في وصية النبى

الطبراني : حدثنا محمد بن العباس الأخرم الأصبهاني ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي ، حدثنا شيبان بن عبد الرحمن ، عن جابر ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، أن رسول الله أوصى عند موته بثلاث ، أوصى أن ينفذ جيش أسامة ، ولا يسكن معه المدينة إلا أهل دينه .

قال محمد : ونسيت الثالثة .

الكليني : عن الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن الحارث بن جعفر ، عن علي بن إسماعيل بن يقطين ، عن عيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير قال : حدثني موسى بن جعفر قال : قلت لأبي عبد الله : أليس كان أمير المؤمنين كاتب الوصية ، ورسول الله المملي عليه ، وجبرئيل والملائكة المقربون شهودا ؟ قال : فأطرق طويلا ، ثم قال : يا أبا الحسن ! قد كان ما قلت ، ولكن حين نزل برسول الله الأمر نزلت الوصية من عند الله كتابا مسجلا ، نزل به جبرئيل مع أمناء الله تبارك وتعالى من الملائكة ، فقال جبرئيل : يا محمد ! مر بإخراج من عندك إلا وصيك ليقبضها منا ، وتشهدنا بدفعك إياها إليه ضامنا لها ، يعني عليا ، فأمر النبي بإخراج من كان في البيت ما خلا عليا وفاطمة فيما بين الستر والباب .

فقال جبرئيل : يا محمد ! ربك يقرئك السلام ويقول : هذا كتاب ما كنت عهدت إليك ، وشرطت عليك وشهدت به عليك ، وأشهدت به عليك ملائكتي ، وكفى بي يا محمد ! شهيدا .

قال : فارتعدت مفاصل النبى وقال : يا جبرئيل ! ربي هو السلام ، ومنه السلام ، وإليه يعود السلام ، صدق عزوجل وبر ، هات الكتاب ، فدفعه إليه وأمره بدفعه إلى أمير المؤمنين ، فقال له : اقرأه ، فقرأه حرفا حرفا ، فقال : يا علي ! هذا عهد ربي تبارك وتعالى إلي ، وشرطه علي وأمانته ، وقد بلغت ونصحت وأديت .

فقال علي : وأنا أشهد لك بأبي أنت وأمي ! بالبلاغ والنصيحة والتصديق على ما قلت ، ويشهد لك به سمعي وبصري ولحمي ودمي . فقال جبرئيل : وأنا لكما على ذلك من الشاهدين . فقال رسول الله : يا علي ! أخذت وصيتي وعرفتها ، وضمنت لله ولي الوفاء بما فيها ؟ فقال علي : نعم ، بأبي أنت وأمي ! علي ضمانها ، وعلى الله عوني وتوفيقي على أدائها . فقال رسول الله : يا علي ! إني اريد أن أشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة .

فقال علي : نعم ، أشهد . فقال النبي : إن جبرئيل وميكائيل فيما بيني وبينك الآن ، وهما حاضران معهما الملائكة المقربون لأشهدهم عليك . فقال : نعم ، ليشهدوا وأنا بأبي وأمي أشهدهم . فأشهدهم رسول الله وكان فيما اشترط عليه النبى بأمر جبرئيل فيما أمره الله عزوجل أن قال له : يا علي ! تفي بما فيها من موالاة من والى الله ورسوله ، والبراءة والعداوة لمن عادى الله ورسوله ، والبراءة منهم على الصبر منك [ و ] على كظم الغيظ ، وعلى ذهاب حقي وغصب خمسك ، وانتهاك حرمتك .

فقال : نعم ، يا رسول الله ! فقال أمير المؤمنين : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، لقد سمعت جبرئيل يقول للنبي : يا محمد ! عرفه أنه ينتهك الحرمة وهي حرمة الله ، وحرمة رسول الله ، وعلى أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط . قال أمير المؤمنين : فصعقت حين فهمت الكلمة من الأمين جبرئيل حتى سقطت على وجهي ، وقلت : نعم قبلت ورضيت ، وإن انتهكت الحرمة ، وعطلت السنن ، ومزق الكتاب ، وهدمت الكعبة ، وخضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط ، صابرا محتسبا أبدا حتى أقدم عليك .

