في امرأة صار وجهها قفاها ، وقصة رجل حمله السحاب

- تفسير العياشي : عن سليمان بن عبد الله قال : كنت عند أبي الحسن موسى قاعدا فاتي بامرأة قد صار وجهها قفاها فوضع يده اليمنى في جبينها ويده اليسرى من خلف ذلك ، ثم عصر وجهها عن اليمين ثم قال :

" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "

فرجع وجهها فقال : احذري أن تفعلين كما فعلت قالوا : يا ابن رسول الله وما فعلت ؟ فقال : ذلك مستور إلا أن تتكلم به ، فسألوها فقالت : كانت لي ضرة فقمت أصلي فظننت أن زوجي معها ، فالتفت إليها فرأيتها قاعدة وليس هو معها ، فرجع وجهها على ما كان .

- مناقب ابن شهرآشوب : خالد السمان في خبر أنه دعا الرشيد رجلا يقال له علي بن صالح الطالقاني وقال له : أنت الذي تقول : إن السحاب حملتك من بلد الصين إلى طالقان ؟ فقال : نعم قال : فحدثنا كيف كان ؟ قال : كسر مركبي في لجج البحر فبقيت ثلاثة أيام على لوح تضربني الأمواج ، فألقتني الأمواج إلى البر فإذا أنا بأنهار وأشجار ، فنمت تحت ظل شجرة ، فبينا أنا نائم إذ سمعت صوتا هائلا ، فانتبهت فزعا مذعورا فإذا أنا بدابتين يقتتلان على هيئة الفرس ، لا أحسن أن أصفهما ، فلما بصرا بي دخلتا في البحر ، فبينما أنا كذلك إذ رأيت طائرا عظيم الخلق ، فوقع قريبا مني بقرب كهف في جبل ، فقمت مستترا في الشجر حتى دنوت منه لأتأمله فلما رآني طار وجعلت أقفو أثره .

فلما قمت بقرب الكهف سمعت تسبيحا وتهليلا وتكبيرا وتلاوة القرآن ، و دنوت من الكهف فناداني مناد من الكهف : ادخل يا علي بن صالح الطالقاني ، رحمك الله ، فدخلت وسلمت فإذا رجل فخم ضخم غليظ الكراديس عظيم الجثة أنزع أعين ، فرد علي السلام وقال : يا علي بن صالح الطالقاني أنت من معدن الكنوز لقد أقمت ممتحنا بالجوع والعطش والخوف ، لولا أن الله رحمك في هذا اليوم فأنجاك وسقاك شرابا طيبا ، ولقد علمت الساعة التي ركبت فيها ، وكم أقمت في البحر ، وحين كسر بك المركب ، وكم لبثت تضربك الأمواج ، وما هممت به من طرح نفسك في البحر لتموت اختيارا للموت ، لعظيم ما نزل بك ، والساعة التي نجوت فيها ، ورؤيتك لما رأيت من الصورتين الحسنتين ، واتباعك للطائر الذي رأيته واقعا ، فلما رآك صعد طائرا إلى السماء ، فهلم فاقعد رحمك الله .

فلما سمعت كلامه قلت : سألتك بالله من أعلمك بحالي ؟ فقال : عالم الغيب والشهادة ، والذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين ، ثم قال : أنت جائع فتكلم بكلام تململت به شفتاه ، فإذا بمائدة عليها منديل ، فكشفه وقال : هلم إلى ما رزقك الله فكل ، فأكلت طعاما ما رأيت أطيب منه ، ثم سقاني ماءا ما رأيت ألذ منه ولا أعذب ، ثم صلى ركعتين ثم قال : يا علي أتحب الرجوع إلى بلدك ؟ فقلت : ومن لي بذلك ؟ ! فقال : وكرامة لأوليائنا أن نفعل بهم ذلك ، ثم دعا بدعوات و رفع يده إلى السماء وقال : الساعة الساعة ، فإذا سحاب قد أظلت باب الكهف قطعا قطعا ، وكلما وافت سحابة قالت : سلام عليك يا ولي الله وحجته فيقول : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أيتها السحابة السامعة المطيعة ، ثم يقول لها : أين تريدين ؟ فتقول : أرض كذا فيقول : الرحمة ؟ أو سخط ؟ فنقول : لرحمة أو سخط وتمضي ، حتى جاءت سحابة حسنة مضيئة فقالت : السلام عليك يا ولي الله وحجته قال : وعليك السلام أيتها السحابة السامعة المطيعة ، أين تريدين ؟ فقالت : أرض طالقان فقال : لرحمة أو سخط ؟ فقالت : لرحمة فقال لها : احملي ما حملت مودعا في الله فقالت : سمعا وطاعة قال لها : فاستقري بإذن الله على وجه الأرض فاستقرت ، فأخذ بعض عضدي فأجلسني عليها .

