الأحاديث الواردة عن الإمام الحسن في الأحكام

باب الطهارة آداب الوضوء

قال الدولابي : حدثني أحمد بن يحيى الصوفي ، حدثنا عبد الله بن سالم ، حدثنا حسين بن زيد ، عن أبيه ، عن الحسن بن علي : إن النبي كان إذا توضأ اتصل بموضع سجوده ما يسيله على موضع السجود .

مبطلات الوضوء

قال الدولابي : حدثنا أحمد بن يحيى ، حدثنا ضرار بن صرد ، حدثنا ابن فضيل ، عن محمد بن إسحاق ، عن أبيه ، عن الحسن بن علي : إن النبي دخل على فاطمة فناولته كتفا فأكل منها ولم يتوضأ .

قال الطبراني : حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل البغدادي ، حدثنا عبد الله بن عمرو بن أبان ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن محمد بن إسحاق ، عن أبيه ، عن الحسن بن علي إنه دخل على رسول الله في بيت فاطمة ، فناولته كتف شاة مطبوخة ، فأكلها ثم قام يصلي ، فأخذت ثيابه فقالت : ألا توضأ يا رسول الله ؟ قال : " مم يا بنية ؟ " قالت : قد أكلت مما مسته النار قال : " إن أطهر طعامكم لما مسته النار " .

دخوله الماء بثوب

قال ابن شهر آشوب : [ روي ] عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : دخل الحسن بن علي الفرات في بردة كانت عليه ، قال : فقلت له : لو نزعت ثوبك ، فقال لي : يا أبا عبد الرحمن إن للماء سكانا .

آداب الكفن

روى الكليني عن سهل بن زياد ، عن أيوب بن نوح عمن رواه عن أبي مريم الأنصاري ، عن أبي جعفر أن الحسن بن علي كفن أسامة بن زيد ببرد أحمر حبرة وأن عليا كفن سهل بن حنيف ببرد أحمر حبرة .

القيام عند مرور الجنازة

روى الحميري : عن الحسن بن ظريف ، عن الحسين بن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه أن الحسن بن علي كان جالسا ومعه أصحاب له فمر بجنازة فقام بعض القوم ولم يقم الحسن ، فلما مضوا بها قال بعضهم : ألا قمت عافاك الله ؟ فقد كان رسول الله يقوم للجنازة إذا مروا بها عليه ، فقال الحسن : إنما قام رسول الله مرة واحدة ، وذلك أنه مر بجنازة يهودي وقد كان المكان ضيقا فقام رسول الله وكره أن تعلو رأسه .

قال الدولابي : حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ، أخبرنا عبد الله بن وهب ، أخبرني سليمان بن بلال ، حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : كان الحسن بن علي جالسا في نفر فمر عليه بجنازة فقام الناس حين طلعت . فقال الحسن بن علي : إنه مر بجنازة يهودي ، وكان النبي على طريقها فقام حين طلعت ، كراهية أن تعلو رأسه .

قال الطبراني : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن محمد بن سيرين أن الحسن بن علي وابن عباس رضى الله عنهما كانا جالسين ، فمرت جنازة ، فقام أحدهما ولم يقم الآخر ، فقال أحدهما : ألم يقم رسول الله ؟ فقال الآخر : بلى ، ثم قعد .

وقال أيضا : حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا عارم أبو النعمان ، حدثنا حماد بن زيد عن أيوب ، عن محمد بن سيرين ، قال : مرت جنازة بابن عباس والحسن بن علي فقام الحسن وقعد ابن عباس ، فقال الحسن : أليس قد قام النبي لجنازة يهودي أو يهودية مرت به ؟ فقال ابن عباس : بلى وجلس .

