اعتراض الحسين على أبي بكر

محمد بن الأشعث ( رحمهما الله ) : أخبرنا عبد الله بن محمد قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : حدثني موسى قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب قال : لما استخلف أبو بكر صعد المنبر في يوم الجمعة ، وقد تهيأ الحسن والحسين للجمعة ، فسبق الحسين فانتهى إلى أبي بكر وهو على المنبر ، فقال له : هذا منبر أبي لا منبر أبيك فبكى أبو بكر وقال : صدقت هذا منبر أبيك لا منبر أبي ، فدخل علي بن أبي طالب على تلك الحال ، فقال : ما يبكيك يا أبا بكر ! ؟ فقال له القوم : قال له الحسين ( كذا وكذا ، فقال علي : يا أبا بكر ! إن الغلام إنما يثغر في سبع سنين ، ويحتلم في أربع عشرة سنة ، ويستكمل طوله في أربع وعشرين ، ويستكمل عقله في ثمان وعشرين سنة ، فما كان بعد ذلك فإنما هو بالتجارب .

1 - محمد بن الأشعث : أخبرنا عبد الله بن محمد قال : أخبرنا محمد بن محمد ، حدثنا إسماعيل بن إسحاق بن سهل الأموي ، حدثنا جعفر بن عون البكري ، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن عبد الرحمان بن الأصبهاني قال : جاء الحسين ابن علي إلى أبي بكر ، وهو على منبر رسول الله . فقال : انزل عن مجلس أبي ! فقال : صدقت والله ! إنه لمجلس أبيك ! قال : ثم أخذه فأجلسه في حجره وبكى فقال علي بن أبي طالب : والله ! ما هذا عن أمري فقال : والله ! ما اتهمتك .

الديلمي : خبر الأشجع بن مزاحم بحذف الإسناد ، مرفوعا إلى جابر الجعفي ، قال : قلد أبو بكر الصدقات بقرى المدينة وضياع فدك رجلا من ثقيف يقال له : الأشجع بن مزاحم الثقفي - وكان شجاعا ، وكان له أخ قتله علي بن أبي طالب في وقعة هوازن وثقيف - فلما خرج الرجل عن المدينة جعل أول قصده ضيعة من ضياع أهل البيت تعرف ب‍ : بانقيا ، فجاء بغتة واحتوى عليها وعلى صدقات كانت لعلي ، فتوكل بها وتغطرس على أهلها ، وكان الرجل زنديقا منافقا . فابتدر أهل القرية إلى أمير المؤمنين برسول يعلمونه ما فرط من الرجل .

فدعا علي بدابة له تسمى السابح - وكان أهداه إليه ابن عم لسيف بن ذي يزن - وتعمم بعمامة سوداء ، وتقلد بسيفين ، واجنب دابته المرتجز ، وأصحب معه الحسين ، وعمار بن ياسر ، والفضل بن العباس ، وعبد الله بن جعفر ، وعبد الله بن العباس ، حتى وافى القرية ، فأنزله عظيم القرية في مسجد يعرف بمسجد القضاء ، ثم وجه أمير المؤمنين الحسين يسأله المصير إليه .

فصار إليه الحسين فقال : أجب أمير المؤمنين .

فقال : ومن أمير المؤمنين ؟ فقال : علي بن أبي طالب .

فقال : أمير المؤمنين أبو بكر خلفته بالمدينة . فقال له الحسين : أجب علي بن أبي طالب . فقال : أنا سلطان وهو من العوام ، والحاجة له ، فليصر هو إلي ! فقال له الحسين : ويلك ! أيكون مثل والدي من العوام ، ومثلك يكون السلطان ؟ ! فقال : أجل ، لأن والدك لم يدخل في بيعة أبي بكر إلا كرها ، وبايعناه طائعين ، كنا له غير كارهين ، فشتان بيننا وبينه . فصار الحسين إلى أمير المؤمنين فأعلمه ما كان من قول الرجل .

فالتفت إلى عمار فقال : يا أبا اليقظان ! صر إليه والطف له في القول ، واسأله أن يصير إلينا ، فإنه لا يجب لوصي من الأوصياء أن يصير إلى أهل الضلالة ، فنحن مثل بيت الله يؤتى ولا يأتي . . . .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>