القسم الرابع

بعد اللتيا والتي

المخرج من المشاكل

مسألة: يلزم على الإنسان أن يطلب المخرج من المشاكل والمخلص من المحن والفتن لا أن يستسلم لها، إذ قال (عليه السلام): «المؤمن كيس فطن حذر»(1).

وقال (عليه السلام): «والمؤمن كيس عاقل»(2).

وقال (عليه السلام): «إن الله تبارك وتعالى ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا زبر له، وقال هو الذي لا ينهى عن المنكر»(3).

وقال (عليه السلام): «إن الله تبارك وتعالى ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا دين له»(4).

وقال (عليه السلام): «إن الله ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا رفق له»(5).

وقال (عليه السلام): «مثل المؤمن القوي كالنخلة ومثل المؤمن الضعيف كخامة الزرع»(6).

وقال تعالى: (ثم أتبع سببا)(7).

وقال (عليه السلام): «كن في الفتنة كابن اللبون لا ضرع فيحلب ولا ظهر فيركب»(8).

وقيل: (الحرب خدعة)(9). وهنالك في الفقه باب خاص باسم (باب الحيل الشرعية)(10).

قولها (عليها السلام): (بعد اللتيا والتي) بلحاظ ما سبقه والقرينة المقامية (11)، فيه إشعار وإشارة إلى لزوم أن يطلب الإنسان المخرج من المشاكل ومن شتى العوامل والبواعث الإفراطية والتفريطية.

فإن الإنسان المقـدام في مياديــن الحــق يبتلــى بمتشدديــن ومتساهلين في شتى المسائل الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها(12).

فاللازم عليه أن يعالج الأمر حتى يتمكن من تطبيق الحق الذي هو وسط بين الإفراط والتفريط، قال سبحانه: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً)(13).

وفي الحديث: (خير الأمور أوسطها)(14).

وقال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): «وليكن أحب الأمور إليك أوسطها في الحق»(15).

فإن الإفراط والتفريط بين محرم وبين مرجوح.

قولها (عليها السلام): (بعد اللتيا)، يقال تزوج رجل امرأة قصيرة فناله منها ما ناله من الأذى ثم طلقها، وتزوج امرأة طويلة القامة فناله منها ما ناله فطلقها، فقيل له تزوج بأخرى، فقال بعد اللتيا والتي؟! وصار مثلا‌ً يضرب لمن ابتلى في سابق أمره بالمشكلات والدواهي الصعبة أو المتكررة أو الدواهي الكبيرة والصغيرة.

ثم إن عرب الجزيرة أنقذهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من مشاكلهم الفردية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها، فهل من التعقل أن يعودوا إلى مثل حالتهم السابقة من الفوضى والتخلف بعد إرسال الرسول وانزال الكتاب والتعب والجهاد المستمر؟

وفي تذكيرهم بذلك تمهيد لإفهامهم بأن تنحيتهم الخليفة الذي عينه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، سيعود بهم إلى كثير من البلايا والرزايا والمحن.

فإن قال قائل: إن التاريخ سجل لهم التقدم والانتصارات، فكيف يقال إنهم عادوا إلى ما كانوا عليه من المحن والرزايا وحتى الذلة أيضاً؟.

قلنا: لو كانوا تمسكوا بأحكام الإسلام كما أنزلها الله سبحانه، ولو التزموا بتعاليم الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولو اتبعوا خليفته الحقيقي وهو الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) لم يكونوا يقعون في المشاكل التي وقعوا فيها من الحروب الطاحنة التي دارت بينهم مما امتلأت بها صفحات التاريخ، ومن سيطرة حكام مستبدين وطغاة جبابرة «اتخذوا مال الله دولاً وعباده خولا»(16) بما تضمن ذلك من قتل الأنفس المحترمة في شرق البلاد والإسلامية وغربها طوال حكومة الأمويين والعباسيين والعثمانيين ومن سبقهم(17) ومصادرة حقوق وأموال الناس(18) وسجن وتعذيب الملايين في ظلم المطامير(19) إلى غير ذلك.

إضافة إلى أن تقدمهم لم يكن ليتحدد بذلك الحد ـ جغرافياً ومعنوياً ـ بل كانوا يسودون العالم والبشرية أجمع، ولكن اليوم وبعد خمسة عشر قرنا، ترى ثلاثة أرباع العالم غير مسلمين، والمسلمون هم الربع، وكثير منهم الأذل الأقل فإنا لله فإنا إليه راجعون.

