مع أعدائه صلوات الله عليه

الحميري : عن ابن ظريف ، عن ابن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه قال : إن الحسن والحسين كانا يغمزان معاوية ، ويقولان فيه ، ويقبلان جوائزه .

- الطوسي بسنده عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن أبان ، عن يحيى بن أبي العلاء ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه : إن الحسن والحسين كانا يقبلان جوائز معاوية .

- القاضي النعمان : وعن أبي جعفر : أنه سئل عن جوائز المتغلبين ، فقال : قد كان الحسن والحسين يقبلان جوائز المتغلبين مثل معاوية ، لأنهما كانا أهلا لما يصل إليهما من ذلك ، وما في أيدي المتغلبين عليهم حرام ، وهو للناس واسع إذا وصل إليهم في خير وأخذوه من حقه . قال جعفر بن محمد : وجوائزهم لمن يخدمهم في معصية الله حرام عليهم وسحت .

- الطبري : عن حميد بن المثنى ، عن عيينة بن مصعب ، عن أبي عبد الله قال : قال الحسن لأخيه الحسين ذات يوم ، وبحضرتهما عبد الله بن جعفر : إن هذا الطاغية باعث إليكم بجوائزكم في رأس الهلال فقال الحسين : فما أنتم صانعون به ؟ إن علي دينا وأنا به مغموم ، فان آتاني الله به قضيت ديني .

فلما كان رأس الهلال وأتاهم المال ، فبعث إلى الحسن بألف ألف درهم ، وبعث إلى الحسين بتسعمائة ألف درهم ، وبعث إلى عبد الله بخمسمائة ألف درهم . فقال عبد الله : ما يقع هذا من ديني ، ولا فيه قضاء ، ولا ما أريد .

فأما الحسن فأخذها وقضى دينه . وأما الحسين فأخذها وقضى دينه ، وقسم ثلث ما بقي في أهل بيته ومواليه .

وأما عبد الله فقضى دينه وفضل عشرة آلاف درهم ، فدفعها إلى الرسول الذي جاء بالمال ، فسأل معاوية رسوله ما فعل القوم بالمال ؟ فأخبره بما صنعوا بأموالهم .

- ابن كثير : أنه لما استقرت الخلافة لمعاوية كان الحسين يتردد إليه مع أخيه الحسن ، فيكرمهما معاوية إكراما زائدا ، ويقول لهما : مرحبا وأهلا ، ويعطيهما عطاء جزيلا ، وقد أطلق لهما في يوم واحد مائتي ألف ، وقال : خذاها وأنا ابن هند ، والله ! لا يعطيكماها أحد قبلي ولا بعدي ، فقال الحسين : والله ! لن تعطي أنت ولا أحد قبلك ولا بعدك رجلا منا ولما توفي الحسن كان الحسين يفد إلى معاوية في كل عام فيعطيه ويكرمه . . . .

- ابن عساكر : أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي ، أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني ، حدثني أبو عبد الله محمد ابن إبراهيم القرشي ، أخبرنا عمرو بن دحيم ، أخبرنا محمد بن إبراهيم البغدادي ، أخبرنا الحسن بن الربيع ، أخبرنا إسحاق بن عيسى البلخي الحافظ ، عن الحسين بن واقد ، عن عبد الله بن بريدة ، قال : دخل الحسن والحسين على معاوية فأمر لهما في وقته بمأتي ألف درهم وقال : خذاها وأنا ابن هند ، ما أعطاها أحد قبلي ولا يعطيها أحد بعدي ! ! ! قال : فأما الحسن فكان رجلا سكيتا ، وأما الحسين [ ( عليه السلام ) ] فقال : والله ! ما أعطى أحد قبلك ولا أحد بعدك لرجلين أشرف ولا أفضل منا .

- المجلسي : أنه كان الحسن والحسين ، يأخذان من معاوية الأموال ، فلا ينفقان من ذلك على أنفسهما ولا على عيالهما ما تحمله الذبابة بفيها .

- فرات الكوفي : قال : حدثني علي بن حمدون معنعنا عن أبي الجارية والأصبغ بن نباتة الحنظلي قالا : لما كان مروان على المدينة خطب الناس فوقع في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، قال : فلما نزل عن المنبر أتى الحسين بن علي المسجد فقيل له : إن مروان قد وقع في علي .

قال : فما كان في المسجد الحسن ؟ قالوا : بلى ، قال : فما قال له شيئا ؟ قالوا : لا .

قال : فقام الحسين مغضبا حتى دخل على مروان فقال له : يا ابن الزرقاء ! ويا ابن اكلة القمل ! أنت الواقع في علي ؟ ! قال له مروان : إنك صبي لا عقل لك .