باب الصلاة الصلاة خلوة بين الرب والعبد

قال الديلمي : وكان الحسن يقول : يا ابن آدم من مثلك وقد خلى ربك بينه وبينك متى شئت أن تدخل إليه توضأت وقمت بين يديه ولم يجعل بينك وبينه حجابا ولا بوابا ، تشكو إليه همومك وفاقتك وتطلب منه حوائجك وتستعينه على أمورك . وكان يقول : أهل المسجد زوار الله وحق على المزور التحفة لزائره ، وروى إن المنتخم في المسجد يجد بها خزيا في وجهه يوم القيامة ، وكان الناس في المساجد ثلاثة أصناف : صنف في الصلاة ، وصنف في تلاوة القرآن ، وصنف في تعلم العلوم ، فأصبحوا : صنف في البيع والشراء ، وصنف في غيبة الناس ، وصنف في الخصومات وأقوال الباطل . وقال : ليعلم الذي ينتخم في القبلة أنه يبعث وهي في وجهه .

وقال : يقول الله تعالى : المصلي يناجيني والمنفق يقرضني في الغنا والصائم يتقرب إلي .

وقال : إن الرجلين يكونان في صلاة واحدة وبينهما مثل ما بين السماء والأرض من فضل الثواب .

استحباب الصلاة في الثوب الجديد

قال العياشي : عن خيثمة بن أبي خيثمة قال : كان الحسن بن علي إنه كان إذا قام إلى الصلاة لبس أجود ثيابه فقيل له يا بن رسول الله لم تلبس أجود ثيابك فقال : إن الله جميل يحب الجمال فأتجمل لربي وهو يقول : ( خذوا زينتكم عند كل مسجد ) فأحب أن ألبس أجمل ثيابي .

صلاة النهار عجماء

وقال الصدوق : أخبرنا أبو الحسين محمد بن هارون الزنجاني ، قال : حدثنا على بن عبد العزيز ، عن القاسم بن سلام إنه ، قال : العجماء هي البهيمة وإنما سميت عجماء لأنها لا تتكلم وكل من لا يقدر على الكلام فهو عجم ومستعجم ومنه قول الحسن " صلاة النهار عجماء " .

 ثواب الجلوس بعد صلاة الصبح

 روى الطوسي : عن محمد بن علي بن محبوب ، عن أحمد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه عن الحسن بن على إنه ، قال : من صلى فجلس في مصلاه إلى طلوع الشمس كان له سترا من النار .

الصلاة بين يدي الطائفين

قال الطبراني : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، حدثنا مصرف بن عمرو اليامي ، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن طلحة ، عن أبيه ، عن ياسين الزيات أبي معاذ ، عن أبي عبد الله المكي ، عن عبد الله بن الحسن بن الحسن عن أبيه عن جده : إن رسول الله صلى والرجال والنساء يطوفون بين يديه بغير سترة مما يلي الحجر الأسود .

قرائته سورة إبراهيم في خطبة الجمعة

قال ابن عساكر : أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنبأنا أبو محمد العدل ، أنبأنا محمد بن العباس ، أنبأنا أبو الحسن الخشاب ، أنبأنا الحسين بن محمد ، أنبأنا محمد بن سعد ، أنبأنا الفضل ابن دكين ، أنبأنا شريك عن عاصم ، عن أبي زرين ، قال : خطبنا الحسن بن علي يوم الجمعة فقرأ [ سورة ] إبراهيم على المنبر حتى ختمها .

- قال سيد بن طاووس : ذكر صلاة لمولانا الحسن بن مولانا علي بن أبي طالب في يوم الجمعة : وهي أربع ركعات مثل صلاة أمير المؤمنين ، صلاة أخرى للحسن يوم الجمعة وهي أربع ركعات كل ركعة بالحمد مرة والإخلاص خمس وعشرون مرة .

صلاة التراويح

روى الطوسي : عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أحمد بن الحسن ، عن عمرو بن سعيد المدائني ، عن مصدق بن صدقة ، عن عمار ، عن أبي عبد الله قال : سألته عن الصلاة في رمضان في المساجد قال : لما قدم أمير المؤمنين الكوفة أمر الحسن ابن على أن ينادي في الناس لا صلاة في شهر رمضان في المساجد جماعة ، فنادى في الناس الحسن بن على بما أمره به أمير المؤمنين فلما سمع الناس مقالة الحسن بن علي صاحوا وا عمراه وا عمراه ، فلما رجع الحسن إلى أمير المؤمنين قال له : ما هذا الصوت ؟ فقال : يا أمير المؤمنين الناس يصيحون : وا عمراه وا عمراه ، فقال أمير المؤمنين : قل لهم صلوا .

