القسم التاسع |
وان جهنم لمحيطة بالكافرين الكفر موضوعا وحكما مسألة: اقتباسها (عليها السلام) الآية الشريفة: (ألا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين)(1) وذكرها هاهنا، يدل على شهادتها (عليها السلام) بان ما فعلوه (من غصب الخلافة وفدك، وإيذاء آل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وابنته فاطمة الزهراء (عليها السلام) وقد قال فيها (صلى الله عليه وآله وسلم): (من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله)(2) و... استلزم الكفر وذلك واضح، وإلا لزم لغوية ذكر هذه الآية ههنا. ثم انه هل المقصود الكفر موضوعا أو حكما(3)؟ فان الكفر على قسمين: 1: كفر العقيدة. 2: كفر النعمة. تفصيل البحث في المفصلات، وهذه الآيات ونظائرها توضح أقسام الكفر أكثر فأكثر. قال تعالى: (قل ما كنت بدعاً من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ان اتبع إلا ما يوحى الي وما أنا إلا نذير مبين * قل أرايتم ان كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم ان الله لايهدي القوم الظالمين)(4). ومن الواضح أن نصب أمير المؤمنين علي (عليه السلام) خليفة من بعده (صلى الله عليه وآله) كان من عند الله دون شك، قال تعالى:( يا أيها الرسول بلّغ ما انزل إليك من ربك…)(5). وقال سبحانه:..( فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع)(6). وقال تعالى: (وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به)(7). وقال سبحانه: (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا)(8). وقال عزوجل: (سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع)(9). وقال تعالى: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى اشد العذاب)(10). وقال سبحانه: (ومن يكفر بآيات الله فان الله سريع الحساب)(11). قال تعالى: (ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين)(12). وقال عزوجل: (أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل)(13). وقال سبحانه: (ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله )(14). وقال تعالى:(أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون)(15). قال عزوجل: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبيناً)(16). وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «حب علي إيمان وبغضه كفر»(17). وعن ابن عباس انه مر بمجلس من مجالس قريش وهم يسبون علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال لقائله ما يقول هؤلاء؟ قال: يسبون علياً. قال: قربني إليهم. فلما أن وقف عليهم قال: أيكم الساب الله؟ قالوا: سبحان الله ومن يسب الله فقد أشرك بالله. قال: فأيكم الساب رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قالوا: ومن يسب رسول الله فقد كفر. قال: فأيكم الساب علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه)؟ قالوا: قد كان ذلك. قال: فاشهد بالله واشهد الله لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من سب علياً فقد سبني ومن سبني فقد سب الله عزوجل»(18). وقال (صلى الله عليه وآله): «من حسد علياً فقد حسدني ومن حسدني فقد كفر»(19). وقال (صلى الله عليه وآله): «من سب علياً فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ومن سب الله فقد كفر»(20). وقال (صلى الله عليه وآله): «يا بن عباس لا تشك في علي فان الشك فيه كفر يخرج عن الإيمان ويوجب الخلود في النار»(21). وقال (صلى الله عليه وآله): «إن علياً خير البشر من أبى فقد كفر»(22). قولها (عليها السلام): (ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين)(23) فانهم زعموا انهم يريدون الخروج من الفتنة (المزعـــومة) فوقعوا في فتنة حــقيقــية مؤكــدة، لأن مخـــالفة أمـــر الباري جلّ وعلا ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الخلافة(24) فتنة ليست فوقها فتنة. وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من فارق علياً (عليه السلام) بعدي لم يرني ولم أره يوم القيامة، ومن خالف علياً حرم الله عليه الجنة، وجعل مأواه النار وبئس المصير، ومن خذل علياً خذله الله يوم يعرض عليه، ومن نصر علياً نصره الله يوم يلقاه ولقنه حجته عند المساءلة»(25). وقال (صلى الله عليه وآله): «يابن عباس من خالف علياً فلا تكون ظهيراً له ولا ولياً، فوالذي بعثني بالحق نبياً ما يخالفه أحد إلا غيّر الله ما به من نعمة وشوه خلقه قبل إدخاله النار»(26). نافذة نحو العالم الآخر أما (إن جهنم لمحيطة بالكافرين)(27) فلأن الآخرة امتداد للدنيا(28) والثواب والعقاب يكونان أيضاً في نفس هذه الدنيا، كما يكونان في عالم الآخرة، والآخرة محيطة بالدنيا، منتهى الأمر إن (منافذ) الإنسان و(نوافذه) نحوها مغلقة ما دام حياً، فما أعطي من الحواس الخمس نوافذها للعالم الدنيوي، والحاسة السادسة والأحلام وغيرها إنما هي (إشارات) لنوافذ ربما تطلّ على العالم الآخر.. ولذلك فان الإنسان المؤمن لا(يحسّ) ولا(يشهد) عادة: حسن الآخرة ونعيمها مادام في الدنيا، والإنسان السيئ لا يحس بعقوبات عالم الآخرة مادام حياً لأن حواسهما ليست من حواس الآخرة، ولم يعط في الدنيا تلك الحواس التي تكشف له آفاق ذلك العالم، فحاله حال الإنسان الذي فقد ذوقه أو بصره أو سمعه أو شمّه أو لمسه، فانه يلامس الأشياء دون أن يحس بلطافتها وطراوتها أو خشونتها، ويكون أمامه المرئي وتملأ غرفته الأصوات (من صدح البلابل إلى هدير المحركات) دون أن يرى أو يسمع شيئاً، وهكذا بالنسبة إلى الذوق والشم، بينما قد يوجد الى جانبه من لم يفقد حواسه الخمس فانه يحسّ بكلّ ذلك ويشهدها بوضوح. بل ربما أحسّ المريض بمرارة الحلاوة، بينما الصحيح يكتشفها حلوة كما هي. وقد أكثر الباري جل وعلا وأنبياؤه وأولياؤه في الآيات والروايات الإشارة إلى هذا القبيل، مثل قوله سبحانه ( إنما يأكلون في بطونهم ناراً)(29) وقد أشرنا إلى بعض تفصيل ذلك في (الفقه)(30) وغيره(31).
