القسم السابع |
فلما اختار الله لنبيه (صلى الله عليه وآله) دار أنبيائه ومأوى أصفيائه تكاملية الدنيا والآخرة مسألة: يلزم النظر إلى معادلة الدنيا والآخرة بلحاظ أنها مراحل في مسار التكامل(1)، فكما أن الدنيا بالنسبة لمرحلة (الكون في الأرحام) مرحلة متقدمة ومسيرة تكاملية، كذلك الآخرة بالنسبة للدنيا(2)، قال تعالى: (وإن الدار الآخرة لهي الحَيَوَان)(3). وهذا بالنسبة لأولياء الله الصالحين، فكيف برسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو سيد الخلائق أجمعين. والسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) تشير بقولها (اختار الله لنبيه..)(4) إلى حقيقة هامة هي ان قبضه (صلى الله عليه وآله) إلى ربه كان خيرا له، فانه سير له (صلى الله عليه وآله) إلى ربه، وتكامل، وراحة (فمحمد (صلى الله عليه وآله) من تعب هذه الدار في راحة قد حف بالملائكة الأبرار رضوان الرب الغفار ومجاورة الملك الجبار)(5). وإن كان ذلك بالقياس إلى الأمة خسارة وضررا كبيراً. ففي تعبيرها (عليها السلام) بـ(اختار) إلفات إلى هذا الأمر، فقد استخلصه الله لنفسه، واصطفاه لرحمته، وأنقذه من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن سجن المادة إلى عالم الملكوت، ومن أمواج الفتن واثقال الرزايا والمحن إلى فسيح جنانه، وانقذه (منكم) بما أضمرتم وأظهرتم من تخاذل وتواكل وعداء، وبقينا نحن أهل بيته نواجه فيكم كل أحقادكم و ضغائنكم. وقد أشار القرآن الحكيم إلى حقيقة إيذائهم للرسول (صلى الله عليه وآله) في آيات كثيرة، منها: قوله تعالى: (لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور)(6). وقوله سبحانه: (ومنهم من يلمزك في الصدقات)(7). وقوله تعالى: (ومنهم الذين يؤذون النبي)(8). وقوله سبحانه: (ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فان له نار جهنم خالداً فيها ذلك الخزي العظيم)(9). وقوله تعالى: (والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وارصاداً لمن حارب الله ورسوله)(10). وقوله عز وجل: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا)(11). الإحياء والإماتة بيد الله مسألة: يجب الاعتقاد بأن الإحياء والإماتة بيد الله تعالى لا غيره، فان الإماتة والإحياء انما هما باختيار الله سبحانه وتعالى، من غير مدخلية اختيار الإنسان إلا بالنسبة إلى بعض المقدمات في الجملة، واختيارية تلك المقدمات أيضا إنما هي بلطفه سبحانه وجعله كما لا يخفى، وذلك كالاتجار الذي يؤدي إلى سعة الرزق، وكالانتحار المؤدي إلى الهلاك، وكالمقاربة المؤدية إلى تكون الجنين، وغير ذلك. قال تعالى: (والله يحيي ويميت)(12). وقال سبحانه: (وهو الذي يحيي ويميت)(13). وقال عز وجل: (يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون)(14). وقال تعالى: (لا إله إلا هو، يحيي ويميت، ربكم ورب آبائكم الأولين)(15). نعم كان اختيار الله سبحانه و تعالى لموت الرسول (صلى الله عليه وآله) برضاه (صلى الله عليه وآله) وإذنه تكريما له، كما ورد في الأحاديث.
ظهرت فيكم حسيكة النفاق(16) أقسام النفاق مسألة: إطلاق كلامها (عليها السلام) يشمل الأقسام الأربعة للنفاق. فان النفاق قد يكون في أصول الدين، وقد يكون في الفروع، اعتقادا(17) أو أداءً (18). والأول كفر. والثاني قد يستلزمه(19). والثالث من المحرمات. وهناك نفاق رابع بالنسبة للأشخاص(20) فانه رذيلة خلقية وقد يكون بعض أقسامه حراما. وقد كان في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) منافقون من الأقسام الأربعة. ومن الأول: ما أشار إليه تعالى بقوله:(إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم أنك لرسوله والله يشهد أن المنافقين لكاذبون)(21). وكأمثال من قال للإمام (عليه السلام): «بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن و مؤمنة»(22). ومن الثاني: ما أشار إليه سبحانه بقوله: (إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس)(23). وقوله عز وجل: (وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم إلا انهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون)(24). وقد اجتمعت هذه الأنواع الأربعة من النفاق في عدد من أعداء الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) واتّصف بعضهم ببعضها فقط، والتفصيل في كتب التاريخ(25). هذا وقد جعل الله عز وجل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) علماً بين الإيمان والنفاق وميزاناً لذلك وجعل حبه علامة للإيمان وبغضه علامة للنفاق، وفي الحديث عــن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم لأصحابه: معاشر أصحابي إن الله جل جلاله يأمركم بولاية علي بن أبي طالب(عليه السلام) والاقتداء به فهو وليكم وإمامكم من بعدي لا تخالفوه فتكفروا ولاتفارقوه فتضلوا، إن الله جل جلاله جعل علياً علماً بين الايمان والنفاق فمن أحبه كان مؤمناً ومن أبغضه كان منافقاً»(26). إظهار النفاق محرم مسألة: يحرم إظهار النفاق(27) كما يحرم اصل النفاق، ولهذا قالت (عليها السلام): (ظهر)، فان بعض الصفات إظهاره حرام دون إبطانه وإضماره كالحسد، وبعض الصفات يحرم إبطانه وإظهاره كالكفر والنفاق والرضا بما يحل بأنبياء الله وأوليائه من المشاكل والمحن. ولا يخفى ان الرضا هاهنا ليس بنية السوء موضوعاً وحكماً، إذ قد ورد أنّ نيّة السوء لا تكتب، وقد ورد في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام):«ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به»(28). وقال (عليه السلام): (الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم)(29). ويدل على ذلك(30) جملة من الأحاديث، ذكرنا بعضها في باب التجري. وقد فصله الشيخ المرتضى (قدس