" لقد(5) استرجعت الوديعة، وأُخذت الرهينة، واختلست(6) الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء ".
" يا رسول الله! أمّا حزني فسرمد، وأمّا ليلي فمسهّد.. لا يبرح الحزن(7) من قلبي أو يختار الله لي دارك الّتي أنت فيها مقيم، كمدٌ مقيّح(8)، وهمٌّ مهيّج، سرعان ما فُرّق بيننا! وإلى الله أشكو ".
" وستنبّئك ابنتك بتضافر(9) أُمّتك عليّ وعلى هضمها حقّها(10)فاستخبرها الحال، فكم(11) من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثّه سبيلاً، وستقول و ( يَحْكُم اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ )(12) ".
" سلام عليك يا رسول الله(13)! سلام مودّع، لا سئم ولا قال، فإن أنصرف فلا عن ملالة، وإن أقم فلا عن سوء ظنّ(14) بما وعد الله
____________
1. خ. ل: ملحودة.
2. خ. ل: وفاضت نفسك بين صدري ونحري.
3. خ. ل: بلى.
4. البقرة (2): 156.
5. خ. ل: قد.
6. خ. ل: وأُخلست.
7. خ. ل: لا يبرح ذلك ; وهمّ لا يبرح.
8. خ. ل: مبرح.
9. خ. ل: بتظاهر ; بتظافر.
10. خ. ل: اُمّتك على هضمها، فأحفها السؤال واستخبرها.
11. خ. ل: فهمّ.
12. يونس (10): 109.
13. خ. ل: والسلام عليكما.
14. خ. ل: ظنّي.
رواه مع الاختلاف وزيادة ونقصان غير واحد من الأعلام نذكر منهم:
ثقة الاسلام الكيني(7) (المتوفى 329)
والشريف الرضي(8) (المتوفى 406)
والشيخ المفيد(9) (المتوفى 413)
____________
1. خ. ل: واهاً واهاً ; واه واهاً.
2. خ. ل: والتلبّث.
3. خ. ل: جعلت المقام واللبث لزاماً معكوفاً.
4. خ. ل: بنتك.
5. خ. ل: يهتضم.
6. خ. ل: ولم يتباعد العهد ولم يخلق منك الذكر والى الله يا رسول الله المشتكى وفيك يا رسول الله أحسن العزاء صلّى الله عليك وعليها السلام والرضوان.
وفي دلائل الإمامة: آه آه لولا غلبة المستولين لجعلت هناك المقام، التزمت الحزن، أشد لزام عكوفاً، أعول إعوال الثكلى على الرزية، فبعين الله أن تدفن ابنتك سرّاً، وأن يهتضم حقّها، ويمنع إرثها جهراً، وما بعد منك العهد، ولا اخلولق منك الذكر، فإلى الله ـ يا رسول الله! ـ المشتكى، وبك أجمل العزاء، صلوات الله عليك وعليها معك والسلام.
7. الكافي: 1/458، عنه بحار الأنوار: 43/193.
8. نهج البلاغة: 101 خ 202.
9. أمالي المفيد: 281، عنه بحار الأنوار: 43/211.
والطبري الإمامي(2) (القرن الخامس)
والفتال النيسابوري(3) (المتوفى 508)
وأبا جعفر عماد الدين الطبري(4) (القرن السادس)
وابن شهر آشوب المازندراني(5) (المتوفى 588)
وابن أبي الحديد(6) (المتوفى 656)
والشيخ الإربلي(7) (المتوفى 693)
.. وغيرهم، وكثير من المعاصرين من العامة والخاصة، نحو كحالة(8)والدكتور بسّام حمامي(9)، والدكتور بيّومي(10)، وعبد الفتّاح عبد المقصود(11) وتوفيق أبو علم(12).
وتقدّمت للشيخ الكليني الروايات المرّقمة: [100]، [104]، [124]
111 ـ ابن بابويه القمي
أبو الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (المتوفى 329)
ويحتمل أن يكون المراد ولده الشيخ الصدوق (المتوفى 381)
[131] قال: إن جميع الأئمة (عليهم السلام) خرجوا من الدنيا على الشهادة... وكان
____________
1. أمالي الطوسي: 1/107 (ط النجف)، عنه بحار الأنوار: 43/211.