ثم قال الطوسي : فكان أمير المؤمنين أيضا لما أنكر ، أنكر الاجتماع ولم ينكر نفس الصلاة ، فلما رأى أن الأمر يفسد عليه ويفتتن الناس أجاز وأمرهم بالصلاة على عادتهم فكل هذا واضح بحمد الله .

المسجد

قال الحراني : وقال من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب إحدى ثمان : آية محكمة ، وأخا مستفادا ، وعلما مستطرفا ، ورحمة منتظرة ، وكلمة تدله على الهدى أو ترده عن ردى ، وترك الذنوب حياء أو خشية .

باب الصوم فضيلة رمضان

روى الصدوق : عن علي بن الحسن بن الفرج المؤذن ( رضي الله عنه ) ، عن محمد بن الحسن الكرخي ، قال : سمعت الحسن بن علي يقول لرجل في داره : يا أبا هارون من صام عشرة أشهر رمضان متواليات دخل الجنة .

تحفة الصائم

قال الصدوق : حدثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال : حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن عبد الله بن أيوب ، عن عبد السلام الإسكافي ، عن عمير بن مأمون وكانت ابنته تحت الحسن ، عن الحسن بن علي قال : تحفة الصائم أن يدهن لحيته وتجمر ثوبه ، وتحفة المرأة الصائمة أن تمشط رأسها وتجمر ثوبها .

روى الطبرسي : عن عمير بن مأمون - وكانت ابنة عمير تحت الحسن - قال : قالت : دعا ابن الزبير الحسن إلى وليمة فنهض الحسن وكان صائما فقال له ابن الزبير : كن كما أنت حتى نتحفك بتحفة الصائم : فدهن لحيته وجمر ثيابه .

وقال الحسن : وكذلك تحفة المرأة تمشط وتجمر ثوبها .

باب الزكاة الزكاة المفروضة على الناس

قال الفتال النيسابوري : روى إن الحسن بن على سئل عن بدو الزكاة فقال : إن الله عزوجل أوحى إلى آدم أن زك عن نفسك يا آدم قال : رب وما الزكاة ؟ قال : صل لي عشر ركعات فصلى ، ثم قال : رب هذه الزكاة علي وعلى الخلق ؟ فقال الله عزوجل : هذه الزكاة عليك في الصلاة وعلى ولدك في المال من جمع من ولدك مالا .

قال القاضي النعمان : عن الحسن بن على صلوات الله عليه إنه قال : ما نقصت زكاة من مال قط .

قال اليعقوبي : وكان الحسن بن علي جوادا كريما وأشبه برسول الله خلقا وخلقا وسئل الحسن : ماذا سمعت من رسول الله ؟ فقال : سمعته يقول لرجل : دع ما يريبك ، فان الشر ريبة والخير طمأنينة . وعقلت عنه أني بينا أنا أمشي معه إلى جنب جرن الضيقة ، تناولت تمرة فأدخلتها فمي .

قال : فأدخل رسول الله إصبعه في فمي فاستخرجها ، فألقاها ، وقال : إن محمدا وآل محمد لا تحل لهم الصدقة . وعقلت عنه الصلاة الخمس .

حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، وحدثنا يوسف بن سعيد ، حدثنا حجاج بن محمد ، قال : سمعت شعبة يحدث عن بريد بن أبي مريم ، عن أبي الحوراء ، قال : قلت للحسن بن على ماذا تذكر من رسول الله ؟ قال : أذكر من رسول الله إني أخذت تمرة من تمر الصدقة ، فجعلتها في فمي ، قال : فنزعها بلعابها فجعلها في تمر الصدقة . فقيل : يا رسول الله ما كان عليك من هذه التمرة لهذا الصبي ؟ ! فقال : إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة .

قال القاضي النعمان : روينا عن الحسن بن علي إنه قال : أخذ رسول الله بيدي فمشيت معه فمررنا بتمر مصبوب من تمر الصدقة وأنا يومئذ غلام ، فجمزت وتناولت تمرة فجعلتها في في فجاء رسول الله حتى أدخل إصبعه في في فأخرجها بلعابها فرمى بها في التمر ثم قال : إنا أهل البيت ، لا تحل لنا الصدقة .