فعند ذلك قلت له : سألتك بالله العظيم وبحق محمد خاتم النبيين وعلي سيد الوصيين والأئمة الطاهرين من أنت ؟ فقد أعطيت والله أمرا عظيما فقال : ويحك يا علي بن صالح إن الله لا يخلي أرضه من حجة طرفة عين ، إما باطن وإما ظاهر ، أنا حجة الله الظاهرة ، وحجته الباطنة ، أنا حجة الله يوم الوقت المعلوم ، وأنا المؤدي الناطق عن الرسول أنا في وقتي هذا ، موسى بن جعفر ، فذكرت إمامته وإمامة آبائه وأمر السحاب بالطيران ، فطارت ، فوالله ما وجدت ألما ولا فزعت فما كان بأسرع من طرفة العين حتى ألقتني بالطالقان في شارعي الذي فيه أهلي وعقاري سالما في عافية فقتله الرشيد وقال لا يسمع بهذا أحد .

- عيون أخبار الرضا أمالي الصدوق : ابن الوليد عن الصفار وسعد معا ، عن ابن عيسى ، عن الحسن ، عن أخيه ، عن أبيه علي بن يقطين قال : استدعى الرشيد رجلا يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر ويقطعه ويخجله في المجلس فانتدب له رجل معزم ، فلما أحضرت المائدة عمل ناموسا على الخبز ، فكان كلما رام خادم أبي الحسن تناول رغيف من الخبز طار من بين يديه واستفز هارون الفرح والضحك لذلك ، فلم يلبث أبو الحسن أن رفع رأسه إلى أسد مصور على بعض الستور فقال له : يا أسد الله خذ عدو الله قال : فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع ، فافترست ذلك المعزم فخر هارون وندماؤه على وجوههم مغشيا عليهم ، وطارت عقولهم خوفا من هول ما رأوه ، فلما أفاقوا من ذلك بعد حين ، قال هارون لأبي الحسن : أسألك بحقي عليك لما سألت الصورة أن ترد الرجل فقال : إن كانت عصا موسى ردت ما ابتلعته من حبال القوم وعصيهم ، فان هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل ، فكان ذلك أعمل الأشياء في إفاقة نفسه .

- قرب الإسناد : علي بن جعفر قال : أخبرتني جارية لأبي الحسن موسى وكانت توضئه ، وكانت خادما صادقا قالت : وضأته بقديد وهو على منبر وأنا أصب عليه الماء ، فجرى الماء على الميزاب فإذا قرطان من ذهب فيهما در ، ما رأيت أحسن منه فرفع رأسه إلي فقال : هل رأيت ؟ فقلت : نعم ، فقال : خمريه بالتراب ولا تخبرين به أحدا ، قالت : ففعلت وما أخبرت به أحدا حتى مات وعلى آبائه والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته .

- قرب الإسناد : محمد بن الحسن ، عن عثمان بن عيسى قال : قلت لأبي الحسن الأول إن الحسن بن محمد له إخوة من أبيه ، وليس يولد له ولد إلا مات ، فادع الله له فقال : قضيت حاجته ، فولد له غلامان .

