الكمال ومن تحلى به من الرجال والنساء

 

قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه و آله).

الكمال: لغة – يطلق على تمام الشيء وتناهيه في بابه – والظاهر أن المراد من الكمال في هذا الحديث الشريف هو الكمال المطلق التام في الدين النابع والناتج من كمال العقل السليم والعلم الغزير اللذين بسببهما يستطيع الإنسان النابغ والفذ أن يتحلى بمطلق الفضائل الدينية من الإيمان الثابت والعميق بجميع أنواعه ومصاديقه، كما يتحلى بالعمل الصالح والخالص لوجه الله وطلب رضاه في الأخلاق والعبادات وسائر التصرفات.

كما يستطيع – بسبب كمال العقل والعلم أن يتخلى عن مطلق الرذائل من الكفر والشرك بالله بكل أشكاله وألوانه عقيدة وعملاً أخلاقاً وعبادة فلا يكفر بالله ونعمه ولا يعصي له أمراً.

 

أكمل الرجال حجج الله على خلقه من رسل وأنبياء وأئمة

وقد حصل هذا الكمال المطلق والتام في الدين لكثير من الرجال حسب نص الحديث كالأنبياء والمرسلين والأوصياء والأئمة المعصومين(عليهم السلام) لأن الله تعالى شأنه لا يرسل رسولاً أو نبياً ولا ينصب وصياً أو إماماً فيجعله حجة على خلقه إلا بعد أن يوفر له كافة المستلزمات للكمال بحيث يكون أكمل أهل زمانه في كافة الصفات الكمالية التي يمكن للإنسان أن يتصف بها، حتى يستطيع أن يكمل غيره، وحتى تقوم به الحجة لله على عباده. ذلك لأن معطي الشيء لا يمكن أن يكون فاقداً له، كما أن فاقد الشيء لا يمكن أن يكون معطياً له. فبإيجاد الله الكمال التام لحججه استطاعوا أن يكملوا غيرهم ممن اهتدى بهم واقتدى بكمالهم، ولو كانوا فاقدين له في أنفسهم لما استطاعوا – أصلاً - أن يكملوا غيرهم.

ورحم الله الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء حيث يقول في كتابه الجليل (الدين والإسلام)(1): إن من القواعد الأولية، والمبادئ المقررة في العقول الثابتة في النفوس التي هي من غرائزها الأولية وفطرتها الطبيعية – وكفى بالامتحان والتجارب شاهد صدق عليها – ألا وهي ما قررته الحكماء من أن (معطي الشيء لا يكون فاقد الشيء، كما وان فاقد الشيء لا يكون معطي الشيء).

وهذه القاعدة من المسجلات في الكون واللزوميات التي ما انتقضت ولا اختلفت أبداً. فهل ترى فاقد التربية يكون مربياً؟ والجاهل يصبح معلماً. والبائس العادم لقيراط يبذل قنطاراً؟ كلا(2): إن هذه القاعدة ما انتقضت ولن تنتقض أبداً….الخ.

نعم هي قاعدة ثابتة في النفوس البشرية بفطرتها الطبيعية سواء كانت مؤمنة مطيعة، أو كافرة عاصية، مستيقنة إلهية، أو ملحدة مادية.

ومن هنا يتضح لدى كل إنسان عاقل أن مبدأ الكون وإيجاده إنما هو من ذات قوية أزلية مدركة مستجمعة بذاتها لكل صفات الجمال والكمال والجلال، ذلك هو الله وحده لا شريك له. "وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ" [الحجر/ 21] لا أن مبدأ الكون وموجده الطبيعة العمياء الصماء البكماء كما يقول الملحدون، ولا هي الصدفة – التي بمعنى حصول الفعل من دون عناية الفاعل به وقصده إليه – كما يقول السوفسطائيون. بل الكامل مطلقاً هو الذي أفاض الكمال على كافة مخلوقاته وهو الله العلي الحكيم.

وشاء في حكمته أن يجعل أكملهم جميعاً حججه على عباده من رسل وأنبياء وأوصياء ليقوموا بدورهم في دعوة الأمم إلى تكاملهم، كما قال رسول الله (صلى الله عليه و آله) في حديث له: وما بعث الله نبياً ولا رسولاً حتى يستكمل العقل ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته…الخ(3)، فإن جميع رسل الله وأنبيائه وسائر حججه على خلقه هم أكمل الناس، وهم المكملون للناس، وإن كانوا متفاوتين في فضلهم ودرجاتهم عند الله، قال تعالى: "تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ" [البقرة/ 253].

فالحجج لله وان حصل التفاوت بينهم في الفضل والكمال إلا أن كل واحد منهم أكمل أهل زمانه وأفضلهم ولا مانع من أن يكون أكمل منه وأفضل بعض من كان قبله أو من يأتي بعده من سائر حجج الله عز وجل.

نبينا (صلى الله عليه و آله) أفضل الرسل والأنبياء وأكملهم

هذا وقد أجمعت الأمة الإسلامية قاطبة على أن بعض الأنبياء أفضل من بعض، كما قد أجمعت جميعاً على أن محمداً(صلى الله عليه و آله) أفضل من الكل ولعل قوله تعالى: "وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ" فيه اشارة إلى تفضيل نبينا ورفع درجاته بالخصوص كما صرح به بعض المفسرين. وبيان ذلك نقول: ان الله رفع درجاته في تفضيله على جميع الرسل ببعثته إلى كافة الخلق كما قال تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" [سبأ/ 28]. وبجعله خاتماً للنبيين كما قال تعالى: "مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا" [الأحزاب/ 41].

وبإتيانه قرآناً مهيمناً على جميع الكتب السماوية وتبياناً لكل شيء ومحفوظاً من تحريف المبطلين، ومعجزاً، باقياً ببقاء الدين إلى يوم القيامة كما قال تعالى: "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ" [المائدة/ 49]. وقال تعالى: "وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ" [النحل/ 90]. وقال تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" [الحجر/ 10]. وقال تعالى: "قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا" [الاسراء/ 89].

وباختصاصه بدين قيم يقوم على جميع مصالح الدنيا والآخرة قال تعالى: "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ" [الروم/44]. وبرفع ذكره وجعله مقروناً بذكره تعالى قال عز من قائل "وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ" [الانشراح/ 5]. وبإعطائه أهل بيته الذين هم منه وهو منهم وجعلهم أئمة حق بعده قائمين مقامه واحداً بعد واحد إلى يوم القيامة في تبليغ دينه القيم الخالد إلى الأجيال، وحفظه من الضياع، وجعلهم مثالاً تاماً له(صلى الله عليه و آله) في وجوب إطاعته المطلقة على جميع العباد كما قال تعالى: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ" [النساء/ 60]. وبذلك وغير ذلك رفع درجاته، وفضله وأهل بيته على الأولين والآخرين وأنزل فيهم "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" [الأحزاب/ 34]. فهم جميعاً أكمل الأولين والآخرين وقد يحصل هذا الكمال المطلق التام في العقل والدين لبعض أفذاذ المؤمنين ممن اهتدى بهديهم واقتفى إثرهم، وسيطر بعقله وعلمه على نفسه وشيطانه حتى يكون إنساناً كاملاً.

 

المفضلون الخواص بعد الرسل والأئمة

ولقد أنجب الدين الإسلامي الخالد أفذاذاً من بين سائر الناس وأنتج أشخاصاً من بين سائر الرجال من هذه الأمة قد ارتضعوا صفو درّه حتى ارتوت منه عقولهم ومضغوا لبابه حتى نمت منه أفئدتهم واستنارت به بصائرهم، فأدركوا جمال ربهم، واستشعروا لطف خالقهم، فاثروا رضاه على رضا أنفسهم، وهم الذين وصفهم النبي(صلى الله عليه و آله) في بعض أحاديثه المنقولة عنه بقوله: إن لله خواصاً من خلقه يسكنهم الرفيع الأعلى من جنانه لأنهم كانوا أعقل أهل الدنيا. فقيل له: يا رسول الله وكيف كانوا أعقل أهل الدنيا؟ فقال (صلى الله عليه و آله): كانت همتهم المسارعة إلى ربهم فيما يرضيه فهانت الدنيا عليهم فلم يرغبوا في فضولها صبروا صبراً قليلاً فاستراحوا طويلاً.(4)

نعم هكذا يصفهم النبي(صلى الله عليه و آله) في حديثه هذا بأنهم خواص من خلقه. أي ثلة قليلة خاصة من خلق الله تعالى قد خصهم بلطفه بأن هداهم إلى دينه القويم في الدنيا وأسكنهم الرفيع الأعلى من جنانه في الآخرة ذلك لأن درجات الجنان كمنازل الدنيا متفاوتة بعضها أرفع من بعض فهؤلاء الخواص درجاتهم أرفع من درجات غيرهم، وبين(صلى الله عليه و آله) العلة في رفع درجاتهم وهي أنهم كانوا أعقل أهل الدنيا، ومعلوم أن الله يجازي عباده يوم القيامة على قدر عقولهم، وحينما سئل عن كيفية تفوقهم في عقولهم أي ما كانت أعمالهم وأفعالهم وما هي اتجاهاتهم الدالة على تفوق عقولهم أجاب (صلى الله عليه و آله) عن أهم صفاتهم وهي أنهم: كانت همتهم القصوى والوحيدة المسارعة إلى ربهم فيما يرضيه فهم ليس لهم هم إلا طلب رضا الله تعالى فتراهم يقدمون رضاه على رضا خلقه وعلى رضا أنفسهم، ولذلك هانت الدنيا وما فيها من النعم عليهم فلم يرغبوا في فضولها بل زهدوا فيها وفي فضولها علماً منهم بزوالها وقد اكتفوا منها بالبلغة المؤقتة، وصبروا على بلائها قليلاً فأعقبهم ذلك استراحة طويلة.

مثال واحد للمفضلين بعد الأنبياء والأئمة(عليهم السلام) وهو عمار بن ياسر

وإليك مثال واحد من أولئك الرجال الطالبين رضا ربهم، والصابرين على بلائه، المجاهدين لأعدائه وهو عمار بن ياسر الذي يقول بعد ما أستأذن أمير المؤمنين ~ بالبراز يوم صفين لقتال الفئة الباغية وأذن له فحمل على القوم وهو يقول:-

صــدق الله وهـــو للصدق أهل*** وتـعــالى ربـــي وكان جليلاً

رب عــجـل شـهـادة لـــي بقتلٍ*** في الذي قد أحب قتلاً جميلاً

مــقــبـلاً غـيـر مـدبـرٍ إن للقتــ*** ل عـــلى كــل مـيـتـة تـفضيلا

إنـــهـــم عــنـد ربـهم في جنانٍ*** يشربون الرحيق والسلسبيلاً

من شراب الأبرار خالصة المـ*** سك وكأساً مزاجها زنجبيلاً

ثم رفع طرفه إلى السماء ووجه قلبه إلى الله مناجياً له قائلاً:-

اللهم إنك لتعلم أني لو أعلم أن رضاك أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلت، اللهم إنك لتعلم أني لو أعلم أن رضاك أن أضع ضبة سيفي في بطني ثم أنحني عليها حتى يخرج من ظهري لفعلت، ولو أني أعلم اليوم عملاً أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين لفعلته، ثم نادى أين من يبتغي رضوان ربه ولا يؤوب إلى مال ولا ولد.(5)

نعم هكذا ترك أمواله وأولاده وضحى بنفسه في سبيل طلب رضا الله "وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" [التوبة/ 73].

وما كان ذلك منه إلا لكماله عقلاً وعلماً، وكم له من نظير في هذه الأمة من الصحابة والتابعين والعلماء العاملين المخلصين ولكنهم قليل بالنسبة إلى مجموع الرجال "وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ" [سبأ/ 14]. وهم كثير بالنسبة إلى الكمال في النساء، والخلاصة أن الكاملين من الرجال كثير.

أكمل النساء آسية، ومريم، وخديجة وفاطمة(عليها السلام)

وأما النساء، فالغالب عليهن النقصان في العقل والعلم لذلك إن الكمال التام نادر فيهن.

وقد حصل الكمال التام لأربع منهن فقط حسب النص النبوي وهن:- آسية بنت مزاحم، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه و آله) (6)، فهن أكمل النساء على الإطلاق، وكان فيهن يقول المتنبي:-

فـإن تــكــن الـنـسـاء كـمـن ذكرنا*** لفضلت النساء على الرجال

فلا التأنيث في اسم الشمس عيب*** ولا الـتـذكــيـر فـخـر للــهلال

واولائي النسوة الأربع قد أعلن النبي(صلى الله عليه و آله) كما لهن وتفضيلهن واختيارهن وسيادتهن، على نساء العالمين أجمعين دنيا وآخرة بأحاديث كثيرة وشهيرة قد أتفق الخاصة والعامة على روايتها وصحتها من المفسرين والمحدثين والمؤرخين وقد رواها عن النبي الصادق الأمين(صلى الله عليه و آله) بطرق عديدة جملة من الصحابة والقرابة، كأبي موسى الأشعري، وعبد الله بن عباس، وأنس بن مالك، وأبي هريرة، وأم المؤمنين عائشة، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن مسعود، وأبي سعيد الخدري، وعروة بن الزبير، وعمار بن ياسر وغيرهم، كما أنها مروية عن بعض أهل البيت (عليهم السلام) كعلي بن أبي طالب ~ وأبي الحسن موسى بن جعفر ~ وغيرهما.

أحاديث أفضلية النسوة الأربع ورواتها من الصحابة

 

1- حديث أبي موسى الأشعري، مع بيان مهم في الحاشية

فقد روى المفسرون والمحدثون بأسانيدهم عن أبي موسى الأشعري الحديث الذي ابتدأنا به عن النبي (صلى الله عليه و آله) أنه قال: كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا أربع، آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد(صلى الله عليه و آله) (7)

 

2- حديث ابن عباس:

روى المفسرون والمحدثون بأسانيدهم عن ابن عباس أنه قال: خط رسول الله (صلى الله عليه و آله) أربعة خطوط ثم قال لأصحابه: أتدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: إن أفضل نساء أهل الجنة أربع خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه و آله) ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم.(8)

التعليق على حديث ابن عباس

وإنما خط رسول الله (صلى الله عليه و آله) أربعة خطوط بإصبعه على الأرض يريد أن يؤكد لهم – بحصر مثالي – أفضلية النسوة الأربع على نساء أهل الجنة جميعاً تفضيلاً مطلقاً حتى لا يدعي أحد بعده أن هناك امرأة غير أولائي الأربع مفضلة بالتفضيل المطلق. ولو أدعى أحد ذلك يكون هذا الحصر المثالي مع القول المؤكد الصريح دليلاً قاطعاً على كذب تلك الدعوى، كما يكون حجة واضحة عليه.

وفي ذلك إشارة أيضاً إلى أن اُناساً سيدعون تفضيل بعض النسوة غير الأربع، كما قد ادعي ذلك. وكم للنبي(صلى الله عليه و آله) من نظير لهذا المثال الحصري في التأكيد على أمور أخر مذكورة في كتب التفسير والحديث.

صراط الله، والسبل المفرقة عنه

فمن ذلك ما روى المفسرون والمحدثون أن الله لما أنزل على النبي(صلى الله عليه و آله) هذه الآية الكريمة "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" [الأنعام/154].

قال السيوطي في (الدر المنثور): أخرج أحمد، وعبد بن حميد، والنسائي، والبزار، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، وأبن مردويه، والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: خط رسول الله(صلى الله عليه و آله) خطا بيده ثم قال: هذا سبيل الله مستقيماً، ثم خط خطوطاً عن يمين ذلك الخط وعن شماله ثم قال: وهذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرأ "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ" ثم قال السيوطي: وأخرج أحمد، وأبن ماجة، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال: كنا جلوساً عند النبي(صلى الله عليه و آله) فخط خطاً هكذا أمامه فقال: هذا سبيل الله، وخطين عن يمينه وخطين عن شماله وقال: هذه سبل الشيطان، ثم وضع يده في الخط الأوسط، وتلا "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ" الآية. كما روى الحديثين عن ابن مسعود وجابر –ابن كثير الدمشقي في (تفسيره)- عن اُمّةٍ من المفسرين من طرق عديدة وكثيرة. فراجع(9)

وقال في تعليقه على الآية الكريمة: إنما وحد سبيله لأن الحق واحد ولهذا جمع السبل لتفرقها وتشعبها كما قال تعالى: "اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" [البقرة/ 258].

كما روى حديث ابن مسعود الفخر الرازي في تفسيره.(10) وروى العياشي في (تفسيره) عن أبي جعفر ~ أنه قال: "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ" قال: آل محمد الصراط الذي دل عليه.(11)، وقال علي بن إبراهيم القمي في (تفسيره): الصراط المستقيم الإمام والسبل غير الإمام، وروى بسنده عن أبي بصير عن أبي جعفر ~ أنه قال: نحن السبيل، فمن أبى فهذه السبل.(12)

 

3- حديث آخر لأبن عباس

ورووا عن ابن عباس أيضاً عن النبي (صلى الله عليه و آله) أنه قال: أربع نساء سيدات سادات عالمهن: مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه و آله) ، وأفضلهن عالماً فاطمة(عليها السلام).(13)

 

4- حديث أنس بن مالك بطرقه ونصوصه

ورووا عن أنس بن مالك عن النبي(صلى الله عليه و آله) أنه قال: حسبك من نساء العالمين أربع وعدهن.

وفي لفظ آخر عن أنس أيضاً عن النبي(صلى الله عليه و آله) خير نساء العالمين أربع وعدهن.

وفي لفظ ثالث عنه أيضاً عن النبي(صلى الله عليه و آله) أنه قال: إن الله اصطفى على نساء العالمين أربعاً وعدهن.(14)

 

5- حديث أبي هريرة بطرقه ونصوصه:

ورووا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله) أفضل نساء أهل الجنة أربع وعدهن، وفي لفظ خير نساء العالمين أربع وعدهن.(15)

 

6- حديث أم المؤمنين عائشة:

ورووا عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت لفاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه و آله) ألا أبشرك إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه و آله) يقول: سيدات نساء أهل الجنة أربع وعدتهن كما عدهن رسول الله (صلى الله عليه و آله).(16)

 

7- أحاديث بعض الصحابة وأهل البيت(عليهم السلام)

وهكذا وردت هذه الأخبار عن جابر بن عبد الله الأنصاري.(17)

وعبـد الله ابن مسـعود.(18)

وأبي سـعيد الخدري(19).

وعروة بن الزبير(20).

وعلي أمير المؤمنين، وأبي الحسن موسى بن جعفر(عليهم السلام) وغيرهم،(21)

 

مَن المفضلة من النسوة الأربع

هذه الأحاديث المتواترة عن النبي (صلى الله عليه و آله) تواتراً قطعياً – كما تراها– نصوص صريحة وجلية في تفضيل الأربع على جميع نساء البرية دنيا وآخرة ولكن لا تصريح فيها لبيان الأفضل من تلك الأربع. ومن هنا أحجم قسم من المسلمين من أهل السنة عن المفاضلة بينهن وقوفاً عند تلك الأحاديث دون لحاظ غيرها.(22)

وقسم آخر – والظاهر هم أكثر أهل السنة – يقولون: بتفضيل مريم العذراء على فاطمة الزهراء.(23)

أما الشيعة فقد أجمعوا على تفضيل فاطمة الزهراء تفضيلاً مطلقاً ووافقهم على تفضيلها جمهور كبير من شيوخ أهل السنة وصرح به كثير من المحققين منهم.(24)

والقائلون بتفضيل مريم على فاطمة(عليها السلام) أهم دليل يستدلون به هو تصريح القرآن المجيد باصطفائها على نساء العالمين، في قوله تعالى: "وَإِذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ" (25)

التحقيق في اصطفاء مريم

وعندما نرجع إلى تحقيق مفاد الآية الكريمة وبيان الهدف منها نرى من جهة أولى أن الاصطفاء قد جاء مكرراً في الآية مرتين، وفي كل واحدة منها يهدف إلى معنى غير المعنى الآخر كما صرح بذلك فطاحل المفسرين من الفريقين وسبق أن ذكرنا فيما تقدم من أحوال مريم (الحكمة في تكرير اصطفائها) ويلزم هنا أن نشير إلى أهم أقوال المفسرين في اقتضاء التكرير.

فقال بعض المفسـرين: إن المراد من الاصـطفاء الأول قبولها محررة لخدمـة بيت الله – تنفيذاً لنذر أمـها – مع أنها كانت أنثى، ولم يحصـل مثل هذا المعنى لغيرهـا من الإناث بل كان ذلك خاصـاً بالرجال فقط.(26)

والمراد من الاصطفاء الثاني أن الله وهب لها عيسى من غير أب، وأنطق عيسى حال انفصاله منها حتى يشهد بما يدل على براءتها عن التهمة، وجعلها بذلك وأبنها آية للعالمين.(27)

والمروي عن أبي جعفر الباقر ~ في معنى الآية أنه قال: اصطفاك من ذرية الأنبياء، وطهرك من السفاح واصطفاك لولادة عيسى من غير فحل.(28)

وبالإجماع المستفاد من مجموع الأقوال أن اصطفاءها وتقديمها على غيرها لم يكن مطلقاً من جميع الجهات بل من بعضها مما خصها الله تعالى به من قبولها محررة لخدمة بيت الله، ومن اصطفائها لولادة عيسى من غير أب، واصطفائها من ذرية الأنبياء.

وهذه الخصائص لا تدل على تفضيلها المطلق على جميع نساء العالمين من الأولين والآخرين، إذ أن الله تعالى قد يخص بعض أوليائه وحججه بخصائص لم يجعلها لغيرهم لحكم قد ندرك بعضها وقد يخفى علينا البعض الآخر –مثلاً-.

خصائص أمير المؤمنين ~ ومنها ولادته وسط الكعبة

إن الله سبحانه قد خص علياً أمير المؤمنين ~ بخصائص كثيرة ومنها أنه جعل ولادته في بيته الحرام وسط الكعبة المقدسة كما تواترت بذلك الأخبار.(29)

وبصورة خارقة للعادة المألوفة، ولم يجعل سبحانه ذلك لغيره من جميع خلقه من رسل وأنبياء ومن أوصياء وصلحاء.

ولقد أجاد العلامة الكبير الشيخ حسين نجف حيث قال:

جـــعــل الله بــيــتــه لـــعـــلـــي*** مــولــداً يــا لـه عــلاً لا يــضـاهى

لم يــــشــــاركه في الولادة فيه*** ســـيد الـرســل لا ولا أنــبـيـاهـــا

مـا أدعــــى مدعٍ لـــذلـــــك كلا*** من ترى في الورى يروم ادعاها

فــاكــتســت مكة بـذاك افتخارا*** وكذا الـمـشـعـران بـعد مناها(30)

ولكن هذه الخصوصية التي خص الله بها علياً، وغيرها من خصائصه الكثيرة هل نستطيع أن نفضله بها على من فضله الله على الأولين والآخرين وهو نبينا (صلى الله عليه و آله) كلا وألف كلا. فهكذا خصائص مريم العذراء – وإن جلت – لا توجب تفضيلها المطلق على المفضلة تفضيلاً مطلقاً على جميع نساء البرية من الأولين والآخرين وهي فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه و آله).

اصطفاء مريم على نساء زمانها فحسب

هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن قوله تعالى: "وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ" وعلى فرض أن الاصطفاء الأول أو الثاني يراد به الاصطفاء والاختيار المطلق فإنه لا يدل على اختيارها على جميع نساء العالمين من الأولين والآخرين بل لعل المراد منه اختيارها على نساء عالمي زمانها من الشرق والغرب، ومن مختلف القوميات الموجودة يومئذ من بني إسرائيل وغيرهم من القوميات الأخرى الكثيرة، وهذا المعنى في مثل هذا التعبير هو السائد في القرآن أيضاً بآيات عديدة. منها قوله تعالى: "وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ" [الجاثية/ 16]. ولم يختلف اثنان من أن المراد من تفضيل بني إسرائيل على العالمين أي عالمي زمانهم.

قال الطبرسي في تفسيره ج5 ص75: "وفضلناهم على العالمين" أي عالمي زمانهم، وكذلك تفضيل مريم التي هي من بني إسرائيل. ومنها قوله تعالى: "وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ" [الأنعام/ 86]. أي كل واحد من هؤلاء هو مفضل على العالمين. والحال ولا قائل بأن إسماعيل أفضل من أبيه إبراهيم ولا اليسع أفضل من موسى، ولا لوطاً أفضل من عيسى ولا أنهم أفضل من محمد(صلى الله عليه و آله).

قال الأستاذ العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره (الميزان) ج7 ص256، وأما قوله تعالى: "وَكلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ" فالعالم هو الجماعة من الناس كعالم العرب وعالم العجم وعالم الروم، ومعنى تفضيلهم على العالمين تقديمهم بحسب المنزلة على عالمي زمانهم.

وهكذا قوله تعالى في بلقيس: "إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ" [النمل/ 23]. أي أوتيت من كل شيء أوتي غيرها من ملوك زمانها وهي بذلك كانت متفوقة عليهم.

قال صاحب الميزان في تفسير هذه الآية ج15 ص381: "وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ" وصف لسعة ملكها وعظمته على أن المراد بكل شيء في الآية كل شيء من لوازم الملك العظيم من حزم وعزم وسطوة ومملكة عريضة وكنوز وجنود مجندة ورعية مطيعة، وخص بالذكر من بينها عرشها العظيم.

فإذاً مريم بنت عمران مفضلة ومصطفاة على جميع نساء عالمها.

وهكذا بقية النسوة الأربع، كل واحدة منهن مفضلة على نساء زمانها وأفضلهن عالماً هي فاطمة كما جاء هذا المعنى صريحاً في بعض أحاديث النسوة الأربع عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه و آله) أنه قال: أربع نسوة سيدات سادات عالمهن مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه و آله) وأفضلهن عالماً فاطمة.

وسبق أن قلنا في تعليقنا على هذا الحديث: أنه يصرح بأن كل واحدة من هذه النسوة الأربع هي سيدة سادات نساء عالمهن، وأن عالم فاطمة أفضل ففيه إشارة إلى أن أفضلهن فاطمة.

هذا وقد اشتهرت الأحاديث عن النبي (صلى الله عليه و آله) وأهل بيته وأصحابه بل قد تواترت في أن مريم كانت سيدة نساء بني إسرائيل، وفي تعبير آخر أنها سيدة نساء العالمين في نساء بني إسرائيل إلى غير ذلك من التعابير الكثيرة والصريحة في سيادة مريم وتفضيلها على نساء زمانها فحسب وسيأتي بعض تلك النصوص خلال بحوث هذا الكتاب فراجع إذا شئت بعض المصادر في التفسير والتاريخ.(31)

ومن هنا نعلم خطأ الرازي حيث يقول في تفسيره ج2 ص452: هذه الآية دلت على أن مريم(عليها السلام) أفضل من الكل. وقول من قال: المراد أنها مصطفاة على عالمي زمانها فهذا ترك الظاهر. وأقول: قوله هذا مخالف للسنة النبوية ونصوصها ولما حققناه في الآية نفسها ولغيرها من الآيات.

 

من أدلة القائلين بتفضيل فاطمة على نساء الأولين والآخرين

أما أدلة القائلين بتفضيل فاطمة(عليها السلام) على جميع نساء العالمين من الأولين والآخرين فهي كثيرة وأكثر من أن نحصيها ومنها ما هو عام فيها وفي أبيها وبعلها وبنيها، وأنهم بمجموعهم أفضل من خلق الله تعالى من الأولين والآخرين، وأن الله خلق أنوارهم قبل خلق الخلق، وأنه ما خلق الخلق كله إلا لأجلهم، وأن الرسل والأنبياء قد بشروا بهم جميعاً، راجع ما يتصل بهذا الموضوع كتابنا – قبس من القرآن – في بعض فصوله فقد أثبتنا فيه أفضلية الخمسة الأطهار على الأولين والآخرين حتى في اكتشاف جديد اكتشفته الحكومة السوفيتية.(32)

كونها بضعة رسول الله (صلى الله عليه و آله)

أما الأدلة التي تدل على أفضليتها بالخصوص أو تصرح بأفضليتها فهي كثيرة وكثيرة جداً، وهذا الكتاب سيتضمن – إن شاء الله – استعراض بعض تلك الأدلة بتفضيلها.

فمنها ما اشتهر وتواتر نقله تواتراً قطعياً عن أبيها الصادق الأمين الذي لا يحابي أحدا، ولا يقول إلا حقاً ولا ينطق إلا صدقاً، والذي يقول الله تعالى فيه "وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى(3)إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى(4)عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى" [النجم/ 4-6]. فقوله (صلى الله عليه و آله) من قول الله: "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حَدِيثًا" "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلاً" [النساء/ 86 و122].

وأقواله (صلى الله عليه و آله) المتواترة الدالة على تفضيلها(عليها السلام) أو تصرح بتفضيلها لا تكاد أن تحصى لكثرتها، ومن اشهرها أو أكثرها تواتراً أقواله مراراً عديدة لا مرة ومرتين، وبمناسبات كثيرة لا مناسبة ومناسبتين: فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني، فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويغضبني ما أغضبها، فاطمة بضعة مني وهي قلبي، وهي روحي التي بين جنبي من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله.

إلى غير ذلك من أحاديثه التي نص بها على أن فاطمة بضعة منه، والتي فرع عليها من أنهار روحه وقلبه، وأن كل ما يصيبها يصيبه مطلقاً من خير أو شر، ولكثـرة تأكيده وتكريـره(صلى الله عليه و آله) تلك الأحاديث الشريفة – أحاديث البضعة – اشتهرت(عليها السلام) وعرفت بأنها (بضعة رسول الله) وصارت تدعى وتعرف عند القاصي والداني بذاك.(33) أقول: فهي بضعة رسول الله (صلى الله عليه و آله) بالإجماع.

ومعلوم أن معنى هذا كله أن روح فاطمة كروحه(صلى الله عليه و آله) وقلبها كقلبه، وهي كقطعة من جسده، فهي إذاً مثال واقعي لأبيها في نفسيته الطاهرة، وعقليته المتفوقة. وشبيهة له في كل عقائده وسلوكه وأخلاقه، كما هي شبيهة له في خلقه وصورته، وإذا كانت كذلك فهل يعدل بها أحد من نساء العالمين إذ مما لا ريب فيه ولا شبهة تعتريه أن أباها هو أفضل الأنبياء والمرسلين وسيد الأولين والآخرين فبضعته إذاً أفضل نساء الأولين والآخرين أيضاً. ومن هنا أحتج على تفضيلها كثير من المحققين من شيوخ الفريقين قال آية الله السيد عبد الحسين شرف الدين في (الكلمة الغراء) ص241 بما نصه:

وحسبك في تفضيل الزهراء أنها بضعة من سيد الأنبياء ولا نعدل به ولا ببضعته أحداً من العالمين. ووافقنا في تفضيلها جمهور من المسلمين وصرح به كثير من المحققين، ونقل ذلك عنهم غير واحد من العلماء الباحثين المتتبعين كالمعاصر النبهاني حيث قال في أحوال فاطمة الزهراء من كتابه (الشرف المؤبدّ) ما هذا لفظه: وصرح بأفضليتها على سائر النساء حتى على السيدة مريم كثير من العلماء المحققين. منهم التقي السبكي، وجلال الدين السيوطي، والبدر الزركشي، والتقي المقريزي قال: وعبارة السبكي حين سُئل عن ذلك: الذي نختاره وندين به أن فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه و آله) أفضل. قال: وسُئل عن ذلك ابن أبي داود فقال: إن رسول الله(صلى الله عليه و آله) قال: "فاطمة بضعة مني" ولا أعدل ببضعة رسول الله أحداً. ونقل المناوي هذا عن جمع من الخلف والسلف فراجع.(34)

وقال الشيخ محمد جواد مغنية في تفسيره (الكاشف) ج2 ص58. وقال الشيعة وشيوخ من السنة: إن فاطمة أفضل، وننقل هذا القول عن جماعة من شيوخ السنة استناداً إلى تفسير (البحر المحيط) لأبي حيان الأندلسي عند تفسيره لآية "وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ" قال ما نصه بالحرف قال بعض شيوخنا: والذي اجتمعت عليه من العلماء أنهم ينقلون عن أشياخهم أن فاطمة أفضل نساء المتقدمات والمتأخرات لأنها بضعة رسول الله (صلى الله عليه و آله).