فهيهات منكم محتملات (هيهات) مسألة(32): يحتمل في المراد من قولها (عليها السلام): (هيهات)(33) وجوه: إذ لعل المراد بـ: (هيهات): أن هذه الأعمال كانت بعيدة عنكم، كقوله سبحانه:(هيهات هيهات لما توعدون)(34)، فكأنه أريد أن من المستبعد ممن عاشر الرسول (صلى الله عليه وآله) وعرفه وسمع وصاياه الأكيدة حول أهل بيته (عليهم الصلاة والسلام) أن يسكت عن غصب حقّهم (عليهم السلام)، فكيف بأن يعين على ذلك، فكيف بأن يمارسـه بتلك الطريقة الوحشية(35). أو أن المراد: أن ما تكشفه تلك الأفعال من قصد مبطن كان بعيداً عنكم(36) فكان الأوفق بحالكم غير ذلك القصد. أو: الجامع بين الأمرين، باستعمال (هيهات) في كلّي يكون كلا الأمرين مصداقاً له. أو أن المراد: بعيد منكم الرجوع الى الحق ما دمتم قد عقدتم قلوبكم على الابتعاد عنه، فإن الإنسان ـ عادة ـ إذا عقد قلبه على الابتعاد عن شيء فإنه يسيطر على جوارحه الابتعاد عنه، كما أنه في عكسه إذا عقد الإنسان قلبه على الاقتراب من شيء فإنه يسيطر على جوارحه الاقتراب إليه، وبعد ذلك لا يهمه إن كان الابتعاد أو (الاقتراب) حقاً أو باطلاً. قال سبحانه بالنسبة إلى بعض الناس: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم)(37). وقال عز وجل:( يعرفونه كما يعرفون أبناءهم)(38). هذا كله بناء على كونها خبرية. ويحتمل أن تكون إنشائية(39) بمعنى الدعاء عليهم بالبعد عن رحمة الله، وعلـى هـذا يستفاد منـه مطلوبية الدعـاء على الأعداء ومنه اللعن، فانه بمعنى البعد عن رحمة الله أو بمعنى الدعاء عليهم بالبعد عن الوصول لما كانوا يصبون إليه فتأمل. قال تعالى: (أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون)(40). وقال سبحانه: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا)(41). وقال عزوجل: (إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا)(42). ويؤيد أول الاحتمالات سياق كلامها (عليها السلام) وقولها: (وكتاب الله بين أظهركم). ومما ورد فيه كلمة (هيهات) بالمعنى المذكور ما قاله أمير المؤمنين (عليه السلام) لابن عباس بعدما قطع خطبته الشقشقية: «هيهات هيهات يا بن عباس تلك شقشقة هدرت ثم قرت. فقال ابن عباس: فما أسفت على كلام قط كأسفي على كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) إذا لم يبلغ به حيث أراد»(43). وقد ورد في باب التوحيد ونفي التشبيه: «الهي تاهت أوهام المتوهمين وقصر طرف الطارفين وتلاشت أوصاف الواصفين واضمحلت أقاويل المبطلين عن الدرك بعجيب شأنك، أو الوقوع بالبلوغ إلى علوك، فأنت في المكان الذي لايتناهى، ولم تقع عليك عيون بإشارة ولا عبارة، هيهات ثم هيهات»(44). وفي الحديث ان معاوية قال للإمام الحسن (عليه السلام): «انا خير منك يا حسن، قال(عليه السلام): وكيف ذاك يا بن هند، قال: لأن الناس قد أجمعوا علي ولم يجمعوا عليك، قال هيهات هيهات، فشر ما علوت يا بن آكلة الأكباد، المجتمعون عليك رجلان بين مطيع ومكره، فالطائع لك عاص لله، والمكره معذور بكتاب الله، وحاشى لله أن أقول أنا خير منك، فلا خير فيك، ولكن الله برأني من الرذائل كما برأك من الفضائل»(45). وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) مخاطباً الدنيا وما فيها: «يا دنيا يا دنيا أبي تعرضت أم إلي تشوقت هيهات هيهات غري غيري لا حاجة لي فيك، قد طلقتك ثلاثاً لا رجعة لي فيك، فعمرك قصير، وأملك حقير، آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق وعظم المورد»(46). وقال (عليه السلام): «هيهات أن ينجو الظالم من أليم عذاب الله وعظيم سطواته»(47).
وكيف بكم، وأنى تؤفكون قولها (عليها السلام): (وكيف بكم) أي كيف صار الأمر بكم إلى ما صار، وكيف صرتم الى هذه الحالة من العداء لأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) وغصب حقوقهم. وبعبارة أخرى: أي حال لكم في دنياكم وفي آخرتكم مع عملكم هذا الذي هو خلاف الحق. وفي (كيف) معنى التعجب كما ذكره الأدباء(48)، وفي المقام هو إنكار توبيخي. قولها (عليها السلام): (وأنى تؤفكون) أي: كيف تصرفون عن الحق، وتزيغون عنه، وتتبعون الباطل، من إفكه كضربه بمعنى: صرفه عن الشيء وقلبه، وقد ورد في القرآن الحكيم بالنسبة إلى البلاد التي قلبت ظهراً لبطن وبطناً لظهر، بسبب عذاب الله سبحانه وتعالى، اسم (المؤتفكات) كما في قضية قوم لوط (عليه السلام). قال سبحانه: (ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)(49). وقال تعالى: (وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة)(50). وفي تأويل هذه الآية المباركة أنها في أعداء أمير المؤمنين علي (عليه السلام)(51). ويحتمل أن يكون معنى (أنى(52) تؤفكون) هو: أين يصرفكم الشيطان، أو تصرفكم أنفسكم عن الحق؟ وهو كلمة تعجب أيضاً يقصد بها الإنكار والتوبيخ. قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «أين تتيهون، ومن أين تؤتون، وأنى تؤفكون، وعلام تعمهون، وبينكم عترة نبيكم، أين وهم أزمة الصدق وألسنة الحق»(53).
