إرادة الخروج وخطبته

ابن نما : ولما أراد الخروج من مكة ، طاف وسعى وأحل من إحرامه وجعل حجه عمرة ؛ لأنه لم يتمكن من إتمام الحج مخافة أن يقبض عليه .

وعنه : وروي أنه لما عزم على الخروج إلى العراق ، قام خطيبا فقال : الحمد لله وما شاء الله ، ولا قوة إلا بالله ، ، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة ، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخير لي مصرع أنا لاقيه ، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء ، فيملأن مني أكراشا جوفا وأجربة سغبا ، لا محيص عن يوم ، خط بالقلم ، رضى الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين ، لن تشذ عن رسول الله لحمته ، وهي مجموعة له في حظيرة القدس ، تقر بهم عينه ، وينجز بهم وعده ، من كان باذلا فينا مهجته ، وموطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإني راحل مصبحا إن شاء الله [ تعالى ] .

الإربلي : وخطب فقال : إن الحلم زينة ، والوفاء مروءة ، والصلة نعمة ، والاستكبار صلف ، والعجلة سفه ، والسفه ضعف ، والغلو ورطة ، ومجالسة أهل الدناءة شر ، ومجالسة أهل الفسق ريبة .

ابن عبد ربه : وفدت الناس للحسين يقولون : يا أبا عبد الله ! لو تقدمت فصليت بالناس فأنزلتهم بدارك ! إذ جاء المؤذن الصلاة ، فتقدم عمرو بن سعيد فكبر ، فقيل للحسين : اخرج أبا عبد الله ! إذ أبيت أن تتقدم فقال : الصلاة في الجماعة أفضل ، قال فصلى ، ثم خرج .

السيد ابن طاووس : رويت من كتاب أصل لأحمد بن الحسين بن عمر بن بريدة ، الثقة ، وعلى الأصل أنه كان لمحمد بن داود القمي ، بالإسناد عن أبي عبد الله قال : سار محمد بن الحنفية إلى الحسين في الليلة التي أراد الخروج في صبيحتها عن مكة فقال : يا أخي ! إن أهل الكوفة من قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك ، وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى ، فإن رأيت أن تقيم فإنك أعز من في الحرم وأمنعه . فقال : يا أخي ! قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية في الحرم ، فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت .

فقال له ابن الحنفية : فإن خفت ذلك فسر إلى اليمن ، أو بعض نواحي البر ، فإنك أمنع الناس به ولا يقدر عليك أحد .

فقال : أنظر فيما قلت . فلما كان السحر ارتحل الحسين ، فبلغ ذلك ابن الحنفية ، فأتاه فأخذ زمام ناقته التي ركبها فقال له : يا أخي ! ألم تعدني النظر فيما سألتك ، قال : بلى .

قال : فما حداك على الخروج عاجلا .

فقال : أتاني رسول الله بعد ما فارقتك ، فقال : يا حسين ! اخرج فإن الله ، قد شاء أن يراك قتيلا .

فقال له ابن الحنفية : إنا لله وإنا إليه راجعون ! فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذه الحال ؟ ! فقال له : قد قال لي : إن الله قد شاء أن يريهن سبايا وسلم عليه ومضى .

وفي رواية أخرى قال : يا أخي ! لو كنت في بطن صخرة لاستخرجوني منها فيقتلوني ! ثم قال له الحسين : يا أخي ! سأنظر فيما قلت .

وقد روي بأسانيد أنه لما منعه محمد بن الحنفية عن الخروج إلى الكوفة قال : والله ، يا أخي ! لو كنت في جحر هامة من هوام الأرض ، لاستخرجوني منه حتى يقتلوني .

ابن سعد : بعث الحسين إلى المدينة فقدم عليه من خف معه من بني عبد المطلب وهم تسعة عشر رجلا ونساء وصبيان من إخوانه وبناته ونسائهم .

وتبعهم محمد بن الحنفية ، فأدرك حسينا بمكة وأعلمه أن الخروج ليس له برأي يومه هذا ، فأبي الحسين أن يقبل [ رأيه ] فحبس محمد بن علي ولده [ عنه ] فلم يبعث معه أحدا منهم حتى وجد الحسين في نفسه على محمد وقال [ له ] : ترغب بولدك عن موضع أصاب فيه ؟ فقال محمد : وما حاجتي أن تصاب ويصابون معك ! ؟ وإن كانت مصيبتك أعظم عندنا منهم ! الحسين في طريقه إلى كربلاء وخرج [ الإمام أبو عبد الله ] الحسين من مكة يوم الثلاثاء يوم التروية لثمان مضين من ذي الحجة .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>