القسم الثامن

ثم استنهضكم فوجدكم خفافا

وقور عند الهزاهز

مسألة: يحرم على الإنسان أن يكون (ألعوبة) بيد الشيطان و(أداة طيّعة) بيده، أو بيد سائر قوى الشر والضلال، بحيث يجده (خفيفا) عند الاستثارة (غضوبا) عند التهيج. بل على الإنسان أن يكون وقوراً عند الهزاهز، ملازماً للحق، بحيث لايميل إلى هذا الجانب وذاك، فان البعض (تستفزه) الأحداث فينفجر ضد الحق أو يتخذ قرارات مرتجلة.

وعلى الإنسان أيضاً أن لا يكون مستسلما للعواطف السيئة أو مهبا لها، كالغضب والشهوة والجبن والخوف والشرر وما أشبه ذلك، بل يجب عــليه أن يكون ثــقيلاً في الحــق، كـــما قال أميـــر المؤمنين علي (عليه الصلاة والسلام) لولده: «تزول الجبال ولا تزل»(1).

وقال (عليه السلام): «كن في الشدائد صبوراً وفي الزلازل وقوراً»(2).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال: وقور عند الهزاهز، صبور عند البلاء، شكور عند الرخاء، قانع بما رزقه الله، لايظلم الأعداء، ولا يتحامل للأصدقاء، بدنه منه في تعب، والناس منه في راحة»(3).

وعنه (عليه السلام) قال: «صفة المؤمن: قوة في دين، وحزم في لين، وإيمان في يقين، وحرص في فقه، ونشاط في هدى، وبر في استقامة، واغماض عند شهوة، وعلم في حلم، وشكر في رفق، وسخاء في حق، وقصد في غنى، وتجمل في فاقة، وعفو في قدرة، وطاعة في نصيحة، وورع في رغبة، وحرص في جهاد، وصلاة في شغل، وصبر في شدة، وفي الهزاهز وقور، وفي المكاره صبور، وفي الرخاء شكور..» الحديث(4).

ولا يكون كما قال الشاعر:

كريشة فـــي مــهب الريح طائشة             لا تســـتقر على حــــال مـن القلق

قولها (عليها السلام): (ثم استنهضكم) يعني: أن الشيطان أولاً هتف بكم فلما رآكم قد استجبتم له طلب نهوضكم بالأمر، فإن كلَ مبطل أو محق يدعو الناس أولاً بالقول، فإذا رأى فيهم الاستجابة النفسية وما أشبه وعلى صعيد الكلمات والشعارات أيضاً، دعاه ذلك إلى دعوتهم للعمل ووضع المخطط العملي لهم.

(فوجدكم خفافا) أي في الحركة، سراعا فيها، مبادرين إلى ما دعاكم إليه ولستم بثقالٍ تلزمون الحق، كما قال سبحانه وتعالى بالنسبة إلى فرعون (فاستخف قومه فأطاعوه)(5).

 

الأصل: النهضة أم التحفظ؟

مسألة: هل الأصل (النهضة) و(التحرك)؟

أم الأصل (الاحتياط) و(التحفظ)؟

أم الأصل (إحقاق الحق)؟

الظاهر انه ليست النهضة أصلاً ولا الثورة ولا الحركة، إذ قد يستنهض الشيطان الناس للثورة على وضع قائم، كما قالت (صلوات الله عليها): (ثم استنهضكم فوجدكم خفافا) وكما في الثورات الشيوعية والانقلابات العسكرية، ثم انه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إن الحسن والحسين إمامان قاما وإن قعدا»(6).

وليس الأصل السكون والتحفظ أيضاً، قــال تعــالى: (يا أيها الذين آمــنوا ما لكم إذا قـــيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض)(7).

وفي الحديث: «الساكت عن الحق شيطان أخرس».

و: «أفضل الجهاد كلمة حق عند إمام ظالم»(8).

وفي بعض الأحاديث: «عند سلطان جائر»(9) و..

بل (إحقاق الحق) هو الأصل، فقد تكون النهضة والثورة طريقا اليه، وقد يكون السكون والتحفظ كذلك، قال (عليه السلام): «كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب»(10).

وقد يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبر أسلوب المقاومة السلبية: من عدم التدريس، الجلوس في الدار، وعدم الذهاب للعمل، وسائر ما يسمى اليوم بالعصيان المدني.

وكان أمير المؤمنين (عليه صلوات الله وسلامه) هو أول من استخدم أسلوب المقاومة السلبية ضد الحكومة الجائرة، وكانت السيدة الزهراء (عليها السلام) هي أول من استخدمت ذلك الأسلوب كذلك. ومن هذا الباب نرى أن الإمام الحسن (عليه السلام) صالح معاوية والإمام الحسين (عليه السلام) حارب يزيد والتفصيل في محله.

ومثل ما ذكرناه ما جاء في السكوت وما أشبه، فقد سئل (عليه السلام) عن الكلام والسكوت أيهما أفضل؟ فقال (عليه السلام): «لكل واحد منها آفات، فإذا سلما من الآفات فالكلام أفضل من السكوت، قيل وكيف ذاك يابن رسول الله، قال لأن الله عزوجل ما بعث الأنبياء والأوصياء بالسكوت، إنما يبعثهم بالكلام، ولااستحقت الجنة بالسكوت، ولا استوجب ولاية الله بالسكوت، ولا توقيت النار بالسكوت، ولا تجنب سخط الله بالسكوت، إنما ذلك كله بالكلام، وما كنت لأعدل القمر بالشمس، انك تصف فضل السكوت بالكلام ولست تصف فضل الكلام بالسكوت»(11).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «السكوت عند الضرورة بدعة»(12).

وقال (عليه السلام): «لا خير في السكوت عن الحق كما انه لا خير في القول بالجهل»(13).

وقال (عليه السلام): «رأس الحكمة لزوم الحق وطاعة المحق»(14).

وقال (عليه السلام): «خير الأمور ما أسفر عن الحق»(15).

وقال (عليه السلام): «الحق أحق أن يتبع»(16).

وقال (عليه السلام): «الزموا الحق تلزمكم النجاة»(17).

وقال (عليه السلام): «من نصر الحق أفلح» وفي رواية (غنم)(18).

وقال (عليه السلام): «قولوا الحق تغنموا، واسكتوا عن الباطل تسلموا»(19).

 

واحمشكم(20) فألفاكم غضابا(21)

من أسلحة الشيطان

مسألة: يلزم التعرف على (أسلحة الشيطان)، فإن التعرف على أسلحة العدو من أهم عوامل المقدرة على التصدي لها ومواجهتها، ومن أهمها القوة الغضبية والعصبية الجاهلية والقومية والعائلية وغيرها.

كما قالت (صلوات الله عليها): (وأحمشكم) فقد أثار فيهم الشيطان العصبية والحسد ضد وصي الرسول الإمام علي (عليه السلام) فقد كان قتل منهم بأمر من الله ورسوله ـ كثيراً وذلك إبان مواجهتم للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) في المعارك والغزوات؟

فقالوا: كيف تجتمع النبوة والخلافة في بيت واحد؟

وكيف يتأمر عليهم من عرفوه بـ (شدة تنمره في ذات الله)، ولو حكم لحملهم على الحق مره وحلوه.

فالعصبية العائلية كانت سببا، والأضغان الشخصية كانت سببا آخر، والحسد كان عاملاً ثالثاً كما قال تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)(22).

وقـد نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين والأئمة أهل البيت (عليهم السلام) حيث حسدهـم الناس(23).

والخوف على المصالح الشخصية كان العامل الرابع.. إلى غير ذلك.

قولها (عليها السلام): (واحمشكم) أي: أغضبكم الشيطان، (فألفاكم غضابا): أي وجدكم تغضبون لغضبه.

ولا يخفى أن (حمش) و(حشم) كلاهما ورد بمعنى: أغضَبَ.

وفي بعض النسخ: (واحمشكم فألفاكم عطافا) من العطف بمعنى الميل، وهذا يصح على كل معنيي حمش(24): (أغضبكم فوجدكم مائلين إليه) أو (جمعكم فوجدكم منعطفين إلى ما جمعكم عليه).

وعلى إرادة معنى (الجمع) تكون هذه الفقرة مشيرة إلى معنى جديد زائد على (استنهضكم) كما كانت على ذلك المعنى مشيرة إلى معنى آخر.

 

الشيطان وسياسة الخطوة خطوة

مسألة: يتضمن كلامها (صلوات الله عليها) الإشارة إلى أسلوب ماكر يستخدمه إبليس وشياطينه، فان من أقوى أسلحة الشيطان الرجيم في اصطياد المؤمنين هو (التدرج) في استدراجهم، فهو يزين للإنسان النظرة، ثم الابتسامة، ثم الحديث، ثم اللقاء، ثم الزنا بالأجنبية، وهو يزين للإنسان السكوت عن الظالم، ثم فتح حوار معه، ثم زيارته، ثم الذوبان في بحر عطاءاته حتى النخاع.. وهكذا وهلم جرا.

فقد (اطلع الشيطان رأسه من مغرزه)، (هاتفا بكم)، (فألفاكم)، (ثم استنهضكم)، (واحمشكم)…

وذلك من أسرار ما ورد من قوله (عليه السلام) (اشد الذنوب ما استهان به صاحبها)(25).

وفي الحديث أن: (السيئات بعضها آخذ بعنق بعض).

وفي الآية الشريفة: (سنستدرجهم)(26).

فيجب الحذر والاحتياط عند أول خطوة، وان كانت في حد ذاتها غير محرمة، فان (لكل ملك حمى وان حمى الله محارمه، فمن رتع حول الحمى أوشك أن يقع فيه)(27) و(أخوك دينك فاحتط لدينك)(28).

وهذا الاسلوب يستخدمه الشيطان مع من له بعض القوة والحصانة، أما هشّ الإيمان فانه يستجيب له بمجرد إشارة واحدة فقط، وقد كان البعض كذلك.

ولعل كلامها (عليها السلام) منصرف إلى القسم الأول، أما القسم الثاني فكانوا على وفاق مسبق معه، وكانوا يخططون للأمر قبل وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) بل منذ إسلامهم الظاهري(29).

 

فوسمتم غير ابلكم، ووردتم(30) غير شربكم(31)

التصرف في ملك الغير

مسألة: يحرم ـ حرمة نفسية ومقدمية ـ: أن يسم الإنسان غير ابله وأن يرد غير مشربه، فان التصرف في ملك الغير أو حقه لا يجوز إلا بإذنه، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض)(32).

وقال (عليه السلام): «لئلا يتوى حق امرئ مسلم»(33).

