حفظ الجن له

الصدوق : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي ، قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن فضالة بن أيوب ، عن زيد الشحام ، عن أبي عبد الله الصادق ، عن أبيه محمد بن علي الباقر ، عن أبيه ، قال : مرض النبي المرضة التي عوفي منها ، فعادته فاطمة سيدة النساء ومعها الحسن والحسين ، قد أخذت الحسن بيدها اليمنى ، وأخذت الحسين بيدها اليسرى ، وهما يمشيان ، وفاطمة بينهما حتى دخلوا منزل عائشة ، فقعد الحسن على جانب رسول الله الأيمن ، والحسين على جانب رسول الله الأيسر ، فأقبلا يغمزان ما يليهما من بدن رسول الله ، فما أفاق النبي من نومه .

فقالت فاطمة للحسن والحسين : حبيبي ! إن جدكما قد غفا ، فانصرفا ساعتكما هذه ودعاه حتى يفيق وترجعان إليه . فقالا : لسنا ببارحين في وقتنا هذا . فاضطجع الحسن على عضد النبي الأيمن ، والحسين على عضده الأيسر ، فغفيا وانتبها قبل أن ينتبه النبي ، وقد كانت فاطمة لما ناما انصرفت إلى منزلها ، فقالا لعائشة : ما فعلت أمنا ؟ قالت : لما نمتما رجعت إلى منزلها . فخرجا في ليلة ظلماء مدلهمة ذات رعد وبرق ، وقد أرخت السماء عزاليها ، فسطع لهما نور ، فلم يزالا يمشيان في ذلك النور ، والحسن قابض بيده اليمنى على يد الحسين اليسرى وهما يتماشيان ويتحدثان ، حتى أتيا حديقة بني النجار ، فلما بلغا الحديقة حارا فبقيا لا يعلمان أين يأخذان ، فقال الحسن للحسين : إنا قد حرنا وبقينا على حالتنا هذه ، وما ندري أين نسلك ؟ فلا عليك أن ننام في وقتنا هذا حتى نصبح . فقال له الحسين : دونك يا أخي ! فافعل ما ترى ، فاضطجعا جميعا واعتنق كل واحد منهما صاحبه وناما .

وانتبه النبي عن نومته التي نامها ، فطلبهما في منزل فاطمة فلم يكونا فيه وافتقدهما ، فقام قائما على رجليه ، وهو يقول : إلهي وسيدي ومولاي ! هذان شبلاي ، خرجا من المخمصة والمجاعة ، أللهم أنت وكيلي عليهما ، فسطع للنبي نور ، فلم يزل يمضي في ذلك النور حتى أتى حديقة بني النجار ، فإذا هما نائمان قد اعتنق كل واحد منهما صاحبه ، وقد تقشعت السماء فوقهما كطبق ، فهي تمطر كأشد مطر ما رآه الناس قط ، وقد منع الله عزوجل المطر منهما في البقعة التي هما فيها نائمان ، لا يمطر عليهما قطرة ، وقد اكتنفتهما حية لها شعرات كآجام القصب ، وجناحان : جناح قد غطت به الحسن ، وجناح قد غطت به الحسين .

فلما أن بصر بهما النبي تنحنح فانسابت الحية وهي تقول : أللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك أن هذين شبلا نبيك قد حفظتهما عليه ، ودفعتهما إليه سالمين صحيحين . فقال لها النبى : أيتها الحية ممن أنت ؟ قالت : أنا رسول الجن إليك .

قال : وأي الجن ؟ قالت : جن نصيبين نفر من بني مليح ، نسينا آية من كتاب الله عزوجل فبعثوني إليك لتعلمنا ما نسينا من كتاب الله ، فلما بلغت هذا الموضع سمعت مناديا ينادي : أيتها الحية ! هذان شبلا رسول الله فاحفظيهما من العاهات والآفات ، ومن طوارق الليل والنهار ، فقد حفظتهما وسلمتهما إليك سالمين صحيحين ، وأخذت الحية الآية وانصرفت .

فأخذ النبي الحسن فوضعه على عاتقه الأيمن ، ووضع الحسين على عاتقه الأيسر ، وخرج علي فلحق برسول الله ، فقال له بعض أصحابه : بأبي أنت وأمي ! ادفع إلي أحد شبليك أخفف عنك ، فقال : امض فقد سمع الله كلامك وعرف مقامك ، وتلقاه آخر فقال : بأبي أنت وأمي ! ادفع إلي أحد شبليك أخفف عنك ، فقال : امض فقد سمع الله كلامك وعرف مقامك . فتلقاه علي فقال : بأبي أنت وأمي ، يا رسول الله ! ادفع إلى أحد شبلي وشبليك حتى أخفف عنك ، فالتفت النبى إلى الحسن فقال : يا حسن ! هل تمضي إلى كتف أبيك ؟ فقال له : والله ، يا جداه ! إن كتفك لأحب إلى من كتف أبي ، ثم التفت إلى الحسين فقال : يا حسين ! هل تمضي إلى كتف أبيك ؟ فقال له : والله ، يا جداه ! إني لأقول لك كما قال أخي الحسن : إن كتفك لأحب إلي من كتف أبي ، فأقبل بهما إلى منزل فاطمة وقد ادخرت لهما تميرات فوضعتها بين أيديهما فأكلا وشبعا وفرحا .

فقال لهما النبى : قوما الآن فاصطرعا ، فقاما ليصطرعا ، وقد خرجت فاطمة في بعض حاجتها ، فدخلت فسمعت النبى وهو يقول : إيه يا حسن ! شد على الحسين ، فاصرعه . فقالت له : يا أبه ! واعجباه أتشجع هذا على هذا ؟ تشجع الكبير على الصغير ؟ فقال لها : يا بنية ! أما ترضين أن أقول أنا : يا حسن ! شد على الحسين فاصرعه ، هذا حبيبي جبرئيل يقول : يا حسين ! شد على الحسن ، فاصرعه .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>