كياسة الإمام الحسين

ابن الأعثم : أرسل عبيد الله بن عمر بن الخطاب إلى الحسين بن علي في صفين أن لي إليك حاجة ، فألقني إذا شئت حتى أخبرك ؛ فخرج إليه الحسين حتى واقفه ، وظن أنه يريد حربه ، فقال له ابن عمر : إني لم أدعك إلى الحرب ، ولكن اسمع مني فإنها نصيحة لك . فقال الحسين : قل ما تشاء .

فقال : إعلم أن أباك قد وتر قريشا ، وقد بغضه الناس ، وذكروا أنه هو الذي قتل عثمان ، فهل لك أن تخلعه وتخالف عليه حتى نوليك هذا الأمر ؟ فقال الحسين : كلا والله ! لا أكفر بالله وبرسوله وبوصي رسول الله ، إخسأ ، ويلك من شيطان مارد ! فلقد زين لك الشيطان سوء عملك فخدعك حتى أخرجك من دينك باتباع القاسطين ونصرة هذا المارق من الدين ، لم يزل هو وأبوه حربيين وعدوين لله ولرسوله وللمؤمنين ، فوالله ! ما أسلما ولكنهما استسلما خوفا وطمعا ! فأنت اليوم تقاتل عن غير متذمم ، ثم تخرج إلى الحرب متخلفا لتراءي بذلك نساء أهل الشام ، أرتع قليلا فإني أرجو أن يقتلك الله عز وجل سريعا .

قال : فضحك عبيد الله بن عمر ، ثم رجع إلى معاوية فقال : إني أردت خديعة الحسين ، وقلت له كذا وكذا ، فلم أطمع في خديعته ، فقال معاوية : إن الحسين بن علي لا يخدع وهو ابن أبيه .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>