وجهان للقضي

قولها (عليها السلام): (فوسمتم غير ابلكم) الوسم عبارة عن: الكي، ووضع علامة على الشيء يعرف بها انه ملك لهذا الشخص أو لذاك، وهذا تشبيه لاخذهم الخلافة وغصبهم فدك بمن يستولي على ابل غيره فيجعلها لنفسه غصبا ونهبا، كمن يسم ابل الناس بسمة نفسه حتى يستولي عليه ويستملكه متذرعا بالعلامة، وكمن يدخل ويرد على غير مشربه فانه غاصب للمشرب.

ولكلامها (عليها السلام): هنا (عقدان) عقد سلب وعقد إيجاب: فما ليس لهم قد وسموه، وما هو لغيرهم لم يسمحوا له بوسمه والتصرف فيه.

وبعبارة أخرى: الخلافة ليست لكم بل هي لغيركم، والتصرف فيها كان لغيركم فاتخذتموه لأنفسكم.

قولها (عليها السلام): (ووردتم غير شربكم) وفي بعض النسخ (أوردتم) وفي بعضها (وأوردتموها شربا ليس لكم) وفي بعضها (مشربكم)(34) والكل بمعنى واحد تقريباً.

(الورد)(35): عبارة عن الحضور على الماء والصيرورة إليه.

كما قال سبحانه في قصة موسى (عليه السلام): (ولما ورد ماء مدين)(36).

فانهم أوردوا آبالهم على ماء غيرهم.

و(الشرب) بالكسر عبارة عن: الحظ من الماء، لان الجماعة التي لها البئر أو النهر، يكون لكل واحد منهم حظ فيه، من ساعة أو ساعتين أو اكثر أو اقل، وهاتان الجملتان كنايتان عن اخذ القوم ما ليس لهم بحق من الخلافة والإمامة وفدك وغير ذلك كما وضحناه.

ثم إن الحرمة تترتب على كلا المعنيين: الحقيقي والمجازي الكنائي(37) كما لايخفى.

وان وسم ابل الغير محرم نفسي بما هو تصرف في ملك الغير، وطريقي باعتبار كونه مقدمة للاستيلاء والتملك وتثبيت ذلك.

وادعاء الخلافة أيضاً لغير وصيه (صلى الله عليه وآله) محرم نفسي ومقدمي، فان نفس هذا الادعاء ـ من غير أهله ـ بما هو هو محرم نفسي، وبما هو طريق إلى فعلية الغصب للخلافة محرم مقدمي.

مصادرة الحقوق

مسائل: تحرم مصادرة حقوق الآخرين، وانتهاك حرمتهم، كما يحرم (تبرير) ذلك و(التعليل) له و(تغطيته) تحت عنوان (المصلحة العامة) أو ما أشبه ذلك، فانه إغراء وتلبيس وخداع وتضليل كما هو شأن كل طاغ وجبار وجائر، ويحرم تبرير الآخرين متحلقين وغيرهم عمل الجائر أيضاً.

وقد علل القوم مصادرتهم الخلافة وغصبهم حق الإمام علي (عليه السلام) بـ (لأن فيه دعابة)(38)، ولأن كلمة العرب لا تجمع عليه لكثرة من قتل منهم إبان مواجهتهم للرسول (صلى الله عليه وآله)، ولانه حدث السن، وكما قالت (عليها السلام) (ابتدارا زعمتم خوف الفتنة) وشبه ذلك.

وحقيقة الأمر غير ذلك كما صرحت به السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) إذ السبب الحقيقي كان (ظهر فيكم حسكة النفاق.. وهدر فنيق المبطلين.. واطلع الشيطان رأسه من مغرزه.. هاتفا بكم.. ثم استنهضكم.. واحمشكم..) (فـ ) والفاء للتفريع (وسمتم غير ابلكم..).

وعلى ضوء كلامها (عليه السلام) نعرف السبب الحقيقي وراء مصادرة الحكومات الجائرة أملاك الناس وثرواتهم وتأميم بعضها للشركات الكبرى والمعادن والصناعات الأم وغيرها.

ثم إنه تشمل التكنية بـ (وسمتم غير ابلكم ووردتم غير مشربكم): سرقه (الاعتبار)، كما كان صفة القوم يومذاك، وهو مشمول لاطلاق كلامها (عليها السلام)، وكما يصنعه (سراق الثورة) والذين يتخذون سياسة ركوب الموج وأشباههم.

وكان من ذلك سرقة ألقاب أمير المؤمنين ومولى الموحدين علي ابن ابي طالب (عليه السلام)(39).

ومنه سرقة الفضائل والأمجاد والبطولات والتاريخ المشرق أيضاً(40).

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «خذوا بحجزة علي (عليه السلام) فانه الصديق الأكبر وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل، من أحبه هداه الله ومن أبغضه أبغضه الله، ومن تخلف عنه محقه الله»(41).

وقال (صلى الله عليه وآله): «يا علي أنــت إمام المسلمين وأميـــر المؤمنين… يا عـــلي أنت الفاروق الأعظم وأنــت الصديق الأكــبر»(42).

وورد في زيارته (عليه السلام): «السلام عليك أيها الصديق الأكبر، السلام عليك أيها الفاروق الأعظم»(43).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «علي سيف الله على أعدائه»(44).

وقال أمير المؤمنين(عليه السلام): «أنا سيف الله على أعدائه ورحمته على أوليائه»(45).

جواز الكناية

مسألة: الكناية في الخطاب جائزة، بل هي مما قد يحسن ويرجح، وليست الكناية كذباً كما سبقت الإشارة إليه، والكتاب والسنة مليئان بذلك، ومنه كلامها(عليها السلام) هاهنا: (فوسمتم غير ابلكم ووردتم غير مشربكم).

فان الميزان في الكذب ليس حجم الكلام ولا هيكله وشكله، ولذا قالوا خرج عن الكذب التورية والمبالغة والإغراق والكناية(46).

والفرق بين المبالغة والإغراق: إن المبالغة فوق الواقع بقليل، أما الإغراق فهو فوق الواقع بكثير، فقد يقول: استقبله من أهل المدينة مائة، وقد يقول: استقبله كل أهل المدينة، بينما في الأول لم يستقبله مثلا إلا ثمانون وفي الثاني لم يستقبله إلا نصف أهل المدينة.

وهكذا خرج عن الكذب مثل الاستهزاء وما أشبه، لان الاستهزاء ليس من مقولة الخبر، بل من مقولة الإنشاء، والإنشاء لا مسرح للكذب والصدق فيه.

نعم قد يكذب الإنشاء باعتبار كونه طريقا إلى الخبر، مثلا يقول: تفضل إلى دارنا، فانه انشاء، لكنه يجاب بأنك تكذب، ويراد تكذيب قصده الواقعي، أي ما أراده أن يفهمنا بالكلام، يعني انك لا تقصد (الدعوة) عن جدّ، وانما تقصده خداعا أو هزلا كما ذكرناه في حاشية المنطق(47).

 

هذا والعهد قريب

حرمة نقض العهد

مسألة: يحرم نقض العهد، وأشد منه حرمة بل هو من أشد الكبائر: نقص عهد الله ورسوله، ومثل نقض عهد بيعة الغدير يعد من الكبائر الموبقة.

وذلك بدلالة العقل والنقل.

وهذا بخلاف الوعد، فان المشهور بين الفقهاء عدم حرمة خلفه، وان كان الوفاء بالوعد من الصفات الحسنة.

والفرق بين العهد والوعد، ان العهد ما يقع في العهدة، وأما الوعد فهو ما يتلفظ به مع القصد من دون أن يكون كذلك، فالعهد آكد من الوعد، ومن هذه الجهة يقال: (العهود بين الدول)، و(المعاهدات الدولية)، ولا يقال الوعود بين الدول، إلى غير ذلك.

ومن تلك الفروق: أن العهد عقد وليس الوعد عقداً.

وإذا علمنا بأن العهد واجب الوفاء فما بالك بعهد يعهده رسول رب العالمين(صلى الله عليه وآله) إلى الأمة؟ ـ وهي خلافة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ـ خاصة مع تأكيداته المتكررة بأنه عهد عهده الله إليه ليبلغه الأمة؟!. كما في القرآن الحكيم: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)(48).

وقال تعالى: (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم)(49).

وقال سبحانه: (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل)(50).

وقال تعالى: (وبعهد الله أوفوا)(51).

وقال سبحانه: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا)(52).

وقال تعالى: (وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم)(53).

وقد ورد في العديد من الروايات تفسير العهد بولاية أمير المؤمنين وإمامته وخلافته.

ففي تفسير القمي في الآية المباركة: (الذين ينقضون عهد الله)(54) قال: «نزلت هذه الآية في آل محمد وما عاهدهم عليه وما أخذ عليهم من الميثاق في الذر من ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة من بعده، وهو قوله: (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه) يعني أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو الذي أخذ الله عليهم في الذر، وأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بغدير خم»(55).

والكلم رحيب

وروي أيضاً في تفسير قوله تعالى: (واوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولاتنقضوا الإيمان بعد توكيدها)(56) عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنها نزلت في ولاية أمير المؤمنين(57).

إلى غيرها(58).

 

والكلم رحيب

قولها (عليها السلام): (والكلم رحيب) أي الجرح، فان الكلم عبارة عن الجرح، والرحيب بمعنى وسيع، لان موت الإنسان يحدث جرحاً عميقاً واسعا في نفوس أقربائه وأودائه ثم يتجمع الجرح حتى يندمل، وفي هذا إلفات إلى انه لم يمض على وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) سوى ساعات حتى اجتمعوا في السقيفة، وكلامها(عليها السلام) هذا يدل على شدة حرمة ما فعله القوم.

 

والجرح لما يندمل

وجوب إحياء أمرهم (عليهم السلام)

مسألة: يمكن التمسك بكلامها (عليها السلام) هنا ـ وبدلالة الاقتضاء(59) ـ دليلا أخر على وجوب إبقاء مصاب الرسول (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام)، حيا في القلوب، طريا على الألسن، ظاهرا على الجوارح كشعيرة من شعائر الله.

فان عدم اندمال الجرح حقيقة ـ أو تنزيلا عبر ما يقوم به مقامه(60) ـ هو من اكبر أسباب إدانتهم، ومن اكبر عوامل فضح الظلمة والجائرين، ومن مقومات ردع من تسول له نفسه اتخاذ منهجهم والسير على دربهم، وهو (إنذار) و(إرشاد) و(تنبيه) كما لا يخفى.

وقد كان من علل بكائها (عليها السلام) تذكير الناس بمصاب الرسول (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) وابقائه حيا طريا، إحياءً لذكراه (صلى الله عليه وآله) ولكلماته ومنهجه ومدرسته، إضافة إلى فضحهم كما كان ذلك من علل بكاء الإمام السجاد (عليه السلام) عشرين أو أربعين سنة(61).