ثم دعا رسول الله فاطمة والحسن والحسين وأعلمهم مثل ما أعلم أمير المؤمنين ، فقالوا مثل قوله ، فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه النار ، ودفعت إلى أمير المؤمنين .

فقلت لأبي الحسن : بأبي أنت وأمي ! ألا تذكر ما كان في الوصية ؟ فقال : سنن الله وسنن رسوله .

فقلت : أكان في الوصية توثبهم وخلافهم على أمير المؤمنين ؟ فقال : نعم ، والله ! شيئا شيئا ، وحرفا حرفا ، أما سمعت قول الله عزوجل : ( إنا نحن نحى الموتى ونكتب ما قدموا وآثرهم وكل شىء أحصيناه في إمام مبين ) ، والله ! لقد قال رسول الله لأمير المؤمنين وفاطمة : أليس قد فهمتما ما تقدمت به إليكما وقبلتماه ؟ فقالا : بلى ، وصبرنا على ما ساءنا وغاظنا .

المجلسي : الكراجكي ، عن محمد بن العباس ، عن محمد بن همام ، عن محمد بن إسماعيل العلوي ، عن عيسى بن داود النجار ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه قال : جمع رسول الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وأغلق عليه وعليهم الباب ، وقال : يا أهلي ! وأهل الله ! إن الله عزوجل يقرأ عليكم السلام ، وهذا جبرئيل معكم في البيت ، يقول : إني قد جعلت عدوكم لكم فتنة ، فما تقولون ؟ قالوا : نصبر يا رسول الله ! لأمر الله ، وما نزل من قضائه حتى نقدم على الله عز وجل ونستكمل جزيل ثوابه ، فقد سمعناه يعد الصابرين الخير كله ، فبكى رسول الله حتى سمع نحيبه من خارج البيت ، فنزلت هذه الآية : ( وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا ) ، أنهم سيصبرون ، أي سيصبرون كما قالوا صلوات الله عليهم .

الطبراني : حدثنا محمد بن أحمد بن البراء ، حدثنا عبد المنعم بن إدريس بن سنان ، عن أبيه ، عن وهب بن منبه ، عن جابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس في قول الله عزوجل : ( إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ) .

قال : لما نزلت قال محمد : يا جبريل نفسي قد نعيت .

قال جبريل : الآخرة خير لك من الأولى ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) .

فأمر رسول الله بلالا أن ينادي بالصلاة جامعة ، فاجتمع المهاجرون والأنصار إلى مسجد رسول الله ، فصلى بالناس ، ثم صعد المنبر فحمد الله عزوجل وأثنى عليه ، ثم خطب خطبة ، وجلت منها القلوب وبكت العيون .

ثم قال : أيها الناس ، أي نبي كنت لكم ؟ فقالوا : جزاك الله من نبي خيرا ، فلقد كنت لنا كالأب الرحيم ، وكالأخ الناصح المشفق ، أديت رسالات الله عزوجل ، وأبلغتنا وحيه ، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، فجزاك الله عنا أفضل ما جازى نبيا عن أمته .

فقال لهم : معاشر المسلمين أنشدكم بالله ، وبحقي عليكم ! من كانت له قبلي مظلمة فليقم فليقتص مني .

