استنفاره الناس إلى صفين

روى ابن أبي الحديد : قال نصر : خطب علي في الجهاد واستنفار الناس إلى الصفين ، ثم قام ابنه الحسن بن علي ، فقال : الحمد لله لا إله غيره ولا شريك له . ثم قال : إن مما عظم الله عليكم من حقه ، وأسبغ عليكم من نعمه ما لا يحصي ذكره ؛ ولا يؤدي شكره ، ولا يبلغه قول ولا صفة ؛ ونحن إنما غضبنا لله ولكم ؛ إنه لم يجتمع قوم قط على أمر واحد إلا إشتد أمرهم ، واستحكمت عقدتهم . فاحتشدوا في قتال عدوكم معاوية وجنوده ، ولا تخاذلوا ، فإن الخذلان يقطع نياط القلوب ؛ وإن الاقدام على الأسنة نخوة وعصمة ، لم يتمنع [ يمتنع ] قوم قط إلا رفع الله عنهم العلة ، وكفاهم جوائح الذلة ، وهداهم إلى معالم الملة ، ثم أنشد : والصلح تأخذ منه ما رضيت به * والحرب يكفيك من أنفاسها جرع  دوره في صفين .

- روى الطبرسي : إن أمير المؤمنين يطوف بين الصفين بصفين في غلالة قال له الحسن ابنه : ما هذا زي الحرب ، فقال : يا بني إن أباك لا يبالي وقع على الموت أو وقع الموت عليه .

- قال الإربلي : وكان لعثمان مولى اسمه أحمر فخرج يطلب البراز فخرج إليه كيسان مولى علي فحمل عليه فقتله ، فقال علي : قتلني الله إن لم أقتلك ، ثم حمل عليه فاستقبله بالسيف فاتقى علي ضربته بالحجفة ، ثم قبض ثوبه وأقلعه من سرجه وضرب به الأرض فكسر منكبيه وعضديه ، ودنا منه أهل الشام فما زاده قربهم اسراعا فقال له ابنه الحسن : ما ضرك لو سعيت حتى تنتهي إلى أصحابك ؟ فقال : يا بني إن لأبيك يوما لن يعدوه ولا يبطئ به عنه السعي ، ولا يعجل به إليه المشي وإن أباك والله لا يبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه .

- قال الخوارزمي : في واقعة صفين : وقتل الأشتر من [ قوم ] عك خلقا كثيرا ، وفقد أهل العراق أمير المؤمنين وساءت الظنون وقالوا : لعله قتل ، فعلا البكاء والنحيب ، ونهاهم الحسن من ذلك وقال : إن علمت الأعداء ذلك منكم ، اجترؤا عليكم وأن أمير المؤمنين أخبرني بأن قتله يكون بالكوفة ، وكانوا على ذلك إذ أتاهم شيخ يبكي وقال : قتل أمير المؤمنين وقد رأيته صريعا بين القتلى ، فكثر البكاء والإنتحاب ، فقال الحسن : يا قوم هذا الشيخ يكذب فلا تصدقوه وإن أمير المؤمنين قال : يقتلني رجل من مراد في كوفتكم هذه .

- قال ابن سعد : أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني عمر بن محمد بن عمر ، عن عبد الله بن محمد ابن عقيل ، عن سعد أبي الحسن مولى الحسن بن علي قال : خرجت مع الحسن بن علي ليلة بصفين في خمسين رجلا من همدان يريد أن يأتي عليا ، وكان يومنا يوما قد عظم فيه الشر بين الفريقين ، فمررنا برجل أعور من همدان يدعى مذكورا قد شد مقود فرسه برجل رجل مقتول فوقف الحسن بن علي على الرجل فسلم ثم قال : من أنت ؟ فقال : رجل من همدان ، فقال له الحسن : ما تصنع ها هنا ؟ فقال : أضللت أصحابي في هذا المكان في أول الليل فأنا أنتظر رجعتهم . قال : ما هذا القتيل ؟ قال : لا أدري غير أنه كان شديدا علينا يكشفنا كشفا شديدا وبين ذلك يقول أنا الطيب بن الطيب ، وإذا ضرب قال : أنا ابن الفاروق ، فقتله الله بيدي . فنزل الحسن إليه فإذا عبيد الله بن عمر وإذا سلاحه بين يدي الرجل فأتى به عليا فنفله على سلبه وقومه أربعة آلاف .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>