علمه بكلام الطير

- بصائر الدرجات : عبد الله بن محمد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن عمر ، عن بشير ، عن علي ابن أبي حمزة قال : دخل رجل من موالي أبي الحسن فقال : جعلت فداك أحب أن تتغدى عندي فقام أبو الحسن عليه السلام حتى مضى معه فدخل البيت فإذا في البيت سرير فقعد على السرير وتحت السرير زوج حمام .

فهدر الذكر على الأنثى وذهب الرجل ليحمل الطعام فرجع وأبو الحسن يضحك فقال : أضحك الله سنك بم ضحكت ؟ فقال : إن هذا الحمام هدر على هذه الحمامة فقال لها يا سكنى وعرسي والله ما على وجه الأرض أحد أحب إلي منك ما خلا هذا القاعد على السرير قال : قلت : جعلت فداك وتفهم كلام الطير ؟ فقال : نعم علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ .

- بصائر الدرجات : الحسين بن محمد القاساني ، عن أبي الأعوص داود بن أسد المصري عن محمد بن الحسن بن جميل ، عن أحمد بن هارون بن موفق - وكان هارون بن موفق مولى أبي الحسن - قال : أتيت أبا الحسن لأسلم عليه فقال لي : اركب ندور في أموالنا فأتيت فازة لي قد ضربت على جدول ماء كان عنده خضرة فاستنزه ذلك فضربت له الفازة فجلست حتى أتى على فرس له فقبلت فخذه ونزل فأمسكت ركابه وأهويت لآخذ العنان فأبى ، وأخذه هو وأخرجه من رأس الدابة ، وعلقه في طنب من أطناب الفازة ، فجلس وسألني عن مجيئي وذلك عند المغرب ، فأعلمت بمجيئي من القصر ، إلى أن حمحم الفرس فضحك ونطق بالفارسية وأخذ بعرفها فقال : اذهب قبل ، فرفع رأسه فنزع العنان ومر يتخطى الجداول والزرع إلى براح حتى بال ورجع فنظر إلي فقال : إنه لم يعط داود وآل داود شيئا إلا وقد أعطي محمد وآل محمد أكثر منه .

بيان : الفازة مظلة بعمودين قوله : فاستنزه أي وجده نزها ولعله رآه ومضى ثم رجع ، ولا يبعد أن يكون تصحيف فاستنزهت ، والحمحمة صوت البرذون عند الشعير .

- مناقب ابن شهرآشوب * الإرشاد * الخرائج : البطايني قال : خرج موسى بن جعفر في بعض الأيام من المدينة إلى ضيعة له خارجة عنها فصحبته وكان راكبا بغلة وأنا على حمار ، فلما صرنا في بعض الطريق اعترضنا أسد فأحجمت خوفا وأقدم أبو الحسن غير مكترث به ، فرأيت الأسد يتذلل لأبي الحسن ويهمهم ، فوقف له أبو الحسن كالمصغي إلى همهمته ، ووضع الأسد يده على كفل بغلته ، وخفت من ذلك خوفا عظيما ، ثم تنحى الأسد إلى جانب الطريق وحول أبو الحسن وجهه إلى القبلة و جعل يدعو ثم حرك شفتيه بما لم أفهمه ثم أومأ إلى الأسد بيده أن امض ، فهمهم الأسد همهمة طويلة وأبو الحسن يقول آمين آمين ، وانصرف الأسد حتى غاب عن أعيننا ، ومضى أبو الحسن لوجهه واتبعته .

فلما بعدنا عن الموضع لحقته فقلت : جعلت فداك ما شأن هذا الأسد فلقد خفته والله عليك وعجبت من شأنه معك ، قال : إنه خرج يشكو عسر الولادة على لبوته وسألني أن أدعو الله ليفرج عنها ففعلت ذلك والقي في روعي أنها ولدت له ذكرا فخبرته بذلك فقال لي : امض في حفظ الله فلا سلط الله عليك وعلى ذريتك وعلى أحد من شيعتك شيئا من السباع فقلت : آمين .

بيان : أحجم عنه كف أو نكص هيبة ، واللبوة أنثى الأسد .

- مناقب ابن شهرآشوب : روي عن عيسى شلقان قال : دخلت على أبي عبد الله وأنا أريد أن أسأله عن أبي الخطاب فقال لي مبتدءا من قبل أن أجلس : ما منعك أن تلقى ابني موسى فتسأله عن جميع ما تريد ؟ قال عيسى : فذهبت إلى العبد الصالح و هو قاعد في الكتاب وعلى شفتيه أثر المداد فقال لي مبتدءا : يا عيسى إن الله أخذ ميثاق النبيين على النبوة فلم يتحولوا عنها ، وأخذ ميثاق الوصيين على الوصية فلم يتحولوا عنها أبدا ، وإن قوما إيمانهم عارية ، وإن أبا الخطاب ممن أعير الايمان فسلبه الله إياه ، فضممته إلي وقبلت ما بين عينيه وقلت : ذرية بعضها من بعض .