2. دلائل الإمامة: 47.
3. روضة الواعظين: 152.
4. بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم): 258.
5. المناقب: 3/364.
6. شرح نهج البلاغة: 10/265.
7. كشف الغمة: 1/504.
8. أعلام النساء: 4 / 131.
9. نساء حول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): 294 ـ 293.
10. السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام): 177.
11. فاطمة الزهراء (عليها السلام): 2 / 390.
12. أهل البيت (عليهم السلام): 185 ـ 184.
نقله عنه ابن شهر آشوب المازندراني(1) (المتوفى 588)
112 ـ حسين بن حمدان الخصيبي (المتوفى 334)
[132] روى في محاجة أمير المؤمنين (عليه السلام) مع الخوارج: قال (عليه السلام): " ما الذي أردتم للقتال بغير سؤال ولا جواب؟ " فقالوا: أنكرنا أشياء يحلّ لنا قتلك بواحدة منها... أولها... فاجتمع الناس في سقيفة بني ساعدة وعقدوا الأمر باختيارهم لأبي بكر ودعوك إلى بيعته، فخرجت مكرهاً مسحوباً بعد أن هيأت يقيم لك فيها عذراً، وتقول للناس: " إنّك مشغول بجمع رسول الله وأهل بيته وذريته وتعزيتهنّ وتأليف القرآن.. "(2).
[133] وروى عن هارون بن سعيد قال: سمعت أمير المؤمنين يقول لعمر: " من علّمك الجهالة يا مغرور؟ أما والله لو كنت بصيراً... لركبت العقر، ولفرشت القصب، ولما أحببت أن تتمثل لك الرجال قياماً، ولما ظلمت عترة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)بقبيح الفعل... وإن لك بعد القتل لهتك ستر وصلباً، ولصاحبك الذي اختارك وقمت مقامه بعده ".
.. إلى أن قال (عليه السلام): " ولكأنّي أنظر إليكما وقد أخرجتما من قبريكما غضيّن طريين حتّى تصلبا على الدوحات، فيكون ذلك فتنة لمن أحبّكما ; ثم يؤتى بالنار
____________
1. مثالب النواصب: 26، تسلية المجالس للسيد محمّد الموسوي الحائري: 295 (بالهامش)، تظلم الزهراء (عليها السلام) للقزويني، ص 543 (عن المنتخب).
2. الهداية الكبرى: 138 ـ 139.
ورواه الديلمي(3) (المتوفى 771)
والمحدث الخبير السيد هاشم البحراني(4) (المتوفى 1107)
[134] وقال الخصيبي: وروي أنها تكفنت من بعد غسلها وحنطوها وطهارتها لادنس فيها، وانها لم يكن يحضرها إلا أمير المؤمنين والحسن والحسين وزينب وأُم كلثوم (عليهم السلام) وفضّة جاريتها وأسماء ابنة عميس.. وإنّ أمير المؤمنين (عليه السلام)جهّزها ومعه الحسن والحسين في الليل، وصلّوا عليها ولم يعلم بها أحد، ولا حضر وفاتها أحد، ولا صلّى عليها من سائر الناس غيرهم، لأنها وصّت، وقالت: " لا يصلي عليّ أُمّة نقضت عهد الله وعهد أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)و(5) أمير المؤمنين (عليه السلام)بعلي وظلموني وأخذوا وراثتي وحرقوا(6) صحيفتي
____________
1. خ. ل: فمن حالل بتحليل ديان يوم الدين.
2. الهداية الكبرى: 163 ـ 164 ; والآية في سورة يونس (10): 54 وسبأ (34): 33.
3. ارشاد القلوب: 285 ـ 286.
4. حلية الأبرار: 2/601 ـ 603، (ط العلمية) ; مدينة المعاجز: 2/244 ـ 247.
5. خ. ل: في.
6. كذا والظاهر خرقوا.