ولقد أجاد الشيخ أحمد المغربي في (فتح المتعال) حيث قال في قصيدته التي يمدح بها رسول الله (صلى الله عليه و آله):

فما كسبطي رسول الله من أحد*** ولا يضاهيهما في الفخر مفتخر

وهـــل كفاطمة الزهراء أمهما*** بنت وهل كأبيها المصطفى بشر

فإنها بــضـعــة مــنــه وما أحد*** كبضعة المصطفى أن حقق النظر

 

كونها سيدة النساء وأفضلهن دنياً وآخرة

ومما يدل على أفضليتها على كافة النساء تصريحاً وتلويحاً ما تواتر نقله – في الصحاح والسنن والمسانيد، وكتب التفسير والتاريخ والمناقب والفضائل – تواتراً قطعياً من طرق الخاصة والعامة عن أبيها الصادق الأمين (صلى الله عليه و آله) من كونها سيدة نساء أهل الجنة، وسيدة نساء العالمين، وسيدة نساء المؤمنين، وسيدة نساء هذه الأمة، وسيدة نساء يوم القيامة، وأفضل نساء أهل الأرض، وخير نساء أهل الأرض، وسيدة نساء عالمها، وسيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين.

 

نصوص أحاديث الصحابة والقرابة في سيادة فاطمة(عليها السلام)

وقد جاءت هذه النصوص والتصريحات في أحاديث كثيرة من طرق عديدة تؤيد بعضها بعضاً. عن عدة من الصحابة والقرابة كأُم المؤمنين عائشة وأم سلمة وحذيفة بن اليمان، وأبي هريرة، وعمران بن حصين وجابر بن سمرة، وعبد الرحمن بن سمرة، وعبد الله بن عباس، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وسلمان الفارسي، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن مسعود، وعامر بن واثلة، وأبي بريدة الأسلمي، وعبد الله بن عمر وغيرهم. وعن علي أمير المؤمنين~ وفاطمة وأبنائها المعصومين(عليهم السلام). ولاشتهار تلك النصوص عند المسلمين كافة أصبحت السيادة على النساء لقباً خاصاً بها تعرف وتدعى به في كونها –سيدة النساء- وتنادى على لسان القاصي والداني.(35)

وهذا يعني أنها – سلام الله عليها – نابغة الدهر كله من النساء وأن الله ما خلق امرأة في الدنيا والآخرة أفضل منها "ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" [المائدة/ 54]، وإليك بعض نصوص تلك الأحاديث فإن فيها عبرة لمن أعتبر.

1- حديث أم المؤمنين عائشة في سيادة فاطمة (عليها السلام)

فمنها حديث أم المؤمنين عائشة الذي روته الصحاح والسنن عنها أنها قالت: أقبلت فاطمة سلام الله عليها تمشي مشي النبي(صلى الله عليه و آله) فقال النبي: مرحباً بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسر إليها حديثاً فبكت، فقلت لها: لم تبكين؟ ثم أسر لها حديثاً فضحكت، فقلت لها: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن فسألتها عما قال: فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله (صلى الله عليه و آله). حتى إذا قبض النبي (صلى الله عليه و آله) فسألتها. فقالت أسر إلي أن جبرئيل كان يعارضني بالقرآن كل سنة مرة. وأنه عارضني به العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي.(36)

وإنك أول أهل بيتي لحوقاً بي فبكيت فقال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين فضحكت لذلك.(37)

 

طرق الحديث ومصادره

وحديث أم المؤمنين عائشة هذا له طرق عديدة ومصادر كثيرة فقد رواه.

1- البخاري في (الجامع الصحيح) في كتاب بدأ الخلق باب علامات النبوة في الإسلام بالنص السابق ج4 ص247-248 ط الحلبي، كما رواه أيضاً في (صحيحه) في كتاب الاستيذان باب من ناجى بين يدي رسول الله (صلى الله عليه و آله) بطريق آخر وبنص أوسع من النص السابق، يقول في آخره: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة.

2- ورواه مسلم في (صحيحه) في كتاب فضائل الصحابة باب فضائل فاطمة من طريقين ج2 ص377 ط الحلبي البابي أو ج7 ص142 ط محمد صبحي بمصر، راجع (إحقاق الحق) ج10 ص16.

3- ورواه ابن ماجة القزويني في (سننه) باب ما جاء في ذكر مرض رسول الله (صلى الله عليه و آله) راجع (فضائل الخمسة) ج3 ص138.

4- ورواه أحمد بن حنبل في (مسنده) ج6 ص282 وقال في آخره: سيدة نساء هذه الأمة أو نساء المؤمنين. ط الميمنية.

5- ورواه النسائي في (خصائصه) من طريقين ص34 الطريق الأول آخره: سيدة نساء هذه الأمة أو نساء المؤمنين. والطريق الآخر لفظه: سيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء العالمين جمعاً بين الاثنين لا الترديد بينهما ولعل هذا هو الأصح.

6- أبو داود الطيالسي في (مسنده) ص196 ط حيدر آباد. (إحقاق الحق) ج10 ص27 وفي آخره سيدة نساء العالمين أو نساء هذه الأمة.

7- ورواه ابن سعد في (طبقاته) ج2 ص40 بلفظ سيدة نساء هذه الأمة أو نساء العالمين.

8- ورواه أبو نعيم في (حلية الأولياء) ط السعادة بمصر ج2 ص39 عن عدة طرق كثيرة.

9- ورواه ابن الأثير في (أسد الغابة) ج5 ص522 ولفظه: سيدة نساء العالمين ط مصر.

10- ورواه الحاكم في (المستدرك) ج3 ص156 في مناقب فاطمة من كتاب معرفة الصحابة ونصه: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء المؤمنين: جمعاً بين الصفات الثلاث لا الترديد بينها وقال هذا اسناد صحيح.

11- وبهذا النص رواه النبهاني البيروتي في (جواهر البحار) ج1 ص360 ط القاهرة. راجع (إحقاق الحق) ج10 ص30.

12- ورواه الذهبي في (تلخيصه) بالنص السابق ونص على صحته أيضاً المستدرك ج3 ص156.

13- وذكره بهذا النص توفيق أبو علم في (أهل البيت) ص128.

14- البدخشي في (مفتاح النجا) ص12 مخطوط بالنص السابق.

15- الزبيدي الحنفي في (إتحاف السادة المتقين) ج6 ص224 ط الميمنية بمصر بالنص السابق في (المستدرك).

16- العلامة الشهير بـ (لقلندر الهندي الحنفي) في الروض الأزهر ص103 ط حيدر آباد بالنص السابق.

17- المتقي الهندي في (كنز العمال) ج13 ص95 ط حيدر آباد بالنص السابق عن الحاكم.

18- السيوطي الشافعي في (الخصائص) ج2 ص265 ط حيدر آباد بالنص السابق. وص34 ط التقدم بمصر.

19- السيد المرعشي في (تعليقات إحقاق الحق) ج10 ص30-34 عن المصادر السابقة من رقم 14-18 وغيرها.

20- الشيخ داود بن سليمان النقشبندي الخالدي في (صلح الأخوان) ص116. ط بمبي ونصه: سيدة نساء العالمين. المصدر السابق.

21- رواه الطحاوي في (مشكل الآثار) ج1 ص48 وص49 من طريقين.

22- ونقله المتقي الهندي في (كنز العمال) ج7 ص111 عن ابن عساكر ولفظه إنك سيدة نساء أهل الجنة.

23- ونقله عن المصدرين السابقين السيد مرتضى الحسيني في (فضائل الخمسة) ج3 ص139 وص140-142 وعن مصادر أخرى كثيرة.

24- ورواه أخطب خوارزم الحنفي في (مقتل الحسين) ص54 باب فضائل فاطمة.

25- محب الدين الطبري الشافعي في (ذخائر العقبى) ص39 وص40 وذكر له طرقاً عديدة تحت عنوان: شبهها بالنبي(صلى الله عليه و آله) في مشيها، وإخباره أنها سيدة نساء العالمين ونساء هذه الأمة ونساء أهل الجنة. وقال ص40 خرجها مسلم.

26- وخرج الدولابي معناه عن أم سلمة وأخرجه أيضاً عن فاطمة نفسها.

27- ورواه سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) في الباب 11 ذكر خديجة وفاطمة ص319. عن الصحيحين.

28- الشبلنجي الشافعي في (نور الأبصار) ص41 عن أحمد.

29- ابن عبد البر في (الاستيعاب) ج4 ص363 باب الفاء.

30- ابن حجر العسقلاني في (الإصابة) ج4 ص337 من طريقين.

31- الشيخ سليمان القندوزي في (ينابيع المودة) ص173 عن الصحاح.

32- واختصره ابن حجر في (الصواعق المحرقة) ص114 الحديث6 من الفصل/ 3 ونصه: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين.

33- ورواه جمال الدين الزرندي في (نظم درر السمطين) ص178 من طريقين.

34- البغوي في (مصابيح السنة) ج2 ص204 ط الخيرية بمصر.

35-الذهبي في (تاريخ الإسلام) ج2 ص94 ط المعارف بمصر.

36- البلاذري في (أنساب الأشراف) ص552 ط المعارف بمصر.

37- ابن كثير الدمشقي في (البداية والنهاية) ج5 ص226 ط القاهرة.

38- ابن الجوزي في (صفة الصفوة) ج2 ص5 ط حيدر آباد.

39- ابن شهر آشوب في (المناقب) ج3 ص323 قال: روت عائشة وغيرها عن النبي (صلى الله عليه و آله) أنه قال: يا فاطمة ابشري فإن الله اصطفاك على نساء العالمين، وعلى نساء الإسلام وهو خير دين.

40- الصدوق في (الأمالي) ص355 مجلس 87 بما يقارب نص البخاري.

41- المجلسي في (البحار) ج43 ص23 نقلاً عن.

42- الشيخ الطوسي في (أماليه).

43- و (جمع الزوائد).

44- والترمذي والشيخان، على ما نقل عنهم صاحب (الينابيع) ص172.

2- حديث أم المؤمنين أم سلمة في سيادة فاطمة(عليها السلام) ومصادره

خرج ابن سعد في باب ما قال النبي (صلى الله عليه و آله) لفاطمة في مرضه من المجلد الثاني من (طبقاته) بالإسناد إلى أم سلمة، قالت: لما حضرت رسول الله (صلى الله عليه و آله) الوفاة دعا فاطمة فناجاها فبكت، ثم ناجاها فضحكت، فلم اسألها حتى توفي رسول الله(صلى الله عليه و آله) فسألتها عن بكائها وضحكها فقالت: أخبرني أنه يموت، ثم أخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة.

وأخرجه أيضاً أبو يعلي كما في ترجمة الزهراء من.

(الإصابة) للعسقلاني ج4 ص367 بالإسناد إلى أم سلمة.

ورواه غير واحد من أهل الحديث (الكلمة الغراء) لشرف الدين ص243.

محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) نقلاً عن:

الدولابي. راجع المصدر السابق ص40.

ورواه القندوزي في (الينابيع) ص172 نقلاً عن:

المشكاة، عن الترمذي.

ورواه الترمذي في (سننه) باب فضائل فاطمة ج13 ص250 ط الصادي بمصر شرح ابن العربي عن أم سلمة: إن رسول الله(صلى الله عليه و آله) دعا فاطمة يوم الفتح فناجاها فبكت ثم حدثها فضحكت. قال: فلما توفي رسول الله (صلى الله عليه و آله) سألتها عن بكائها وضحكها قالت: أخبرني رسول الله (صلى الله عليه و آله) أنه يموت فبكيت، ثم أخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران فضحكت.

3- حديث حذيفة بن اليمان في سيادة فاطمة والحسنين (عليهما السلام)

عن حذيفة قال: سألتني أمي متى عهدك بالنبي(صلى الله عليه و آله) ؟ فقلت: مالي به عهد منذ كذا وكذا، فنالت مني فقلت لها: دعيني أتي النبي(صلى الله عليه و آله) فأصلي معه المغرب واسأله أن يستغفر لي ولكِ. فأتيت النبي(صلى الله عليه و آله) فصليت معه المغرب، فصلى حتى العشاء ثم أنفتل فتبعته، فعرض له عارض فناجاه، ثم ذهب فسمع صوتي فقال: من هذا حذيفة؟ قلت: نعم، قال: ما حاجتك غفر الله لك ولأمك.(38)

ثم قال: أما رأيت العارض الذي عرض لي؟ فقلت: بلى يا رسول الله قال: هو ملك من الملائكة. لم يهبط إلى الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني: بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

 

مصادر الحديث وطرقه

رواه الترمذي في (سننه) ج2 ص306 باب مناقب الحسن والحسين (عليهما السلام).

أحمد بن حنبل في (مسنده) ج5 ص391.

أبو نعيم في (حلية الأولياء) ج4 ص190.

وابن الأثير في (أسد الغابة) ج5 ص574.

والمتقي الهندي الحنفي في (كنز العمال) ج6 ص217 من طرق عديدة وقال:

أخرجه الروياني.

وأبن حبان في (صحيحه) عن حذيفة.

وفي ج7 ص218 وقال: أخرجه ابن عساكر.

وفي ج7 ص111 مقتصراً على ذكر فاطمة: أخرجه ابن أبي شيبة.

وفي ج7 ص102 وقال: أخرجه ابن جرير عن حذيفة.

ورواه الحاكم في (المستدرك) ج3 ص151 مختصراً بطريقين، واقتصر فيهما على ذكر فاطمة(عليها السلام) في باب مناقب فاطمة، وقال: في الثاني منهما: هذا حديث صحيح الإسناد.

والذهبي في (التلخيص) ونص على صحته (المصدر السابق).

ونقله عن المصادر السابقة السيد مرتضى الحسيني في (فضائل الخمسة) ج3 ص139 وص213 وقال: وذكره جمع آخرون.

ورواه أخطب خوارزم الحنفي في (مقتل الحسين) ج1 ص81 في فضائل فاطمة نقلاً عن صحيح الترمذي، كما رواه أيضاً ص130 في فضائل الحسن والحسين (عليهما السلام) نقلاً عن:

البيهقي في (سننه) وقال: رويت هذا الحديث في فضائل فاطمة من جامع الترمذي بألفاظ قريبة عن حذيفة أيضاً ورواه في (مقتله) ص55 مختصراً على ذكر فاطمة(عليها السلام).

والشبلنجي الشافعي في (نور الأبصار) ص41 عن أحمد بن حنبل.

والقندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) باب 54 في فضائل الحسنين ص165 نقلاً عن الترمذي وص264 نقلاً عن:

(مودة القربى) للسيد علي بن شهاب الهمداني مختصراً.

توفيق أبو علم في (أهل البيت) ص128.

ابن حجر في (الصواعق المحرقة) ص111 حديث 15 من الفصل الثاني.

الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) ص275 عن حذيفة وقال: رواه محدث الشام في كتابه بطرق شتى من غير واحد…الخ.

محب الدين الطبري الشافعي في (ذخائر العقبى) ص129.

نقلاً عن أحمد والترمذي، وقال: وأخرج أبو حاتم معناه.

الحافظ البيهقي في (الأعتقاد) ص165 ط كامل مصباح.

العلامة مجد الدين الجزري في (المختار في مناقب الأخيار) ص56 ط الظاهرية دمشق.

4- حديث آخر لحذيفة في سيادة فاطمة وأهل البيت (عليهم السلام)

روى الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) ص273 عند ذكر أحوال الحسين ~ بسنده عن ربيعة السعدي قال:

لما اختلف الناس في التفضيل رَحلت راحلتي وأخذت زادي وخرجت حتى دخلت المدينة، فدخلت على حذيفة بن اليمان، فقال: ممن الرجل، قلت: من أهل العراق، فقال لي: من أي العراق؟ قلت: رجل من أهل الكوفة، قال: مرحباً بكم يا أهل الكوفة، قال: قلت: اختلف الناس علينا في التفضيل فجئت لأسألك عن ذلك فقال لي: على الخبير سقطت، أما أني لااحدثك إلا ما سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي، خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه و آله) كأني أنظر إليه كما أنظر إليك الساعة، حاملاً الحسين بن علي ~على عاتقه.(39)

كأني أنظر إلى كفه الطيبة واضعها على قدمه يلصقها إلى صدره، فقال (صلى الله عليه و آله):

أيها الناس لأعرفن ما اختلفتم فيه من الخيار بعدي، هذا الحسين بن علي خير الناس جداً وجدة، جده رسول الله سيد المرسلين، وجدته خديجة بنت خويلد سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله ورسوله.

هذا الحسين بن علي خير الناس أباً وخير الناس أماً، أبوه علي بن أبي طالب أخو رسول الله (صلى الله عليه و آله) ووزيره وأبن عمه وسابق رجال العالمين إلى الإيمان بالله ورسوله وأمه فاطمة بنت محمد سيدة نساء العالمين.

هذا الحسين بن علي خير الناس عماً وخير الناس عمة، عمه جعفر ابن أبي طالب المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء، وعمته أم هاني بنت أبي طالب.

هذا الحسين بن علي خير الناس خالاً وخالة، خاله القاسم بن محمد رسول الله (صلى الله عليه و آله) وخالته زينب بنت محمد (صلى الله عليه و آله) ثم وضعه عن عاتقه فدرج بين يديه وجثا، ثم قال:

يا أيها الناس هذا الحسين بن علي جده وجدته في الجنة، وأبوه وأمه في الجنة وعمه وعمته في الجنة، وخاله وخالته في الجنة، وهو وأخوه في الجنة ….الخ.

قال الكنجي هذا سند اجتمع فيه جماعة من أئمة الأمصار منهم:

ابن جرير الطبري ذكره في كتابه، ومنهم:

إمام أهل الحديث ومحدث العراق ومؤرخها ابن ثابت الخطيب ذكره في (تاريخه) ومنهم:

ومحدث الشام وشيخ أهل النقل ابن عساكر الدمشقي ذكره في تاريخه في الجزء الثالث والثلاثين بعد المائة وهذا الجزء وما قبله وما بعده فيه ترجمة الحسين بن علي ~ ومناقبه.(40)

ولعل معاوية بن أبي سفيان أشار إلى هذا الحديث حيث قال يوماً لجلسائه سائلاً منهم: من أكرم الناس أباً وأماً وجداً وجدةً وعماً وعمةً وخالاً وخالةً؟

فقالوا: أمير المؤمنين أعلم، فأخذ بيد الحسن~ وقال: هذا أبوه علي بن أبي طالب وأمه فاطمة بنت محمد، وجده رسول الله(صلى الله عليه و آله) وجدته خديجة، وعمه جعفر وعمته هالة بنت أبي طالب، وخاله القاسم بن محمد وخالته زينب بنت محمد (صلى الله عليه و آله).

ابن عبد ربه الأندلسي في (العقد الفريد) ج5 ص87 ط بيروت دار الكتاب العربي.

وروى حديث ربيعة السعدي عن حذيفة الشيخ مسعود السجستاني بسنده في كتابه وقال: هذا الحديث حسن ونقله عنه المجلسي.

المجلسي في (البحار) ج23 ص111 وفيه بعض الزيادات المهمة فراجعه.

5- أحاديث أبي هريرة في سيادة فاطمة والحسنين (عليهم السلام)

عن أبي هريرة قال: أبطأ علينا رسول الله (صلى الله عليه و آله) يوماً صبور النهار، فلما كان العشي قال له قائلنا: يا رسول الله قد شق علينا لم نرك اليوم، قال:

إن ملكاً من السماء لم يكن زارني، فأستأذن الله في زيارتي فأخبرني وبشرني أن فاطمة ابنتي سيدة نساء أمتي، وأن حسناً وحسيناً سيدا شباب أهل الجنة.

رواه بسنده عن أبي هريرة النسائي في (خصائصه) ص34.

المتقي الهندي الحنفي في (كنز العمال) ج6 ص221 وقال:

أخرجه الطبراني.

وابن النجار عن أبي هريرة. ونقله عن المصادر السابقة.

السيد مرتضى الحسيني في (فضائل الخمسة) ج3 ص215.

ورواه محمد الصبان في (إسعاف الراغبين) ص169 نقلاً.

عن الطبراني، وابن حبان مختصراً على ذكر فاطمة.

توفيق أبو علم في (أهل البيت) ص125 وص128.

الذهبي في (تاريخ الإسلام) ج2 ص92 ط مصر.

أبو بكر الهيتمي في (مجمع الزوائد) ج9 ص201 ط القدسي القاهرة.

العلامة النبهاني في (الشرف المؤبد) ط مصر نقلاً عن.

أبن حبان، وغيره عن أبي هريرة.

الشيخ عبيد الله الحنفي في (أرجح المطالب) ص361 ط لاهور.

القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) ص261.

(مودة القربى) لعلي بن شهاب الهمداني (المصدر السابق) ونصه: (إن الله أخبرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة).

وفي حديث آخر عن أبي هريرة أيضاً عن النبي(صلى الله عليه و آله) أنه قال: أول من يدخل الجنة فاطمة بنت محمد(صلى الله عليه و آله) مثلها في هذه الأمة مثل مريم بنت عمران في بني إسرائيل (المصدران السابقان) ص230.

وفي حديث آخر مسند عن أبي هريرة أنه قال: لما أسري بالنبي(صلى الله عليه و آله) ثم هبط إلى الأرض – ومضى لذلك زمان – ثم إن فاطمة أتت النبي(صلى الله عليه و آله) فقالت: بأبي وأمي يا رسول الله ما الذي رأيت لي؟ (أي في الإسراء) فقال: يا فاطمة أنتِ خير نساء البرية، وسيدة نساء أهل الجنة، قالت: يا أبة فما لعلي؟ قال: خير رجل من أهل الجنة، قالت: يا أبة فما للحسن والحسين؟ فقال: سيدا شباب أهل الجنة.

ثم إن علياً أتى النبي(صلى الله عليه و آله) فقال: ما الذي رأيت لي؟ فقال: أنا وأنت وحسن وحسين في قبةٍ من درٍ أساسها من رحمة الله، وأطرافها من نور الله، وهي تحت العرش، يا أبن أبي طالب وبينك وبيني كرامة الله، تسمع صوتاً وهيمنة قد ألجم الناس من العرق، وعلى رأسك تاج من نور قد أضاء منه المحشر وترفل في حلتين حلة خضراء وحلة وردية، خلقت وخلقتم من طينة واحدة.

رواه الحافظ السيوطي في (ذيل اللآلي) ص62 ط لكنهو. وقال:

رواه أبو نعيم في (فضائل الصحابة) بسنده.

ورواه أيضاً بسنده الحمويني الشافعي في (فرائد السمطين) مخطوط.

ونقله عن المصادر السابقة السيد شهاب الدين المرعشي في (تعليقات إحقاق الحق) ج9 ص209 وص252.

وفي حديثٍ آخر عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه و آله) أنه قال: لما خلق الله آدم أبا البشر ونفخ فيه من روحه. ألتفت آدم يمنة العرش، فإذا في النور خمسة أشباح سجداً ركعاً، قال آدم: هل خلقت أحداً من طين قبلي؟ قال: لا يا آدم، قال: فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيئتي وصورتي؟ قال هؤلاء خمسة من ولدك، لولاهم ما خلقتك، هؤلاء خمسة شققت لهم أسماء من أسمائي، لولاهم ما خلقت الجنة ولا النار ولا العرش ولا الكرسي ولا السماء ولا الأرض ولا الملائكة ولا الأنس ولا الجن. فأنا المحمود وهذا محمد (صلى الله عليه و آله) وأنا العالي وهذا علي، وأنا الفاطر وهذه فاطمة، وأنا ولي الإحسان وهذا الحسن، وأنا المحسن وهذا الحسين، آليت بعزتي أنه لا يأتي أحد بمثقال ذرة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخلته ناري ولا أبالي.

يا آدم هؤلاء صفوتي بهم أنجي وبهم أهلك قال: إذا كانت لك إلي حاجة فبهؤلاء توسل قال النبي (صلى الله عليه و آله): نحن سفينة النجاة من تعلق بها نجا ومن حاد عنها هلك. فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت.

رواه بهذا النص بسنده العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) الباب الأول ص25.

20- وأبو القاسم عبد الكريم بن محمد الرافعي في كتابه ونقله عنهما الشيخ عبيد الله الحنفي في (أرجح المطالب) ص461 ونقله عن الحمويني السيد شهاب الدين المرعشي في (تعليقات إحقاق الحق) ج9 ص253، وص203 عن (أرجح المطالب).(41)

 

6- حديث عمران بن حصين في سيادة فاطمة (عليها السلام) (42)

عن عمران بن حصين قال: إن النبي(صلى الله عليه و آله) قال لي: ألا تنطلق بنا نعود فاطمة فإنها تشتكي؟ قلت: بلى. قال: فانطلقنا حتى إذا انتهينا إلى بابها فسلم وأستأذن وقال: أدخل أنا ومن معي؟ قالت: نعم ومن معك يا أبتاه، قالت: فوالله ما علي إلا عباءة، فقال لها: اصنعي بها كذا واصنعي بها كذا فعلمها كيف تستتر، فقالت: والله ما على رأسي من خمار، قال فأخذ ملاءة كانت عليه وقال: اختمري بها: ثم أذنت لنا فدخلنا،(43) فقال: كيف تجدينك يا بنية؟ قالت إني لوجعة، وإنه ليزيدني أنه مالي طعام آكله، قال يا بنية أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين؟ قالت: يا أبتِ فأين مريم بنت عمران؟ قال: تلك سيدة نساء عالمها. وأنتِ سيدة نساء عالمك، وفي بعض النصوص وأنت سيدة نساء العالمين، أما والله لقد زوجتك سيداً في الدنيا والآخرة وفي بعض النصوص: ولا يبغضه إلا منافق.

مصادر حديث عمران بن حصين

رواه أبو نعيم في (حلية الأولياء) ج2 ص42.

ورواه الطحاوي في (مشكل الآثار) ج1 ص50 وزاد في آخره: ولا يبغضه إلا منافق.

نقله عن المصدرين السابقين السيد مرتضى الحسيني في 0فضائل الخمسة) ج3 ص140.

ورواه محب الدين الطبري الشافعي في (ذخائر العقبى) ص43. وقال: أخرجه.

أبو عمر ويعني به ابن عبد البر في (الاستيعاب) ج4 ص364 ثم قال:

وأخرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقي في فضائل فاطمة وذكر نص حديثه وفي آخره الزيادة: لا يبغضه إلا منافق.

ونقله ابن عبد البر في (الاستيعاب) عن ابن السراج بسنده.

ونقله ابن حجر العسقلاني في (الإصابة) ج4 ص275 عن ابن عبد البر.

ورواه أخطب خوارزم بسنده في (المقتل) ج1 ص79. وجاء في آخره: تلك سيدة نساء عالمها، وأنتِ سيدة نساء العالمين.

القندوزي الحنفي في (الينابيع) ص174 وص198.

توفيق أبو علم في (أهل البيت) ص133 وأنها سيدة نساء العالمين. وفي ص128 مختصراً وفي آخره، وأنتِ سيدة نساء العالمين.

عباس محمود العقاد في (فاطمة والفاطميون) ص67.

أبو بكر الشيرازي في كتابه على ما نقله عنه وعن صاحب الحلية.

ابن شهر آشوب في (المناقب) ج3 ص323 ونقله عنه.

المجلسي في (البحار) ج43 ص37.

جمال الدين الزرندي الحنفي في (نظم درر السمطين) ص79.

ابن الأثير الجزري في (المختار في مناقب الأخيار) ص56 ط الظاهرية.

القاضي أبو المحاسن الحنفي في (المعتصر من المختصر) ج2 ص247 ط حيدر أباد.

الذهبي في (تاريخ الإسلام) ج2 ص91 ط المعارف بمصر.

الحافظ زين الدين في (طرح التثريب) ج1 ص149 ط مصر.

باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) ص80 ط دمشق.

السيوطي الشافعي في (الثغور الباسمة) في مناقب سيدتنا فاطمة ص14 ط بمبي.

السيد أحمد دحلان في (السيرة النبوية) ج2 ص6 ط القاهرة.

عمر بن أحمد شاهين في (فضائل سيدة النساء) ص5 مخطوط.

النبهاني في (الشرف المؤبد) ص54 ط مصر.

أبو بكر الحضرمي الشافعي في (رشفة الصادي) ص226 ط مصر.

عمر رضا كحالة في (أعلام النساء) ج3 ص1215 ط دمشق.

راجع المصادر من 17-27 (إحقاق الحق) ج10.

7- حديث جابر بن سمرة في سيادة فاطمة (عليها السلام) (44)

عن جابر بن سمرة قال: جاء نبي الله(صلى الله عليه و آله) فجلس فقال: إن فاطمة وجعة فقال القوم: لوعدناها، فقام فمشى حتى انتهى إلى الباب والباب عليها مصفق: فنادى شدي عليك ثيابك فإن القوم جاؤوا يعودونك، فقالت يا نبي الله ما علي إلا عباءة، قال: فأخذ رداءه فرمى به إليها من وراء الباب فقال شدي بهذا رأسك، فدخل ودخل القوم، فقعد ساعة فخرجوا، فقال القوم بنت نبينا (صلى الله عليه و آله) على هذه الحال فقال: فالتفت النبي(صلى الله عليه و آله) وقال أما إنها سيدة نساء يوم القيامة.

 

مصادر حديث جابر بن سمرة

رواه أبو نعيم في (حلية الأولياء) ج2 ص42 ط السعادة بمصر.

ونقله عن المصدر المذكور السيد مرتضى الحسيني في (فضائل الخمسة) ج3 ص140.

وتوفيق أبو علم في (أهل البيت) ص134.

أبو بكر الشيرازي في كتابه على ما نقله عنه.

ابن شهر آشوب في (المناقب) ج3 ص323 كما نقله عن الحلية، ونقله عن ابن شهر آشوب.

المجلسي في (البحار) ج43 ص37.

العلامة عبد الله الشافعي في (المناقب) ص209 مخطوط نقله عن الحلية.

ابن الأثير الجزري في (المختار في مناقب الأخيار) ص56.

ونقله عن المصدرين السابقين صاحب (تعليقات إحقاق الحق) ج10 ص36 و40.

8- حديث عبد الرحمن بن سمرة في سيادة أهل البيت وفاطمة(عليها السلام)

1- روى شيخنا الصدوق في (إكمال الدين) باب 24 ص250 بسنده عن عبد الرحمن بن سمرة(45) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): لُعن المجادلون في دين الله على لسان سبعين نبياً.

ومن جادل في آيات الله فقد كفر.(46)

قال الله عز وجل: "مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ" [المؤمن/ 5]. ومن فسر القرآن برآيه فقد افترى على الله الكذب، ومن أفتى الناس بغير علم فلعنته ملائكة السماء والأرض، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة سبيلها إلى النار. قال عبد الرحمن بن سمرة: فقلت يا رسول الله أرشدني إلى النجاة. فقال: يا بن سمرة إذا اختلت الأهواء، وفي نص: إذا اختلفت الأهواء وتفرقت الآراء فعليك بعلي بن أبي طالب فإنه إمام أمتي وخليفتي عليهم من بعدي، وهو الفاروق الذي يميز بين الحق والباطل، من سأله أجابه ومن استرشده أرشده ومن طلب الحق عنده وجده، ومن ألتمس الهدى لديه صادفه، ومن لجأ إليه آمنه، ومن استمسك به نجاه، ومن اقتدى به هداه. يا ابن سمرة سلم منكم من سلّم له ووالاه. وهلك من رد عليه وعاداه. يا ابن سمرة إن علياً مني روحه من روحي، وطينته من طينتي، وهو أخي وأنا أخوه. وهو زوج ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وان منه إمامي، وابني، وسيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين، وتسعة من ولد الحسين تاسعهم قائم أمتي. يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.

2- ورواه الصدوق أيضاً في (الامالي) المجلس 7 ص17. من سؤال عبد الرحمن أرشدني إلى النجاة…الخ ونقله عن الامالي.

3- المجلسي في (البحار) ج36 ص226 كما.

4- نقله ص227 عن (اكمال الدين).

5- ونقله عن (اكمال الدين) الشيخ مهدي المازندراني في كتابه (نور الأبصار) الفصل التاسع في المجلس الخامس ص158.

(1)

9- أحاديث عبد الله بن عباس في سيادة فاطمة وأهل البيت (عليهم السلام)

روي مسنداً عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله(صلى الله عليه و آله) لعبد الرحمن بن عوف: يا عبد الرحمن أنتم أصحابي، وعلي بن أبي طالب مني وأنا منه (أي إنه خلق من نوري وخلقت من نوره) فمن قاسه بغيره، وفي نص ومن قاسه بغيري فقد جفاني، ومن جفاني آذاني ومن آذاني فعليه لعنة ربي.