سره) في التقريرات، وكلامها (عليها السلام) هنا يعد أحد الأدلة على حرمة النفاق(31). لا يقال: إذا اظهر النفاق لم يعد نفاقا. فانه يقال: أولا: قد يظهر النفاق لغير من نافقه، كما في قوله تعالى: (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا انا معكم إنما نحن مسهتزءون)(32). وثانيا: قد يتجلى النفاق في مصاديق أخرى ـ رغم تكتمه عليه ـ(33) كما سيأتي بعد قليل. وثالثا: الإضافة في قولها (عليها السلام): (حسيكة النفاق) أما بيانية أو لامية. وعلى الأول: فيجاب أيضا بالظهور بعد الخفاء(34). وعلى الثاني: لا مانعة جمع بين خفاء النفاق وظهور عداوته. وهناك روايات عديدة في النفاق وأبوابه وأسبابه، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «أربع يفسدن القلب وينبتن النفاق في القلب كما ينبت الماء الشجر: استماع اللهو، والبذاء، وإتيان باب السلطان، وطلب الصيد»(35)، أي كما كان عادة الملوك. وفي الدعاء: «اللهم طهر لساني من الكذب وقلبي من النفاق»(36). وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «الايمان يبدو في القلب نكتة بيضاء كلما ازداد الايمان ازداد ذلك البياض فإذا استكمل العبد الايمان ابيضّ القلب كله، وان النفاق ليبدو في القلب لمعة سوداء كلما ازداد النفاق ازداد ذلك السواد فإذا استكمل النفاق اسود القلب كله»(37). وقال (صلى الله عليه وآله): «الكذب باب من أبواب النفاق»(38). وقال (صلى الله عليه وآله): «إياكم وتخشع النفاق وهو ان يرى الجسد خاشعاً والقلب ليس بخاشع»(39). وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «بالكذب يتزين أهل النفاق»(40). وقال (عليه السلام): «شر الأخلاق والكذب والنفاق»(41). وقال (عليه السلام): «الكذب يؤدي إلى النفاق»(42). وقال (عليه السلام): «النفاق يفسد الإيمان»(43). وقال (عليه السلام): «إياك والنفاق فان ذا الوجهين لا يكون وجيهاً عند الله»(44). وقال (عليه السلام): «النفاق أخو الشرك»(45). وقال (عليه السلام): «النفاق توأم الكفر»(46). وقال (عليه السلام): «الخيانة رأس النفاق»(47). قولها (عليها السلام): (الحسيكة) هي: الضغينة والعداوة. وفي بعض النسخ: (حسكة النفاق) وهو على الاستعارة يعني: انهم كانوا يضمرون النفاق في زمان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويظهرون النفاق من خلال بعض أعمالهم مثل: النكوص، ومثل: الفرار، ومثل: ما سجل التاريخ من بعض كلماتهم وقد تقدم بعضها، إذ (ما اضمر أحد شيئا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه)(48)، وقال (عليه السلام): «من أستر لأخيه غشاً أظهره الله على صفحات وجهه»(49).. فلما فارق رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحياة ظهر نفاقهم وتجلى في مصاديق جديدة كمنع أهل البيت (عليهم السلام) عن خلافة الرسول (صلى الله عليه وآله) والهجوم على بيت فاطمة (عليها السلام) وكسر ضلعها وإسقاط جنينها وغصب فدك، وما أشبه ذلك كما جاء في مختلف التواريخ. وأصل الحسك: الشوك، يقال: حسك السعدان، والواحدة حسكة، ثم استعير للنفاق الكامن في الباطن الذي يسبب وخز الآخرين بالأعمال والأقوال وحتى بالنظرات والإشارات، بل حتى بتموجات الفكر وإشعاعات القلب.
وسمل جلباب الدين(50) المحافظة على نضارة الدين مسائل: يحرم أن يقوم الإنسان بما يؤدي إلى فقدان الدين نضارته وطراوته، ليتحول خَلِقَا باليا(51) وهذا في مرحلة الثبوت. ويحرم أن يقوم بما يسبب أن يظهر الدين بمظهر الخَلِق البالي الذي لا يستطيع حل مشاكل الحياة أو أن يتّهم بـ (الرجعية)(52)، وهذا في مرحلة الإثبات. كما يحرم أن يتهم أحد (الدين) بالرجعية والسّمل أو ان يتهم الدعاة إليه بذلك. والوجه في قولها (عليها السلام): (سمل جلباب الدين) أن القوم بتنحيتهم من نصبه رســول الله (صلى الله عليه وآله) خليفــة لــه، وقـد كان أعلم الناس بكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله)، وأقواهم على الحق وأتقاهم وأكثرهم حكمة وعقلا ودراية، كانوا السبب في فقدان الدين نضارته وطراوته وتحوله خَلِقا باليا: ثبوتاً، وذلك بجهل كثير من الأحكام في كل أبعاد الحياة، وبوضع الشيء في غير موضعه ـ كنصب من لا أهلية له أميرا ووالياً وقاضياً وشبه ذلك. واثباتا، حيث ظهر بذلك المظهر قديما وحديثا، وحيث اتهم بالكثير من التهم(53). ولذلك نرى أن الحق عندما يعود إلى نصابه بظهور الإمام المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) يعود الدين على يديه غضاً جديدا.. وإننا وإن لم نقدر على ذلك كما هو المفروض وفي جميع المجالات لكن يجب علينا قدر الاستطاعة قال تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)(54). ولعموم أدلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما أشبه. وقولها (عليها السلام): (سمل جلباب الدين) وان كان إخبارا عن قضية تاريخية إلا انه يستنبـط منه بدلالة الاقتضاء وغيرها حرمة كل ما يؤدي إلى ان يسمل ثوب الدين، بل يدل على شدة حرمته حيث اعتبرته (عليها السلام) في عداد تلك الكبائر(55) وعدته إحدى النتائج المؤلمة لإعراضهم عن خليفة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله). وسمل جلباب الدين: كناية عن التفرق عن الدين حتى صار كالجلباب الخلق ليست له تلك الطراوة التي كانت في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكذلك في كل زمان و مكان وجماعة. (وسمل) على وزن نصر، أي صار خلقا، وجلباب الدين: تشبيه بالجلباب الواسع الذي تغطي المرأة به جسمها، فكأن الدين ـ في أحد محتملات المعنى(56) ـ كان جلباباً على هؤلاء يغطي عيوبهم ونفاقهم، فلما قبض رسول الله * وانقلبوا على أعقابهم صار ثوباً خلِقاً وظهر من خلاله ما كانوا ينوونه ويضمرونه من النفاق والشقاق.
