تكلمه بالحبشية

- قرب الإسناد : محمد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عبد الحميد قال : دخلت على أبي الحسن الأول في بيته الذي كان يصلي فيه ، فإذا ليس في البيت شئ إلا خصفة وسيف معلق ، ومصحف .

- قرب الإسناد : علي بن جعفر قال : خرجنا مع أخي موسى بن جعفر في أربع عمر يمشي فيها إلى مكة بعياله وأهله ، واحدة منهن مشى فيها ستة وعشرين يوما ، وأخرى خمسة وعشرين يوما ، وأخرى أربعة وعشرين يوما وأخرى أحدا وعشرين يوما .

- قرب الإسناد : محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن علي بن فضال ، عن علي بن أبي حمزة قال : كنت عند أبي الحسن إذ دخل عليه ثلاثون مملوكا من الحبش وقد اشتروهم له ، فكلم غلاما منهم ، وكان من الحبش جميل ، فكلمه بكلام ساعة حتى أتى على جميع ما يريد ، وأعطاه درهما فقال : أعط أصحابك هؤلاء كل غلام منهم كل هلال ثلاثين درهما ، ثم خرجوا فقلت : جعلت فداك لقد رأيتك تكلم هذا الغلام بالحبشية ، فماذا أمرته ؟ قال : أمرته أن يستوصي بأصحابه خيرا ويعطيهم في كل هلال ثلاثين درهما ، وذلك أني لما نظرت إليه علمت أنه غلام عاقل من أبناء ملكهم فأوصيته بجميع ما أحتاج إليه ، فقبل وصيتي ، ومع هذا غلام صدق .

ثم قال : لعلك عجبت من كلامي إياه بالحبشية ؟ لا تعجب فما خفي عليك من أمر الامام أعجب وأكثر ، وما هذا من الامام في علمه إلا كطير أخذ بمنقاره من البحر قطرة من ماء أفترى الذي أخذ بمنقاره نقص من البحر شيئا ؟ قال : فإن الامام بمنزلة البحر لا ينفد ما عنده ، وعجائبه أكثر من ذلك ، والطير حين أخذ من البحر قطرة بمنقاره لم ينقص من البحر شيئا ، كذلك العالم لا ينقصه علمه شيئا ، ولا تنفد عجائبه .

- إعلام الورى * الإرشاد : كان أبو الحسن موسى أعبد أهل زمانه ، وأفقههم وأسخاهم كفا ، وأكرمهم نفسا ، وروي أنه كان يصلي نوافل الليل ، ويصلها بصلاة الصبح ، ثم يعقب حتى تطلع الشمس ، ويخر لله ساجدا فلا يرفع رأسه من السجود والتحميد حتى يقرب زوال الشمس ، وكان يدعو كثيرا فيقول : اللهم إني أسألك الراحة عند الموت ، والعفو عند الحساب ، ويكرر ذلك ، وكان من دعائه : عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك ، وكان يبكي من خشية الله حتى تخضل لحيته بالدموع ، وكان أوصل الناس لأهله ورحمه ، وكان يفتقد فقراء المدينة في الليل ، فيحمل إليهم الزبيل فيه العين والورق والأدقة والتمور ، فيوصل إليهم ذلك ، ولا يعلمون من أي جهة هو .

- الإرشاد : الحسن بن محمد بن يحيى ، عن جده يحيى بن الحسن بن جعفر عن إسماعيل بن يعقوب ، عن محمد بن عبد الله البكري قال : قدمت المدينة أطلب بها دينا فأعياني فقلت لو ذهبت إلى أبي الحسن فشكوت إليه ، فأتيته بنقمي في ضيعته ، فخرج إلي ومعه غلام ومعه منسف فيه قديد مجزع ، ليس معه غيره ، فأكل فأكلت معه ، ثم سألني عن حاجتي فذكرت له قصتي فدخل ولم يقم إلا يسيرا حتى خرج إلي فقال لغلامه : اذهب ثم مد يده إلي فناولني صرة فيها ثلاثمائة دينار ثم قام فولى فقمت فركبت دابتي وانصرفت .

بيان : المنسف كمنبر ما ينفض به الحب ، شئ طويل متصوب ؟ ؟ الصدر أعلاه مرتفع ، والمجزع المقطع .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>