وكتاب الله بين أظهركم جمع القرآن مسألة: يستفاد من قولها (عليها السلام): (وكتاب الله بين أظهركم) وبمجموعة من القرائن الأخرى أن القرآن كان مجموعاً في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما هو اليوم وبنفس الترتيب من دون زيادة ولا نقيصة. قال تعالى: (إن علينا جمعه وقرآنه)(54). وإن قيل بصحة الإسناد في ظرف عدم الجمع، إلا أنه خلاف المتفاهم عرفاً، خاصة بلحاظ (بين أظهركم) و بلحاظ الإطلاق الأزماني والأحوالي في الجمل اللاحقة(55). وقد فصلنا هذا البحث في كتاب (ولأول مرة في تاريخ العالم)(56) و(متى جمع القرآن)(57). عدم تحريف القرآن مسألة: يستفاد من قولها (عليها السلام): (وكتاب الله بين أظهركم) عدم تحريف الكتاب، وإلا لما صح إطلاق (كتاب الله) على الموجود بين أظهرهم. ولو قيل بتمامية الاستدلال في صورة القول بالتحريف بالنقص فقط دون الزيادة أجيب بأن الإطلاق ينفيهما(58) إضافة إلى ما للجمل اللاحقة من الدلالة الواضحة على عدم التحريف مطلقاً، إذ كيف يكون المحرَّف (أموره ظاهرة وأحكامه زاهرة…) خاصة مع لحاظ إفادة الجمع المضاف للعموم. قال تعالى: (وما كان هذا القرآن أن يفــترى من دون الله ولكن تصــديق الذي بــين يديه وتــفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العـــالمين)(59). حجية الكتاب مسألة: يستفاد من قولها (عليها السلام): (وكتاب الله بين أظهركم) ومن الجمل اللاحقة: حجية الكتاب، على خلاف ما ذهب إليه بعض الأخباريين. قال تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)(60). وقال سبحانه: (وانك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم)(61). ودلالة كلامها (عليها السلام) واضحة بل صريحة، فالمعنى: والحال أن كتاب الله سبحانه وتعالى وهو القرآن الحكيم بينكم، وأنتم تقرؤونه ليل نهار، وهو الحكم والمرجع، فإلى أين تنصرفون، ولمن ولأي شيء ولما تتوجهون، (وكتاب الله بين أظهركم)؟ (أفحكم الجاهلية تبغون)؟ وقولها (عليها السلام): (بين أظهركم)، يقال: فلان بين أظهر القوم وبين ظهرانيهم، أي مقيم بينهم، محفوف من جوانبه بهم(62)، وكذلك يقال بالنسبة إلى الشيء، مثل: أن المدرسة بين أظهرهم، والمكتبة بين أظهرهم، وما أشبه ذلك.
أموره ظاهرة القرآن كالشمس مسألة: قولها (عليها السلام): (أموره ظاهرة) فإن القرآن الكريم ـ أوامره ونواهيه وحكمه ومواعظه وقصصه وغير ذلك ـ كلها ظاهرة كالشمس ويلزم العمل وفقها. قال تعالى: (ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون)(63). وقال سبحانه: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)(64). وعن أبي عبد الله (عليها السلام): «القرآن جملة الكتاب والفرقان المحكم الذي يجب العمل بظاهره»(65). ولا يعمى عن أمور القرآن الظاهرة إلا من تلبد قلبه بحجب اللجاج والعناد وسحب الأهواء و الشهوات، قال تعالى: (وننـزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا)(66). فيعرفها الإنسان العربي وليست من قبيل الألغاز، وهم ليسوا من غيـر العرب حتى لا يفهموا أحكام القرآن وأوامره وزواجره، وقد أمر القرآن باتباع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في كلما يأمر وما ينهي (ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم فانتهوا)(67)، وقد أمرهم رسول الله بولاية علي بن أبي طالب (عليها السلام) وهناك آيات عــــديدة في هذا البــــاب كآية البـــلاغ(68) وآية الـــولاية(69) وآية إكمال الدين(70) وما أشبه. فالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عين الخليفة بمتواتر الروايات، وبمشهد ومرأى الناس في غدير خم وغيره(71)، فكيف تصرفون وتعرضون عن هذا الظاهر من القرآن؟ والظاهر أن الجمل اللاحقة من قبيل عطف الخاص على العام(72) لأهميته، وللتأكيد. ويحتمل التغاير كما سيأتي. و المراد بالظهور الأعم من الظهور ابتداءً أو ثانياً، بالمباشرة أو بالواسطة(73)، فلا يستشكل على ذلك بالمتشابـه، أو يقــال بانصــراف الأمــور الــى غيــره بقرينــة المقام(74) ويكون المراد على هذا (الأمور التي تحتاجون إليها لشؤون معاشكم ومعادكم) ومن أهمها أمر الخلافة.
وأحكامه زاهرة وأعلامه باهرة الأحكام الزاهرة مسألة: يلزم الاعتقاد بأن أحكام القرآن زاهرة وأعلامه باهرة. والزاهر عبارة عن: المتلألئ المشرق، بمعنى أنّ أحكام القرآن كلها متلألئة، عليها نور الحق والصدق، وهي (تزهر) كما تزهر الشمس، في أفق الأرواح والأفكار. وكما أن أعمى العين لا يرى نور الشمس كذلك أعمى البصيرة لا يبصر نور القرآن، فهي (زاهرة) بيّنة لنفسها ومضيئة للسائرين، كالنور الظاهر بنفسه المظهر لغيره، ولو أتبعتم أحكامه لسرتم على المنهاج الواضح نحو حياة سعيدة في الدنيا وجنة عرضها السماوات والأرض في الآخرة، قال تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى* قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا* قال كذلك أتتك آياتنـا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى)(75). وقال سبحانـــه: (ولو أن أهـــل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بــركات من الســماء والأرض ولـــكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون)(76). وفي الدعاء: «اللهم صل على محمد وآله وأدم بالقرآن صلاح ظاهرنا، واحجب به خطرات الوساوس عن صحة ضمائرنا، واغسل به زيغ درن قلوبنا وعلائق أوزارنا، واجمع به منتشر أمورنا… واجبر بالقرآن خلتنا من عدم الإملاق، واسق إلينا به رغد العيش وخصب سعة الأرزاق، وجنبنا به من الضرائب المذمومة ومداني مذام الأخلاق، واعصمنا به من هوة الكفر ودواعي النفاق، حتى يكون لنا في القيامة إلى رضوانك وجنانك قائداً، ولنا في الدنيا عن سخطك وتعدي حدودك ذائبا طارداً، ولنا لما عندك بتحليل حلاله وتحريم حرامه شاهدا»(77). من العلامات القرآنية وقولها (عليها السلام): (وأعلامه باهرة)، أعلام: جمع علم، أي: علاماته، كعلامات الطريق مثلاً، لكن علامات الطريق مادية وعلامات القرآن معنوية. ثم إن(78) القرآن الحكيم تحدّاهم في مواطن أربعة على أربع مستويات، متدرجاً من التحدي عن الإتيان بمثل القرآن إلى الإيتان بجزء من سورة فقط.. فقال مرة: (لا يأتون بمثله)(79)، أي: 114 سورة. وثانية: (فأتوا بعشر سور مثله مفتريات)(80). وثالثة:(فأتوا بسورة مثله)(81)، وفي آية أخرى قال: (فأتوا بسورة من مثله)(82)، ولا يخفى الفرق بينهما لمكان (من). ورابعة: (فليأتوا بحديث مثله)(83)، مما قد يشمل أقل من السورة أيضاً. ثم من جانب آخر، رفع درجة التحدي ومستوى عدم إمكان ذلك بالقياس إلى الأشخاص والزمن. فقال مرة: (فأتوا). وأخرى: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً)(84). وثالثة قال: (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا)(85)، أي أنهم ليس بمقدورهم ذلك إلى الأبد، كما ليس بمقدورهم الإتيان بأي محال آخر استحالة ذاتية أو وقوعية(86). فهو في التنازل والترقي مثله مثل من يقول لمن يدّعي البطولة: أحمل طناً، ثم يقول: مائة من(87)، ثم يقول: عشرة أمنان، ثم يقول: مناً واحداً، فإذا لم يفعل حتى الدرجة الأخيرة كان معناه أنه لاحظ له من البطولة. وفي المقابل يقول: إن حملت أعطيك ديناراً، ثم يقول: عشرة دنانير، ثم يقول: مائة دينار، ثم يقول: ألف دينار، فيخفض مستوى التحدي ويرفع الثمن. والقرآن هو الكتاب الوحيد الذي نزل من عند الله وبقي وسيبقى خالداً دون تحريف، وسرّ بقائه أنه كتاب لخاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى آخر الأزمان، فهو كتاب الله عبر خاتم أنبيائه للبشرية إلى فناء الدنيا، بينما الكتب السماوية السابقـة نزلت لفترة زمنية محددة، ثم (نسـوا حظاً ممـا ذكروا به)(88) فالكتب الموجودة في أيديهم الآن لم تنزل من السماء، والكتب النازلة لم تبق، فلم يحفظها الله سبحانه غيبياً وإعجازياً ـ كما حفظ القرآن ـ لأنها كانت مؤقتة لا دائمة كالقرآن الحكيم، فلم يستلزم قاعدة (اللطف) حفظها. ومن الطبيعي أن لا يكون بمقدور البشر على أن يأتي بمثل القرآن، حتى إذا تعاضد وتعاون مع الجن وغيرهم، فإن الكتاب التشريعي كالكتاب التكويني، وحيث لا تستطيع المخلوقات بأجمعها حتى على خلق ذبابة، بل على خلق حبة حنطة حية تنمو لما فيها من الروح إذا أنبتت(89) كذلك في كتاب الله التشريعي. وعلامات القرآن تشير إلى مجموعة هائلة من الحقائق التكوينية و التشريعية والماورائية، من المبدأ الى المعاد، ومن الأحداث التاريخية إلى الإخبارات الغيبية، ومن السنن الاجتماعية التي تحكم الأسرة والمجتمع والحكومات، مروراً بالقضايا الحقوقية والسياسية والاقتصادية و… وانتهاء بحالات الإنسان وهو على بوابة العالم الآخر في آخر لحظاته من الدنيا. قال أمير المؤمنين (عليها السلام): «إن القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق، لا تفنى عجائبه ولا تنقضي غرائبه، ولا تكشف الظلمات إلا به»(90). وقال (عليها السلام): «إن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لايضل، والمحدث الذي لا يكذب»(91). وقال (عليها السلام): «ليس لأحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن غنى»(92). والباهرة ـ والمصدر: البهر والبهور - هي التي تبهر الإنسان وتثير إعجابه بحسنها أو نورها وضياءها، وهي تتضمن معنى الغلبة والتفوق(93) أيضاً. ثم ان من جملة أعلام القرآن الباهرة التي أشارت (عليها السلام) إليها: قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)(94). ومن جملة علاماته الباهرة إخباره الغيبي بـ(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم …)(95).
وزواجره لائحة من النواهي الإلهية مسألة: يحرم الإتيان بما نهى عنه القرآن الكريم من المحرمات. قولها (عليها السلام): (وزواجره لائحة) المراد بالزواجر: النواهي. و(لائحة) بمعنى: ظاهرة، نعم هناك فرق بين الظاهر واللائح، فإن (اللائح) هو: الذي يظهر بعد الاختفاء، بينما (الظاهر) أعمّ من ذلك ومن غيره، وإذا قوبل بينهما كان من قبيل الفقير والمسكين، أو من قبيل الظرف والجار والمجرور، وفي اصطلاح الأدباء: (إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا). قال تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً)(96). وقال عز وجل: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون)(97). ومما قضى به الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) تعيين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) خليفة من بعد النبي (صلى الله عليه وآله) قال عز وجل: (يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك)(98). ومن زواجره اللائحة قوله تعالى: ( وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله)(99) وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله)(100)، إلى غير ذلك.
وأوامره واضحة(101) ومن الأوامر الإلهية مسألة: يجب امتثال الأوامر القرآنية التي فرضها الله سبحانه. قال أمير المؤمنين (عليها السلام): «يا أيها الناس انه لم يكن لله سبحانه حجة في أرضه أوكد من نبينا محمد (صلى الله عليه وآله)، ولا حكمة أبلغ من كتابه القرآن العظيم، ولا مدح الله تعالى منكم إلا من اعتصم بحبله واقتدى بنبيه، وانما هلك من هلك عندما عصاه وخالفه واتبع هواه، فلذلك يقول عز من قائل: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره ان تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)(102)»(103). وقال (عليها السلام): «عليكم بهذا القرآن، احلوا حلاله وحرموا حرامه، واعملوا بمحكمه وردوا متشابهه إلى عالمه، فانه شاهد عليكم وافضل ما توسلتم به»(104). قولها (عليها السلام): (وأوامره واضحة) أي أن أوامر القرآن كلها واضحة غير مبهمة، يعرفها الإنسان الذي يعرف اللغة العربية، قال تعالى: (تلك آيات القرآن وكتاب مبين)(105). ومن أوامره: قوله تعالى: (وآتِ ذا القربى حقه)(106). وقوله سبحانه: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى)(107). وقوله عزوجل:(يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين)(108)، و… فلماذا الإعراض عن أمر الله؟ ولماذا إيذاء آل بيت رسول الله ؟ ولماذا حرمان ابنته الزهراء (عليها السلام) من الإرث؟ و… ومن المحتمل أن تكون هذه الجمل والجمل السابقة عليها تختلف عن أولى الجمل(109) إذا فسرّت (الأمور) بالموضوعات ـ لا بمعنى مطلق الشيء ـ والأوامر مدرجة في دائرة الأحكام كما هو بينٌ. من مميزات القانون الإلهي مسألتان: يجب أن يكون (القانون) ظاهر الأمور وزاهر الأحكام وباهر الأعلام ولائح الزواجر وواضح الأوامر، باعتبار أن القانون هو دستور حياة الناس، فلو لم يتصف بذلك لزم نقض الغرض ـ ولو في الجملة ـ ويلزم العبث وما أشبه. والقرآن الكريم هو الكتاب الوحيد المتصف بهذه الصفات في أعلى الدرجات ـ كما بين في محله(110) ـ فكان الواجب إتخاذه مصدر التشريع(111) لا الإنجيل والتوراة وما أشبه، ولا القوانين الغربية والشرقية المستوردة(112). وما يستنبط من الكتاب والسنة ينبغي أن يكون كذلك فالرسالة العملية للمراجع العظام و(الدستور أو القانون الأساسي) ـ بناء على صحته(113) ـ ومختلف القوانين واللوائح التي تصدرها الدولة ينبغي أن تكون كذلك قدر المستطاع.