ونطق(57) كاظم الغاوين تستر أهل الضلالة مسألة: يحرم(58) أن يكظم الغاوي(59) غيه ويكتم غوايته بقصد التستر والمحافظة على ذاته وغيّه كي تسنح له الفرصة المناسبة فيفسد، أما إذا كان بقصد ضده(60) ولئلا تشيع الفاحشة فلا. ونطقه وإفصاحه عند تهيأ الفرصة وسنوحها، عما كظمه وستره من الغي ـ نطقا قوليا أو عمليا ـ محرم أيضاً. وفي أمثال المقام الذي كانت السيدة الزهراء (عليها السلام) بصدده، من أكبر الكبائر، فإنها محاربة لله ولرسوله ولأهل بيته (عليهم السلام). قال تعالى: (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين)(61). وقال سبحانه: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين )(62). لزوم الحذر مسألة: يجب أن لا يغتر المرء بسكوت أهل الضلالة، إذ رب يوم له ما بعده، وسكوتهم هذا قد يخفي ما خلفه، وقد يكون من مصاديق (ومكروا..)، فإن (كاظم الغاوين) قد يتربص الفرص لينطق يوما ما. وقد ورد: «المؤمن كيّس فطن حذر»(63). وقال (عليه السلام): «اعلم إن للأمور أواخر فاحذر العواقب، وان للأمور بغتات فكن على حذر»(64). وقال (عليه السلام): «المؤمن إذا وعظ ازدجر وإذا حذر حذر»(65). وقال (عليه السلام): «من اعتبر حذر»(66). الفاعل والساكت الراضي مسألة: الحرمة تكون بالنسبة إلى تلك الصفات الأربع: الناطق، النابغ، الهادر، الخاطر. وبالنسبة إلى مـن يظهر فيهــم مثــل هؤلاء الغاويــن والأقلّين والمبطلين وهم يقدرون على رده فلم يردوه، ككل منكر يظهر في جماعة وهم قادرون على ردعه والمنع عنه فلا يفعلون. وبالنسبة للراضي بفعلهم، وذلك لأن (الساكت عن الحق شيطان أخرس)، ولما ورد في تكثير السواد(67) ولأدلة النهي عن المنكر(68) وقوله (عليه السلام): (الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم)(69). قولها (عليها السلام): (ونطق كاظم الغاوين) المراد بكاظم الغاوين: الذي كان ساكتا ويكظم غيظه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والدين، كما كان كذلك المنافقون وضعفاء الإيمان الذين يقولون في أنفسهـم (نؤمن ببعض ونكفـر ببعض)(70)، ويريدون التخلص من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله حتى يستريحوا ـ بزعمهم(71) ـ ويتركوا الجهاد في سبيل الله والتقدم عبر العمل بأمر الله عزوجل.
قولها (عليها السلام): (ونبغ) أي ظهر وخرج (خامل الاقلين)، والمراد بالاقلين: الذين كانوا في جيش رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه في جماعة المؤمنين، ولكنهم كانوا يضمرون النفاق والشقاق، فإنهم ظهروا بعد النبي (صلى الله عليه وآله) وبعد خمولهم في زمانه (صلى الله عليه وآله وسلم) خوفا منه (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذا محرم كما لا يخفى.
وهدر فنيق المبطلين قولها (عليها السلام): (وهدر فنيق المبطلين) الفنيق: هو البعير، والمراد بهدره: صوته، لأن الهدر هو صوت البعير الذي يخرجه مـن حنجرتــه، والمـراد: أن زعماء أهل الباطل من المسلمين المنافقين أخذوا يرفعون أصواتهم ويكررونها ويرددونها(74) ضد قيادات الإسلام ومناهجه وهذا من المحرمات الكبيرة. من أساليب المبطلين مسألة: يلزم معرفة أساليب المبطلين لمواجهتها، وقد أشارت (صلوات الله عليها) باختيارها كلمة (هدر) في التعبير عن أسلوب زعماء المبطلين(75) إلى حقيقة هامة، وهي انهم لا يكتفون لاثبات باطلهم بمجرد ذكره، بل انهم يعتمدون منهج (غسيل الدماغ) عبر التكرار والترديد وإعادة القول مرة بعد مرة (كما يردد البعير صوته في حنجرته)، وهي نفس القاعدة التي اعتمدها لينين(76) حيث قال: «أكذب ثم أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس». وفي المقابل، على جبهة الحق أن تعتمد أسلوب الإرشاد بعد الإرشاد، والتكرار بعد التكرار، كما قال تعالى: (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)(77). وقال سبحانه: (فذكر إن نفعت الذكرى)(78). وقال عزوجل: (فذكر إنما أنت مذكر)(79). دراسة سنن الحياة مسائل: تجب دراسة سنن الحياة وحركة التاريخ وكيفية حدوث التطورات وردود الأفعال، والاعتبار بذلك، واتخاذ الموقف المناسب لنصرة الحق وإبطال الباطل. فإن كلامها (عليها الصلاة والسلام): أبعد غورا في شرح ما جرى وإدانتهم عليه، إذ يستفاد منه التحليل الدقيق للظواهر الاجتماعية وكيفية تحرك قوى الضلال، للاعتبار على ضوء (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)(80)، وللحيطة والحذر للناقد البصير الذي ينظر إلى كلامها (عليها السلام) بلحاظ كونه إنشاء أيضاً بالنظر للمستقبل كما هو إخبار عن الماضي. فكما حدث مع الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) سيحدث مع الإمام الحسين(عليه السلام)، وهكذا وهلم جرا، ولو اعتبرت الأمة بكلامها لما تكرر الخطأ ولما حدثت المآسي اللاحقة. وفي الحال الحاضر علينا أيضاً أن نضع كلامها (عليها السلام) نصب أعيننا في تقييم حركة القوى الضالة، ورصدها، واتخاذ التدابير اللازمة قبل حدوث أي منعطف يستغله الضالون (لينطقوا)، والخاملون المغمورون (ليظهروا) ويصولوا ويجولوا، ورؤوس الفتن (ليهدروا)، ثم بعد ذلك (ليخطروا).
فخطر في عرصاتكم الشيطان في مسرح القلوب مسألة: يحرم أن يجعل الإنسان من نفسه ما يخطر الشيطان في عرصاته. وعبر أدب تصويري رائع تعبر السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بقولها: (فخطر في عرصاتكم) عن طريقة الشيطان التي يرسمها وحالته، إذ يقال خطر البعير بذنبه خطرا: إذا رفعه مرة بعد مرة وضرب به فخذيه. والمراد: أنه صال وجال في محالكم، فقد هدر بصوته وحرك عقبه فرحا وتبختراً كما يفعل البعير ذلك، ومنه قول الحجاج(81) ـ لما نصب المنجنيق على الكعبة ورمى الكعبة وأهلها(82) ـ قال: خــــطارة كــــالجمل الفــــنيق أعددتها للمسجد العتيق(83) وقد شبه رمي الكعبة بخطرات الفنيق، يقصد بذلك أن اليوم لنا والقوة لنا في قبال الكعبة، ومن اعتصم بها. وفي كلامها (عليها السلام) هنا إشارة دقيقة، إذ عبرت بـ (عرصاتكم) مشيرة إلى قابلية القابل ووجود الأرضية عندهم لتقبل وساوس الشيطان والاستجابة لـ (خَطْرِه)، فإن (العرص): هو اللعب والمرح، و(العرصة) و(العرصات): هي ساحة الدار، وقد سميت بذلك لاعتراص (أي لعب ومرح) الصبيان فيها، وقد قال تعالى: (فاستخف قومه فأطاعوه )(84). فقد (خطر) الشيطان، ولكن أين؟، في ساحات قلوبهم وأفكارهم التي جعلوها مسرحا للأهواء والشهوات، قال تعالى:(أنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون)(85). ومن ذلك نعرف أن الشيطان لا (يتمكن) من ابن آدم، إلا لو (مكّنه) هو منه، حيث لا جبر كما مر، وقد فصلنا الحديث عنه في بعض كتبنا(86). مواصفات المعارضين للإمام (عليه السلام) مسألة: يلزم فضح المتآمرين على أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبيان صفاتهم، وقد تضمنت الجمل السابقة من كلماتها (صلوات الله عليها) إشارة رائعة ودقيقة لصفات المتآمرين فهم كانوا يتصفون بـ: 1ـ الغي والضلالة. 2ـ المكر والحيلة، لكظم غيظهم استعدادا للمستقبل. 3ـ الجهر بالباطل عند سنوح الفرصة (ونطق). 4ـ انهم كانوا أقليّة ولا تعبر في حقيقتها عن رأي الأكثرية، بل تسلحت بالإرهاب لإسكات جبهة الحق والأكثرية. 5ـ أنهم مجموعة ساقطة لا مستوى لها. 6ـ أنها برزت وظهرت عند منعطف استراتيجي، وهو وفاة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله)، وذلك لسرقة الثورة والنهضة والدولة والقوة، والحكومة التي أرسى دعائمها الرسول (صلى الله عليه وآله). 7ـ انها تستخدم أسلوب (غسيل الدماغ): (هدر) ـ كما سبق ـ. 8ـ أن ظاهرها أنيق مكرم (فنيق) رغم أن الواقع تعيس مهشم. 9ـ انها قطعة من الباطل والضلالة. 10ـ انها تتبع الخطة بالخطة (هدر.. فخطر). 11ـ انها تتخذ قواعد المؤمنين مسرحا لمخططاتها ومؤامراتها. 12ـ انها في سبيل الشيطان وتابعة له.
وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفاً بكم فسح المجال لقوى الشر مسألة: يحرم تهيئة الأرضية وفسح المجال لقوى الشر والشياطين، لكي تنطلق من مكامنها وتخرج رؤوسها من مغرزها، هاتفة بالبشرية، مستدرجة للجماهير، مضللة لها. قال تعالى: (ولا تعاونوا على الاثم والعدوان)(87). ومن المعلوم أن للحرمة في هذا الباب درجات مختلفة، وما حدث بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) كان من أشد المحرمات، لأنه غيّر مجرى التاريخ وحرّف مسيرة الأمة، وقد ورد أن: (من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجره شيء، ومن سنّ سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من وزره شيء)(88). وذلك لأن (الدال على الخير كفاعله)(89) والدال على الشر كذلك، فإنه السبب وهو (سعيه). فلا يقال: إن هذا ينافي قوله سبحانه: (وإن ليس للإنسان إلا ما سعى)(90) حيث أن سعيه خاص بعمله هو، وبسعيه المباشر، ولا يشمل عمل الآخرين الذين يقتدون به، وأيضاً: ينافي قوله تعالى: (كل امرئ بما كسب رهين)(91) وما أشبه كقوله سبحانه: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)(92). لأنه يقال: إن سن السنة السيئة فعله هو ووزر نفسه، ففعله هو الذي سبب وزر الآخرين، فهو وزرهم وفي نفس الوقت وزره أيضاً. و(السعي) و(الكسب) أعم من (السعي) و(الكسب) المباشر، إذ يصح الإسناد إليهما(93) وهو كذلك عقلا ولبّا وكتابا وسُنة(94)، كما في (وما رميت إذ رميت )(95). ثم (التسبب) من مصاديق السعي والكسب(96) وقد تطرقنا إلى ذلك في (الفقه: الاقتصاد)(97) وغيره. مكامن الشيطان مسألة: يجب التعرف على مكامن الشياطين، وقواعد رؤوس الضلالة، ومغاور الفتن، ومن ثم إقامة السدود والحواجز دونهم، بل السعي لاستئصال شأفتهم فإن (العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس)(98). ومن مصاديق ذلك ما طلبوه من ذي القرنين حيث ( قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سداً )(99). ولا يخفى عظيم هذه المسؤولية في زمن الغيبة الكبرى على العلماء، فعن الإمام الكاظم (عليه السلام) قال: «فقيه واحد، ينقذ يتيماً من ايتامنا، المنقطعين عن مشاهدتنا بتعليم ما هو محتاج إليه، أشد على إبليس من ألف ألف عابد وألف ألف عابد، لأن العابد همه ذات نفسه فقط، وهذا همه نفسه وذات عباد الله وامائه ينقذهم من إبليس ومردته»(100). وعن الإمام الحسن (عليه السلام): «فضل كافل يتيم آل محمد المنقطع عن مواليه الناشب في تيه الجهل يخرجه من جهل ويوضح له ما اشتبه عليه، على فضل كافل يتيم يطعمه ويسقيه كفضل الشمس إلى السها»(101). وقال الإمام الحسين (عليه السلام): «من كفل لنا يتيماً قطعته عنا محنتنا باستتارنا فواساه من علومنا التي سقطت إليه حتى أرشده بهداه وهداه قال له الله عزوجل: يا أيها العبد الكريم المواسي اني أولى بهذا الكرم، اجعلوا له يا ملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر، وضموا إليها ما يليق بها من سائر النعم»(102). وقال الإمام الصادق (عليه السلام): «علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي إبليس وشيعته النواصب، ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان افضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة، لأنه يدفع عن أديان محبينا وذلك يدفع عن أبدانهم»(103). وقال الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام): «إن من تكفل بأيتام آل محمد المنقطعين عن إمامهم، المتحيرين في جهلهم، الإسراء في أيادي شياطينهم وفي أيدي النواصب من أعدائنا، فاستنقذهم منهم وأخرجهم من حيرتهم وقهر الشياطين برد وساوسهم وقهر الناصبين بحجج ربهم ودليل أئمتهم، ليفضلوا عند الله على العابد بأفضل المواقع بأكثر من فضل السماء على الأرض، والعرش على الكرسي، والحجب على السماء، وفضلهم على هذا العابد كفضل القمر ليلة البدر على أخفى كوكب في السماء»(104). والمراد بالشيطان في قولها (صلوات الله عليها) إما المعنى الحقيقي، كما هو الظاهر. أو المعنى المجازي، أي: أخرج زعماء الشرك والنفاق رؤوسهم من مغارزها، كما في قوله تعالى: (واذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون)(105). ويمكن إرادة كلا المعنيــين، بنــاء عـــلى إمـــكان ذلك عـــبر (الجامع) أو (في المجموع) أو (على سبيل القول) والتفصيل في الأصول(106). ثم هل للشيطان (مغرز) حقيقي، أم ان التعبير كناية عن الظهور بعد الخمول؟ لا يبعد الأول، وربما يدل عليه بعض الروايات. هذا ولا فرق ـ من حيث الحرمة والأثر الوضعي ـ بين أن يقصد من (سنّ سنة حسنة) أو من (سن سنة سيئة) أن يعمل بالسنة غيره أم لا، إذ هو (السبب) على كلا التقديرين، وإن كان ربما يقال بالدرجات والمراتب، وهل هناك فرق بين أن يعلم أو لا يعلم، أو الجاهل القاصر والمقصر ذكرناه في محله في باب التجري وما أشبه(107). قولها (عليها السلام): (مغرزه) المراد بالمغرز: محل اختفاء الرأس، ولعله تشبيه بالقنفذ وما أشبه حيث يخفي رأسه عند الخوف ويخرج رأسه عند زوال الخوف، وإن المنافقين ومن إليهم كانوا في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يختفون ويتسللون لواذاً، فلما توفي (صلى الله عليه وآله) أظهروا أمرهم، وهذا كناية عن تلك الحالة على ذلك الاحتمال. وقد قال عبد الله بن الزبير، لما قيل له: لماذا لم تذكر اسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) في خطبة الجمعة؟: إن له أهيل سوء إذا ذكر اسمه إشرأبتّ أعناقهم(108). أقول: لكن أهل البيت (عليهم السلام) كانوا يشرأبّون للحق، وهؤلاء المنافقون كانوا يشرأبّون لإظهار الباطل بعد اختفاء الحق بموت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
فألفاكم لدعوته مستجيبين الاستجابة للشيطان مسألة: إجابة الشيطان ـ بما هي هي ـ محرمة في المحرمات ومكروهة في المكروهات، وربما يقال بلحاظ كونها استجابة له ـ بما هي استجابة ـ محرمة في الجملة حتى في غير المحرمات فتأمل، فلو تَعنْون المكروه ـ عرفاً ـ بكونه استجابة لدعوة الشيطان كان من هذا الباب، وكذلك المباح في الجملة، ولو قام به مسندا ذلك إليها ففيه الإشكال،وربما استلزم ما يخرج به عن الإيمان. وقد يكون نظير ذلك التشبه بالكفار، والتفصيل في (الفقه). وعلى هذا فإن قولهــا (عليها السلام): (فألفاكم لدعوته مستجيبين) يستفاد منـه الإشارة إلى محرمين: المدعو إليه، والاستجابة معنونة بذلك(109)، أو مسندة إليها(110)، ولا بذلك: محرمة طريقيا، أو مكروهة كذلك(111). وفي القرآن الكريم: (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب اليم)(112). وقال تعالى: (ولا تتبعوا خطوات الشيطان)(113). هذا وقد بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان مخالفة علي أمير المؤمنين (عليه السلام) استجابة للشيطان واتباع لخطواته والدخول في حزبه، حيث قال (صلى الله عليه وآله): «يا علي أنت حجة الله وأنت باب الله وأنت الطريق إلى الله وأنت النبأ العظيم وأنت الصراط المستقيم وأنت المثل الأعلى، يا علي أنت إمام المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين وسيد الصديقين، يا علي أنت الفاروق الأعظـم وأنــت الصديــق الأكبــر، يا علي أنــت خليفتي على أمتي وأنت قاضي ديني وأنت منجز عداتي، يا علي أنت المظلوم بعدي يا علي، أنت المفارق بعدي، يا علي أنت المحجور بعدي، أشهد الله تعالى ومن حضر من أمتي حزبك حزبي وحزبي حزب الله، وان حزب أعدائك حزب الشيطان»(114). الثبات على العقيدة مسألة: يجب الثبات على العقيدة الصحيحة والعمل الصالح، وعدم التهاون في ذلك. وقد قال سبحانه بالنسبة إلى فرعون: ( فاستخف قومه فأطاعوه )(115) وبالنتيجة أدخلهم النار في الآخرة كما أغرقهم في الدنيا، وصار مثلا للطغاة الذين خسروا أنفسهم وأهليهم وشعوبهم أيضاً. ولقد كان هؤلاء المنافقون في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله) كما كان قوم فرعون في زمنه، وكان شيطانهم كفرعون أولئك، فكما (استخف قومه فأطاعوه) كذلك (ألفاكم لدعوته مستجيبين) أي: وجدكم الشيطان لدعوته للباطل مستجيبين. أرضية الاستجابة مسألة(116): لعل الإتيان بباب الاستفعال من قبيل قوله سبحانه (استجيبوا لله وللرسول )(117)، وقوله تعالى: (استجيبوا لربكم)(118)، فإن الإنسان الذي يجيب يتطلب الإجابة أولاً نفسيا أو ما أشبه ثم يظهره عمليا. وهذه (الأرضية النفسية للاستجابة إلى الشيطان) في جانبها الاختياري، تعد من رذائل الاخلاق، وقد تكون محرمة. فالمفروض أن يجاهد الإنسان نفسه كي (تكره) أية تلبية لنداء الشهوات والشياطين، وأية (رغبة) في ما تدعو إليه الأبالسة، وكما يكره الإنسان بطبعه أكل القاذورات يمكن له بالمجاهدة والرياضة أن (يكره) ارتكاب المحرمات. وقد كتب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى معاوية: «ولا تمكن الشيطان من بغيته فيك»(119). وقال الإمام الصادق (عليه السلام): «لا يتمكن الشيطان الوسوسة من العبد إلا وقد أعرض عن ذكر الله واستهان وسكن إلى نهيه ونسي إطلاعه على سره»(120). وقال رجل للإمام الرضا (عليه السلام): «أوصني، قال: احفظ لسانك تعز، ولا تمكن الشيطان من قيادك فتذل»(121).
