نورانية الزهراء

المعرفة النورانية لها وذلك بالاطلاع على حقيقة نورها سلام الله عليها والمبدأ الذي منه انحدر وفيه علا ذلك النور ، ويمكن مراجعة الكثير من الروايات الواردة في المقام لكي تعرف هذه المعرفة النورانية لها والتي هي كفوا لعلي عليه السلام والذي يقول هو نفسه عندما سأله أبو ذر الغفاري وسلمان رضوان الله عليهما عن معرفته بالنورانية فقال . " إنه لا يستكمل أحد الإيمان حتى يعرفني كنه معرفتي بالنورانية فإذا عرفني بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه للإيمان وشرح صدره للإسلام وصار عارفا مستبصرا ومن قصر عن معرفة ذلك فهو شاك مرتاب . يا سلمان ويا جندب ، قالا : لبيك يا أمير المؤمنين ، قال : معرفتي بالنورانية معرفة الله عز وجل ، معرفة الله عز وجل ، ومعرفة الله عز وجل معرفتي بالنورانية وهو الدين الخالص الذي قال الله تعالى : * ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له حنفاء ويقيمون الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) * .

إلى أن يقول : ( يا سلمان ويا جندب ، قالا : لبيك صلوات الله عليك ، قال : أنا أمير كل مؤمن ومؤمنة ممن مضى وممن بقي ، وأيدت بروح العظمة ، وإنما أنا عبد من عبيد الله لا تسمونا أربابا وقولوا في فضلنا ما شئتم فإنكم لن تبلغوا من فضلنا كنه ما جعله الله لنا ، ولا معشار العشر " .

وهذا يؤيده على ما ورد في الزيارة الجامعة الكبيرة " من عرفكم فقد عرف الله " أي أن معرفتكم من شأنها أن تؤدي إلى معرفة الله تعالى لأنهم هم الدالين عليه تعالى لذا ورد في الحديث عن جابر عن عبد الله الأنصاري يقول : " سمعت أبا جعفر يقول : إنما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف وعرف إمامه منا أهل البيت ومن لا يعرف الله عز وجل ولا يعرف الإمام منا أهل البيت فإنما يعرف ويعبد غير الله هكذا والله ضلالا " .

إذن معرفة فاطمة بالنورانية كمعرفة علي بالنورانية " نحن أهل البيت عجنت طينتنا بيد العناية بعد رش علينا فيض الهداية ثم خمرت بخميرة النبوة وسقيت بماء والوحي ونفخ فيها روح الأمر فلا أقدامنا تنزل ، ولا أبصارنا تضل ، ولا أنوارنا تفل ، وإذا ضللنا فمن بالقوم يدل " . الناس من شجرة شتى وشجرة النبوة واحدة محمد رسول الله أصلها وأنا فرعها وفاطمة الزهراء ثمرها ، والحسن والحسين أغصانها ، أصلها نور وفرعها نور وثمرها نور ، وغصنها نور ، يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار ، نور على نور " .

على أن هناك مراتب عديدة للمعرفة فهي كلي مشكك له مراتب طولية وعرضية وقد قسموهما إلى :

 1 - المعرفة البرهانية : والتي تكون بالدليل العقلي

 2 - المعرفة الإيمانية : والتي تكون بالدليل النقلي من الكتاب والسنة .

 3 - المعرفة الشهودية : والتي تكون بالإشراف والكشف والشهود بالقلب . ولقد أضاف إليها سيدنا الأستاذ آية الله السيد عادل العلوي ( دام ظله ) تقسيما آخر كما يلي :

 1 - المعرفة الجلالية : وهي تعني معرفة الشئ في حدوده وشكله الهندسي كمعرفة الجبل من بعيد .

 2 - المعرفة الجمالية : وهي تعني معرفة الشئ من باطنه وجوهره .

 3 - المعرفة الكمالية : وهي تعني الوقف على هدف الشئ وغايته .
 

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>