وكلامها (عليها السلام) في خطبتها في المسجد وغيرها كانـت ولا تــزال مــن أهم العلــل

لتحول تلك المصائب والرزايا الكبرى إلى صور حية متجسدة أمام النواظر، متجذرة في النفوس، حارة في القلوب إلى يوم القيامة، فهي تذكرنا دائماً بالمؤامرة على منهج الرسول (صلى الله عليه وآله) والصراط المستقيم، وتدعونا للعودة إلى ما أكد (صلى الله عليه وآله) عليه مكررا بقوله: (كتاب الله وعترتي أهل بيتي)(62).

فان موت الرسول (صلى الله عليه وآله) خلف في القلوب جرحاً، ولم يطل الزمان حتى يندمل الجرح وينسى الناس وفاته، أي كيف فعلتم هذه الفعلة مع أن الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يدفن بعد، فقد اجتمعوا في السقيفة قبل دفن الرسول (صلى الله عليه وآله) وفعلوا ما فعلوا.

وذكر بعض العلماء أن حكمة إبقاء الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) جسد الرسول (صلى الله عليه وآله) ثلاثة أيام يصلى عليه، بالإضافة إلى إرادة صلاة الناس عليه، انه أراد أن لا يترك لهم عذراً يدفعهم إلى نبش القبر بحجة الصلاة على الرسول (صلى الله عليه وآله) ولا عذرا يدفعهم حتى إلى مجرد طرح هذا الأمر في المجالس وتردده على الألسنة، فانه هتك حرمة بنفس هذا المقدار، كما حدث بالنسبة للسيدة الزهراء (عليه السلام) حيث أرادوا نبش القبر والصلاة عليها، ولكنها (عليها السلام) كانت قد أوصت بتجهيزها ليلاً حتى تثبت مظلوميتها للعالمين ولكي تسلب الشرعية ممن آذوها وغصبوا حقها وحق بعلها (صلوات الله عليهما).

التفاعل مع مصاب الزهراء (عليها السلام)

مسألة: يحرم عدم التفاعل مع ما ورد على الزهراء (عليها السلام) من المصائب، وعدم الاهتمام بما ورد عليها (صلوات الله عليها).

وقد ورد في مستفيض الأحاديث بل متواترها ـ ولو تواترا معنوياً أو إجماليا ـ (شيعتنا منا خلقوا من فاضل طينتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا)(63).

وقد صح عن الفريقين غضبها (صلوات الله عليها) على الشيخين(64) وايذائهما لها(عليها السلام)(65)، كما ثبت عند الفريقين قوله (صلى الله عليه وآله): «إن الله يرضى لرضى فاطمة ويغضب لغضبها»(66)، وقوله (صلى الله عليه وآله): «من آذاها فقد آذانـي ومــن آذانــي فقــد آذى الله»(67).

هذا وقد قال سبحانه: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهينا)(68).

وكيف لا يتفاعل المؤمن مع من بغضبها يغضب الرب الجليل؟(69).

ثم إن المراد بـ(الجرح لما يندمل) قد يكون: الأعم من جرح موت الرسول(صلى الله عليه وآله) ومما ورد عليها من الجراح، وفي قصة حرق الدار وعصرها بين الحائط والباب وكسر الضلع وإسقاط الجنين وغير ذلك مما هو مذكور في التواريخ.

وقد يكون المراد من (والجرح لما يندمل) جرحها فقط.

وكلا الأمرين جائز فان الجرح مادي ومعنوي، والجامع أنه جرح، ولذا قال الشاعر:

جراحات السنان لها التيام ولا يلتام ما جرح اللسان

ولعل الآية المباركة أيضاً يراد بها الاثنان، قال سبحانه: (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله)(70).

والرسول (صلى الله عليه وآله) لما يقبر

ومن المعلوم انه أصابتهم في الحرب قروح نفسية وقروح بدنية، لان الحرب لها أهوال ومخاوف، كما ان لها جروحا ومعاطب.

ولا يخفى أن كل واحد من القرح والجرح يطلق على الآخر مع انفراده، أما مع اجتماعه فالجرح ما يجرح والقرح يراد به الدمل ونحوه.

 

والرسول (صلى الله عليه وآله) لما يقبر

عدم دفن الرسول (صلى الله عليه وآله)

مسألة: من المحرمات ترك الرسول (صلى الله عليه وآله) دون تكفين وغسل ودفن والاشتغال بما اشتغلوا، ووجه الحرمة فيه إضافة إلى كونه مخالفه لواجب مسلم(71) أنه(72) إهانة بالنسبة إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) كما هو إهانة بالنسبة إلى كل ميت له شيء من الاحترام، والإهانة محرمة مطلقا خصوصا بالنسبة إلى عظماء الدين فكيف بالرسول (صلى الله عليه وآله) الذي هو اعظم من كل عظيم، مضافاً إلى أن القضية كانت مؤامرة ضد وصي الرسول (صلى الله عليه وآله) وخليفته المنصوص عليه.

ووجه احتجاجها (عليها السلام) بـ (الرسول لما يقبر) هو: الجوانب النفسية والطريقية وما أشبه مطابقة أو تضمناً أو التزاما، لذلك الترك.

ويدل عليه أيضاً قولها (عليها السلام) بعد قليل: (ألا في الفتنة سقطوا) فان (السقوط) امتد بامتداد الزمن وفي شتى الجهات.

توضيح ذلك: ان تركه (صلى الله عليه وآله) دون غسل وكفن ودفن محرم نفسي كما كان حراما من جهة طريقيته إلى الانشغال بغصب الخلافة، ومن جهة طريقيته أيضاً باعتبار كونه فتح باب لأمثال ذلك، ـ متعللين بعذر أو بآخر ـ كما جرى بالنسبة إلى سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) حيث تركه القوم هووأصحابه دون غسل وكفن ودفن، وكما فعلوا مع زيد بن علي (عليه السلام) بعد صلبه، إلى غير ذلك، وهذه السنة السيئة قد سنّوها من ذلك اليوم فعليهم وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.

إشارات

المراد من (والعهد قريب) أي عهدكم بوصايا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، وفي تعيينه خليفة من بعده، وذلك يوم الغدير وغيرها.

ويحتمل إرادة العهد برسول الله (صلى الله عليه وآله) وهذا أيضاً بذلك اللحاظ، بقرينة ما سبقه من الجمل(73).

فانهم في حياة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) لم يكن بمقدورهم المخالفة العلنية بهذا النحو وبهذه الدرجة وان خالفوا بانحاء آخر، لكنهم بعد وفاته (صلى الله عليه وآله) بادروا إلى الانقلاب على الأعقاب بسرعة قياسية.

و(قريب) إشارة إلى الامتداد الزمني، وهو الكم المتصل غير القار.

و(رحيب) إشارة إلى السّعة، هو كم متصل قارّ.

و(لما يندمل) إشارة إلى العمق، وهو من لوازم السعة أيضاً.

و(لما يقبر) إشارة إلى طرف آخر للإضافة، فان نقضهم لبيعة الغدير له إضافتان:

أولهما: إلى العهد والميثاق نفسه.

وثانيهما: إلى صاحبه ومن عقده(74).

ومن الواضح أن الجريمة تكون أقبح وأسوأ بلحاظ الإسناد، ومتعاكسة في الجهة، ومساوية في القوة مع درجة من أجرم بحقه.

وله إضافة ثالثة أيضاً: إلى (من عقد له)(75).

ورابعة: إلى (الأمة).

وخامسة: إلى (الأجيال القادمة)، فان نقضهم لبيعة الغدير كان جريمة بحق الأمة وبحق كل الأجيال اللاحقة، إذ شرعوا بذلك طريق الفساد والاستبداد والضلال والإضلال إلى يومنا هذا.

وهناك إضافة سادسة أيضاً: إلى (أنفسهم) إذ بذلك النقض، خسروا الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين.

قولها(عليها السلام): (هذا) أي الانقلاب على الأعقاب والاغتصاب للحق البديهي ووسم غير ابلهم وورود غير مشربهم، (و) الحال أن (العهد) برسول الله (صلى الله عليه وآله) (قريب) إلى درجة كبيرة بل مذهلة، فان (الرسول لما يقبر) وهذا يتضمن مزيد إدانة لهم عقليا وعقلائيا وإنسانيا وعاطفيا…

ثم إنه يمكن أن يعد ذلك دفعا لدخل مقدر وإجابة على سؤال مفترض، اذ قد يتعلل بمخالفة القرار الصادر عن القيادة بـ (النسيان) أو بـ (بتغير الظروف)، وطرو مستجدات غيرت المعادلة، لكن (هذا والعهد قريب، والرسول لما يقبر) فأي عذر بعدها لكم؟ مع قطع النظر عن الجواب باستحالة كون هذا العهد مما يقبل التغير على كل الظروف.

وأما التعلل بخوف الفتنة فهو ما ستشير إليه (عليها السلام) في ما سيأتي.

ثم إن نقض العهد والحال انه قريب، يكشف عن مزيد من خبث الباطن وعن مدى انقيادهم للشيطان الرجيم، كما أن في الجانب الآخر المسارعة إلى مغفرة من الرب تكشف عن سمو النفس وقوة العبودية له جل وعلا.

 

ابتداراً(76) زعمتم خوف الفتنة

المسارعة للشر

مسألة: ربما يستفاد من قولها (عليها السلام): (ابتداراً) حرمة المبادرة للغصب ولمطلق المعصية، فقد يقال: بأن (الاغتصاب) محرم و(المبادرة إليه) محرم آخر.

وذلك بلحاظ أن (المبادرة) إلى الشر مذمومة عقلاً، كما ان فعله مذموم، كما أن (المسارعة) إلى الخير حسنة وممدوحة كفعله، ولذلك قال تعالى: (وسارعوا الى مغفرة من ربكم)(77)، وقال سبحانه: (فاستبقوا الخيرات)(78).

بضميمة(79) مثل: (العجلة من الشيطان) و«إياك والعجلة بالأمور قبل أوانها والتساقط فيها عند زمانها»(80).

ولأنها أكثر زمانا(81) وأوسع تأثيراً وأكبر آثارا، ولما فيها (من سن سنة سيئة)(82)، فتأمل.

وقد يكون السر في الردع عنها عقلا، أن في التأخير ـ إضافة إلى ما سبق ـ احتمال ارتداعه، وان العجلة فيها تسد الطريق ـ عادة ـ على التراجع.

ثم إن المبادرة للشر تكشف عن شدة التجري على الله سبحانه، والاستخفاف بنواهيه، وشدة الحرص على الدنيا، وخبث السريرة، وسوء الباطن، وقد قال الله سبحانه في حكم الاغتصاب لأموال اليتامى: (وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فان آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولاتأكلوها إسرافا وبدارا ان يكبروا ومـــن كان غــنيا فليستعــفــف ومن كان فقيرا فليأكــل بالمعـــروف)(83).

أما المبادرة للخير فحسن وقد يجب، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في وصيته لأمير المؤمنين (عليه السلام): «يا علي، بادر بأربع قبل أربع، بشبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك»(84).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «دوام الطاعات وفعــل الخــيرات والمبادرة إلــى المكــرمات مـــن كمال الإيمان وأفضل الإحسان»(85).