قال : فقال له الحسين : ألا أخبرك بما فيك وفي أصحابك وفي علي ؟ قال : فإن الله تبارك وتعالى يقول : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ) ، فذلك لعلي وشيعته ( فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين ) فبشر بذلك النبي لعلي بن أبي طالب ( وتنذر به قوما لدا ) فذلك لك ولأصحابك .

- ابن شهر آشوب : عن أبي إسحاق العدل في خبر : أن مروان بن الحكم خطب يوما فذكر علي بن أبي طالب فنال منه والحسن ابن علي جالس ، فبلغ ذلك الحسين فجاء إلى مروان ، وقال : يا ابن الزرقاء ! أنت الواقع في علي - في كلام له - ثم دخل على الحسن فقال : تسمع هذا يسب أباك ولا تقول له شيئا ؟ ! فقال : وما عسيت أن أقول لرجل مسلط ، يقول ما شاء ، ويفعل ما شاء .

- ابن الجوزي : عن هشام بن محمد الكلبي ، عن محمد بن إسحاق ، قال : بعث مروان بن الحكم - وكان واليا على المدينة رسولا إلى الحسن ، فقال له : يقول لك مروان : أبو ك الذي فرق الجماعة ، وقتل أمير المؤمنين عثمان ، وأباد العلماء والزهاد - يعني الخوارج - وأنت تفخر بغيرك ، فإذا قيل لك : من أبو ك ؟ تقول : خالي الفرس . فجاء الرسول إلى الحسن فقال له : يا أبا محمد ! إني أتيتك برسالة ممن يخاف سطوته ويحذر سيفه ، فإن كرهت لم أبلغك إياها ووقيتك بنفسي .

فقال الحسن : لا ، بل تؤديها ونستعين عليه بالله ، فأداها .

فقال له : تقول لمروان : إن كنت صادقا فالله يجزيك بصدقك ، وإن كنت كاذبا فالله أشد نقمة . فخرج الرسول من عنده فلقيه الحسين فقال : من أين أقبلت ؟ فقال : من عند أخيك الحسن .

فقال : وما كنت تصنع ؟ قال : أتيت برسالة من عند مروان ، فقال : وما هي ؟ فامتنع الرسول من أدائها .

فقال : لتخبرني ، أو لأقتلنك ! فسمع الحسن فخرج وقال لأخيه : خل عن الرجل .

فقال : لا والله ! حتى أسمعها ، فأعادها الرسول عليه فقال : قل له : يقول لك الحسين بن علي بن فاطمة : يا ابن الزرقاء ! الداعية إلى نفسها بسوق ذي المجاز ، صاحبة الراية بسوق عكاظ ، ويا ابن طريد رسول الله ! ولعينه ، إعرف من أنت ومن أمك ومن أبوك ! فجاء الرسول إلى مروان فأعاد عليه ما قالا .

فقال له : ارجع إلى الحسن وقل له : أشهد أنك ابن رسول الله ، وقل للحسين : أشهد أنك ابن علي بن أبي طالب ! فقال للرسول : قل له : كلاهما لي ورغما .

- ابن هشام : قال ابن إسحاق : وحدثني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهادي الليثي : أن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي حدثه : أنه كان بين الحسين بن علي بن أبي طالب ، وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان - والوليد يومئذ أمير على المدينة أمره عليها عمه معاوية بن أبي سفيان - منازعة في مال كان بينهما بذي المروة .

فكان الوليد تحامل على الحسين في حقه لسلطانه ، فقال له الحسين : أحلف بالله لتنصفني من حقي أو لآخذن سيفي ثم لأقومن في مسجد رسول الله ثم لأدعون بحلف الفضول .

قال : فقال عبد الله بن الزبير - وهو عند الوليد حين قال الحسين ما قال : وأنا أحلف بالله ! لئن دعا به لآخذن سيفي ، ثم لأقومن معه حتى ينصف من حقه أو نموت جميعا . قال : فبلغت المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري ، فقال مثل ذلك ، وبلغت عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي ، فقال مثل ذلك ، فلما بلغ ذلك الوليد بن عتبة أنصف الحسين من حقه حتى رضي .

بيان : هذه الروايات بظاهرها تدل على وجود اختلاف بين سيرة الإمام الحسين والحسن ، ولكن الناظر البصير يعلم أنهما فرعا شجرة النبوة ، وكلاهما نور واحد فيمكن أن نقول : إن الحسن كان الإمام في ذلك العصر فلابد له المماشاة مع طاغوت عصره حفظا لمصالح الإسلام والمسلمين ، ولم يكن الحسين بتلك المنزلة في ذلك العصر كما فعل الحسين في قضية الصلاة على الحسن

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>