- قرب الإسناد : أحمد بن محمد ، عن الوشاء قال : حججت أيام خالي إسماعيل بن إلياس فكتبنا إلى أبي الحسن الأول فكتب خالي : إن لي بنات وليس لي ذكر وقد قل رجالنا ، وقد خلفت امرأتي وهي حامل فادع الله أن يجعله غلاما وسمه ، فوقع في الكتاب : قد قضى الله تبارك وتعالى حاجتك وسمه محمدا ، فقدمنا الكوفة وقد ولد لي غلام قبل دخولي الكوفة بستة أيام ، ودخلنا يوم سابعه قال أبو محمد : فهو والله اليوم رجل له أولاد .

- قرب الإسناد : محمد بن الحسين ، عن علي بن جعفر بن ناجية أنه كان اشترى طيلسانا طرازيا أزرق بمائة درهم ، وحمله معه إلى أبي الحسن الأول ولم يعلم به أحد ، وكنت أخرج أنا مع عبد الرحمان بن الحجاج ، وكان هو إذ ذاك قيما لأبي الحسن الأول فبعث بما كان معه فكتب : اطلبوا لي ساجا طرازيا أزرق فطلبوه بالمدينة فلم يوجد عند أحد فقلت له : هو ذا هو معي ، وما جئت به إلا له فبعثوا به إليه ، وقالوا له : أصبناه مع علي بن جعفر ، ولما كان من قابل اشتريت طيلسانا مثله وحملته معي ، ولم يعلم به أحد ، فلما قدمنا المدينة أرسل إليهم : اطلبوا لي طيلسانا مثله مع ذلك الرجل ، فسألوني فقلت : هو ذا هو معي ، فبعثوا به إليه .

بيان : قال الفيروزآبادي : الطراز بالكسر الموضع الذي ينسج فيه الثياب الجيدة ، ومحلة بمرو ، وبأصفهان ، وبلد قرب أسبيجاب وقال : الساج الطيلسان الأخضر أو الأسود .

- قرب الإسناد : محمد بن الحسين ، عن علي بن جعفر بن ناجية ، عن عبد الرحمان ابن الحجاج قال : استقرضت من غالب مولى الربيع ستة آلاف درهم تمت بها بضاعتي ودفع إلي شيئا أدفعه إلى أبي الحسن الأول وقال : إذا قضيت من الستة آلاف درهم حاجتك فادفعها أيضا إلى أبي الحسن ، فلما قدمت المدينة بعثت إليه بما كان معي والذي من قبل غالب ، فأرسل إلي : فأين الستة آلاف درهم ؟ فقلت : استقرضتها منه ، وأمرني أن أدفعها إليك ، فإذا بعت متاعي بعثت بها إليك ، فأرسل إلي عجلها لنا وإنا نحتاج إليها ، فبعثت بها إليه .

- قرب الإسناد : محمد بن الحسين ، عن علي بن حسان الواسطي ، عن موسى بن بكر قال : دفع إلي أبو الحسن الأول عليه السلام رقعة فيها حوائج وقال لي : اعمل بما فيها فوضعتها تحت المصلى ، وتوانيت عنها ، فمررت فإذا الرقعة في يده ، فسألني عن الرقعة فقلت : في البيت فقال : يا موسى إذا أمرتك بالشئ فاعمله ، وإلا غضبت عليك ، فعلمت أن الذي دفعها إليه بعض صبيان الجن .

- قرب الإسناد : أحمد بن محمد ، عن أحمد بن أبي محمود الخراساني ، عن عثمان ابن عيسى قال : رأيت أبا الحسن الماضي في حوض من حياض ما بين مكة والمدينة عليه إزار ، وهو في الماء فجعل يأخذ الماء في فيه ثم يمجه ، وهو يصفر فقلت : هذا خير من خلق الله في زمانه ويفعل هذا ؟ ! ثم دخلت عليه بالمدينة فقال لي : أين نزلت ؟ فقلت له : نزلت أنا ورفيق لي في دار فلان فقال : بادروا وحولوا ثيابكم واخرجوا منها الساعة قال : فبادرت وأخذت ثيابنا وخرجنا فلما صرنا خارجا من الدار انهارت الدار .