فجمعوا الحطب(1) ببابنا، وأتوا بالنار ليحرقوا البيت(2)، فأخذت بعضادتي الباب، وقلت: " ناشدتكم الله وبأبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تكفّوا عنّا وتنصرفوا "، فأخذ عمر السوط من قنفذ مولى أبي بكر، فضرب به عضدي، فالتوى السوط على يدي حتى صار كالدملج، وركل الباب برجله فرده عليّ ـ وأنا حامل ـ فسقطت لوجهي، والنار تَسْعَرُ(3) وصفق وجهي بيده حتى انتثر قرطي من أُذني، وجاءني المخاض، فأسقطت محسناً ـ قتيلاً بغير جرم ـ.. فهذه أُمة تصلي عليّ؟!! وقد تبرأ الله ورسوله منها وتبرأت منها!.. " فعمل أمير المؤمنين بوصيّتها، ولم يعلم بها أحداً، وأصبح الناس [و] في البقيع ليلة دفن فاطمة (عليها السلام) أربعون قبراً جدداً.
وإنّ المسلمين لما علموا بوفاة فاطمة ودفنها أتوا أمير المؤمنين (عليه السلام) يعزّونه بها، فقالوا: يا أخا رسول الله! أمرت(4) بتجهيزها وحفر تربتها؟!
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): " قد ووريت ولحقت بأبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) " فقالوا: ( إِنّا
____________
1. خ. ل: الحطب الجزل.
2. خ. ل: ويحرقونا.
3. خ. ل: وتسفع وجهي ; أي: تضرب وتلطم.
4. خ. ل: لو أمرت.
فقال (عليه السلام): " حسبكم ما جئتم به على الله ورسوله من أهل بيته(2) ولم أكن والله أعصيها في وصيّتها التي وصَّت بها: أن لا يصلّي عليها أحد منكم.. وما بعد العهد غدر ".
فنفض القوم أثوابهم وقالوا: لابدّ من الصلاة على بنت نبّينا..! ومضوا من فورهم إلى البقيع، فوجدوا فيه أربعين قبراً جدداً، فاستشكل عليهم قبرها بين تلك القبور، فضجّ الناس، ولام بعضهم بعضاً، وقالوا: لم تحضروا وفاة بنت نبيّكم، ولا الصلاة عليها، ولا تعرفون قبرها فتزورونها.
فقال أبو بكر: أتوا(3) نساء المسلمين من ينشر هذه القبور(4) حتّى تجدوا فاطمة (عليها السلام) فتصلّوا عليها، ويزار قبرها، فبلغ ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) فخرج من داره مغضباً ـ وقد احمرّت عيناه ودارت أوداجه، وعلى يده قباه الأصفر الذي لم يكن يلبسه إلا في كريهة، يتوكّأ على سيفه ذي الفقار ـ حتى ورد على البقيع فسبق الى الناس النذير، فقال لهم: هذا عليّ قد أقبل كما ترون يقسم بالله لئن بحث من هذه القبور حجر واحد لأضعنّ سيفي على غابر الأُمة.. فولّى القوم ولم يحدثوا احداثاً(5).
____________
1. البقرة (2): 156.
2. خ. ل: ما جنيتم على الله وعلى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى أهل بيته (عليهم السلام).
3. كذا في المصدر، وفي رواية: هاتوا، وفي أُخرى: هاتم.
4. وحقيق على أبي بكر أن يتحفظ على رعاية الآداب الشرعية، ويأمر النساء بحفر القبور وكأنّه نسي ذلك عند إرسال الرجال للهجوم على بيتها!!!
5. الهداية الكبرى: 179 ـ 178.
أقول: هناك روايات أُخر في أنّهم أرادوا نبش قبرها فمنعهم أمير المؤمنين (عليه السلام)، راجع كتاب سليم: 255 ـ 256، عنه بحار الأنوار: 43/199 ; علل الشرايع: 189، عنه بحار الأنوار: 43/205 ـ 206 ; الاختصاص: 185، عنه بحار الأنوار: 29/192، دلائل الإمامة: 46، عنه بحار الأنوار: 43/171 ; عيون المعجزات: 53 ـ 54، عنه بحار الأنوار: 43/212 ; مصباح الأنوار، عنه بحار الأنوار: 81/254 ـ 255، الدر النظيم: 484.
