كلمات الحسين في زمن أخيه الإمام الحسن

لما طلع الفجر في يوم الجمعة الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة النبوية ، صلى الإمام الحسن صلاة الصبح بالناس في مسجد الكوفة بعد رجوعه عن دفن أمير المؤمنين ، وخطب الناس بخطبة طويلة ، ذكر فيها بعد الحمد ، مناقب أبيه ومناقب نفسه ، وأنه لم يورث من أبيه ، إلا العلم والتقى ، والأخلاق الحميدة ، كما أشير إليها في الروايات الآتية ، وهي : ميراث أمير المؤمنين

- الحر العاملي : يحيى بن محمد بن أبي زيد ، قال : قد صحت الرواية عندنا عن أسلافنا وعن غيرهم من أرباب الحديث : أن عليا لما قبض ، أتى محمد أخويه حسنا وحسينا ، فقال : أعطياني ميراثي من أبي ، فقالا له : قد علمت أن أباك لم يترك صفراء ولا بيضاء . فقال : قد علمت ذاك وليس ميراث المال أطلب ، وإنما أطلب ميراث العلم . قال : فروى أبان بن عثمان عمن روى ذلك له ، عن جعفر بن محمد ؛ قال : فدفعا إليه صحيفة لو أطلعاه على أكثر منها لهلك ، فيها ذكر دولة بني العباس .

- الصفار : حدثنا محمد بن الحسين ، عن نضر بن شعيب ، عن خالد بن ماد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين قال : أتى محمد بن الحنفية الحسين بن علي فقال : أعطني ميراثي من أبي ! فقال له الحسين : ما ترك أبوك إلا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه قال : فإن الناس يزعمون فيأتون فيسألوني فلا أجد بدا من أن أجيبهم .

قال : فأعطني من علم أبي . قال : فدعا الحسين ، قال : فذهب فجاء بصحيفة تكون أقل من شبر ، أو أكبر من أربع أصابع .

قال : فملأت شجرة ونحوه علما .

صلح الحسن وكلام الحسين فيه ولما بلغ معاوية شهادة أمير المؤمنين علي وبيعة الحسن ، أنفذ عماله إلى البلدان ودس عليه دسائس ليفسد الأمر عليه ، واحتج عليه الحسن في استحقاقه الأمر ، ووقع بينهما مكاتبات لم يقبلها معاوية ، حتى بلغه أن معاوية صار نحو العراق ، فعزم الإمام الحسن على مقابلته ، وحرض الناس على قتاله ، فتثاقلوا عنه ، وكتبوا إلى معاوية بالطاعة سرا ، واستحثوه على سرعة المسير نحوهم ، وضمنوا له تسليم الحسن إليه عند دنوهم من عسكره ، أو الفتك به ، وبلغ الحسن ذلك ، فدعا الحسن أصحابه وخطب خطبة .

- أبن أعثم : أرسل الحسن إلى وجه أصحابه فدعاهم ، ثم قال : يا أهل العراق ! ما أصنع بجماعتكم معي ، وهذا كتاب قيس بن سعد يخبرني بأن أهل الشرف منكم قد صاروا إلى معاوية ، أما والله ! ما هذا بمنكر منكم ؛ لأنكم أنتم الذين أكرهتم أبي يوم صفين على الحكمين ، فلما أمضى الحكومة وقبل منكم اختلفتم ، ثم دعاكم إلى قتال معاوية ثانية فتوانيتم ، ثم صار إلى ما صار إليه من كرامة الله إياه ، ثم إنكم بايعتموني طائعين غير مكرهين ، فأخذت بيعتكم وخرجت في وجهي هذا ، والله يعلم ما نويت فيه ، فكان منكم إلى ما كان ، يا أهل العراق ! فحسبي منكم لا تغروني في ديني فإني مسلم هذا الأمر إلى معاوية . قال : فقال له أخوه الحسين : يا أخي ! أعيذك بالله من هذا ! فقال الحسن : والله ! لأفعلن ولأسلمن هذا الأمر إلى معاوية .

- الطبري : وفي رواية : قال الحسين : نشدتك الله أن تصدق أحدوثة معاوية ، وتكذب أحدوثة على .