وقد خلفتموه وراء ظهوركم هجر القرآن وتركه مسألة: يحرم ترك القرآن وهجره، فإنّ ترك أحكام القرآن الواجبة والمحرمة من أشد المحرمات مع الإسناد، وعلى حسب الدرجات بدونه(114). أما ترك القرآن في أحكامه المستحبة والمكروهة وقصصه(115) وما أشبه ذلك فإذا كان مصداقاً لهجر القرآن كما قال سبحانه وتعالى: ( وقال الرسول يا رب إنّ قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)(116) كان محرّماً أيضاً، وإلا فترك المستحب وفعل المكروه ليس من المحرمات كما قرر في الفقه. وفي علل الشرائع: «فان قال فلم أمروا بالقراءة في الصلاة، قيل لأن لايكون القرآن مهجوراً مضيعاً بل يكون محفوظاً مدروساً فلا يضمحل ولا يجهل»(117). وفي زيارة الإمام الحسن (عليها السلام): «واصبح كتاب الله بفقدك مهجورا»(118). وفي الأثر: «انه يأتي على الناس زمان لا يبقى فيهم من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه»(119). قولها (عليها السلام): (قد خلفتموه وراء ظهوركم)، أي: أنكم تركتم العمل بالقرآن مع العلم أنه بهذه الصفات التي ذكرناها من الوضوح والظهور وما الى ذلك، كالذي يخلف شيئاً وراء ظهره، فهو من تشبيه المعقول بالمحسوس، وهو كناية عن الإعراض وترك العمل به، بل اللامبالاة وعدم الإعتناء، لأن الإنسان إذا قدّر شيئاً وقدّسه جعله أمامه. ومن الواضح أن التعبير بـ (وقد خلفتموه وراء ظهوركم) أقوى وأبلغ من (تركتموه)، وهذا الكلام منها (صلوات الله عليها): عتاب وتحذير وكشف وفضح وإدانة كما لا يخفى. اتباع من هجر القرآن مسائل: يحرم إتباع تلك الثلة الذين هجروا القرآن وتركوا أهل البيت (عليهم السلام)، ولا يجوز الدفاع عنهم كأشخاص وكمنهج ومبادئ، بل وحتى السكوت على جرائمهم والرضا بأفعالهم. فإنهم كما صرحت (عليها السلام) قد خلفوا كتاب الله وراء ظهورهم ورغبوا عنه وحكموا بغيره، فأضحوا مصداق قولـه تعالـى:(من يبتغ غير الإسلام دينـا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)(120). ولو أتبعهم متبع لأصبح كما قالت (عليها السلام) ممن خلف كتاب الله وراء ظهره، وصدق عليه قوله سبحانه:( بئس للظالمين بدلا)(121). والحق أحق أن يتبع، ومن أن يكون المرء مصداق (بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون)(122). ومن أن يكون من «همج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق»(123).
أرغبة عنه تريدون؟(124) الرغبة عن القرآن مسألة: تحرم الرغبة عن القرآن، قال سبحانه: (ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى * قال ربّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى)(125). ذلك أعم من الرغبة عنه نفسياً أو فكرياً أو سلوكياً، ووجه الحرمة في الرغبة عنه نفسياً أنه من قبيل أصول الدين المرتبطة بالقلب كما هي مرتبطة بالعمل، هذا إذا فسرت الرغبة عنه بالإنكار أو عدم عقد القلب على صحته والإيمان به، وإن فسرت بعدم المحبة لم تبعد الحرمة أيضاً إلا فيمن فرض عدم اختيارية ذلك له ـ وهو فرض نادر وبعيد ـ فتأمل. والظاهر أن الجمع بين الآية السابقة(126) وبين قوله تعالى في سورة «يس»: (ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون)(127) اختلاف المواقف في القيامة. ففي موقف قد يكون العاصي أعمى وفي موقف قد يكون بصيراً، فإن يوم القيامة خمسون ألف سنة ومن الواضح تعدد المواقف في مثل هذه المدة الطويلة، بل حتى إذا كانت سنة واحدة، كما هو المشاهد في الدنيا، فكيف بالآخرة وهي كما ذكر. قولها (عليها السلام): (أرغبة عنه تريدون)، أي: أتريدون الإعراض عن القرآن، فإن الرغبة إذا تعدّت بـ: (عن) كان معناها الإعراض والنفرة كما قال أمير المؤمنين (عليها السلام) يوم أحد لبعض القوم الذين فروا: «أترغبون بأنفسكم عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)»(128)، وإذا تعدت بـ(في) كان معناها الإقبال، فالمعنى: أنكم تريدون شيئاً آخر غير القرآن ودساتيره ومنهجه. هذا وعدم تداول القرآن الكريم، وعدم تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، وعدم مدارسته والتدبر فيه، وعدم وجود دروس تفسير في المدارس ـ من الابتدائية إلى الجامعة، وإلى جوار الدروس الحوزوية من المقدمات إلى الخارج ـ بالشكل الكافي كماً وكيفاً وغير ذلك، ربما يعد من مصاديق الرغبة عن القرآن ـ ولو في الجملة ـ أعاذنا الله من ذلك.
