خطبة النساء

- روى الشيخ الكليني بالإسناد عن عبد العظيم الحسني ( رحمه الله ) ، قال : سمعت أبا الحسن يخطب بهذه الخطبة : الحمد لله العالم بما هو كائن من قبل أن يدين له من خلقه دائن ، فاطر السماوات والأرض ، مؤلف الأسباب بما جرت به الأقلام ، ومضت به الأحتام ، من سابق علمه ومقدر حكمه ، أحمده على نعمه ، وأعوذ به من نقمه ، وأستهدي الله الهدى ، وأعوذ به من الضلالة والردى ، من يهده الله فقد اهتدى ، وسلك الطريقة المثلى ، وغنم الغنيمة العظمى ، ومن يضلل الله فقد حار عن الهدى ، وهوى إلى الردى .

أشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله المصطفى ، ووليه المرتضى ، وبعيثه بالهدى ، أرسله على حين فترة من الرسل ، واختلاف من الملل ، وانقطاع من السبل ، ودروس من الحكمة ، وطموس من أعلام الهدى والبينات ، فبلغ رسالة ربه ، وصدع بأمره ، وأدى الحق الذي عليه ، وتوفي فقيدا محمودا .

ثم إن هذه الأمور كلها بيد الله تجري إلى أسبابها ومقاديرها ، فأمر الله يجري إلى قدره ، وقدره يجري إلى أجله ، وأجله يجري إلى كتابه ، ولكل أجل كتاب ، يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب .

أما بعد ، فإن الله جل وعز جعل الصهر مألفة للقلوب ، ونسبة المنسوب ، أوشج به الأرحام ، وجعله رأفة ورحمة ، إن في ذلك لآيات للعالمين ، وقال في محكم كتابه : ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا )  ، وقال : ( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ) .

وإن فلان بن فلان ممن قد عرفتم منصبه في الحسب ، ومذهبه في الأدب ، وقد رغب في مشاركتكم ، وأحب مصاهرتكم ، وأتاكم خاطبا فتاتكم فلانة بنت فلان ، وقد بذل لها من الصداق كذا وكذا ، العاجل منه كذا ، والآجل منه كذا ، فشفعوا شافعنا ، وأنكحوا خاطبنا ، وردوا ردا جميلا ، وقولوا قولا حسنا ، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>