[135] وروى الخصيبي أيضاً في حديث المفضّل ـ الطويل جدّاً ـ عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) ـ فيما يفعله مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) بعد ظهوره: ".. ثم يأمر بإنزالهما فينزلان إليه. فيحييهما بإذن الله تعالى ويأمر الخلائق بالاجتماع، ثم يقصّ علهيم قصص فعالهما في كلّ كور ودور حتّى يقصّ عليهم... ضرب سلمان الفارسي، وإشعال النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسن والحسين (عليهما السلام) لإحراقهم بها، وضرب يد الصدّيقة الكبرى فاطمة بالسوط، ورفس بطنها،وإسقاطها محسناً، وسم الحسن (عليه السلام)، وقتل الحسين (عليه السلام) وذبح أطفاله وبني عمه وأنصاره، وسبي ذراري رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإراقة دماء آل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكل دم سفك... كل ذلك يعدّده عليهما ويلزمهما إياه فيعترفان به، ثم يأمر بهما فيقصّ منهما(2) في ذلك الوقت
____________
1. إرشاد القلوب ج 2، بحار الأنوار: 30/348.
2. الوجه في إسناد افعال غيرهما إليهما: أنهما السبب في وقوع ذلك، وأنّ من سنّ سنّة سيّئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها، مضافاً إلى رضايتهما به.
ثم من المؤسف طبع كتاب حلية الأبرار للعلاّمة السيد هاشم البحراني (رحمه الله) أخيراً مع حذف الباب الثامن والعشرين من المنهج الثالث عشر منه.. بل ترى أنّهم لم يشيروا إلى خيانتهم في الأمانة وحذف هذا الباب من الكتاب.. فعلى الأمانة والديانة السلام.
هذا، وان النصوص الدالّة على اخراجهما واحراقهما بيد مولانا صاحب الزمان (عليه السلام)كثيرة، فراجع:
الاحتجاج: 449 ; إعلام الورى: 436 ; دلائل الإمامة: 242، 257، 297 ; عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1/58 ; كمال الدين: 253، 378 ; الهداية الكبرى: 163 ; مثالب النواصب: 113 ; ارشاد القلوب: 285 ـ 287 ; مشارق أنوار اليقين: 79 ; مختصر بصائر الدرجات:ص 176 ; مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام): للطبري، عنه حلية الأبرار: 2/599، كشف البيان، للشيباني، عنه حلية الابرار: 2/597 ـ 598 (ط دار الكتب العلمية) باب 28 ; منتخب الأنوار المضيئة: 177، 192 ـ 193 ; اللوامع النورانية: 279 ; الايقاظ من الهجعة: 287 ـ 288 ; كتاب الغيبة، للسيد علي بن عبد الحميد، عنه بحار الأنوار: 52/386 وعن بعضها بحار الأنوار: 30/276 ـ 277 و 36/245 و 52/379، 283.
" تقصّ عليه قصة أبي بكر وإنفاذه خالد بن الوليد وقنفذاً وعمر بن الخطّاب، وجمعه الناس لإخراج أمير المؤمنين (عليه السلام) من بيته إلى البيعة في سقيفة بني ساعدة.
وقول عمر: اخرج ـ يا علي! ـ إلى ما أجمع عليه المسلمون وإلا قتلناك.
وقول فضّة جارية فاطمة (عليها السلام): إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) مشغول.. والحق له إن أنصفتم من أنفسكم وأنصفتموه. وجمعهم الحطب الجزل على الباب لإحراق بيت أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وزينب وأُمّ كلثوم (عليهم السلام) وفضّة وإضرامهم النار على الباب. وخروج فاطمة (عليها السلام) إليهم وخطابها لهم من وراء الباب وقولها: " ويحك ـ يا عمر! ـ ما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله؟!! تريد أن تقطع نسله من الدنيا وتفنيه وتطفئ نور الله؟ والله متمّ نوره ".
