خطبته في بداية خلافة أبيه

قال الصدوق : حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان وعلي بن أحمد بن موسى الدقاق ومحمد بن أحمد السنائي ، قالوا : حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، قال : حدثنا محمد بن العباس ، قال : حدثني محمد بن أبي السري ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، عن سعد بن طريف الكناني ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : لما جلس علي في الخلافة وبايعه الناس خرج إلى المسجد متعمما بعمامة رسول الله لابسا بردة رسول الله متنعلا نعل رسول الله متقلدا سيف رسول الله فصعد المنبر فجلس عليه متحنكا ثم شبك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه ثم قال : يا معشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني هذا سفط العلم هذا لعاب رسول الله هذا ما زقني رسول الله زقا زقا ، سلوني فإن عندي علم الأولين والآخرين . . . . فلم يقم إليه أحد فحمد الله واثنى عليه وصلى على نبيه ، ثم قال للحسن : يا حسن قم فاصعد المنبر فتكلم بكلام لا يجهلك قريش من بعدي فيقولون إن الحسن لا يحسن شيئا قال الحسن : يا أبه كيف أصعد وأتكلم وأنت في الناس تسمع وترى ، قال له بأبي وأمي أواري نفسي عنك وأسمع وأرى ولا تراني .

فصعد الحسن المنبر فحمد الله بمحامد بليغة شريفة وصلى على النبي وآله صلاة موجزة ثم قال : أيها الناس سمعت جدي رسول الله يقول أنا مدينة العلم وعلي بابها ، وهل تدخل المدينة إلا من بابها ثم نزل ، فوثب إليه علي فتحمله وضمه إلى صدره ثم قال للحسين يا بني قم فاصعد فتكلم بكلام لا يجهلك قريش من بعدي ، فيقولون إن الحسين بن علي لا يبصر شيئا وليكن كلامك تبعا لكلام أخيك ، فصعد الحسين فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه وآله صلاة موجزة ، ثم قال : معاشر الناس سمعت رسول الله وهو يقول : إن عليا مدينة هدى فمن دخلها نجى ومن تخلف عنها هلك ، فوثب إليه علي فضمه إلى صدره وقبله .

ثم قال : معاشر الناس اشهدوا إنهما فرخا رسول الله وهو سائلكم عنهما .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>