد البشر مهاجرا من شقة وأنا يا بنت محمد عاري الجسد، جائع الكبد، فواسيني يرحمك الله، وكان لفاطمة وعلي في تلك الحال ورسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثا ما طعموا فيها طعاما، وقد علم رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك من شأنهما.

فعمدت فاطمة إلى جلد كبش مدبوغ بالقرظ(67) كان ينام عليه الحسن والحسين، فقالت: خذ هذا أيها الطارق! فعسى الله أن يرتاح لك ما هو خير منه. قال الأعرابي: يا بنت محمد شكوت إليك الجوع فناولتيني جلد كبش! ما أنا صانع به مع ما أجد من السغب؟ قال: فعمدت لما سمعت هذا من قوله إلى عقد كان في عنقها أهدته لها فاطمة بنت عمها حمزة بن عبد المطلب، فقطعته من عنقها ونبذته إلى الأعرابي فقالت: خذه وبعه فعسى الله أن يعوضك به ما هو خير منه.

فأخذ الأعرابي العقد وانطلق إلى مسجد رسول الله والنبي صلى الله عليه وآله وسلم جالس في أصحابه، فقال: يا رسول الله أعطتني فاطمة (بنت محمد) هذا العقد فقالت: بعه فعسى الله أن يصنع لك.

قال: فبكى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: وكيف لا يصنع الله لك وقد أعطتكه فاطمة بنت محمد سيدة بنات آدم.

فقام عمار بن ياسر رحمة الله عليه فقال: يا رسول الله أتأذن لي بشراء هذا العقد؟ قال: اشتره يا عمار فلو اشترك فيه الثقلان ما عذبهم الله بالنار. فقال عمار: بكم العقد يا أعرابي؟ قال: بشبعة من الخبز واللحم، وبردة يمانية أستر بها عورتي وأصلي فيها لربي، ودينار يبلغني إلى أهلي، وكان عمار قد باع سهمه الذي نفله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خيبر ولم يبق منه شيئا، فقال: لك عشرون دينارا ومأتا درهم هجرية وبردة يمانية وراحلتي تبلغك أهلك وشبعك من خبز البر واللحم. فقال الأعرابي: ما أسخاك بالمال أيها الرجل، وانطلق به عمار فوفاه ما ضمن له.

وعاد الأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أشبعت واكتسيت؟ قال الأعرابي: نعم واستغنيت بأبي أنت وأمي، قال: فاجز فاطمة بصنيعها، فقال الأعرابي: اللهم إنك إله ما استحدثناك، ولا إله لنا نعبده سواك، وأنت على كل الجهات، اللهم أعط فاطمة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت.

فأمن النبي صلى الله عليه وآله على دعائه، وأقبل على أصحابه فقال: إن الله قد أعطى فاطمة في الدنيا ذلك: أنا أبوها وما أحد من العالمين مثلي، وعلي بعلها ولولا علي ما كان لفاطمة كفو أبدا، وأعطاها الحسن والحسين وما للعالمين مثلهما سيدا شباب أسباط الأنبياء وسيدا شباب أهل الجنة ـ وكان بإزائه مقداد وعمار وسلمان ـ فقال: وأزيدكم؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: أتاني الروح ـ يعني جبرائيل عليه السلام ـ أنها إذا هي قبضت ودفنت يسألها الملكان في قبرها: من ربك؟ فتقول: الله ربي، فيقولان: فمن نبيك؟ فتقول: أبي، فيقولان: فمن وليك؟ فتقول: هذا القائم على شفير قبري علي بن أبي طالب عليه السلام.

ألا وأزيدكم من فضلها: إن الله قد وكل بها رعيلاً من الملائكة يحفظونها من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن شمالها وهم معها في حياتها وعند قبرها وعند موتها يكثرون الصلاة عليها وعلي أبيها وبعلها وبنيها. فمن زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي. ومن زار فاطمة فكأنما زارني، ومن زار علي بن أبي طالب فكأنما زار فاطمة، ومن زار الحسن والحسين فكأنما زار عليا، ومن زار ذريتهما فكأنما زارهما.