 

وبعد أن مني ببهم الرجال وذؤبان العرب

بهم الرجال وذؤبانهم

مسألة: يجب ـ انطلاقاً من شمولية قاعدة (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة)(20) للقوة كماً وكيفاَ، سلاحا وعلما وعملا و…

إذ كلها مصاديق للقوة، والانصراف للقوة العسكرية إن كان فبدوي ـ الاستعداد لمقابلة المبهمين من الرجال وذؤبانهم.

وقولها (عليها السلام): (بعد أن مني ببهم الرجال وذؤبان العرب) تنبيه على أن صاحب المبادئ الرفيعة، عليه تأسياً به (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يستعد لمواجهة الرجال المبهمين الذين لا يعرف واقعهم. فلهم واقع غامض لا يدرى كيف يقابل معهــم، أو أنهم من شدة بأسهم لا يدرى من أين يأتون(21) ولذا يسمون ببهم الرجال من المبهم الذي لا يعرف واقعه(22).

ومن المحتمل أن يكون (بهم الرجال) إشارة إليهم من غير العرب من الفرس والروم في قبال (ذؤبان العرب).

أما (ذؤبان العرب) فإن الذئب من طبيعته التوحش والتوثب والحيلة والتحرك باتجاهات مختلفة طلبا للفريسة، وكان عرب الجاهلية من هذا النوع، ولذا قال الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام): (كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات)(23).

وقال الشاعر:

(…(24) بهز الكف متنه فيه كما عسر الطريق ذهاب)

ولعل من وجوه وصفهم بـ (ذؤبان العرب) إن الذئب إذا وقع في القطيع لايبقي ولا يذر فهو يفتك لمجرد الفتك، شهوة في الفتك، وهو المصداق الجلي للوحش الضاري الذي لا يفتك لحاجة، بل لحاجة ودون حاجة تلذذا من السطو والاعتداء ومنظر الدماء، وقد كان أعداء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كذلك، فهم كانوا كالذئاب الضارية الشرسة يغيرون ويفتكون ويفعلون ما يفعلون تعوداً منهم على الفتك وتلذذا منهم بالجريمة ودلعاً منهم بالدماء.

مذمومية الصفات السبعية

مسألة: من المذموم اتصاف الإنسان بالصفات السبعية، واللازم أن يتحلى قلبه بالرحمة والإنصاف وحب الآخرين، بل المواساة والإيثار، ويدل على ذلك مختلف الآيات والروايات:

قال تعالى: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة)(25).

وقال (عليه السلام): «ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب»(26).

وقال (عليه السلام): «من علامات الشقاء جمود العين وقسوة القلب»(27).

وعن الإمام أبي جعفر (عليه السلام) قال: «أحبب أخاك المسلم وأحبب له ما تحب لنفسك واكره له ما تكره لنفسك»(28) الحديث.

وقال أمير المؤمنين(عليه السلام): «الإنصاف يستديم المحبة»(29).

وقال (عليه السلام): «الإنصاف يرفع الخلاف ويوجب الايتلاف»(30).

وقال (عليه السلام): «ثلاث خصال تجتلب بهن المحبة: الإنصاف في المعاشرة، والمواساة في الشدة، والانطواع والرجوع إلى قلب سليم»(31).

وفي الحديث عن أبي عبد الله (عليه السلام): «لكنا نأمركم بالورع الورع الورع، والمواساة المواساة المواساة لإخوانكم»(32).

وقال أمير المؤمنين(عليه السلام): «الإيثار أعلى المكارم»(33).

 

ومردة أهل الكتاب

المعارضة علماء وجهلة

مسألة: يجب أن يعد حملة المبدأ الصحيح العدة المناسبة لمواجهة طوائف ثلاثة تتصدى عادة لحملة راية الحق، كل منها بشكل يتناسب مع الوسائل والأسلحة التي تستخدمها، فإن من السنن الإلهية الجارية في المجتمعات على مر التاريخ: إن المبادئ القويمة ودعاة الإصلاح ورواد الحقيقة يواجهون عادة بطوائف من المعارضين، منها:

أ: علماء سوء يعرفون الحقيقة ويكابرون عنها، يمثلون الجانب العلمي والوجه الثقافي للمعارضة.

ب: وأبطال شجعان يجسدون قمة القوة المادية لجبهة الباطل.

ج: أراذل وأوباش وصعاليك من سفلة القوم يعدون بمنزلة الرتل الخامس لجيش العدو.