وقال (عليه السلام): «المبادرة إلى العفو من أخلاق الكرام»(86).

وقال (عليه السلام): «للكرام فضيلة المبادرة إلى فعل المعروف واسداد الصنائع»(87).

وقال (عليه السلام): «بادر الفرصة قبل أن تكون غصة»(88).

وفي وصية لقمان (عليه السلام): «يا بني بادر بعملك قبل أن يحضر أجلك وقبل أن تسير الجبال سيراً»(89).

وقال (عليه السلام): «اغتنم المهل وبادر الأجل وتزود من العمل»(90).

وفي الحديث: «من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الحسنات وسلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار بادر بالتوبة إلى الله من ذنوبه..»(91).

وقال (عليه السلام): «بادر الخير ترشد»(92).

وقال (عليه السلام): «طوبى لمن بادر صالح العمل قبل أن تنقطع أسبابه»(93).

وقال (عليه السلام): «بادر الطاعة تسعد»(94).

وقال (عليه السلام): «بادر البر فان اعمال البر فرصة»(95).

وقال (عليه السلام) في الشعر المنسوب إليه:

تـــــزود مــن الـــدنيا فانك راحل           وبادر فان المــــوت لا شك نازل

ومن المبادرة المذمومة ما قاله (عليه السلام): «المبادرة إلى الانتقام من شيم اللئام »(96).

قولها (عليها السلام): (ابتدارا زعمتم خوف الفتنة)، الظاهر أن (ابتدارا) مفعول له(97) مقدم لزعمتم، أي زعمتم خوف الفتنة، وهذا الزعم كان لأجل الابتدار الى أخذ الخلافة، وإلا لم تكن هنالك فتنة لان الخليفة معين من قبل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)(98).

ثم انه بلحاظ وقوع الابتدار في موقع الذم الأكيد والتقريع الشديد بل في موقع اشد أنواع الذم والتألم والاحتجاج والردع، في كلامها (عليها السلام) يستفاد ما ذكر من الحكم(99).

تبرير المعصية

مسألة: يحرم تبرير المعصية في الجملة، فان (التبرير) إضلال ومكر وخديعة.

وقد أشارت (عليها السلام) في قولها (زعمتم خوف الفتنة) إلى الأسلوب الذي يستخدمه المنحرفون والطغاة عادة لإخماد صوت المعارضة، ولإقناع البسطاء والسذج، ولتكريس الواقع المنحرف، وهو (أسلوب التبرير).

وكثيرا ما نرى قادة انقلاب عسكري يعللون انقلابهم بدكتاتورية الحكم السابق، مع انهم جاءوا بدكتاتورية اشد، ويخططون لظلم اكبر، أو يعللون بأنهم جاءوا للدفاع عن حقوق المستضعفين وشبه ذلك ثم يدوسونهم تحت أرجلهم.

وكان مما علل به القوم غصب الخلافة من الإمام علي (عليه السلام) انهم قالوا إذا لم نبادر الى جعل الخليفة، تقع فتنة بين المسلمين، رغم ان الذين اعتذروا بمثل هذا كانوا يعلمون بأنه عذر غير صحيح، فان الفتنة بين المسلمين صارت بسببهم، وإلاّ فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) عيّن الإمام علي (عليه السلام) خليفة من بعده وأخذ البيعة له من المسلمين يوم غدير خم(100)، لكن (بل الإنسان على نفسه بصيرة* ولو ألقى معاذيره)(101).

بل كان السبب هو حب الرئاسة و السلطة و… كما قال علي أمير المؤمنين(عليه السلام) في الخطبة الشقشقية: «أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وانه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير»(102).

مثلث المعصية

مسألة: أشارت (صلوات الله عليها) في هذه الجملة القصيرة الى مثلث المعصية الذي وقعوا فيه، فانهم لم يرتكبوا محرما واحدا بل كانت الجريمة مزدوجة، بل كان عملهم (مجمع المعاصي)، فقد (كذبوا) و(مكروا) و(خانوا).

فبـ(ابتدارهم) إلى غصب الخلافة (خانوا) الله ورسوله (صلى الله عليه وآله)، و(خانوا) العهد والبيعة، و(خانوا) الإمامة والأمة.

وقد (كذبوا) في زعمهم إن ذلك كان (خوف الفتنة)، إذ كان السبب غير ذلك، بل هو حب الدنيا والرئاسة وما أشبه حيث حليت الدنيا في أعينهم.

وقد (مكروا) حيث حاولوا التغطية على واقع الجريمة باختلاق عذر أرادوا به إقناع الأمة وإغفال الناس (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين)(103).

وبذلك كشفوا عن خبث باطنهم وسوء سريرتهم.

وحيث أنها (عليها السلام) في مقام اشد أنواع التقريع، ربما استفيد من ذلك ـ إلى جوار سائر الأدلة العامة والخاصة ـ مضافاً إلى حرمة الكذب و المكر والخيانة، كونها من اشد المصاديق حرمة، فان كل واحد منها تكون حرمته اعظم في الأمور العظيمة.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من كان مسلماً فلا يمكر ولا يخدع، فاني سمعت جبرئيــل يقـول إن المكر والخديعة في النار، ثم قال(صلى الله عليه وآله): ليس منا من غش مسلماً، وليس منا من خان مسلماً»(104).

وقال أمير المؤمنين(عليه السلام): «لا سوءة أسوء من الكذب»(105).

وقال (عليه السلام): «الكذب في العاجلة عار، وفي الآجلة عذاب النار»(106).

وقال (عليه السلام): «الكذب فساد كل شيء»(107).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ثلاثة يرجعن على صاحبهن: النكث والبغي والمكر»(108).

وقال (صلى الله عليه وآله): «وإياك والمكر فان الله قضى أن لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله»(109).

وقال (عليه السلام): «المكر لؤم والخديعة شؤم»(110).

وقال (عليه السلام): «المكر سجية اللئام»(111).

وقد نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الخيانة(112) وقال: «من خان أمانة في الدنيا ولم يردها إلى أهلهـا ثـم أدركه الموت، مـات علـى غيـر ملتـي ويلقى الله وهو عليه غضبان»(113).

وقال أمير المؤمنين(عليه السلام): «الخيانة رأس النفاق»(114).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): «يجبل المؤمن على كل طبيعة إلا الخيانة والكذب»(115).

 

ألا في الفتنة سقطوا

السقوط في الفتن

مسألة: قولها (عليها السلام) يدل على أن القوم سقطوا في الفتنة، ويلزم الاعتقاد بذلك، وهذا اقتباس من الآية المباركة:(ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين)(116).

وقد ذكرنا فيما تقدم إن الدنيا لها اوجه: وجه دنيوي ملموس، ووجه أخروي ناري، ووجه أخروي نوري، ولا حاجة إلى تكرار ما سبق، وستأتي إشارة إليها ولكنا نضيف هنا:

إن التعبير بـ(في الفتنة)، وفي للظرفية، بلحاظ إن الفتنة ليست أمرا مفردا وجزئيا واحدا عادة، بل هي ظرف محيط يطوق الإنسان فكريا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وغير ذلك، إذ هي منظومة متكاملة من الجزئيات والأقوال والأفراد والأحداث التي تحيط بالمرء من كل حدب وصوب، فـ (يسقط) فيها الناس.

والتعبير بـ (سقطوا) أيضا لنكتة دقيقة، فان الفتنة هي مهوى سحيق، وبئر عميقة موحشة يسقط فيها الإنسان، وليس الأمر مجرد منظومة تحيط بإنسان من كل صوب.

وكذلك كانت (فتنة السقيفة) فلم تكن مفردة واحدة، بل كانت سلسلة متعاضدة من التخطيط والضغط والقهر والقسر والإرهاب:

أحد أطرافها إنكار وفاة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وتهديد من يقول بذلك(117)..

والطـرف الآخر حرق باب ابنة الرسـول الأعظم (صلى الله عليه وآله)(118) وكسر ضلعها وإسقاط جنينها الذي سماه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) محسنا(119)...

وغير خفي إن السقوط في الفتنة أمر اختياري حدوثا واستمرارا، ولو فرض كونه في بعض مراحله في بعض الأزمان غير اختياري، فان ما بالاختيار لا ينافي الاختيار فعليه العقوبة دون ريب وذلك للتقصير في المقدمات.

وقد أخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بهذه الفتنة وأمر الناس باتباع الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) دون غيره، حيث قال:

«ستكون من بعدي فتنة فإذا كان كذلك فألزموا علي بن أبي طالب، فانه الفاروق بين الحق والباطل»(120).

كما أخبر (صلى الله عليه وآله) بالفتن في آخر الزمان حيث قال: «سيأتي على أمتي زمان لايبقى من القرآن إلا رسمه، ومن الإسلام إلا اسمه، يسمون به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود»(121).

 

1 - نهج البلاغة: الخطبة 11.

2 - غرر الحكم: ص282 ح6290.

3 - الأمالي للشيخ الصدوق: ص592 المجلس 86 ح17.

4 - الخصال: ص571 خمسون خصلة من صفات المؤمن ج2.

5 - سورة الزخرف: 54.

6 - علل الشرائع: ص211، الإرشاد: ج2 ص30، الفصول المختارة: ص303، المسائل الجارودية: ص35، النكت في مقدمات الأصول: ص48، متشابه القرآن: ج2 ص46، كفاية الأثر: ص36.

7 - سورة التوبة: 38.

8 - تنبيه الخواطر ونزهة النواظر:ج2 ص200.

9 - غوالي اللئالي: ج1 ص432 ح131.

10 - نهج البلاغة: قصار الحكم 1، وغرر الحكم: ص464 ح10675 الفصل التاسع في الفتنة.

11 - الاحتجاج: ص315.

12 - غوالي اللئالي: ص293 ح175.

13 - غرر الحكم: ص70 ح991.

14 - غرر الحكم: ص59 ح632.

15 - غرر الحكم: ص68 ح925.

16 - غرر الحكم: ص69 ح959.

17 - غرر الحكم: ص69 ح966.

18 - غرر الحكم: ص69 ح975 و976.

19 - غرر الحكم: ص70 ح986.

20 - وفي بعض النسخ: (وأحشمكم).

21 - وفي بعض النسخ: (عطافاً).

22 - سورة النساء: 54.

23 - راجع كمال الدين: ص680، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج7 ص220 وفيه: «أنها نزلت في علي (عليه السلام) وما خص به من علم».

24 - حمشه: اغضبه وهيجه، وحمشه: جمعه.

25 - نهج البلاغة: قصار الحكم 348، 477.

26 - سورة الأعراف: 182، وسورة القلم: 44.

27 - غوالي اللئالي: ج2 ص83.

28 - الأمالي للشيخ المفيد: ص283 المجلس 33 ح9. 