يا عبد الرحمن إن الله أنزل عليّ كتاباً مبيناً وأمرني أن أبين للناس ما نزل إليهم، ما خلا علي بن أبي طالب فإنه لم يحتج إلى بيان، لأن الله تعالى جعل فصاحته كفصاحتي ودرايته كدرايتي، ولو كان الحلم رجلاً لكان علياً، ولو كان العقل رجلاً لكان حسناً، ولو كان السخاء رجلاً لكان حسيناً، ولو كان الحُسن شخصاً لكان فاطمة بل هي أعظم، إن فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً.

رواه أخطب خوارزم الحنفي في (مقتل الحسين) ج1 ص60.

والحموي في (فرائد السمطين) ونقله عنه.

السيد المرعشي في (تعليقات إحقاق الحق) ج4 ص502.

علي بن شهاب الهمداني في (مودة القربى) ونقله عنه.

القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) ص263.

ونقله عنهما الشيخ نجم الدين العسكري في (علي والوصية) ص322.

(2)

وجاء في حديثٍ آخر مسند عن أبي جعفر المنصور الدوانيقي قال: حدثني والدي عن أبيه عن جده (عبد الله بن عباس) قال: كنت ذات يوم جالساً عند رسول الله (صلى الله عليه و آله) إذ أقبلت فاطمة أبنته(عليها السلام) فدخلت عليه فقالت يا أبه إن الحسن والحسين خرجا من عندي آنفاً وما أدري أين هما فقد طار عقلي وقلق فؤادي وقل صبري، وبكت وشهقت حتى علا بكاؤها فرحمها ورق لها وقال: لا تبكي يا فاطمة فو الذي نفسي بيده إن الذي خلقهما هو ألطف بهما منك وأرحم بصغرهما منك، ثم قام من ساعته ورفع يديه إلى السماء وقال:

اللهم إنهما ولداي وقرة عيني وثمرة فؤادي وأنت أرحم بهما وأعلم بموضعهما يا لطيف بلطفك الخفي أنت عالم الغيب والشهادة، اللهم إن كانا أخذا براً أو بحراً فأحفظهما وسلمهما حيثما كانا وحيثما توجها، قال: فما استتم رسول الله (صلى الله عليه و آله) دعاءه حتى هبط جبرئيل من السماء ومعه عظماء الملائكة وهم يؤمّنون على دعاء النبي(صلى الله عليه و آله) فقال جبرئيل: يا محمد لا تحزن ولا تغتم وأبشر فأن ولديك فاضلان في الدنيا وفاضلان في الآخرة وأبوهما خير منهما وهما نائمان في حضيرة بني النجار قد وكل الله ملكاً يحفظهما. فلما قال له جبرئيل ذلك سرى عنه (حزنه).

وقام ومعه أصحابه وهو فرح حتى أتوا حضيرة بني النجار فإذا الحسن والحسين نائمان. وإذا الحسين معانق للحسن، وإذا الملك الموكل بهما قد وضع أحد جناحيه في الأرض وطاءً تحتهما يقيهما من حر الأرض، وجللهما بالجناح الآخر غطاءً يقيهما حر الشمس. فأنكب عليهما النبي(صلى الله عليه و آله) يقبلهما واحداً فواحداً ويمسحهما بيده حتى أيقضهما من نومهما، فلما أيقضهما حمل النبي الحسن على عاتقه، وحمل جبرئيل الحسين على ريشةٍ من جناحه حتى خرجا بهما من الحضيرة، والنبي(صلى الله عليه و آله) يقول: والله لأُشرفكما اليوم كما شرفكما الله تعالى في سماواته، إذ أقبل أبو بكر فقال: يا رسول الله ناولني أحد الصبيين أخفف عنك أو عن صاحبك وأنا أحفظه حتى أوديه إليك. فقال له: لا يا أبا بكر دعهما فنعم الحاملان نحن ونعم الراكبان هما وأبوهما خير منهما، فجاءا يحملانهما وأبو بكر معهما حتى أتوا بهما إلى المسجد، وأقبل بلال فقال له رسول الله (صلى الله عليه و آله): هلم يا بلال وناد في الناس وأجمعهم لي في المسجد، فلما اجتمعوا قام على قدميه وخطب في الناس خطبة أبلغ فيها حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ومستحقه ثم قال:

يا معشر المسلمين هل أدلكم على خير الناس جداً وجدة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: عليكم بالحسن والحسين فإن جدهما محمد(صلى الله عليه و آله) وجدتهما خديجة بنت خويلد سيدة نساء أهل الجنة، وأول من سارعت إلى تصديق ما أنزل الله على نبيه محمد، وإلى الإيمان بالله وبرسوله.

يا معشر المسلمين هل أدلكم على خير الناس أباً وأماً؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: عليكم بالحسن والحسين فأن أباهما علي بن أبي طالب يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، وأمهما فاطمة بنت رسول الله شرفها الله في سماواته وأرضه.

يا معشر المسلمين هل أدلكم على خير الناس خالاً وخالة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: عليكم بالحسن والحسين فإن خالهما القاسم بن رسول الله(صلى الله عليه و آله) وخالتهما زينب بنت رسول الله.

ثم قال: يا معشر المسلمين هل أدلكم على خير الناس عماً وعمةً؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: عليكم بالحسن والحسين فإن عمهما جعفر ذو الجناحين الطيار مع الملائكة في الجنة وعمتهما أم هاني بنت أبي طالب.

ثم قال: اللهم إنك تعلم أن الحسن والحسين في الجنة وجدهما في الجنة، وجدتهما في الجنة، وأباهما في الجنة، وأمهما في الجنة، وخالهما في الجنة، وخالتهما في الجنة، وعمهما وعمتهما في الجنة، ومن يحبهما في الجنة ومن يبغضهما في النار.

رواه بهذا النص بسنده المفصّل أخطب خوارزم الحنفي في.

(مقتل الحسين) ص111-ص113.

ورواه الخوارزمي الحنفي أيضاً في كتابه (المناقب) ص200-ص208 مع مقدمة له في السند، عن سليمان بن مهران الأعمش عن المنصور عن أبيه عن جده عبد الله بن عباس فراجع.

ونقله عن (مقتل الحسين) السيد المرعشي في (تعليقات إحقاق الحق) ج9 ص182، وعن (مناقبه) ج5 ص12-ص22.

ورواه جمال الدين الزرندي الحنفي في (نظم درر السمطين) ص322 قال: روى إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس قال: سمعت أبي يوماً يحدث: أنهم كانوا عند هارون الرشيد أمير المؤمنين فقال: حدثني أمير المؤمنين المهدي، عن أمير المؤمنين المنصور أنه حدثه عن أبيه عن جده عن عبد الله بن عباس (رض) أنه كان ذات يوم عند رسول الله(صلى الله عليه و آله) فقال: ألا أدلكم على خير الناس جداً وجدة …الخ، وفيه وأن أمهما فاطمة بنت رسول الله سيدة نساء العالمين.

ثم قال الزرندي روى هذا الحديث:

أبو محمد عبد الله بن محمد حيان المعروف بأبي الشيخ في كتابه (السنة).

ورواه محب الدين الطبري الشافعي في (ذخائر العقبى) ص130.

ورواه عن الملا في (سيرته) عن ابن عباس …الخ.

رواه أبو اليقضان الشيخ الكازروني في (شرف النبي) على ما في.

(مناقب الكاشي) المخطوط عن هارون الرشيد…الخ. وفي نص يقول الراوي: كان هارون يحدثنا وعيناه تدمعان.

ورواه العلامة الصفوري الشافعي في (نزهة المجالس) ج2 ص233 ط القاهرة مرسلاً إياه إرسال المسلمات.

ورواه شاذان بن جبرئيل في كتابه (الفضائل) ص104- ص108 ط بمبي بسنده.

(3)

وروى العلامة الطبراني في (المعجم الكبير) ص137. ط جامعة طهران بسنده عن مجاهد عن ابن عباس(رض) قال: صلى رسول الله (صلى الله عليه و آله) صلاة العصر فلما كان في الركعة الرابعة أقبل الحسن والحسين حتى ركبا على ظهر رسول الله (صلى الله عليه و آله) فلما سلم وضعهما بين يديه فحمل الحسن على عاتقه الأيمن، والحسين على عاتقه الأيسر ثم قال: أيها الناس ألا أخبركم بخير الناس جداً وجدة؟ ألا أخبركم بخير الناس أباً وأماً؟ ألا أخبركم بخير الناس عماً وعمة؟ ألا أخبركم بخير الناس خالاً وخالة؟ هما الحسن والحسين جدهما رسول الله (صلى الله عليه و آله) وجدتهما خديجة بنت خويلد، وأمهما فاطمة بنت محمد رسول الله(صلى الله عليه و آله) ، وأبوهما علي بن أبي طالب (رض)، وعمهما جعفر بن أبي طالب وعمتهما أم هاني بنت أبي طالب، وخالهما القاسم بن رسول الله(صلى الله عليه و آله). وخالاتهما زينب، ورقية، وأم كلثوم بنات رسول الله (صلى الله عليه و آله): جدهما في الجنة وجدتهما في الجنة، وأبوهما في الجنة، وأمهما في الجنة، وعمهما وعمتهما في الجنة، وهما في الجنة ومن أحبهما في الجنة.

ورواه من طريق الطبراني الهيتمي في (مجمع الزوائد) ج9 ص184 ط القدسي في القاهرة بعين ما تقدم.

ورواه المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) ج5 ص106 ونقل الحديث عن المصادر الثلاثة رقم 11 و12 و13 السيد المرعشي في (تعليقات إحقاق الحق) ج9 ص185.

وروى الحديث الأول العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) ص113 مخطوط وقد رواه.

من طريق أبن الأخضر.

ورواه جمال الدين الشهير بابن حسنويه في كتابه (در بحر المناقب) ص51 مخطوط.

ورواه أيضاً القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) ص227 عن كتاب (شرف النبوة). وقال في آخره: أخرجه الملا في (سيرته) وأخرجه غيره.

ورواه المغازلي في (المناقب) على ما في (منتخبه) مخطوط. راجع (تعليقات إحقاق الحق) ج10 ص96.

(4)

وجاء في حديث آخر مسند عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: إن رسول الله (صلى الله عليه و آله) كان جالساً ذات يوم إذ أقبل الحسن ~ فلما رآه بكى. ثم قال: إليّ إليّ يا بني فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه، ثم أقبل الحسين~ فلما رآه بكى، ثم قال إليّ إليّ يا بني فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى، ثم أقبلت فاطمة(عليها السلام) فلما رآها بكى ثم قال: إليّ إليّ يا بنية فأجلسها بين يديه. ثم أقبل أمير المؤمنين علي~ فلما رآه بكى، ثم قال إليّ إليّ يا أخي فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الأيمن فقال له أصحابه: يا رسول الله ما ترى أحداً من هؤلاء إلا بكيت، أو ما فيهم من تسر برؤيته؟ فقال (صلى الله عليه و آله) والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية إني وإياهم لأكرم الخلائق على الله عز وجل، وما على الأرض نسمة أحب أليّ منهم.

أما علي بن أبي طالب فإنه أخي وشقيقي وصاحب الأمر بعدي، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وصاحب حوضي وشفاعتي، وهو ولي كل مسلم وإمام كل مؤمن، وقائد كل تقي، وهو وصيي وخليفتي على أهلي وأمتي في حياتي وبعد مماتي، ومبغضه مبغضي، بولايته صارت أمتي مرحومة، وبعداوته صارت المخالفة له ملعونة، وإني بكيت لما رأيته لأني ذكرت غدر الأمة به بعدي حتى يُزال عن مقعدي وقد جعله الله له بعدي ثم لا يزال الأمر به حتى يضرب على قرنه ضربة تخضب منها لحيته في أفضل الشهور عند الله شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن.

وأما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين وهي بضعة مني، وهي نور عيني وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبي، وهي الحوراء الإنسية. متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض، ويقول الله عز وجل لملائكته: يا ملائكتي أنظروا إلى أمَتي فاطمة سيدة إمائي قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي أشهدكم أني قد أمنت شيعتها من النار، وإني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي إلى أن قال (صلى الله عليه و آله): فلا تزال بعدي محزونة باكية، فتتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة، وتتذكر فراقي أخرى، وتستوحش إذا جنها الليل لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا تهجدت بالقرآن، ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة، وعند ذلك يؤنسها الله تعالى ذكره بالملائكة فنادتها بما نادت به مريم بنت عمران فتقول يا فاطمة إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين، يا فاطمة اقنتي لربك وأسجدي وأركعي مع الراكعين، ثم يبتدأ بها الوجع فتمرض فيبعث الله إليها مريم بنت عمران تمرضها وتؤنسها في علتها فتقول عند ذلك: يا رب إني سئمت الحياة وتبرمت بأهل الدنيا فالحقني بأبي، فيلحقها الله عز وجل بي فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي فتقدم على محزونة…الخ.

وأما الحسن ~ فإنه مني وهو ابني وولدي ومني وقرة عيني وضياء قلبي وثمرة فؤادي وهو سيد شباب أهل الجنة وحجة الله على الأمة، أمره أمري وقوله قولي، من تبعه فإنه مني، ومن عصاه فليس مني، وإني لما نظرت إليه تذكرت ما يجري عليه من الذل بعدي، ولا يزال الأمر به حتى يقتل بالسم ظلماً، فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع الشداد لموته، ويبكيه كل شيء حتى الطير في جو السماء، والحيتان في جوف الماء، فمن بكاه لم تعم عينه يوم تعمى العيون، ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب، ومن زاره في بقيعه ثبتت قدمه على الصراط يوم تزل فيه الأقدام.

وأما الحسين ~ فإنه مني وهو ابني وولدي، وخير الخلق بعد أخيه، وهو إمام المسلمين، وخليفة رب العالمين، وغياث المستغيثين، وكهف المستجيرين ورحمة الله على خلقه أجمعين، وهو سيد شباب أهل الجنة، وباب نجاة الأمة أمره أمري وطاعته طاعتي من تبعه فإنه مني، ومن عصاه فليس مني، وإني لما رأيته تذكرت ما يصنع به بعدي، كأني به وقد استجار بحرمي وقبري فلا يجار، فأضمه في منامي إلى صدري وأمره بالرحلة عن دار هجرتي، وأبشره بالشهادة فيرتحل عنها إلى أرض مقتله وموضع مصرعه أرض كربٍ وبلاء وقتل وفناء، تنصره عصابة من المسلمين أولئك سادات شهداء أمتي يوم القيامة، كأني أنظر إليه وقد رمي بسهم فخر عن فرسه صريعاً، ثم يذبح كما يذبح الكبش مظلوماً.

ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه و آله) وبكى من حوله، وأرتفعت أصواتهم بالضجيج ثم قام (صلى الله عليه و آله) وهو يقول: اللهم إني اشكوا ما يلقى أهل بيتي بعدي ثم دخل منزله…الخ.

رواه بهذا النص العلامة الحمويني الشافعي في (فرائد السمطين) ج2 باب 8 بإسناده، ونقله عنه.

الشيخ نجم الدين العسكري في (علي والوصية) ص29 وقال: ونقلناه عنه بألفاظه … فليراجع الكتاب المنقول عنه.

أو يراجع (غاية المرام للحجة السيد البحراني) ص48.

أو (آمالي الصدوق) نعم رواه الصدوق في (الامالي) ص69 المجلس 24 ونقله عن الحمويني.

الحجة السيد علي نقي الحيدري في كتابه (الوصي) ص39.

ورواه بسنده أبو جعفر الطبري الامامي في كتابه (بشارة المصطفى) ص244.

ونقله المجلسي في (البحار) باب ما أخبر النبي(صلى الله عليه و آله) بظلم أهل البيت ونقل منه ما يختص بفاطمة(عليها السلام) ج43 ص172 عن (آمالي الصدوق).

ورواه شاذان بن جبرئيل في (الفضائل) ص7-10 وفي آخره زيادة في مجيء فاطمة إلى الحشر وشكايتها إلى الله تعالى.

(5)

وجاء في حديث آخر رواه الصدوق في الآمالي مجلس 58 ص221 عن الأصبغ بن نباته عن عبد الله بن عباس قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه و آله) لعلي ~: يا علي أنت خليفتي على أمتي في حياتي وبعد مماتي، وأنت مني كشيث من آدم وكسام من نوح وكإسماعيل من إبراهيم وكيوشع من موسى وكشمعون من عيسى، يا علي أنت وصيي ووارثي وغاسل جثتي الذي تواريني في حفرتي، وتؤدي ديني وتنجز عداتي، يا علي أنت أمير المؤمنين وإمام المسلمين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المتقين، يا علي أنت زوج سيدة النساء فاطمة ابنتي، وأبو سبطي الحسن والحسين، يا علي ان الله تبارك وتعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي من صلبك، يا علي مَن أحبك ووالاك أحببته وواليته ومن أبغضك وعاداك أبغضته وعاديته لأنك مني وأنا منك، يا علي إن الله طهرنا واصطفانا لم يلتق لنا أبوان على سفاحٍ قط من لدن آدم، فلا يحبنا إلا مَن طابت ولادته، يا علي أبشر بالشهادة فإنك مظلوم بعدي ومقتول، فقال علي ~: يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني، قال في سلامة من دينك، يا علي أنك لن تضل ولم تزل ولولاك لم يعرف حزب الله بعدي.

قول النبي (صلى الله عليه و آله): أنت مني بمنزلة شيث من آدم…الخ رواه القندوزي في ينابيع المودة ص86.

(6)

وروى الصدوق في (الأمالي) مجلس 72 ص283 بسنده.

عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال النبي(صلى الله عليه و آله):

إن علياً وصيي وخليفتي، وزوج فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداي من والاهم فقد والاني ومَن عاداهم فقد عاداني ومن جفاهم فقد جفاني، ومن برهم فقد برني، وَصَل الله من وصلهم وقطع من قطعهم، ونصر من نصرهم وأعان من أعانهم وخذل من خذلهم، اللهم من كان له من أنبيائك ورسلك ثقل وأهل بيت فعلي وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

ورواه الصدوق أيضاً في آخر كتابه (من لا يحضره الفقيه) ونقله عنه السيد محمد صادق بحر العلوم في.

مقدمة (علل الشرائع) ص35.

ورواه الطبري الإمامي في (بشارة المصطفى) ص19.

(7)

وروى الصدوق في (الأمالي) مجلس 49ص179 بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): أنا سيد الأنبياء والمرسلين وأوصيائي سادة أوصياء النبيين والمرسلين، وذريتي أفضل ذريات النبيين والمرسلين، وأصحابي الذين سلكوا منهاجي أفضل أصحاب النبيين والمرسلين وابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين، والطاهرات من أزواجي أمهات المؤمنين، وأمتي خير أمة أخرجت للناس، وأنا أكثر الناس تبعاً يوم القيامة، ولي حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء فيه من الأباريق عدد نجوم السماء وخليفتي على الحوض يومئذٍ خليفتي في الدنيا، فقيل: ومن ذاك يا رسول الله؟قال: إمام المسلمين، وأمير المؤمنين ومولاهم بعدي علي بن أبي طالب يسقي منه أولياءه ويذود عنه أعداءه كما يذود أحدكم الغريبة من الأبل عن الماء.

ثم قال: من أحب علياً وأطاعه في دار الدنيا وردَ عليّ حوضي غداً، وكان معي في درجتي في الجنة، ومن أبغض علياً في دار الدنيا وعصاه لم أره ولم يرني يوم القيامة واختُلج دوني، وأُخذ به ذات الشمال إلى النار.

ورواه الطبري الامامي في (بشارة المصطفى) بسنده ص41.

(8)

وروى الصدوق في (الامالي) مجلس 73 ص291 بسنده عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال: إن رسول الله(صلى الله عليه و آله) كان جالساً ذات يوم وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) فقال: اللهم إنك تعلم أن هؤلاء أهل بيتي وأكرم الناس عليّ، فأحب من أحبهم، وأبغض من أبغضهم ووالِ من والاهم وعادِ من عاداهم، وأعن من أعانهم، واجعلهم مطهرين من كل رجس، معصومين من كل ذنب، وأيدهم بروح القدس منك ثم قال: يا علي أنت إمام أمتي وخليفتي عليها بعدي وأنت قائد المؤمنين إلى الجنة، وكأني أنظر إلى ابنتي فاطمة قد أقبلت يوم القيامة على نجيب من نور عن يمينها سبعون ألف ملك، وعن يسارها سبعون ألف ملك، وبين يديها سبعون ألف ملك تقود مؤمنات أمتي إلى الجنة، فأيما امرأة صلت في اليوم والليلة خمس صلوات، وصامت شهر رمضان، وحجت بيت الله الحرام، وزكت مالها وأطاعت زوجها ووالت علياً بعدي دخلت الجنة بشفاعة ابنتي فاطمة.

ثم ألتفت إلى علي ~ فقال: يا علي إن فاطمة بضعة مني وهي نور عيني وثمرة فؤادي يسوؤني ما ساءها ويسرني ما سرها، وإنها أول من يلحقني من أهل بيتي فأحسن إليها بعدي.

وأما الحسن والحسين فهما ابناي وريحانتاي، وهما سيدا شباب أهل الجنة، فليكرما عليك كسمعك وبصرك، ثم رفع(صلى الله عليه و آله) يده إلى السماء فقال:

اللهم إني أشهدك أني محب لمن أحبهم ومبغض لمن أبغضهم، وسلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم وعدو لمن عاداهم، وولي لمن والاهم.

ونقله عن (الامالي) المجلسي في البحار ج43 ص24.

(9)

روى الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) ج1 ص259 بسنده عن ابن عباس قال: قال: رسول الله (صلى الله عليه و آله) ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوباً: لا آله إلا الله محمد رسول الله، علي حب الله، الحسن والحسين صفوة الله، فاطمة خيرة الله على باغضهم لعنة الله.

ونقله عن (تاريخ بغداد) السيد مرتضى الحسيني في (فضائل الخمسة) ج3 ص148.

ورواه بسنده الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) ص276 عن مجاهد عن ابن عباس، قال: تفرد به علي بن حماد وهو ثقة، قال:

وأخرجه محدث الشام عن محدث العراق وإمام أهل الحديث، ويعني بمحدث الشام ابن عساكر، وفي (حاشية كفاية الطالب) يعين المعلق الحديث في ج4 ص316 من (تاريخ ابن عساكر) في ترجمة الحسين ~.

ورواه بسنده أخطب خوارزم الحنفي في (المناقب) ص240 ط تبريز وص214 ط النجف عن ابن عباس بتغيير يسير.

ورواه ابن حجر العسقلاني في (لسان الميزان) ج4 ص194 بسنده، وفي ج5 ص70 بسند آخر ط حيدر أباد الدكن.

ورواه السيوطي في (ذيل اللآلي) ص66 ط الدهلي.

ورواه البدخشي في (مفتاح النجا) ص15 مخطوط.

ونقله عن المصادر السابقة من رقم 3-8 السيد المرعشي في (تعليقات إحقاق الحق) ج4 ص279 وج9 ص257 بأسانيدهم ونصوص أحاديثهم فراجع.

ورواه الذهبي في (ميزان الاعتدال) ج2 ص217 ط القاهرة. (راجع تعليقات إحقاق الحق) ج9 ص268.

ورواه شاذان بن جبرئيل في (الفضائل) ص74 وفيه: الحسن والحسين سبطا رسول الله. وفاطمة صفوة الله وعلى ناكرهم ومبغضهم لعنة الله.

(10)

وروى السيوطي في (تاريخ الخلفاء) ص114 ط الميمنية بمصر قال:

وأخرج الصولي عن إسحاق الهاشمي قال: كنا عند هارون الرشيد فقال: بلغني إن العامة يظنون فيَّ بغض علي بن أبي طالب، والله ما أحبُ أحداً حبي له، ولكن هؤلاء أشد الناس بغضاً لنا وطعناً علينا وسعياً في فساد ملكنا بعد أخذنا بثأرهم ومساهمتنا إياهم ما حويناه حتى أنهم لاَ ميل إلى بني أمية منهم إلينا فأما ولده لصلبه فهم سادة الأهل، والسابقون إلى الفضل، ولقد حدثني أبي المهدي عن أبيه المنصور، عن محمد بن علي عن أبيه، عن ابن عباس أنه سمع النبي (صلى الله عليه و آله) يقول في الحسن والحسين: من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني، وسمعه يقول:

فاطمة سيدة نساء العالمين غير مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم.

ونقله عن (تاريخ الخلفاء) السيد المرعشي في (تعليقاته على إحقاق الحق) ج10 ص41.

(11)

جاء في حديث آخر عن عبد الله بن عباس عن النبي(صلى الله عليه و آله) أنه قال:

أفضل رجال العالمين علي، وأفضل العالمين من نساء الأولين والآخرين فاطمة، رواه بهذا النص محمد صالح الكشفي في (المناقب المرتضوية) ص113 ط بمبي، ونقله عنه.

السيد المرعشي في (تعليقات إحقاق الحق) ج10 ص42.

ورواه السيد علي بن شهاب الهمداني في (مودة القربى).

ونقله عنه القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) ص253.

(12)

وجاء في حديث آخر رواه أبو عمر عثمان بن أحمد أحد شيوخ أهل السنة يرفعه إلى ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه و آله). إن آدم نظر إلى أشباح تضيء حول العرش. فقال: يا رب إني أرى أشباحاً تشبه خلقي فما هي؟ فقال: هذه الأنوار أشباح اثنين من ولدك، اسم أحدهما محمد (صلى الله عليه و آله) أبدأ النبوة بك وأختمها به، والآخر أخوه وابن أخي أبيه أسمه علي أؤيد محمداً (صلى الله عليه و آله) به، وأنصره على يده، والأنوار التي حولهما أنوار ذرية هذا النبي من أخيه هذا، يزوجه ابنته، أجعلها سيدة النسوان وأفطمها وذريتها من النيران، تنقطع الأسباب والأنساب يوم القيامة إلا سببه ونسبه، فسجد آدم شكراً لله أن جعل ذلك في ذريته فعوضه الله عن ذلك السجود أن أسجد له ملائكته.

راجع (غاية المرام) للسيد هاشم البحراني الباب 107 ص393 وذكرناه في كتابنا (قبس من القرآن) ص84.

(13)

وجاء في حديث رواه صاحب كتاب (نصائح الشيعة) ط بمبي ص203 مطبوع مع كتاب (الفضائل) لشاذان بن جبرئيل عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله) لعلي بن أبي طالب: أنت أفضل خلق الله غيري، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما، وإن فاطمة سيدة نساء العالمين، وإن علياً زوجها، ولو وجدت لفاطمة خيراً من علي لأزوجها منه (لزوجتها منه).

 

10- أحاديث أبي سعيد الخدري في سيادة فاطمة وأهل البيت (عليهم السلام)

(1)

روى أخطب خوارزم الحنفي في (مقتل الحسين) ج1 ص96 بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): ما مررت ليلة أسري بي بشيء من ملكوت السماء، وعلى شيء من ملكوت الحجب فوقها إلا وجدتها مشحونة بكرام ملائكة الله تعالى يناجونني: هنيئاً لك يا محمد فقد أُعطيت ما لم يعطه أحد بعدك، اعطيت علي بن أبي طالب أخاً وفاطمة زوجته ابنةً والحسن والحسين أولاداً، ومحبيهم شيعة، يا محمد إنك أفضل النبيين وعلياً أفضل الوصيين.

وفاطمة سيدة نساء العالمين، والحسن والحسين أكرم من دخل الجنان من أولاد المرسلين وشيعتهم أفضل من تضمنته عرصات القيامة واشتملت عليه غرف الجنان وقصورها ومتنزهاتها، فلم يزالوا يقولون ذلك في مصعدي ومرجعي، فلولا أن الله حجب عنهم الثقلين لم يبق أحد إلا سمعهم.

ونقله عن الخوارزمي المرحوم الشيخ نجم الدين العسكري، في كتابه (علي والوصية) ص56، وقال:

أخرج الحديث السيد هاشم البحراني في (غاية المرام) ص586 كما نقله عن مقتل الحسين في كتابه.

(علي والوصية) ص222، ونقله عن مقتل الخوارزمي.

السيد المرعشي في (تعليقات إحقاق الحق) ج4 ص119.

(2)

وجاء في حديث رواه الإمام أحمد بن حنبل في:

(مسنده) ج3 ص64 ط الميمنية بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وفاطمة سيدة نسائهم ونقله عن المصدر السابق.

السيد المرعشي في (تعليقات إحقاق الحق) ج10 ص544.

وأشار إليه الشيخ محمد حسن المظفر في (دلائل الصدق) ج2 ص366.

(3)

وجاء في حديث آخر رواه الحاكم في (المستدرك) ج3 ص154 بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران.

ورواه أيضاً الذهبي في (تلخيصه) ونص هو والحاكم على صحته.

 

11- أحاديث أنس بن مالك في سيادة فاطمة وأهل البيت (عليهم السلام)

روى الصدوق في (الامالي) مجلس 72 ص285 بسنده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): نحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنة (وفي نصٍ سادات أهل الجنة) رسول الله (صلى الله عليه و آله) ، وحمزة سيد الشهداء، وجعفر الطيار، وعلي، وفاطمة، والحسن والحسين والمهدي (عليهم السلام).

ونقله عن (الامالي) المجلسي في (البحار) ج22 ص275.

ونقله المجلسي في (البحار) ج51 ص65 عن كل من كتاب (الغيبة) للنعماني بسنده.

وكتاب (الغيبة) للشيخ الطوسي بسنده.

ورواه الحاكم في (مستدرك الصحيحين) ج3 ص211. وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

ورواه الذهبي في (تلخيص المستدرك) في الحاشية بنصه، ولكنه زعم –بلا دليل- أنه موضوع، ونحن نأخذ بما روى ونترك ما رأى، وأسقط كل منهما من الحديث (فاطمة) وهكذا في بقية المصادر الآتية.

ورواه محب الدين الطبري الشافعي في (الرياض النضرة) ج2 ص277 وقال:

أخرجه ابن السري.

ورواه ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) ص96، وقال:

أخرجه الديلمي وغيره، وذكره ص140 نقلاً عن.

السدي والديلمي بسنده.

ورواه ابن ماجة في (صحيحه) ص309 في باب خروج المهدي~ بسنده.

ورواه الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) ج9 ص434.

ونقله عن المصادر السابقة من رقم 5 و7 و9 و12 و13، السيد مرتضى الحسيني في (فضائل الخمسة) ج3 ص110.

ورواه ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) ص276 نقلاً عن.

الثعلبي بسنده، وقال: أخرجه ابن ماجة في صحيحه.

ورواه العلامة الشيخ عبد النبي القدوسي الحنفي في (سنن الهدى) ص565 مخطوط.

ورواه أخطب خوارزم الحنفي في (مقتل الحسين) ج1 ص108 ط الغري.

ورواه محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) ص89.

ورواه العلامة محمد بن عثمان في (المنتخب من صحيح البخاري ومسلم) ص219 مخطوط.

ورواه السيوطي في (الحاوي للفتاوي) ج2 ص57 ط مصر وقد روى الحديث من طريق ابن ماجة.

وأبي نعيم.

ورواه العلامة ابن المغازلي في (مناقبه) ونقله.

عنه الشيخ عبد الله الشافعي في (المناقب) ص33 مخطوط.

ورواه العلامة الطبراني في (مجمعه) المصدر السابق ص228.

ورواه السمهودي في (جواهر العقدين) ونقله عنه.

الشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودة) ص434 وقال.

أخرجه أبو نعيم، والثعلبي، وصاحب الأربعين.

والحمويني، والحاكم، والديلمي.

ورواه العلامة الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي في (ذخائر الموالين) ج1 ص54 ط القاهرة ولكنه أقتصر على ذكر النبي(صلى الله عليه و آله) وحمزة وعلي ~.

ورواه العلامة الخركوشي في (شرف النبي).

ورواه العلامة الشيخ يوسف النبهاني في (الفتح الكبير) ج3 ص261 ط مصر.

ورواه الشيخ محمد الصبان في (إسعاف الراغبين) ص113 مطبوع بهامش (نور الأبصار) ط مصر.

ورواه العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) من طريق ابن ماجة والحاكم وأبي نعيم في (الأربعين) والديلمي.

ورواه العلامة الشيخ عبيد الله في (أرجح المطالب) ص312.

