أخذ البيعة من أمير المؤمنين

وعنه : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدثني أبو علي أحمد بن علي ابن مهدي بن صدقة البرقي أملاه علي إملاء من كتابه ، قال : حدثنا أبي قال : حدثنا الرضا أبو الحسن علي بن موسى قال : حدثني أبي موسى بن جعفر قال : حدثني أبي جعفر بن محمد قال : حدثني أبي محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن الحسين قال : حدثني أبي الحسين بن علي قال : لما أتى أبو بكر وعمر إلى منزل أمير المؤمنين وخاطباه في البيعة وخرجا من عنده ، خرج أمير المؤمنين إلى المسجد ، فحمد الله وأثنى عليه بما اصطنع عندهم أهل البيت ، إذ بعث فيهم رسولا منهم ، وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .

ثم قال : إن فلانا وفلانا أتياني وطالباني بالبيعة لمن سبيله أن يبايعني ، أنا ابن عم النبي ، وأبو ابنيه ، والصديق الأكبر ، وأخو رسول الله ، لا يقولها أحد غيري إلا كاذب ، وأسلمت وصليت ، وأنا وصيه وزوج ابنته سيدة نساء العالمين فاطمة بنت محمد ، وأبو حسن وحسين سبطي رسول الله ، ونحن أهل بيت الرحمة ، بنا هداكم الله ، وبنا استنقذكم من الضلالة ، وأنا صاحب يوم الدوح ، وفي نزلت سورة من القرآن ، وأنا الوصي على الأموات من أهل بيته ، وأنا بقيته على الأحياء من أمته ، فاتقوا الله يثبت أقدامكم ، ويتم نعمته عليكم .

ثم رجع إلى بيته .

سليم بن قيس : روى ابن أبي عياش ، عن سليم بن قيس ، قال : كنت عند عبد الله بن عباس في بيته ، ومعنا جماعة من شيعة علي ، فحدثنا فكان فيما حدثنا أن قال : يا إخوتي ! توفي رسول الله يوم توفي فلم يوضع في حفرته حتى نكث الناس وارتدوا وأجمعوا على الخلاف ، واشتغل علي بن أبي طالب برسول الله حتى فرغ من غسله وتكفينه وتحنيطه ووضعه في حفرته ، ثم أقبل على تأليف القرآن ، وشغل عنهم بوصية من رسول الله ، ولم يكن همته الملك ، لما كان رسول الله أخبره عن القوم ، فلما افتتن الناس بالذي افتتنوا به من الرجلين ، فلم يبق إلا علي وبنو هاشم وأبو ذر والمقداد وسلمان في أناس معهم يسير ، قال عمر لأبي بكر : يا هذا ! إن الناس أجمعين قد بايعوك ما خلا هذا الرجل وأهل بيته وهؤلاء النفر ، فابعث إليه ، فبعث إليه ابن عم لعمر يقال له : قنفذ . . . إلى أن قال : فانتهوا بعلي إلى أبي بكر ملببا . . . فقال عمر لأبي بكر وهو جالس فوق المنبر : ما يجلسك فوق المنبر وهذا جالس محارب لا يقوم فيبايعك ؟ أو تأمر به فتضرب عنقه ! ! والحسن والحسين قائمان على رأس علي ، فلما سمعا مقالة عمر بكيا ورفعا أصواتهما : يا جداه ! يا رسول الله ! فضمهما علي إلى صدره وقال : لا تبكيا ، فوالله لا يقدران على قتل أبيكما ، هما أذل وأدحر من ذلك ! وأقبلت أم أيمن النوبية حاضنة رسول الله وأم سلمة ، فقالتا : يا عتيق ! ما أسرع ما أبديتم حسدكم لآل محمد ! ! فأمر بهما عمر أن تخرجا من المسجد ، وقال : ما لنا وللنساء ! ؟ ثم قال : يا علي ! قم بايع ، فقال علي : إن لم أفعل ؟ قال : إذا والله ! نضرب عنقك ! قال : كذبت والله يا بن صهاك ! لا تقدر على ذلك ، أنت ألأم وأضعف من ذلك .

فوثب خالد بن الوليد واخترط سيفه وقال : والله ! إن لم تفعل لأقتلنك ! فقام إليه علي وأخذ بمجامع ثوبه ، ثم دفعه حتى ألقاه على قفاه ! ووقع السيف من يده ! فقال عمر : قم يا علي بن أبي طالب فبايع .

قال : فإن لم أفعل ، قال : إذن والله ! نقتلك ! واحتج عليهم علي ثلاث مرات ، ثم مد يده من غير أن يفتح كفه ، فضرب عليها أبو بكر ورضي بذلك ، ثم توجه إلى منزله وتبعه الناس .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>