أم بغيره تحكمون؟ الحكم بغير القرآن مسألة: يحرم الحكم بغير القرآن، كما هو متعارف الآن في البلاد الإسلامية من العمل بقوانين الغرب والشرق، سواء في الأحوال الشخصية أم القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والحقوقية والدولية وشبهها، ومنها الآيات الكريمة التي تركها المسلمون: قال تعالى: (وأمرهم شورى بينهم)(129). وقال سبحانه: (لا إكراه في الدين)(130). وقال تعالى: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)(131). وقال عزوجل: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القــربى وينهى عن الفــحشاء والمنكـــر والبغي يعـــظكم لعـــلكم تـــذكرون)(132). وقال سبحانه: (إنما المؤمنون أخوة)(133). وقال تعالى: (إن هذه أمتكم أمة واحدة)(134). وقال عزوجل: (يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت وقد أُمروا أن يكفروا به)(135)، الى غير ذلك. قال تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون)(136). وفي آية أخرى: (فأولئك هم الظالمون)(137). وفي آية ثالثة: (فأولئك هم الكافرون)(138). فإن الانحراف عن أحكام القرآن يؤدي الى الفشل والعطب والتقهقر في الدنيا والآخرة، وهذا ما نشاهده في الحال الحاضر في البلاد الإسلامية حيث أنهم مع كثرتهم ووفرة معادنهم وثرواتهم يعيشون حالة الفقر والتخلف والتأخر المشين(139). ويمكن أن يستنبط من قولها (عليها السلام): (وأنى تؤفكون وكتاب الله …) ـ إلى جوار سائر الأدلة العامة والخاصة ـ إن القرآن الكريم هو المرجع في كل شيء، أي أن فيه ما يصلح للرجوع إليه في كل قضية وحادث، وواقعة ومشكل، قال تعالى: (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين)(140). وما فعلوه من غصب الخلافة ومصادرة فدك وإيذاءهم أهل البيت (عليهم السلام) كان مخالفة للقرآن وتركاً له. ولا نقصد أن القرآن بيّن كل ذلك بالتصريح، بل كليات القرآن ومختلف القرائن الأخرى تدل على هذه الأمور، ولهذا استدلت (عليها الصلاة والسلام) بالنسبة الى إرثها بآيات ارث الأنبياء (عليهم السلام) وآيات إطلاق الإرث، ومن الواضح أنه ما من حكم شرعي إلا وقد ذكر في القرآن على نحو الجزئية أو الكلية، بالتصريح أو التلميح. فإن في القرآن الحكيم رموزاً وإشارات، وفيه معادلات، لو عرفها الإنسان لاطّلع على كل شيء بنحو التفصيل. وفي استفادة الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أقل مدة الحمل من الجمع بين الآيتين(141)، مؤشر على ذلك. وفي الحروف المقطعة مؤشر آخر. وفي تسلسل السور ـ لا على حسب ترتيب النزول ـ والآيات وعددها والحروف وتقابلاتها و… مؤشر آخر(142). وإن كان لم يودع علم ذلك كله إلا عند أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) حسب الكثير من الروايات. وكنموذج مما يمكن استفادة الأحكام منه حتى لما يتجدد على مر الزمان، قوله سبحانه وتعالى: (خلق لكم)(143). وقوله سبحانه: (وأحل لكم ما وراء ذلكم)(144). وقوله عزوجل: (أوفوا بالعقود )(145)، الى غيرها من الآيات المطلقة أو العامة. وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إنّ القرآن تبيان كلّ شيء حتّى والله ما ترك الله شيئاً يحتاج إليه العباد إلا بينه للناس، حتى لا يستطيع عبد يقول: لو كان هذا نزل في القرآن، إلا وقد أنزل الله تبارك وتعالى فيه)(146). وقال (عليه السلام): (ما من أمر يختلف فيه اثنان إلاّ وله أصل في كتاب الله عزّ وجلّ، ولكن لا تبلغه عقول الرجال)(147). وعن عبد الأعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (قد ولّدني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا أعلـم كتـاب الله وفيـه بدء الخلق وما هو كائن إلى يوم القيامة، وفيه خبر السماء، وخبر الأرض، وخبر الجنّة، وخبر النار، وخبر ما كان، وخبر ما هو كائن، أعلم ذلك كما أنظر إلى كّفّي، إنّ الله يقول: فيه تبيان كل شيء(148))(149). وعن الإمام الصادق(عليه السلام): (إن الله بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) نبياً فلا نبي بعده وأنزل عليه الكتاب فختم به الكتب فلا كتاب بعده أحل فيه حلاله وحرم فيه حرامه... فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم، وفصل ما بينكم، ثم أومئ بيده إلى صدره وقال: ونحن نعلمه)(150). نعم إن الإسلام قرر الأدلة الأربعة، على ما ذكره الفقهاء، وهي الكتاب والسنة والإجماع والعقل، والمراد بالسنة: الأعم من فعلهم وقولهم وتقريرهم (صلوات الله عليهم أجمعين). وكون السنة مخصصة للقرآن الكريم ومقيدة له، مما أشار إليه القرآن الكريم بقوله تعالى: (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)(151). وقوله سبحانه: (اليوم أكملت لكم دينكم(152) وأتممـت عليكـم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )(153). قولها (عليها السلام): (أم بغيره تحكمون)، أي: تحكمون بغير القرآن، ومن المعلوم أن غير القرآن هو الجاهلية والضلال، وأن القرآن حق وغير القرآن باطل، وفي هذا الكلام دلالة على وجوب الأخذ بالقرآن، كما يقتضي حرمة الحكم بغير ما في القرآن الحكيم، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «علي مع القرآن والقرآن مع علي»(154). وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «إن الله تبارك وتعالى طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحججاً في أرضه وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا، لا نفارقه ولا يفارقنا»(155). وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعدما بيًّن خلفائه من أمته وان أولهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثم من بعده الحسن (عليها السلام) ومن بعده الحسين ثم تسعة من ولد الحسين (عليهم السلام): «القرآن معهم وهم مع القرآن، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا على حوضي»(156).