فعمد عمار إلى العقد، فطيبه بالمسك، ولفه في بردة يمانية، وكان له عبد اسمه سهم، ابتاعه من ذلك السهم الذي أصابه بخيبر، فدفع العقد إلى المملوك وقال له: خذ هذا العقد فادفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنت له، فأخذ المملوك العقد فأتى به رسول الله صلى الله عليه وآله وأخبره بقول عمار، فقال النبي صلى الله عليه وآله: انطلق إلى فاطمة فادفع إليها العقد وأنت لها، فجاء المملوك بالعقد وأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأخذت فاطمة عليها السلام العقد وأعتقت المملوك، فضحك الغلام، فقالت: ما يضحكك يا غلام؟ فقال: أضحكني عظم بركة هذا العقد، أشبع جائعا، وكسى عريانا، وأغنى فقيرا، وأعتق عبدا، ورجع إلى ربه(68).

2 ـ عن ابن عباس في قوله تعالى: (يوفون بالنذر)(69)، قال: مرض الحسن والحسين عليهما السلام فعادهما رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه أبو بكر وعمر وعادهما عامة العرب فقالوا: يا أبا الحسن (عليه السلام) لو نذرت على ولديك نذرا، فكل نذر لا يكون له وفاء فليس بشيء، فقال علي عليه السلام: عليَّ لله إن برأ ولداي مما بهما صمت ثلاثة أيام شكرا، وقالت فاطمة كذلك، وقالت الجارية يقال لها فضة كذلك، فألبس الغلامان العافية، وليس عند آل محمد قليل ولا كثير. فانطلق علي عليه السلام إلى شمعون بن حانا فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير فجاء به إلى فاطمة، فقامت إلى صاع فطحنته وخبزته خمسة أقراص لكل واحد منهم قرص، وصلى علي عليه السلام المغرب مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين أيديهم، فجاء سائل أو مسكين فوقف على الباب وقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة، فسمعه علي عليه السلام فقال:

فــــاطم ذات المــــجد واليقيـــن          يـــا بـــنت خـير الناس أجمعين

أمـــــا تريــن البائس المســكين          قـــــد قـــــام بالبـــاب لـه حنين

يشــــــكو إلــــى الله ويــستكين          يشـــــكو إلـــــينا جــائع حزيـن

كـــــل امــــــرء بكسبه رهيـــن          وفـــــاعل الخيـــــرات يستبيـن

مــــــوعده جـــــنــة عــــــليين          حـــــرمها الله عــــــلى الضنين

وللـــــبخيل مـــــوقف مهـــــين          تــــــهوي بــه النار إلى سجين

شرابه الحميم والغسلين

فقالت فاطمة عليها السلام:

أطــــــعمه ولا أبالـــــي الساعة          أرجـــــو إذا أشـبعت ذا مجاعة

أن ألحـــــق الأخيار والجــماعة          وأســـــكن الـــخلد ولي شفاعة

قال: فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلا الماء القراح، ولما كان اليوم الثاني طحنت فاطمة من الشعير وصنعت منه خمسة أقراص وصلى علي عليه السلام المغرب وجاء إلى المنزل، فجاء يتيم فوقف على الباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، يتيم من أولاد المهاجرين، استشهد والدي، أطعموني مما رزقكم الله أطعمكم الله من موائد الجنة؟ فقال علي عليه السلام:

فـــــاطم بنـــــت الســـيد الكريم          بــــــنت نــــــبي لـــيس بالذميم

قـــــد جــــــاءنا الله بـــذا اليتيم          قـــــد حـــرم الخلد عــلى اللئيم

يـــــحمل في الحشر إلى الجحيم          شــــــرابه الصــديد والحـــميم

ومـــــن يجود اليــوم في النعيم          شــــــرابه الــــرحيق والتسنيم

فقالت فاطمة عليها السلام:

إنـــــي أطعــمه ولا أبـــــــــالي          وأوثـــــر الله إلــــــى عـــــيالي

أمـــــسوا جيــاعا وهم أشبالي

فرفعوا الطعام وناولوه إياه. ثم أصبحوا وأمسوا في اليوم الثاني كذلك كما كانوا في الأول، فلما كان في اليوم الثالث طحنت فاطمة باقي الشعير ووضعته فجاء علي عليه السلام بعد المغرب، فجاء أسير فوقف على الباب وقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، أسير محتاج، تأسرونا ولا تطعمونا! أطعمونا من فضل ما رزقكم الله، فسمعه علي عليه السلام فقال:

فـــــاطم يا بنــــــت النـــــبي أحــمد          بنـــت نــــــبي سيـــــــد مــــــسود

مــــــني عــــــلى أســـــيرنا المقيـد          من يـــــطعـم اليـــوم يجده في الغد

عنــــــد العلي المـــــاجد المـــــمجد          مــــن يزرع الخيرات سوف يحصد

فقالت فاطمة عليها السلام:

لـــم يبق عندي اليوم غير صاع          قـــــد مــــجلت كفي مع الذراع

ابــــــناي والله مـــــــن الجــياع          أبــــــوهما للخــير ذو اصطناع

ثم رفعوا الطعام وأعطوه للأسير، فلما كان اليوم الرابع دخل علي عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحمل ابنيه كالفرخين، فلما رآهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: وأين ابنتي؟ قال: في محرابها. فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدخل عليها ولقد لصق بطنها بظهرها وغارت عيناها من شدة الجوع، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: واغوثاه بالله: آل محمد يموتون جوعا! فهبط جبرائيل وهو يقرأ: (يوفون بالنذر) ـ الآية...(70).

7 ـ صدق لهجتها

1 ـ عن عمرو بن دينار قال: قالت عائشة: ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة غير أبيها صلى الله عليه وآله وسلم(71).

8 ـ حجابها وعفافها

1 ـ عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما خير للنساء؟ فلم ندر ما نقول، فسار علي إلى فاطمة فأخبرها بذلك، فقالت: فهلا قلت: خير لهن أن لا يرين الرجال ولا يرونهن. فرجع فأخبره بذلك،فقال له: من علمك هذا؟ قال: فاطمة، قال: إنها بضعة مني(72).

1 ـ عن جابر بن سمرة قال: جاء نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم فجلس فقال: إن فاطمة وجعة. فقال القوم: لو عدناها، فقام فمشى حتى انتهى إلى الباب، والباب عليها مصفق، قال: فنادى: شدي عليك ثيابك فإن القوم جاءوا يعودونك، فقالت: يا نبي الله ما علي إلا عباءة، قال: فأخذ رداء فرمى به إليها من وراء الباب، فقال: شدي بهذا رأسك، فدخل ودخل القوم، فقعد ساعة فخرجوا، فقال القوم: تالله بنت نبينا صلى الله عليه وآله وسلم على هذه الحال؟ قال: فالتفت فقال: أما إنها سيدة النساء يوم القيامة(73).

3 ـ قال النبي صلى الله عليه وآله لها: أي شئ خير للمرأة؟ قالت: أن لا ترى رجلا ولا يراها رجل، فضمها إليه وقال: ذرية بعضها من بعض.

بــــــرة طيـــــبة طــــــاهـــــرة          مريم الكبرى عفافا وورع(74)

4 ـ عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال علي عليه السلام: استأذن أعمى على فاطمة عليها السلام فحجبته، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لها: لم حجبته وهو لا يراك؟ فقلت عليها السلام: إن لم يكن يراني فإني أراه وهو يشم الريح، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أشهد أنك بضعة مني(75).

5 ـ وبهذا الإسناد قال: سأل رسول الله صلى الله عليه وآله أصحابه عن المرأة ما هي؟ قالوا: عورة.قال: فمتى تكون أدنى من ربها فلم يدروا، فلما سمعت فاطمة عليها السلام ذلك قالت: أدنى ما تكون من ربها أن تلزم قعر بيتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن فاطمة بضعة مني(76).

9 ـ عصمتها عليها السلام

قد دللنا على عصمتها عليها السلام في ضمن أبحاث المتقدمة استطرادا، ونتكلم عليها في هذا الفصل خصوصا، فنقول:

1 ـ قال الشارح المعتزلي نقلا عن علم الهدى السيد المرتضى (ره): أما الذي يدل على ما ذكرناه فهو أنها كانت معصومة من الغلط، مأمونا منها فعل القبيح، ومن هذه صفته لا يحتاج فيما يدعيه إلى شهادة وبينة.