وروى ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح نهج البلاغة) ج2 ص181 مرسلاً عن النبي (صلى الله عليه و آله) أنه قال: سادة أهل المحشر سادة أهل الدنيا أنا وعلي وفاطمة وحسن وحسين وحمزة وجعفر. (ولم يذكر في الحديث المهدي ~).

راجع – أكثر هذه المصادر – (تعليقات إحقاق الحق) ج9 ص246-250 للسيد المرعشي.

حديث أخر رواه عن أنس بن مالك الشيخ عبيد الله الحنفي في (أرجح المطالب) ص243 قال: قال رسول الله(صلى الله عليه و آله): خير نساء أمتي فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه و آله).

12- أحاديث سلمان الفارسي في سيادة فاطمة وأهل البيت (عليهم السلام) وهي (3) طرق

(1)

طريق سليم بن قيس في سيادة فاطمة وأهل البيت (عليهم السلام)

روى شيخنا الصدوق في (اكمال الدين) ج1 ص257 ط النجف بسنده عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت سلمان الفارسي (رض) يقول: كنت جالساً بين يدي رسول الله (صلى الله عليه و آله) في مرضه الذي قبض فيه، فدخلت فاطمة(عليها السلام) فلما رأت ما بأبيها من الضعف بكت حتى جرت دموعها على خديها، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه و آله) ما يبكيك يا فاطمة؟ قالت: يا رسول الله(صلى الله عليه و آله) أخشى على نفسي وولدي الضيعة بعدك، فأغرورقت عينا رسول الله(صلى الله عليه و آله) بالبكاء ثم قال: يا فاطمة أما علمت إنا أهل بيت إختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنه حتم الفناء على جميع خلقه وإن الله تبارك وتعالى إطلع إلى الأرض اطلاعة فإختارني من خلقه ثم اطلع اطلاعة ثانيةً إختار زوجك وأوحى إليّ أن أزوجك اياه واتخذه ولياً ووزيراً، وأن أجعله خليفتي في أمتي.

فأبوك خير أنبياء الله ورسله، وبعلك خير الأوصياء، وأنت أول من يلحقني من أهل بيتي.

ثم إطلع إلى الأرض اطلاعة ثالثة فإختارك وولدك، فأنت سيدة نساء أهل الجنة، وإبناك الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأنا وبعلك وأوصيائي إلى يوم القيامة كلهم هادون مهديون، وأول الأوصياء بعدي أخي علي، ثم الحسن والحسين، ثم التسعة من ولد الحسين في درجتي وليس في الجنة درجة أقرب إلى الله من درجتي ودرجة أخي. أما تعلمين يا بنية أن من كرامة الله إياك أن زوجك خير أمتي وخير أهل بيتي، وأقدمهم سلماً وأعظمهم حلماً وأكثرهم علماً، فاستبشرت فاطمة(عليها السلام) وفرحت بما قال رسول الله (صلى الله عليه و آله) ثم قال: يا بنية إن لبعلك مناقب، ايمانه بالله ورسوله قبل كل أحد فلم يسبقه إلى ذلك أحد من أمتي، وعلمه بكتاب الله عز وجل وسنتي فليس أحد من أمتي يعلم جميع علمي غير علي، وان الله علمه علماً وكل ما علمه ملائكته ورسله فأنا أعلمه، وأمرني الله ان أعلمه اياه ففعلت، فليس أحد من أمتي يعلم جميع علمي وفهمي وحكمتي غيره وإنكِ يا بنية زوجته، وابنيه سبطاي الحسن والحسين وهما سبطا أمتي وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فإن الله عز وجل آتاه الحكمة وفصل الخطاب، يا بنية إنا أهل بيت أعطانا الله عز وجل سبع خصال لم يعطها أحداً من الأولين كان قبلكم، ولم يعطها أحداً من الآخرين غيرنا.

نبينا سيد الأنبياء والمرسلين وهو أبوك ووصينا سيد الأوصياء وهو بعلك وشهيدنا سيد الشهداء وهو حمزة بن عبد المطلب عم أبيك، قالت(عليها السلام): يا رسول الله هو سيد الشهداء الذين قتلوا معه؟ قال: لا. بل سيد الشهداء من الأولين والآخرين ما خلا الأنبياء والأوصياء، وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين الطيار في الجنة مع الملائكة، وإبناك الحسن والحسين سبطا أمتي وسيدا شباب أهل الجنة ومنا والذي نفسي بيده مهدي هذه الأمة الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.

قالت فاطمة: يا رسول الله وأي هؤلاء الذين سميتهم أفضل؟

قال: علي بعدي أفضل أمتي، وحمزة وجعفر أفضل أهل بيتي بعد علي وبعدكِ وبعد ابني الحسن والحسين وبعد الأوصياء من ولد ابني هذا وأشار إلى الحسين منهم المهدي، إنا أهل بيتٍ إختار الله لنا الآخرة على الدنيا. ثم نظر رسول الله (صلى الله عليه و آله) إليها وإلى بعلها وإلى بنيها فقال:

يا سلمان أُشهدُ الله أني سلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم أما إنهم في الجنة معي، ثم أقبل على علي~ فقال:

يا أخي ستبقى بعدي، وستلقى من قريش شدة من تظاهرهم عليك وظلمهم لك، فإن وجدت عليهم أعواناً فجاهدهم، وقاتل من خالفك بمن وافقك، وان لم تجد أعواناً فاصبر وكف يدك، ولا تلقي بها إلى التهلكة، فأنت مني بمنزلة هارون من موسى، ولك بهارون أسوة حسنة إذ استضعفه قومه وكادوا يقتلونه، فآصبر لظلم قريش وتظاهرهم عليك فإنك بمنزلة هارون ومن تبعه…الخ.

2- وروى سليم بن قيس الهلالي هذا الحديث عن سلمان في كتابه المطبوع في النجف الاشرف ص56 تحت عنوان (وفاة رسول الله(صلى الله عليه و آله)).

(2)

طريق أبي الطفيل في سيادة فاطمة وأهل البيت(عليهم السلام)

وجاء حديث سلمان هذا من طريق آخر بسند عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن سلمان الفارسي وفيه اختلاف عن حديث سلمان السابق سنداً ومتناً ونذكره بنصه على ما.

3- رواه الشيخ الطوسي في أماليه (أمالي الشيخ الطوسي) ج2 ص219 بسنده عن أبي الطفيل قال:

حدثني سلمان الفارسي(رض) قال: دخلت على رسول الله(صلى الله عليه و آله) في مرضه الذي قبض فيه. فجلست بين يديه وسألته عما يجد، وقمت لأخرج فقال لي: أجلس يا سلمان فسيشهدك الله عز وجل أمراً أنه لمن خير الأمور، فجلست فبينما أنا كذلك إذ دخل رجال من أهل بيته ورجال من الصحابة، ودخلت فاطمة ابنته فيمن دخل، فلما رأت ما برسول الله(صلى الله عليه و آله) من الضعف خنقتها العبرة حتى فاض دمعها على خدها، فأبصر ذلك رسول الله (صلى الله عليه و آله) فقال:

ما يبكيك يا فاطمة أقر الله عينيك ولا أبكاها؟ قالت: وكيف لا أبكي وأنا أرى ما بك من الضعف قال لها:

يا فاطمة توكلي على الله واصبري كما صبر آباؤك من الأنبياء وامهاتك من أزواجهم، ألا أبشـرك يا فاطمة؟ قالت: بلى يا نبي الله –أو قالت: يا أبه- قال:

أما علمت إن الله تعالى إختار أباك فجعله نبياً وبعثه إلى كافة الخلق رسولاً ثم إختار علياً فأمرني فزوجتك إياه واتخذته بأمر ربي وزيراً ووصياً.

يا فاطمة ان علياً أعظم المسلمين على المسلمين بعدي حقاً وأقدمهم سلماً وأعلمهم علماً.

واحلمهم حلماً. واثبتهم في الميزان قدراً، فاستبشرت فاطمة(عليها السلام) فأقبل عليها رسول الله (صلى الله عليه و آله) فقال: هل سررتك يا فاطمة. قالت فاطمة: نعم يا أبةِ.

قال: ألا أزيدك في بعلك وابن عمك من مزيد الخير وفواضله؟ قالت: بلى يا نبي الله. قال: ان علياً أول من آمن بالله عز وجل ورسوله من هذه الأمة هو وخديجة أمك، وأول من وازرني على ما جئت، يا فاطمة إن علياً أخي وصفي وأبو ولدي، ان علياً أعطي خصالاً من الخير لم يعطها أحد قبله ولا يعطيها أحد بعده، فأحسني عزاك وأعلمي أن أباك لاحق بالله عز وجل، قالت: يا أبتاه فرحتني وأحزنتني قال: كذلك يا بنية أمور الدنيا يشوب سرورها حزنها وصفوها كدرها. أفلا أزيدك يا بنية؟ قالت: بلى يا رسول الله، قال: ان الله تعالى خلق الخلق فجعلهم قسمين، فجعلني وعلياً في خيرهما قسماً، وذلك قوله عز وجل "وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ" ثم جعل القسمين قبائل فجعلنا في خيرها قبيلة، وذلك قوله عز وجل "وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" ثم جعل القبائل بيوتاً فجعلنا في خيرها بيتاً في قوله سبحانه "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" ثم ان الله تعالى إختارني من أهل بيتي، وإختار علياً والحسن والحسين وإختارك، فأنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب وأنت سيدة النساء والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. ومن ذريتهما المهدي يملأ الله عز وجل به الأرض عدلاً كما ملئت من قبله جوراً.

4- ونقله عن (أمالي الشيخ) المجلسي في (البحار) ج22 ص502 وج40 ص66.

5- ونقله عن (أمالي الشيخ) السيد محسن الأمين في (المجالس السنية) ج5 ص28.

 

 

(3)

طريق ابن عباس في اختيار أهل البيت(عليهم السلام)

6- وجاء حديث سلمان أيضاً من طريق آخر بسندٍ عن عبد الله بن عباس عن سلمان يرويه بسنده المعنعن فرات بن إبراهيم في (تفسير فرات) ص179، ونقله عنه.

7- المجلسي في (البحار) ج22 ص496 وهو في نصه قريب من النص السابق عن أبي الطفيل عن سلمان وفيه بعض التغيير اليسير ولذلك رأينا ان لا نذكر نصه حذراً من الإطالة.

(1)

13- أحاديث جابر بن عبد الله في سيادة فاطمة وأهل البيت (عليهم السلام)

روى أخطب خوارزم الحنفي في (مقتل الحسين) ج1 ص65 بسنده عن أئمة الهدى عن الإمام الباقر~ قال: حدثني جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله).

لما خلق الله تعالى آدم وحوّا تبخترا بالجنة وقالا: ما خلق الله خلقاً أحسن منا فبينما هما كذلك إذا هما بصورة جارية، لم ير الراؤون أحسن منها، لها نور شعشعاني يكاد يطفئ الأبصار على رأسها تاج، وفي أذنيها قرطان، فقالا: يا رب ما هذه الجارية؟ قال صورة فاطمة بنت محمد سيدة نساء ولدك، فقالا: ما هذا التاج على رأسها؟ فقال: هذا بعلها علي بن أبي طالب~، فقالا: ما هذان القرطان؟ قال: ابناها الحسن والحسين، وجد ذلك في غامض علمي قبل ان اخلقكما بألفي عام.

ورواه أيضاً بسنده ابن حجر العسقلاني في (لسان الميزان) ج3 ص346 عن جابر.

ورواه أيضاً الذهبي في (ميزان الأعتدال) ج2 ص73 ط القاهرة.

ورواه عبد علي الجزائري في (تظلم الزهراء) ولكنه ذكر بدل ألفي عام أربعة الآف عام.

وذكره المرعشي في (تعليقات إحقاق الحق) ج9 ص259 وص261. نقلاً عن (مقتل الحسين) و(ميزان الاعتدال) و(تظلم الزهراء).

وروى هذا الحديث السيد علي بن شهاب الدين في (مودة القربى) المودة الحادية عشرة.

عن ابن عباس ونقله عنه الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) ص259 باب 56.

(2)

حديث آخر في سيادة فاطمة وأهل البيت (عليهم السلام)

وجاء في حديث آخر لجابر بن عبد الله الأنصاري رواه المجلسي في (البحار) ج32 ص308 نقلاً عن كتاب (كفاية الأثر) بسنده ص9 عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كنت عند النبي (صلى الله عليه و آله) في بيت أم سلمة فأنزل الله هذه الآية "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" فدعا النبي (صلى الله عليه و آله) بالحسن والحسين وفاطمة وأجلسهم بين يديه، ودعا علياً ~ فأجلسه خلف ظهره وقال:

اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. قالت: أم سلمة: وأنا معكم يا رسول الله؟ قال: أنتِ على خير، قال: جابر فقلت: يا رسول الله لقد أكرم الله هذه العترة الطاهرة والذرية المباركة بذهاب الرجس عنهم. قال: يا جابر لإنهم عترتي من لحمي ودمي فأخي سيد الأوصياء، وأبناي خير الأسباط، وابنتي سيدة النسوان، ومنا المهدي قلت يا رسول الله ومن المهدي؟ قال تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار والتاسع قائمهم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، يقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل.

(3)

حديث آخر لجابر في فضل فاطمة وأهل البيت (عليهم السلام)

وجاء في حديث آخر لجابر بن عبد الله الأنصاري رواه المجلسي في (البحار) ج32 ص307 نقلاً عن كتاب (كفاية الأثر) بسنده ص9 عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كان رسول الله (صلى الله عليه و آله) في الشكاة التي قبض فيها فإذا فاطمة عند رأسه فبكت حتى أرتفع صوتها، فرفع رسول الله(صلى الله عليه و آله) طرفه، إليها فقال: حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟ قالت: أخشى الضيعة بعدك، قال: يا حبيبتي لا تبكيّ فنحن أهل بيتٍ قد أعطانا الله سبع خصال لم يعطها أحداً قبلنا ولا يعطيها أحداً بعدنا، منا خاتم النبيين وأحب المخلوقين إلى الله عز وجل وهو أنا أبوكِ، ووصينا خير الأوصياء وأحبهم إلى الله وهو ابن عم أبيك وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله وهو عم أبيكِ، ومنا مَن له جناحان يطير بهما مع الملائكة وهو ابن عم أبيك، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وسوف يخرج الله من صلب الحسين تسعة من الأئمة أمناء معصومين، ومنا مهدي هذه الأمة. إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً، وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل، وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيراً ولا صغير يوقر كبيراً، فيبعث الله عز وجل عند ذلك مهدينا التاسع من صلب الحسين، يفتح حصون الضلالة وقلاعها وقلوباً غلفاً (غفلاء) يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً.

يا فاطمة لا تحزني ولا تبكي فإن الله أرحم مني بكِ وأرأف عليك مني وذلك لمكانكِ مني وموضعك من قلبي، وزوجكِ الله زوجاً هو أشرف أهل بيتي حسباً، وأكرمهم منصباً، وأرحمهم بالرعية واعدلهم بالسوية، وأبصرهم بالقضية، وقد سألت ربي عز وجل أن تكوني أول من يلحق بي من أهل بيتي ألا إنك بضعة مني فمن آذاك فقد آذاني… إلى أن جاء في حديث جابر أنه قال: وعاشت بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً حتى ألحقها الله به.

 

بيان حول دخول فاطمة(عليها السلام) على أبيها في مرضه

حديث دخول فاطمة(عليها السلام) على أبيها في مرضه الذي توفي فيه – وعنده جماعة من أصحابه – وما بشرها به رسول الله (صلى الله عليه و آله) مما منح الله به أهل البيت (عليهم السلام) من اختيارهم وسيادتهم وما بشرها به أيضاً من ظهور الإمام المهدي وغير ذلك.

هذا الحديث هو من الأحاديث التي رواها عن النبي(صلى الله عليه و آله) جملة من أصحابه وله طرق عديدة ومصادر كثيرة خاصة وعامة ذكرنا بعضها، وسنذكر البعض الآخر بعون الله.

وعند تتبعنا لمصادر الحديث في كتب اخواننا أهل السنة تبين لنا ان الحديث قد تلاعبت به أيادٍ عديدة بإسقاط النص بسيادة فاطمة(عليها السلام) كما أسقط منه ما يتعلق بإمامة الأئمة التسعة الأوصياء من ذرية الحسين~. كما ان بعضهم يرويه مطولاً وأخر مختصراً.

وإليك الأن بعض نصوصه عن بقية الصحابة وهم علي بن علي الهلالي عن أبيه، وأبو أيوب الأنصاري، وأبو سعيد الخدري، وهو مؤيد أيضاً بما روي عن علي أمير المؤمنين~ وولده محمد بن الحنفية، وحفيده الإمام علي زين العابدين~.

 

14- حديث علي بن علي الهلالي في سيادة أهل البيت (عليهم السلام) ومصادره

روى العلامة جلال الدين السيوطي الشافعي في (ذيل اللآلي) ص65 ط لكنهوا نقلاً عن:

الطبراني بسنده عن علي بن علي الهلالي عن أبيه: قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه و آله) في الحالة التي قبض فيها فإذا فاطمة عند رأسه فبكت حتى أرتفع صوتها، فرفع رسول الله (صلى الله عليه و آله) طرفه إليها فقال:

حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟ فقالت: أخشى الضيعة من بعدك، فقال: يا حبيبتي أما علمت ان الله اطلع على أهل الأرض اطلاعة فإختار منها أباك فبعثه برسالته، ثم إطلع إطلاعة فإختار منها بعلك، واوحى إلي أن أنكحك إياه.

يا فاطمة ونحن أهل بيتٍ قد أعطانا الله سبع خصال لم تعط أحداً قبلنا ولا تعطى أحداً بعدنا، أنا خاتم النبيين وأكرمهم على الله عز وجل وأحب المخلوقين إلى الله وأنا أبوكِ، ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله عز وجل وهو بعلكِ وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله عز وجل وهو حمزة بن عبد المطلب عم أبيك وعم بعلكِِ، ومنا من له جناحان أخضران يطير بهما في الجنة حيث يشاء مع الملائكة وهو ابن عم أبيكِ وأخو بعلكِ، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما – والذي بعثني بالحق – خير منهما.

يا فاطمة والذي بعثني بالحق ان منهما مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً، وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل، وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيراً ولا صغير يوقر كبيراً، فيبعث الله عز وجل عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة، وقلوباً غلفاً يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً.

يا فاطمة لا تحزني ولا تبكي فإن الله عز وجل أرحم بكِ وأرأف عليك مني وذلك لمكانكِ مني وموضعك من قلبي، وقد زوجكِ الله زوجكِ وهو أشرف أهل بيتكِ وأعظمهم حسباً وأكرمهم منصباً، وأرحمهم بالرعية واعدلهم بالسوية، وأبصرهم بالقضية، وقد سألت ربي عز وجل أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي.

قال علي: فلما قبض النبي (صلى الله عليه و آله) لم تبق فاطمة إلا خمسة وسبعين يوماً حتى ألحقها الله به (صلى الله عليه و آله).

ورواه العلامة البدخشي في (مفتاح النجا في مناقب آل العبا) ص18 مخطوط وقد أخرجه عن الطبراني في (معجمه).

وأبي نعيم في (أربعينه) في ذكر المهدي عن علي الهلالي …الخ.

ورواه العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) بسنده مخطوط.

ونقله عن المصادر السيد المرعشي في (تعليقات إحقاق الحق) ج4 ص108 وص110 وص111 فراجع.

ورواه بالنص المذكور العلامة ابن عساكر في (تاريخه الكبير) في الجزء الذي خصصه لحياة الإمام علي أمير المؤمنين~ في الورقة 36. ويقع في 160 ورقة كل ورقة صفحتان، ويوجد هذا الجزء في مكتبة الإمام أمير المؤمنين~ في النجف الأشرف راجع كتاب (علي والوصية) للشيخ نجم الدين العسكري ص380.

وقد نقل الحديث عن تاريخ ابن عساكر من هذا الجزء.

كما نقله أيضاً في ص192 عن (البيان في أخبار صاحب الزمان) للكنجي الشافعي.

وعن كتاب (أرجح المطالب) للشيخ عبيد الله الحنفي ص382 ونقله.

الحنفي عن (المعجم الكبير للطبراني) وعن أبي نعيم و(العرف الوردي) للسيوطي وعن (فرائد السمطين للحمويني) ج2 باب 18.

كما نقله العسكري في (علي والوصية) ص191 عن كتاب (غاية المرام) للعلامة السيد هاشم البحراني ص399 نقلاً عن (الأربعين).

ورواه صاحب كتاب (عقد الدرر) في الفصل الثالث من الباب التاسع نقلاً عن.

كتاب (صفة المهدي) للحافظ أبي نعيم الأصبهاني.

ونقله عن (عقد الدرر) السيد صدر الدين في كتابه (المهدي) ص55 تحت عنوان (المهدي من أولاد السبطين) قال: هذا الحديث رواه أكثر الحفاظ في كتبهم مع اختلاف في اللفظ يسير ثم ذكر انتساب الإمام المهدي إلى السبطين باعتبار ان جده الإمام الباقر~ امّه فاطمة بنت الحسن السبط، وأبوه علي بن الحسين السبط فالمهدي المنتظر سلام الله عليه من هذه الدوحة الميمونة والشجرة المباركة.

نسب كَأنّ عليه من شمس الضحى نوراً ومن فلق الصباح عمودا

ورواه أبو بكر الهيتمي في (مجمع الزوائد) ج9 ص159 بالنص المذكور وقال رواه الطبراني في

(الكبير، والأوسط) ونقله عن (مجمع الزوائد)

السيد مرتضى الحسيني في (فضائل الخمسة) ج2 ص29 وص173 ج1 في اشارة إلى المصدر السابق.

كما نقله عن (أسد الغابة) لابن الأثير ج4 ص42.

ورواه محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) ص135 عن علي بن الهلالي عن أبيه، إلى قول النبي(صلى الله عليه و آله): (ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً) ولم يذكر الحديث في تسلية فاطمة مرة أخرى، ولا ما ذكر النبي(صلى الله عليه و آله) في علي~ من الخصائص ويقول في آخره.

أخرجه الحافظ أبو العلاء الهمداني في (أربعين حديثاً) في المهدي ويقول في شرح الحديث: الهرج والمرج الاقتتال والاختلاط (ف) غلف أي غلاف عن سماع الحق، ونقله عن (ذخائر العقبى) وعن (فرائد السمطين) الشيخ نجم الدين العسكري في (علي والوصية) ص190.

وينقله عن أبي العلاء الهمداني الشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودة) ص223 ويختصره أكثر من اختصار الطبري.

ورواه العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المال) ص79 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق كما في (إحقاق الحق) ج9 ص478.

كما أشار إلى الحديث ابن حجر العسقلاني في (الإصابة) ج2 ص505 نقلاً عن الطبراني في (الأوسط) في ذكر ترجمة (علي الهلالي) وأنه راوي الحديث وهو علي بن علي الهلالي عن أبيه فراجع.

ونقله عن الحافظ أبي نعيم في (أربعينه) علي بن عيسى الأربلي في كشف الغمة ج3 ص258، ونقله عن (كشف الغمة).

المجلسي في (البحار) ج51 ص78-79.

ونقله عن كتاب (البيان في أخبار صاحب الزمان) السيد مصطفى الحيدري في كتابه (بشارة الإسلام) ص31.

ونقله ابن الأثير في (أسد الغابة) ج4 ص42 عن أبي نعيم وأبي موسى وينقله السيد المرعشي في (ملحقات الإحقاق) ج9 ص262-ص264 عن الطبراني في (المعجم الكبير) ص135 ط جامعة طهران، وعن (ذخائر العقبى) ص135 ط القدسي والحمويني في (فرائد السمطين) ص108، والسيوطي في (ذيل اللآلي) ص56، والبدخشي في (مفتاح النجا) مخطوط.

15- حديث أبي أيوب الأنصاري في سيادة أهل البيت ومصادره

روى الفقيه ابن المغازلي الشافعي في كتابه (مناقب أمير المؤمنين) مخطوط بسنده عن أبي أيوب الأنصاري أنه قال: إن رسول الله(صلى الله عليه و آله) مرض مرضة فدخلت عليه فاطمة(عليها السلام) تعوده وهو بما فيه من مرض، فلما رأت ما برسـول الله(صلى الله عليه و آله) من الجهد والضعف خنقتها العبرة حتى جرت دمعتها، فقال لها:

يا فاطمة إن الله عز وجل إطلع إلى الأرض اطلاعة فإختار منها أباك فبعثه نبياً، ثم أطلع إليها الثانية فاختار منها بعلك فأوحى إليّ فأنكحته واتخذته وصياً، أما علمت يا فاطمة ان لكرامة الله إياك زوجك أعظمهم حلماً، وأقدمهم سلماً، وأعلمهم علماً، فسرت بذلك فاطمة واستبشرت، ثم قال لها رسول الله(صلى الله عليه و آله).

يا فاطمة وله ثمانية أضراس ثواقب ايمان بالله وبرسوله، وحكمه، وتزويجه فاطمة، وسبطان الحسن والحسين، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وقضاؤه بكتاب الله عز وجل.

يا فاطمة إنا أهل بيتٍ أعُطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين والأخرين قبلنا ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا، منا أفضل الأنبياء وهو أبوكِ، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلكِ، وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عمك، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو جعفر ابن عمكِ، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك، ومنا – والذي نفسي بيده – مهدي هذه الأمة وفي نص: وهو من ولدك ونقله عن ابن المغازلي كل من السيد المرعشي في.

(تعليقات إحقاق الحق) ج4 ص104 وج9 ص264.

الشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودة) ص81.

ورواه الحافظ أبو بكر الهيتمي في (مجمع الزوائد) ج8 ص253 ط القدسي بالقاهرة عن أبي أيوب الأنصاري بعين ما تقدم عن مناقب ابن المغازلي من قوله: إن الله إطلع…إلى آخر الحديث (ملحقات الإحقاق) ج4 ص109 ج9 ص264.

ورواه نور الدين السمهودي في (جواهر العقدين) مختصراً عن أبي أيوب على ما نقله عنه.

الشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودة) ص436 باب 73.

وعن الحمويني الشافعي في كتابه (فرائد السمطين).

ورواه أخطب خوارزم الحنفي في (المناقب) ص62-63 بسنده، ولكنه يأخذ من الحديث أوله إلى قوله (صلى الله عليه و آله): فأوحى إليّ أن أزوجكِ إياه وأتخذه وصياً وأخاً، وينقله عنه الشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودة) ص81.

ورواه محب الدين الطبري الشافعي في (ذخائر العقبى) ص44.

في ذكر فاطمة عن أبي أيوب نقلاً عن الطبراني في معجمه مختصراً.

ورواه شيخنا الطوسي في (أماليه) ج1 ص154 ما يقارب لفظ ابن المغازلي.

ورواه شيخنا الصدوق في (الخصال) باب الثمانية ص412.

ونقله المعاصر السيد علي نقي الحيدري في كتابه (الوصي) ص12 عن أخطب خوارزم الحنفي في مناقبه.

16- حديث أبي سعيد الخدري في سيادة أهل البيت (عليهم السلام) ومصادره

روى ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) الفصل/ 12 ص277 عن ابن هارون العبدي قال: أتيت أبا سعيد الخدري(رض) فقلت له: شهدت بدراً؟ قال: نعم، فقلت: أفلا تحدثني بما سمعت من رسول الله(صلى الله عليه و آله) في علي~ وفضله؟ قال: بلى، أخبرك إن رسول الله (صلى الله عليه و آله) مرض مرضة نقه منها، فدخلت عليه فاطمة(عليها السلام) وأنا جالس عن يمين النبي (صلى الله عليه و آله) فلما رأت فاطمة ما برسول الله(صلى الله عليه و آله) من الضعف خنقتها العبرة حتى بدت دموعها على خدها، فقال: لها رسول الله(صلى الله عليه و آله) ما يبكيك يا فاطمة؟ قالت: أخشى الضيعة يا رسول الله فقال رسول الله(صلى الله عليه و آله): يا فاطمة إن الله تعالى إطلع على الأرض اطلاعة على خلقه فإختار منهم أباك فبعثه نبياً، ثم أطلع ثانية فإختار منهم بعلك فأوحى إليّ: أن أنكحه فاطمة، فأنكحته إياك واتخذته وصياً.

أما علمت إنك بكرامة الله تعالى إياك زوجك أغزرهم علماً، وأكثرهم حلماً، وأقدمهم سلماً: فاستبشرت، فأراد رسول الله (صلى الله عليه و آله) ان يزيدها من مزيد الخير الذي قسمه الله تعالى لمحمد(صلى الله عليه و آله) قال: فقال لها:

يا فاطمة ولعلي ثمانية أضراس يعني مناقب، ايمان بالله ورسوله وحكمته، وزوجته، وسبطاه الحسن والحسين، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر.

يا فاطمة إنا أهل بيتٍ أعُطينا ست خصال (وفي بقية النصوص) سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا، فنبينا خير الأنبياء، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلكِ، وشهيدنا خير الشهداء عم أبيكِ، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو جعفر، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك، ومنا مهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم، ثم ضرب منكب الحسين~ وقال(صلى الله عليه و آله): من هذا مهدي هذه الأمة.

قال ابن الصباغ ص278: هكذا أخرجه الدار قطني صاحب الجرح والتعديل.

ونقله عن (الفصول المهمة) العسكري في كتابه (علي والوصية) ص192 كما نقله أيضاً ص193 عن.

(أرجح المطالب) ص385 وص394 وقال أخرجه الدار قطني.

ورواه الحافظ السمعاني في (الرسالة القوامية) في مناقب الصحابة مخطوط باسناده عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري وفي آخره زيادة على ما مر.

ونقله عن (الرسالة القوامية) السيد المرعشي في (تعليقات إحقاق الحق) ج4 ص354 مع الزيادة في آخره عن أبي هارون العبدي، كما نقله أيضاً عن السمعاني الشيخ نجم الدين العسكري في (علي والوصية) ص188 مع الزيادة.

كما نقله أيضاً عن (غاية المرام) ص669 للبحراني.

ورواه عن الدار قطني العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) ص17 وأختصره، ونقله عنه المرعشي ج4 ص355.

ونقله المجلسي في (البحار) ج51 ص76 عن.

كتاب (الغيبة) للشيخ الطوسي ص91.

كتاب (البيان في أخبار صاحب الزمان) للكنجي الشافعي في الباب التاسع في تصريح النبي (صلى الله عليه و آله) بأن المهدي من ولد الحسين~ ونقله عنه المرعشي أيضاً في ج9 ص266.

التحقيق في إعطاء الله تعالى أهل البيت (عليهم السلام) سبع خصال

ما جاء في حديث سلمان الفارسي من طريق سليم المرقم/1، وما في حديث جابر بن عبد الله الأنصاري المرقم/ 3، وحديث علي بن علي الهلالي عن أبيه، وأبي أيوب الأنصاري، وأبي سعيد الخدري من قول النبي (صلى الله عليه و آله): إنا أهل بيت أعطانا الله سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين كان قبلكم، ولم يعطها أحد من الآخرين غيرنا، وما في معناه هذا القول أشار إليه الإمام زين العابدين~ في خطبته التي خطبها في الشام في مجلس يزيد بن معاوية بقوله~:

وفضلنا بسبع بأن منا النبي المختار، ومنا الصديق، ومنا الطيار، ومنا أسد الله وأسد رسوله، ومنا سبطا هذه الأمة، ومنا مهدي هذه الأمة…الخ.

وفي عبارة أخطب خوارزم في (المقتل) ج2 ص69: وفضلنا بأن منا النبي المختار محمد (صلى الله عليه و آله) ، ومنا الصديق، ومنا الطيار، ومنا أسد الله وأسد الرسول، ومنا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول، ومنا سبطا هذه الأمة وسيدا شباب أهل الجنة، فيها إضافة (منا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول) وإسقاط (ومنا مهدي هذه الأمة) والعبارة السابقة هي الأشهر، وفيها موافقة تامة لما جاء عن النبي (صلى الله عليه و آله) في الأحاديث السابقة. ومعلوم ان احتجاج الإمام زين العابدين بهذا وذكره له في مجلس يزيد في الشام مما يدل على اشتهار الأحاديث السابقة حتى عند أهل الشام وأن الإمام ذكرهم بها وهو إذ ذاك في معرض تعريفهم بشرف حسبه ونسبه ولذا قال بعدها:

أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني نبأته بحسبي ونسبي أنا ابن مكة ومنى…الخ.