|
1 - سورة التوبة: 49. 2 - المناقب: ج3 ص332. 3 - (الكفر موضوعا) يعني إنكار ضروري من ضروريات الدين وإنكار الأمر الإلهي الصريح عنادا ولجاجا كما قال تعالى: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم) سورة النمل: الآية 14، والبعض قد أنكر خلافة الإمام علي (عليه السلام) رغم علمه بها في واقعة غدير خم وغيرها، إلا أن الشارع لم يرتب عليه أثار الكفر من النجاسة وبينونة الزوجة وتقسيم الإرث وحرمة الذبيحة و… فهو كفر موضوعي لاحكمي، وهذا هو رأي المشهور والنادر ذهب إلى الكفر الحكمي أيضا. 4 - سورة الأحقاف: 9-10. 5 - سورة المائدة: 67. 6 - سورة النحل: 112. 7 - سورة إبراهيم: 9. 8 - سورة النساء: 56. 9 - سورة المعارج: 1ـ 2. 10 - سورة البقرة: 85. 11 - سورة آل عمران: 19. 12 - سورة المائدة: 5. 13 - سورة القصص: 48. 14 - سورة البقرة: 61. 15 - سورة النحل: 72. 16 - سورة الأحزاب: 36. 17 - الأمالي للشيخ الصدوق: ص89 المجلس 20 ح1. 18 - الأمالي للشيخ الصدوق: ص97 المجلس 21 ح2. 19 - المناقب: ج3 ص213. 20 - المناقب: ج3 ص221. 21 - كشف الغمة: ج1 ص390. 22 - الصراط المستقيم: ج3 ص143، رواه عن عائشة وقيس بن جازم الأصفهاني والشيرازي وابن مردويه والخوارزمي وابن حنبل والبلاذري وابن عبدوس والطبراني. 23 - سورة التوبة: 49. 24 - حيث قال تعالى (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين) سورة المائدة: 67. 25 - كمال الدين: ص260 والتحصين لابن طاووس: ص553. 26 - كشف الغمة: ج1 ص390. 27 - سورة التوبة: 49. 28 - كما ان عالم الدنيا امتداد لعالم الأرحام والأصلاب. 29 - سورة النساء: 10. 30 - راجع موسوعة الفقه: (المدخل) كتاب العقائد. 31 - راجع (التفسير الموضوعي للقرآن الكريم) للإمام الشيرازي. 32 - قوله: (مسألة) بلحاظ ذيل البحث عندما يحتمل الإمام المؤلف إنشائية هيهات. 33 - (هيهات) اسم فعل بمعنى بَعُدَ، وفاعله محذوف، فهيهات منكم أي بعد منكم كذا، والمصنف أشار الى الفاعل في الاحتمالات الخمسة. 34 - سورة المؤمنون: 36. 35 - من حرق باب الدار وكسر الضلع وإسقاط الجنين وغير ذلك على ما عرفت. 36 - فـ (بعدت) منكم تلك الأعمال، أو (بعد) منكم ذلك القصد الذي تكشفه الأفعال. 37 - سورة النمل: 14. 38 - سورة البقرة: 146، وسورة الأنعام: 20. 39 - فهي جملة خبرية في مقام الإنشاء كما في (يعيد صلاته). 40 - سورة البقرة: 159. 41 - سورة الأحزاب: 57. 42 - سورة الأحزاب: 64. 43 - علل الشرائع: ص151، ونهج البلاغة: الخطبة الشقشقية. 44 - التوحيد: ص66 ح19 باب التوحيد ونفي التشبيه. 45 - المناقب: ج4 ص22. 46 - إرشاد القلوب: ص218. 47 - غرر الحكم: ص457 ح10442. 48 - راجع (البلاغة) للإمام المؤلف (دام ظله). 49 - سورة التوبة: 70. 50 - سورة الحاقة: 9. 51 - راجع تأويل الآيات ص689 سورة الحافة. 52 - (أنّى) تأتي للاستفهام عن المكان وعن الحال وبمعنى متى الاستفهامية، فـ (أنى زيد) أي أين زيد، وكيف زيد، و(أنى القتال) أي متى القتال، والإمام المؤلف احتمل في قولها (عليها السلام): (أنى تؤفكون) المعنيين الأوليين، ويحتمل الثالث أيضا كما في قوله تعالى: (فأتوا حرثكم أنى شئتم) [سورة البقرة: 223]. 53 - غرر الحكم: ص115 ح2000 فصل في الأئمة. 54 - سورة القيامة: 17. 55 - أي (أموره ظاهرة…) الخ. 56 - ولأول مرة في تاريخ العالم: ج2 ص243-249. 57 - يقع الكتاب في 80 صفحة من الحجم المتوسط، وطبع عدة مرات في بيروت والكويت. 58 - أي ينفي القول بالتحريف بالنقص كما ينفي القول بالتحريف بالزيادة. 59 - سورة يونس: 37. 60 - سورة الإسراء: 9. 61 - سورة النمل: 6. 62 - يقال (هو نازل بين ظهريهم و ظهرانيهم وبين أظهرهم) أي وسطهم وفي معظمهم، راجع (المنجد). 63 - سورة الزمر: 27. 64 - سورة القمر: 17 و22 و32 و40. 65 - فقه القرآن: ج1 ص207 باب الزيادات. 66 - سورة الإسراء: 82. 67 - سورة الحشر: 7. 68 - سورة المائدة: 67. 69 - سورة المائدة: 55. 70 - سورة المائدة: 3. 71 - راجع موسوعة (الغدير) للعلامة الأميني (رضي الله عنه). 72 - العام هو (أموره ظاهرة) والخاص هو (أحكامه زاهرة…الى أخر الجمل). 73 - أي عبر الثقل الآخر، ولذلك قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عزوجل وعترتي… انهما لن يفرقا حتى يردا عليّ الحوض) معاني الأخبار: ص90 باب معنى الثقلين ح2. 74 - أي باعتبار كونها (عليها السلام) في مقام الاحتجاج عليهم بوجود الحجة البيّنة وهي الكتاب، فإلى أين يصرفون مع ذلك؟. 75 - سورة طه: 124 ـ 126. 76 - سورة الأعراف: 96. 77 - الإقبال: ص269 من دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام) عند ختم القرآن. 78 - هذا بيان لمصداق من مصاديق قولها (عليها السلام): (وأعلامه باهرة)، فـ (التحدي) مظهر من مظاهر العلامات الباهرة، أو أن أعلامه باهرة هو بيان آخر عن التحدي. 79 - سورة الإسراء: 88. 80 - سورة هود: 13. 81 - سورة يونس: 38. 82 - سورة البقرة: 23. 83 - سورة الطور: 34. 84 - سورة الإسراء: 88. 85 - سورة البقرة: 24. 86 - وجه الاستحالة الذاتية أن المحدود يستحيل أن يحيط باللامحدود اللامتناهي وكذلك إحاطة المحدود الأضيق بالأوسع منه، ومدارك البشر مهما سعت فإنها أضيق من سعة وعمق دائرة مفاهيم ورموز وأسرار القرآن الكريم وسيذكر الإمام المصنف وجهه، والاستحالة الوقوعية بناء على ما ذهب إليه البعض من (الصرف). 