وانتهاره لها وقوله: كفي يا فاطمة! فليس محمد حاضراً ولا الملائكة آتية بالأمر والنهي والزجر من عند الله وما عليّ إلا كأحد المسلمين، فاختاري إن شئت
____________
1. القول بالرجعة الذي نذهب إليه دلّتنا عليه آيات القرآن والروايات الصحيحة، قال الله تعالى: (ويوم نحشر من كلّ اُمّة فوجاً ممّن يكذّب بآياتنا) " النمل (27): 83 "، وليس المراد منه القيامة قطعاً، إذ قال تبارك وتعالى فيها: (وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً)" الكهف (18): 47 "، راجع كتاب الايقاظ من الهجعة للشيخ الحرّ العاملي.
فقالت وهي باكية: " اللّهم إليك نشكو فقد نبيّك ورسولك وصفيّك، وارتداد أُمّته علينا ومنعهم إيّانا حقّنا الّذي جعلته لنا في كتابك المنزل على نبيّك المرسل ".
فقال لها عمر: دعي عنك ـ يا فاطمة ـ حمقات(1) النساء..! فلم يكن الله ليجمع لكم النبوّة والخلافة.. وأخذت النار في خشب الباب وإدخال قنفذ يده... يروم فتح الباب، وضرب عمر لها بالسوط على عضدها حتى صار كالدملج الأسود، وركل الباب برجله حتى أصاب بطنها ـ وهي حاملة بالمحسن لستّة أشهر ـ وإسقاطها إيّاه، وهجوم عمر وقنفذ وخالد بن الوليد وصفقة خدّها حتّى بدا قرطاها تحت خمارها وهي تجهر بالبكاء، وتقول: " وا أبتاه! وارسول الله! ابنتك فاطمة تكذب وتضرب ويقتل جنين في بطنها(2) وخروج أمير المؤمنين (عليه السلام)من داخل الدار محمر العين حاسراً حتى ألقى ملاءته عليها وضمّها إلى صدره، وصاح أمير المؤمنين بفضّة: " يا فضّة! مولاتك فاقبلي منها ما تقبله النساء، فقد جاءها المخاض من الرفسة ورد الباب فأسقطت محسناً ".
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): " فإنّه لا حق بجده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيشكو إليه "(3).
وحمل أمير المؤمين لها في سواد الليل والحسن والحسين وزينب وأُم كلثوم إلى دور المهاجرين والأنصار يذكرهم بالله ورسوله وعهده الذي بايعوا الله
____________
1. كذا والظاهر: حماقات.
2. خ. ل: وتصفق يا أبتاه! ويسقف خدّ لما لها [كذا] كنت تصونه من ضيم الهوان، يصل إليه من فوق الخمار، وضربها بيدها على الخمار لتكشفه ورفعها ناصيتها إلى السماء تدعوا إلى الله.
3. خ. ل: يا فضّة لقد عرّفه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعرّفني وعرف فاطمة وعرّف الحسن وعرّف الحسين اليوم بهذا الفعل ونحن في نور الاظلّة، أنوار عن يمين العرش، فواريه بقعر البيت. راجع! الهداية الكبرى: 408
قال: فبكى الصادق (عليه السلام) حتى اخضلت لحيته بالدموع ثم قال: " لاقرّت عين لا تبكي عند هذا الذكر ".
قال: وبكى المفضّل بكاء طويلاً ثم قال: يا مولاي! ما في الدموع... فقال: ما لا يحصى إذا كان من محق(3).
ثم قال المفضّل: يا مولاي! ما تقول في قوله تعالى: ( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْب قُتِلَتْ )(4).
قال: " يا مفضّل: والمؤودة ـ والله ـ محسن ; لأنه منّا لا غير، فمن قال غير هذا فكذّبوه ".
قال المفضّل: يا مولاي! ثم ماذا؟
قال الصادق (عليه السلام): " تقوم فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فتقول:
____________
1. الأنبياء (21): 103.
2. آل عمران (3): 30.
3. خ. ل: فبكى المفضّل طويلاً ويقول: يابن رسول الله! إن يومكم في القصاص لأعظم من يوم محنتكم، فقال له الصادق (عليه السلام): " ولا كيوم محنتنا بكربلاء، وإن كان يوم السقيفة وإحراق النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وزينب وأُمّ كلثوم (عليهم السلام)وفضّة وقتل محسن بالرفسة أعظم وأدهى وأمرّ ; لأنه أصل يوم العذاب ".
4. التكوير (81): 8 ـ 9.
