في قول رسول الله : تمسكوا ببقاء المصائب

- كشف الغمة : قال الحافظ عبد العزيز : حدث عيسى بن محمد بن مغيث القرطي وبلغ تسعين سنة قال : زرعت بطيخا وقثاءا وقرعا في موضع بالجوانية على بئر يقال لها أم عظام ، فلما قرب الخير واستوى الزرع ، بيتني الجراد وأتى على الزرع كله ، وكنت غرمت على الزرع ثمن جملين ومائة وعشرين دينارا فبينا أنا جالس إذ طلع موسى بن جعفر بن محمد فسلم ثم قال : أيش حالك ؟ قلت : أصبحت كالصريم ، بيتني الجراد ، فأكل زرعي قال : وكم غرمت ؟ قلت : مائة وعشرين دينارا مع ثمن الجملين قال : فقال : يا عرفة إن لأبي الغيث مائة وخمسين دينارا فربحك ثلاثون دينارا والجملان فقلت : يا مبارك ادع لي فيها بالبركة ، فدخل ودعا ، وحدثني عن رسول الله أنه قال : تمسكوا ببقاء المصائب ثم علقت عليه الجملين وسقيته فجعل الله فيه البركة وزكت فبعت منها بعشرة آلاف .

بيان : قوله : تمسكوا : لعل المراد عدم الجزع عند المصائب ، والاعتناء بشأنها ، فإنها غالبا من علامات السعادة ، أو تمسكوا بالله عند بقائها .

- كشف الغمة : من كتاب دلائل الحميري عن مولى لأبي عبد الله قال : كنا مع أبي الحسن حين قدم به البصرة ، فلما أن كان قرب المدائن ، ركبنا في أمواج كثيرة ، وخلفنا سفينة فيها امرأة تزف إلى زوجها ، وكانت لهم جلبة فقال : ما هذه الجلبة ؟ قلنا : عروس ، فما لبثنا أن سمعنا صيحة فقال : ما هذا ؟ فقالوا : ذهبت العروس لتغترف ماءا فوقع منها سوار من ذهب فصاحت فقال : احبسوا وقولوا لملاحهم يحبس ، فحبسنا وحبس ملاحهم ، فاتكأ على السفينة ، و همس قليلا وقال : قولوا لملاحهم يتزر بفوطة وينزل فيتناول السوار ، فنظرنا فإذا السوار على وجه الأرض ، وإذا ماء قليل ، فنزل الملاح فأخذ السوار فقال أعطها وقل لها : فلتحمد الله ربها . ثم سرنا فقال له أخوه إسحاق : جعلت فداك الدعاء الذي دعوت به علمنيه قال : نعم ولا تعلمه من ليس له بأهل ، ولا تعلمه إلا من كان من شيعتنا ثم قال : اكتب فأملا علي إنشاءا :

" يا سابق كل فوت ، يا سامعا لكل صوت : قوي أو خفي ، يا محيي النفوس بعد الموت ، لا تغشاك الظلمات الحندسية ، ولا تشابه عليك اللغات المختلفة ، ولا يشغلك شئ عن شئ ، يا من لا يشغله دعوة داع دعاه من السماء يا من له عند كل شئ من خلقه سمع سامع ، وبصر نافذ ، يا من لا تغلطه كثرة المسائل ، ولا يبرمه إلحاح الملحين ، يا حي حين لا حي في ديمومة ملكه وبقائه يا من سكن العلى واحتجب عن خلقه بنوره ، يا من أشرقت لنوره دجى الظلم أسألك باسمك الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي هو من جميع أركانك .

صل على محمد وأهل بيته " ، ثم سل حاجتك .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>