كلامه  مع الملائكة والجن

المجلسي نقل عن ، محمد بن أبي طالب أنه قال : قال شيخنا المفيد : بإسناده إلى أبي عبد الله قال : لما سار أبو عبد الله الحسين من المدينة لقيه أفواج من الملائكة المسومة في أيديهم الحراب ، على نجب من نجب الجنة ، فسلموا عليه وقالوا : يا حجة الله على خلقه بعد جده وأبيه وأخيه ! إن الله سبحانه أمد جدك بنا في مواطن كثيرة ، وإن الله أمدك بنا . فقال لهم : الموعد حفرتي وبقعتي التي أستشهد فيها وهي كربلاء ، فإذا وردتها فأتوني ! فقالوا : يا حجة الله ! مرنا نسمع ونطع ، فهل تخشى من عدو يلقاك فنكون معك ؟ فقال : لا سبيل لهم على ولا يلقوني بكريهة أو أصل إلى بقعتي .

وعنه : وأتته أفواج مسلمي الجن ، فقالوا : يا سيدنا نحن شيعتك وأنصارك ، فمرنا بأمرك وما تشاء ، فلو أمرتنا بقتل كل عدو لك وأنت بمكانك لكفيناك ذلك ، فجزاهم الحسين خيرا ، وقال لهم : أو ما قرأتم كتاب الله المنزل على جدي رسول الله : ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) ، وقال سبحانه وتعالى : ( لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ) ، وإذا أقمت بمكاني فبماذا يبتلى هذا الخلق المتعوس ؟ وبماذا يختبرون ؟ ومن ذا يكون ساكن حفرتي بكربلاء ؟ وقد اختارها الله تعالى يوم دحا الأرض ، وجعلها معقلا لشيعتنا ، ويكون لهم أمانا في الدنيا والآخرة ، ولكن تحضرون يوم السبت ، وهو يوم عاشوراء ، الذي في آخره أقتل ، ولا يبقي بعدي مطلوب من أهلي ونسبي وإخوتي وأهل بيتي ، ويسار برأسي إلى يزيد لعنه الله .

فقالت الجن : نحن والله ! يا حبيب الله وابن حبيبه ! لولا أن أمرك طاعة وأنه لا يجوز لنا مخالفتك ، قتلنا جميع أعدائك قبل أن يصلوا إليك . فقال صلوات الله عليه لهم : نحن والله ! أقدر عليهم منكم ، ولكن ( ليهلك من هلك عنم بينة ويحيى من حي عنم بينة ) .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>