ثم رجعت إلى الصادق فقال : ما صنعت ؟ قلت : أتيته فأخبرني مبتدءا من غير أن أسأله عن جميع ما أردت ، فعلمت عند ذلك أنه صاحب هذا الامر ، فقال : يا عيسى إن ابني هذا الذي رأيت لو سألته عما بين دفتي المصحف لأجابك فيه بعلم ثم أخرجه ذلك اليوم من الكتاب .

- مناقب ابن شهرآشوب * الخرائج : روي عن أحمد بن عمر الحلال قال : سمعت الأخرس يذكر موسى بن جعفر بسوء فاشتريت سكينا وقلت في نفسي والله لأقتلنه إذا خرج للمسجد ، فأقمت على ذلك وجلست فما شعرت إلا برقعة أبي الحسن قد طلعت علي فيها : بحقي عليك لما كففت عن الأخرس فإن الله يغنى وهو حسبي فما بقي أيام إلا ومات .

- الخرائج : روى إسماعيل بن موسى ، قال : كنا مع أبي الحسن في عمرة فنزلنا بعض قصور الأمراء فأمر بالرحلة فشدت المحامل وركب بعض العيال وكان أبو الحسن في بيت فخرج فقام على بابه فقال : حطوا حطوا قال إسماعيل : وهل ترى شيئا ؟ قال : إنه سيأتيكم ريح سوداء مظلمة تطرح بعض الإبل فجاءت ريح سوداء فأشهد لقد رأيت جملنا عليه كنيسة كنت أركب أنا فيها وأحمد أخي ولقد قام ثم سقط على جنبه بالكنيسة .

- الخرائج : روى إبراهيم بن الحسن بن راشد ، عن ابن يقطين قال : كنت واقفا عند هارون الرشيد إذ جاءته هدايا ملك الروم وكان فيها دراعة ديباج سوداء منسوجة بالذهب لم أر أحسن منها فرآني أنظر إليها فوهبها لي ، وبعثتها إلى أبي إبراهيم ومضت عليها برهة تسعة أشهر وانصرفت يوما من عند هارون بعد أن تغديت بين يديه ، فلما دخلت داري قام إلى خادمي الذي يأخذ ثيابي بمنديل على يده وكتاب لطيف ختمه رطب فقال : أتاني بهذا رجل الساعة فقال : أوصله إلى مولاك ساعة يدخل ، ففضضت الكتاب وإذا به كتاب مولاي أبي إبراهيم وفيه : يا علي هذا وقت حاجتك إلى الدراعة وقد بعثت بها إليك ، فكشفت طرف المنديل عنها ورأيتها وعرفتها ، ودخل علي خادم هارون بغير إذن فقال : أجب أمير المؤمنين قلت : أي شئ حدث ؟ قال : لا أدري .

فركبت ودخلت عليه ، وعنده عمر بن بزيع واقفا بين يديه فقال : ما فعلت الدراعة التي وهبتك ، قلت : خلع أمير المؤمنين علي كثيرة من دراريع وغيرها فعن أيها يسألني ؟ قال : دراعة الديباج السوداء الرومية المذهبة ، فقلت : ما عسى أن أصنع بها ألبسها في أوقات واصلي فيها ركعات ، وقد كنت دعوت بها عند منصرفي من دار أمير المؤمنين الساعة لألبسها ، فنظر إلى عمر بن بزيع فقال : قل يحضرها فأرسلت خادمي جاء بها ، فلما رآها قال : يا عمر ما ينبغي أن تنقل على علي بعد هذا شيئا ، قال : فأمر لي بخمسين ألف درهم حملت مع الدراعة إلى داري ، قال علي بن يقطين : وكان الساعي ابن عم لي فسود الله وجهه وكذبه والحمد لله .

- الخرائج : روي عن عيسى المدائني قال : خرجت سنة إلى مكة فأقمت بها ثم قلت : أقيم بالمدينة مثل ما أقمت بمكة فهو أعظم لثوابي ، فقدمت المدينة فنزلت طرف المصلى إلى جنب دار أبي ذر ، فجعلت أختلف إلى سيدي فأصابنا مطر شديد بالمدينة فأتيت أبا الحسن مسلما عليه يوما وإن السماء تهطل فلما دخلت ابتدأني فقال لي : وعليك السلام يا عيسى ارجع فقد انهدم بيتك إلى متاعك فانصرفت راجعا فإذا البيت قد أنهار ، واستعملت عملة فاستخرجوا متاعي كله ولا افتقدته غير سطل كان لي .

فلما أتيته بالغد مسلما عليه قال : هل فقدت من متاعك شيئا فندعو الله لك بالخلف ؟ قلت : ما فقدت شيئا ما خلا سطلا كان لي أتوضأ منه فقدته فأطرق مليا ثم رفع رأسه إلي فقال : قد ظننت أنك أنسيت السطل فسل جارية رب الدار عنه وقل لها : أنت رفعت السطل في الخلا فرديه فإنها سترده عليك ، فلما انصرفت أتيت جارية رب الدار ، فقلت : إني نسيت السطل في الخلا فرديه على أتوضأ به فردت علي سطلي .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>