وللغرة فيه ملاحظين(122) الاغترار الفكري والعاطفي مسألة: الاغترار بالشيطان قد يكون فكرياً أو عاطفياً أو عملياً، والأقسام الثلاثة تتراوح بين الحرمة والكراهة. والظاهر من إطلاق(123) كلامها (صلوات الله عليها) ان القوم كانوا للاغترار بالشيطان في كل الأقسام الثلاثة ملاحظين، كما ان التاريخ يشهد بذلك أيضاً. والاغترار الفكري من مصاديقه: تبرير الانحراف والتمسك بالتشكيك حجة على عدم الدفاع عن الحق وعلى التعاون مع أئمة الكفر ودعاة الضلال وحكام الجور. والاغترار العاطفي من مصاديقه: الميل والركون إلى الأعداء، وقد قال تعالى: ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين)(124). وقال عز وجل: (الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعاً)(125). وقال سبحانه: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله أولياء ثم لا تنصرون)(126). أما الاغترار العملي: فواضح. ومن البين أن ذلك يسبقه عادة النوعان الآخران، وذلك مما قد يتجه الإنسان نحوه للتخلص من عذاب الوجدان، ووخز الضمير، وللحفاظ على ماء وجهه وكرامته أمام الآخرين، ولكن مع كل ذلك (بل الإنسان على نفسه بصيرة * ولو ألقى معاذيره)(127). وقد قال سبحانه: (إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولايغرنكم بالله الغرور)(128)، والمراد بالغرور الشيطان، إذ يكثر منه غر الإنسان وغشه وخداعه. وقد خطب الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء حينما رأى صفوف الأعداء كالسيل فقال: «الحمد لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال، متصرفة بأهلها حالاً بعد حال، فالمغرور من غرته، والشقي من فتنته، فلا تغرنكم الحياة الدنيــا ولا يغرنـكم بالله الغرور… فنعم الرب ربنا وبئس العباد أنتم، أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمد (صلى الله عليه وآله) ثم أنتم رجعتم إلى ذريته وعترته تريدون قتلهم ولقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم فتباً لكم ولما تريدون، انا لله وإنا إليه راجعون، هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبعداً للقوم الظالمين»(129).وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «أيها الناس أحذركم الدنيا والاغترار بها»(130). وقال (عليه السلام): «أكبر الحمق الاغترار»(131). وقال (عليه السلام): «الدنيا حلم والاغترار بها ندم»(132). وقال (عليه السلام): «الغفلة تكسب الاغترار وتدني من البوار»(133). وقال (عليه السلام): «خذ بالثقة في العمل وإياك والاغترار بالأمل»(134). التراجع عن الدين مسألة: يحرم التراجع عن الدين وأن ينقلب المسلمون على أعقابهم. فإنه اشد حرمة من عدم الدخول في الدين، لأنه ارتداد، والارتداد أشدّ من الكفــر في بعــض الأحــكام، كمــا ذكـر في موضعه، ولما فيه من إضعاف جبهة المؤمنين، وإيجاد التشكيك في صفوفهم، والبلبلة في أوساطهم، وذلك كان من مخططات المشركين المنافقين زمن الرسول (صلى الله عليه وآله) في المعارك وغيرها. قال سبحانه: (وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون)(135). وقال تعالى: (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)(136). وهذا إخبار من الله عزوجل عن ردتهم بعد نبيه (صلى الله عليه وآله). وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في خطبته يوم الغدير بعد ما قرأ هذه الآية المباركة(137): «معاشر الناس انه سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون، معاشر الناس إن الله وأنا بريئان منهم، معاشر الناس انهم وأنصارهم وأتباعهم وأشياعهم في الدرك الأسفل من النار ولبئس مثوى المتكبرين…»(138). وعن أبي عبد الله (عليه السلام): «إن النبي لما قبض ارتد الناس على أعقابهم كفاراً إلا ثلاثاً سلمان والمقداد وأبو ذر الغفاري»(139). وعنه (عليه السلام): «إن الذين ارتدوا على أدبارهم عن الإيمان بتركهم ولاية علي أمير المؤمنين»(140). وقد ورد في أخبار غيبة الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) أن «له غيبة يرتد فيها أقوام»(141). وفي الدعاء: «اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد»(142). قولها (عليها السلام): (وللغرة فيه ملاحظين) المراد بالغرة: الاغترار والانخداع، يعني: انهم اغتروا بالشيطان، ولاحظوا أمره واستمعوا إلى صوته وهتافه، ولهذا رجعوا على أدبارهم القهقرى. ولا يخفى اللطف في تعبيرها (عليها السلام) بـ (في) بدل (الباء)(143) نظرا لأفادتها الظرفية، وهو أوقع من باء السببية في المقام، إذ يتضمن معنى تصويريا يكون المظروف فيه (الغرة) والظرف (دائرة الشيطان). هل الأصحاب كالنجوم؟ مسألة: هذه الفقرات من كلماتها (عليها السلام) وما سبقها وسيلحقها تكشف النقاب عن عدم صحة التمسك بعموم ما ذكر في كتب العامة من أمثال: (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم). فإذا كان أصحابه (صلى الله عليه وآله) كما ذكرت (عليها السلام): (فألفاكم لدعوته مستجيبين، وللغرة فيه ملاحظين، ثم استنهضكم فوجدكم خفافا.. فوسمتم غير إبلكم.. ألا في الفتنة سقطوا.. وكتاب الله بين أظهركم.. وقد خلفتموه وراء ظهوركم.. وتستجيبون لهتاف الشيطـان الغـــوي.. والموعد القيامـــة وعند الساعة يخسر المبطلون... وسرعان ما أحدثتم.. حتى إذا دارت بنا رحى الإسلام.. فأنى حزتم بعد البيان.. وأشركتم بعد الإيمان.. الخ). فكيف يمكن أن يكونوا كالنجوم وكيف يجوز أن يقال: (بأيهم اقتديتم اهتديتم)؟ وكيف يكون هنالك (عشرة مبشرة بالجنة)؟ وما كلامها (عليها السلام) إلا إيضاح وتفصيل، لقوله تعالى: (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)(144). بل إن كلماتها (عليها السلام) هاهنا تكشف عن أن كثيراً من المهاجرين والأنصار في المدينة انحرفوا عن جادة الصواب ولذا كان خطابها وعتابها شاملا للكثير من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله). هذا وفي الروايات الصحيحة: (أهل بيتي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهديتم)(145). وفي تفسير العياشي عن الحسين بن المنذر قال: «سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله: (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) القتل أم الموت، قال: يعني أصحابه فعلوا ما فعلوا»(146). وفي تأويل الآيات عن علي بن إبراهيم قال: «إن المخاطبة لقوله عز وجل (من يرتد منكم عن دينه)(147) لأصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) الذين ارتدوا بعد وفاته وغصبوا آل محمد حقوقهم»(148).
