الإمام الحسن في الأخلاق

الخلق الحسن

روى الصدوق : عن أبي الحسن علي بن عبد الله الأسواري ، عن أحمد بن محمد بن قيس ، عن عبد العزيز بن علي السرخسي ، عن أحمد بن عمران البغدادي قال : حدثنا أبو الحسن قال : حدثنا أبو الحسن قال : حدثنا أبو الحسن قال : حدثنا الحسن ، عن الحسن بن أبي الحسن البصري ، عن الحسن : أن أحسن الحسن الخلق الحسن .

ثم قال الصدوق : فأما أبو الحسن الأول : فمحمد بن عبد الرحيم التستري .

وأما أبو الحسن الثاني : فعلي بن أحمد البصري التمار .

وأما أبو الحسن الثالث : فعلي بن محمد الواقدي .

وأما الحسن الأول : فالحسن بن عرفة العبدي .

وأما الحسن الثاني : فالحسن بن أبي الحسن البصري .

وأما الحسن الثالث : فالحسن بن علي بن أبي طالب .

قال ابن عساكر : أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا محمد بن علي بن الحسين بن سكينة ، أنبأنا محمد بن فارس بن محمد الغوري ، أنبأنا محمد بن جعفر بن أحمد العسكري ، أنبأنا عبد الله بن محمد القرشي ، أنبأنا يوسف بن موسى ، أنبأنا أبو عثمان ، عن سهل ابن شعيب : عن قنان النهمي ، عن جعيد بن همدان أن الحسن بن علي قال له : يا جعيد بن همدان إن الناس أربعة : فمنهم من له خلاق وليس له خلق ، ومنهم من له خلق وليس له خلاق ، ومنهم من ليس له خلق ولا خلاق - فذاك أشر الناس - ومنهم من له خلق وخلاق فذاك أفضل الناس .

أخلاق المؤمنين

قال السبزواري : قال الحسن بن علي : إن من أخلاق المؤمنين : قوة في دين ، وكرما في لين ، وحزما في علم وعلما في حلم ، وتوسعة في نفقة ، وقصدا في عبادة ، وتحرجا في طمع ، وبرا في استقامة ، لا يحيف على من يبغض ولا يأثم فيمن يحب ، ولا يدعى ما ليس له ولا يجحد حقا هو عليه ، ولا يهمز ولا يلمز ولا يبغي ، متخشع في الصلاة ، متوسع في الزكاة ، شكور في الرخاء ، صابر عند البلاء ، قانع بالذي له ، لا يطمح به الغيظ ولا يجمح به الشح ، يخالط الناس ليعلم ويسكت ليسلم ، يصبر إن بغي عليه ليكون إلهه الذي يجزيه ينتقم له .

صفات المتقين

روى الكليني : عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي ، عن بعض أصحابه من العراقيين رفعه قال : خطب الناس الحسن بن علي فقال : أيها الناس أنا أخبركم عن أخ لي كان من أعظم الناس في عيني ، وكان رأس ما عظم به في عيني صغر الدنيا في عينه ، كان خارجا من سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد ولا يكثر إذا وجد ، كان خارجا من سلطان فرجه فلا يستخف له عقله ولا رأيه ، كان خارجا من سلطان الجهالة فلا يمد يده إلا على ثقة لمنفعة ، كان لا يتشهى ولا يتسخط ولا يتبرم ، كان أكثر دهره صماتا فإذا قال بذ القائلين ، كان لا يدخل في مراء ولا يشارك في دعوى ولا يدلي بحجة حتى يرى قاضيا ، وكان لا يغفل عن إخوانه ولا يخص نفسه بشيء دونهم ، كان ضعيفا مستضعفا فإذا جاء الجد كان ليثا عاديا ، كان لا يلوم أحدا فيما يقع العذر في مثله حتى يرى اعتذارا ، كان يفعل ما يقول ويفعل ما لا يقول ، كان إذا ابتزه أمران لا يدرى أيهما أفضل نظر إلى أقربهما إلى الهوى فخالفه ، كان لا يشكو وجعا إلا عند من يرجو عنده البرء ولا يستشير إلا من يرجو عنده النصيحة ، كان لا يتبرم ولا يتسخط ولا يتشكى ولا يتشهى ولا ينتقم ولا يغفل عن العدو ، فعليكم بمثل هذه الأخلاق الكريمة إن أطقتموها فإن لم تطيقوها كلها فأخذ القليل خير من ترك الكثير ولا حول ولا قوة إلا بالله  .

قال الإربلي : ومن كلامه : يا بن آدم عف عن محارم الله تكن عابدا ، وارض بما قسم الله سبحانه تكن غنيا ، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما ، وصاحب الناس بمثل ما تحب أن يصاحبوك به تكن عدلا ، إنه كان بين أيديكم أقوام يجمعون كثيرا ويبنون مشيدا ويأملون بعيدا ، أصبح جمعهم بوارا وعملهم غرورا ومساكنهم قبورا .

يا بن آدم إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك فخذ مما في يديك لما بين يديك فإن المؤمن يتزود والكافر يتمتع وكان يتلو بعد هذه الموعظة ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) .

قال الراوندي : قال الحسن بن على : عجب لمن يتفكر في مأكوله كيف لا يتفكر في معقوله فيجنب بطنه ما يؤذيه ويودع صدره ما يرديه  .

أهمية التفكر

قال الديلمي : قال الحسن بن علي : المصائب مفاتيح الأجر .

وقال : تجهل النعم ما أقامت فإذا ولت عرفت .

وقال : عليكم بالفكر فإنه حياة قلب البصير ، ومفاتيح أبواب الحكمة .

وقال : أوسع ما يكون الكريم بالمغفرة إذا ضاقت بالمذنب المعذرة .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>