فلم يقم إليه أحد ، فناشدهم الثانية فلم يقم إليه أحد ، فناشدهم الثالثة : معاشر المسلمين ! أنشدكم بالله وبحقي عليكم من كانت له قبلي مظلمة فليقم فليقتص مني قبل القصاص في القيامة . فقام من بين المسلمين شيخ كبير يقال له : عكاشة ، فتخطى المسلمين حتى وقف بين يدي رسول الله فقال : فداك أبي وأمي لولا أنك نشدتنا بالله مرة بعد أخرى ما كنت بالذي أتقدم على شيء من هذا ، كنت معك في غزاة ، فلما فتح الله عزوجل علينا ونصر نبيه ، وكنا في الانصراف ، حاذت ناقتي ناقتك ، فنزلت عن الناقة ودنوت منك لأقبل فخذك ، فرفعت القضيب فضربت خاصرتي ، ولا أدري أكان عمدا منك ، أم أردت ضرب الناقة ؟ فقال رسول الله : أعيذك بجلال الله أن يتعمدك رسول الله بالضرب ، يا بلال انطلق إلى بيت فاطمة فائتني بالقضيب الممشوق .

فخرج بلال من المسجد يده على أم رأسه وهو ينادي : هذا رسول الله يعطي القصاص من نفسه ! ! فقرع الباب على فاطمة فقال : يا بنت رسول الله ! ناوليني القضيب الممشوق . فقالت فاطمة : يا بلال ! وما يصنع أبي بالقضيب ، وليس هذا يوم حج ولا يوم غزاة ؟ فقال : يا فاطمة ! ما أغفلك عما فيه أبو ك ، إن رسول الله يودع الدين الناس ويفارق الدنيا ويعطي القصاص من نفسه ! فقالت فاطمة : يا بلال ! من ذا الذي تطيب نفسه أن يقتص من رسول الله ! ؟ يا بلال ! إذا فقل للحسن والحسين يقومان إلى هذا الرجل فيقتص منهما ولا يدعانه يقتص من رسول الله .

فدخل بلال إلى المسجد ودفع القضيب إلى رسول الله ، ودفع رسول الله القضيب إلى عكاشة . . . فقام الحسن والحسين فقالا : يا عكاشة ! أليس تعلم أنا سبطا رسول الله ، والقصاص منا كالقصاص من رسول الله ؟ ! فقال لهما النبي : اقعدا يا قرة عيني ! لا نسي الله لكما هذا المقام ، ثم قال النبي : يا عكاشة اضرب إن كنت ضاربا .

قال : يا رسول الله ! ضربتني وأنا حاسر عن بطني . فكشف عن بطنه ، وصاح المسلمون بالبكاء وقالوا : أترى عكاشة ضارب رسول الله ! ؟ فلما نظر عكاشة إلى بطن رسول الله كأنه القباطي لم يملك أن أكب عليه ، فقبل بطنه وهو يقول : فداك أبي وأمي ! ومن تطيب نفسه أن يقتص منك ! ؟ فقال له النبي : إما أن تضرب وإما أن تعفو ؟ قال : قد عفوت عنك يا رسول الله ! رجاء أن يعفو الله عني في يوم القيامة .

الحديث .

الصدوق : روى بقية القضية هكذا : ثم قام رسول الله فدخل بيت أم سلمة وهو يقول : رب ! سلم أمة محمد من النار ، ويسر عليهم الحساب . فقالت أم سلمة : يا رسول الله ما لي أراك مهموما متغير اللون ؟ فقال : نعيت إلي نفسي هذه الساعة ، فسلام لك في الدنيا ، فلا تسمعين بعد هذا اليوم صوت محمد أبدا .

فقالت أم سلمة : واحزناه ، حزنا لا تدركه الندامة عليك يا محمداه ! ثم قال : ادع لي حبيبة قلبي ، وقرة عيني فاطمة تجيىء .

فجاءت فاطمة وهي تقول : نفسي لنفسك الفداء ، ووجهي لوجهك الوقاء يا أبتاه ! ألا تكلمني كلمة ؟ فإني أنظر إليك وأراك مفارق الدنيا ، وأرى عساكر الموت تغشاك شديدا . فقال لها : يا بنية ! إني مفارقك ، فسلام عليك مني .