|
2 - لهذا المبحث ذيل عريض في المباحث الفلسفية وشبهها في (قوس الصعود و النزول) وكيف تكون التكاملية التكوينية حتى بالنسبة لغير المؤمن، وقد تطرق الإمام المؤلف إلى جوانب من هذا المبحث في كتابه (العقائد) و(شرح منظومة السبزواري) وفي الفقه بالمناسبة. 3 - سورة العنكبوت: 64. 4 - اختار إما بمعنى خار (افتعل بمعنى فعل) وعلى هذا فـ: خار الله له في الأمر: جعل له فيه الخير، وأما بمعنى الطلب: فاختار له كذا أي طلب له الخير في كذا. ويأتي بمعنى الانتقاء والاصطفاء والذخر أيضاً. 5 - انظر ما سبق من خطبتها (عليها السلام). 6 - سورة التوبة: 48. 7 - سورة التوبة: 58. 8 - سورة التوبة: 61. 9 - سورة التوبة: 63. 10 - سورة التوبة: 107. 11 - سورة الأحزاب: 57. 12 - سورة آل عمران: 156. 13 - سورة المؤمنون: 80. 14 - سورة الروم: 19. 15 - سورة الدخان: 8. 16 - وفي بعض النسخ: (حسكة النفاق). 17 - كالنفاق في الاعتقاد بالصلاة، بأن يظهر الاعتقاد بوجوبها ويبطن الإنكار. 18 - بأن يصلي متى كان بمرأى من الناس ومسمع دون إنكار لوجوبها، وهو المعبر عنه بالرياء. 19 - كما لو أنكر الاعتقاد بوجوب الصلاة وكان ذلك مستلزماً لإنكار أصل الرسالة. 20 - بأن يظهر لك المحبة ويسر البغض ويظهر الصداقة ويضمر العداوة، إما لجهة شخصية كحسد أو بغض، أو لجهة نوعية، أو لجهة عقائدية وقد كان بعض أعداء الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) من مصاديق (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله). سورة النساء: 54. 21 - سورة المنافقون:1. 22 - راجع الإرشاد: ج1 ص177، والأمالي للشيخ الصدوق: ص2 المجلس 1 ح2، وكشف الغمة: ج1 ص237 والعمدة: ص106. 23 - سورة النساء: 142. 24 - سورة التوبة: 54. 25 - راجع كتاب (الغدير) للعلامة الأميني (رضي الله عنه). 26 - الامالي للشيخ الصدوق: ص284 ـ 285 المجلس 47 ح19. 27 - كما في (وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنمّا نحن مستهزئون) سورة البقرة: 14. 28 - الاقبال: ص589 فصل في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) يوم العشرين من صفر. 29 - غرر الحكم: ص331 ح7633 وص433 ح9885، وخصائص الأئمة: ص107. 30 - أي على حرمة الرضا بسوء فعل قوم، أو بما يحل بأنبياء الله وأوليائه من المحن، ويحتمل إرادة: حرمة إظهار النفاق. 31 - وجهه ما سيأتي منه (دام ظله) في (سمل جلباب الدين)، إضافة إلى ما سبق منه من كونه إخبارا يتضمن إنشاء لكونها (عليها السلام) في مقام التوبيخ والردع والزجر، أو بطنه الإنشاء، أو لدلالة الاقتضاء. 32 - سورة البقرة: 14. 33 - أي أن واقع النفاق قد يتسرب ويظهر عبر بعض (النوافذ) و(المظاهر). 34 - أي إن ظهر فيكم حسيكة النفاق فعلى الإضافة البيانية يكون المعنى: (حسيكة هي النفاق) وقد ظهر هذا النفاق بعد أن كان خفياً فلا تناقض إذ كان نفاقاً والآن ظهر فأصبح ظاهره مطابقا لباطنه. 35 - الخصال: ص227 ح63. 36 - مصباح الكفعمي: ص96 الفصل 17. 37 - تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج1 ص94. 38 - تنبيه الخواطر: ج1 ص113 باب الكذب. 39 - تحف العقول: ص60. 40 - غرر الحكم: ص219 ح4371. 41 - غرر الحكم: ص219 ح4373. 42 - غرر الحكم: ص220 ح4408. 43 - غرر الحكم: ص458 ح10475. 44 - غرر الحكم: ص458 ح10480. 45 - غرر الحكم: ص458 ح10483. 46 - غرر الحكم: ص458 ح10484. 47 - غرر الحكم: ص460 ح10519. 48 - شرح النهج: ج18 ص137. 49 - ارشاد القلوب: ص84. 50 - وفي بعض النسخ: (وسمل جلباب الإسلام) راجع كشف الغمة: ج1 ص487. 51 - فعدم ممارسة عملية الاجتهاد والاستنباط في المسائل المستحدثة التي ابتلي بها عالم اليوم كمسائل التأمين والتأميم و البنوك والقوة الشرائية وحجم النقد، وكذلك عدم استخراج الحكم الإسلامي في أبواب: الحقوق، القانون، الأحزاب، السياسة، الاقتصاد، علم النفس والاجتماع و..، يؤدي الى فقدان الدين نضارته وطراوته. 52 - فعدم استخدام الوسائل الحديثة في التبليغ: كالأدب الحديث، والكمبيوتر والانترنيت والأقمار الصناعية، والاقتصار على أسلوب القدماء في التعبير والاستدلال والوسائل، يؤدي الى أن يظهر الدين بمظهر الخلق البالي فتفرّ منه جموع الشباب لتقع في فخ الأحزاب الشرقية و الغربية. 53 - كاتهامه بأنه دين السيف بسبب بعض الفتوحات غير المدروسة، واتهامه بالاستبداد والاثرة والظلم بسبب تصرفات الأمويين والعباسيين والعثمانيين ومن شاكلهم. 54 - سورة البقرة: 286. 55 - أي (ظهر فيكم حسكة النفاق) و(نطق كاظم الغاوين..). 56 - والمعنى الآخر: هو ما بني عليه المبحث السابق. فليدقق. 57 - وفي بعض النسخ: (فنطق). 58 - من باب المقدمية، ولانه لفاعل مكر، وقد قال تعالى: (ومكروا ومكر الله) سورة آل عمران: 54، أو ما أشبه. 59 - الغاوي: الضال، والكاظم: الساكت، وكظمه: حبسه وأمسك على ما في نفسه منه. 60 - أي بقصد أن يعالج نفسه كي يطهر من ذلك. 61 - سورة الأعراف: 175. 62 - سورة الحجر: 42. 63 - تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج2 ص297. 64 - تحف العقول: 367. 65 - غرر الحكم: ص90 ح1540. 66 - غرر الحكم: ص472 ح10792. 67 - راجع المناقب: ج4 ص59 فصل في آياته بعد وفاته (عليه السلام)، ومثير الأحزان: ص80، واللهوف: ص136-137، واللفظ للهوف: «وروى ابن رياح قال: رأيت رجلاً مكفوفاً قد شهد قتل الحسين (عليه السلام) فسئل عن ذهاب بصره، فقال: كنت شهدت قتله عاشر عشرة غير أني لم أضرب ولم أرم، فلما قتل (عليه السلام) رجعت إلى منزلي وصليت العشاء الأخيرة ونمت، فأتاني آت في منامي فقال أجب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فانه يدعوك، فقلت: ما لي وله، فأخذ بتلبيبي وجرني إليه، فإذا النبي(صلى الله عليه وآله) جالس في صحراء، حاسر عن ذراعيه، آخذ بحربة، وملك قائم بين يديه وفي يده سيف من نار، فقتل أصحابي التسعة، فكلما ضرب ضربة التهبت أنفسهم ناراً، فدنوت منه وجثوت بين يديه وقلت: السلام عليك يا رسول الله، فلم يرد علي، ومكث طويلاً، ثم رفع رأسه فقال: يا عدو الله، انتهكت حرمتي وقتلت عترتي ولم ترع حقي وفعلت ما فعلت، فقلت: والله يا رسول الله، ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم، قال: صدقت ولكنك كثرت السواد، ادن مني، فدنوت منه فإذا طست مملوء دماً، فقال لي هذا دم ولدي الحسين (عليه السلام) فكحلني من ذلك الدم، فانتبهت حتى الساعة لا أبصر شيئاً». 