وقال أيضا : [ روى ] عن أبي جعفر محمد بن علي إنه قال : تصدق الحسين بن علي بدار فقال له الحسن بن علي : تحول عنها .

روى الكليني : عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، وابن محبوب عن يونس بن يعقوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله قال : إن ناسا بالمدينة قالوا : ليس للحسن مال فبعث الحسن إلى رجل بالمدينة فاستقرض منه ألف درهم فأرسل بها إلى المصدق وقال : هذه صدقة مالنا فقالوا : ما بعث الحسن هذه من تلقاء نفسه إلا وعنده مال .

روى أبو نعيم الإصفهاني : عن محمد بن علي قال : قال الحسن : إني لأستحي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته ، فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه .

الإهلال والتلبية في الحج

قال الطبراني : حدثنا علان بن عبد الصمد ماغمة ، حدثنا عمر بن محمد بن الحسن ، حدثني أبي ، حدثنا حماد بن شعيب ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن الحسن بن علي قال : كلا قد فعل رسول الله قد أهل حين استوت به راحلته ، وقد أهل وهو بالبيداء بالأرض قبل أن تستوي به راحلته .

الحجامة في الإحرام

 قال الصدوق : احتجم الحسن بن علي وهو محرم .

بيان : هذا الحكم جائز حال الضرورة .

باب الجهاد الحرب خدعة

قال الدولابي : حدثنا أحمد بن يحيى - أبو جعفر الأودي - حدثنا علي بن حكيم ، وحمدان بن سعيد ، قالا : حدثنا عبد الله بن بكير ، عن حكيم بن جبير ، عن سوار بن أوس ، وقال حمدان بن سعيد : عن سوار - أبي إدريس - ، عن المسيب بن نجبة ، عن الحسن بن علي بن أبي طالب : إن رسول الله سمى الحرب خدعة .

آثار التقية

عن التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري : قال الحسن بن علي : إن التقية يصلح الله بها أمة ، لصاحبها مثل ثواب أعمالهم ، وإن تركها ربما أهلك أمة ، وتاركها شريك من أهلكهم ، وإن معرفة حقوق الإخوان تحبب إلى الرحمن ، وتعظم الزلفى لدى الملك الديان ، وإن ترك قضاءها يمقت إلى الرحمن ، ويصغر الرتبة عند الكريم المنان .

باب النكاح المشورة مع البنت للزواج

قال الطبراني : حدثنا أبو مسلم الكشي ، حدثنا عبد الله بن عمرو الواقفي ، حدثنا شريك ، عن محمد بن يزيد ، عن معاوية بن حديج قال أرسلني معاوية بن أبي سفيان إلى الحسن ابن على رضي الله عنهم ، أخطب على يزيد بنتا له أو أختا له ، فأتيته فذكرت له يزيد ، فقال : إنا قوم لا تزوج نساءنا حتى نستأمرهن فأتيها ، فأتيتها فذكرت لها يزيد ، فقالت : والله لا يكون ذاك حتى يسير فينا صاحبك كما سار فرعون في بني إسرائيل ، يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم ، فرجعت إلى الحسن ، فقلت : أرسلتني إلى فلقة من الفلق تسمي أمير المؤمنين فرعون ، فقال : يا معاوية إياك وبغضنا ، فان رسول الله قال : " لا يبغضنا ولا يحسدنا أحد إلا زيد يوم القيامة بسياط من نار " .

 روى الطبرسي : من كتاب " تهذيب الأحكام " إنه جاء رجل إلى الحسن يستشيره في تزويج ابنته ؟ فقال : زوجها من رجل تقي ، فإنه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها .

باب الطلاق

روى ابن شهر آشوب : عن الحسن بن سعيد ، عن أبيه قال : كان تحت الحسن بن علي امرأتان تميمية وجعفية فطلقهما جميعا وبعثني إليهما ، وقال : أخبرهما فليعتدا وأخبرني بما تقولان ، ومتعهما العشرة الآلاف وكل واحدة منهما بكذا وكذا من العسل والسمن ، فأتيت الجعفية فقلت : إعتدي ، فتنفست الصعداء ثم قالت : متاع قليل من حبيب مفارق ، وأما التميمية فلم تدر ما " اعتدي " حتى قال لها النساء فسكتت ، فأخبرته بقول الجعفية فنكت في الأرض ثم قال : لو كنت مراجعا لامرأة لراجعتها .