29 - إشارة إلى حديث الإمام الصادق (عليه السلام) إجابة على سؤال: كيف اسلما ولم اسلما طوعاً أو كرهاً؟ فقال(عليه السلام):بل طمعاً، راجع الخرائج ص483 وفيه: «قال (عليه السلام): ما اسلما طوعاً ولا كرها، وانما اسلما طمعاً، فقد كانا يسمعان من أهل الكتاب منهم من يقول: هو نبي يملك المشرق والمغرب وتبقى نبوته إلى يوم القيامة، ومنهم من يقول: يملك الدنيا كلها ملكاً عظيماً وينقاد له أهل الأرض، فدخلا كلاهما في الإسلام طمعاً في أن يجعل محمد(صلى الله عليه وآله) كل واحد منهما والي ولاية، فلما أيسا من ذلك، دبرا مع جماعة قتل محمد (صلى الله عليه وآله) ليلة العقبة فكمنوا له وجاء جبرائيل وأخبر محمد (صلى الله عليه وآله) بذلك، فوقف على العقبة وقال: يا فلان، يا فلان، يا فلان، أخرجوا فاني لا أمر حتى أراكم كلكم قد خرجتم، وقد سمع ذلك حذيفة، ومثلهما طلحة والزبير فهما بايعا علياً(عليه السلام) بعد قتل عثمان طمعاً في أن يجعلهما كليهما علي بن أبي طالب (عليه السلام) والياً على ولاية، لاطوعاً ولارغبة، ولا إكراهاً ولا اجباراً، فلما أيسا من ذلك من علي (عليه السلام) نكثا العهد وخرجا عليه وفعلا ما فعلا».

30 - وفي بعض النسخ: (أوردتم).

31 - وفي بعض النسخ: (مشربكم).

32 - سورة النساء: 29.

33 - غوالي اللئالي: ج1 ص315.

34 - المشرب: موضع الشرب، ويطلق على نفس الماء أيضاً، كما هو الشأن في المصدر الميمي.

35 - الورد: هو الاسم من ورد، والمصدر: الورود.

36 - سورة القصص: 23.

37 - المعنى الحقيقي هو وسم الإبل وورود مشرب الغير، والمجازي هو غصب الخلافة كما هو المقصود من كلامها (عليها السلام).

38 - راجع شرح نهج البلاغة: ج1 ص25 وص185، وج12 ص142، وراجع المناقب: ج3 ص213 فصل في حساده (عليه السلام)، هذا وقد ورد أن أصل الدعابة من صفات المؤمن قال (عليه السلام): «ما من مؤمن إلا وفيه دعابة» معاني الأخبار: ص164 باب معنى الدعابة، ومشكاة الأنوار: ص190 ومستطرفات السرائر: ص579.

39 - من ألقابه (الصديق) و(الفاروق) و(سيف الله) و(أمير المؤمنين).. الخ.

40 - كوضع حديث الخوخة في قبال حديث سد الأبواب راجع (الغدير) للعلامة الأميني (رضي الله عنه).

41 - راجع الأمالي للشيخ الصدوق: ص673 المجلس 96 ح8.

42 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج2 ص6 ح13.

43 - المزار: ص78.

44 - الأمالي للشيخ الصدوق: ص11 المجلس 3 ح6.

45 - المناقب: ج3 ص113.

46 - للتفصيل راجع موسوعة الفقه، كتاب المكاسب المحرمة: ج2 ص33.

47 - مخطوط.. وللتفصيل راجع أيضا كتاب (البلاغة) للإمام المؤلف (دام ظله).

48 - سورة المائدة: 67.

49 - سورة النحل: 91.

50 - سورة البقرة: 27.

51 - سورة الأنعام: 152.

52 - سورة الإسراء: 34.

53 - سورة البقرة: 40.

54 - سورة الرعد: 25.

55 - تفسير القمي: ج1 ص363 سورة الرعد.

56 - سورة النحل:91.

57 - تفسير القمي: ج1 ص389.

58 - راجع تفسير القمي: ج2 ص301 سورة محمد.

59 - وهي ما يتوقف صحة أو صدق الكلام أو بعضه عليه، فان صحة اعتراضها (عليها السلام) عليهم بـ (والجرح لما يندمل) موقوف على كون عدم اندمال الجرح سببا لمزيد القبح في فعلهم، وسببا لصحة الاعتراض والفضح، واذا كان ذلك كذلك وكان ما يقوم مكانه كذلك، اشتركا في الحكم.

60 - كالتذكير، والتصدير، والتمثيل وغير ذلك.

61 - الأمالي للشيخ الصدوق: ص140.

62 - بحار الأنوار: ج2 ص100 ب14 ح59.

63 - راجع الخصال: ص635، وغرر الحكم: ص117 ح2050، وجامع الأخبار: ص179، وفضائل الأشهر الثلاثة: ص105 فضائل شهر رمضان ح95، وصفات الشيعة: ص3 ح5، وارشاد القلوب: ص144 وص257 وص423، وبشارة المصطفى: ص18 وص162 وص196.

64 - بحار الأنوار: ج28 ص322 ب4 ح52. وانظر أيضا: صحيح البخاري: ج3 ص1126 ح2926، وج4 ص1594 ج3998، وج6 ص2474 ح6346، وصحيح مسلم: ج4 ص29-30 ح1759، وسنن الترمذي: ج4 ص135، ح1609، والسنن الكبرى للبيهقي: ج6 ص300، ومسند أحمد: ج1 ص18 ح56.

65 - انظر الإمامة والسياسة لابن قتيبة: ج1 ص20.

66 - بحار الأنوار: ج27 ص62 ب1 ح16. وانظر: المستدرك على الصحيحين للحاكم: ج3 ص167 ح4730، وميزان الاعتدال: ج1 ص 535 ح2002، وأسد الغابة: ج7 ص224، والإصابة: ج4 ص378، وتهذيب التهذيب: ج12 ص469 ح2860، ومجمع الزوائد: ج9 ص203، وذخائر العقبى: ص39، وتذكرة الخواص: ص310، وكفاية الطالب للكنجي: ص364، والشرف المؤبد: ص125.

67 - المناقب: ج3 ص332، فص في حب النبي (صلى الله عليه وآله) إياها، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ج16 ص273.

68 - سورة الأحزاب: 57.

69 - إذ ان تلك الجرائم الكبرى بحق ابنة الرسول ووصيه أوجبت سخطها وغضبها الشديد وغضب الله سبحانه وتعالى، فكيف لا يغضب المؤمن لغضب الرب.

70 - سورة آل عمران:140.

71 - واجب المسلم هو دفن المسلم وكفنه وتغسيله وهو واجب شبه فوري ولا يجوز تأخيره أكثر من المقدار المتعارف.

72 - أي تركه (صلى الله عليه وآله) دون غسل وكفن ودفن والانشغال بالدنيا.

73 - فوسمتم غير ابلكم ووردتم غير مشربكم.

74 - وهو الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).

75 - وهو الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام).

76 - وفي بعض النسخ: (بداراً).

77 - سورة آل عمران: 133.

78 - سورة البقرة: 148، وسورة المائدة: 48.

79 - ربما يكون التمهيد بذكر مذمومية المبادرة عقلا، لدفع دخل كون مثل (العجلة من الشيطان) ملحوظة طريقياً محضاً.

80 - تحف العقول: ص147، ودعائم الإسلام: ج1 ص368.

81 - إذ انه يبتدأ من اللحظة الأولى، بينما غير الابتدار يبتدأ من لحظات لاحقة.

82 - وهي سرعة المبادرة للشر والمعصية، وتجد الحديث في مكارم الأخلاق: ص454.

83 - سورة النساء: 6.

84 - الخصال: ص239 ح86.

85 - غرر الحكم: ص184 ح3478.

86 - غرر الحكم: ص245 ح5005.

87 - غرر الحكم: ص383 ح8719.

88 - تحف العقول: ص80. 

89 - الاختصاص: ص340.

90 - كنز الفوائد: ج1 ص349.

91 - تحف العقول: ص281.

92 - غرر الحكم: ص104 ح1855.

93 - غرر الحكم: ص154 ح2878.

94 - غرر الحكم: ص183 ح3454.

95 - غرر الحكم: ص449 ح10321.

96 - غرر الحكم: ص346 ح7953.

97 - كما في قولك (ضربته تأديبا)، فـ (زعمتم خوف الفتنة ابتدارا).

98 - كما يحتمل أن يكون (ابتداراً) مفعول له للأفعال السابقة.

99 - أي الحرمة التي ذكرت في أول المسألة.

100 - للتفصيل راجع موسوعة (الغدير) للعلامة الأميني (رضي الله عنه).

101 - سورة القيامة: 14 ـ 15.

102 - نهج البلاغة: الخطبة الشقشقية.

103 - سورة آل عمران: 54.

104 - الأمالي للشيخ الصدوق: ص270 المجلس 46 ح5.

105 - الأمالي للشيخ الصدوق: ص321 المجلس 52 ح8.

106 - غرر الحكم: ص220 ح4399.

107 - غرر الحكم: ص220 ح4406.

108 - تفسير العياشي: ج2 ص121 سورة يونس.

109 - تحف العقول: ص35.

110 - غرر الحكم: ص291 ح6478.

111 - غرر الحكم: ص291 ح6481.

112 - الأمالي للشيخ الصدوق: ص430 المجلس 66.

113 - الأمالي للشيخ الصدوق: ص430 المجلس 66.

114 - غرر الحكم: ص460 ح10519.

115 - الاختصاص: ص231.

116 - سورة التوبة: 49.

117 - قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: «وروى جميع أصحاب السيرة ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما توفي كان أبو بكر في منزله بالسنح… فقال عمر بن الخطاب: ما مات رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا يموت حتى يظهر دينه على الدين كله وليرجعن فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم ممن أرجف بموته، لااسمع رجلاً يقول مات رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا ضربته بسيفي!» وراجع الطرائف: ص451. 

118 - من أراد التفصيل في هذا الباب فليراجع كتاب (الهجوم على بيت فاطمة) لمؤلفه عبدالزهراء مهدي، ولا بأس هنا بالاشارة السريعة إلى بعض ما ورد في هذا الكتاب من قصة حرق الدار أو كسر الضلع وإسقاط الجنين وذكر بعض رواتها من مصادر الشيعة والسنة، تتميماً للفائدة:

فمن مصادر الشيعة:

أبو الصلاح الحلبي (ت447): راجع تقريب المعارف: ص233.

أبو الفتح بن مخدوم العربشاهي الجرجاني (ت976): انظر مفتاح الباب: ص199 المطبوع مع الباب الحادي عشر.

أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي (ت449): كنز الفوائد: ص63-64.

أبو القاسم جعفر بن محمد قولويه (ت367): كامل الزيارات: ص332-334. وص326-327.