- بصائر الدرجات : سلمة بن الخطاب ، عن عبد الله بن محمد ، عن عبد الله بن القاسم ابن الحارث البطل ، عن مرازم قال : دخلت المدينة فرأيت جارية في الدار التي نزلتها فعجبتني فأردت أن أتمتع منها فأبت أن تزوجني نفسها ، قال : فجئت بعد العتمة فقرعت الباب فكانت هي التي فتحت لي فوضعت يدي على صدرها ، فبادرتني حتى دخلت ، فلما أصبحت دخلت على أبي الحسن فقال : يا مرازم ليس من شيعتنا من خلا ثم لم يرع قلبه .

- قرب الإسناد : موسى بن جعفر البغدادي ، عن الوشا ، عن علي بن أبي حمزة قال : سمعت أبا الحسن موسى يقول : لا والله لا يرى أبو جعفر بيت الله أبدا فقدمت الكوفة فأخبرت أصحابنا ، فلم نلبث أن خرج فلما بلغ الكوفة قال لي أصحابنا في ذلك فقلت : لا والله لا يرى بيت الله أبدا ، فلما صار إلى البستان اجتمعوا أيضا إلي فقالوا : بقي بعد هذا شئ ؟ ! قلت : لا والله لا يرى بيت الله أبدا فلما نزل بئر ميمون أتيت أبا الحسن فوجدته في المحراب قد سجد فأطال السجود ، ثم رفع رأسه إلي فقال : اخرج فانظر ما يقول الناس ، فخرجت فسمعت الواعية على أبي جعفر فرجعت فأخبرته قال : الله أكبر ما كان ليرى بيت الله أبدا .

- قرب الإسناد : الحسين بن علي بن النعمان ، عن عثمان بن عيسى ، عن إبراهيم ابن عبد الحميد قال : كتب إلي أبو الحسن قال عثمان بن عيسى وكنت حاضرا بالمدينة : تحول عن منزلك ، فاغتم بذلك ، وكان منزله منزلا وسطا بين المسجد والسوق ، فلم يتحول ، فعاد إليه الرسول : تحول عن منزلك ، فبقي ثم عاد إليه الثالثة : تحول عن منزلك ، فذهب وطلب منزلا ، وكنت في المسجد ولم يجئ إلى المسجد إلا عتمة فقلت له : ما خلفك ؟ فقال : ما تدري ما أصابني اليوم ؟ قلت : لا قال : ذهبت أستقي الماء من البئر لأتوضأ فخرج الدلو مملوءا خرؤا وقد عجنا خبزنا بذلك الماء ، فطرحنا خبزنا وغسلنا ثيابنا ، فشغلني عن المجئ ونقلت متاعي إلى البيت الذي اكتريته ، فليس بالمنزل إلا الجارية ، الساعة أنصرف وآخذ بيدها ، فقلت : بارك الله لك ، ثم افترقنا ، فلما كان سحرا خرجنا إلى المسجد فجاء فقال : ما ترون ما حدث في هذه الليلة ؟ قلت : لا ، قال : سقط والله منزلي ، السفلى والعليا .

- قرب الإسناد : الحسن بن علي بن النعمان ، عن عثمان بن عيسى قال : قال أبو الحسن لإبراهيم بن عبد الحميد ، ولقيه سحرا وإبراهيم ذاهب إلى قبا ، و أبو الحسن داخل إلى المدينة فقال : يا إبراهيم فقلت : لبيك قال : إلى أين ؟ قلت : إلى قبا فقال : في أي شئ ؟ فقلت : إنا كنا نشتري في كل سنة هذا التمر فأردت أن آتي رجلا من الأنصار فأشتري منه من الثمار ، فقال : وقد أمنتم الجراد ؟ ! ثم دخل ومضيت أنا فأخبرت أبا العز فقال : لا والله لا أشتري العام نخلة ، فما مرت بنا خامسة ، حتى بعث الله جرادا فأكل عامة ما في النخل .

- قرب الإسناد : الحسن بن علي بن النعمان ، عن عثمان بن عيسى قال : وهب رجل جارية لابنه ، فولدت أولادا فقالت الجارية بعد ذلك : قد كان أبوك وطأني قبل أن يهبني لك ، فسئل أبو الحسن عنها فقال : لا تصدق إنما تفر من سوء خلقه ، فقيل ذلك للجارية فقالت : صدق والله ما هربت إلا من سوء خلقه .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>