قال أيضا : روى " فضائل العكبري " بالإسناد عن أبي إسحاق إن الحسن بن علي تزوج جعدة بنت الأشعث بن قيس على سنة النبي وأرسل إليها ألف دينار .

وروى " تفسير الثعلبي " و " حلية أبى نعيم " قال محمد بن سيرين : إن الحسن بن علي تزوج امرأة فبعث إليها مائة جارية مع كل جارية ألف درهم .

وقال أيضا : في الإحياء إنه خطب الحسن بن علي إلى عبد الرحمن بن الحارث بنته فأطرق عبد الرحمن ثم رفع رأسه : فقال والله ما على وجه الأرض من يمشي عليها أعز علي منك ولكنك تعلم إن أبنتي بضعة مني وأنت مطلاق فأخاف أن تطلقها وإن فعلت خشيت أن يتغير قلبي عليك لأنك بضعة من رسول الله فإن شرطت أن لا تطلقها زوجتك فسكت الحسن وقام وخرج فسمع منه يقول : ما أراد عبد الرحمن إلا أن يجعل إبنتة طوقا في عنقي .

قال ابن أبي الحديد : قال أبو جعفر محمد بن حبيب كان الحسن إذا أراد أن يطلق امرأة جلس إليها فقال : أيسرك أن أهب لك كذا وكذا فتقول له ما شئت أو نعم فيقول هو لك فإذا قام أرسل إليها بالطلاق وبما سمي لها .

ولقد تعددت القصص عن زوجات الحسن وطلاقه ! والذي يبدو أنها حيكت بعده بفترة ، وإلا فطيلة حياته لم نر معاوية ولا واحدا من زبانيته عاب الحسن بذلك ولا بكته بشيء من هذا القبيل وهو الذي كان يتسقط عثرات الحسن فلم يجد فيه ما يشينه وهو ممن أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .

باب الإرث

روى الكليني : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن حماد بن عيسى ، عن سوار ، عن الحسن قال : إن عليا لما هزم طلحة والزبير أقبل الناس منهزمين فمروا بامرأة حامل على الطريق ففزعت منهم فطرحت ما في بطنها حيا فاضطرب حتى مات ، ثم ماتت أمه من بعده فمر بها علي وأصحابه وهي مطروحة وولدها على الطريق فسألهم عن أمرها ، فقالوا له : إنها كانت حاملا ففزعت حين رأت القتال والهزيمة قال : فسألهم أيهما مات قبل صاحبه فقالوا : إن ابنها مات قبلها قال : فدعا بزوجها أبي الغلام الميت فورثه من ابنه ثلثي الدية ، وورث أمه ثلث الدية ، ثم الزوج من امرأته الميتة نصف ثلث الدية الذي ورثته من ابنها الميت وورث قرابة الميت الباقي . قال : ثم ورث الزوج أيضا من دية المرأة الميتة نصف الدية وهو ألفان وخمسمائة درهم وذلك أنه لم يكن لها ولد غير الذي رمت به حين فزعت قال : وأدى ذلك كله من بيت مال البصرة .

باب القضاء قوله في كيفية قضاء أبيه

روى عن الحسن بن علي إنه سئل فقيل له بماذا كان يحكم أمير المؤمنين ؟ قال : بكتاب الله فان لم يجد فسنة رسول الله فان لم يجد رجم فأصاب .

الحلف في القضاء

قال ابن شهر آشوب : ادعى رجل على الحسن بن علي ألف دينار كذبا ولم يكن له عليه فذهبا إلى شريح فقال للحسن : أتحلف ؟ قال : إن حلف خصمي أعطيه فقال شريح للرجل : قل بالله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة .

فقال الحسن : لا أريد مثل هذا لكن قل : بالله إن لك علي هذا ، وخذ الألف . فقال الرجل ذلك وأخذ الدنانير فلما قام خر إلى الأرض ومات ، فسئل الحسن عن ذلك ، فقال : خشيت إنه لو تكلم بالتوحيد يغفر له يمينه ببركة التوحيد ويحجب عنه عقوبة يمينه .