أبو جعفر الطبري: بشارة المصطفى: ص198.

أبو محمد طلحة بن عبد الله العوني (ق4): مثالب النواصب: 420-422.

أبو مخنف لوط بن يحيى (ت158): (ترجمة بحر الأنساب) ص1-2، عنه (الهجوم على بيت فاطمة ص224).

أبو هاشم اسماعيل بن محمد الحميرى (ت173): الصراط المستقيم: ج3 ص13.

العلامة المولى مهدي النراقي (ت1209): أنيس الموحدين: ص180.

المحقق الثاني الكركي العاملي (ت940): نفحات اللاهوت: ص78 و130.

ابن أبي الجمهور الأحسائي (ت ق10): مناظرات في الإمامة: ص378. والمجلى: ص417 وص437.

ابن بابويه القمي (ت329): مثالب النواصب: ص26.

ابن حمزة الزيدي (ت614): الشافي: ج4 ص174.

ابن شهر آشوب (ت588): مثالب النواصب: ص419 و420.

ابو اسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي (ت283): الهجوم على بيت فاطمة: ص231.

الإمامي الخاتون آبادي (ت 1128): جنات الخلود: ص19.

الأمير علي بن مقرب الإحسائي (ت629): ادب الطف: ج4 ص31.

الجرمقي البسطامي الخراساني (ق13): خزائن المصائب: ب2 ص11.

الحاج محمد حسن القزويني (ت1240): رياض الشهادة في مصائب السادة: ج1 ص122.

الحاج ملا اسماعيل السبزواري (ت1312): جامع النورين: ص206 و244.

الحسن بن بدر الدين الحسيني الزيدي (ت670): أنوار اليقين: ص378-379.

الحسن علاء الدين الحلي (ق8): عنه الغدير: ج6 ص391-392.

الحسين العقيلي الرستمداري (ق10) رياض الأبرار: ص33.

السروجي: مثالب النواصب: ص423.

السيد الحسني الرازي (ق6): تبصرة العوام: ص49.

السيد بن طاووس (ت664): الطرائف: ص238.

السيد حيدر العلوي الحسيني الآملي (ت 787): الكشكول: ص83-84.

السيد رضي الدين علي بن رضي الدين علي بن طاووس (ق7): زوائد الفوائد، عنه البحار ج98 ص353.

السيد محمد التقوي الهندي (ت1284): طعن الرماح المسمى بالفوائد الحيدرية: ص93.

السيد محمد باقر المجتهد الكنجوي: (مرقات الإيقان): ج1 ص125 وص112.

السيد محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي (ت1212): مستدركات أعيان الشيعة: ج2 ص332.

السيد ناصر الهندي (ت1361): إفحام الاعداء والخصوم: ج1 ص93.

السيد هادي بن إبراهيم الوزير (ت 822): نهاية التنويه في إزهاق التمويه: ص122.

الشريف أبو الحسن بن محمد طاهر النباطي العاملي (ت1138): ضياء العالمين: ج1 ص546 و557.

الشريف المرتضى (ت436): الشافي: ج3 ص241.

الشيخ أبو السعادات اسعد بن عبد القاهر الاصفهاني (ق7): رشح الولاء في شرح الدعاء، عنه البحار: ج85 ص264-266.

الشيخ أبو زينب النعماني (ق 3): الغيبة: ص47.

الشيخ احمد الطبرسي (ق6): الاحتجاج: ص80 و278.

الشيخ البحراني في عوالم العلوم: ج11 ص391.

الشيخ الديلمي (ت771): إرشاد القلوب: ص295.

الشيخ الصدوق (ت381): أمالي الصدوق: ص114 وص134. ومعاني الأخبار: ص206.

الشيخ الطوسي (ت460): تلخيص الشافي: ج3 ص76.

الشيخ الكليني (ت329): الكافي: ج1 ص458.

الشيخ المفيد (ت413): الاختصاص: ص185-187. والأمالي: ص49-50. والجمل: ص117-118.

الشيخ جعفر كاشف الغطاء (ت1228): كشف الغطاء: ص18.

الشيخ حسن بن سليمان الحلي (ق8): المحتضر: ص61.

الشيخ حسن بن سليمان الحلي: المحتضر: ص109.

الشيخ حسين بن عبد الرزاق التبريزي (ق13): بشارة الباكين: ص26.

الشيخ زين الدين العاملي البياضي (ت877): الصراط المستقيم: ج2 ص301 وج3 ص94 وص239.

الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي البحراني (ت1121): ذخيرة يوم المحشر: ص98.

الشيخ صالح بن عبد الوهاب بن العرندس (ت840): الصوارم الحاسمة، عنه الجنة العاصمة ص252.

الشيخ عبد الجليل القزويني الرازي (560): كتاب النقض: ص317.

الشيخ عبد الخالق بن عبدالرحيم اليزدي (ت1268): مصائب المعصومين: ص127.

الشيخ علي أكبر النهاوندي (ت1369): أنوار المواهب: ص97-98.

الشيخ محمد باقر الفشاركي (ت1314): عنوان الكلام: ص142، المجلس 25.

الشيخ محمد باقر القايني البيرجندي (ت1352): الكبريت الأحمر: ص277.

الشيخ محمد تقي المعروف بآغا نجفي (ت1332): اسرار الزيارة بهامش حقائق الأسرار: زيارة فاطمة (عليها السلام).

الشيخ محمد جواد اليزدي المشهدي الشيباني: شعشعة الحسينية: ص144.

الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء (ت1373): جنة المأوى: ص133.

الشيخ محمد علي الكاظمي (ت1281): حزن المؤمنين: ص61.

الشيخ مغامس الحلي (ق9): المنتخب: ج2 ص69.

الشيخ مفلح الصيمري (ت900): المنتخب: ج1 ص137.

الشيخ مفلح بن صلاح البحراني (ق9): الزام النواصب: ص153-154.

العلامة الأميني (ت1390): الغدير: ج7 ص74-77.

العلامة البياضي (ت877): الصراط المستقيم: ج2 ص92.

العلامة الحلي (ت726): شرح التجريد: ص376-377. وراجع نهج الحق أيضا.

العلامة الخواجوئي المازندراني (ت1173): الرسائل الاعتقادية: ج1 ص444.

العلامة السيد عبد الله الشبر (ت1242): حق اليقين: ج1 ص188. وجلاء العيون: ج1 ص193.

العلامة السيد محمد قلي الموسوي الهندي والد صاحب العبقات (ت1268): تشييد المطاعن: ج1 ص434.

العلامة الشيخ محمد تقي المجلسي (ت1070): روضة المتقين: ج5 ص342.

العلامة الشيخ محمد حسين المظفر: دلائل الصدق: ج3 ص52 و53.

العلامة المجلسي (ت1111) حق اليقين: ص189. ومرآة العقول: ج5 ص318. وجلاء العيون: ص144. وانظر بحار الأنوار: ج43 ص172 و197 وج 28 ص38 وص297-300 و...

العلامة شرف الدين: المراجعات: ص266.

الفاضل المقداد السيوري (ت826): اللوامع الالهية: ص301.

الفيض الكاشاني (ت1091): علم اليقين: ج2 ص700.

القاضي النعمان المغربي (ت363): الأرجوزة المختارة: ص89-90.

القاضي نور الله التستري (ت1019): مصائب النواصب: ص129.

المحدث الجليل الشيخ عباس القمي (ت1359): بيت الأحزان: 102-103.

المحدث الجليل الشيخ يوسف البحراني (ت1186): الحدائق الناضرة: ج5 ص180.

المحقق الأردبيلي (ت993): الحاشية على إلهيات شرح الجديد للتجريد: ص258. وحديقة الشيعة: ص30. وص265-266.

المحقق الحلي صاحب الشرائع (676): المسلك في أصول الدين: ص260.

المحقق نصير الدين الطوسي (ت672): شرح تجريد الاعتقاد ص376-377.

المخزون السلماسي (ت1223): مصائب الأبرار: ص27-28.

الملا محمد باقر اللاهيجي (ق11): تذكرة الأئمة: ص63.

المولى محمد صالح المازندراني (ت1081): شرح الكافي: ج7 ص207.

حسن بن حمدان الخصيبي (ت334): الهداية الكبرى: ص138-139. وص178-179. وص408.

حسن بن علي اليزدي (ت1297): أنوار الشهادة في مصائب العترة الطاهرة: ص207.

حيدر علي بن ميرزا محمد الشرواني (ق12): رسالة فيما ورد في صدر هذه الأمة: ص121.

رضي الدين علي بن يوسف الحلي (ق7): العدد القوية: ص225.

سبهر صاحب ناسخ التواريخ (ت1297): ناسخ التواريخ، الخلفاء: ج1 ص51.

سليم بن قيس الهلالي (ت76 أو 90): كتاب سليم بن قيس.

شاذان القمي: الفضائل: ص9.

صدر الواعظين القزويني (ت 1330): رياض القدس ج2 المسمى بحدائق الأنس: ص255.

ضياء الدين بن سديد الدين الجرجاني (ق9): رساله عقائد مذهب شيعة، رسائل فارسي جرجاني: ص210.

ضياء الدين يوسف بن يحيى الحسني اليمني الصنعاني (ت1121): نسمة السحر: ج2 ص472.

عز الدين محمد بن احمد بن الحسن الديلمي (ت711): قواعد عقائد آل محمد: ص239 وص270.

علي بن الحسين المسعودي (ت 346): اثبات الوصية: ص153-155.

علي بن حماد (ق4): مجالس المؤمنين: ج2 ص565. ومثالب النواصب: ص86.

علي بن داود الخادم الاسترآبادي (ق11): أنساب التواصب: ص45 وص95.

علي بن عيسى الإربلي (ت693): كشف الغمة: ج1 ص497.

علي بن محمد العمري النسابة (ت490): المجدي في انساب الطالبيين: ص19.

علي بن محمد الوليد الداعي الاسماعليلي اليمني (ت612): تاج العقائد ومعدن الفوائد: ص80.

علي بن محمد بن عمار البرقي (ت245): الصراط المستقيم: ج3 ص13 ومثالب النواصب: ص423.

عماد الدين القرشي (ت872): عيون الأخبار: ص6.

عماد الدين حسن بن علي الطبري الآملي (ق7): تحفة الأبرار: ص249.

كمال الدين مثيم بن علي بن ميثم البحراني (ت679): شرح نهج البلاغة لابن ميثم: ج1 ص252.

محمد باقر الشريف الحسيني الاصفهاني (ق12): نور العيون: ج2 المجلس3.

محمد بن اسحاق الحموي (ق10): انس المؤمنين: ص52.

محمد بن جرير الطبري الإمامي (ق5): دلائل الإمامة ص26-27 وص45.

محمد بن جمال الدين مكي العاملي الشهيد الأول (ت786): بحار الأنوار: ج101 ص44.