17- حديث محمد بن الحنفية في سيادة أهل البيت (عليهم السلام)

روى شيخنا الصدوق في (الخصال) باب الستة ص320 بسنده عن رزبن حبشي قال: سمعت محمد بن الحنفية يقول: فينا ست خصال لم تكن في أحد ممن كان قبلنا، ولا تكون في احد بعدنا. منا محمد سيد المرسلين، وعلي سيد الوصيين، وحمزة سيد الشهداء والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وجعفر بن أبي طالب المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء، ومهدي هذه الأمة يصلي خلفه عيسى بن مريم.

ونقله عن الخصال المجلسي في (البحار) ج22 ص280 باب أحوال عشائر النبي (صلى الله عليه و آله) وأقربائه.

وقول محمد بن الحنفية: فينا ست خصال جعل بذلك الحسن والحسين واحدة من الخصال المعطاة، في حين أن بقية الأحاديث أن الخصال المعطاة سبع خصال، وهذا هو الثابت في أحاديث الباب، ولعل الاشتباه من الرواة والله العالم ويؤيد ذلك ما رواه شيخنا الكليني في (أصول الكافي) ج4 ص577 ط النجف. شرح الشيخ عبد الحسين المظفري.

18- حديث أمير المؤمنين ~ في أفضلية أهل البيت (عليهم السلام)

(الشافي في شرح الكافي) بسنده عن الأصبغ بن نباته الحنظلي قال: رأيت أمير المؤمنين~ يوم افتتح البصرة، وركب بغلة رسول الله(صلى الله عليه و آله) قال: أيها الناس ألا أخبركم بخير الخلق يوم يجمعهم الله؟ فقام إليه أبو أيوب الأنصاري فقال: بلى يا أمير المؤمنين حدثنا فإنك كنت تشهد ونغيب فقال: إن خير الخلق يوم يجمعهم الله سبعة من ولد عبد المطلب لا ينكر فضلهم إلا كافر ولا يجحد به إلا جاحد. فقام عمار بن ياسر (ره) فقال: يا أمير المؤمنين سمهم لنا لنعرفهم فقال: ان خير الخلق يوم يجمعهم الله الرسل وان أفضل الرسل محمد (صلى الله عليه و آله) وان أفضل كل أمة بعد نبيها وصي نبيها حتى يدركه نبي، ألا وان أفضل الأوصياء وصي محمد(صلى الله عليه و آله). ألا وان أفضل الخلق بعد الأوصياء الشهداء، ألا وان أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب، وجعفر بن أبي طالب له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة، لم ينحل (أي لم يعط) أحد من هذه الأمة جناحان غيره، شيء كرم الله به محمداً (صلى الله عليه و آله) وشرفه والسبطان الحسن والحسين، والمهدي يجعله الله (في) مَن شاء منا أهل البيت، ثم تلا هذه الآية: "وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنْ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا" [النساء/70-71] ونقله عن الكافي المجلسي في (البحار) ج22 ص282، وفي الحاشية يقول: أصول الكافي ج1 ص450.

19-حديث الإمام الصادق ~ في سيادة أهل البيت (عليهم السلام)

نقل المجلسي في (البحار) ج51 ص77 عن الكافي مسنداً عن أبي عبد الله الصادق ~ قال: خرج النبي (صلى الله عليه و آله) ذات يوم وهو مستبشر يضحك سروراً، فقال: الناس: أضحك الله سنك يا رسول الله وزادك سروراً، فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله) إنه ليس من يوم ولا ليلة إلا ولي فيها تحفة من الله ألا وان ربي اتحفني في يومي هذا بتحفة لم يتحفني بمثلها فيما مضى، ان جبرئيل أتاني فأقرأني من ربي السلام وقال:

يا محمد ان الله جل وعز إختار من بني هاشم سبعة لم يخلق مثلهم فيمن مضى ولا يخلق مثلهم فيمن بقي.

أنت يا رسول الله سيد النبيين، وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين، والحسن والحسين سبطاك سيدا الأسباط، وحمزة عمك سيد الشهداء، وجعفر بن عمك الطيار في الجنة يطير مع الملائكة حيث يشاء، ومنكم القائم يصلي عيسى بن مريم خلفه إذا أهبطه الله إلى الأرض، من ذرية علي وفاطمة ومن ولد الحسين~.

20- حديث عبد الله بن مسعود في اختيار فاطمة وأهل البيت (عليهم السلام)

روى الشيخ علي المتقي الهندي الحنفي في (كنز العمال) ج3 ص217 عن ابن مسعود عن النبي (صلى الله عليه و آله) أنه قال: خير رجالكم علي وخير شبابكم الحسن والحسين وخير نسائكم فاطمة. قال:

أخرجه ابن عساكر عن ابن مسعود.

ورواه الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) ج4 ص391 ونقله عن المصدرين السابقين.

السيد مرتضى الحسيني في (فضائل الخمسة) ج3 ص144.

ورواه العلامة الكمشخانوي في (راموز الأحاديث) ص281 ط الأستانة نقلاً عن ابن عساكر والخطيب البغدادي.

ورواه العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) ص16 مخطوط.

ورواه العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي في (أرجح المطالب) ص311 ط لاهور من طريقي الخطيب، وابن عساكر.

نقله عن (مفتاح النجا) وعن (راموز الأحاديث)السيد المرعشي في (تعليقات إحقاق الحق) ج9 ص258.

21- حديث عامر بن واثلة في مناشدة علي~ لأصحاب الشورى في فضله وسيادة فاطمة، وفضل أهل البيت (عليهم السلام) ومصادره

روى أخطب خوارزم الحنفي في (المناقب) ص221 بسنده عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: كنت مع علي ~ في البيت يوم الشورى وسمعته يقول لهم: لاحتجنَّ عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا عجميكم تغيير ذلك ثم قال:

أنشدكم الله أيها النفر جميعاً أفيكم أحد وحّد الله قبلي؟ قالوا: لا، قال:

أنشدكم الله هل منكم أحد له أخ مثل جعفر الطيار في الجنة مع الملائكة؟ قالوا: اللهم لا. قال:

أنشدكم الله هل فيكم أحد له عم كعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله سيد الشهداء غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:

أنشدكم الله هل فيكم أحد له سبطان مثل الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:

فأنشدكم الله هل فيكم أحد ناجى رسول الله (صلى الله عليه و آله) عشر مرات قدم بين يدي نجواه صدقة قبلي؟ قالوا: اللهم لا. قال:

فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال له –فيه- رسول الله (صلى الله عليه و آله) مَن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعادِ من عاداه وأنصر من نصره ليبلغ الشاهد الغائب غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:

فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه و آله): اللهم ائتني بأحب خلقك إليك واليّ واشدهم لك حباً ولي حباً يأكل معي من هذا الطير، فأتاه وأكل معه غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:

فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال فيه رسول الله (صلى الله عليه و آله): لاعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح الله على يده، إذ رجع غيري منهزماً غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:

فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال فيه رسول الله (صلى الله عليه و آله) لوفد بني وليعة: لتنتهين أو لا بعثن إليكم رجلاً نفسه كنفسي وطاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي يقتلكم بالسيف غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:

فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال فيه رسول الله (صلى الله عليه و آله): كذب من زعم أنه يحبني ويبغض هذا غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:

فأنشدكم الله هل فيكم أحد سلم عليه في ساعة واحدة ثلاثة الآف ملك من الملائكة منهم جبرئيل وميكائيل واسرافيل حيث جئت بالماء إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله) من القليب غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:

أنشدكم الله هل فيكم أحد قال له جبرئيل: هذه هي المواساة فقال له رسول الله (صلى الله عليه و آله) أنه مني وأنا منه، وقال جبرئيل وأنا منكما غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:

أنشدكم الله هل فيكم أحد نودي من السماء

 

لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي

أنشدكم الله هل فيكم أحد يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان النبي غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:

فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه و آله): أني قاتلت على تنزيل القرآن وتقاتل أنت يا علي على تأويل القرآن غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:

أنشدكم الله هل فيكم أحد ردت عليه الشمس حتى صلى العصر في وقتها غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:

أنشدكم الله هل فيكم أحد أمره رسول الله (صلى الله عليه و آله) ان يأخذ براءة من أبي بكر. فقال: أبو بكر: يا رسول الله أنزل في شيء؟ فقال إنه: لايؤدي عني إلا علي غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:

فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا كافر غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:

فأنشدكم الله أتعلمون أنه تعالى أمر بسد أبوابكم وفتح بابي فقلتم في ذلك فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله): ما سددت أبوابكم ولا فتحت بابه بل الله سد أبوابكم وفتح بابه غيري؟ قالوا: اللهم نعم (أي نعلم ذلك). قال:

فأنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه و آله) قال: الحق مع علي وعلي مع الحق يدور الحق مع علي كيف ما دار قالوا: اللهم نعم. قال:

فأنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه و آله) قال: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض؟ قالوا: اللهم نعم. قال:

فأنشدكم الله هل فيكم أحد وقى رسول الله من المشركين بنفسه واضطجع في مضطجعه غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:

فأنشدكم الله هل فيكم أحد بارز عمرو بن عبد ود العامري حيث دعاكم إلى البراز غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:

أنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله أنت سيد العرب غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:

أنشدكم الله هل فيكم أحد أنزل الله فيه آية التطهير حيث قال: "انما يريد" ..الخ غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:

فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه و آله): ما سألت الله شيئاً إلا سألت لك غيري؟ قالوا: اللهم لا.

نقل هذه المناشدة عن الخطيب الخوارزمي في (المناقب) الشيخ نجم الدين العسكري في كتابه (علي والوصية) ص78 وقال معلقاً عليها: ولا يخفى أن هذه المناشدة تحتوي على ثمان وعشرين مناشدة وجميعها رويت فيها أحاديث خاصة، أخرجها علماء السنة في كتبهم وإليك بعضها.

ثم أخذ يثبت تلك المناشدات فيما ورد فيها من الأحاديث من مختلف كتب أهل السنة وصـحاحهم واحدة بعد أخرى فراجعـها فإنها مهمة جداً من ص81-130.

ونقلها عن (مناقب الخوارزمي) أيضاً السيد المرعشي في (تعليقات إحقاق الحق) ج5 ص26 كما ونقلها أيضاً عن.

(فرائد السمطين) للحمويني نسخة جامعة طهران، وانه روى حديث المناشدة بعين ما تقدم عن الخوارزمي.

ورواها ابن حجر العسقلاني في (لسان الميزان) ج2 ص153 ط حيدر أباد الدكن ولكنه اختصرها وإليك نصها:

قال: روي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات فسمعت علياً يقول:

بايع الناس لأبي بكر وأنا والله أولى بالأمر منه وأحق به فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفاراً يضرب بعضهم رقاب بعض، ثم بايع الناس عمر وأنا والله أولى بالأمر منه فسمعت وأطعت مخافة أن يضرب بعضهم رقاب بعض أنتم تريدون ان تبايعوا عثمان إذاً (لا) أسمع (ولا) أطيع – إلى ان قال: وأيم الله لو أشاء ان أتكلم فثم لا يستطيع عربيهم ولا عجميهم رده:

أنشدكم بالله افيكم من آخاه رسول الله (صلى الله عليه و آله) غيري؟ قالوا: لا. قال:

أنشدكم بالله افيكم أحد له مثل عمي حمزة؟ قالوا: لا. قال:

أنشدكم بالله افيكم أحدله أخ مثل أخي جعفر ذي الجناحين يطير بهما في الجنة؟ قالوا: لا. قال:

افيكم أحد له مثل سبطي الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة؟ قالوا: لا. قال:

افيكم أحد له زوجةٌ مثل زوجتي؟ قالوا: لا. قال:

افيكم أحد كان أقتل لمشركي قريش عند كل شدة تنزل برسول الله(صلى الله عليه و آله) مني؟ قالوا: لا.

ونقلها عن (لسان الميزان) السيد محمد باقر الخرسان في (تعليقاته على كتاب الاحتجاج) للطبرسي ج1 ص189 ونقلها أيضاً عن (لسان الميزان) السيد المرعشي في (تعليقات إحقاق الحق) ج5 ص31.

وممن روى حديث هذه المناشدة عن أبي الطفيل العلامة الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) ص242 بسنده بما يقارب مارواه ابن حجر العسقلاني وأزاد على ذلك أن قال:

أمنكم أحد ردت عليه الشمس بعد غروبها حتى صلى العصر غيري؟ قالوا: لا، قال:

أمنكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه و آله) حين قرب إليه الطير فأعجبه: اللهم أئتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير فجئت، وأنا أعلم ما كان من قول النبي (صلى الله عليه و آله) فدخلت قال: وإليّ يا رب وإليّ يا رب غيري؟ قالوا: لا. ثم قال الكنجي:

هكذا رواه الحاكم في كتابه بجميع طرقه حديث الطير وناهيك به راوياً …الخ. ونقلها عن (كفاية الطالب) السيد المرعشي في (تعليقاته) ج5 ص31.

وذكر شطراً من تلك المناشدة ابن عبد البر في (الاستيعاب) مطبوع بهامش (الإصابة) ج3 ص35 مسنداً عن رجاله عن أبي الطفيل قال: لما احتضر عمر جعلها شورى بين علي وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد فقال لهم علي:

أنشدكم الله هل فيكم أحد آخى رسول الله (صلى الله عليه و آله) بينه وبينه إذ آخى بين المسلمين غيري؟ قالوا: اللهم لا.

وذكر شطراً من تلك المناشدة ابن أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة) ج2 ص61 حيث قال: ونحن نذكر في هذا الموضوع ما استفاض في الروايات من مناشدة أصحاب الشورى وتعديد فضائله وخصائصه التي بان بها منهم ومن غيرهم وقد روى الناس ذلك فأكثروا إلى ان قال: في كلام قد ذكره أهل السيرة وقد أوردنا بعضه فيما تقدم ثم قال لهم:

أنشدكم الله أفيكم أحد آخى رسول الله (صلى الله عليه و آله) بينه وبين نفسه حيث آخى بين بعض المسلمين وبعض غيري؟ قالوا: لا، فقال:

أفيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه و آله) من كنت مولاه فهذا علي مولاه غيري؟ قالوا: لا، قال:

أفيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه و آله): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي غيري؟ قالوا: لا، قال:

أفيكم من أوتمن على سورة براءة وقال رسول الله (صلى الله عليه و آله) إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني غيري؟ قالوا: لا. قال:

ألا تعلمون ان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه و آله) فروا عنه في مأقط الحرب في غير موطن وما فررت قط؟ قالوا: بلى، قال:

ألا تعلمون أني أول الناس إسلاماً؟ قالوا: بلى، قال: فأينا أقرب إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله) نسباً؟ قالوا: أنت. فقطع عليه عبد الرحمن بن عوف كلامه..الخ.

ونقل هذا عن (شرح النهح السيد محمد باقر الخرسان في (تعليقه على كتاب الاحتجاج) ص188-189.

وممن روى هذه المناشدة عن عامر بن واثلة الحافظ ابن مردويه بسنده ونقلها من طريقه وبسنده.

ابن حاتم الشامي في (الدر النظيم) ونقلها عن.

(الدر النظيم) الشيخ عبد الحسين الأميني في (الغدير) ج1 ص**

وأخرج حديث المناشدة الحافظ الدار قطني.

وينقل عنه ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) بعض فصوله وقال ص75: أخرج الدار قطني ان علياً قال للستة الذين جعل عمر الأمر شورى بينهم كلاماً طويلاً من جملته: أنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه و آله): يا علي أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة غيري؟ قالوا: اللهم لا. وقال في ص93.

أخرج الدار قطني ان علياً يوم الشورى احتج على أهلها فقال لهم:

أنشدكم الله هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله في الرحم مني ومن جعله(صلى الله عليه و آله) نفسه وابناءه ابناءه ونساءه نساء غيري؟ قالوا: اللهم لا الحديث.

وممن خرج هذه المناشدة يوم الشورى الحافظ الأكبر ابن عقدة بسندين كل منهما يرجع إلى أبي الطفيل في حديثه.

وحكاه عن العقيلي الذهبي في (ميزانه) ج1 ص205 وابن حجر العسقلاني في (لسانه) ج2 ص156-157.

وقد أخرجه الحافظ العقيلي بسنده، وذكر من الحديث جملة ضافية، ولشيخنا الأميني في سفره (الغدير) ج1 ص159-163 تحقيق حول مسانيد حديث المناشدة وطرقها العديدة ومن رواها من الحفاظ القدامى من أجلاء أهل السنة وثبوتها من طرقهم. كما انها مروية من طرقنا أيضاً بصورة أوسع وأوضح وأكمل، فقد رواها بكاملها شيخنا الصدوق بسنده في كتابه.

(الخصال) أبواب الأربعين فما فوق ص553- ص563 عن عامر بن واثلة فراجعها إذا شئت.

وممن رواها من علمائنا الشيخ الطوسي في (الأمالي) ج2 ص159 بصورة أجمع وأكمل بأسانيده العديدة عن أبي الطفيل عامر بن واثلة كما قد رواها من طرق أخرى عن أبي ذر، وعن أبي رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه و آله) عن أمير المؤمنين ~ وعن أبي الأسود الدؤلي راجع (الأمالي) ج2 ص159- ص170.

وممن روى تلك المناشدة الطبري الأمامي في (بشارة المصطفى) بسنده ص300 عن أبي الطفيل.

وممن روى تلك المناشدة بسنده عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر~ شيخنا الطبرسي في كتابه (الاحتجاج) من ص192-210. فراجعها مع التعليق لفضيلة السيد محمد باقر الخرسان.

22- حديث أبي بريدة الأسلمي في سيادة فاطمة (عليها السلام)

روى العلامة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني في (مودة القربى) ص103 ط لاهور قال: عن أبي بريدة الأسلمي قال: دخلت مع رسول الله (صلى الله عليه و آله) على فاطمة قال (صلى الله عليه و آله) لها: أما ترضين ان تكوني سيدة نساء هذه الأمة كما كانت مريم بنت عمران سيدة نساء بني إسرائيل.

ونقله عنه الشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودة) ص260 ولكنه قال فيه: عن أبي الأسلمي …الخ. والظاهر أن الصحيح عن أبي بريدة....الخ.

 

23- حديث أبي ذر، والمقداد، وسلمان عن علي ~ في فضل أهل البيت واختيارهم وسيادة فاطمة

روى المحدث ابن حسنويه الحنفي الموصلي المتوفى سنة 680 هـ في كتابه (در بحر المناقب) مخطوط حديثاً طويلاً ومن جملته قال (صلى الله عليه و آله) في بعض خطبه: إن الله إطلع إلى الأرض اطلاعة فإختارني منهم ثم إطلع ثانية فإختار أخي وابن عمي ووزيري ووارثي وخليفتي ووصيي في أمتي ومولى كل مؤمن ومؤمنة بعدي فمن والاه فقد والى الله ومن عاداه فقد عادى الله، ومن أحبه فقد أحبه الله ومن أبغضه أبغضه الله، فلا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا كافر، وهو زين الأرض وهو كلمة التقوى والعروة الوثقى، ثم قرأ(صلى الله عليه و آله): "يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" [الصف/9].

يا أيها الناس ليبلغ مقالتي الشاهد منكم والغائب، اللهم اشْهد عليهم ان الله عز وجل نظر إلى الأرض ثالثة فإختار منها أحد عشر إماماً من أهل بيتي فهم خيار أمتي، كلما قبض واحد منهم قام واحد كمثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم، وهم أئمة هادون مهديون لا يضرهم كيد من كادهم ولا خذلان من خذلهم وهم حجج الله في أرضه وشهاده (أو شهداؤه) على خلقه من أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله، هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقهم حتى يردوا عليّ الحوض، أولهم ابن عمي علي بن أبي طالب وهو خيرهم وأفضلهم، ثم الحسن والحسين وأمهما فاطمة ابنتي وتسعة من ذريتهما ولد الحسين~ ثم بعدهم جعفر بن أبي طالب، وعمي حمزة بن عبد المطلب.

أنا خير النبيين والمرسلين، وعلي والأوصياء من أهل بيتي خير الوصيين وأهل بيتي خير بيوت النبيين، وابنتي فاطمة سيدة نساء أهل الجنة من الخلق أجمعين. إلى آخر الخطبة التي حث فيها على تعظيمهم وتفضيلهم.

ونقلها عن (در بحر المناقب) السيد المرعشي في (تعليقاته على إحقاق الحق) ج5 ص40-42.

ورواها المجلسي في (البحار) بطولها ج36 ص294 باب نصوص الرسول على الأئمة (عليهم السلام) نقلاً عن.

كتاب (الفضائل) ص141 وط بمبي ص120 لفضيلة الفقيه شاذان بن جبرئيل، وعن كتاب.

(الروضة) لبعض علمائنا ص21. كما نقلها المجلسي أيضاً.

في الجزء المذكور ص278 عن كتاب (الغيبة) للنعماني ص39 كلهم يروونها بأسانيدهم عن سليم بن قيس، عن أبي ذر والمقداد وسلمان عن علي أمير المؤمنين ~.

 

24- حديث عبد الله بن عمر في اختيار فاطمة وبعلها وبنيها (عليهم السلام)

روى العلامة محمد صالح الكشفي الحنفي في (المناقب) ص117 ط بمبي قال: النبي (صلى الله عليه و آله) خير رجالكم علي بن أبي طالب وخير شبابكم الحسن والحسين وخير نسائكم فاطمة بنت محمد قال الكشفي: عن ابن عمر، ونقله عنه.

السيد المرعشي في (تعليقات إحقاق الحق) ج9 ص258 وج10 ص258 وقد تقدم مثل هذا النص عن (عبد الله بن عباس).

25- حديث ابن عمير عن علي ~ في سيادة فاطمة(عليها السلام)

جاء في كتاب (أرجح المطالب)للشيخ عبيد الله الحنفي عند ذكره بعض كرامات أمير المؤمنين~ ص680 قال:

وأخرج ابن مردويه في (المناقب) عن أبي عمير قال: إن أمير المؤمنين ~ قال على المنبر: أنا عبد الله وأخو رسول الله ورثت نبي الرحمة، ونكحت سيدة نساء أهل الجنة وأنا سيد الوصيين وآخر أوصياء النبيين لا يدعي ذلك غيري إلا أصابه سوء، فقال رجل من عبس: لا يحسن ان يقول هذا –أنا عبد الله وأخو رسول الله- قال: فلم يبرح من مكانه حتى تخبطه الشيطان فجر برجله إلى باب المسجد، فسألنا قومه: هل يعرفون به عرضاً قبل هذا؟ قالوا: اللهم لا.

ونقل هذه القصة عن (أرجح المطالب) الشيخ نجم الدين العسكري في (علي والوصية) ص302 الحديث/ 119.

26- حديث أبي ذر الغفاري في سيادة فاطمة وأهل البيت (عليهم السلام)

روى المجلسي في (البحار) ج36 ص288 عن كتاب.

(كفاية الأثر في النص على الأئمة الأثني عشر) بسنده عن أبي ذر الغفاري(ره) قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه و آله) في مرضه الذي توفي فيه فقال: يا أبا ذر أتني بابنتي فاطمة، قال: فقمت ودخلت عليها وقلت: يا سيدة النسوان أجيبي أباك، قال: فلبست جلبابها وخرجت حتى دخلت على رسول الله (صلى الله عليه و آله) فلما رأته انكبت عليه وبكت وبكى رسول الله (صلى الله عليه و آله) لبكائها وضمها إليه قال:

يا فاطمة لا تبكي فداك أبوك فأنت أول من تلحقين بي مظلومة مغصوبة وسوف تظهر بعدي حسيكة النفاق ويسمل جلباب الدين، أنتِ أول من يرد عليّ الحوض قالت: يا أبتِ أين ألقاك؟ قال: عند الحوض وأنا أسقي شيعتك ومحبيك، وأطرد أعداءك ومبغضيك، قالت: يا رسول الله فإن لم ألقك عند الحوض؟ قال:…..عند الميزان، قالت: يا أبتِ فإن لم ألقك عند الميزان؟ قال:…..عند الصراط. وأنا أقول: يا رب سلم سلم شيعة علي، قال أبو ذر: فسكن قلبها، ثم ألتفت إليّ رسول الله (صلى الله عليه و آله) وقال: يا أبا ذر ألا إنها بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني ألا إنها سيدة نساء العالمين، وبعلها سيد الوصيين، وابنيها الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وانهما إمامان قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما، وسوف يخرج الله من صلب الحسين أمناء معصومين تسعة من الأئمة قوامون بالقسط، ومنا مهدي هذه الأمة، قال: قلت: يا رسول الله فكم الأئمة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل.

27- حديث زيد بن ثابت في سيادة فاطمة وأهل البيت (عليهم السلام)

روى المجلسي في (البحار) ج36 ص319 عن كتاب.

(كفاية الأثر) ص13 بسنده عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله(صلى الله عليه و آله): معشر الناس ألا أدلكم على خير الناس جداً وجدة؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الحسن والحسين أنا جدهما سيد المرسلين وجدتهما خديجة سيدة نساء أهل الجنة، ألا أدلكم على خير الناس أباً وأماً؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الحسن والحسين أبوهما علي بن أبي طالب وأمهما فاطمة سيدة نساء العالمين، ألا أدلكم على خير الناس عماً وعمةً؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الحسن والحسين عمهما جعفر الطيار ابن أبي طالب وعمتهما أم هاني بنت أبي طالب، أيها الناس ألا أدلكم على خير الناس خالاً وخالة؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الحسن والحسين خالهما القاسم بن رسول الله وخالتهما زينب بنت رسول الله ثم دمعت عينا رسول الله (صلى الله عليه و آله) وقال: على قاتلهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

وانه ليخرج من صلب الحسين أئمة أبرار أمناء معصومون قوامون بالقسط، ومنا مهدي هذه الأمة الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه، قلنا: من هو يا رسول الله؟ قال: هو التاسع من صلب الحسين يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.

28- حديث عمار بن ياسر في سيادة فاطمة وأهل البيت (عليهم السلام)

روى المجلسي في (البحار) ج36 ص328 نقلاً عن.

كتاب (كفاية الأثر) ص16 بسنده عن أبي الطفيل عن عمار بن ياسر قال: لما حضرت رسول الله الوفاة دعا بعلي فسار طويلاً ثم قال له: يا علي أنت وصيي ووارثي قد أعطاك الله علمي وفهمي فإذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم وغصبت على حقك، فبكت فاطمة وبكى الحسن والحسين فقال(صلى الله عليه و آله) لفاطمة. يا سيدة النسوان مم بكاؤك؟ قالت: يا أبتِ أخشى الضيعة بعدك قال: ابشري يا فاطمة فإنكِ أول من يلحقني من أهل بيتي، فلا تبكي ولا تحزني فإنكِ سيدة نساء أهل الجنة، وأباك سيد الأنبياء، وابن عمك خير الأوصياء (أو سيد) وأبناك سيدا شباب أهل الجنة، ومن صلب الحسين يخرج الله الأئمة التسعة مطهرون معصومون، ومنا مهدي هذه الأمة إلى آخر الخبر.

ونقله المجلسي أيضاً في ج22 ص536 باب وفاته (صلى الله عليه و آله) بكامله.

29- حديث عدة من أصحاب محمد (صلى الله عليه و آله) منهم حذيفة بن اليمان وكعب بن عجرة في فضل علي وسيادة فاطمة(عليها السلام)

روى الشيخ في (أماليه) بسنده عن عمرو بن ميمون الأودي أنه ذكر عنده علي بن أبي طالب ~ فقال:

ان قوماً ينالون منه أولئك هم وقود النار، ولقد سمعت عدة من أصحاب محمد (صلى الله عليه و آله) منهم حذيفة بن اليمان وكعب بن عجرة يقول كل رجل منهم:

لقد أعطي علي ما لم يعطه بشر: هو زوج فاطمة سيدة الأولين والآخرين، وهو أبو الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين. فمن له أيها الناس مثلها، ورسول الله (صلى الله عليه و آله) حموه وهو وصي رسول الله (صلى الله عليه و آله) في أهله وأزواجه، وسدت الأبواب التي في المسجد كلها غير بابه وهو صاحب باب خيبر، وهو صاحب الراية يوم خيبر، وتفل رسول الله (صلى الله عليه و آله) يومئذ في عينيه وهو أرمد فما اشتكاهما من بعد ولا وجد حراً أو برداً بعد يومه ذلك، وهو صاحب يوم غدير خم إذ نوه رسول الله (صلى الله عليه و آله) باسمه وألزم أمته ولايته وعرفهم بخطره وبين لهم مكانته فقال: أيها الناس من أولى بكم منكم بأنفسكم؟ قالوا: الله ورسوله: قال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، وهو صاحب العباء ومن أذهب الله عنه الرجس وطهره تطهيرا، وهو صاحب الطائر حين قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي، فجاء علي ~ فأكل معه، وهو صاحب سورة براءة حين نزل بها جبرئيل ~ على رسول الله (صلى الله عليه و آله) وقد سار أبو بكر بالسورة فقال له: يا محمد إنه لا يبلغها إلا أنت أو علي إنه منك وأنت منه، وكان رسول الله منه في حياته وبعد وفاته، وهو عيبة علم رسول الله ومن قال له النبي(صلى الله عليه و آله) أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت المدينة من بابها كما أمر الله فقال: "وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا" [البقرة/ 190].

وهو مفرج الكرب عن رسول الله(صلى الله عليه و آله) في الحروب، وهو أول من آمن برسول الله (صلى الله عليه و آله) وصدقه واتبعه، وهو أول من صلى، فمن أعظم قربه على الله وعلى رسوله منه (صلى الله عليه و آله) ….الخ.

30- اعتراف عمرو بن العاص بسيادة فاطمة والحسنين وأحقية علي~ بمقام رسول الله (صلى الله عليه و آله) (47)

روى أخطب خوارزم الحنفي في كتابه (المناقب) ص128 نقلاً عن إسناد متقدم قال: روي ان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب~ أرسل إلى معاوية رُسله وهم الطرماح، وجرير بن عبد الله البجلي وغيرهما قبل مسيره إلى صفين، وكتب إليه مرة بعد أخرى يحتج عليه ببيعة أهل الحرمين له، وسوابقه في الإسلام لئلا يكون بين أهل الشام وأهل العراق محاربة، ومعاوية يعتل بدم عثمان ويستغوي بذلك جهال الشام وأجلاف العرب ويستميل إليه طلبة الدنيا الدنية بالأموال والولايات.

وكان يشاور في أثناء ذلك ثقاته وأهل مودته وعشيرته في قتال علي~ فقال له أخوه عتبة – ومن معه من مستشاريه – هذا أمر عظيم لا يتم إلا بعمرو بن العاص، فإنه قريع زمانه في الدهاء والمكر، يخدع ولا يُخدع، وقلوب أهل الشام مائلة إليه.

فقال له معاوية، ولمن معه: صدقت والله ولكنه يحب علياً وأخاف أن لا يجيبني، قال: أو قالوا: اخدعه بالأموال والولايات، وفي نص: فإنه رجل يحب الرئاسة.

فكتب إليه معاوية كتاباً يقول فيه: من معاوية بن أبي سفيان خليفة عثمان بن عفان إمام المسلمين ذي النورين ختن المصطفى على ابنته المعذب بأسياف الفسقة. إلى عمرو بن العاص صاحب رسول الله(صلى الله عليه و آله) وثقته وأمير عسكره بذات السلاسل المعظم رأيه المفخم تدبيره.

أما بعد: فلن يخفى عليك احتراق قلوب المؤمنين وما أصيبوا به من فجيعة بدم عثمان وما أرتكب به جاره – يعني علياً – حسداً وبغياً بأمتنا بأمتناعه من نصرته، وخذلانه اياه واشياً به العامة عليه، حتى قتلوه في محرابه فيالها من مصيبة عمت جميع المسلمين وفرضت عليهم طلب دمه من قتلته. وأنا أدعوك إلى الحظ الأجزل من الثواب والنصيب الأوفر من حسن المآب – وهو قتال من آوى قتلة عثمان والسلام.

فكتب إليه عمرو يقول: من عمرو بن العاص صاحب رسول الله إلى معاوية بن أبي سفيان.

