يوسف

- علي بن إبراهيم ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن يحيى بن أكثم ، أنه سأل موسى بن محمد بن علي بن موسى مسائل ، فعرضها على أبي الحسن فكانت إحداها : أخبرني عن قول الله عز وجل : ( ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا ) ، سجد يعقوب وولده ليوسف وهم أنبياء ؟ فأجاب أبو الحسن : أما سجود يعقوب وولده ليوسف ، فإنه لم يكن ليوسف ، وإنما كان ذلك من يعقوب وولده طاعة لله وتحية ليوسف ، كما كان السجود من الملائكة لآدم ، ولم يكن لآدم ، إنما كان ذلك منهم طاعة لله وتحية لآدم ، فسجد يعقوب وولده وسجد يوسف معهم شكرا لله ، لاجتماع شملهم .

ألم تر أنه يقول في شكره ذلك الوقت : ( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين ) ؟ فنزل جبرئيل فقال له : يا يوسف أخرج يدك ، فأخرجها فخرج من بين أصابعه نور .

فقال : ما هذا النور يا جبرئيل ؟ فقال : هذه النبوة أخرجها الله من صلبك ، لأنك لم تقم لأبيك ، فحط الله نوره ومحا النبوة من صلبه ، وجعلها في ولد لاوي أخي يوسف ، وذلك لأنهم لما أرادوا قتل يوسف قال : ( لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب ) فشكر الله له ذلك ، ولما أرادوا أن يرجعوا إلى أبيهم من مصر وقد حبس يوسف أخاه قال : ( لن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين ) .

فشكر الله له ذلك ، فكان أنبياء بني إسرائيل من ولد لاوي ، وكان موسى من ولد لاوي ، وهو موسى بن عمران بن يهصر بن واهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم .

فقال يعقوب لابنه : يا بني أخبرني ما فعل بك إخوتك حين أخرجوك من عندي ؟ قال : يا أبت اعفني من ذلك ، قال : أخبرني ببعضه ؟ فقال : يا أبت إنهم لما أدنوني من الجب قالوا : انزع قميصك ، فقلت لهم : يا إخوتي ، اتقوا الله ولا تجردوني ، فسلوا علي السكين ، وقالوا : لئن لم تنزع لنذبحنك ، فنزعت القميص ، وألقوني في الجب عريانا ، قال : فشهق يعقوب شهقة وأغمي عليه ، فلما أفاق قال : يا بني حدثني .

فقال : يا أبت ، أسألك بإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب إلا أعفيتني ، فأعفاه .

قال : ولما مات العزيز ، وذلك في السنين الجدبة ، افتقرت امرأة العزيز واحتاجت ، حتى سألت الناس ، فقالوا : ما يضرك لو قعدت للعزيز ؟ وكان يوسف يسمى العزيز ، فقالت : أستحي منه ، فلم يزالوا بها حتى قعدت له على الطريق ، فأقبل يوسف في موكبه ، فقامت إليه ، وقالت : سبحان من جعل الملوك بالمعصية عبيدا ، وجعل العبيد بالطاعة ملوكا .

فقال لها يوسف : أنت هاتيك ؟ فقالت : نعم ، وكان اسمها زليخا ، فقال لها : هل لك في ؟ قالت : دعني بعد ما كبرت أتهزأ بي ؟ قال : لا .

قالت : نعم .

فأمر بها فحولت إلى منزله وكانت هرمة .

فقال لها يوسف : ألست فعلت بي كذا وكذا ؟ فقالت : يا نبي الله لا تلمني ، فإني بليت ببلية لم يبل بها أحد ، قال : وما هي ؟ قالت : بليت بحبك ، ولم يخلق الله لك في الدنيا نظيرا ، وبليت بحسني بأنه لم تكن بمصر امرأة أجمل مني ولا أكثر مالا مني ، نزع عني مالي ، وذهب عني جمالي .

فقال لها يوسف : فما حاجتك ؟ قالت : تسأل الله أن يرد علي شبابي ، فسأل الله فرد عليها شبابها ، فتزوجها وهي بكر ، قالوا : إن العزيز الذي كان زوجها أولا كان عنينا .

- العياشي ، بإسناده عن محمد بن سعيد الأزدي صاحب موسى بن محمد ابن الرضا ، عن موسى ، قال : قال لأخيه الهادي : إن يحيى بن أكثم كتب إليه يسأله عن مسائل ، منها أنه قال : أخبرني عن قول الله : ( ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا ) أسجد يعقوب وولده ليوسف ؟ قال : فسألت أخي عن ذلك ، فقال : أما سجود يعقوب وولده ليوسف فشكرا لله ، لاجتماع شملهم ، ألا ترى أنه يقول في شكر ذلك الوقت : ( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين ) .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>