قنوته

- كان يقنت في صلاته بالدعاء التالي : مناهل كراماتك بجزيل عطياتك مترعة ، وأبواب مناجاتك لمن أمك مشرعة ، وعطوف لحظاتك لمن ضرع إليك غير منقطعة ، وقد ألجم الحذار ، واشتد الاضطرار ، وعجز عن الاصطبار أهل الانتظار ، وأنت اللهم بالمرصد من المكار ، اللهم وغير مهمل مع الإمهال .

واللائذ بك آمن ، والراغب إليك غانم ، والقاصد اللهم لبابك سالم ، اللهم فعاجل من قد استن في طغيانه ، واستمر على جهالته لعقباه في كفرانه ، وأطمعه حلمك عنه في نيل إرادته ، فهو يتسرع إلى أوليائك بمكارهه ، ويواصلهم بقبائح مراصده ، ويقصدهم في مظانهم بأذيته .

اللهم اكشف العذاب عن المؤمنين ، وابعثه جهرة على الظالمين ، اللهم اكفف العذاب عن المستجيرين ، واصببه على المغترين ، اللهم بادر عصبة الحق بالعون ، وبادر أعوان الظلم بالقصم ، اللهم أسعدنا بالشكر ، وامنحنا النصر ، وأعذنا من سوء البداء والعاقبة والختر .

- وروي عنه قنوت آخر كان يدعو به في صلاته : يا من تفرد بالربوبية ، وتوحد بالوحدانية ، يا من أضاء باسمه النهار ، وأشرقت به الأنوار ، وأظلم بأمره حندس الليل ، وهطل بغيثه وابل السيل .

يا من دعاه المضطرون فأجابهم ، ولجأ إليه الخائفون فأمنهم ، وعبده الطائعون فشكرهم ، وحمده الشاكرون فأثابهم ، ما أجل شأنك ، وأعلى سلطانك ، وأنفذ أحكامك .

أنت الخالق بغير تكلف ، والقاضي بغير تحيف حجتك البالغة ، وكلمتك الدامغة ، بك اعتصمت وتعوذت من نفثات العندة ، ورصدات الملحدة ، الذين ألحدوا في أسمائك ، ورصدوا بالمكاره لأوليائك ، وأعانوا على قتل أنبيائك وأصفيائك ، وقصدوا لإطفاء نورك بإذاعة سرك ، وكذبوا رسلك ، وصدوا عن آياتك ، واتخذوا من دونك ودون رسولك ودون المؤمنين وليجة ، رغبة عنك ، وعبدوا طواغيتهم وجوابيتهم بدلا منك ، فمننت على أوليائك بعظيم نعمائك ، وجدت عليهم بكريم آلائك ، وأتممت لهم ما أوليتهم بحسن جزائك ، حفظا لهم من معاندة الرسل ، وضلال السبل ، وصدقت لهم بالعهود ألسنة الإجابة ، وخشعت لك بالعقود قلوب الإنابة .

أسألك اللهم باسمك الذي خشعت له السماوات والأرض ، وأحييت به موات الأشياء ، وأمت به جميع الأحياء ، وجمعت به كل متفرق ، وفرقت به كل مجتمع ، وأتممت به الكلمات ، وأريت به كبرى الآيات ، وتبت به على التوابين ، وأخسرت به عمل المفسدين ، فجعلت عملهم هباء منثورا ، وتبرتهم تتبيرا أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تجعل شيعتي من الذين حملوا فصدقوا ، واستنطقوا فنطقوا ، آمنين مأمونين .

اللهم إني أسألك لهم توفيق أهل الهدى ، وأعمال أهل اليقين ، ومناصحة أهل التوبة ، وعزم أهل الصبر ، وتقية أهل الورع ، وكتمان الصديقين ، حتى يخافوك .

اللهم مخافة تعجزهم عن معاصيك ، وحتى يعملوا بطاعتك لينالوا كرامتك ، وحتى يناصحوا لك وفيك خوفا منك ، وحتى يخلصوا لك النصيحة في التوبة حبا لهم ، فتوجب لهم محبتك التي أوجبتها للتوابين ، وحتى يتوكلوا عليك في أمورهم كلها حسن ظن بك ، وحتى يفوضوا إليك أمورهم ثقة بك .

اللهم لا تنال طاعتك إلا بتوفيقك ، ولا تنال درجة من درجات الخير إلا بك ، اللهم يا مالك يوم الدين ، العالم بخفايا صدور العالمين ، طهر الأرض من نجس أهل الشرك ، وأخرس الخراصين عن تقولهم على رسولك الإفك .

اللهم اقصم الجبارين ، وأبر المفترين والأفاكين الذين إذا تتلى عليهم آيات الرحمان قالوا أساطير الأولين ، وأنجز لي وعدك إنك لا تخلف الميعاد ، وعجل فرج كل طالب مرتاد ، إنك لبالمرصاد للعباد .

وأعوذ بك من كل لبس ملبوس ، ومن كل قلب عن معرفتك محبوس ، ومن نفس تكفر إذا أصابها بؤس ، ومن واصف عدل عمله عن العدل معكوس ، ومن طالب للحق وهو عن صفات الحق منكوس ، ومن مكتسب إثم بإثمه مركوس ، ومن وجه عند تتابع النعم عليه عبوس ، أعوذ بك من ذلك كله ، ومن نظيره وأشكاله وأمثاله إنك عليم حكيم .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>