محمد بن علي أكبر الخراساني (ت بعد 1261): ماتمكده: المجلس 13.

محمد بن علي الطرازي (ت450): الاقبال: ص625.

محمد بن مسعود العياشي (ت320): تفسير العياشي: ج2 ص66-68.

محمد تقي سبهر الكاشاني (ت1321): ناسخ التواريخ، ترجمة فاطمة الزهراء ص97.

محمد هادي الميلاني (ت1242): لسان الذاكرين: ج1 ص94.

يحيى بن الحسين الزيدي اليمني (ت 298): تثبيت الإمامة ص15-17.

إلى غيرهم من المتقدمين والمتأخرين.. وإليك بعض النصوص في هذا الباب:

قال سليم بن قيس الهلالي في كتابه: ج2 ص907 ط الحديثة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لابنته فاطمة (عليها السلام): «إنك أول من يلحقني من أهل بيتي وأنت سيدة نساء أهل الجنة وسترين بعدي ظلما وغيظا حتى تضربي ويكسر ضلع من أضلاعك، لعن الله قاتلك ولعن الله الآمر والراضي والمعين والمظاهر عليك وظالم بعلك وابنيك».

وسليم أيضا في كتابه: ج2 ص673-675 ط الحديثة: «فلقيت عليا صلوات الله عليه فسألته عما صنع عمر، فقال: هل تدري لم كف عن قنفذ ولم يغرمه شيئا؟ قلت: لا، قال: لأنه هو الذي ضرب فاطمة بالسوط حين جاءت لتحول بيني وبينهم فماتت صلوات الله عليها وإن أثر السوط لفي عضدها مثل الدملج». وفي حديث آخر: «فنظر علي (عليه السلام) إلى من حوله، ثم اغرورقت عيناه بالدموع ثم قال: شكر له ضربها فاطمة بالسوط فماتت وفي عضدها أثره كأنه الدملج».

وقال أيضا: «...ثم عاد عمر بالنار فأضرمها في الباب فأحرق الباب، ثم دفعه عمر فاستقبلته فاطمة (عليها السلام) وصاحت: يا أبتاه يا رسول الله، فرفع السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت فرفع السوط فضرب به ذراعها فصاحت يا أبتاه...» المصدر: ج2 ص763-865.

وقال أيضا: «... وقد كان قنفذ... ضرب فاطمة بالسوط حين حالت بينه وبين زوجها وأرسل إليه عمر: إن حالت بينك وبينه فاطمة فاضربها، فألجأها قنفذ إلى عضادة بيتها ودفعها فكسر ضلعا من جنبها، فألقت جنينا من بطنها، فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت (عليها السلام) من ذلك شهيدة». المصدر: ج2 ص584-588.

وقال الخصيبي (ت334) في حديث عن فاطمة الزهراء (عليها السلام): «فجمعوا الحطب ببابنا وأتوا بالنار ليحرقوا البيت، فأخذت بعضادتي الباب وقلت: ناشدتكم الله وبأبي رسول الله أن تكفوا عنا وتنصرفوا، فأخذ عمر السوط من قنفذ مولى أبي بكر فضرب به عضدي فالتوى السوط على يدي حتى صار كالدملج، وركل الباب برجله فرده علي وأنا حامل فسقطت لوجهي والنار تسعر، وصفق وجهي بيده حتى انتثر قرطي من أذني، وجاءني المخاض فأسقطت محسنا قتيلا بغير جرم...». الهداية الكبرى: ص178-179.

والخصيبي عن الإمام الصادق (عليه السلام): «... وإشعال النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين لإحراقهم بها، وضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة بالسوط ورفس بطنها واسقاطها محسنا...».

وأيضا عنه (عليه السلام): «... فقال لها عمر: دعي عنك يا فاطمة حمقات النسـاء، فلم يكـن الله ليجمع لكـم النبوة والخلافة، وأخذت النـار في خشب الباب وإدخال قنفذ يده.. يروم فتح الباب، وضرب عمر لها بالسوط على عضدها حتى صار كالدملج الأسود، وركل الباب برجله حتى أصاب بطنها وهي حاملة بالمحسن لستة أشهر وإسقاطها اياه، وهجوم عمر وقنفذ وخالد بن الوليد وصفقة خدها حتى بدا قرطاها تحت خمارها وهي تجهر بالبكاء وتقول: وا أبتاه، وا رسول الله، ابنتك فاطمة تُكذَّب وتضرب ويقتل جنين في بطنها... وصاح أمير المؤمنين بفضة: يا فضة مولاتك فأقبلي منها ما تقبله النساء فقد جاءها المخاض من الرفسة ورد الباب، فأسقطت محسنا.... إلى أن قال: فبكى الصادق (عليه السلام) حتى اخضلت لحيته بالدموع ثم قال: لا قرت عين لا تبكي عند هذا الذكر». الهداية الكبرى: ص401-408.

وقال الشيخ الطوسي (ت460): «ومما أنكر عليه ضربهم لفاطمة وقد روي أنهم ضربوها بالسياط والمشهور الذي لا خلاف فيه بين الشيعة أن عمر ضرب بطنها حتى أسقطت فسمي السقط محسناً والرواية بذلك مشهورة عندهم». تلخيص الشافي: ج3 ص156.

ومن مصادر العامة:

البلاذري في (انساب الأشراف): ج1 ص586 ط مصر و(ج2 ص268 ط دار الفكر): «ان ابابكر أرســل إلى علــي يريد البيعــة فلم يبايــع، فجاء عمر ومعه فتيلة، فلقته فاطمة على الباب، فقالت فاطمة يابن الخطاب، أتراك محرقاً علي بابي؟ قال: نعم، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك...».

والبلاذري أيضا في (أنساب الأشراف) ج1 ص587 و(ج2 ص269 ط دار الفكر) بسنده عن ابن عباس قال: «بعث أبو بكر عمر بن الخطاب إلى علي حين قعد عن بيعته وقال: ائتني به بأعنف العنف...».

والنوفلي في كتاب (الأخبار) عنه مروج الذهب ج3 ص77 ط دار الهجرة: «كان عروة بن الزبير يعذر أخاه إذا جرى ذكر بني هاشم وحصره إياهم في الشعب وجمعه لهم الحطب لتحريقهم ويقول: إنما أراد بذلك إرهابهم ليدخلوا في طاعته كما أرهب بنوهاشم وجُمع لهم الحطب لاحراقهم إذ هم أبوا البيعة فيما سلف».

وابن أبي الحديد عن المسعودي: «كما فعل عمر بن الخطاب ببني هاشم، لما تأخروا عن بيعة أبي بكر، فإنه أحضر الحطب ليحرق عليهم الدار» شرح نهج البلاغة: ج20 ص147.

وابن أبي الحديد في شرح النهج عن أبي بكر احمد بن عبد العزيز البغدادي في كتابه (السقيفة وفدك): «سأل أبوبكر فقال: أين الزبير؟ فقيل: عند علي وقد تقلد سيفه، فقال: قم يا عمر، قم يا خالد بن الوليد، انطلقا حتى تأتياني بهما، فانطلقا.... ثم قال (عمر) لعلي: قم فبايع لأبي بكر، فتلكأ واحتبس، فأخذ بيده وقال: قم، فأبى أن يقوم، فحمله ودفعه كما دفع الزبير وأخرجه، ورأت فاطمة ما صنع بهما فقامت على باب الحجرة وقالت: يا أبا بكر، ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله، والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله» شرح النهج: ج2 ص57.

وأيضا ابن أبي الحديد عن كتاب (السقيفة وفدك): (ثم دخل عمر فقال لعلي قم فبايع، فتلكأ واحتبس، فأخذ بيده وقال: قم، فأبى أن يقوم، فحمله ودفعه كما دفع الزبير ثم أمسكهما خالد وساقهما عمر ومن معه سوقاً عنيفا واجتمع الناس ينظرون وامتلأت شوارع المدينة بالرجال...» شرح نهج البلاغة: ج6 ص11.

وابن أبي الحديد في شرح النهج: ج6 ص11: «جاء عمر إلى بيت فاطمة في رجال من الأنصار ونفر قليل من المهاجرين، فقال: والذي نفسي بيده لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقن البيت عليكم... ثم أخرجهم بتلابيبهم يساقون سوقاً عنيفاً حتى بايعوا أبابكر».

وأيضا في شرح النهج: ج2 ص56: «فأتاهم عمر ليحرق عليهم البيت فخرج اليه الزبير بالسيف وخرجت فاطمة تبكي وتصيح فنهنهت من الناس».

وابن أبي الحديد عن أستاذه أبي جعفر النقيب أنه قال: «إذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أباح دم هبار بن الأسود لأنه روع زينب فألقت ذا بطنها، فظهر الحال انه لو كان حياً لأباح دم من روع فاطمة حتى ألقت ذا بطنها، فقلت: اروي عنك ما يقوله قوم ان فاطمة روعت فألقت المحسن؟ فقال: لا تروه عني ولا ترو عني بطلانه، فإني متوقف في هذا الموضع، لتعارض الأخبار عندي فيه» شرح نهج البلاغة: ج14 ص193.

واليعقوبي في (تاريخه): ج2 ص126: «وبلغ أبابكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب في منزل فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأتوا في جماعة حتى هجموا الدار وخرج علي ومعه السيف، فلقيه عمر فصرعه وكسر سيفه ودخلوا الدار فخرجت فاطمة فقالت: والله لتخرجن أو لأكشفن شعري ولأعجن إلى الله...».

والطبري في (تاريخه): ج3 ص101 ط بيروت (وج2 ص203 ط مصر): «أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين، فقال: والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة».

والمتقي الهندي في (كنز العمال) ج5 ص651 ح14138: «عن أسلم انه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان علي والزبير يدخلون على فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويشاورونها ويرجعون في أمرهم، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة، فقال: يا بنت رسول الله، ما من الخلق أحد أحب إلي من أبيك وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك، وأيم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن أمرهم أن يحرق عليهم الباب، فلما خرج عليهم عمر جاؤوا، قالت: تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم الباب وأيم الله ليمضين لما حلف عليه».

وهذا رواه السيوطي أيضا في (مسند فاطمة): ص36. 

وقريباً منه رواه ابن عبد البر في (الاستيعاب في معرفة الأصحاب): ج3 ص975 ط القاهرة.

والنويري في (نهاية الارب في فنون الأدب): ج19 ص40. 

والشاه ولي الله الدهلوي في كتابه (ازالة الخفاء) ج2 ص29 وص179، وأيضا في كتابه (قرة العينين) ص78. 

وابن أبي شيبة في كتاب (المصنف): ج7 ص432 ح37045.

وابن عبد ربه في العقد الفريد ج4 ص242 وفي ط ج4 ص259: «الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر: علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة، حتى بعث اليهم أبوبكر، عمر بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة، وقال له: ان أبوا فقاتلهم، فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: يا ابن الخطاب، أجئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة».

