سماع صوت المرأة |
مسألة: يجوز للرجال أن يسمعوا صوت النساء مع مراعاة الموازين الشرعية، لأصالة الحل والإطلاقات والسيرة المتصلة، والفرق بين المسألتين(1) واضح. البكاء على الميت مسألة: يستحب الأنين والبكاء على الميت، كما بكت عليها السلام على أبيها، وقد يكون بكاؤها عليها السلام وأنينها لفقد أبيها ولغصب حق خليفته امير المؤمنين علي (عليه السلام) ولما جرى عليها من مختلف أنواع الظلم. وفي العروة الوثقى: (يجوز البكاء على الميت ولو كان مع الصوت، بل قد يكون راجحا كما اذا كان مسكنا للحزن وحرقة القلب، بشرط ان لا يكون منافيا للرضا بقضاء الله، ولا فرق بين الرحم وغيره، بل قد مر استحباب البكاء على المؤمن، بل يستفاد من بعض الأخبار جواز البكاء على الأليف الضال)(2). وقد ذكرنا في (الفقه) استحباب البكاء على المؤمن لتواتر الروايات بذلك قولا وعملا، وما يقال من ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن البكاء مكذوب عليه(3). رفع المرأة صوتها بالبكاء مسألة: لابأس في سماع الرجال الأجانب بكاء المرأة، كما لابأس في أن ترفع صوتها بالبكاء. كمـا دل علـى ذلك بكاؤها عليها السلام في البيت، حيث كان صوتها مسموعاً في المسجد(4). وقد أوصى الإمام الباقر (عليه السلام) بأن تندبه النوادب في منى، عشر سنين(5) وهناك مجتمع الرجال والنساء كما هو واضح.
|
1 - أي (اسماع الصوت للرجال) و(سماع صوت المرأة). 2 - العروة الوثقى كتاب الطهارة فصل في مكروهات الدفن المسألة الأولى. 3 - راجع موسوعة الفقه ج15 ص161-168 كتاب الطهارة، في مستحبات قبل الدفن وحينه وبعده، الواحد والثلاثون. 4 - بل في المدينة، ففي الحديث: (.. واما فاطمة فبكت على رسول الله صلى الله عليه وآله حتى تأذى بها اهل المدينة، فقالوا لها: قد آذيتينا بكثرة بكائك، فكانت تخرج الى المقابر ـ مقابر الشهداء ـ فتبكي حتي تقضي حاجتها ثم تنصرف)، راجع عوالم العلوم ومستدركاته مجلد فاطمة الزهراء عليها السلام ج2 ص790. 5 - الكافي: ج5 ص 117 ح 1 عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ( قال لي أبي: يا جعفر أوقف لي من مالي كذا وكذا النوادب تندبني عشر سنين بمنى أيام منى). |