قالت : يا أبتاه ! فأين الملتقى يوم القيامة ؟ قال : عند الحساب .

قالت : فإن لم ألقك عند الحساب ؟ قال : عند الشفاعة لأمتي .

قالت : فإن لم ألقك عند الشفاعة لأمتك ؟ قال : عند الصراط ، جبرئيل عن يميني ، وميكائيل عن يساري ، والملائكة من خلفي وقدامي ، ينادون : رب ! سلم أمة محمد من النار ، ويسر عليهم الحساب .

قالت فاطمة : فأين والدتي خديجة ؟ قال : في قصر له أربعة أبواب إلى الجنة ! ثم أغمي على رسول الله فدخل بلال وهو يقول : الصلاة رحمك الله ! فخرج رسول الله وصلى بالناس وخفف الصلاة ، ثم قال : ادعوا لي علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد .

فجاءا فوضع يده على عاتق علي ، والأخرى على أسامة ، ثم قال : انطلقا بي إلى فاطمة .

فجاءا به حتى وضع رأسه في حجرها ، فإذا الحسن والحسين يبكيان ويصطرخان ، وهما يقولان : أنفسنا لنفسك الفداء ، ووجوهنا لوجهك الوقاء . فقال رسول الله : من هذان يا علي ؟ ! قال : هذان ابناك الحسن والحسين ! فعانقهما وقبلهما ، وكان الحسن أشد بكاء ، فقال له : كف يا حسن ! فقد شققت على رسول الله .

فنزل ملك الموت وقال : السلام عليك يا رسول الله ! قال : وعليك السلام يا ملك الموت ! لي إليك حاجة ! قال : وما حاجتك يا نبي الله ؟ ! قال : حاجتي أن لا تقبض روحي حتى يجيئني جبرائيل فيسلم علي وأسلم عليه ! فخرج ملك الموت وهو يقول : يا محمداه ! فاستقبله جبرائيل في الهواء ، فقال : يا ملك الموت ! قبضت روح محمد ؟ قال : لا يا جبرائيل ! سألني أن لا أقبضه حتى يلقاك فتسلم عليه ويسلم عليك ! فقال جبرائيل : يا ملك الموت ! أما ترى أبواب السماء مفتحة لروح محمد ؟ أما ترى الحور العين قد تزين لروح محمد ؟ ثم نزل جبرائيل فقال : السلام عليك يا أبا القاسم ! فقال : وعليك السلام يا جبرائيل ! أدن مني حبيبي جبرائيل ! فدنا منه ، فنزل ملك الموت ، فقال له جبرائيل : يا ملك الموت ! احفظ وصية الله في روح محمد ! وكان جبرائيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، وملك الموت آخذ بروحه ، فلما كشف الثوب عن وجه رسول الله نظر إلى جبرائيل فقال له : عند الشدائد تخذلني ؟ فقال : يا محمد إنك ميت وإنهم ميتون ، كل نفس ذائقة الموت .

فروي عن ابن عباس أن رسول الله في ذلك المرض كان يقول : ادعوا لي حبيبي ، فجعل يدعى له رجل بعد رجل ، فيعرض عنه ، فقيل لفاطمة ، امضي إلى علي فما نرى رسول الله يريد غير علي ، فبعثت فاطمة إلى علي فلما دخل فتح رسول الله عينيه وتهلل وجهه ثم قال : إلي يا علي ! إلي يا علي ! فما زال يدنيه حتى أخذه بيده وأجلسه عند رأسه ، ثم أغمي عليه ، فجاء الحسن والحسين يصيحان ويبكيان حتى وقعا على رسول الله ، فأراد علي أن ينحيهما عنه ، فأفاق رسول الله ، ثم قال : يا علي ! دعني أشمهما ويشماني ، وأتزود منهما ، ويتزودان مني ، أما إنهما سيظلمان بعدي ويقتلان ظلما ، فلعنة الله على من يظلمهما ، يقول ذلك ثلاثا ، ثم مديده إلى علي فجذبه إليه حتى أدخله تحت ثوبه الذي كان عليه ، ووضع فاه على فيه ، وجعل يناجيه مناجاة طويلة حتى خرجت روحه الطيبة ، فانسل علي من تحت ثيابه وقال : أعظم الله أجوركم في نبيكم ، فقد قبضه الله إليه ! ! فارتفعت الأصوات بالضجة والبكاء ، فقيل لأمير المؤمنين : ما الذي ناجاك به رسول الله حين أدخلك تحت ثيابه ؟ فقال : علمني ألف باب ، يفتح لي كل باب ألف باب .