- البلاذري : حدثنا خلف بن سالم ، حدثنا وهب بن جرير ، قال : قال أبي - وأحسبه رواه عن الحسن البصري - قال : لما بلغ أهل الكوفة بيعة الحسن أطاعوه وأحبوه أشد من حبهم لأبيه ، واجتمع له خمسون ألفا ، فخرج بهم حتى أتى المدائن ، وسرح بين يديه قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري في عشرين ألفا ، فنزل بمسكن ، وأقبل معاوية من الشام في جيش .

ثم إن الحسن خلا بأخيه الحسين فقال له : يا هذا ! إني نظرت في أمري فوجدتني لا أصل إلى الأمر حتى يقتل من أهل العراق والشام من لا أحب أن أحتمل دمه ، وقد رأيت أن أسلم الأمر إلى معاوية فأشاركه في إحسانه ويكون عليه إساءته .

فقال الحسين : أنشدك الله أن تكون أول من عاب أباك وطعن عليه ، ورغب عن أمره .

فقال : إني لأرى [ لا أرى ] ما تقول ، ووالله ! لئن لم تتابعني لأسندتك في الحديد ، فلا تزال فيه حتى أفرغ من أمري .

قال : فشأنك ! فقام الحسن خطيبا فذكر رأيه في الصلح والسلم لما كره من سفك الدماء ، وإقامة الحرب ، فوثب عليه أهل الكوفة وانتهبوا ماله ، وحرقوا سرادقه ، وشتموه وعجزوه ، ثم انصرفوا عنه ولحقوا بالكوفة !

- ابن عساكر : أنبأنا عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي ، أنبأنا حاتم بن أبي صغيرة ، عن عمرو بن دينار : أن معاوية كان يعلم أن الحسن كان أكره الناس للفتنة ، فلما توفي علي بعث إلى الحسن فأصلح الذي بينه وبينه سرا ، وأعطاه معاوية عهدا إن حدث به حدث والحسن حي ليسمينه وليجعلن هذا الأمر إليه .

فلما توثق منه الحسن قال ابن جعفر : والله ! إني لجالس عند الحسن إذ أخذت لأقوم فجذب ثوبي ، وقال : يا هناه ! إجلس ، فجلست فقال : إني رأيت رأيا وإني أحب أن تتابعني عليه .

قال : قلت : وما هو ؟ قال : قد رأيت أن أعمد إلى المدينة فأنزلها وأخلي بين معاوية وبين هذا الحديث ، فقد طالت الفتنة ، وسفكت فيها الدماء ، وقطعت فيها الأرحام ، وقطعت السبل ، وعطلت الفروج يعني الثغور .

فقال ابن جعفر : جزاك الله عن أمة محمد خيرا ، فأنا معك على هذا الحديث .

فقال الحسن : ادع لي الحسين .

فبعث إلى حسين فأتاه ، فقال : أي أخي ! إني قد رأيت رأيا وإني أحب أن تتابعني عليه .

قال : ما هو ؟ قال : فقص عليه الذي قال لابن جعفر .

قال الحسين : أعيذك بالله أن تكذب عليا في قبره ، وتصدق معاوية .

فقال الحسن : والله ! ما أردت أمرا قط إلا خالفتني إلى غيره ، والله ! لقد هممت أن أقذفك في بيت فأطينه عليك حتى أقضي أمري .

قال : فلما رأى الحسين غضبه قال : أنت أكبر ولد علي ، وأنت خليفته ، وأمرنا لأمرك تبع فافعل ما بدا لك . فقام الحسن فقال : يا أيها الناس ! إني كنت أكره الناس لأول هذا الحديث ، وأنا أصلحت آخره لذي حق أديت إليه حقه أحق به مني ، أو حق جدت به لصلاح أمة محمد وإن الله قد ولاك يا معاوية ! هذا الحديث لخير يعلمه عندك ، أو لشر يعلمه فيك ( وإن أدرى لعله فتنة لكم ومتع إلى حين ) .

- ابن شهر آشوب : دخل الحسين على أخيه باكيا ثم خرج ضاحكا ، فقال له مواليه : ما هذا ؟ ! قال : أتعجب من دخولي على إمام أريد أن أعلمه ، فقلت : ماذا دعاك إلى تسليم الخلافة ؟ فقال : الذي دعا أباك فيما تقدم .

قال : فطلب معاوية البيعة من الحسين ، فقال الحسن : يا معاوية ! لا تكرهه فإنه لن يبايع أبدا ، أو يقتل ، ولن يقتل حتى يقتل أهل بيته ، ولن يقتل أهل بيته حتى يقتل أهل الشام .