فإن قيل: دللوا عـــلى الأمرين، قلنا: بيان الأول قــــوله تعالى (إنما يريــــد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)(77). والآية تتناول جماعة منهم فاطمة عليها السلام، بما تواترت الأخبار في ذلك، والإرادة هاهنا دلالة على وقوع الفعل للمراد.

وأيضا فيدل على ذلك قوله عليه السلام: (فاطمة بضعة مني، من آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله عز وجل)، وهذا يدل على عصمتها لأنها لو كانت ممن تقارف الذنوب لم يكن من يؤذيها مؤذيا له صلى الله عليه وآله وسلم على كل حال، بل كان من فعل المستحق من ذمها وإقامة الحد ـ إن كان الفعل يقتضيه ـ سارّاً له صلى الله عليه وآله وسلم(78).

2 ـ قال العلامة الأميني (ره): لا يسعنا أن نفوِّه في الدفاع عن الخليفة بما قال ابن كثير في تاريخه5، ص249 من أن فاطمة حصل لها ـ وهي امرأة من البشر ليست بواجبة العصمة ـ عتب وتغضب، ولم تكلم الصديق حتى ماتت. وقال في ص289:وهي امرأة من بنات آدم، تأسف كما يأسفون، وليست بواجبة العصمة...

أنى لنا السرف والمجازفة في القول بمثل هذا تجاه آية التطهير في كتاب الله العزيز النازلة فيها وفي أبيها وبعلها وبنيها؟ أنى لنا بذلك وبين يدينا هتاف النبي الأقدس صلى الله عليه وآله وسلم: (فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني)؟ وفي لفظ: (فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها، ويغضبني ما أغضبها)(79).

أقول: ومزيد التحقيق في كتابنا هذا،فصل فضائلها المشتركة سلام الله عليها في عنوان اشتراكها معهم في الحرب والسلم.

3 ـ قال العلامة السيد عبد الرزاق المقرم (ره) بعد نقل آية التطهير الدالة على عصمتها عليها السلام: ولو أعرضنا عن البرهنة العلمية فإنا لا ننسى مهما ننسى شيئا أنها صلوات الله عليها مشتقة من نور النبي صلى الله عليه وآله المنتجب من الشعاع الإلهي، فهي شظية من الحقيقة المحمدية، المصنوعة من عنصر القداسة... فمن المستحيل ـ والحالة هذه ـ أن يتطرق الإثم إلى أفعالها، أو أن توصم بشيء من شية العار، فلا يهولنك ما يقرع سمعك من الطنين أخذا من الميول والأهواء المردية بأن العصمة الثابتة لمن شاركها في الكساء لأجل تحملهم الحجية من رسالة أو إمامة، وقد تخلت الحوراء عنهما، فلا تجب عصمتها؛ فإنا لم نقل بتحقق العصمة فيهم عليهم السلام لأجل تبليغ الأحكام حتى يقال بعدم عصمة الصدّيقة لعدم توقف التبليغ عليها، وإنما تمسكنا لعصمتهم بعد نص الكتاب العزيز باقتضاء الطبيعة المتكونة من النور الإلهي المستحيل فيمن اشتق منه مقارفة إثم، أو تلوث بما لا يلائم ذلك النور الأرفع حتى في مثل ترك الأولى.

وهذه القدسية كما أوجبت عدم تمثل الشيطان بصورهم في المنام على ما أنبأت عنه الآثار الصحيحة أوجبت نزاهة الزهراء عليهما السلام يعتري النساء عند العادة والولادة تفضيلا لها ولمن ارتكض في بطنها من طاهرين مطهرين.

ومما يؤكد العصمة فيها المتواتر من قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (فاطمة بضعة مني، يغضبني من أغضبها، ويسرني من سرها، وإن الله يغضب لغضبها، ويرضى لرضاها)، فإن هذا كاشف عن إناطة رضاها بما فيه مرضاة الرب جل شأنه وغضبه بغضبها، حتى أنها لو غضبت أو رضيت على أمر مباح لابد من أن يكون له جهة شرعية تدخله في الراجحات، ولم تكن حالة الرضا والغضب فيها منبعثة عن جهة نفسانية؛ وهذا معنى العصمة الثابتة لها سلام الله عليها(80).