وإلى القسم الأول أشارت (عليها السلام) بقولها: (مردة أهل الكتاب).

وإلى القسم الثاني بقولها: (بهم الرجال).

وإلى القسم الثالث أشارت بقولها: (وذؤبان العرب) إذا كان المراد به: الصعاليك واللصوص.

وربما يقال: إن المراد بذؤبان العرب: أولئك الذين غلب عليهم طابع الوحشية والشراسة والتعطش للدماء، وحينئذ فيكون هذا القسم هو الضلع الثالث في مثلث الأعداء، فقولها (عليها السلام): (وبعد أن مني ببهم … ومردة أهل الكتاب) إشارة ضمنية إلى هذه الحقيقة وإن كل مبدأ صحيح يبتلى عادة بعلماء سوء يكابرون الحقيقة، كما يبتلى بجهال مبهمين وصعاليك أوباش أو متوحشين، قال سبحانه: (ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا)(34).

ولا يخفى أن هذا الكلي ليس خاصا بالمبادئ الصحيحة ـ وإنما المبدأ الصحيح في مقابله هذه الطوائف المنحرفة ـ بل كل مبدأ وكل مسلك يواجه بهذه الفئات عادة، فإن كان المبدأ باطلاً كان الذين يعارضونهم من العلماء والجهال على حق في هذا الجانب، وإن كان المبدأ صحيحاً كانت جبهتا العلماء والجهال المعارضين له، على ضلال.

مثلاً: النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الصحيح المبدأ ابتلي بهما، كما أن (علي محمد الباب)(35) الباطل المبدأ واجهه علماء مسلمون هم حق كما واجهه غير العلماء من المسلمين الذين كانوا أيضا على حق.

وعلى أي، فاللازم أن يستعد حملة المبدأ الصحيح لمقابلة هؤلاء كما قال تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة…)(36).

فعلماء السوء: يواجهون بتوعية الناس عبر المحاضرات والكتب وسائر وسائل الإعلام وعبر كشف زيفهم للناس.

وبهم الرجال: عبر أبطال أكفاء يواجهونهم بأسلحتهم، فيتسلحون بالتنظيمات والتكتلات والنقابات والأحزاب وغيرها، ويوجهون بتكوين تنظيمات وتجمعات إسلامية تحافظ على الشباب وتفشل مخططاتهم.

والسفلة والصعاليك: يواجهون بمثلهم أيضا، إذ لا يفل الحديد إلا الحديد، وقد ورد في الحديث الشريف: (هلك من ليس له حكيم يرشده، وذل من ليس له سفيه يعضده)(37).

ويجب أن لا يثبط دعاة الحق عن تبليغ الرسالة وجود حشد من المشاكل، سواء كانت مشاكل الإفراط والتفريط، أو مشاكل بهم الرجال وذؤبانهم، أو مشاكل مردة أهل الكتاب وأذنابهم، كما قال تعالى:

(فاستقم كما أمرت ومن تاب معك)(38).

قولها (سلام الله عليها): (مردة) جمع مارد، وهو العاتي المتكبر الذي لا يرضخ للحق، ومردة أهل الكتاب منصرف إلى علمائهم الذين عتوا على الحق وتكبروا عن الرضوخ له، وإن كان اعم لغة من ذلك.

قال الإمام الصادق (عليه السلام): «ولا تكونوا علماء جبارين»(39).

وعن عيسى (عليه السلام) قال: «مثل علماء السوء مثل صخرة وقعت على فم النهر لا هي تشرب الماء ولا هي تترك الماء يخلص إلى الزرع»(40).

وقال (عليه السلام): «شر الناس علماء السوء»(41).

استعراض ما واجهه الرسول (عليه السلام)

مسألة: كلماتها (عليها السلام) في استعراض نماذج من المصاعب التي واجهت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن الأعداء الذين مني بهم، حكاية وشكاية وهداية، والثالث بين واجب ومستحب، والأولان ـ بما هما هما ـ يقعان متعلقين للأحكام الخمسة.

فحكايتها (عليها السلام) لتلك الحال، تذكير لهم بعظيم فضله (عليه السلام) عليهم من جهة، وبعظيم جهاده (عليه السلام) واستقامته وصبره وصموده وتحمله الأذى في ذات الله من جهة

أخرى، وبكبير جرمهم في التصدي له (عليه السلام) من جهة ثالثة.

