ضربه أشقى الأولين والآخرين في محراب عبادته

المجلسي : فاصطفقت أبواب الجامع ، وضجت الملائكة في السماء بالدعاء ، وهبت ريح عاصف سوداء مظلمة ، ونادى جبرئيل بين السماء والأرض بصوت يسمعه كل مستيقظ : تهدمت والله أركان الهدى ! وانطمست والله نجوم السماء وأعلام التقى ! وانفصمت والله العروة الوثقى ! قتل ابن عم محمد المصطفى ، قتل الوصي المجتبى ، قتل علي المرتضى ، قتل والله سيد الأوصياء ! قتله أشقى الأشقياء . قال : فلما سمعت أم كلثوم نعي جبرئيل فلطمت على وجهها وخدها وشقت جيبها وصاحت : وا أبتاه ! واعلياه ! وامحمداه ! واسيداه ! ثم أقبلت إلى أخويها الحسن والحسين فأيقظتهما وقالت لهما : لقد قتل أبو كما ! فقاما يبكيان ، فقال لها الحسن : يا أختاه كفي عن البكاء حتى نعرف صحة الخبر كيلا تشمت الأعداء .

فخرجا فإذا الناس ينوحون وينادون : وا إماماه ! وا أمير المؤمنيناه ! قتل والله إمام عابد مجاهد لم يسجد لصنم ، كان أشبه الناس برسول الله ! فلما سمع الحسن والحسين صرخات الناس ناديا : وا أبتاه ! وا علياه ! ليت الموت أعدمنا الحياة . فلما وصلا الجامع ودخلا وجدا أبا جعدة بن هبيرة ومعه جماعة من الناس ، وهم يجتهدون أن يقيموا الإمام في المحراب ليصلي بالناس ، فلم يطق على النهوض وتأخر عن الصف ، وتقدم الحسن فصلى بالناس ، وأمير المؤمنين يصلي إيماء من جلوس ، وهو يمسح الدم عن وجهه وكريمه الشريف ، يميل تارة ويسكن أخرى .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>