كلامه مع نساء بني هاشم

ابن قولويه : حدثني أبي ( رحمه الله ) وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف ، عن محمد بن يحيى المعاذي ، قال : حدثني الحسين بن موسى الأصم ، عن عمرو [ بن شمر الجعفي ] ، عن جابر [ بن يزيد الجعفي ] ، عن محمد بن علي ، قال : لما هم الحسين بالشخوص عن المدينة ، أقبلت نساء بني عبد المطلب فاجتمعن للنياحة حتى مشى فيهن الحسين فقال : أنشدكن الله أن تبدين هذا الأمر معصية لله ولرسوله ! فقالت له نساء بني عبد المطلب : فلمن نستبقي هذه النياحة والبكاء ! ؟ فهو عندنا كيوم مات فيه رسول الله وعلي وفاطمة ورقية وزينب وأم كلثوم ، فننشدك الله جعلنا الله فداك من الموت ! فيا حبيب الأبرار من أهل القبور . . . ثم إن نساء بني هاشم أقبلن إلى أم هاني عمة الحسين وقلن لها : يا أم هاني أنت جالسة والحسين مع عياله عازم على الخروج ! ؟ فأقبلت أم هاني فلما رآها الحسين قال : أما هذه عمتي أم هاني ؟ قيل : نعم .

فقال : يا عمه ! ما الذي جاء بك وأنت على هذه الحالة ؟ . فقالت : وكيف لا آتي ، وقد بلغني أن كفيل الأرامل ذاهب عني ، ثم إنها انتحبت باكية ، وتمثلت بأبيات أبيها أبي طالب :

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
تطوف به الهلاك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل

ثم قالت : سيدي ! وأنا متطيرة عليك من هذا المسير لهاتف سمعت البارحة يقول :

وإن قتيل الطف من آل هاشم أذل رقابا من قريش فذلت حبيب
رسول الله لم يك فاحشا أبانت مصيبته الأنوف وجلت

فقال لها الحسين : يا عمه ! لا تقولي من قريش ، ولكن قولي أذل رقاب المسلمين فذلت ، ثم قال : يا عمه ! كل الذي مقدر فهو كائن لا محالة .

وقال :

وما هم بقوم يغلبون ابن غالب ولكن بعلم الغيب قد قدر الأمر

فخرجت أم هاني من عنده باكية ، وهي تقول :

وما أم هاني وحدها ساء حالها خروج حسين عن مدينة جده
ولكنما القبر الشريف ومن به ومنبره يبكون من أجل فقده

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>