- الطوسي : عن جبرئيل بن أحمد وأبي إسحاق حمدويه وإبراهيم ابنا نصير ، قالوا : حدثنا محمد بن عبد الحميد العطار الكوفي ، عن يونس بن يعقوب ، عن فضيل غلام محمد بن راشد ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : إن معاوية كتب إلى الحسن بن علي صلوات الله عليهما : أن أقدم أنت والحسين وأصحاب علي ، فخرج معهم قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري ، وقدموا الشام ، فأذن لهم معاوية ، وأعد لهم الخطباء . فقال : يا حسن ! قم فبايع ، فقام وبايع ، ثم قال للحسين : قم فبايع ، فقام فبايع ، ثم قال : يا قيس ! قم فبايع ، فالتفت إلى الحسين ينظر ما يأمره ، فقال : يا قيس إنه إمامي ، يعني الحسن .

- البلاذري : قالوا : كان حجر بن عدي أول من يذم الحسن على الصلح ، وقال له قبل خروجه من الكوفة : خرجنا من العدل ودخلنا في الجور ، وتركنا الحق الذي كنا عليه ودخلنا في الباطل الذي كنا نذمه ، وأعطينا الدنية ورضينا بالخسيسة ، وطلب القوم أمرا وطلبنا أمرا فرجعوا بما أحبوا مسرورين ، ورجعنا بما كرهنا راغمين ؟ ! ! فقال له : يا حجر ! ليس كل الناس يحب ما أحببت ، إني قد بلوت الناس ، فلو كانوا مثلك في نيتك وبصيرتك لأقدمت .

وأتى الحسين فقال له : يا أبا عبد الله ! شريتم العز بالذل ؟ وقبلتم القليل بترك الكثير ؟ أطعني اليوم وأعصني سائر الدهر ! ! ! دع رأي الحسن واجمع شيعتك ثم ادع قيس بن سعد بن عبادة وابعثه في الرجال ؛ وأخرج أنا في الخيل ، فلا يشعر ابن هند إلا ونحن معه في عسكره ، فنضاربه حتى يحكم الله بيننا وبينه ، وهو خير الحاكمين ؛ فإنهم الآن غارون .

فقال له : إنا قد بايعنا وليس إلى ما ذكرت سبيل .

- ابن أعثم : وفي رواية : فالتفت الحسين إلى أخيه الحسن فقال : والله ! لو اجتمع الخلق طرا على أن لا يكون الذي كان إذا ما استطاعوا ، ولقد كنت كارها لهذا الأمر ولكني لم أحب أن أغضبك ، إذ كنت أخي وشقيقي .

- السيد محسن الأمين : عن المدائني : أن الحسن لما صالح معاوية ، قال أخوه الحسين : لقد كنت كارها لما كان ، طيب النفس على سبيل أبي ، حتى عزم علي أخي فأطعته وكأنما يجذ أنفي بالمواسي .

- البلاذري : وفي رواية أخرى : لما وقع ذلك الصلح دخل جندب بن عبد الله الأزدي ، والمسيب بن نجبة الفزاري ، وسليمان بن صرد الخزاعي ، وسعيد بن عبد الله الحنفي على الحسين وهو قائم في قصر الكوفة يأمر غلمته بحمل المتاع ويستحثهم ، فسلموا عليه ، فلما رأى ما بهم من الكآبة وسوء الهيئة ، تكلم فقال : إن أمر الله كان قدرا مقدورا ، إن أمر الله كان مفعولا . وذكر كراهيته لذلك الصلح ، وقال : لكنت طيب النفس بالموت دونه ! ولكن أخي عزم علي وناشدني فأطعته ، وكأنما يحز أنفي بالمواسي ويشرح قلبي بالمدى ! ! وقد قال الله عز وجل : ( فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) .

وقال : ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) .

فقال له جندب : والله ! ما بنا إلا أن تضاموا وتنتقصوا ، فأما نحن فإنا نعلم أن القوم سيطلبون مودتنا بكل ما قدروا عليه ، ولكن حاش لله أن نوازر الظالمين ، ونظاهر المجرمين ونحن لكم شيعة ولهم عدو ! ! ! وقال سليمان بن صرد الخزاعي : إن هذا الكلام الذي كلمك به جندب هو الذي أردنا أن نكلمك به كلنا .