أما بعد: فقد وصل إليّ كتابك فقرأته وفهمته – وعلمت ما دعوتني إليه من قتال علي بن أبي طالب – فقد دعوتني –والله- إلى خلع ريقة الإسلام من عنقي، والتهور في الضلالة معك، واعانتي إياك على الباطل، واختراط السيف في وجه علي وهو أخو رسول الله ووصيه ووارثه وقاضي دينه ومنجز وعده، وزوج ابنته سيدة نساء الجنة وأبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة وهذا لن يكون، قد قبح الله فاعله.

ثم أخذ عمرو يرد على معاوية فيما كتبه إليه فقال: أما ما قلت إنك خليفة عثمان فقد صدقت ولكن تبين اليوم عزلك عن خلافته، وقد بويع لغيره فزالت خلافتك.

وأما ما عظمتني به ونسبتني إليه من صحبة رسول الله (صلى الله عليه و آله) وأني صاحب جيشه – بذات السلاسل – فلا اغتر بالتزكية ولا أميل بها عن الملة.

وأما ما نسبت إليه أبا الحسن أخا رسول الله ووصيه إلى البغي والحسد على عثمان، وسميت الصحابة فسقة، وأنه أوشاهم على قتله فهذا كذب وغواية.

ويحك يا معاوية أما علمت أن أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول الله(صلى الله عليه و آله) وبات على فراشه وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة وقد قال فيه رسول الله (صلى الله عليه و آله): هو مني وأنا منه وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وقال فيه يوم غدير خم: ألا من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. وهو الذي قال فيه يوم خيبر: لا عطين الراية – غداً – رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.

وقال فيه يوم الطير: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك، وإليّ، فلما دخل عليه قال: إليّ وإليّ وإليّ.

وقال فيه: عليّ إمامكم بعدي، وأكد القول عليّ وعليك وعلى خاصته.

وقال: إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، وقد قال فيه: أنا مدينة العلم وعلي بابها.

وقد علمت يا معاوية ما أنزل الله تعالى في كتابه من الآيات المتلوات في فضائله التي لا يشاركه فيها أحد كقوله تعالى: "يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا(7)وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا(8)إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا" [الإنسان/8-10].

وقوله تعالى: "إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ" [المائدة/56]. وقوله تعالى: "أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ" [هود/ 18]. والذي كان على بينة هو النبي (صلى الله عليه و آله) والشاهد منه هو علي ~.

وقوله تعالى: "مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" [الأحزاب/ 24].

وقوله تعالى: "قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى" [الشورى/24].

وقال له رسول الله (صلى الله عليه و آله) أما ترضى ان يكون سلمك سلمي وحربك حربي وتكون أخي ووليّ في الدنيا والآخرة، يا أبا الحسن من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أحبك أدخله الله الجنة ومن أبغضك أدخله الله النار، وكتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس مما ينخدع به من له عقل أو دين والسلام.

ثم كتب إليه معاوية يعرض عليه الأموال والولايات وكتب في آخر كتابه هذا الشعر.

جـهـلـت ولـم تـعلم محلك عندنا*** وأرسلت شيئاً من خطاب وما تدري

فثق بالذي عندي لك اليوم آنفاً*** من العز والإكرام والــــجاه والنصرِ

فاكـتـب عـهـداً تـرتـضيه موكداً*** واشـــفعه بالــبذل مـــني وبالــيسرِ

فكتب إليه عمرو هذه الأبيات ويقول:

أبى القلب مني ان اخادع بالمكر*** بـقـتـل ابـن عـفـان أجر إلى الكفر

وإنـي لعــمرو ذو دهـاءٍ وفــطــنةٍ*** ولست أبيع الدين بالربح والوفر

وأخيراً كتب إليه معاوية منشوراً يعده فيه بولاية مصر وخراجها يكون خالصاً له، وانفذه إليه، مما جعله يفكر وهو لا يدري ما يصنع حتى ذهب عنه النوم تلك الليلة وأنشأ يقول:

تطاول ليلي بالهموم الـــطوارق*** وصافحت من دهري وجوه البوائق

أأخــدعــه والــخـدع مني سجية*** أم أعطيه من نفسي نصيحة وامق

أم أقـعد في بيتي وفي ذاك راحة*** لشيخ يخاف الموت في كل شارق

فلما أصبح دعا مولاه وردان، وكان عاقلاً فاستشاره في ذلك فقال له وردان: إن مع علي الآخرة ولا دنيا معه وهي لا تبقى لك ولا تبقى فيها.(48)

وان مع معاوية دنيا لا آخرة معه وهي التي لا تبقى لك ولا لأحد فأختر لنفسك أيهما تختار فتبسم عمرو وأنشأ يقول:

يــا قــاتـل الله وردانــاً وفــطـــــنــتـــــه*** لــقــد أصـــاب الذي في القلب وردان

لــمــا تـعــرضــت الــدنـيــا عرضت لها*** بحــرص نــفــســي وفــي الاطــبـــاع

نفسي تعف واخرى الحرص يغلبها أما*** أدهان والمرء يأكل تبناً وهو غرثان

عــلـي فـــديــن لــيـــــــس يــشـــركـــه*** دنــيــا وذاك لــه دنــيــاً وســلـــطـــان

فأخــتــرت من طمعي دنيا على بصري*** ومــا مــعــي بــالــذي إخـــتار برهان

إنــي لأعــــرف مـا فـــيـهـا وأبـصـــره*** وفــيَّ أيـــضــاً لــمــا أهـــواه الــوان

لكن نفســـي تـحب العيش في شرفٍ . *** ولــيس يــرضـــى بــذل العيش إنسان

ثم أرتحل عمرو بن العاص، فمنعه ابنه عبد الله وعبده وردان فلم يمتنع وفي رواية أنشأ ابنه عبد الله يقول:

ألا يا عمرو ما احرزت نصراً*** ولا أنت الغداة إلى الرشاد

أبـعــت الديــن بـالدنـيـا خساراً*** وأنت بذاك من شر العباد

يقول أخطب خوارزم في روايته: فلما بلغ عمرو مفرق الطريقين طريق الشام وطريق العراق قال له وردان: طريق العراق طريق الآخرة وطريق الشام طريق الدنيا فأيهما تسلك؟ قال طريق الشام.

نعم هكذا إختار عمرو الدنيا على الآخرة بعد تفكيره بعين الهوى وحب الدنيا لا بعين العقل وحب الآخرة الباقية، وعلى علم بأحقية علي أمير المؤمنين ~ وبباطل معاوية طبقاً لقوله تعالى: "أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ" [الجاثية/ 24].

31- أحاديث علي ~ في سيادة فاطمة وأهل البيت (عليهم السلام)

(1)

روى أخطب خوارزم الحنفي في (مقتل الحسين) ج1 ص67 بسنده عن علي بن أبي طالب ~ قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه و آله) على علي وفاطمة وأخذ بعضادتي الباب وقال: السلام عليكم أهل بيت الرحمة وموضع الرسالة ومُنزَّلَ الملائكة.

يا بنية ان الله اطلع على أهل الأرض اطلاعة فإختار أباك فجعله نبياً، واطلع اطلاعة ثانية فإختار منهم زوجك علياً فجعله لي أخاً ووصياً، ثم اطلع الثالثة فإختارك وأمك فجعلكما سيدتي نساء العالمين، ثم اطلع الرابعة فإختار ابنيك فجعلهما سيدا شباب أهل الجنة…الخ.

ونقله عن الخوارزمي الشيخ نجم الدين العسكري في (علي والوصية) ص21.

ورواه بهذا النص توفيق أبو علم في كتابه (أهل البيت) ص127.

(2)

روى الصدوق في (الخصال) باب الأربعة، ص206 بسنده عن علي بن أبي طالب ~ عن النبي (صلى الله عليه و آله) انه قال في وصيته له يا علي ان الله عز وجل أشرف على الدنيا فإختارني منها على رجال العالمين، ثم اطلع الثانية فإختارك على رجال العالمين بعدي، ثم اطلع الثالثة فإختار الأئمة من ولدك على رجال العالمين بعدك ثم اطلع الرابعة فإختار فاطمة على نساء العالمين.

ونقله عن (الخصال) المجلسي في (البحار) ج43 ص26.

ورواه بهذا النص محمد بن محمد الحسيني العاملي في كتابه (الأثنى عشرية في المواعظ العددية) ص152 باب الرباعيات.

ورواه بهذا النص أيضاً الشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودة) ص247 نقلاً عن كتاب.

(مودة القربى) المودة الثالثة – للسيد علي بن شهاب الهمداني.

ونقله عن (ينابيع المودة) السيد المرعشي في (تعليقات إحقاق الحق) ج9 ص206.

ورواه بهذا النص رضي الدين الطبرسي في كتابه (مكارم الأخلاق) ص518 في ضمن وصية للنبي (صلى الله عليه و آله) أوصى بها علياً أمير المؤمنين ~ وهي من الوصايا الجامعة الجليلة فراجعها من ص500-ص519. ونقل الوصية بكاملها عن (مكارم الأخلاق) المجلسي في (البحار) ج77 ص46-61.

ورواه العلامة محمد صالح الترمذي الحنفي في (المناقب) ص106.

(3)

روى الشيخ علي المتقي الهندي الحنفي في (كنز العمال) ج7 ص111 قال: عن علي ~ ان النبي (صلى الله عليه و آله) قال لفاطمة سلام الله عليها: ألا ترضين ان تكوني سيدة نساء العالمين، وابنيك سيدا شباب أهل الجنة قال.

أخرجه البزار.

(4)

وفي (كنز العمال) أيضاً ج6 ص153 ولفظه، أما ترضين أني زوجتك أول المسلمين إسلاماً، وأعلمهم علماً فإنك سيدة نساء أمتي كما سادت مريم قومها، أما ترضين يا فاطمة ان الله أطلع على أهل الأرض فإختار منهم رجلين فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك.

قال: أخرجه الحاكم.

والطبراني.

والخطيب.

ونقله عن (كنز العمال) السيد مرتضى الحسيني في (فضائل الخمسة) ج1 ص173.

(5)

روى الصدوق في (عيون أخبار الرضا) ج2 ص62 باسناده عن أبي الحسن الرضا عن آبائه عن علي ~ قال: قال النبي(صلى الله عليه و آله): الحسن والحسين خيرا أهل الأرض بعدي وبعد أبيهما، وأمهما أفضل نساء أهل الأرض.

ونقله المجلسي في (البحار) ج43 ص19-20 عن العيون.

(6)

وروى العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) ج1 باب5 ص42 بسنده عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): من أحب ان يتمسك بديني ويركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعلي بن أبي طالب وليعاد عدوه وليوال وليه فإنه وصيي، وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد وفاتي وهو إمام كل مسلم وأمير كل مؤمن بعدي، قوله قولي وأمره أمري ونهيه نهيي، وتابعه تابعي، وناصره ناصري، وخاذله خاذلي، ثم قال (صلى الله عليه و آله): من فارق علياً بعدي لم يرني ولم أره يوم القيامة ومن خالف علياً حرم الله عليه الجنة. وجعل مأواه النار، ومن خذل علياً خذله الله يوم يعرض عليه، ومن نصر علياً نصره الله يوم يلقاه، ولقنه حجته عند المسألة.

ثم قال (صلى الله عليه و آله): والحسن والحسين إماما أمتي بعد أبيهما وسيدا شباب أهل الجنة. أمهما سيدة نساء العالمين وأبوهما سيد الوصيين ومن ولد الحسين تسعة أئمة تاسعهم القائم من ولدي، طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي، إلى الله أشكو المنكرين لفضلهم، والمضيعين لحرمتهم بعدي، وكفى بالله ولياً وناصراً لعترتي وأئمة أمتي ومنتقماً من الجاحدين حقهم "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ" آخر سورة الشعراء.

ونقله عنه السيد هاشم البحراني في (غاية المرام) ص35 ونقله عن المصدرين السابقين الشيخ نجم الدين العسكري في (علي والوصية) ص23 ونقله عن الحمويني السيد المرعشي في (تعليقات إحقاق الحق) ج4 ص81.

وهذا الحديث الشريف رواه الصدوق في (إكمال الدين) ج1 ص254 بسنده عن علي بن موسى الرضا عن آبائه (عليهم السلام) ونقله عن (إكمال الدين) المجلسي في (البحار) ج36 ص254.

(7)

روى الصدوق في (الأمالي) مجلس 26 ص77 بسنده عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي هو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب ~ علماً لأمتي يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأتم على أمتي فيه النعمة، ورضي لهم الإسلام ديناً ثم قال (صلى الله عليه و آله):

معاشر الناس ان علياً مني وأنا من علي خلق من طينتي وهو إمام الخلق بعدي يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي وهو أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب المؤمنين وخير الوصيين، وزوج سيدة نساء العالمين، وأبو الأئمة المهديين.

معاشر الناس والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ما نصبت علياً علماً لأمتي في الأرض حتى نوه الله باسمه في سماواته وأوجب ولايته على ملائكته والحمد لله رب العالمين، وصلواته على خير خلقه محمد وآله.

ونقله الطبري الامامي في (بشارة المصطفى) بسند الشيخ الصدوق ص28- ص29.

ونقلاه معاً عن (فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي)

ونقل أوله الشيخ عبد الحسين الأميني في سفره القيم (الغدير) ج1 ص283 عن رواية فرات بن إبراهيم.

(8)

روى الصدوق في (الأمالي) مجلس7 ص17 بسنده عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين~ ذات يوم على منبر الكوفة:

أنا سيد الوصيين ووصي سيد النبيين، أنا إمام المسلمين وقائد المتقين، وولي المؤمنين وزوج سيدة نساء العالمين، أنا المتختم باليمين والمعفر للجبين، أنا الذي هاجرت الهجرتين وبايعت البيعتين، أنا صاحب بدر وحنين، أنا الضارب بالسيفين والحامل على فرسين، أنا وارث علم الأولين، وحجة الله على العالمين بعد الأنبياء ومحمد بن عبد الله خاتم النبيين.

أهل موالاتي مرحومون، وأهل عداوتي ملعونون ولقد كان حبيبي رسول الله (صلى الله عليه و آله) كثيراً ما يقول: يا علي حبك تقوى وايمان وبغضك كفر ونفاق وأنا بيت الحكمة وأنت مفتاحه، وكذب من زعم انه يحبني ويبغضك وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

(9)

روى الصدوق في (من لا يحضره الفقيه) في خاتمته بسنده عن الأصبغ بن نباته قال: قال أمير المؤمنين ~ في بعض خطبه.

أيها الناس أسمعوا قولي واعقلوا عني فإن الفراق قريب. أنا إمام البرية، ووصي خير الخليقة، وزوج سيدة نساء الأمة وأبو العترة الطاهرة والأئمة الهادية، أنا أخو رسول الله (صلى الله عليه و آله) ووصيه ووليه ووزيره وصاحبه وصفيه وحبيبه وخليله. أنا أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، وسيد الوصيين، حربي حرب الله، وسلمي سلم الله وطاعتي طاعة الله، وولايتي ولاية الله، وشيعتي أولياء الله، وأنصاري أنصار الله.

والله الذي خلقني ولم أك شيئاً لقد علم المستحفظون من أصحاب محمد(صلى الله عليه و آله) ان الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون على لسان النبي الأمي، وقد خاب من افترى.

(10)

ونقله عن آخر كتاب (من لا يحضره الفقيه) السيد محمد صادق بحر العلوم في (مقدمة علل الشرائع) ص34 ورواه الصدوق أيضاً في الأمالي مجلس88 ص360.

جاء في كتاب (الزهراء في السنة والتاريخ والأدب) للسيد كاظم الكفائي ص166 عن جعفر بن محمد عن أبيه مسنداً عن علي~ انه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): يا علي أنت أمير المؤمنين وإمام المتقين، يا علي أنت زوج سيدة نساء العالمين، وخليفة خير المرسلين، يا علي أنت مولى المؤمنين، يا علي أنت حجة بعدي على الناس أجمعين أستوجب الجنة من تولاك، وأستحق النار من عاداك، يا علي لو أن عبداً عبد الله ألف عام ثم ألف عام ما قُبل ذلك منه إلا بولايتك وولاية الأئمة من ولدك، وان ولايتك لا يقبلها الله إلا بالبراءة من أعدائك وأعداء الأئمة من ولدك بذلك أخبرني جبرئيل فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

(11)

روى ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) ج2 ص415 في الحديث 24 بما نصه: لما أنزل الله "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ" بعد انصرافه (صلى الله عليه و آله) من غزاة حنين جعل يكثر من : سبحان الله استغفر الله، ثم قال(صلى الله عليه و آله):

يا علي انه قد جاء ما وعدت به، جاء الفتح ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وانه ليس أحد أحق منك بمقامي لقدمك في الإسلام، وقربك مني وصهرك. وعندك سيدة نساء العالمين، وقبل ذلك ما كان من بلاء أبي طالب عندي حين نزل القرآن، فإنا حريص على ان أراعي ذلك لولده قال ابن أبي الحديد.

رواه أبو إسحاق الثعلبي في (تفسير القرآن).

ونقله عن (شرح النهج) الشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودة) باب 59 ص316.

وبه أحتج العلامة السيد علي نقي الحيدري في كتابه (الوصي) ص273 حديث/ 58.

(12)

وروى الغزالي في كتابه (مكاشفة القلوب) ص505 ط مصطفى إبراهيم القاهرة حديثاً مما جاء فيه: ثم ضرب (أي النبي(صلى الله عليه و آله)) بيده على (أي فاطمة) وقال لها: إبشري فوالله انك لسيدة نساء أهل الجنة، قالت فأين آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران. قال: آسية سيدة نساء عالمها، ومريم سيدة نساء عالمها، وأنت سيدة نساء عالمكِ انكن في بيوت من قصب لا أذى فيها ولا صخب ولانصب ثم قال لها: أقنعي بابن عمك فوالله لقد زوجتكِ سيداً في الدنيا وسيداً في الآخرة (تعليقات إحقاق الحق) ج10.

(13)

روى الحمويني في (فرائد السمطين) باب 57 بسنده عن حنان قال: سمعت علياً يقول: لأقولن قولاً لم يقله أحد قبلي ولا يقوله أحد بعدي إلا كذاب: أنا عبد الله وأخو رسول الله (صلى الله عليه و آله) ووزير نبي الرحمة نكحت سيدة نساء هذه الأمة وأنا خير الوصيين ونقله عن الحمويني العسكري في (علي والوصية) ص271.

ورواه الطبرسي في (إعلام الورى) ص158 نقلاً عن.

أبي إسحاق الثقفي بإسناده ونصه: يقارب النص السابق بتغيير يسير.

 

(14)

خطبة مهمة لعلي يذكر فيها فضله وفضل أهل البيت وأنه زوج سيدة نساء العالمين كما يذكر بها أسماءه عند الأمم

1- رواها الشيخ الصدوق في (معاني الأخبار) ص56 بسنده عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر~ أنه قال:

خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بالكوفة بعد منصرفه من النهروان، وبلغه ان معاوية يسبه ويلعنه ويقتل أصحابه، فقام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على رسوله (صلى الله عليه و آله) ، وذكر ما أنعم الله على نبيه وعليه ثم قال:

لولا آية في كتاب الله ما ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا، يقول الله عز وجل "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ" آخر الضحى: اللهم لك الحمد على نعمك التي لا تحصى وفضلك الذي لا ينسى.

يا أيها الناس انه بلغني وأني أراني قد أقترب أجلي وكأني بكم قد جهلتم أمري، وإني تارك فيكم ما تركه رسول الله (صلى الله عليه و آله) كتاب الله وعترتي وهي عترة الهادي إلى النجاة خاتم الأنبياء وسيد النجباء، والنبي المصطفى.

يا أيها الناس لعلكم لا تسمعون قائلاً يقول مثل قولي بعدي إلا مفتر أنا أخو رسول الله وأبن عمه، وسيف نقمته وعماد نصرته وبأسه وشدته، أنا رحى جهنم الدائرة واضراسها الطاحنة، أنا مؤتم البنين والبنات. أنا قابض الأرواح وبأس الله الذي لا يرد عن القوم المجرمين، أنا مجدل الأبطال وقاتل الفرسان ومبير من كفر بالرحمن، وصهر خير الأنام، أنا سيد الأوصياء ووصي خير الأنبياء، أنا باب العلم وخازن علم رسول الله ووارثه، وأنا زوج البتول سيدة نساء العالمين فاطمة التقية النقية المبرة المهدية، حبيبة الله وخير بناته وسلالته(49)، وريحانة رسول الله (صلى الله عليه و آله) سبطاه خير الأسباط، وولداي خير الأولاد هل أحد ينكر ما أقول؟

أين مسلموا أهل الكتاب؟ أنا أسمي في الإنجيل (إليا) وفي التوراة (بريئي) وفي الزبور (رأي) وعند الهند (كيكر) وعند الروم (بطريسا) وعند الفرس (جبتر) وعند الترك (بثير) وعند الزنج (حبتر) وعند الكهنة (يويىء) وعند الحبشة (بثريك) وعند أمي (حيدرة) وعند ظئري (ميمون) وعند العرب (علي) وعند الأرمن (فريق) وعند أبي (ظهير) ألا وأني مخصوص في القرآن بأسماء أحذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، يقول الله عز وجل "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ" [التوبة/ 119].

أنا ذلك الصادق وأنا المؤذن في الدنيا والآخرة، قال الله عز وجل "فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ" [الأعراف/ 45]. أنا ذلك المؤذن، وقال تعالى "وَأَذَانٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ" [براءة/ 3]. فأنا ذلك الآذان، وأنا المحسن يقول الله عز وجل "وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ" آخر سورة العنكبوت. وأنا ذو القلب يقول الله "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ" [ق/ 38]. وأنا الذاكر يقول الله عز وجل "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ" [آل عمران/192]. ونحن أصحاب الأعراف أنا وعمي وأخي وأبن عمي، والله فالق الحب والنوى لا يلج النار لنا محب ولا يدخل الجنة لنا مبغض يقول الله عز وجل "وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ" [الأعراف/47]. وأنا الصهر يقول الله عز وجل "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنْ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا" [الفرقان/ 55]. وأنا الاذن الواعية، يقول الله عز وجل "وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ" [الحاقة/13]. وأنا السلم لرسول الله يقول الله عز وجل "وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ" [الزمر/ 30]. ومن ولدي مهدي هذه الأمة، ألا وقد جعلت محنتكم ببغضي يعرف المنافقون، وبمحبتي امتحن الله المؤمنين هذا عهد النبي الأمي إليّ أنه: لا يحبك ألا مؤمن ولا يبغضك ألا منافق، وأنا صاحب لواء رسول الله(صلى الله عليه و آله) في الدنيا والآخرة. ورسول الله فرطي وأنا فرط شيعتي.(50)

والله لا عطش محبي، ولا خاف وليي وأنا ولي المؤمنين والله وليي حسب محبي ان يحبوا ما أحب الله، وحسب مبغضي ان يبغضوا ما أحب الله، ألا وإنه قد بلغني أن معاوية سبني ولعنني.

اللهم أشدد وطأتك عليه، وأنزل اللعنة على المستحق، آمين يا رب العالمين، رب إسماعيل، وباعث إبراهيم إنك حميد مجيد، ثم نزل~ من أعواده…الخ.

 

تفسير وتأويل أسماء علي ~ عند الأمم

قال شيخنا الصدوق في (المعاني) ص58: قال جابر سنأتي على تأويل ما ذكرنا من أسمائه. أما قوله~:

أنا أسمي في الإنجيل (إليا) فهو علي بلسان العرب، وفي التوراة (بريئ) قال: برئ من الشرك، وعند الكهنة (بوبئ) هو من تبؤ مكاناً وبوأ غيره مكاناً وهو الذي يبؤ الحق منازله، ويبطل الباطل ويفسده، وفي الزبور (أري) وهو السبع الذي يدق العظم ويغرس اللحم، وعند الهند (كبكر) قال: يقرؤون في كتب عندهم فيها ذكر رسول الله(صلى الله عليه و آله) ، وذكر ان ناصره (كبكر) وهو الذي إذا أراد شيئاً لج فيه ولم يفارقه حتى يبلغه، وعند الروم (بطريسا) قال: هو مختلس الأرواح، وعند الفرس (جبتر) وهو البازي الذي يصطاد وعند الترك (بثير) قال: هو النمر الذي إذا وضع مخلبه في شيء هتكه، وعند الزنج (حبتر) قال: هو الذي يقطع الأوصال وعند الحبشة (بتريك) قال: هو المدمر على كل شيء أتى عليه، وعند أمي (حيدرة) قال: هو الحازم الرأي الخبير النقاب النظار في دقائق الأشياء، وعند ظئري (ميمون) قال جابر: أخبرني محمد بن علي~ قال: كانت ظئر علي ~ التي أرضعته امرأة من بني هلال خلفته في خبائها ومعه أخ له من الرضاعة وكان أكبر منه سناً بسنة إلا أياماً، وكان عند الخباء قليب (أي بئر) فمر الصبي نحو القليب ونكس رأسه فيه، فحبى~ خلفه فتعلقت رجل علي ~ بطنب الخيمة، فجر الحبل حتى أتى عليه أخيه فتعلق بفرد قدميه وفرد يديه أما اليد ففي فيه وأما الرجل ففي يده فجاءت أمه فأدركته فنادت باللحي، ياللحي، يا للحي من غلام ميمون أمسك على ولدي.

فأخذوا الطفلين من عند راس القليب وهم يعجبون من قوته على صباه، ولتعلق رجله بالطنب، ولجره الطفل حتى أدركوه، فسمته أمه (ميموناً) أي مباركاً، فكان الغلام في بني هلال يعرف بمعلق ميمون، وولده إلى اليوم كذلك.

وعند الأرمن (فريق) قال: الفريق الجسور الذي يهابه الناس وعند أبي (ظهير) قال: كان أبوه يجمع ولده وولد أخوته ثم يأمرهم بالصراع، وذلك خلق عند العرب،وكان علي~ يحسر عن ساعدين له غليظين قصيرين وهو طفل، ثم يصارع كبار أخوته وصغارهم وكبار بني عمّه وصغارهم فيصرعهم فيقول أبوه: ظهر علي فسماه ظهيراً وعند العرب علي، قال جابر: اختلف الناس من أهل المعرفة لم سمي علي علياً، فقالت طائفة: لم يسم أحد من ولد آدم قبله بهذا الاسم لا في العرب ولا في العجم إلا ان يكون الرجل من العرب يقول: أبني هذا علي يريد من (معنى) العلو لا انه أسمه وإنما تسمى الناس به بعده وفي وقته.

وقالت طائفة: سمي علي علياً لعلوه على كل من بارزه، وقالت طائفة سمي علي علياً لانه علا ظهر رسول الله(صلى الله عليه و آله) بقدميه طاعة لله عز وجل، ولم يعل أحد على ظهر نبي غيره عند حط الأصنام من سطح الكعبة، وقالت طائفة: إنما سمي علي علياً لانه زوج في أعلى السموات ولم يزوج أحد من خلق الله عز وجل في ذلك الموضع غيره، وقالت: طائفة: سمي علي علياً لانه كان أعلى الناس علماً بعد رسول الله (صلى الله عليه و آله).

أقول من المعلوم ان الله تعالى هو الذي سماه علياً لتلك العلل والأسباب كلها وغيرها ولقد أحسن من قال:

سميته بعلي كي يدوم له عز العلو وفخر العز أدومه

روى هذه الخطبة بسنده عن جابر الجعفي عن أبي جعفر الباقر~ الطبري الامامي في (بشارة المصطفى) ص14 ولم يذكر تفسير الأسماء.

ونقلها عن (معاني الأخبار) المجلسي في (البحار) ج35 ص45 مع تفسير الأسماء، وأشار إليها الصدوق أيضاً في .

كتابه (علل الشرائع) ج1 ص136.

33- أحاديث فاطمة(عليها السلام) في سيادتها

نقل السيوطي في (الدر المنثور) ج2 ص23 في تفسير قوله تعالى: "يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ" عن.

ابن أبي شيبة.

وابن جرير انهما أخرجا عن فاطمة، أنها قالت: قال لي رسول الله(صلى الله عليه و آله) أنتِ سيدة نساء أهل الجنة لا مريم البتول.

ونقله عن (الدر المنثور) صاحب (الميزان) ج3 ص234.

وروى السيد علي بن شهاب الهمداني في (مودة القربى) المودة الحادية عشر قال: وعن فاطمة(عليها السلام) قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): أما ترضين ان تكوني سيدة نساء العالمين أو نساء أمتي.

ونقله عن (مودة القربى) الشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودة) ص260.

وروى الحافظ البيهقي في (الاعتقادات على مذهب السلف) ص165. ط دار العهد الجديد بالقاهرة قال: وفيما رويناه عن عائشة، عن فاطمة (رض) ان النبي (صلى الله عليه و آله) قال لها: ألا ترضين ان تكوني سيدة نساء هذه الأمة أو نساء المؤمنين.

ونقله عن (المصدر المذكور) السيد المرعشي في (تعليقات الإحقاق) ج10 ص108.

34- بعض أحاديث أئمة الهدى في سيادة فاطمة (عليها السلام)

روى السيد علي بن طاووس في (الطرف) ص29 نقلاً عن كتاب.

(الوصية) لعيسى بن المستفاد الضرير، و.

السيد رضي الدين الموسوي في (خصائص الأئمة) نقلاً عن كتاب الوصية كما في.

(البحار) للمجلسي ج22 ص484 بالاسناد عن عيسى الضرير عن الإمام موسى الكاظم ~ عن أبيه في حديث طويل جاء فيه ان رسول الله (صلى الله عليه و آله) قال لأمير المؤمنين~ أيام مرضه ووفاته(صلى الله عليه و آله) وقد وضع يد فاطمة بيده قائلاً له: يا أبا الحسن هذه وديعة الله ورسوله محمد(صلى الله عليه و آله) عندك فاحفظ الله واحفظني فيها، وإنك لفاعل هذا. يا علي هذه والله سيدة نساء أهل الجنة من الأولين والآخرين، وهذه والله مريم الكبرى أما والله ما بلغت نفسي هذا الموضع حتى سألت الله لها ولكم فأعطاني ما سألته. يا علي انفذ لما أمرتك به فاطمة فقد أمرتها بأشياء أمر بها جبرئيل~ وأعلم يا علي أني راضٍ عمن رضيت عنه ابنتي فاطمة، وكذلك ربي وملائكته…الخ.

وجاء في حديث آخر رواه الصدوق في (معاني الأخبار) ص106 بسنده عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله~ اخبرني عن قول رسول الله (صلى الله عليه و آله) في فاطمة (إنها سيدة نساء العالمين): أهي سيدة نساء عالمها؟ فقال~: ذاك لمريم سيدة نساء عالمها، وفاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين.

ونقله عنه المجلسي في (البحار) ج43 ص26.

وجاء في حديث آخر رواه الصدوق في (الأمالي) مجلس 26 ص76 بسنده عن الحسن بن زياد العطار قال: قلت لأبي عبد الله~: قول رسول الله (صلى الله عليه و آله) فاطمة سيدة نساء أهل الجنة. أسيدة نساء عالمها؟ قال: ذاك مريم، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة من الأولين والآخرين فقلت له: فقول رسول الله الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، قال هما والله سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين.

ونقله عن (الأمالي) المجلسي في (البحار)ج43 ص21.

أقول: ولا يخفى ان من المعلوم المقطوع به ان الحسنين سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين بعد جدهما وأبيهما ومن هنا ورد عن النبي (صلى الله عليه و آله) أنه قال: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما.

وجاء في حديث آخر رواه الصدوق في (علل الشرائع) ج1 ص182 باب 146 بسنده عن إسحاق بن جعفر بن محمد بن عيسى بن زيد بن علي قال: سمعت أبا عبد الله~ يقول: إنما سميت فاطمة(عليها السلام) محدثة لأن الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران فتقول: يا فاطمة ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين: يا فاطمة اقنتي لربكِ واسجدي واركعي مع الراكعين، فتحدثهم ويحدثونها، فقالت لهم ذات ليلة أليست المفضلة على نساء العالمين مريم بنت عمران؟ فقالوا ان مريم كانت سيدة نساء عالمها وان الله عز وجل جعلك سيدة نساء عالمك وعالمها وسيدة نساء الأولين والآخرين.

ورواه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري الامامي في (دلائل الإمامة) ص10-11 ونقله المجلسي في (البحار) ج43 ص78 عن المصدرين السابقين.