قال (عليه السلام): «ما أوذي نبي مثل ما أوذيت»(42).

والأول: يقتضي شكر النعمة.

والثاني: يقتضي التأسي به (عليه السلام) واتباعه وانتهاج منهجه.

والثالث: يقتضي تكفير الذنب عبر التعويض بالتفاني في الذب عن تعاليمه (صلى الله عليه وآله وسلم) وأوامره، وعلى رأسها الدفاع عن من عينه خليفة له واتباعه وهو الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).

وهي حكاية تتضمن شكاية منهم على ما مضى، وشكاية أخرى على ما جرى ـ ما مضى حين البعثة وبعدها، وما جرى بعد استشهاده (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وهي أيضا شكاية تتبعها شكاية.

وهذه الشكاية هي من دواعي الهداية ومن مصاديق النهي عن المنكر ومن مصاديق إتمام الحجة، وهي أيضا ـ في الجملة ـ دفع ورفع: رفع لما قد جرى ودفع لما سيجري، وأيضا دفع بالنسبة لما يستقبل من الأجيال ورفع بالنسبة للحاضر من الرجال.

 

كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله

حرمة إشعال الحروب

مسألة: يحرم نفسياً ومقدميا إشعال نار الحرب ضد أهل الحق، فإن مطلق العمل ضد الحق حرام فكيف بإشعال نار الحرب، بل مطلق إشعال نارها بغير الحق حرام(43).

وإطفاؤها بالنسبة للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ كما يشير إليه كلامها (عليها السلام) بنحو القضية الخارجية ـ وبالنسبة لعموم المؤمنين في عموم الأزمنة أيضاً واجب، وقد وعد الله النصر في ذلك، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)(44).

وقال سبحانه: (أوفوا بعهدي أوف بعهدكم)(45).

أما إشعال نار الحرب في الحروب الابتدائية الجهادية في سبيل الله والمستضعفين على شروطها فلا إشكال فيها ـ على تفصيل ذكرناه في كتاب (الجهاد) من الفقه(46) ـ.

وكذلك بالنسبة إلى الحروب الدفاعية وحروب البغاة، قال سبحانه: (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولـــدان الـــذين يقولــون ربـــنا أخـــرجنا من هــذه القريــة الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيرا)(47).

وإنما قلنا بالحرمة النفسية ـ أو الذاتية ـ نظرا لما فيها من المفسدة العظيمة، فوزانها كشرب الخمر والكذب وشبههما ـ بل أعظم منها ـ مما حرمته نفسية لاشتمالها على المفسدة وإن وجبت إذا وقعت مقدمة للأهم، كالكذب للإصلاح الذي لولاه لحدثت فتنة عظيمة، وشرب الخمر لمن انحصرت نجاته من الهلاك عطشاً بشربه، والحرب في سبيل الله والمستضعفين.

ثم إن الضمير في (أوقدوا) يعود للكفار وأهل الكتاب كما لا يخفى.

وجوب إطفاء الحرب

مسألة: يجب إطفاء نار الحرب، قال تعالى: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها)(48).

فإن المرء كلما تمكن من إطفاء نار الحرب الباطلة وجب عليه ذلك، سواء تمكن من الإطفاء كليا أو الإطفاء في الجملة إذ هو محقق للغرض في الجملة.

ومن الواضح عدم كونه ارتباطياً، قال سبحانه: (فاتقوا الله ما استطعتم)(49).

وقال (عليه السلام): «الميسور لا يسقط بالمعسور»(50).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (ما لا يدرك كله لا يترك كله)(51).

إلى غير ذلك مما يدل على أن كل إنسان مكلف بقدر إمكانه، قال سبحانه: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)(52).

وفي آية أخرى قال تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها)(53).

ومن غير فرق بين أن يكون الإطفاء بالإعلام أو المال أو السلاح أو غير ذلك من أقسام الإطفاء والردع، على نحو مانعة الخلو حسب الاصطلاح المنطقي.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «أنا مخمد نار الحرب»(54).

التعلل لعدم التدخل

مسألة: لا يجوز التعلل بعدم التدخل لإطفاء الحرب الدائرة بين طائفتين من المؤمنين أو حرب الكفار ضد فئة أو دولة إسلامية أو ما أشبه ذلك: بالجغرافية أو باختلاف اللغة أو اللون أو ما أشبه ذلك، عقلا ونقلا، وذلك للإطلاقات والعمومات والنصوص، ولما دل على عدمها.

