فهرس الكتاب

مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم

أحمدك اللهم يا من جعل عنوان صحيفة أعمالنا حب أوليائه وولاء أحبائه، وقلوبنا والهة مشتاقة إلى بهجة قلب خاتم أنبيائه وقرينة سيد أصفيائه، الزهراء البتول التي عجزت عن تبجيلها أفذاذ الرجال والفحول، المباركة التي بالتمسك بحبل ولائها فاز ونجح كل نبي ورسول، الفاطمة(1) التي كلت وحارت في وصفها وكنه معرفتها الألسنة والعقول، الطاهرة التي هي أجل من أن تشير إليها مزابير العقيان، المحدثة التي هي أعظم من أن يعرفها البيان، وأن تدل عليها الكتب والدفاتر، وأن تبين شأنها المراسيل والمسانيد، وبالجملة كل ما قالوا وقيل فيها هو دون شأنها ومقامها، ويكفي في ترسيم شخصيتها أن أباها يكنيها بأم أبيها، ويناديها فداها أبوها.

ثم الصلاة والتحيات على أبيها سيدنا المصطفى، وعلى بعلها ولينا المرتضى، وعلى أبنائها سادات الورى، واللعن على أعدائها من أول الدهر إلى يوم الجزاء.

وبعد، يقول تراب أقدام المتمسكين بالولاء الفاطمية العبد العاصي أحمد الرحماني الهمداني: كنت أغدو وأروح، وكانت السنوات تنقضي من عمري، ولم أزل أحدث نفسي وأتمنى أن أوفق لتأليف كتاب في حياة سيدتنا فاطمة الرضية سلام الله عليها، ليكون ذخراً لوحشة قبري، ومؤنساً لوحدتي وغربتي يوم فقري وحاجتي، وأسوة عليا لنسائنا المؤمنات المقتفيات أثرها، ولكن تمنعني عن الإقدام بها قلة بضاعتي علماً، وضعف الجسم ألماً، إلا أن اشتعال جمرة حبها واشتداد بهجة ولائها لم يقنعا بذلك ويهتفان بي: (إن قيمة الرجل على قدر همته، ومن طلب شيئاً ناله أو بعضه). فشرعت بتحرير هذه الأوراق والصفحات بعناية خالق الأرض والسماوات.

ورتبت الكتاب في فصول شتى ضبطاً لمطالبه وتسهيلاً لنيل مراميه. فابتدأت أولاً بذكر أسامي الكتب المؤلفة في شأنها وعبقريتها، ثم كلمات المحققين في شأنها سلام الله عليها، ثم فضائلها المشتركة بينها وبين أبيها وبعلها وبنيها وسائر فضائلها مسنداً من الفريقين، ثم طرف من كلامها وحكمها النظرية والعملية وشيء من أدعيتها، ثم عمدت إلى بيان جبهتها الاجتماعية والسياسية وما جرى عليها من أنباء وهنبثة، وما وقع عليها من الظلم والاعتداء إلى أن ماتت عائفة للدنيا، آسفة على ما ابتلي به الأمة الإسلامية من حب الدنيا والحرص عليها حتى أصروا على مقتها، وغير ذلك من الأمور الهائلة المنكرة. ثم ما يتعلق بشؤوناتها الشخصية من أسمائها وأولادها و... وفي هذه الفصول مطالب هامة وفرائد ثمينة لا غنى عنها لأي باحث عن أمر الولاية ومن رام عرفان شخصيتها الفذة سلام الله عليها.

وفي الختام أمد أكف الضراعة إلى الله تعالى أن يتقبله بقبول حسن، وأسأل القراء الكرام أن ينظروا فيه بعين الإنصاف، ويبتعدوا عن طريق الاعتساف، ويذكروني عند الخلاف والانحراف، فلله درهم وعليه برهم.

أحمد الرحماني الهمداني

 

1 - دخول اللام عليها من حيث كونها نعتا لا علم.