ورواه محمّد بن هارون بن موسى التلعكبري(3) (المعاصر للنجاشي المتوفى 450)
وبعض المؤلفين(4) (من القرن السابع)
وروى قطعة منه الشيخ حسن بن سليمان الحلي(5) (القرن الثامن)
والميزرا محمّد مؤمن الأسترآبادي(6) (المتوفى 1088)
والمحدّث البحراني(7) (المتوفى 1107)
والعلامة المجلسي(8) (المتوفى 1111)
113 ـ علي بن الحسين المسعودي (المتوفى 346)
[136] قال:... فأقام أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن معه من شيعته في منزله، بما عهد إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فوجّهوا إلى منزله فهجموا عليه وأحرقوا بابه واستخرجوه منه كرهاً، وضغطوا سيّدة النساء بالباب حتّى أسقطت محسناً وأخذوه بالبيعة فامتنع، وقال: " لا أفعل ". فقالوا: نقتلك، فقال: " إن تقتلوني فإنّي عبد الله وأخو رسوله " وبسطوا يده فقبضها وعسر عليهم فتحها فمسحوا عليه
____________
1. خ. ل: جرعني ثكل أولادي.
2. الهداية الكبرى: 401 ـ 418 3. كتاب العتيق، عنه السيّد الميرجهاني في نوائب الدهور: 3/96 ـ 295 وما اخترناه من الرواية في ص 129، 148، 192.
4. نوائب الدهور: 3/96 ـ 295 عن كتاب في أحوال الأئمة ودلائلهم من نسخة خطية لسنة 708 الهجرية.
5. مختصر البصائر: 179 ـ 192.
6. كتاب الرجعة: 100 ـ 134.
7. حلية الأبرار: 2/652 ـ 676.
8. بحار الأنوار: 53/13 ـ 24 (عن بعض مؤلّفات الأصحاب).
[137] وروى عن زكريّا بن آدم قال: إنّي لعند الرضا (عليه السلام)، إذ جيء بأبي جعفر (عليه السلام) ـ وسنّه أقل من أربع سنين ـ، فضرب بيده إلى الأرض ورفع رأسه إلى السماء، فأطال الفكر، فقال له الرضا (عليه السلام): " بنفسي أنت فيم تفكّر طويلا منذ قعدت؟(2) " فقال: " فيما صنع بأُمّي فاطمة (عليها السلام) ; أما والله لأُخرجنّهما، ثمّ لأُحرقنّهما، ثمّ لأُذرينّهما، ثم لأنسفنّهما في اليمّ نسفاً.. " فاستدناه وقبّل بين عينه، ثم قال: " بأبي أنت وأُمّي، أنت لها ". يعني: الإمامة(3).
ورواها الطبري الامامي الصغير (القرن الخامس)(4).
وتقدّمت له الروايات المرقّمة: [3]، [8]، [10].
114 ـ السيد أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم الحسني الزيدي (المتوفى 352)
[138] [روى في كتاب المصابيح(5)] بسنده عن محمّد بن يزيد بن ركانة(6) قال: بويع أبو بكر وقعد عنه علي بن أبي طالب (عليه السلام) فلم يبايعه وفرّ إليه طلحة والزبير وصارا معه في بيت فاطمة (عليها السلام) وأبيا البيعة لأبي بكر، وقال كثير من المهاجرين والأنصار: إنّ هذا الأمر لا يصلح إلاّ لبني هاشم، وأولاهم به بعد
____________
1. إثبات الوصيّة: 145 ـ 146، عنه بحار الأنوار: 28/308.
2. خ. ل: فلِمَ طال فكرك.
3. اثبات الوصيّة: 218.
4. دلائل الإمامة: 212، الطبعة الحديثة: 400، عنه بحار الأنوار: 50/58 ; نوادر المعجزات: 183.
5. لم يطبع بعد، له نسخة من القرن السادس في مكتبة الجامع الكبير في صنعاء اليمن برقم 2185، كما ذكره السيد الاشكوري في مؤلفات الزيدية.
6. وثّقه ابن معين كما فى ميزان الاعتدال، وأخرج له أبو داود، راجع موسوعة رجال الكتب التسعة: 3/486.
