كلماته في أهل البيت وشيعتهم

قال فرات الكوفي : حدثني علي بن الحسين : عن الأصبغ بن نباتة ! قال : كتب عبد الله بن جندب إلى علي بن أبي طالب : جعلت فداك إني [ ب : إن ] في ضعف فقوني : قال : فأمر علي الحسن ابنه أن اكتب إليه كتابا قال : فكتب الحسن : إن محمدا كان أمين الله في أرضه فلما أن قبض محمد وكنا أهل بيته فنحن أمناء الله في أرضه ، عندنا علم المنايا والبلايا ، وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق ، وإن شيعتنا لمعروفون بأسمائهم وأنسابهم ، أخذ الله الميثاق علينا وعليهم يردون مواردنا ويدخلون مداخلنا ، ليس على ملة أبينا إبراهيم غيرنا وغيرهم ، إنا يوم القيامة آخذين بحجزة نبينا وإن نبينا آخذ بحجزة  النور ، وإن شيعتنا آخذين بحجزتنا .

من فارقنا هلك ومن اتبعنا لحق بنا ، والتارك لولايتنا كافر والمتبع لولايتنا مؤمن ، لا يحبنا كافر ولا يبغضنا مؤمن ، ومن مات وهو محبنا كان حقا على الله أن يبعثه معنا .

نحن نور لمن تبعنا وهدى لمن اقتدى بنا ومن رغب عنا فليس منا ، ومن لم يكن منا فليس من الإسلام في شيء . بنا فتح الله الدين وبنا يختمه وبنا أطعمكم الله عشب الأرض وبنا من الله عليكم من الغرق وبنا ينقذكم الله في حياتكم وفي قبوركم وفي محشركم وعند الصراط والميزان وعند ورود الجنان .

وإن مثلنا في كتاب الله كمثل المشكاة والمشكاة هي القنديل وفينا المصباح والمصباح محمد وأهل بيته والمصباح في زجاجة ( الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة ) علي بن أبي طالب .

( لا شرقية ولا غربية ) معروفة لا يهودية ولا نصرانية ( يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ) .

وحقيق على الله أن يأتي ولينا يوم القيامة مشرقا وجهه نيرا برهانه عظيمة عند الله حجته .

وحقيق على الله أن يجعل ولينا رفيق الأنبياء والشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا .

وحقيق على الله أن يجعل عدونا والجاحد لولايتنا رفيق الشياطين والكافرين وبئس أولئك رفيقا .

ولشهيدنا فضل على شهداء غيرنا بعشر درجات ولشهيد شعيتنا فضل على شهيد غير شيعتنا بسبع درجات .

فنحن النجباء ، ونحن أفراط الأنبياء ونحن خلفاء الأرض ، ونحن المخصوصون في كتاب الله ، ونحن أولى الناس بنبي الله ، ونحن الذين شرع الله لنا الدين فقال في كتابه : ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) وكونوا على جماعة محمد ( كبر على المشركين ) .

إطاعة أهل البيت

قال المسعودي : ومن خطب الحسن ( رضي الله عنه ) في أيامه في بعض مقاماته إنه قال : نحن حزب الله المفلحون وعترة رسول الله الأقربون ، وأهل بيته الطاهرون الطيبون ، وأحد الثقلين اللذين خلفهما رسول الله ، والثاني كتاب الله ، فيه تفصيل كل شيء ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه ، والمعول عليه في كل شيء ، لا يخطئنا تأويله ، بل نتيقن حقائقه ، فأطيعونا ؛ فإن طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة الله والرسول وأولي الأمر مقرونة ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) .

( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) وأحذركم الإصغاء لهتاف الشيطان إنه لكم عدو مبين ؛ فتكونون كأوليائه الذين قال لهم : ( لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون ) فتلقون للرماح أزرا ، وللسيوف جزرا ، وللعمد خطأ ، وللسهام غرضا ثم لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ، والله أعلم .

الأبرار هم أهل البيت

روى ابن شهر آشوب : عن الشيرازي في كتابه بالإسناد عن الهذيل ، عن مقاتل ، عن محمد بن الحنفية ، عن الحسن بن علي ، قال : كل ما في كتاب الله عزوجل : إن الأبرار فوالله ما أراد به إلا على بن أبي طالب وفاطمة وأنا والحسين ، لأنا نحن أبرار بآبائنا وأمهاتنا ، وقلوبنا علت بالطاعات والبر وتبرأت من الدنيا وحبها وأطعنا الله في جميع فرائضه ، وآمنا بوحدانيته وصدقنا برسوله .