وجاء في حديث آخر مهم يرويه المجلسي في (البحار) ج22 ص278 نقلاً عن كتاب (الطرف) لأبن طاووس ص8-10 نقلاً عن كتاب (الوصية) لعيسى بن المستفاد عن الإمام موسى بن جعفر عن أبيه (عليهما السلام) قال:

لما هاجر النبي (صلى الله عليه و آله) إلى المدينة، واجتمع الناس وسكن رسول الله(صلى الله عليه و آله) وحضر خروجه إلى بدر، دعا الناس إلى البيعة، فبايع كلهم على السمع والطاعة، وكان رسول الله (صلى الله عليه و آله) إذا خلا دعا علياً فأخبره من يفي ومن لا يفي ويسأله كتمان ذلك، ثم دعا رسول الله(صلى الله عليه و آله) علياً وحمزة، وفاطمة فقال لهم: بايعوني بيعة الرضا، فقال حمزة: بأبي أنت وأمي على مَ نبايع؟ أليس قد بايعناك؟ فقال: يا أسد الله وأسد رسوله تبايع لله ولرسوله بالوفاء والاستقامة لأبن أخيك اذن تستكمل الإيمان قال: نعم سمعاً وطاعة وبسط يده، فقال لهم: يد الله فوق أيديكم علي أمير المؤمنين ~ وحمزة سيد الشهداء وجعفر الطيار في الجنة، وفاطمة سيدة نساء العالمين والسبطان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة هذا شرط من الله على جميع المسلمين من الجن والأنس أجمعين. فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً ثم قرأ "إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ" [الفتح/ 11].

قال: ولما كانت الليلة التي أصيب حمزة في يومها دعا به رسول الله(صلى الله عليه و آله) فقال: يا حمزة يا عم رسول الله(صلى الله عليه و آله) يوشك ان تغيب غيبة بعيدة فما تقول لو وردت على الله تبارك وتعالى وسألك عن شرائع الإسلام وشروط الإيمان؟ فبكى حمزة وقال: بأبي أنت وأمي أرشدني وفهمني فقال: يا حمزة تشهد ان لا آله إلا الله مخلصاً، وأني رسول الله بعثني بالحق، قال حمزة: شهدت، قال: وان الجنة حق وان النار حق وان الساعة آتية لا ريب فيها، وان الصراط حق، والميزان حق، ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره وفريق في الجنة وفريق في السعير وان علياً أمير المؤمنين، قال حمزة شهدت وأقررت وآمنت وصدقت، وقال الأئمة من ذريته: الحسن والحسين وفي ذرية ولده قال حمزة: آمنت وصدقت، وقال: فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، قال: نعم صدقت وقال (صلى الله عليه و آله): حمزة سيد الشهداء وأسد الله وأسد رسوله وعم نبيه، فبكى حمزة وقال: نعم صدقت وبررت يا رسول الله وبكى حتى سقط على وجهه، وجعل يقبل عيني رسول الله(صلى الله عليه و آله) وقال: جعفر أبن أخيك طيار في الجنة مع الملائكة، وان محمداً وآله خير البرية، تؤمن يا حمزة بسرهم وعلانيتهم وظاهرهم وباطنهم وتحيى على ذلك وتموت، توالي من والاهم. وتعادي من عاداهم. قال: نعم يا رسول الله. أشهد الله وأشهدك وكفى بالله شهيداً، فقال رسول الله(صلى الله عليه و آله) سددك الله ووفقك.

 

35- من أقوال الحسنين (عليهما السلام) في سيادة أمهما المطلقة

1- قال الحسن الزكي~ لعبد الله بن الزبير لما كان يتهمه – في صلح معاوية – بالجبن وضعف السياسة قال له فيما قال: وتزعم أني سـلمت الأمـر (ضـعفاً وجبـناً) وكيف يكون ذلك كذلك –ويحك- وأنا ابن أشـجع العرب، وقد ولـدتني فاطمة سيدة نسـاء العالمين، لم أفعل ذلك –ويحك- جبناً ولا ضعفاً، ولكنه بايعني مثلك وهو يطلبني بترة، ويداجيني المودة، ولم أثق بنصرته.

رواه العلامة البيهقي في كتابه (المحاسن والمساوئ) ج1 ص60-65 ونقله عنه.

الشيخ راضي آل ياسين في كتابه (صلح الحسن) ص178.

ورواه الشيخ القرشي في (حياة الإمام الحسن) ج2 ص280. وقال الحسين ~ في مفاخرةٍ جرت بينه وبين أبيه أمير المؤمنين~ بمحضر رسول الله (صلى الله عليه و آله) ذكر فيها علي ~ بعض فضائله ومفاخره، ثم قال النبي (صلى الله عليه و آله) للحسين: إذكر أنت يا ولدي فضائلك، فقال الحسين: يا أبتِ أنا الحسين بن علي بن أبي طالب، وأمي فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، وجدي محمد المصطفى سيد بني آدم أجمعين لا ريب فيه، يا أبتِ أمي أفضل من أمك عند الله وعند الناس أجمعين، وجدي خير من جدك عند الله وعند الناس أجمعين، وأنا ناغاني في المهد جبرئيل وتلقاني اسرافيل، يا أبتِ أنت عند الله أفضل، وأنا أفخر منك بالآباء والأمهات والأجداد، ثم ان الحسين~ أعتنق أباه وأقبل علي يقبله وهو يقول: زادك الله شرفاً وفخراً وعلماً وحلماً ولعن الله تعالى ظالمك يا أبا عبد الله….الخ.

رواه شاذان بن جبرئيل في (الفضائل) ص74-77.

وروى الطبرسي في (إعلام الورى) ص157 نقلاً.

عن علي بن إبراهيم بن هشام في (تفسير القرآن) عن الإمام الصادق~ انه قال: بلغنا عن آبائنا أنهم قالوا: كان رسول الله يكثر تقبيل فم فاطمة سيدة نساء العالمين، إلى ان قالت عائشة: يا رسول الله أراك كثيراً ما تقبل فم فاطمة وتدخل لسانك في فيها. قال: نعم، يا عائشة انه لما أسري بي إلى السماء أدخلني جبرئيل الجنة فأدناني من شجرة طوبى وناولني من ثمارها تفاحة فأكلتها فصارت نطفة في ظهري فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة(عليها السلام) فكلما أشتقت إلى الجنة قبلتها وأدخلت لساني في فيها فأجد منها ريح الجنة وأجد منها رائحة شجرة طوبى، فهي أنسية سماوية وإلى هذا الحديث أشار السيد الأمين بقوله:

والمصطفى جبريل أطعمه*** تــفاحةً في ليلة الأسرا

فـــتكونت منها لذاك غدت*** بين الورى أنسية حورا

 

36- خطبة راحيل الملك بزواج فاطمة وسيادتها (عليها السلام)

جاء في (مناقب ابن شهر آشوب) ج3 ص347 قوله: وقد جاء في بعض الكتب أنه خطب راحيل في البيت المعمور، وفي جمع من أهل السموات السبع فقال:

الحمد لله الأول قبل أولية الأولين، الباقي بعد فناء العالمين، نحمده إذ جعلنا ملائكةً روحانيين، وبربوبيته مذعنين، وله على ما أنعم علينا شاكرين، حجبنا من الذنوب وسترنا من العيوب، أسكننا في السموات وقربنا إلى السرادقات، وحجب عنا النهم للشهوات، وجعل نهمتنا وشهوتنا في تقديسه وتسبيحه، الباسط رحمته الواهب نعمته جل عن إلحاد أهل الأرض من المشركين وتعالى بعظمته عن إفك الملحدين، ثم قال بعد كلام:

إختار الملك الجبار صفوة كرمه، وعبد عظمته لأمته سيدة النساء، بنت خير النبيين وسيد المرسلين وإمام المتقين، فوصل حبله بحبل رجل من أهله وصاحبه المصدق دعوته المبادر إلى كلمته، علي الوصول بفاطمة البتول ابنة الرسول (صلى الله عليه و آله).

وروي ان جبرئيل روى عن الله تعالى عقيبها قوله عز وجل:

الحمد ردائي والعظمة كبريائي والخلق كلهم عبيدي وإمائي، زوجت فاطمة آمتي من علي صفوتي، أشهدوا ملائكتي.

ونقله عن المناقب المجلسي في (البحار) ج41 ص110.

وذكر خطبة راحيل الشيخ محمد مهدي المازندراني في (شجرة طوبى) ج2 ص33 وأضاف بعدها هذه الأبيات:

والله زوجــــه الــزكــيـة فـاطـمــا*** في ظل طوبى مشهداً محضوراً

كان الملائك ثم في عدد الــحصى*** راحـيـل يــخـطبهم بها مسروراً

يــدعــو له ولـهـا وكــان دعـــاؤه*** لهــمــا بــخـيـر دائـمــاً مذكوراً

حــتــى إذا فـــرغ الخطيب تتابعت*** طــوبـى تــسـاقط لؤلؤاً منثوراً

وتــهــيــل يــاقــوتــاً عــلـيهم مرةً*** وتــهــيـل دراً تـــــارة وشذوراً

فــتــرى نــســاء الــحور ينتهبونه*** حــوراً بــذلــك يهتدين الحوراً

37- فيما أوحاه الله إلى نبيه (صلى الله عليه و آله) ليلة الأسراء في اختياره أهل بيته من بعده وان فاطمة خير نساء العالمين

أخرج القرشي في (شمس الأخبار) ص33 عن النبي (صلى الله عليه و آله) انه قال: لي ربي عز وجل ليلة أسري بي: من خلفت على أمتك يا محمد، قال، قلت: يا رب أنت أعلم، قال: يا محمد أنجبتك برسالتي واصطفيتك لنفسي وأنت نبيي وخيرتي من خلقي، ثم الصديق الأكبر الطاهر المطهر الذي خلقته من طينتك وجعلته وزيرك وأبي سبطيك السيدين الشهيدين الطاهرين سيدي شباب الجنة وزوجته خير نساء العالمين، أنت شجرة وعلي غصنها وفاطمة ورقها والحسن والحسين ثمارها خلقتها من طينة عليين، وخلقت شيعتكم منكم. انهم لو ضربوا على أعناقهم بالسيوف ما ازدادوا لكم إلا حباً قلت يا رب ومن الصديق الأكبر؟ قال: أخوك علي بن أبي طالب.

نقله عن (شمس الأخبار) للقرشي الشيخ عبد الحسين الأميني في (الغدير) ج2 ص282.

 

1- ج1 ص56 ط صيدا العرفان ط الثانية.

2- القيراط جزء صغير من أجزاء الدينار وعند أهل الشام يجعلونه جزء من أربع وعشرين والقنطار معيار يساوي ألف ومائتا أوقية من الذهب وقيل مائة وعشرون رطلاً (راجع كتب اللغة).

3- الكافي في شرح الشافي ج1 ص35 وغيره.

4- راجع (ارشاد الديلمي) ج1 الباب الأول ص10.

5- راجع أعيان الشيعة للسيد الأمين ج3 قسم 2 ص376 ط دمشق.

6- لا يخفى إن أكمل امرأة في الأمة بعد سيدة النساء فاطمة هي إبنتها الصديقة الصغرى زينب الكبرى، راجع ترجمتها في كتاب زينب الكبرى، للشيخ جعفر النقدي، ولنا ترجمة لها في كتابنا (دراسات موضوعية في الإمام الحسين وعشرة محرم) في الجزء الثالث في أواخره وسيقدم للنشر بإذن الله تعالى قريباً.

7- بيان مهم حول حديث أبي موسى الأشعري في النسوة لأربع، وصوره ومصادره.

أيها المطالع الكريم عند تتبعنا لمصادر حديث أبي موسى الأشعري رأينا اختلافاً عجيباً في صوره وهي ما يلي:

فمن تلك المصادر المشتركة بين الخاصة والعامة من ينقله على غرار بقية أحاديث النسوة الأربع بلا زيادة ولا نقيصة، وستمر عليك أحاديث النسوة الأربع بنصوصها ومصادرها.

ومنهم من ينقله كما هو ويزيد عليه في أم المؤمنين عائشة.

ومنهم من ينقص منه فاطمة ويلحق به الزيادة مع بعض التحريفات.

ومنهم من ينقص منه خديجة وفاطمة ويلحق به أيضاً تلك الزيادة.

والجدير بالذكر أن الزيادة والنقيصة لم ترد من طرقنا أصلاً بل جاءت من طرق غيرنا أما نقله بلا زيادة ولا نقيصة ولا تحريف فقد جاء من طرق الفريقين، وهذا هو الصحيح الذي نختاره، وهو المؤيد بالقرائن القطعية، والبراهين المنطقية الحاسمة التي لا تخفى على النابه البصير، أما من هو الذي زاد في الحديث، ومن هو الذي أنقص منه أو زاد وحرف فلا نعلمه بالضبط، وما علينا إلا أن نذكر مصادر الحديث كما وقفنا عليها بصوره الأربع ولك بعد ذلك رأيك "وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" [المؤمن/ 21].

الصورة الأولى لرواية الحديث

رواه الطبري المتوفى سنة 310هـ في تفسيره (جامع البيان) ص180، قال في تفسير سورة آل عمران ط الأولى ببولاق مصر ونصه:-

قال رسول الله (ص) كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم وآسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد (ص).

ونقله عن الطبري بهذا النص السيد مرتضى الحسيني في (فضائل الخمسة من الصحاح الستة) ج3 ص145.

ونقله بالنص السابق الشبلنجي الشافعي المصري في (نور الأبصار) ص40 ط السعدية بمصر نقلاً عن:

البخاري.

مسلم.

الترمذي.

الحاكم في (المستدرك) ج3 ص154 عن صحيح مسلم ونصه قال: إنما تفرد مسلم بإخراجه حديث أبي موسى عن النبي (ص) خير نساء العالمين أربع.

ونقله بالنص الذي رواه الطبري – أحمد أمين في كتابه التكامل في الإسلام ج2 ص199 تحت عنوان (سيدة النساء) نقلاً عن البخاري ومسلم والترمذي.

الطبرسي في (مجمع البيان) م5 ص320 ط عرفان صيدا.

ونقله المولى محسن الكاشاني في تفسيره (الصافي) في تفسير سورة التحريم عن المجمع بالنص المذكور في الأصل.

وذكره المازندراني الحائري في (شجرة طوبى) ج2 ص20.

ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) ص127 ط النجف قال: روي باللفظ الصريح يرويه كل من البخاري، ومسلم، والترمذي، عن النبي (ص) أنه قال: كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم…الخ، ما رواه الطبري.

ونقله عن ابن الصباغ السيد محسن الأمين في (أعيان الشيعة) ج2 ص545 ط بيروت سنة 1370هـ.

وذكره عبد الزهرة عثمان محمد في كتابه (الزهراء فاطمة بنت محمد) ص105.

العلامة كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤل) ط طهران ص10 نقلاً عن الترمذي.

العلامة ابن الديبع في (تيسير الوصول إلى جامع الأصول) ط نول كشور ج2 ص159.

العلامة السفاريني في (شرح ثلاثيات مسند أحمد) ج2 ص511 ط دار الكتب الإسلامية بدمشق.

وقال رواه الإمام أحمد، والشيخان، والترمذي.

وابن ماجة من حديث أبي موسى الأشعري.

راجع كتاب (إحقاق الحق) في تعليقاته للعلامة المرعشي ج10 ص100 في الأحاديث من 16-19.

الصورة الثانية لرواية الحديث

الزمخشري في تفسيره (الكشاف) ج4 ص573 ط دار الكتاب العربي بالنص المذكور في الأصل ولكنه زاد عليه (وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام).

ابن حجر العسقلاني في (الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف) المطبوع في ذيله قال:

أخرجه الثعالبي عن أبي موسى بهذا. ثم قال:

وأخرجه أبو نعيم في (الحلية) في ترجمة عمرو بن مرة من هذا الوجه وذكر سنده

المراغي في (تفسيره) ج28 ص170 بالنص المذكور في الأصل مع الزيادة في عائشة نقلاً عن الصحيح.

أبو السعود العمادي في (تفسيره) المطبوع في حاشية (مفاتيح الغيب) للرازي في تفسير سورة التحريم ج8 ص297 بالنص المذكور في الأصل مع الزيادة.

الصورة الثالثة لرواية الحديث

توفيق أبو علم في كتابه (أهل البيت) ص100 مرسلاً عن النبي (ص) ونصه: كمل كثير من الرجال ولم يكمل من النساء إلا ثلاث مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفضل عائشة على النساء…الخ. أقول: قوله إلا ثلاث تفرد به، وخالف فيه الأحاديث الأخرى التي روى هو بعضها عن ابن عباس وغيره، ولعله أخذه من ابن كثير الدمشقي في (تفسيره) ج1 ص362 من طريق شعبة باللفظ السابق.

ابن كثير الدمشقي في (تفسيره) ج1 ص362 من طريق شعبة باللفظ السابق.

ورواه أيضاً في (تفسيره) ج4 ص394 وقد نقله عن الصحيحين ونصه: كمل كثير من الرجال ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد، وان فضل عائشة على النساء…الخ.

الصورة الرابعة لرواية الحديث

ونقله ابن كثير الدمشقي في (تفسيره) ج1 ص362-363 عن البخاري ولفظه: كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام.

وقال ابن حجر العسقلاني في (الكافي الشاف) في تخريج أحاديث الكشاف ج4 ص573: وهو في البخاري من رواية مرة عن أبي موسى الأشعري دون ذكر خديجة وفاطمة.

أقول: ونحن بدورنا لما رأينا اختلاف النقل لحديث أبي موسى الأشعري عن بعض الصحاح حتى عند الناقل الواحد – كما تبين مما تقدم من بعض المصادر فراجعها بإمعان – راجعنا (صحيح البخاري) ط مصطفى الحلبي، وتتبعنا مضان الحديث فرأيناه يكرره بسنده عن أبي موسى الأشعري في (صحيحه) ثلاث مرات وهي أولاً ج4 ص192 باب قول الله "وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون" ونصه: كمل كثير من الرجال ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. وفي ج4 ص200 باب قوله تعالى: "إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم" ونصه عن أبي موسى الأشعري قال: قال النبي (ص) فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون. وفي ج5 ص36 باب فضل عائشة ونصه كالنص الأول في ج4 ص192 وهو – كما ترى – في كل هذه النصوص خالٍ من ذكر خديجة وفاطمة.

كما راجعنا (صحيح مسلم) ط عيسى البابي الحلبي بمصر فرأيناه يرويه في باب – فضائل خديجة – ج2 ص370 عن أبي موسى الأشعري، وهو خالٍ أيضاً من ذكر خديجة وفاطمة. ولكن ذكره الحديث في (باب فضائل خديجة) مع أنه خالٍ من ذكرها. يدل على أن الحذف كان من قبل النساخ وإلا لرواه في غير هذا الباب. كما راجعنا (سنن الترمذي) بشرح الإمام ابن العربي ج8 سنة 1352هـ – 1934م ط الصادي بمصر، قال في (باب ما جاء في فضل الثريد) ص30 ونصه: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة الهمداني، عن أبي موسى الأشعري عن النبي (ص) قال: كمل كثير من الرجال ولم يكمل من النساء إلا مريم أبنة عمران وآسية امرأة فرعون وان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام…الخ، فهو خال أيضاً من ذكر خديجة وفاطمة. وقد سبق أن قلنا: انا لا نعلم بالضبط من هو الذي زاد في الحديث ومن هو الذي أنقص منه أو حرف.

ولكنا نقول الآن: إن هذا الذي حرف وزاد وأنقص في الحديث ما أفاده هذا التحريف بكل أشكاله شيئاً، إذ أن كمال خديجة وفاطمة، وسيادتهما على نساء العالمين ثابتة بالإجماع القطعي حتى عند البخاري نفسه وعند مسلم والترمذي في رواياتهم الأخرى كما سترى وتعلم إن شاء الله. والحق يعلو ولا يعلى عليه.

(والسلام على من أتبع الهدى).

8- مصادر حديث ابن عباس في النسوة الأربع.

الطريق الأول

أحمد بن حنبل إمام الحنابلة في (مسنده) ج1 ص293 وص316 وص332 بطرق عديدة، ط الميمنية بمصر سنة 1313 هـ و ط دار المعارف بمصر شرح أحمد محمد شاكر ج4 ص232 رقم 2668 وصحح الشارح إسناده، ورواه ص323 رقم 2903، وص345 رقم 2961، فراجع.

الحاكم في (مستدرك الصحيحين) ج2 ص497 ط حيدر أباد سنة 1341 هـ وقال: هذا حديث صحيح الإسناد وقد رواه أيضاً في تفسيره سورة التحريم. ورواه أيضاً في ج3 ص160 في ذكر مناقب فاطمة وج3 ص185 في أحوال خديجة ونص على صحته في المواضع الثلاثة.

الذهبي في (تلخيص المستدرك) – المصدر السابق - .

محب الدين الطبري الشافعي في (ذخائر العقبى) ص42 وقال: أخرجه أحمد.

وأبو حاتم.

السيوطي الشافعي في تفسيره (الدر المنثور) ج6 ص246 في تفسير سورة التحريم ونقله عن أحمد وعن الحاكم.

وعن الطبري، ونقله عن الحاكم ج2 ص23 في تفسير سورة آل عمران بلفظ أفضل نساء العالمين…الخ.

ابن عبد البر المالكي في (الاستيعاب) ج4 ص277 في أحوال خديجة وص365 في أحوال فاطمة من طريقين.

ابن الأثير في (أسد الغابة) ج5 ص437 ط الوهبية بمصر سنة 1285 هـ (راجع فضائل الخمسة من الصحاح الستة) ج3 ص143.

ابن حجر في (الإصابة) ج4 ص366 في أحوال فاطمة ط مصطفى محمد بمصر سنة 1358هـ- 1939م.

أبو بكر الهيتمي في (مجمع الزوائد) ج9 ص223 ط مكتبة القدسي، وقال رواه أحمد والطبراني.

وأبو يعلي، ورجالهم رجال الصحيح.

الطحاوي في (مشكل الآثار) ج1 ص50 ط حيدر أباد سنة 1333 هـ.

أبو داود في (سننه) على ما نقل عنه ابن عبد البر في (الاستيعاب) ج4 ص276 في أحوال خديجة.

قاسم بن محمد في كتابه (المصدر السابق) ص365.

محمد رشيد رضا في تفسيره (المنار) ج3 ص300 ونصه: (وفي الأحاديث أفضل النساء مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد (ص).

توفيق أبو علم في (أهل البيت) ط الأولى عن ابن عباس.

القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) ص172 نقلاً عن

(مودة القربى).

روى حديث الخطوط الأربعة في النسوة الأربع الصدوق في الخصال باب الأربعة ج1 ص205 و206، من طريقين ط حيدري طهران، ونقل الحديث عن الخصال.

المجلسي في (البحار) ج16 ص20، وج13 ص162 باب مؤمن آل فرعون وج14 ص201 باب قصص مريم ونقله عن الخصال.

ملا محسن الفيض في تفسيره في آخر سورة التحريم.

ابن كثير الدمشقي في (البداية والنهاية) ج2 ص61 ط مصر.

على ما نقله عنه المرعشي في (تعليقات إحقاق الحق) ج10 ص66.

النويري النسابة المصري في (نهاية الإرب) ج18 ص172 القاهرة.

ابن كثير الدمشقي في (تفسيره) ج4 ص394 في تفسير سورة التحريم.

محمد بن محمد الحسيني العاملي في كتابه (الاثنى عشرية) ص152.

السيد مرتضى الحسيني في (فضائل الخمسة) ج3 ص143 عن عدة مصادر.

9- ج2 ص190-191 من تفسير ابن كثير.

10- (مفاتيح الغيب) ج4 ص170.

11- تفسير العياشي ج1 ص384.

12- (تفسير القمي) ج1 ص221، ونقله عنه الطباطبائي في (الميزان) ج7 ص408.

13- الطريق الثاني لحديث ابن عباس

محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى) ص44 وقال:

أخرجه الحافظ الأصبهاني.

السيوطي الشافعي في (الدر المنثور) ج2 ص32 في تفسير سورة آل عمران وقال:

وأخرجه ابن عساكر عن الضحاك.

الزرندي الحنفي في (نظم درر السمطين) ص178.

المتقي الهندي الحنفي في (كنز العمال) ج13 ص128 ط حيدر أباد.

ورواه أيضاً في (منتخب الكنز) ج5 ص286 بهامش المسند.

البدخشي في (مفتاح النجا) ص102 مخطوط ورواه من طريق.

البيهقي في (شعب الإيمان) عن ابن عباس.

السيد صديق الحنفي في (الفتح والبيان) ج2 ص410 ط بولاق بمصر.

باكثير الحضرمي في (وسيلة المال) ص80 ط الظاهرية بدمشق.

السيد مرتضى الحسيني في (فضائل الخمسة) ج3 ص42 نقلاً عن (ذخائر العقبى) وعن (الدر المنثور).

ورواه عن ابن عباس الطبرسي في (إعلام الورى) ص156 ونصه: وعن ابن عباس قال: أفضل نساء أهل الجنة وعدهن.

14- مصادر حديث أنس في النسوة الأربع.

أحمد بن حنبل في (مسنده) ج3 ص135 ط الميمنية بمصر سنة 1313هـ.

الحاكم في (المستدرك) ج3 ص157 في باب مناقب فاطمة وقال: هذا الحديث في المسند لأبي عبد الله أحمد بن حنبل هكذا، ثم رواه من طريق ثان عن أحمد أيضاً وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ، فإن قوله (ص): حسبك من نساء العالمين يسوي بين نساء الدنيا.

ورواه الذهبي في (تلخيص المستدرك) ج3 ص158.

ورواه الترمذي في (صحيحه) في فضل خديجة ج2 ص31 ط بولاق سنة 1292 وفي ط الصادي بشرح ابن العربي ج3 ص255.

السيوطي في (الدر المنثور) ج2 ص23 ط مصر، وقال: أخرجه أحمد والترمذي وصححه.

وابن المنذر.

وابن حبان، والحاكم (المصدر السابق).

المتقي الهندي في (كنز العمال) ج6 ص227 ط حيدر أباد وقال: أخرجه ابن حبان عن أنس.

أبو نعيم في (حلية الأولياء) ج4 ص344 ط السعادة بمصر سنة 1351 هـ ونقله عنه.

ابن شهر آشوب في (المناقب) ج3 ص322.

الطحاوي في (مشكل الآثار) ج1 ص50 ط حيدر أباد سنة 1333هـ.

الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) ج7 ص184، ج9 ص404 بطريقين ط السعادة بمصر سنة 1349هـ، بلفظ خير نساء العالمين أربع…الخ. (ونقله عنه ابن شهر آشوب في المناقب).

ابن الأثير في (أسد الغابة) ج5 ص437 ط الذهبية بمصر.

ابن حجر العسقلاني في (تهذيب التهذيب) ج12 ص441 ط حيدر أباد سنة 1325هـ.

ابن أبي شيبة عن الحسن (أي البصري).

ابن عبد البر في (الاستيعاب) في أحوال خديجة ج4 ص227 وص356 في فاطمة ونقله عن المصادر الآتية.

أبو داود في سننه (المصدر السابق) ص277.

وعن السراج (المصدر السابق) ج4 ص365.

(ذخائر العقبى) ص43. وقال أخرجه أحمد والترمذي.

النبهاني في (الأربعون من أحاديث سيد المرسلين) ص220 عن الترمذي.

ابن جرير الطبري في (تفسيره جامع البيان) ج3 ص80 ط الأولى بمصر من طريقين بلفظ خير نساء العالمين…الخ ط سنة 1323هـ.

الفخر الرازي في (تفسيره) (مفاتيح الغيب) ج2 ص452 ط الخيرية بمصر سنة 1308 هـ وقال: هذا الحديث دل على أن هؤلاء الأربع أفضل من سائر النساء …الخ.

أخطب خوارزم في (مقتل الحسين) ج1 ص25 عن الترمذي.

توفيق أبو علم في (أهل البيت) ط الأولى ص100 عن النبي (ص).

ابن الربيع في (المسند) وراجع المناقب لأبن شهر آشوب ج3 ص322.

ابن بطة في (الأبانة) المصدر السابق ص322.

السمعاني في (الفضائل) المصدر السابق.

ابن كثير الدمشقي في (تفسيره) ج1 ص362 عن الترمذي.

عن ثابت البناني وقال:

ورواه ابن مردويه أيضاً.

ابن الصباغ في (الفصول المهمة) ص127 من طريقين.

القندوزي في (ينابيع المودة) ص169 نقلاً عن الترمذي.

وص 172 نقلاً عن (مجمع الزوائد) والترمذي.

الشيخ الطوسي في تفسيره (التبيان) ج10 ص55 ط النعمان.

ابن كثير الدمشقي في تاريخه (البداية والنهاية) ج2 ص59 مصر عن طريق الترمذي وصححه، ومن طريق ابن مردويه ومن طريق عبد الله بن أبي جعفر عن أنس (الإحقائق) ج10 ص45.

البغوي الشافعي في (تفسيره معالم التنزيل) ج1 ص591 ط القاهرة (الإحقاق) ج10 ص48.

علاء الدين في تفسيره (تفسير الخازن) ج1 ص291 القاهرة المصدر السابق.

الخطيب التبريزي في (مشكاة المصابيح) ج3 ص268 ط دمشق.

الذهبي في (تهذيب التهذيب) ص134 فصل المسميات بفاطمة (المصدر السابق).

الثعلبي في (تفسيره) على ما في (المناقب) المخطوط.

لعبد الله الشافعي ص206 (المصدر السابق).

الملا علي القاري الهروي في (جمع الوسائل) ج1 ص270 ط القاهرة.

ابن مردويه عن أنس: إن الله اصطفى…الخ (الدر المنثور) ج2 ص23.

ونقله عن المصدرين السيد الفيروز أبادي في (فضائل الخمسة) ج3 ص146.

السيوطي الشافعي في (الجامع الصغير) ج10 ص503 وص505 من طرق عديدة عن أحمد والطبراني، والحاكم (الإحقاق) ج1 ص48.

كما رواه السيوطي أيضاً في (الخصائص) ج2 ص265 ط عبد اللطيف بمصر.

السيد جمال الدين عطاء الله في (روضة الأحباب) ص665 مخطوط.

كما رواه السيوطي في (الثغور الباسمة) في مناقب سيدتنا فاطمة ص13 ط بمبي.

الشيخ عبيد الله في (أرجح المطالب) ص243 ط لاهور.

محمد بن أحمد سالم النابلسي في (شرح مسند أحمد) ج2 ص511 ط دمشق.

باكثير الحضرمي في (وسيلة المال) ص10 ط الظاهرية بدمشق.

أبو عبد الله الفاسي في (جمع الفوائد) ج2 ص233 ط المدينة المنورة.

الشيخ يوسف النبهاني في (الفتح الكبير) ج2 ص72 ط مصر وص103.

كما رواه في (جواهر البحار) ج1 ص272 القاهرة.

نقلاً عن الطبراني.

البدخشي في (مفتاح النجا) ص102 مخطوط.

الشيخ محمد بن يوسف التونسي في (السيف اليماني المسلول) ص20 ط الترقي بالشام.

الشيخ علي المتقي الهندي الحنفي في (منتخب كنز العمال) المطبوع بهامش مسند أحمد ج5 ص284.

السيد علي بن شهاب الدين الهمداني في (مودة القربى) ص115.

الكاتبة بنت الشاطئ في (موسوعة آل النبي) ص564 ط بيروت.

نقلنا بعض المصادر السابقة بواسطة (تعليقات إحقاق الحق) السيد المرعشي ج10 فراجع.

(البحار) للمجلسي ج43 ص51.

الطبرسي في (إعلام الورى) ص156.

15- مصادر حديث أبي هريرة في النسوة الأربع.

الطبري الشافعي في (ذخائر العقبى) وقد نقله عن ابن عمر، والظاهر يريد به ابن عبد البر في (الاستيعاب).

ابن عبد البر في (الاستيعاب) ج4 ص276 في أحوال خديجة وص365 في أحوال فاطمة بلفظ: خير نساء العالمين…الخ.

وقد نقله في الموضعين، عن أبي القاسم عبد الوارث بن سفيان.

ابن حجر في (الإصابة) ج4 ص366 في أحوال فاطمة.

الهيتمي في (مجمع الزوائد) ج9 ص223.

الثعلبي في (قصص الأنبياء) ط عاطف بمصر ص208.

ابن شهر آشوب في (المناقب) ج3 ص332 نقلاً عن:

كلٍ من الثعلبي في (تفسيره)

والسلامي في (تاريخ خراسان)

وأبي صالح المؤذن في (الأربعين) بأسانيدهم عن أبي هريرة.

الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) ص218 وقد صححه وحسنه.