رواه عنه ابن حمزة الزيدي(2) (المتوفى 614)
والحسيني الزيدي(3) (المتوفى 670)
[139] وروى أيضاً بسنده، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: كنت في من جمع الحطب إلى باب علي (عليه السلام)، قال عمر: والله، لئن لم يخرج علي بن أبي طالب لأحرقنّ البيت بمن فيه.
رواه عنه ابن حمزة الزيدي(4) (المتوفى 614)
والحسيني الزيدي(5) (المتوفى 670)
والشرفي الأهنومي(6) (المتوفى 1055)
[140] وروى أيضاً بسنده إلى محمّد بن عبد الرّحمن بن السائب بن زيد،
____________
1. هو عياش بن أبي ربيعة، واسمه عمرو ذو الرّمحين بن المغيرة بن عبد الله القرشي أبو عبد الله وقيل: أبو عبد الرّحمن، كان أحد المستضعفين بمكة، ومات بالشام في خلافة عمر سنة خمس عشرة. انظر تهذيب التهذيب: 8/176.
2. المصابيح، عنه الشافي: 4/171.
3. أنوار اليقين: 9، 375 قال: عن مولانا الصادق (عليه السلام).
4. المصابيح، عنه الشافي: 4/173.
5. أنوار اليقين: 9.
6. شفاء صدور الناس: 480.
قال: سنلتقي أنا وفاطمة..!
رواه عنه ابن حمزة الزيدي(1) (المتوفى 614)
والحسيني الزيدي(2) (المتوفى 670)
والشرفي الأُهنومي(3) (المتوفى 1055)
[141] وروى عن عدي بن حاتم قال: قالوا لأبي بكر: قد بايعك الناس كلهم إلاّ هذان الرجلان: علي بن أبي طالب (عليه السلام) والزبير بن العوام، فأرسل إليهما فأُتي بهما وعليهما سيفاهما، فأمر بسيفيهما فأُخذا، ثم قيل للزبير: بايع. قال: لا أُبايع حتى يبايع علي (عليه السلام)، فقيل لعلي (عليه السلام): بايع، قال: " إن لم أفعل فمه؟ " قال: يضرب الذي فيه عيناك.. ومدوا يده فقبض أصابعه، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: " أللّهم اشهد.. " فمسحوا يده على يد أبي بكر، فأمّا الزبير فإنهم كسروا سيفه بين حجرين، وأما سيف علي (عليه السلام) فردّوه إليه.
رواه عنه ابن حمزة الزيدي(4) (المتوفى 614)
والحسيني الزيدي(5) (المتوفى 670)
والشرفي الأُهنومي(6) (المتوفى 1055)
115 ـ أبو القاسم الكوفي علي بن أحمد بن موسى بن مولانا أبي جعفر الجواد (عليه السلام)(المتوفى 352)
____________
1. المصابيح، عنه الشافي: 4/173.
2. أنوار اليقين: 9.
3. شفاء صدور الناس: 480.
4. المصابيح، عنه الشافي: 4/171 ـ 172.
5. أنوار اليقين: 9.
6. شفاء صدور الناس:ص 479 ـ 480.
أم في منعها ميراث أبيهاوتركاته(1).
116 ـ القاضي النعمان المغربي (المتوفى 363)
[143] روى عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام): ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أسرّ إلى فاطمة (عليها السلام) أنّها أولى(2) من يلحق به من أهل بيته، فلما قبض ونالها من القوم ما نالها لزمت الفراش ونحل جسمها وذاب لحمها وصارت كالخيال(3).
[144] وله:
فجاءهم عمر في جماعه | اذ لم يروا لمن أقام طاعه |
حتى أتوا باب البتول فاطمه | وهي لهم قالية مصارمه |
فوقفت عن دونه تعذلهم | فكسر الباب لهم أوّلهم |
فاقتحموا حجابها فعوّلت | فضربوها بينهم فأسقطت |
يا حسرة من ذاك في فؤادي | كالنار يذكي حرها اعتقادي |
____________
1. الاستغاثة: 185.
2. خ. ل: أول.
3. دعائم الإسلام: 1/232 ; بحار الأنوار: 81/282.