قال تعالى: (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما)(55).

وعن أحدهما (عليهما السلام): «المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد إذا سقط منه شيء تداعى سائر الجسد»(56).

وقال (عليه السلام): «ان المؤمنين في ايثارهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى تداعى سائره بالسهر»(57).

وقال (عليه السلام): «لا فضل للعربي على العجمي، ولا للأحمر على الأسود، إلا بالتقوى»(58).

وقال تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)(59).

أصالة السلم

مسألة: ربما يستفاد من هذا الحديث ـ إضافة إلى الأدلة الدالة على ذلك ـ كون الأصل في الإسلام السلم لا الحرب، فإن شعار الإسلام: السلام.

وتحية المسلم إذا لقي أخاه: (سلام عليكم).

وتقول في نهاية الصلاة: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

وحتى في التعامل مع الجهلة: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً)(60).

وقد قال سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان)(61).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «السلم علة السلامة وعلامة سبب الاستقامة»(62).

وقال (عليه السلام): «لا عاقبة أسلم من عواقب السلم»(63).

وقال (عليه السلام): «السلم ثمرة الحلم»(64).

وقال (عليه السلام): «الرفق يؤدي إلى السلم»(65).

الحروب الدفاعية

مسألة: لم يبتدأ الرسول (عليه السلام) بحرب وهكذا كان علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، بل كل حروبهما (صلوات الله عليهما) كانت دفاعية.

ومن هنا قالت (عليها السلام) في هذه الخطبة (كلما أوقدوا)(66) فالكفار والمشركون هم الذين كانوا يوقدون نار الحرب، لكن الله ورسوله ووصيه كانوا يطفئونها.

ولعل من أسباب عدم ابتداء الرسول (عليه السلام) بحرب حيث كانت حروبه كلها دفاعية هو كون الأصل السلم وعدم الحرب كما مر(67)، فالحرب ضرورة لا تجوز إلا في الموارد المقررة الشرعية من صور الاستثناء عن السلم والسلام(68).

وقد روي عن علي أمير المؤمنين (عليه السلام): «انه خطب بالكوفة فقام رجل من الخوارج فقال: لا حكم إلا لله، فسكت علي (عليه السلام)، ثم قام آخر وآخر، فلما أكثروا عليه، قال (عليه السلام): كلمة حق يراد بها باطل، لكم عندنا ثلاث خصال: لانمنعكم مساجد الله أن تصلوا فيها، ولانمنعكم الفيء ما كانت أيديكم مع أيدينا،

ولانبدؤكم بحرب حتى تبدؤونا به»(69).

وعن حذيفة بن اليمان قال: «فلما كان يوم الجمل وبرز الناس بعضهم لبعض نادى منادي أمير المؤمنين (عليه السلام): لا يبدأن أحد منكم بقتال حتى آمركم، قال: فرموا فينا، فقلنا: يا أمير المؤمنين قد رمينا، فقال: كفوا، ثم رموا فقتلوا منا، قلنا: يا أمير المؤمنين قد قتلونا، فقال: احملوا على بركة الله»(70).

وهكذا كان في حرب النهروان فإنه: «لما واقفهم علي (عليه السلام) بالنهروان قال: لا تبدؤوهم بقتال حتى يبدؤوكم، فحمل منهم رجل على صف علي (عليه السلام) فقتل منهم ثلاثة، ثم قال:

أقتلهـم ولا أرى علياً ولو بدا أوجرته الخطيا

فخرج إليه علي (عليه السلام) فضربه فقتله»(71).

وقال أمير المؤمنين(عليه السلام): «نبأني رسول الله (عليه السلام) قال: فإذا أتيتهم فأنت عليهم وإياك أن تبدأ القوم بقتال إن لم يبدؤوك، والقهم واسمع منهم ولايجرمنك شنآنهم على قتالهم قبل دعائهم والإعذار إليهم مرة بعد مرة»(72).

وقد أرسل أمير المؤمنين(عليه السلام) مالك الأشتر في وقعة صفين وأمره أن لا يبدأ القوم بقتال حتى يلقاهم ويدعوهم ويعذر إليهم إن شاء الله(73).

وفي يوم عاشوراء عندما تجاسر شمر على الإمام الحسين (عليه السلام) وقال له: «يا حسين تعجلت النار قبل يوم القيامة! رام مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم، فمنعه الإمام الحسين (عليه السلام) من ذلك، فقال له: دعني حتى أرميه فانه الفاسق من عظماء الجبارين وقد أمكن الله منه، فقال له الحسين (عليه السلام): لا ترمه فاني أكره أن أبدأهم»(74).

