حديث الثقلين وشواهده

فأول خبر يعرف تحقيقه من الكتاب وتصديقه ، والتماس شهادته عليه ، خبر ورد عن رسول الله ووجد بموافقة الكتاب وتصديقه ، بحيث لا تخالفه أقاويلهم ، حيث قال : " إني مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي - أهل بيتي - لن تضلوا ما تمسكتم بهما ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " .

فلما وجدنا شواهد هذا الحديث في كتاب الله نصا ، مثل قوله جل وعز : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) .

وروت العامة في ذلك أخبارا لأمير المؤمنين أنه تصدق بخاتمه وهو راكع فشكر الله ذلك له ، وأنزل الآية فيه .

فوجدنا رسول الله قد أتى بقوله : " من كنت مولاه ، فعلي مولاه " ، وبقوله : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي " .

ووجدناه يقول : " علي يقضي ديني ، وينجز موعدي ، وهو خليفتي عليكم من بعدي " .

فالخبر الأول الذي استنبطت منه هذه الأخبار خبر صحيح ، مجمع عليه ، لا اختلاف فيه عندهم ، وهو أيضا موافق للكتاب ؛ فلما شهد الكتاب بتصديق الخبر وهذه الشواهد الأخر لزم على الأمة الإقرار بها ضرورة ، إذ كانت هذه الأخبار شواهدها من القرآن ناطقة ، ووافقت القرآن ، والقرآن وافقها .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>