إخراج دية المقتول من بيت المال

روى الكليني : عن علي بن إبراهيم عن أبيه قال : أخبرني بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله قال : أتي أمير المؤمنين برجل وجد في خربة وبيده سكين ملطخ بالدم وإذا رجل مذبوح يتشحط في دمه فقال له أمير المؤمنين ما تقول ؟ قال : يا أمير المؤمنين أنا قتلته . قال : اذهبوا به فاقتلوه به فلما ذهبوا به ليقتلوه به أقبل رجل مسرعا فقال : لا تعجلوا وردوه إلى أمير المؤمنين فردوه فقال : والله يا أمير المؤمنين ما هذا صاحبه أنا قتلته فقال أمير المؤمنين للأول : ما حملك على إقرارك على نفسك ولم تفعل ؟ فقال : يا أمير المؤمنين وما كنت أستطيع أن أقول وقد شهد علي أمثال هؤلاء الرجال وأخذوني وبيدي سكين ملطخ بالدم والرجل يتشحط في دمه وأنا قائم عليه وخفت الضرب فأقررت وأنا رجل كنت ذبحت بجنب هذه الخربة شاة وأخذني البول فدخلت الخربة فرأيت الرجل يتشحط في دمه فقمت متعجبا فدخل علي هؤلاء فأخذوني فقال أمير المؤمنين : خذوا هذين فاذهبوا بهما إلى الحسن وقصوا عليه قصتهما وقولوا له : ما الحكم فيهما ، فذهبوا إلى الحسن وقصوا عليه قصتهما .

فقال الحسن : قولوا لأمير المؤمنين إن هذا إن كان ذبح ذلك فقد أحيا هذا وقد قال الله عزوجل : ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) يخلي عنهما وتخرج دية المذبوح من بيت المال .

الحدود لا ترد

روى ابن شهر آشوب : وأخذ [ علي ] رجلا من بني أسد في حد فاجتمع قومه ليكلموا فيه وطلبوا إلى الحسن أن يصحبهم فقال : ائتوه وهو أعلى بكم عينا فدخلوا عليه وسألوه فقال : لا تسألوني شيئا أملك إلا أعطيتكم فخرجوا يرون أنهم قد أنجحوا فسألهم الحسن فقالوا : أتينا خير مأتي وحكوا له قوله فقال : ما كنتم فاعلين إذا جلد صاحبكم فاصغوه فأخرجه علي فحده ثم قال هذا والله لست أملكه .

حكمه في القذف

روى الكليني : عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس ، عن بعض أصحابه رفعه قال : كان على عهد أمير المؤمنين رجلان متواخيان في الله عزوجل فمات أحدهما وأوصى إلى الأخر في حفظ بنية كانت له ، فحفظها الرجل وأنزلها منزلة ولده في اللطف والإكرام والتعاهد ثم حضره سفر فخرج وأوصى امرأته في الصبية فأطال السفر حتى إذا أدركت الصبية وكان لها جمال وكان الرجل يكتب في حفظها والتعاهد لها فلما رأت ذلك امرأته خافت أن يقدم فيراها قد بلغت مبلغ النساء فيعجبه جمالها فيتزوجها فعمدت إليها هي ونسوة معها قد كانت أعدتهن فأمسكنها لها ، ثم افترعتها بإصبعها فلما قدم الرجل من سفره وصار في منزله دعا الجارية فأبت أن تجيبه استحياء مما صارت إليه فألح عليها بالدعاء ، كل ذلك تأبى أن تجيبه فلما أكثر عليها قالت له امرأته : دعها فإنها تستحي أن تأتيك من ذنب كانت فعلته قال لها : وما هو ؟ قالت : كذا وكذا ورمتها بالفجور فاسترجع الرجل ثم قام إلى الجارية فوبخها وقال لها : ويحك أما علمت ما كنت أصنع بك من الألطاف والله ما كنت أعدك إلا لبعض ولدي أو إخواني وإن كنت لابنتي فما دعاك إلى ما صنعت فقالت الجارية : أما إذا قيل لك ما قيل فوالله ما فعلت الذي رمتني به امرأتك ولقد كذبت علي وإن القصة لكذا وكذا ، وصفت له ما صنعت بها امرأته قال : فأخذ الرجل بيد امرأته ويد الجارية فمضى بهما حتى أجلسهما بين يدي أمير المؤمنين وأخبره بالقصة كلها وأقرت المرأة بذلك قال : وكان الحسن بين يدي أبيه قال له أمير المؤمنين : اقض فيها ، فقال الحسن : نعم على المرأة الحد لقذفها الجارية وعليها القيمة لافتراعها إياها .

