فهرس الكتاب

كلمات الأعاظم في شأن الخطبة

1 ـ قال العلامة المحقق الإربلي (ره): ... إذ كانت خطبتها التي تحير البلغاء، وتعجز الفصحاء بسبب منعها من التصرف فيها وكف يدها عليها السلام عنها(1)... وقال: فإن من محاسن الخطب وبدايعها، عليها مسحة من نور النبوة، وفيها عبقة من أرج الرسالة(2).

2 ـ قال شيخ الإسلام العلامة المجلسي (ره): ولنوضح تلك الخطبة الغراء الساطعة عن سيدة النساء صلوات الله عليها التي تحير من العجب منها والإعجاب بها أحلام الفصحاء والبلغاء(3).

3 ـ قال العلامة السيد محمد تقي الرضوي القمي: إني كنت في سالف الزمان مولعاً بالنظر في الخطبة المشهورة الغراء المنتسبة إلى سيدة النساء، وحبيبة سيد الأنبياء، وحليلة سيد الأوصياء، أم الأئمة النجباء النقباء الشفيعة في يوم الجزاء، فاطمة الزهراء عليها من الله آلاف التحية والثناء، التي عجزت عن إنشاء مثلها أو ما يدانيها ألسن الأدباء والبلغاء، وعن إدراك كنهها والوصول إلى دقايقها عقول الحكماء وألباب الأزكياء، كيف لا؟ وقد فرغت من لسان العصمة الإلهية، وتلألأت عن مشكاة النبوة المصطفوية، واستطرفت من مخزن الأسرار المرتضوية، واستنارت من زهرة الزهراء الزكية، ونبعت من منبع ينابيع الحكمة الربانية(4)...

4ـ وقال أيضاً: إعلم أن هذه الخطبة الغراء والدرة البيضاء خطبة في نهاية الفصاحة وغاية البلاغة، من حيث عذوبة ألفاظها الكافية، وغرابة مضامينها الشافية، وجزالة معانيها الوافية، مع ما عليها من البهاء والجلالة، والرواء والديباجة، بحيث لو خطب بها الجبال الشامخة لرأيتها خاشعة متصدعة، وإن لم تؤثر في تلك القلوب القاسية التي كانت كالحجارة أو أشد قسوة، وهي كلام دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق، وهي موضع المثل: في كل شجرة نار، وستمجر المرخ والغفار، ونسبتها إلى سائر الكلمات الفصيحة نسبة الكواكب النيرة الفلكية إلى الحجارة المظلمة الأرضية، وعليها مسحة من نور النبوة وعبقة أرج الرسالة، وحق لها أن تكون بهذه المثابة فإن متاع البيت يشبه صاحبه، والأثر يشابه مؤثره، فإنها صادرة من بضعة الرسول، وزوج البتول، سلالة النبوة وعصارة الفتوة، الصديقة الكبرى والإنسية الحوراء، مشكاة الضياء، أم الأئمة النقباء النجباء، سيدة النساء، فاطمة الزهراء صلوات الله عليها(5).

5ـ قال الإمام السيد شرف الدين (ره): وللزهراء عليها السلام حجج بالغة، وخطبتاها في ذلك سائرتان، كان أهل البيت يلزمون أولادهم بحفظهما كما يلزمونهم بحفظ القرآن(6).

 

1 - كشف الغمة: ج1، ص473 و479. 

2 - كشف الغمة: ج1، ص473 و479. 

3 - البحار: ج8، ط الكمباني، ص114. 

4 - الدرة البيضاء: ص1. 

5 - اللمعة البيضاء: ص2. 

6 - المراجعات المراجعة 103.