المجلسي : وفي رواية أخرى : أنه دخل الحسن والحسين فانكبا على رسول الله ، وهما يبكيان ويقولان : أنفسنا لنفسك الفداء يا رسول الله ! فذهب علي لينحيهما عنه فرفع رأسه إليه ، ثم قال : دعهما يا أخي ! يشماني وأشمهما ، ويتزودان مني وأتزود منهما ، فإنهما مقتولان بعدي ظلما وعدوانا ، فلعنة الله على من يقتلهما ، ثم قال : يا علي ! أنت المظلوم بعدي ، وأنا خصم لمن أنت خصمه يوم القيامة .

الطبراني : حدثنا إسحاق بن محمد الحراجي المكي والعباس بن حمدان الحنفي الإصبهاني قالا : حدثنا عبد الجبار بن العلاء ، حدثنا عبد الله بن ميمون القداح ، حدثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن [ ال‍ ] حسين قال : سمعت أبي يقول : لما كان قبل وفاة رسول الله بثلاثة أيام هبط عليه جبريل فقال : يا محمد ! إن الله عزوجل أرسلني إليك إكراما لك ، وتفضيلا لك وخاصة لك ، أسألك عما هو أعلم به منك ، يقول : كيف تجدك ؟ فقال النبى : أجدني يا جبريل مغموما ! وأجدني يا جبريل مكروبا ! فلما كان اليوم الثالث هبط جبريل ، وهبط ملك الموت ، وهبط معهما ملك في الهواء يقال له إسماعيل على سبعين ألف ملك ليس فيهم ملك إلا على سبعين ألف ملك ، يشيعهم جبريل ، فقال : يا محمد ! إن الله عزوجل أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك ، وخاصة لك ، أسألك عما هو أعلم به منك ، يقول : كيف تجدك ؟ فقال رسول الله أجدني يا جبريل مغموما ! وأجدني يا جبريل مكروبا ! قال : فاستأذن ملك الموت على الباب ، فقال جبريل : يا محمد ! هذا ملك الموت يستأذن عليك ، وما استأذن على آدمي قبلك ، ولا يستأذن على آدمي بعدك ! فقال : ائذن له ، فأذن له جبريل ، فأقبل حتى وقف بين يديه فقال : يا محمد ! إن الله عزوجل أرسلني إليك وأمرني أن أطيعك فيما أمرتني به ، إن تأمرني أن أقبض نفسك قبضتها ، وإن كرهت تركتها ، فقال له رسول : أتفعل يا ملك الموت ؟ ! قال : نعم ، وبذلك أمرت أن أطيعك فيما أمرتني به .

فقال له جبريل : إن الله عزوجل قد اشتاق إلى لقائك ، فقال رسول الله : إمض لما أمرت به ! فقال له جبريل : هذا آخر وطأتي في الأرض ، إنما كنت حاجتي في الدنيا .

فلما توفي رسول الله وجاءت التعزية جاءآت يسمعون حسه ولا يرون شخصه ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، كل نفس ذائقة الموت إن في الله عزاء من كل مصيبة ، وخلفا من كل هالك ، ودركا من كل فائت ، فبالله فثقوا وإياه فارجوا ، فإن المصاب من حرم الثواب ، والسلام عليكم ورحمة الله .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>