قال الطوسي : [ روي ] عن الحسن بن علي إنه قال : سمعت جدي رسول الله يقول : خلقت من نور الله عزوجل وخلق أهل بيتي من نوري ، وخلق محبوهم من نورهم وسائر الخلق في النار .

أهل البيت هم الحجة

قال الخزاز القمي : حدثني علي بن الحسين بن محمد ، قال حدثنا عتبة بن عبد الله الحمصي بمكة قراءة عليه سنة ثمانين وثلاثمائة [ قال حدثنا موسى القطقطاني ، قال حدثنا أحمد ابن يوسف ] قال حدثنا حسين بن زيد بن علي ، قال حدثنا عبد الله بن حسين بن حسن ، عن أبيه ، عن الحسن قال : خطب رسول الله يوما فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه : معاشر الناس كأني أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن نتضلوا ، فتعلموا منهم ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، لا يخلو الأرض منهم ، ولو خلت إذا لساخت بأهلها . ثم قال : اللهم إني أعلم أن العلم لا يبيد ولا ينقطع ، وأنك لا تخلي أرضك من حجة لك على خلقك ظاهر ليس بالمطاع أو خائف مغمور لكيلا تبطل حجتك ولا تضل أولياؤك بعد إذ هديتهم ، أولئك الأقلون عددا الأعظمون قدرا عند الله .

فلما نزل عن منبره قلت : يا رسول الله أما أنت الحجة على الخلق كلهم ؟ قال : يا حسن إن الله يقول : ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) فأنا المنذر وعلي الهادي .

قلت : يا رسول الله فقولك إن الأرض لا تخلو من حجة ؟ قال : نعم علي هو الإمام والحجة بعدي وأنت الحجة والإمام بعده والحسين الإمام والحجة بعدك و . . .  .

حب أهل البيت  

قال المفيد : أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن حمزة قال : حدثنا أحمد بن عبد الله ، جده أحمد بن عبد الله قال : حدثني أبي ، عن داود بن النعمان ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن الحسن بن علي انه قال : من أحبنا بقلبه ونصرنا بيده ولسانه فهو معنا في الغرفة التي نحن فيها ، ومن أحبنا بقلبه ونصرنا بلسانه فهو دون ذلك بدرجة ، ومن أحبنا بقلبه وكف بيده ولسانه فهو في الجنة .

منزلة أهل البيت

قال ابن شهر آشوب : [ روي ] عن ابن سنان عن رجل من أهل الكوفة إن الحسن بن علي كلم رجلا فقال : من أي بلد أنت ؟ قال : من الكوفة . قال : لو كنت بالمدينة لأريتك منازل جبرئيل ( عليه السلام ) من ديارنا .

غصب حق أهل البيت

قال المفيد : أخبرني أبو حفص عمر بن محمد قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد قال : حدثنا عيسى بن مهران قال : حدثنا مخول قال : حدثنا الربيع بن المنذر ، عن أبيه قال : سمعت الحسن بن علي يقول : إن أبا بكر وعمر عمدا إلى هذا الأمر وهو لنا كله ، فأخذاه دوننا وجعلا لنا فيه سهما كسهم الجدة ، أما والله لتهمنهما ( 1 ) أنفسهما يوم يطلب الناس فيه شفاعتنا .

لزوم المعرفة بما أصاب أهل البيت

قال الخوارزمي : ( وقال ) الحسن : من لم يعرف سوء ما أتينا كان شريك من أساء إلينا .

كفالة يتيم من أهل البيت

قال ابن أبي جمهور : قال الشيخ أبو الفضائل الطبرسي المفسر بإسناده حدثني السيد أبو جعفر مهدي ابن أبي حرب الحسني المرعشي ، عن الشيخ أبو عبد الله جعفر بن محمد الدوريسي ، قال : حدثني أبي محمد بن أحمد ، عن الشيخ أبو جعفر ، محمد بن علي ابن الحسين بن بابويه ، عن أبي الحسن محمد بن القاسم الأسترآبادي ، قال : حدثني أبو يعقوب يونس بن محمد بن زياد ، وأبو الحسن علي بن محمد بن سيار ، عن الإمام الحسن العسكري قال : قال الحسن بن علي : من كفل لنا يتيما ، قطعته عنا محنتنا باستتارنا ، فواساه من علومنا التي سقطت إليه .

حتى أرشده وهداه ، قال الله عزوجل : يا أيها العبد الكريم المواسي أنا أولى بالكرم منك ، إجعلوا له ملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر ، وضموا إليها ما يليق بها من سائر النعم .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>