إسناد الأفعال لله

مسألتان: يجب الإيمان بأن جميع الأمور بيد الله سبحانه وتعالى وانه هو المؤثر الحقيقي، ويلزم الفات الناس إلى ذلك وتنبيههم عليه، كما قالت صلوات الله عليها (أطفأها الله)، فإن الله سبحانه هو مسبب الأسباب، وقد ورد في الدعاء: «يا مسبب الأسباب ويا مفتح الأبواب»(75).

و: «يا مسبب يا مغيث»(76).

و: «اللهم رب الأرباب ومسبب الأسباب»(77).

و: «يا سبب كل ذي سبب، يا مسبب الأسباب من غير سبب»(78).

و: «اللهم إني أسألك باسمك يا مسبب يا مرغب»(79).

و: «يا مسبب الأسباب سبب لنا سببا»(80).

و: «يا مرتب يا مسبب يا محبب..»(81).

و: «يا رازق الفرج يا مسبب الفرج يا مغيث الفرج»(82).

و: «يا تواب يا أواب يا مسبب الأسباب»(83).

و: «يا صاحب الأصحاب ومسبب الأسباب وسابق الأسباق»(84).

وقال عزوجل: (إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا)(85).

وقال تعالى: (قل من بيده ملكوت كل شيء)(86).

وقال سبحانه: (تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير)(87).

وقد ألمعنا إلى مثل ذلك فيما سبق وقلنا: إنه لا يلزم منه الجبر، وإنما المراد إن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يعمل حتى في خارج إطار إمكانية الإنسان ولكنه قد ترك حرية التصرف للإنسان في داخل حدود قدرته وإمكانياته فأعطاه الاختيار، وإنما يجب ـ وجوبا تشريعياً لا تكوينياً ـ على الإنسان العمــل في إطــار إمكانياتـه بما أمره الباري عزوجل، فلا جبر ولا تفويض بل أمر بين الأمرين، كما في الحديث الشريف(88).

وكما قال (عليه السلام): «انا لا أقول جبراً ولا تفويضاً»(89).

وفي الدعاء: «اللهم اني استغفرك من كل ذنب قوي عليه بدني بعافيتك أو نالته قدرتي بفضل نعمتك أو بسطت إليه يدي بسابغ رزقك… لم تدخلني يارب فيه جبراً ولم تحملني عليه قهراً ولم تظلمني فيه شيئاً…»(90).

وفي تفسير قوله تعالى: (وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون) قال(عليه السلام): «خلقهم للأمر والنهي والتكليف، وليس خلقتهم جبراً ان يعبدون ولكن خلقتهم اختياراً ليختبرهم بالأمر والنهي، ومن يطيع ومن يعصي»(91).

فإن الأمور والأعمال موزعة:

1: بين ما هي في دائرة قدرة الإنسان وحيطة تصرفه واختياره.

2: وبين ما هي خارج عنه بالمرة.

وحيث إن ما في دائرة قدرة الإنسان هو أيضاً يستند إلى الله تعالى إذ انه عزوجل هو الذي أعطاه القدرة والاختيار وهو الذي أوجد الأسباب ومهدها وبمقدوره في أي آن أن يسلب قدرته واختياره، ولذلك كرر في القرآن الحكيم نسبة الأشياء إلى الله سبحانه وتعالى.

قال سبحانه: (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)(92).

وقال تعالى: (أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون)(93).

وما أشبه ذلك من الآيات.

فلولا أن الله تعالى أعطى الإنسان وجوده وحياته ثم زوده بالعضلات والقـوى والإدراك والعلــم والإرادة وما أشبــه، ولولا أنه خلق المعادن والآلات والأدوات وما أشبه، ولولا أنه … لما أمكن للإنسان أن يرمي نبلاً أو يزرع بقلاً ـ بكامل حريته واختياره ـ.

إعداد العدة

مسألة: يجب إعداد العدة للمواجهة عندما ينجم قرن الشيطان.

قولها (عليها السلام): (أو نجم قرن للشيطان) نجم بمعنى: ظهر، ولذا يسمى النجم نجماً لأنه يظهر في الأفق، و(قرن الشيطان) كناية عن أول فتنته، يعني: إنه كلما ظهرت بوادر فتنة قذف (عليه السلام) أخاه (عليه السلام) في لهواتها.

