شهادة الإمام الحسن

وكان معاوية ناقضا لعهده مع الحسن من أول الصلح ، كما قال عند نزوله بالنخيلة في خطبة الجمعة ، ولم يكتف بقتل الأخيار من شيعة الحسن ، بل أراد قتله ، فسقاه السم مرتين ، ولكن شافاه الله منها ، حتى إذا جاء وعد الله الذي لا يستأخر ولا يستقدم ، فسقاه السم بيد جعدة بنت الأشعث الكندي ، وكان هو سبب وفاته في يوم الخميس آخر شهر صفر سنة تسع وأربعين .

قاتل الإمام الحسن

- الطوسي : ، عن المفيد ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال : حدثنا مزاحم بن عبد الوارث بن عباد البصري بمصر قال : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال : حدثنا العباس بن بكار قال : حدثنا أبو بكر الهذلي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال الغلابي : وحدثنا أحمد بن محمد الواسطي قال : حدثنا محمد بن صالح بن النطاح ومحمد بن الصلت الواسطي ، قالا : حدثنا عمر بن يونس اليمامي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : وحدثنا عبيد الله بن الفضل الطائي قال : حدثنا الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن حدثنا الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال : حدثني محمد بن سلام الكوفي ، حدثنا أحمد ابن محمد الواسطي ، حدثنا محمد بن صالح ومحمد بن الصلت قالا : حدثنا عمر بن يونس اليمامي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : دخل الحسين بن علي على أخيه الحسن بن علي في مرضه الذي توفي فيه ، فقال له : كيف تجدك يا أخي ؟ قال : أجدني في أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا ، وأعلم أني لا أسبق أجلي ، وأني وارد على أبي وجدي ، على كره مني لفراقك وفراق إخوتك وفراق الأحبة ، واستغفر الله من مقالتي هذه وأتوب إليه ، بل على محبة مني للقاء رسول الله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ولقاء فاطمة وحمزة وجعفر ، وفي الله عزوجل خلف من كل هالك ، وعزاء من كل مصيبة ، ودرك من كل ما فات . رأيت يا أخي ! كبدي [ آنفا ] في الطست ، ولقد عرفت من دهاني ، ومن أين أتيت ، فما أنت صانع به يا أخي ؟ ! فقال الحسين : أقتله ، والله ! . قال : فلا أخبرك به أبدا حتى نلقى رسول الله ! لكن اكتب يا أخي : هذا ما أوصى به الحسن . . . الخ

- ابن كثير : وفي رواية أخرى قال الطبيب وهو يختلف إليه : هذا رجل قطع السم أمعاءه ! فقال الحسين : يا أبا محمد ! أخبرني من سقاك ؟ قال : ولم يا أخي ؟ ! قال : أقتله والله ! قبل أن أدفنك ولا أقدر عليه ، أو يكون بأرض أتكلف الشخوص إليه .

فقال : يا أخي ! إنما هذه الدنيا ليال فانية ، دعه حتى ألتقي أنا وهو عند الله ! وأبى أن يسميه .

- المفيد : وروى عيسى بن مهران قال : حدثني عثمان بن عمر قال : حدثنا بن عون ، عن عمر ابن إسحق قال : كنت مع الحسن والحسين في الدار فدخل الحسن المخرج ثم خرج ، فقال : لقد سقيت السم مرارا ما سقيته مثل هذه المرة ، لقد لفظت قطعة من كبدي ، فجعلت أقلبها بعود معي ! فقال له الحسين : ومن سقاكه ؟ فقال : وما تريد منه ، أتريد قتله ؟ إن يكن هو هو ، فالله أشد نقمة منك ، وإن لم يكن هو فما أحب أن يؤخذ بي بريء .

- المسعودي : عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين قال : دخل الحسين على عمي الحسن لما سقي السم ، فقام لحاجة الإنسان ثم رجع ، فقال : لقد سقيت السم عدة مرات ، وما سقيت مثل هذه ، لقد لفظت طائفة من كبدي فرأيتني أقلبه بعود في يدي ! فقال له الحسين : يا أخي ومن سقاك ؟ ! قال : وما تريد بذلك ؟ فإن كان الذي أظنه فالله حسيبه ، وإن كان غيره فما أحب أن يؤخذ بي بريء .

فلم يلبث بعد ذلك إلا ثلاثا حتى توفي .

- الذهبي : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله ، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله ، أنبأنا أبو علي الحسين بن صفوان ، أنبأنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد ، أنبأنا عبد الرحمان بن صالح العتكي ومحمد بن عثمان العجلي ، قالا : أنبأنا أبو أسامة ، عن ابن عون ، عن عمير بن إسحاق ، قال : دخلت أنا ورجل من قريش على الحسن بن علي ، فقام فدخل المخرج ، ثم خرج فقال : لقد لفظت طائفة من كبدي أقلبها بهذا العود ، ولقد سقيت السم مرارا ، وما سقيته مرة هي أشد من هذه ! قال : وجعل يقول لذلك الرجل : سلني قبل أن لا تسألني قال : ما أسألك شيئا [ حتى ] يعافيك الله .

قال : فخرجنا من عنده ، ثم عدت إليه من غد وقد أخذ في السوق ، فجاء حسين حتى قعد عند رأسه فقال : أي أخي ! من صاحبك ؟ قال : تريد قتله ؟ قال : نعم .

قال : لئن كان صاحبي الذي أظن فالله أشد له نقمة ، وإن لم يكنه فما أحب أن تقتل بي بريئا .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>