مقتل عون بن علي

- محمد مهدي الحائري : قال صاحب الناسخ : ما رأيت في كتب المقاتل ذكر شهادة عون بيوم الطف إلا في كتاب روضة الأخبار [ الأحباب ] ، وبحر اللئالي ، تأليف العامة ، وأنا أقتفي إثرهما في ذكره ، بالجملة : كان عون صبيحا مليحا شجاعا ، استأذن أخاه الحسين .

فقال : كيف تقاتل هذا الجمع الكثير ، والجم الغفير ( الغفر ) ؟ ! فقال : من كان باذلا فيك مهجته لم يبال بالكثرة والقلة ! فبكى الحسين وأذن له ، فحمل عون على القوم وقتل مقتلة عظيمة ، فاحتوشه ألفان من القوم ، ففرقهم يمينا وشمالا ، وتخلل الصفوف مقبلا إلى الحسين ، في رأسه ووجهه جراحات ، فقبله الحسين وقال له : أحسنت ، لقد أصبت بجراحات كثيرة ، فاصبر هنيئة .

قال عون : سيدي ! أردت أن أحظى منك ، وأتزود من رؤيتك مرة أخرى ، ولا ينبغي أن أعرض دونك وقد أجهدني العطش ، ائذن لي حتى أرجع وأفديك بروحي .

فأذن له ورجع ، وأمر الحسين بأن يركبوه جوادا غير الذي كان تحته ، فركب وحمل على القوم ، فاعترضه صالح بن سيار ، وكان صالح قد شرب خمرا في عهد أمير المؤمنين ، فأجرى عليه عون الحد بأمر أمير المؤمنين ، وقد كمن حقدا لعون في قلبه ، فانتهز الفرصة ، فرآه جريحا ظمآن ، وحمل على عون وشتمه ، فأجابه عون وحمل عليه وطعنه برمحه ، وأورده جهنم .

فأقبل إليه أخوه بدر بن سيار ، فألحقه عون بأخيه ، فحمل خالد بن طلحة بالسيف على عون ، وقد كمن اللعين له فضربه بالسيف ، فخر عون صريعا قائلا : بسم الله وبالله ، وفي سبيل الله ، وعلى ملة رسول الله ، وقضى نحبه .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>