فأول كل ظاهر من شيء قرن، ولذا يقال: قرن الشمس، حين تظهر بعض أجزاءها ابتداءً ثم تظهر البقية.

والسبب في كون قرن الحيوان هو أول ما يرى من البعيد: أن الأرض كروية وفي المحل الكروي إنما يظهر أعلى الشيء ابتداء كما يشاهد ذلك بالنسبة إلى البحار، فإن الإنسان أول ما يشاهد من السفينة الصواري ثم تظهر شيئاً فشيئاً، حتى تظهر بأجمعها، وكما هو المشاهد لمن كان حديد البصر وواقفاً في الأرض يشاهد الأفق من بعيد.

 

1 - جامع الأخبار: ص85 الفصل 41.

2 - غرر الحكم ودرر الكلم: ص89 ح1512.

3 - معاني الأخبار: ص344.

4 - المحاسن: 196.

5 - الجعفريات: ص150.

6 - جامع الأخبار: ص183 الفصل 41.

7 - سورة الكهف: 89.

8 - غرر الحكم: ص464 ح10675، وفي نهج البلاغة أيضاً، انظر شرح النهج: ج18 ص82. 

9 - راجع الارشاد: ج1 ص163، ومتشابه القرآن: ج1 ص236.

10 - الحيلة هي المخرج والمخلص فقد يكون محرما وقد يكون شرعياً، فالمخرج من الزنا هو إجراء صيغة العقد مثلاً مع سائر شروطه.

11 - وبضميمة دليل التأسي.

12 - فهنالك في المجال الديني أناس ينحون نحو الرهبنة وآخرون نحو التحلل ويغرقون في وحول المادية، وأناس يدعون إلى تبرج المرأة وآخرون إلى حرمانها حتى من التعليم والتعلم رغم قوله (عليه السلام): (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة) [كنز الفوائد: ج2 ص107، وعدة الداعي: ص72، وجامع الأخبار: ص139 الفصل99] وأناس يعزلون أنفسهم عن السياسة، وبالتالي عن أية مقارعة للحاكم الجائر والطاغوت وآخرون ينهجون منهج المصلحية والانتهازية ويتخذونها سلماً لتحقيق أهدافهم وشهواتهم، إلى غير ذلك.

13 - سورة البقرة: 143.

14 - غوالي اللئالي: ج1 ص296 الفصل 10 ح199، وإعلام الورى: ص307.

15 - دعائم الإسلام: ج1 ص355 في كتابه (عليه السلام) إلى الأشتر النخعي.

16 - الأمالي للشيخ المفيد: ص280 المجلس 33 ح6.

17 - كنموذج: قتل المسلمين وعباد الله الصالحين بتلفيق تهمة الارتداد في قضية مالك بن نويرة، وقتل أمثال حجر بن عدي وعدد كبير جدا من أولياء الله ومن العلماء في حكومة معاوية ويزيد… وإلى يومنا هذا.

18 - كنموذج: الأموال الهائلة التي أقطعها عثمان لذويه، من بيت مال المسلمين.

19 - كنموذج: سجن الحجاج الذي احتوى على أكثر من مائة وعشرين ألف، لا يقيهم حر الشمس اللافحة سقف، ولا برد الزمهرير غطاء.

20 - سورة الأنفال: 60.

21 - يمكن أن تقرأ معلومة ومجهولة فـ (لا يدرى من أين يأتون) أي من أين يهاجمون الإنسان أو (من أين يؤتون) أي من أين يهاجمهم الإنسان، إذ حيثما فكرت ووجهت وجهك وجدتهم مترصدين مستعدين.

22 - وربما يكون وجه ما وصفهم بـ (بهم الرجال) الإشارة إلى أنهم كالبهيم التي لا شعور لها ولا أدارك كما قال عز وجل: (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل) سورة الفرقان: 44.

23 - اللهوف: ص60.

24 - هنا كلمة أو كلمات غير مقروءة.

25 - سورة البقرة: 74.

26 - تنبيه الخواطر: ج1 ص2. 

27 - روضة الواعظين: ص414.

28 - الأمالي للشيخ الصدوق: ص323 المجلس 52 ح12.

29 - غرر الحكم: ص394 ح9114.

30 - غرر الحكم: ص394 ح9116.

31 - كشف الغمة: ج2 ص349، الإمام التاسع.

32 - المحاسن: ص158 باب خصائص المؤمن ح95.