أقول: إن آية التطهير تدل دلالة واضحة على أنها عليها السلام مطهرة طهارة حقيقية عن كل نقص وعيب ووصمة وشين، لا من جهة الذنوب والمعاصي فحسب، بل عن الخواطر النفسانية التي لا تنافي العصمة التي ثابتة في الأنبياء وهي واجبة لهم، إذ كل ما يتنفر عنه العقل والطبع فهو داخل في الرجس، وهي عليها السلام قد طهرت عنه تحقيقا لدلالة الآية الشريفة؛ وقد حققنا المسألة في كتابنا (الإمام علي عليه السلام) بما لا مزيد عليه.

 

1 - البحار: ج43، ص37. 

2 - يوميات فاطمة الزهراء: لأحمد الكاتب ص21. 

3 - عدة الداعي: الباب الرابع ص139. النهج ـ بالتحريك ـ والنهيج: تواتر النفس من شدة الحركة.

4 - البحار: 43، ص81 ـ82. 

5 - الجواء: داخل البيت والبرا: ظاهر البيت.

6 - المشاش: رأس العظم اللين.

7 - المناقب: لابن شهر آشوب. ج3، ص 337 - 338. 

8 - المناقب: لابن شهر آشوب، ج3، ص337. 

9 - المصدر، ص356. 

10 - البحار: ج43، ص84. 

11 - الأمالي، للصدوق: المجلس 24، ص100. 

12 - قال ابن حجر القسطلاني في (إرشاد الساري) ج6، ص117، بمطبعة الكبرى الأميرية مصر: قال ابن تيمية فيه: إن من واظب على هذا الذكر عند النوم لم يصبه أعباء، لأن فاطمة رضي الله عنها شكت التعب من العمل فأحالها صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك. وقال عياض: معنى الخيرية (وهو قوله: خير لكما من الخادم) أن عمل الآخرة أفضل من أمور الدنيا.

13 - مرآة العقول: ج15، ص176. 

14 - كذا، والصواب (أربعاً وثلاثين) وهكذا ما بعده.

15 - راجع للبحث الوافي عنه (مفتاح الفلاح) للعلامة البهائي (ره): الباب الخامس.

16 - وفاة الصديقة الزهراء، للعلامة المقرم، ص41. 

17 - فروع الكافي بهامش (مرآة العقول): ج15، ص 174 و173. 

18 - فروع الكافي بهامش (مرآة العقول) ج15، ص174 و173. 

19 - مجلت يداها أي ظهر فيها المجل وهو ماء يكون بين الجلد واللحم من كثرة العمل الشاق. والمجلة: القشرة الرقيقة التي يجتمع فيها ماء من أثر العمل الشاق.

20 - الدكنة: لون يضرب إلى السواد.

21 - الحداث: جماعة يتحدثون

22 - من لا يحضره الفقيه: ج1، ص320 ـ 321. 

23 - البحار: ج 21، ص 24. 

24 - البحار: ج21، ص24. 

25 - البحار: ج85، ص336. 

26 - المصدر: ص339. 

27 - الجواهر: ج10، ص402. 

28 - وسائل الشيعة: الباب 10 و11 من أبواب التعقيب.

29 - الجواهر: ج10، ص399. 

30 - الوسائل: الباب 9 من أبواب التعقيب.

31 - الجواهر: ج10، ص396. 

32 - المصدر، ص397 ـ 398. 

33 - مكارم الأخلاق فيما يتعلق باليوم والليلة، ص 281. 

34 - المصدر السابق.

35 - المصدر السابق.

36 - مكارم الأخلاق: فيما يتعلق باليوم والليلة، ص281. 

37 - دعوات الراوندي ص61. 

38 - مصباح المتهجد ص265 ـ266. 

39 - المصدر، ص266 ـ268. 

40 - جزاء الشرط محذوف لدلالة الكلام عليه.

41 - جمال الأسبوع: ص132 ـ133. 

42 - من لا يحضره الفقيه: ج1، ص564. 

43 - وسائل الشيعة: ج 5 ص 243 - 244، باب استحباب صلاة فاطمة (عليها السلام) وكيفيتها.

