لقاؤه مع عبد الله العدوي

ابن أعثم : ثم سار إلى مكة إذا استقبله عبد الله بن مطيع العدوي ، فقال : أين تريد أبا عبد الله جعلني الله فداك ؟ ! قال : أما في وقتي هذا أريد مكة ، فإذا صرت إليها استخرت الله تعالى في أمري بعد ذلك .

فقال له عبد الله بن مطيع : خار الله لك يا ابن بنت رسول الله ! فيما قد عزمت عليه ، غير أني أشير عليك بمشورة فاقبلها مني .

فقال له الحسين : وما هي يا ابن مطيع ! ؟ قال : إذا أتيت مكة فاحذر أن يغرك أهل الكوفة ، فيها قتل أبوك ، وأخوك بطعنة طعنوه كادت أن تأتي على نفسه ، فالزم الحرم فأنت سيد العرب في دهرك هذا ، فوالله ! لئن هلكت ليهلكن أهل بيتك بهلاكك والسلام .

قال فودعه الحسين ودعا له بخير .

 وروى الدينوري : أن الإمام قال لابن مطيع : يقضي الله ما أحب .

وقال الطبري : إنه قال : أما الآن فمكة ، وأما بعد فإني استخير الله .

ابن سعد : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني عبد الله بن جعفر ، عن أبي عون ، قال : لما خرج الحسين بن علي من المدينة يريد مكة ، مر بابن مطيع وهو يحفر بئره ، فقال له : أين فداك أبي وأمي ! ؟ قال : أردت مكة . . . . قال : وذكر له أنه كتب إليه شيعته بها ، فقال له ابن مطيع : أين ، فداك أبي وأمي ؟ متعنا بنفسك ولا تسر إليهم ، فأبى حسين ، فقال له ابن مطيع : إن بئري هذه قد رشحتها ، وهذا اليوم أوان ما خرج إلينا في الدلو شيء من ماء ، فلو دعوت الله لنا فيها بالبركة .

قال : هات من مائها .

فأتى من مائها في الدلو ، فشرب منه ثم مضمض ، ثم رده في البئر ، فأعذب وأمهى ، ثم ودع وسار إلى مكة .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>