فقال : رحمكم الله ! صدقتم وبررتم .

وعرض له سليمان بن صرد ، وسعيد بن عبد الله الحنفي بالرجوع عن الصلح ! ! فقال : هذا ما لا يكون ولا يصلح .

قالوا : فمتى أنت سائر ؟ قال : غدا إن شاء الله ، فلما سار خرجوا معه ، فلما جاوزوا دير هند ، نظر الحسين إلى الكوفة فتمثل قول زميل بن أبير الفزاري وهو ابن أم دينار .

فما عن قلى فارقت دار معاشر * هم المانعون باحتي وذماري ولكنه ما حم لا بد واقع * نظار ترقب ما يحم نظار

- وعنه : وفي رواية : شخص محمد بن بشر الهمداني ، وسفيان بن ليلي الهمداني إلى الحسن وعنده الشيعة الذين قدموا عليه أولا ، فقال له سفيان - كما قال له بالعراق - : السلام عليك يا أمير المؤمنين ! فقال له : اجلس ، لله أبو ك ، والله ! لو سرنا إلى معاوية بالجبال والشجر ما كان إلا الذي قضى .

ثم أتيا الحسين فقال : ليكن كل امرئ منكم حلسا من أحلاس بيته ما دام هذا الرجل حيا ، فإن يهلك وأنتم أحياء رجونا أن يخير الله لنا ، ويؤتينا رشدنا ، ولا يكلنا إلى أنفسنا ، ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) .

- أبو جعفر الطبري ؛ : وحدثنا عيسى بن معاذ ماهان بن معدان ، قال : حدثنا أبو جابر كيسان بن جرير ، عن أبي النباخ محمد بن يعلى قال : لقيت الحسين على ظهر الكوفة وهو راحل مع الحسن يريد معاوية ، فقلت : أرضيت يا أبا عبد الله ؟ فقال : شقشقة هدرت ، وفورة أنارت ، وشجما عرىء ، وسم زعاق وقيعان بالكوفة وكربلاء ، إني والله ! لصاحبها وصاحب ضحيتها والعصفور في سنابلها ، إذا تواضع نواحي الجبل وهجهج كوفان الوهل ، ومنع البر جانبه ، وعطل بيت الله الحرام ، وأرجف الوقيد ، وقدح الهبيد ، فيالها من زمر أنا صاحبها ، إيه إيه أنى وكيف ، ولو شئت لقلت : أين أنزل وأين أقيم .

فقلت يا ابن رسول الله ! ما تقول ؟ قال : مقامي بين أرض وسماء ، ونزولي حيث حلت الشيعة الأصلاب والأكباد الصلاب لا يتضعضعن للضيم ، ولا يأنفون ، تجر مفاصلهم ليحيى بهم أهل ميراث على ورثة بيته .

- البلاذري : قالوا : ولما بايع الحسن معاوية ومضى ، تلاقت الشيعة بإظهار الحسرة والندم على ترك القتال والإذعان بالبيعة ، فخرجت إليه جماعة منهم فخطأوه في الصلح وعرضوا له بنقض ذلك ، فأباه وأجابهم بخلاف ما أرادوه عليه .

ثم إنهم أتوا الحسين فعرضوا عليه ما قالوا للحسن ، وأخبروه بما رد عليهم .

فقال : قد كان صلح وكانت بيعة ، كنت لها كارها ، فانتظروا ما دام هذا الرجل حيا ، فإن يهلك نظرنا ونظرتم . فانصرفوا عنه ؛ فلم يكن شيء أحب إليهم وإلى الشيعة من هلاك معاوية ، وهم يأخذون أعطيتهم ويغزون مغازيهم .

- أبو مخنف : كان مولانا الحسين بن علي صلوات الله عليهما يظهر الكراهية لما كان من أمر أخيه الحسن مع معاوية ويقول : لو حز أنفي بموسى لكان أحب إلى مما فعله أخي وقال : فما ساءني شيء كما ساءني أخي * ولم أرض لله ، الذي كان صانعا ولكن إذا ما الله أمضى قضاءه * فلا بد يوما أن ترى الأمر واقعا ولو أنني شوورت فيه لما رأوا * قريبهم إلا عن الأمر شاسعا ولم أك أرضى بالذي قد رضوا به * ولو جمعت كل إلى المجامعا ولو حز أنفي قبل ذلك حزة * بموسى لما ألفيت للصلح تابعا قال الإربلي : إن صح أن هذه الأبيات من شعره فكل منهما يرى المصلحة بحسب حاله ومقتضى زمانه ، وكلاهما مصيبان فيما اعتمداه ، وهما إمامان سيدان قاما أو قعدا ، فلا يتطرق عليهما مقال ، وهما أعرف بالأحوال في كل حال .