87 - الطن هو ألف كيلو، والمن رطلان، والرطل (12) أوقية كما في لسان العرب، وفي المنجد: المن يساوي (280) مثقالاً عرفياً والمثقال العرفي يساوي درهماً ونصف. 88 - سورة المائدة: 13. 89 - ربما يكون بمقدور العلماء أن يصنعوا حبة حنطة أو ذبابة تشبه الحقيقية في الشكل والأجزاء والخلايا وغيرها، إلا أن (بعث الروح) يبقى هو غير الممكن للبشرية إلا بإذن الله، ولو توفرت المقتضيات كلها كان الله هو الباعث للروح لا غير كما قال عز وجل حكاية عن عيسى (عليها السلام): (إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بأذن الله) [ سورة آل عمران: 49]. 90 - غرر الحكم: ص110 ح1962. 91 - غرر الحكم: ص111 ح1973. 92 - غرر الحكم: ص111 ح1989. 93 - كما تقول: بهر القمر أي فاق ضوءه ضوء الكواكب، وبهر الرجل أي فاق أقرانه، وبهرت فلانة سائر النساء أي غلبتهن حسناً وجمالاً، وبهرت الشمس أي أضاءت. 94 - سورة المائدة: 55. 95 - سورة آل عمران: 144. 96 - سورة الأحزاب: 36. 97 - سورة القصص: 68. 98 - سورة المائدة: 67. 99 - سورة الأحزاب: 53. 100 - المناقب: ج3 ص332 فصل في حب النبي (صلى الله عليه وآله) اياها، وكشف الغمة: ج1 ص466. 101 - وفي بعض النسخ: (وكتاب الله بين أظهركم، قائمة فرائضه، واضحة دلائله، نيرة شرائعه، زواجره واضحة، وأوامره لائحة). 102 - سورة النور: 63. 103 - غرر الحكم: ص110 ح1961. 104 - غرر الحكم: ص111 ح1986. 105 - سورة النمل: 1. 106 - سورة الإسراء: 26. 107 - سورة الشورى: 23. 108 - سورة النساء: 11. 109 - وهي (أمور ظاهرة). 110 - راجع موسوعة الفقه: كتاب القانون. 111 - ومن الواضح أن (السنة) مفسرة للكتاب وليست قسيماً له. 112 - راجع (الهدى إلى دين المصطفى) للإمام البلاغي، و(الفقه: حول القرآن الحكيم) للإمام المؤلف و… 113 - راجع حول هذا المبحث كتاب (الفقه: القانون) و(إذا قام الإسلام في العراق) للإمام المؤلف. 114 - توضيحه أنه: قد يترك الإنسان العمل بالقرآن كسلاً أو جبناً أو شبه ذلك فتكون الحرمة على حسب درجات تلك المحرمات من صغيرة وكبيرة، وقد يتركه إستخفافاً به واستهانة، أو لأن الحكم قد ورد في القرآن وشبه ذلك فيكون عندئذ تركه للواجب القرآني وفعله للمحرم القرآني، من أشد المحرمات وإن كان ذلك الحرام من الصغائر في حد ذاته، فالأشدية بلحاظ (الإسناد). 115 - ترك القرآن في قصصه يتصور بترك تدوالها ـ في الكتب والخطابات وشبه ذلك ـ ونسيانها، أو بترك الإتعاظ بها أو ما أشبه. 116 - سورة الفرقان: 30. 117 - علل الشرائع: ص260. 118 - البلد الأمين: ص288. 119 - كمال الدين: ص66. 120 - سورة آل عمران: 85. 121 - سورة الكهف: 50. 122 - سورة الزخرف: 22. 123 - الإرشاد: ص227. 124 - وفي بعض النسخ: (تدبرون). 125 - سورة طه: 124 ـ 126. 126 - سورة طه: 124 ـ 126. 127 - سورة يس: 66. 128 - الفضائل: ص174. 129 - سورة الشورى: 38. 130 - سورة البقرة: 256. 131 - سورة المطففين: 26. 132 - سورة النحل: 90. 133 - سورة الحجرات: 10. 134 - سورة الأنبياء: 92. 135 - سورة النساء: 60، وقد تحدث الإمام المؤلف عن هذه الآيات الشريفة وغيرها في الكثير من كتبه ومنها: (الصياغة الجديدة)، (الفقه: السياسة)، (الفقه: الاقتصاد)، (الفقه: الاجتماع)، (الفقه: الحقوق)، (الفقه: القانون)، (الفقه: الدولة الإسلامية)، و… ومن كتيباته في هذا الحقل: (هكذا حكم الإسلام)، (إذا قام الإسلام في العراق) و… 136 - سورة المائدة: 47. 137 - سورة المائدة: 45. 138 - سورة المائدة: 44. 139 - راجع كتاب (المتخلفون مليارا مسلم) للإمام المؤلف (دام ظله). 140 - سورة النحل: 89. 141 - قال تعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) سورة البقرة: 233، و قال سبحانه: (وحمله وفصاله ثلاثون شهراً) سورة الأحقاف: 15. 142 - إذا أمكن أن يكون رمز كمبيوتري واحد مفتاحاً لفصل أو باب أو علم كامل، وإذا كانت هندسة (الأهرام) وزواياها تتضمن مباحث كثيرة في علوم الفلك والرياضيات وغيرها، فكيف لا يتيسر لخالق الكون أن يضمن كتابه رموز كل شيء! 143 - سورة البقرة: 29. وقد تطرق الإمام المؤلف في (الفقه: الاقتصاد) الى جملة إستنباطات من هذه الآية الشريفة، ومنها حق الأجيال القادمة في الثروات الطبيعة، والحق في حيازة المباحات وانه محدد بإطار دائرة (لكم) و… 144 - سورة النساء: 24. 145 - فيشمل العقود المستحدثة كعقد التأمين وغيره مما جمع الشرائط، والآية في سورة المائدة: 1. 146 - تفسير القمي: ج2 ص451 سورة الناس. 147 - المحاسن: ص267-268 ح355. 148 - إشارة إلى قوله تعالى: (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء) سورة النحل: 89. 149 - بصائر الدرجات: ص197. 150 - كشف الغمة: ج2 ص197. 151 - سورة الحشر: 7. 152 - إذ إكمال الدين تم بتعين خليفة رسول رب العالمين(صلى الله عليه وآله)، بحيث يرجع إليه القاصي والداني في كل مسألة ومعضلة، في الأصول والفروع، في الشؤون الفردية والاجتماعية، وفي شؤون الحكم الى غير ذلك. 153 - سورة المائدة: 3. 154 - كشف الغمة: ج1 ص148. 155 - كمال الدين: ص240، وقريب منه في بصائر الدرجات: ص83. 156 - كمال الدين: ص277. |