وابن حنزابة في كتابه (الغرر): «قال زيد بن اسلم: كنت ممن حمل الحطب مع عمر إلى باب فاطمة، حين امتنع علي وأصحابه عن البيعة أن يبايعوا، فقال عمر لفاطمة: أخرجي من في البيت وإلا أحرقته ومن فيه، قال: وفي البيت علي والحسن والحسين وجماعة من أصحاب النبي، فقالت فاطمة: أفتحرق علي وولدي، فقال: أي والله أو ليخرجن وليبايعن).

عنه ابن شهر آشوب في (مثالب النواصب) ص419، والسيد بن طاووس في الطرائف ص239 والعلامة الحلي في نهج الحق: ص271.

وأبو الفداء في (المختصر في أخبار البشر): ج1 ص156 ط دار المعرفة بيروت: «ثم ان ابابكر بعث عمر بن الخطاب إلى علي ومن معه ليخرجهم من بيت فاطمة رضي الله عنها وقال: إن أبوا عليك فقاتلهم، فأقبل عمر بشيء من نار على أن يضرم الدار، فلقيته فاطمة رضي الله عنها وقالت: إلى أين يا بن الخطاب، أجئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم، أو يدخلوا فيما دخل فيه الأمة».

والشهرستاني في (الملل والنحل): ج1 ص57 تحت عنوان النظامية وما يعتقد به النظام: (ان عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها، وكان يصيح: احرقوا دارها بمن فيها، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين».

وابن تيمية في (منهاج السنة) ج4 ص220: بعد ذكر اعتراف أبي بكر بالهجوم: «غاية ما يقال: انه كبس البيت لينظر هل فيه شيء من مال الله الذي يقسمه».

وابن قتيبة الدينوري في (الامامة والسياسة) ص17-20: «وان ابابكر تفقد قوماً تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه، فبعث اليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص، ان فيها فاطمة، فقال: وإن، فخرجوا فبايعوا الا عليا فانه زعم انه قال: (حلفت ان لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتى أجمع القرآن) فوقفت فاطمة رضي الله عنها على بابها فقالت: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم، تركتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) جنازة بين أيدنا، وقطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا ولم تردوا لنا حقا، فأتى عمر أبابكر فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة، فقال أبوبكر لقنفذ وهو مولى له: أذهب فادع لي علياً، قال: فذهب إلى علي فقال له: ما حاجتك: فقال: يدعوك خليفة رسول الله، فقال علي: لسريع ما كذبتم على رسول الله، فرجع فأبلغ الرسالة، قال: فبكى أبوبكر طويلا، فقال عمر الثانية: لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة، فقال أبوبكر لقنفذ: عد إليه فقل له: خليفة رسول الله يدعوك لتبايع، فجاءه قنفذ فأدى ما أمر به، فرفع علي صوته فقال: سبحان الله لقد ادعى ما ليس له، فرجع قنفذ، فأبلغ الرسالة، فبكى أبوبكر طويلا، ثم قام عمر فمشى معه جماعة حتى أتوا باب فاطمة، فدقوا الباب، فلما سمعت (فاطمة) أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت يا رسول الله، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة، فلما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين وكادت قلوبهم تنصدع وأكبادهم تنفطر، وبقي عمر ومعه قوم، فأخرجوا علياً، فمضوا به إلى أبي بكر، فقالوا له: بايع، فقال: إن أنا لم أفعل فمه؟ قالوا: اذاً والله الذي لا إله الا هو نضرب عنقك، فقال: اذاً تقتلون عبد الله وأخا رسوله، قال عمر: اما عبد الله فنعم، وأما اخو رسوله فلا، وأبوبكر ساكت لا يتكلم، فقال له عمر: ألا تأمر فيه بأمرك؟ فقال: لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جنبه، فلحق علي بقبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصيح ويبكي وينادي يا (ابن ام ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني) (سورة الأعراف: 150)، فقال عمر لأبي بكر:... انطلق بنا إلى فاطمة، فإنا قد أغضبناها، فانطلقا جميعا، فاستأذنا على فاطمة، فلم تأذن لهما، فأتيا علياً فكلماه، فأدخلهما عليها، فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط، فسلما عليها، فلم ترد عليهما السلام. فتكلم أبوبكر فقال: يا حبيبة رسول الله، والله إن قرابة رسول الله أحب الي من قرابتي، وإنك لأحب الي من عائشة ابنتي، ولوددت يوم مات أبوك مت، ولا أبقى بعده، أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله إلا أني سمعت أباك رسول الله يقول: لا نورث، ما تركناه صدقة!. فقالت: أرأيتكما إن حدثتكما حديثاً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعرفانه وتفعلان به؟ قالا: نعم، فقالت: نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول: رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني؟ قالا: نعم سمعناه من رسول الله، قالت: فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبي لأشكونكما اليه، فقال ابوبكر: أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة، ثم انتحب ابوبكر يبكي حتى كادت نفسه أن تزهق، وهي تقول: والله لأدعون عليك في كل صلاة أصليها، ثم خرج باكياً، فاجتمع اليه الناس فقال لهم: يبيت كل رجل منكم معانقاً حليلته، مسرورا بأهله، وتركتموني وما انا فيه، لا حاجة لي في بيعتكم، أقيلوني بيعتي». الحديث

والشاه عبد العزيز الدهلوي قال في الرد على الطعن الثاني من مطاعن عمر: «انما هدد عمر من التجأ إلى بيت فاطمة بزعم انه ملجأ ومعاذ للخائنين فجعلوه مثل مكة المكرمة وقصدوا الفتنة والفساد وتشاوروا في نقض خلافة أبي بكر، والحق ان فاطمة كانت تكره اجتماعهم في بيتها ولكنها لحسن خلقها لم تمنعهم من ذلك صريحا، فلما تبين ذلك لعمر هددهم باحراق البيت عليهم» ‍‍!!. تحفة اثنى عشرية ص464.

والمقريزي في الخطط (المواعظ والاعتبار) ج2 ص346: «وزعم (أي النظام) أنه (أي عمر) ضرب فاطمة ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومنع ميراث العترة».

والحمويني في (فرائد السمطين): ج3 ص34-35: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث: «... وأما ابنتي فاطمة... وإني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي، كأني بها وقد دخل الذل بيتها وانتهكت حرمتها وغصب حقها ومنعت إرثها وكسر جنبها وأسقطت جنينها وهي تنادي يا محمداه فلا تجاب وتستغيث فلا تغاث فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية...».

والصفدي في (الوافي بالوفيات) في ترجمة النظام: ج6 ص17: (ان عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن). 

والحافظ الذهبي في (ميزان الاعتدال): ج1 ص139، و(سير اعلام النبلاء): ج15 ص578، قال عند ذكر احمد بن محمد بن السري بن يحيى المعروف بابن أبي دارم: «... ثم كان في آخر أيامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب، حضرته ورجل يقرأ عليه: ان عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن».

ورواه ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان: ج1 ص268.

وأبو الوليد محمد بن شحنة في (روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر، هامش الكامل لابن الأثير: ج11 ص113): «ثم ان عمر جاء إلى بيت علي ليحرقه على من فيه، فلقيته فاطمة فقال: ادخلوا فيما دخلت فيه الأمة».

ثم هناك من العامة من تطرق إلى حديث حرق الدار وما أشبه ونسبه إلى الشيعة أو ردها، فمنهم:

المقدسي في (البدء والتاريخ): ج5 ص20 عند ذكر أولاد فاطمة: «وولدت محسنا وهو الذي تزعم الشيعة أنها أسقطته من ضربة عمر».

وأبو الحسين الملطي الشافعي في (التنبيه والرد): ص25: «... فزعم هشام (أي هشام بن الحكم)... ان أبابكر مر بفاطمة فرفس في بطنها فأسقطت وكان سبب علتها ووفاتها، وأنه غصبها فدك».

والقاضي أبو الحسن عبد الجبار الاسد آبادي (المغني): ج20 ص335:«ومن جملة ما ذكروه من الطعن ادعاؤهم ان فاطمة لغضبها على أبي بكر وعمر أوصت أن لا يصليا عليها وأن تدفن سرا منهما فدفنت ليلا، وادعوا برواية رووها عن جعفر بن محمد وغيره: ان عمر ضرب فاطمة بسوط وضرب الزبير بالسوط... ثم نقل قول عمر لفاطمة: وأيم الله لئن اجتمع هؤلاء النفر عندك ليحرقن عليهم» ثم قال إلى غير ذلك من الروايات البعيدة.

وابن تيمية في منهاج السنة: ج4 ص220: «انما ينقل مثل هذا جهال الكذابين ويصدقه حمقى العالمين الذين يقولون: ان الصحابة هدموا بيت فاطمة وضربوا بطنها حتى اسقطت».

وابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة: ص51: «الا ترى إلى قولهم (أي قول الشيعة) ان عمر قاد عليا بحمائل سيفه وحصر فاطمة فهابت فأسقطت ولداً اسمه المحسن».

والبرزنجي في (النواقض للروافض والنواقض): ص41،: «انهم قالوا: ان عمر بن الخطاب ذهب إلى دار علي... وخافت فاطمة منه وأسقطت ولداً اسمه المحسن».

ورسول بن محمد في (نصيحة الشيعة الإمامية) ص45: «قول الإمامية ان عليا كان في بيته فجاء عمر ليأخذ منه البيعة لأبي بكر، فناداه من الباب، فخرجت اليه فاطمة فقالت من داخل الباب يا عمر أي شيء تريد من علي... فغضب عمر لذلك فضرب الباب برجله وكسره ووقع من كسره رض في بطن فاطمة ووقع سقط من فاطمة اسمه محسن ودخل الدار وأوقع حبلا في عنق علي فجره إلى أبي بكر فأخذ منه البيعة لأبي بكر كرهاً وجبراً».

هذا وشعر محمد حافظ إبراهيم شاعر النيل معروف:

أكـــرم بســـامعها أعظم بملـــقــيها            وقــــولة لعــــلي قـــــالــها عـــــمـر

ان لــم تبايع وبنت المصطفى فيها          حرقـــــت دارك لا أبقي عـــليك بها

أمــــام فـــــارس عـــدنان وحاميها           مـــا كان غير أبي حفص يفوه بها

إلى غير ذلك... علماً بأنهم قد كتموا كثيرا منها رعاية لسمعة خلفائهم، كما حذفوا بعض هذه التصريحات من بعض الطبعات لذلك، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين. (مؤسسة المجتبى للتحقيق والنشر).

119 - راجع المناقب: ج3 ص251.

120 - المناقب: ج3 ص91، وكشف الغمة: ج1 ص143.

121 - ثواب الأعمال وعقاب الأعمال: ص253 وأعلام الدين: ص406.