وقال المحقق المتتبع السيد هاشم الرسولي : والظاهر أن هذه الأبيات متقولة عليه ، صلوات الله عليه لأنها بظاهرها مخالفة لما ذهب إليه الإمامية ولم يوجد منها أثر في مؤلفات أصحابنا وأبو مخنف هذا فقد قيل إنه عامي لا يعبأ بما تفرد بنقله .

إيثار الحسين أخاه على نفسه

- الإربلي : وقيل : كان بين الحسن والحسين كلام ، فقيل للحسين : ادخل على أخيك فهو أكبر منك ، فقال : إني سمعت جدي يقول : أيما اثنين جرى بينهما كلام فطلب أحدهما رضى الآخر كان سابقه إلى الجنة ، وأنا أكره أن أسبق أخي الأكبر ، فبلغ قوله الحسن فأتاه عاجلا .

- الخوارزمي : قيل : تهاجر الحسن والحسين فأراد قوم أن يصلحوا ما بينهما ، فسألوا الحسين أن يبدأ بالحسن ، فقال : إن أبا محمد ( يعني الحسن ) أكبر مني ، وقد قال رسول الله : ما من اثنين تهاجرا ثم بدأ أحدهما بمصالحة الآخر إلا كانت درجته أعلى من درجة الآخر وإني لا أحب أن تكون درجتي أعلى من درجة أخي .

فأخبروا الحسن بذلك فقال : صدق . فقام إليه وبدأ بالسلام عليه .

- ابن عساكر : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه ، أنبأنا أبو الحسن ابن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو بكر الخرائطي ، قال : سمعت عمر بن شبة يقول : سمعت أبا الحسن المدائني يقول : جرى بين الحسن بن علي وأخيه الحسين كلام حتى تهاجرا ، فلما أتى على الحسن ثلاثة أيام تأثم من هجر أخيه ، فأقبل إلى الحسين وهو جالس فأكب على رأسه فقبله ، فلما جلس الحسن ، قال له الحسين : إن الذي منعني من إبتدائك والقيام إليك أنك أحق بالفضل مني ، فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به .

- القندوزي الحنفي : وعن أبي هريرة قال : بلغني أنه كان بين الحسنين تهاجر ، فأتيت الحسين فقلت له : إن أخاك أكبر سنا فاقصده وزره فقال : إني سمعت جدي يقول : لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ، والسابق إلى المصالحة سابق إلى دخول الجنة ، فأكره أن أسبقه إلى الجنة .

قال : فذهبت إلى الحسن وأخبرته كلام أخيه الحسين ، فقال : صدق أخي ، وقام وقصد أخاه وكلمه واعتذرا واصطلحا .

أخرجه ابن القراني .

- ابن شهر آشوب : هذه الواقعة بين الحسين وأخيه محمد بن الحنفية وقال : وحدث الصولي عن الصادق في خبر أنه جرى بينه وبين محمد بن الحنفية كلام ، فكتب ابن الحنفية إلى الحسين : أما بعد يا أخي ! فإن أبي وأباك علي لا تفضلني فيه ولا أفضلك ، وأمك فاطمة بنت رسول الله ولو كان ملء الأرض ذهبا ملك أمي ما وفت بأمك ، فإذا قرأت كتابي هذا فصر إلي حتى تترضاني فإنك أحق بالفضل مني والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ، ففعل الحسين ذلك ، فلم يجر بعد ذلك بينهما شيء .

توضيح : إن الحسن والحسين كانا إمامين معصومين فمن الممتنع أن يقع التشاجر والتهاجر بينهما فيمكن كون التهاجر بين الحسين ومحمد - وأن يكون قضية واحدة في جميع الروايات - كما يدل عليه الرواية الأخيرة المنقولة نقل عن الصادق ، فإنه أدرى بما وقع .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>