33 - غرر الحكم: ص395 ح9159.

34 - سورة آل عمران: 186.

35 - علي محمد الشيرازي (1819-1850) مؤسس البابية في إيران، ادعى إنه باب إلى الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) وذلك بتخطيط ودعم من الاستعمار الروسي، أعدم في تبريز.

36 - سورة الأنفال: 60.

37 - كشف الغمة: ج2 ص113.

38 - سورة هود: 112.

39 - الأمالي للشيخ الصدوق: ص359 المجلس 57 ح9.

40 - تنبيه الخواطر: ج1 ص84.

41 - تنبيه الخواطر: ج1 ص220.

42 - المناقب: ج3 ص247، وكشف الغمة: ج2 ص537.

43 - كما في إشعالها على أهل الذمة ما داموا لم يخلوا، وكما في إشعالها على إحدى طائفتين من المؤمنين المتقاتلتين قبل محاولة الإصلاح، قال عزوجل: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فان فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا إن الله يحب المقسطين). سورة الحجرات: 9، ففي هذين الموردين إشعالها ليس (على الحق) لكنه يصدق عليه انه (بغير الحق).

44 - سورة محمد (عليه السلام): 7.

45 - سورة البقرة: 40.

46 - موسوعة الفقه: ج47-48 كتاب الجهاد.

47 - سورة النساء: 75.

48 - سورة الأنفال: 61.

49 - سورة التغابن: 16.

50 - راجع غوالي اللئالي: ج4 ص58 وفيه: «لا يترك الميسور بالمعسور».

51 - راجع غوالي اللئالي: ج4 ص58 ح207.

52 - سورة البقرة: 286.

53 - سورة الطلاق: 7.

54 - الفضائل لابن شاذان: ص163.

55 - سورة الحجرات: 9.

56 - المؤمن: ص38 ح85.

57 - أعلام الدين: ص440، والمؤمن: ص39 ح92.

58 - الاختصاص: ص341.

59 - سورة الحجرات: 13.

60 - سورة الفرقان: 63.

61 - سورة البقرة: 208.

62 - غرر الحكم: ص445 ح10165.

63 - غرر الحكم: ص476 ح10921.

64 - غرر الحكم: ص444 ح10163.

65 - غرر الحكم: ص244 ح4979.

66 - و (ال) في الحرب وإن كانت للعهد الذهني إلا أن بقرينة الحكم والموضوع والسياق، والمفردات ـ أي: (أوقدوا) (ناراً) (أطفئها) ـ نستفيد ذلك منه.

67 - ويخرج عن الأصل: حالة الاعتداء فيقابل بالمثل: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) سورة البقرة: 194، وحالة الحرب في سبيل الله والمستضعفين، وبصبره (عليه السلام) حتى يهاجمه المشركون، كان قد أكد العامل الباعث للخروج عن الأصل.

68 - راجع موسوعة الفقه: كتاب السلام.

69 - دعائم الإسلام: ج1 ص393 ذكر قتال أهل البغي.

70 - الأمالي للشيخ المفيد: ص58 ـ 59 المجلس 7 ح3.

71 - شرح نهج البلاغة: ج2 ص272 أخبار الخوارج.

72 - شرح النهج: ج3 ص212ـ 213، ووقعة صفين ص153.

73 - وقعة صفين: ص154.

74 - الإرشاد: ج2 ص96، وإعلام الورى: ص240.

75 - البلد الأمين: ص338 دعاء المشلول.

76 - الإقبال: ص661.

77 - مصباح الكفعمي: ص135.

78 - مصباح الكفعمي: ص170 الفصل العشرون.

79 - مصباح الكفعمي: ص260 الفصل 28.

80 - مصباح الكفعمي: ص305 الفصل 30.

81 - مصباح الكفعمي: ص358 الفصل 32.

82 - البلد الأمين: ص324 دعاء الفرج.

83 - مهج الدعوات: ص154.

84 - العدد القوية: ص263.

85 - سورة الكهف: 84.

86 - سورة المؤمنون: 88.

87 - سورة الملك: 1.

88 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج1 ص124، والتوحيد: ص362، والاحتجاج: ص414.

89 - الأمالي للشيخ الصدوق: ص279 المجلس 47 ح8.

90 - الإقبال: ص388.

91 - تفسير القمي: ج2 ص331، والآية في سورة الذاريات:56.

92 - سورة الأنفال: 17.

93 - سورة الواقعة: 64.