قضاء حاجة المؤمن

- المجلسي : عن ابن مهران قال : كنت جالسا عند مولاي الحسين بن علي فأتاه رجل فقال : يا بن رسول الله ! إن فلانا له علي مال ويريد أن يحبسني ! فقال : والله ! ما عندي مال أقضي عنك .

قال : فكلمه .

قال : فليس لي به أنس ، ولكني سمعت أبي أمير المؤمنين يقول : قال رسول الله : من سعى في حاجة أخيه المؤمن فكأنما عبد الله تسعة آلاف سنة ، صائما نهاره قائما ليله !

- الديلمي : روى ابن عباس قال : كنت مع الحسن بن علي في المسجد الحرام وهو معتكف به وهو يطوف بالكعبة ، فعرض له رجل من شيعته فقال : يا بن رسول الله ! إن علي دينا لفلان ، فإن رأيت أن تقضيه عنى ! فقال : ورب هذه البنية ما أصبح عندي شئ ! فقال : إن رأيت أن تستمهله عني فقد تهددني بالحبس .

قال ابن عباس : فقطع الطواف ، وسعى معه ، فقلت : يا بن رسول الله ! أنسيت أنك معتكف ؟ فقال : لا ، ولكن سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله يقول : من قضى أخاه المؤمن حاجة كان كمن عبد الله تسعة آلاف سنة صائما نهاره قائما ليله .

فاجتاز على دار أبي عبد الله الحسين فقال للرجل : هلا أتيت أبا عبد الله في حاجتك ؟ قال : أتيته فقال : إني معتكف ! فقال : أما إنه لو سعى في حاجتك لكان خيرا له من اعتكاف ثلاثين سنة .

- الكليني : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن بعض أصحابنا ، عن صفوان الجمال قال : كنت جالسا مع أبي عبد الله إذ دخل عليه رجل من أهل مكة يقال له : ميمون ، فشكا إليه تعذر الكراء عليه ، فقال لي : قم فأعن أخاك ، فقمت معه فيسر الله كراه ، فرجعت إلى مجلسي ، فقال أبو عبد الله : ما صنعت في حاجة أخيك ؟ فقلت : قضاها الله بأبي أنت وأمي ! فقال : أما إنك أن تعين أخاك المسلم أحب إلي من طواف أسبوع بالبيت مبتدئا ، ثم قال : إن رجلا أتى الحسن بن علي فقال : بأبي أنت وأمي ! أعني على قضاء حاجة .

فانتقل وقام معه ، فمر على الحسين صلوات الله عليه وهو قائم يصلي ، فقال له : أين كنت عن أبي عبد الله تستعينه على حاجتك ؟ قال : قد فعلت بأبي أنت وأمي ! فذكر أنه معتكف .

فقال له : أما إنه لو أعانك كان خيرا له من اعتكافه شهرا .

قال المجلسي : فإن قيل : كيف لم يختر الحسين إعانته مع كونها أفضل ؟ قلت : يمكن أن يجاب عن ذلك بوجوه : الأول : أنه يمكن أن يكون له عذر آخر لم يظهره للسائل ، ولذا لم يذهب معه ، فأفاد الحسن ذلك لئلا يتوهم السائل أن الإعتكاف في نفسه عذر في ترك هذا ، فالمعنى : لو أعانك مع عدم عذر آخر كان خيرا .

الثاني : أنه لا استبعاد في نقص علم إمام قبل إمامته عن إمام آخر في حال إمامته ، أو اختيار الإمام ما هو أقل ثوابا لا سيما قبل الإمامة .

الثالث : ما قيل : إنه لم يفعل ذلك لإيثار أخيه على نفسه صلوات الله عليهما في إدراك ذلك الفضل .

الرابع : أن ( فعلت ) بمعنى أردت الاستعانة ، وقوله ( فذكر ) على بناء المجهول ، أي ذكر بعض خدمه أو أصحابه أنه معتكف فلذا لم أذكر له .

ثم اعلم أن قضاء الحاجة من المواضع التي جوز الفقهاء خروج المعتكف فيها عن محل اعتكافه ، إلا أنه لا يجلس بعد الخروج ، ولا يمشي تحت الظل إختيارا على المشهور ، ولا يجلس تحته على قول .

- ابن عساكر : أخبرنا أبو غالب بن البناء ، أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيويه ، أنبأنا يحيى بن محمد بن صاعد ، أنبأنا الحسين بن الحسن ، أنبأنا عبد الله بن المبارك ، أنبأنا عبيد الله بن الوليد الوصافي ، عن أبي جعفر قال : جاء رجل إلى الحسين بن علي فاستعان به على حاجة فوجده معتكفا ، فقال : لولا إعتكافي لخرجت معك فقضيت حاجتك .

ثم خرج من عنده فأتى الحسن بن علي فذكر له حاجته فخرج معه لحاجته ، فقال : أما إني قد كرهت أن أعنيك في حاجتي ولقد بدأت بحسين ، فقال : لولا إعتكافي لخرجت معك . فقال الحسن : لقضاء حاجة أخ لي في الله أحب إلى من اعتكاف شهر .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>