44 - وسائل الشيعة: ج5، ص243 ـ244، باب استحباب صلاة فاطمة عليها السلام وكيفيتها.

45 - جمال الأسبوع: ص127 ـ128. 

46 - مستدرك الوسائل: ج1، ص460. 

47 - مكارم الأخلاق: ص 330، باب نوادر الصلوات.

48 - مكارم الأخلاق: ص330،، باب نوادر الصلوات.

49 - هامش (مفاتيح الجنان) المعرب.

50 - مهج الدعوات: ص 141 - 142. 

51 ـ مهج الدعوات: ص141 ـ142. 

52 - البحار: ج43، ص67 ـ68. 

53 ـ أي لا يؤثر ولا بعمل.

54 - الساهرة: وجه الأرض، سمي بها لأنه يسهر فيها خوفاً.

55 - الأنبياء، 69. 

56 - دلائل الإمامة: ص6. (مهج الدعوات) ص207. 

57 - اللمعة البيضاء: في شرح خطبة الزهراء (عليها السلام): ص 133. 

58 - اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء عليها السلام ص132. 

59 - دعوات الراوندي ص91 ط قم.

60 - البحار: ج94. ص225. 

61 - الباقيات الصالحات: للمحدث القمي، المطبوع بهامش (مفاتيح الجنان) ص429 ـ430. 

62 - قال الكفعمي (ره) في هامش (البلد الأمين) ص55: إنما سمي هذا الدعاء بدعاء الحريق لما روي عن الصادق عليه السلام قال: سمعت أبي محمد بن علي الباقر عليهما السلام يقول: كنت مع أبي علي بن الحسين عليهما السلام بقبا يعود شيخاً من الأنصار، إذ أتى أبي عليه السلام آت وقال: الحق دارك فقد احترقت. فقال أبي: والله ما احترقت. فذهب ثم عاد معه جماعة من موالينا وهم يبكون ويقولون لأبي: والله قد احترقت دارك، فقال: كلا والله ما احترقت، ولأنا بربي وبما في يدي أوثق منكم. ثم انكشف ذلك من احتراق جميع ما حول الدار إلا هي، فقال أبي عليه السلام لأبيه زين العابدين: يا أبت، ما هذا؟ فقال: يا بني شيء نتوارثه من علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أحب إلينا من الدنيا وما فيها من المال والجاه وأعد من الرجال والسلاح، وهو توارث (أو هدية) نزل به جبرائيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فعلمه علياً وابنته فاطمة عليهما السلام، وتوارثناه نحن، وهو الدعاء الكامل الذي من قدمه أمامه في كل يوم وكل الله تعالى به ألف ملك فيحفظونه في نفسه وأهل وولده وحشمه وأهل عنايته من الحرق والغرق.

63 - مصباح المتهجد: ص194 ـ202، (البد الأمين) ص55. 

64 - فلاح السائل: ص251. 

65 - السمل بالتحريك: الثوب الخلق. وتهلل: كناية عن انخراق الثوب، والقياس أن يقول: تهلهل.

66 - أي أحسن إلي.

67 - القرظ: ورق السلم يدبغ به.

68 - البحار: ج43، ص56 ـ58. والظاهر أن المراد من (ربه) صاحبه وهي فاطمة عليها السلام.

69 - سورة الدهر: الآية 7. 

70 - تذكرة سبط ابن الجوزي: ص313 ـ315. وقد أتى بما أورد جده على القصة وأجاب عنه شافياً، واستطرف من الآية الشريفة طرائف، فالطالب يراجعه.

71 - حلية الأولياء: ج2، ص41. وراجع أيضاً مثله في (أعيان الشيعة) ج1، ص308 نقلاً عن (الاستيعاب).

72 - حلية الأولياء: ج 2، ص 41 - 42. 

73 - حلية الأولياء: ج2، ص41 ـ42. 

74 - المناقب لابن شهر آشوب: ج3، ص341. 

75 - البحار: ج 43، ص 91 - 92. 

76 - البحار: ج43، ص91 ـ92. 

77 - سورة الأحزاب: الآية 33. 

78 - شرح النهج: ج16، ص272. 

79 - الغدير: ج7، ص231. 

80 - وفاة الصديقة الزهراء عليها السلام: ص54 ـ55.