68 - راجع موسوعة الفقه: ج48 كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 69 - غرر الحكم ودرر الكلم: ص331 ح7633، وفي نهج البلاغة أيضاً، الكلمات القصار. 70 - سورة النساء: 150. 71 - في قولـه (بزعمهم) إشارة دقيقة إلى أن الراحة في الحقيقة هي في اتباع الرسول (صلى الله عليه وآله) دنيا وآخرة، وإن بدى لمن يجهل كل الأبعاد والغايات إن في اتباعه ضدها. 72 - الخامل: الساقط الذي لا نباهة له. 73 - وفي بعض النسخ: (الأولين). 74 - إذ هدر البعير: ردد صوته في حنجرته. 75 - عبر الإمام المؤلف بـ (زعماء المبطلين) نظرا لأن (الفنيق) من الإبل هو: الفحل المكرم الذي لايؤذى ولا يركب لكرامته، فاستعارت (عليه السلام) الفنيق لهم كناية عن كبارهم وزعمائهم. 76 - فلاديمير لينين (1870-1924) زعيم الثورة الالحادية في روسيا ومؤسس الحزب الشيوعي، من كبار منظري الماركسية. 77 - سورة الذاريات: 55. 78 - سورة الأعلى: 9. 79 - سورة الغاشية: 21. 80 - سورة يوسف: 111. 81 - الحجاج بن يوسف الثقفي (95هـ) ولد في الطائف، ولاه عبد الملك بن مروان ثم تولى مكة والمدينة والطائف والعراق، كان سفاكاً وسفاحاً وقمة في الاستبداد والطغيان. 82 - راجع علل الشرائع: ص89، والخرائج والجرائح: ص268، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج6 ص108 وج15ص242 وج16 ص126، وبلاغات النساء: ص173. 83 - عوالم العلوم، مجلد فاطمة الزهراء (عليها السلام) خطبتها في المسجد (الحاشية) طبع وتحقيق مدرسة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) قم المقدسة. 84 - سورة الزخرف: 54. 85 - سورة النحل: 99 ـ 100. 86 - راجع موسوعة الفقه (المدخل): كتاب العقائد. 87 - سورة المائدة: 2. 88 - راجع ثواب الأعمال: ص132 باب ثواب من سن سنة هدى، والصراط المستقيم: ج3 ص80، ومكارم الأخلاق: ص454. 89 - الخصال: ص134، والاختصاص: ص240، وثواب الأعمال: ص1. 90 - سورة النجم: 39. 91 - سورة الطور: 21. 92 - سورة الأنعام: 164. 93 - أي يصح إسناد الفعل للفاعل المباشر وللسبب المرشد والمحرض، كما تقول: يزيد قاتل الامام الحسين (عليه السلام)، وعمر بن سعد قاتله، وشمر كذلك. 94 - إذ من الواضح أن (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها أسمه وسعى في خرابها) [ سورة البقرة: 114] يشمل قرار الحكومة بالمنع، وعمل الشرطة المباشر للمنع، و(سعى في خرابها) يشمل المخططين لخرابها والمحرضين والمنفذين. 95 - سورة الأنفال:17. 96 - فيستحق العقوبة عليه، من باب المقدمية. 97 - موسوعة الفقه: ج107-108 كتاب الاقتصاد. 98 - تحف العقول: ص356. 99 - سورة الكهف: 94. 100 - الصراط المستقيم: ج3 ص56. 101 - منية المريد: ص116. 102 - منية المريد: ص116. 103 - منية المريد: ص117. 104 - منية المريد: ص118. 105 - سورة البقرة: 14. 106 - راجع (الأصول) للإمام المؤلف ج1 ص112 مبحث (استعمال اللفظ في اكثر من معنى). 107 - راجع (الفقه: المرور) للإمام المؤلف. 108 - راجع الصوارم المهرقة: ص97 وفيه: «إذا ذكرته اشروا وشمخوا بأنوفهم». وفي شرح النهج ج2 ص127: «إذا ذكرته اتلعوا أعناقهم». 109 - أي معنونة بكونها استجابة. 110 - أي مسندة إلى دعوة الشيطان. 111 - والفرق بينهما: أن الثاني قصدي، دون الأول، فتارة يقوم بالعمل لانه قد دعاه إليه الشيطان أو من يجب، وتارة يقوم بالعمل لا لذلك بل لرغبة فيه لكنه عرفا يتأطر بإطار الاستجابة وينطبق عليه عنونها (كما أن التشبه بالكفار أيضاً كذلك فتارة يلبس ملابسهم لأنهم كذلك يلبسونها وتارة لا يقصد ذلك بل لأجل التوقي من البرد مثلا بهذا المصداق من الملابس مكنه عندما يراه الناس يصدق عليه عندهم عرفا أنه تشبه بالكفار). فيشمله الحرمة أو الكراهة حسب ما هو المذكور في الفقه. 112 - سورة إبراهيم: 22. 113 - سورة البقرة: 208. 114 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج2 ص6. 115 - سورة الزخرف: 54. 116 - قوله دام ظله (مسألة) بلحاظ الحكم الشرعي الذي سيذكره بعد اسطر. 117 - سورة الأنفال: 24. 118 - سورة الشورى: 47. 119 - وقعة صفين: ص109. 120 - مصباح الشريعة: ص79. 121 - إرشاد القلوب:ص 103. 122 - وفي بعض النسخ: (وللعزة ملاحظين). 123 - حيث إن المفرد المحلى بأن يفيد الشمول، كما في قولـه تعالى: (وأحل الله البيع) [ سورة البقرة: 275] و(الغرة) كذلك. 124 - سورة آل عمران: 28. 125 - سورة النساء: 139. 126 - سورة هود: 113. 127 - سورة القيامة: 14 ـ 15. 128 - سورة لقمان:33، فاطر: 5. 129 - المناقب: ج4 ص100 فصل في مقتله (عليه السلام). 130 - تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج1 ص150. 131 - غرر الحكم: ص52 ح374. 132 - غرر الحكم: ص135 ح2348. 133 - غرر الحكم: ص266 ح5759. 134 - التحصين لابن فهد: ص16. 135 - سورة آل عمران:72. 136 - سورة آل عمران: 144. 137 - سورة آل عمران: 144. 138 - الاحتجاج: ص62 احتجاج النبي (صلى الله عليه وآله) يوم الغدير على الخلق كلهم. 139 - الاختصاص: ص6. 140 - تفسير القمي: ج2 ص308 سورة محمد. 141 - كمال الدين: ص317. 142 - البلد الأمين: ص109 من أدعية الإمام الكاظم (عليه السلام). 143 - أي قولها (عليها السلام): (وللغرة فيه) ولم تقل (وللغرة به). 144 - سورة آل عمران: 144. 145 - غوالي اللئالي:ج4 ص86 ح100. 146 - تفسير العياشي: ج1 ص200 سورة آل عمران. 147 - سورة المائدة: 54. 148 - تأويل الآيات: ص155 سورة المائدة:54. |