وقال: أخرجه مسلم في صحيحه عن.

أبي بكر ابن أبي شيبة.

وأبي كريب.

وإسحاق بن إبراهيم…الخ.

ابن حجر العسقلاني في (تهذيب التهذيب) ج12 ص441.

باكثير الحضرمي في (وسيلة المال) ص80 ط الظاهرية بدمشق.

وقد نقله عنه المرعشي في (تعليقات إحقاق الحق) ج10 ص44.

السيد مرتضى الحسيني في (فضائل الخمسة) نقلاً عن (الاستيعاب) و(مجمع الزوائد) و(قصص الأنبياء).

16- مصادر حديث عائشة في النسوة الأربع.

(مستدرك الصحيحين) للحاكم ج3 ص185 في أحوال خديجة.

(تلخيص المستدرك) للذهبي (المصدر السابق).

السيد مرتضى الحسيني في (فضائل الخمسة) ج3 ص642 نقلاً عن المستدرك.

(مقتل الحسين) للخوارزمي ج1 ص25 عن عروة، عن عائشة.

(مسند أحمد) على ما نقله عنه.

الأربلي في (كشف الغمة) ج2 ص76، ونقله أيضاً.

عن (معالم العترة النبوية)لعبد العزيز الأخضر الجنابذي.

ونقله عنه المجلسي في (البحار) ج43 ص51.

(نور الأبصار) للشبلنجي الشافعي ص40.

(الفصول المهمة) لأبن الصباغ المالكي ص27 نقلاً عن (معالم العترة).

17- مصادر حديث جابر بن عبد الله في النسوة الأربع.

رواه ابن حجر العسقلاني في (تهذيب التهذيب) ج2 ص441 ط حيدر أباد.

ونقله عنه السيد مرتضى الحسيني في (فضائل الخمسة) ج3 ص145.

كما رواه العسقلاني أيضاً في (الإصابة) ج4 ص366 في أحوال فاطمة (ع) قال: قال الشعبي: عن جابر: حسبك من نساء …الخ.

ونقله عنه السيد عبد الحسين شرف الدين في (الكلمة الغراء) ص240.

ابن كثير الدمشقي في (تاريخه البداية والنهاية) ج2 ص61.

الذهبي في (تهذيب التهذيب) ص143 فصل فاطمة.

ونقله عن المصدرين السابقين المرعشي في (تعليقات إحقاق الحق) ج10.

ونقله عن الشعبي ابن شهر آشوب في (المناقب) ج3 ص322.

ونقله عنه المجلسي في (البحار) ج43 ص36.

18- مصادر حديث عبد الله بن مسعود في النسوة الأربع.

أخطب خوارزم الحنفي في (مقتل الحسين) ج1 ص25.

عن (عين الأئمة) برواية أبيه عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (ص) في حديث طويل: إن الله إختار من الأيام أربعة ومن الشهور أربعة ومن النساء أربعة وساق الحديث إلى أن قال: وأما النساء فمريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وآسية امرأة فرعون وفاطمة بنت محمد (ص) سيدة نساء أهل الجنة.

19- مصادر حديث أبي سعيد الخدري في النسوة الأربع.

الزرندي الحنفي في (نظم درر السمطين) ص178 ونصه روى أبو سعيد أيضاً عن رسول الله (ص) قال: سادات نساء أهل الجنة أربع…الخ.

القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) ص183.

الفردوس عن أبي سعيد، أفضل نساء أهل الجنة …الخ.

20- مصادر حديث عروة بن الزبير

(فيض القدير) للمناوي ج3 ص432 في المتن ونص حديثه: خديجة خير نساء عالمها، ومريم خير نساء عالمها، وفاطمة خير نساء عالمها وقال:

أخرجه ابن أسامة في (مسنده) عن عروة بن الزبير.

ونقله عنه السيد مرتضى الحسيني في (فضائل الخمسة) ج3 ص252.

ورواه بهذا النص السيوطي في (الجامع الصغير) ج1 ص525.

ورواه السيد أحمد زيني دحلان الشافعي في (السيرة النبوية) بهامش (السيرة الحلبية) ج2 ص6 ط القاهرة.

(جمع الوسائل) للملا علي القارئ ج1 ص270 ط القاهرة وصححه.

(شرح الفقه الأكبر) لعلي بن سلطان محمد هروي ص120 ط مصر وصححه.

(الفتح الكبير) للشيخ يوسف النبهاني ج2 ط مصر عن عروة وابن عمر كما تقدم، ورواه أيضاً.

في (جواهر البحار) ج1 ص298 ط القاهرة.

(تعليقات إحقاق الحق) للمرعشي ج10 ص47 عن المصادر الأخيرة.

21- مصادر أحاديث أمير المؤمنين وموسى الكاظم(ع) وآخرين:

(المناقب) لأبن شهر آشوب ج3 ص322 ط قم قال:

أبو بكر الشيرازي، عن أبي الهذيل، عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن أبيه أمير المؤمنين (ع) قال: إن رسول الله (ص) قرأ (إن الله اصطفاك وطهرك) الآية وقال: يا علي خير نساء العالمين أربع…الخ.

ونقله عنه المجلسي في (البحار) ج43 ص36.

وروى الصدوق في (الخصال) باب الأربعة ج1 ص225 بسنده عن أبي الحسن الأول الإمام موسى الكاظم (ع) عن رسول الله (ص) أنه قال: إن الله تبارك وتعالى إختار من كل شيء أربعة إلى أن قال: وإختار من النساء أربعاً وعدهن.

ورواه المازندراني في (شجرة طوبى) ج2 ص20 والمجلسي في (البحار) ج43 ص19 بلفظ: إن الله إختار من النساء أربعاً…الخ.

ونقله عن الخصال للصدوق الطباطبائي في (الميزان) ج3 ص234.

كتاب (مولد فاطمة) لأبن بابويه عن النبي (ص) أنه قال: اشتاقت الجنة إلى أربع من النساء وعدهن، ونقله عنه المجلسي في (البحار) ج43 ص53 والمازندراني في (شجرة طوبى) ص20.

وذكره الأربلي في (كشف الغمة) ج2 ص92 ونصه: وروي عن النبي (ص) قال: اشتاقت الجنة إلى أربع من النساء مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم زوجة فرعون وهي زوجة النبي في الجنة، وخديجة بنت خويلد زوجة النبي (ص) في الدنيا والآخرة وفاطمة بنت محمد (ص).

روى العلامة أبو الحسن الواحدي في (قلائد الدرر في الهداة الغرر) على ما في كتاب.

(التظلم) للشيخ عبد علي الجزائري بإسناده إلى النبي (ص) أنه قال: اشتاقت الجنة إلى أربع…الخ.

ونقله عنه المرعشي في (الإحقاق) ج10 ص99.

وروى العلامة عبد الرحمن مجير الدين الحنبلي في (الأنس الجليل) ص68 ط القاهرة قال: وقد روي ان الله تعالى لما خلق الحور العين في نهاية الحسن والجمال قالت الملائكة: إلآهنا ومولانا وسيدنا هل خلقت خلقاً أحسن منهن؟ فجاءهم النداء من العلي الأعلى: إني خلقت سيدات نساء العالمين وَفضلُهنّ على حور العين كفضل الشمس على الكواكب. وهن آسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت رسول الله (ص). راجع (إحقاق الحق) ج10 ص101.

وروى القندوزي في (ينابيع المودة) ص183.

نقلاً عن (الجامع الصغير) لجلال الدين السيوطي بما نصه:

الطبراني في (الكبير).

والحاكم عن عمار بن ياسر: حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد (ص) وآسية امرأة فرعون.

وروى القندوزي في (ينابيع المودة) ص184 عن عابس بن ربيعة: خير نساء العالمين مريم بنت عمران….الخ.

نقله عن (الديلمي) في الفردوس.

22- نقل هذا المعنى الشيخ محمد جواد مغنية في تفسيره (الكاشف) ج2 ص58.

23- منهم الفخر الرازي. راجع (مفاتيح الغيب) ج2 ص452 والبدخشي كما في كتابه (مفتاح النجا) مخطوط ص98.

24- راجع (تفسير الكاشف) لمغنية ج2 ص58 فيما نقله عن تفسير أبي حيان الأندلسي المسمى بـ (البحر المحيط) عن تفسيره (واصطفاك على نساء العالمين) والكلمة الغراء في تفضيل فاطمة الزهراء لشرف الدين ص240 – 241 المطبوع مع (الفصول المهمة) وراجع (البحار) ج43 ص38 حيث نقل عن السيد المرتضى قوله: ويعتمد على أنها أفضل نساء العالمين بإجماع الإمامية…الخ.

ونقل هذا الإجماع عن السيد المرتضى ابن شهر آشوب في (المناقب) ج3 ص324.

25- راجع (مفاتيح الغيب) للفخر الرازي ج2 ص452 فأنه ممن أستدل بظاهر الآية على بتفضيل مريم. وكذلك العلامة البدخشي في كتابه (مفتاح النجا) ص98 قال في ضمن فضل خديجة ما هذا لفظه: وأما فضلها على فاطمة (رض) فباعتبار الأمومة وإلا ففاطمة أفضل النساء مطلقاً عند أكثر العلماء إلا مريم فأنها منصوص في الكتاب المبين بالاصطفاء على نساء العالمين.

نعم منصوص في الكتاب المبين على اصطفاء مريم على نساء العالمين ولكن المراد من هذا الاصطفاء هو اختيارها لولادة عيسى من غير فحل فراجع الأصل.

26- راجع (مفاتيح الغيب) للرازي ج2 ص451 و(الكشاف) للزمخشري ج1 ص362 ط دار الكتاب العربي بيروت و(الكاشف) لمحمد جواد مغنية ج2 ص55.

27- المصادر السابقة.

28- مجمع البيان للطبرسي م1 ص440.

29- ولادة علي أمير المؤمنين (ع) في بيت الله الحرام وسط الكعبة حقيقة ناصعة أصفق على إثباتها الفريقان، وتظافرت بها الأحاديث وطفحت بها الكتب ونص جمع من أعلام الفريقين على تواترها.

قال الحاكم في (المستدرك) ج3 ص483 في ترجمة حكيم بن حزم القرشي ما نصه: فقد تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في جوف الكعبة.

وقال شهاب الدين السيد محمود الآلوسي صاحب التفسير الكبير في (شرح الخريدة في شرح القصيدة العينية) لعبد الباقي العمري ص15 عند قول الناظم:

أنت العلي الذي فوق العلا رفعاً ببطن مكة وسط البيت إذ وضعا

:وكون الأمير كرم الله وجهه ولد في البيت أمر مشهور في الدنيا، وذكر في كتب الفريقين السنة والشيعة إلى أن قال: ولم يشتهر وضع غيره كرم الله وجهه كما أشتهر وضعه، بل لم تتفق عليه الكلمة، وما أحرى بإمام الأئمة أن يكون وضعه فيما هـو قبلة للمؤمنين: وسبحان من يضع الأشياء في مواضعها وهو أحكم الحاكمين. راجع الغدير ج1 ص19-ص35.

30- تجد الآبيات في المصدر السابق ص26.

31- راجع تفسير (الكشاف) ج1 ص359 وتفسير (الكاشف) ج2 ص50 نقلاً عن تفسير (روح البيان) للشيخ إسماعيل حقي عند تفسير قوله تعالى حاكياً عن مريم (هو من عند الله) وراجع إذا شئت (مقتل الحسين) لأخطب خوارزم الحنفي ج1 ص58 وعبارته مما جاء في بعض أحاديثه. الحمد لله الذي جعلك شبيهة بسيدة نساء العالمين في بني إسرائيل في وقتهم…الخ.

32- راجع (القبس) خصوصاً الفصل الثالث ص48-158 والفصل السابع ص312 -ص336.

33- نصوص حديث (فاطمة بضعة مني) ورواته.

كفانا كلفة التصدي لنصوص (فاطمة بضعة مني) ورواته من علماء السنة قديماً وحديثاً شيخنا الأميني (ره) في سفره القيم (الغدير) ج7 ص231-236، حيث قد أحتج به على (ابن كثير الدمشقي) ذلك لأن هذا الأخير ينفي بزعمه عصمة فاطمة، ويرى أنها امرأة من البشر ليست بواجبة العصمة وأنها امرأة من بنات آدم تأسف كما يأسفون وليست بواجبة العصمة.

صرح بهذا في (تاريخه) ج5 ص249 وص289. فشيخنا الأميني (تغمده الله برحمته) قال في نقاشه معه: أنىّ لنا السرف والمجازفة في القول بمثل هذا تجاه آية التطهير في كتاب الله العزيز النازلة فيها وفي أبيها وبعلها وبنيها.

أنى لنا ذلك وبين يدينا هتاف النبي الأقدس: فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني وفي لفظ: فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويغضبني ما أغضبها. وفي لفظ: فاطمة بضعة مني يقبضني ما أقبضها ويبسطني ما يبسطها. وفي لفظ: فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها. (وفي تاج العروس): أي يتعبني ما أتعبها. وفي لفظ: فاطمة بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها. وفي لفظ: فاطمة بضعة مني يسعفني ما يسعفها. (وفي تاج العروس): أي ينالني ما ينالها ويلم بي ما يلم بها. وفي لفظ: فاطمة شجنة مني يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها. (والشجنة الغصن الملتف والمشتبك من الشجرة والشعبة من كل شيء) المنجد ص386. وفي لفظ: فاطمة بضعة مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها. وفي لفظ: فاطمة مضغة مني يسرني ما يسرها. (المضغة القطعة من اللحم) والمراد أنها قطعة من لحمي.

قال الأميني: أخرجها على اختلاف الفاظها أئمة الصحاح الستة، وعدة اخرى من رجال الحديث في السنن، والمسانيد والمعاجم وإليك جملة ممن رواها.

ابن أبي مليكة المتوفى (117) كما في رواية البخاري ج5 ص36 ومسلم وابن ماجة، وابن داود، وأحمد، والحاكم.

ابو عمرو بن دينار المكي المتوفى (125) كما في صحيحي البخاري ومسلم.

الليث بن سعد المصري المتوفى (175) كما في اسناد ابن ماجة وأبن داود وأحمد.

أبو محمد بن عيينة الكوفي المتوفى (198) كما في الصحيحين.

أبو النضر هاشم البغدادي المتوفى (205) كما في مسند أحمد.

أحمد بن يونس اليربوعي المتوفى (227) كما صحيح البخاري وسنن أبي داود.

الحافظ أبو الوليد الطيالسي المتوفى (227) كما في صحيح البخاري.

أبو معمر الهذلي المتوفى (236) كما في صحيح مسلم.

قتيبة بن سعيد الثقفي المتوفى (240) روى عنه مسلم وأبو داود.

عيسى بن حماد المصري المتوفى (248) روى عنه ابن ماجة.

إمام الحنابلة أحمد المتوفى (241) في (مسنده) ج4 ص323 وص328.

الحافظ البخاري المتوفى (256) في (صحيحه) في المناقب ج5 ص274.

الحافظ مسلم القيشري المتوفى (261) في صحيحه في الفضائل ج2 ص261.

الحافظ أبو داود السجستاني المتوفى (275) في (سننه) ج1 ص224

الحافظ أبو عبد الله ابن ماجة المتوفى (273) في (سننه) ج1 ص216.

الحافظ أبو عيسى الترمذي المتوفى (279) في جامعه ج2 ص319.

الحكيم أبو عبد الله الترمذي المحدث المتوفى (285) في (نوادر الأصول) ص308.

الحافظ أبو عبد الرحمن النسائي المتوفى (303) في (خصائصه) ص35.

أبو الفرج الأصبهاني المتوفى (356) في الأغاني ج8 ص156.

الحاكم أبو عبد الله النيسابوري المتوفى (405) في (المستدرك) ج3 ص154-158.

الحافظ أبو نعيم الأصبهاني المتوفى (430) في (حلية الأولياء) ج2 ص40.

الحافظ أبو بكر البيهقي المتوفى (458) في (السنن الكبرى) ج7 ص307.

أبو زكريا الخطيب التبريزي المتوفى (502) في (مشكاة المصابيح) ص560.

الحافظ أبو القاسم البغوي المتوفى (510) في (مصابيح السنة) ج2 ص278.

القاضي أبو الفضل عياض المتوفى (544) في (الشفاء) ج2 ص19.

أخطب خوارزم المتوفى (568) في (مقتله) ج1 ص53.

الحافظ أبو القاسم ابن عساكر المتوفى (571) في (تاريخه) ج1 ص298.

أبو القاسم السهيلي المتوفى (581) في (الروض الأنف) ج2 ص196.

قال: إن أبا لبابة رفاعة بن عبد المنذر ربط نفسه في توبته، وأن فاطمة أرادت حله حين نزلت توبته، فقال: قد أقسمت ألا يحلني إلا رسول الله (ص) فقال رسول الله (ص): إن فاطمة مضغة مني. فصلى الله عليه وعلى فاطمة. فهذا الحديث يدل على أن من سبها فقد كفر، ومن صلى عليها فقد صلى على أبيها (ص).

ابن أبي الحديد المعتزلي المتوفى (597) في (شرح نهج البلاغة) ج2 ص458.

أبو الفرج ابن الجوزي الحنفي المتوفى (597) في (صفة الصفوة) ج2 ص5.

الحافظ أبو الحسن ابن الأثير الجزري المتوفى (630) في (اسد الغابة) ج5 ص421.

أبو سالم محمد بن طلحة الشافعي المتوفى (652) في (مطالب السؤُل) ص6 وص7.

سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفى (654) في (التذكرة) ص175 وص320 ط العلمية.

الحافظ الكنجي الشافعي المتوفى (658) في (الكفاية) ص220.

الحافظ محب الدين الطبري المتوفى (694) في (ذخائر العقبى) ص37.

الحافظ الذهبي الشافعي المتوفى (747) في (تلخيص المستدرك).

القاضي الأيجي المتوفى (756) في (المواقف) كما في شرحه ج3 ص268.

أبو السعادات اليافعي المتوفى (768) في (مرآة الجنان) ج1 ص61.

الحافظ زين الدين العراقي المتوفى (806) في (طرح التثريب) ج1 ص150.

الحافظ نور الدين الهيثمي المتوفى (807) في (مجمع الزوائد) ج9 ص203.

ابن حجر العسقلاني المتوفى (852) في (تهذيب التهذيب) ج12 ص441.

الحافظ جلال الدين السيوطي المتوفى (911) في (الجامع الصغير والكبير).

الحافظ أبو العباس القسطلاني المتوفى (923) في (المواهب اللدنية) ج1 ص257.

القاضي الديار بكري المالكي المتوفى (966) في (الخميس) ج1 ص464.

ابن حجر الهيتمي المتوفى (974) في (الصواعق) ص112 وص114.

صفي الدين الخزرجي في (الخلاصة) ص435.

زين الدين المناوي المتوفى (1031) في (كنوز الدقائق) ص96. وقال في شرح (الجامع الصغير) ج4 ص421. استدل به السهيلي على أن من سبها كفر لأنه يغضبه، وأنها أفضل من الشيخين، قال الشريف السمهوري: ومعلوم أن أولادها بضعة منها فيكونون بواسطتها بضعة منه (ص) ومن ثم لما رأت أم الفضل في النوم أن بضعة منه وضعت في حجرها أولها رسول الله (ص) بأن تلد فاطمة غلاماً فيوضع في حجرها فولدت الحسن (ع) فوضع في حجرها…الخ.

الشيخ أحمد المغربي المتوفى (1041) في (فتح المتعال) ص385 قال:

فما كسبطي رسول الله من أحدٍ ***ولا يضاهيهما في الفخر مفتخر

وهــل كــفــاطـــمـــة الــزهــراء*** بنت وهل كأبيها المصطفى بشر

 أمهما فإنها بضعة منه وما أحد***كبضعة المصطفى إن حقق النظر

أبو عبد الله الزرقاني المالكي المتوفى (1122) في (شرح المواهب ) ج3 ص205.

وقال: استدل به السهيلي على أن من سبها كفر وتوجيهه أنها تغضب ممن سبها، وقد سوى بين غضبها وغضبه ومن أغضبه كفر.

الزبيدي الحنفي المتوفى (1205) في (تاج العروس) ج5 ص227 وج6 ص139.

القندوزي الحنفي المتوفى (1293) في (ينابيع المودة) ص171 وص173.

الحمزاوي المالكي المتوفى (1303) في (النور الساري) هامش البخاري ج5 ص274.

الشيخ مصطفى الدمشقي في (مرآة الوصول) ص109.

السيد حميد الدين الآلوسي المتوفى (1324) في (نثر اللئالي) ص181.

السيد محمود القراغولي البغدادي الحنفي في (جوهرة الكلام) ص105.

عمر رضا كحالة في (أعلام النساء) ج3 ص216.

أقول: نقلنا هذه المصادر من كتاب (الغدير) ج7 وهناك مصادر أخرى وقفنا عليها لحديث (البضعة الطاهرة) نذكرها اتماماً للفائدة.

ابن أبي شيبة المتوفى (279).

على ما نقله عنه المتقي الهندي الحنفي في (كنز العمال) ج6 ص220.

مجاهد التابعي وقد أخرج حديثه كل من

ابن الصباغ المالكي المتوفى (855) في (الفصول المهمة) ص128.

الصفوري الشافعي المتوفى (884) في (نزهة المجالس) ج2 ص228.

والشبلنجي الشافعي المتوفى (1298) في (نور الأبصار) ص41. وحديث مجاهد هو أنه قال: خرج النبي (ص) وهو آخذ بيد فاطمة فقال: من عرف هذه فقد عرفها ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد (ص) وهي بضعة مني، وهي قلبي وهي روحي التي بين جنبي، من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله.

الحافظ البزار المتوفى (292) ونقل الحديث عنه.

محمد الصبان في (اسعاف الراغبين) ص170 ونصه: وروى البزار عن علي (ع) قال: كنت عند رسول الله (ص) فقال النبي (ص): أي شيء خير للمرأة؟ فسكتوا. فلما رجعت قلت لفاطمة: أي شيء خير للنساء؟ قالت: لا يراهن الرجال. فذكرت ذلك للنبي (ص) فقال: إن فاطمة بضعة مني …الخ.

الفخر الرازي المتوفى (606) في (مفاتيح الغيب) ج7 ص274 وج8 ص222.

ابن أبي داود. نقل الحديث عنه محتجاً به على أفضليتها.

النبهاني في (الشرف المؤيد) حيث قال: وسئل عن ذلك ابن أبي داود فقال: أن رسول الله (ص) قال: فاطمة بضعة مني، ولا أعدل ببضعة رسول الله أحداً….الخ.

ثم قال الأميني في نقاشه مع ابن كثير: ثم أنى لنا القول بمقال ابن كثير – وملأ الأسماع – قول رسول الله (ص): فاطمة قلبي وروحي التي بين جنبي فمن آذاها فقد آذاني، وقوله: ان الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها. أو قوله: إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك قاله لفاطمة. راجع (معجم الطبراني) (مستدرك الحاكم) ج3 ص154 (مسند ابن النجار) (مقتل الخوارزمي) ج1 ص512 (تذكرة السبط) ص175 (كفاية الطالب) ص219 (ذخائر العقبى للمحب الطبري) ص39 (ميزان الاعتدال) ج2 ص72 (مجمع الزوائد) ح8 ص203 (تهذيب التهذيب) ج12 ص443 (كنز العمال) ج7 ص113.

(أخبار الدول) هامش الكامل ج1 ص185 (كنوز الدقائق) للمناوي ص30 شرح المواهب للزرقاني ج3 ص202 (الإسعاف) ص170. (ينابيع المودة) ص173 وص174 (الشرف المؤيد) ص59.

ثم قال: هذه مطلقات تشمل جميع موجبات الرضا والغضب من الصديقة (ع) حتى المباحات شأن أبيها الأقدس كما فهمه القسطلاني والحمزاوي في شرح البخاري وذلك يكشف عن أنها صلوات الله عليها لا ترضى إلا لما فيه مرضاة المولى سبحانه ولا تغضب إلا على ما يغضبه حتى أنها لو رضيت أو غضبت على أمر مباح فأن هناك جهة شرعية تدخله في الراجحات، أو تجعله من المكروهات، فلن تجد منها في أي من الرضا والغضب وجهة نفسية أو صبغة شهوية، وذلك معنى العصمة التي نفاها المتحذلق – ابن كثير – بعد أن تصامم أو تعامى عن أدلة آية التطهير النازلة فيها وفي أبيها وبعلها وبنيها "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" [الأحزاب/ 34].

34- (الكلمة الغراء)في تفضيل فاطمة الزهراء ص241.

35- بهذا نادتها أسماء بنت عميس، راجع (مقتل الحسين) للخوارزمي ص85، وناداها أبو بكر: وأنتِ يا خيرة النساء وابنة خير الأنبياء…الخ. راجع (شرح النهج) لأبن أبي الحديد ج4 ص94، و(مقتل الحسين) للخوارزمي ج1 ص79. وقال أيضاً وأنت سيدة أمة أبيك، والشجرة الطيبة لبنيك …الخ. راجع (الاحتجاج) للطبرسي ج2 ص143 سطر1.

36- قال الطريحي في (مجمع البحرين) كتاب الضاد باب ما أوله العين ص330، وفي الخبر. إن جبرئيل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة، وأنه عارضه العام مرتين: أي كان يدارسه جميع ما نزل من القرآن من المعارضة أي المقابلة ومنه عارضت الكتاب أي قابلته. وهذا مما يدل على شدة عناية الله ورسوله بالقرآن وأنه كان مجموعاً ومكتوباً على عهد رسول الله (ص). وأن المقابلة كانت بين القرآن المجموع والمكتوب عند النبي (ص) والموجود عند بعض الصحابة من القراء وبين جبرئيل في كل عام مرة، وأن المقابلة كانت عام وفاة النبي مرتين. كل ذلك إلفاتا لنظر المسلمين وغير المسلمين من الناس إلى تلك العناية من الله ورسوله بحفظ القرآن من التغيير والتبديل والزيادة والنقصان كما قال تعالى "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" [الحجر/9]. كما إن الصحابة كانوا يعرضونه على النبي (ص) ويتلونه حتى ختموه عليه مراراً عديدة.

37- اشتهر وتواتر عن النبي (ص) في إخبار أبنته فاطمة وإخباره أيضاً لأصحابه مراراً عديدة من أنها أول أهل بيته لحوقاً به، وهذا قطعاً من دلائل نبوته وإعلام رسالته، باعتباره إخباراً غيبياً عن الله عز وجل ووقع بالفعل كما أخبر به (ص) وفيه برهان قاطع على واقعية ما أخبر به (ص) في هذا الحديث، وفي غيره من الأحاديث التي ستقرأ بعضها فيما يأتي – عن سيادة فاطمة وأهل البيت (ع) وفضلهم وتفضيلهم وإن هذه السيادة وذلك الفضل الذي أنبأ به (ص) أيضاً مأخوذ عن الله عز وجل. وأنه (ص) كما قال تعالى فيه "وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى(3)إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى(4)عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى" [النجم/ 4-6].

38- قول النبي (ص) لحذيفة: غفر الله لك ولأمك، مع العلم أنه جاء ليسأله أن يستغفر لهما دليل قاطع على أن الله أطلع نبيه على ما جاء إليه حذيفة من طلب الأستغفار له ولأمه، وفي ذلك برهان له ولمن بلغه الحديث على واقعية ما أخبر به (ص) من بشارة الملك له بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. فتدبر.

39- العاتق ما بين المنكب والعنق (مجمع البحرين) ص408.

40- في الحاشية. قال: أورده في ترجمة الحسين (ع) ج4 ص320.

41- راجع –تعليقنا على هذا الحديث- كتابنا (قبس من القرآن) ص81 في أثبات صحته ورواة الثقاة له.

42- عمران هذا أحد أصحاب النبي (ص) روى عنه عدة أحاديث، وكان إسلامه عام خيبر في السنة السابعة للهجرة. وهو خزاعي وكان صاحب راية خزاعة يوم الفتح وقد غزا معه(ص) عدة غزوات، وكان من فضلاء الصحابة وفقهائهم قال محمد بن سيرين: أفضل من نزل البصرة من أصحاب رسول الله (ص) عمران بن حصين ومات سنة اثنين وخمسين من الهجرة. روى عنه جماعة من تابعي أهل البصرة والكوفة. راجع (الإصابة) ج3 ص27. و(الاستيعاب) ص22.

43- هذا من زهد أهل البيت (ع) في هذه الدنيا الفانية لفاطمة –وهي بنت رسول الله (ص) نبي المسلمين ورئيسهم- عباءة واحدة لا غير، وما عندها خمار تختمر به فليعتبر بذلك رؤساء المسلمين وقادتهم. نعم زهدوا في الدنيا واكتفوا منها باليسير فأعطاهم الله شرف الدنيا والآخرة وأبقى ذكرهم الجميل الحسن خالداً ما خلد الدهر.

44- جابر بن سمرة بن جنادة بن جندب العامري السوائي وأمه خالدة بنت أبي وقاص أخت سعد بن أبي وقاص، وهو حليف بني زهرة، له ولأبيه سمرة صحبة مع النبي (ص) وقد أخرج له أصحاب الصحاح، وروي عنه أنه قال: جالست النبي(ص) أكثر من مائة مرة. وفي الصحيح قال: صليت مع النبي (ص) أكثر من مائة مرة، نزل الكوفة وتوفي سنة 74هـ. راجع (الإصابة) ج2 ص213 و(الاستيعاب) ج2 ص226.

45- عبد الرحمن بن سمرة هو أحد أصحاب النبي (ص) وهو من بني عبد شمس ذكر ترجمته ابن عبد البر في (الاستيعاب) ج2 ص392، وابن حجر العسقلاني في (الإصابة) ج2 ص394 باب من اسمه عبد الرحمن – ونسبه: عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس، وعن الزبير: إن سمرة بن حبيب بن ربيعة بن عبد شمس، وكان قد أسلم عام الفتح. وشهد غزوة تبوك مع النبي (ص) وروى عنه أحاديث، كما روى عن معاذ بن جبل، وروى عنه ابن عباس وغيره من الصحابة والتابعين، وإليه تنسب سكة ابن سمرة في البصرة وقد مات سنة 50هـ.

46- المجادلة التي يستحق صاحبها اللعن، والتي تؤول بصاحبها إلى الكفر هي مجادلة أهل الباطل – لأهل الحق – بباطلهم وتمسكهم بشبهاتهم لأنهم يعرضون عن الأدلة الحقة. ويظلون متمسكين بآرائهم وآراء مقلديهم. أما مجادلة أهل الحق لأهل الباطل بحقهم استناداً للأدلة الحقة فمأمور بها الإنسان ومرغب فيها وهي راجحة.

47- راجع ترجمة عمرو بن العاص مفصلاً في (الغدير) ج2 من ص101-ص160 للعلامة الأميني.

48- قد يتصور أحد ان قول وردان: ان مع علي آخرة ولا دنيا معه…الخ.

أنه قول صحيح، ولكن الحقيقة انه غير صحيح، لانه مع علي الدنيا والآخرة، ومن هنا قال علي (ع) في كتابه إلى محمد بن أبي بكر وإلى أهل مصر حينما كان محمد والياً عليها من قبله: وأعلموا عباد الله ان المؤمنين المتقين قد ذهبوا بعاجل الخير واجله. شركوا أهل الدنيا في دنياهم ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم، يقول الله عز وجل "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ" [الأعراف/ 33]. سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت وأكلوها بأفضل ما أكلت. شاركوا أهل الدنيا في دنياهم فأكلوها من أفضل ما يأكلون وشربوا من أفضل ما يشربون ويلبسون من أفضل ما يلبسون أصابوا لذة أهل الدنيا مع أنهم غداً جيران الله عز وجل يتمنون عليه لا يرد لهم دعوة ولا ينقص لهم لذة. أما في هذا ما يشتاق إليه من كان له عقل واعلموا عباد الله أنكم إذا اتقيتم ربكم، وحفظتم نبيكم في أهل بيته فقد عبدتموه بأفضل ما عبد، وشكرتموه بأفضل ما شكر، وأخذتم بأفضل الصبر، وجاهدتم بأفضل الجهاد…الخ.

(راجع شرح نهج البلاغة) ج2 ص26.

49- هذا النص صريح بأن لرسول الله (ص) بنات لا بنت واحدة وأن فاطمة أفضلهن.

50- الفرط: الأجر والذخر المتقدم ومنه قوله (ص) أنا فرطكم على الحوض (راجع مجمع البحرين) ص339.