قال فقال أمير المؤمنين : صدقت ثم قال : أما لو كلف الجمل الطحن لفعل .

حد المساحقة

روى الكليني : عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عمرو بن عثمان ، عن أبيه جميعا عن هارون بن الجهم ، عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر وأبا عبد الله يقولان : بينا الحسن بن علي في مجلس أمير المؤمنين إذ أقبل قوم فقالوا : يا أبا محمد أردنا أمير المؤمنين ، قال : وما حاجتكم ؟ قالوا : أردنا أن نسأله عن مسألة قال : وما هي تخبرونا بها ؟ فقالوا : امرأة جامعها زوجها فلما قام عنها قامت بحموتها فوقعت على جارية بكر فساحقتها فألقت النطفة فيها فحملت فما تقول في هذا ؟ فقال الحسن : معظلة وأبو الحسن لها وأقول فإن أصبت فمن الله ثم من أمير المؤمنين وإن أخطات فمن نفسي فأرجو أن لا أخطىء إن شاء الله يعمد إلى المرأة فيؤخذ منها مهر الجارية البكر في أول وهلة لان الولد لا يخرج حتى تشق فتذهب عذرتها ثم ترجم المرأة لأنها محصنة ثم ينتظر بالجارية حتى تضع ما في بطنها ويرد الولد إلى أبيه صاحب النطفة ثم تجلد الجارية الحد . قال : فأنصرف القوم من عند الحسن فلقوا أمير المؤمنين فقال : ما قلتم لأبي محمد وما قال لكم فأخبروه فقال : لو إنني المسؤول ما كان عندي فيها أكثر مما قال ابني .

دين العبد

قال الشيخ الطوسي : روى محمد بن علي بن محبوب ، عن علي بن محمد بن يحيى ، عن الحسن بن علي ، عن أبي إسحاق ، عن فيض ، عن أشعث ، عن الحسن في الرجل يموت وعليه دين وقد أذن لعبده في التجارة وعلى العبد دين قال : يبدأ بدين السيد .

الأطعمة والأشربة

روى البرقي : عن بعض أصحابنا ، رفعه إلى الحسن بن علي قال : إثنا عشر خصلة ينبغي للرجل أن يتعلمها على الطعام : أربعة منها فريضة ، وأربعة منها سنة ، وأربعة منها أدب . فأما الفريضة : فالمعرفة ، والتسمية ، والشكر ، والرضا .

وأما السنة : فالجلوس على الرجل اليسرى ، والأكل بثلاث أصابع ، والأكل مما يليه ، ومص الأصابع . وأما الأدب : فغسل اليدين ، وتصغير اللقمة ، والمضغ الشديد ، وقلة النظر في وجوه القوم .

 قال الطبراني : حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا سفيان ، عن جحش ، عن معاوية بن قرة ، عن الحسن بن علي أنه سئل عن الجبن فقال : ضع السكين ، وسم وكل .

روى ابن كثير : عن هشيم ، عن منصور ، عن ابن سيرين قال : كان الحسن بن علي لا يدعو إلى طعامه أحدا يقول : هو أهون من أن يدعى إليه أحد .

قال أبو نعيم الإصفهاني : حدثنا محمد بن إبراهيم ، حدثنا الحسين بن حماد ، حدثنا سليمان بن سيف ، حدثنا سلم بن إبراهيم ، حدثنا قرة بن خالد قال : أكلت في بيت محمد بن سيرين طعاما ، فلما أن شبعت أخذت المنديل ورفعت يدي .

فقال محمد : إن الحسن بن علي قال : إن الطعام أهون من أن يقسم فيه .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>