حسين بن علي المقتول بفخ وخروجه

- الكافي : بعض أصحابنا ، عن محمد بن حسان ، عن محمد بن رنجويه ، عن عبد الله ابن الحكم الأرمني ، عن عبد الله بن جعفر بن إبراهيم الجعفري ، عن عبد الله بن المفضل مولى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال : قال : لما خرج الحسين بن علي المقتول بفخ ، واحتوى على المدينة دعا موسى بن جعفر إلى البيعة فأتاه فقال له : يا ابن عم لا تكلفني ما كلف ابن عمك عمك أبا عبد الله فيخرج مني مالا أريد كما خرج من أبي عبد الله ما لم يكن يريد ، فقال له الحسين : إنما عرضت عليك أمرا فان أردته دخلت فيه ، وإن كرهته لم أحملك عليه والله المستعان ، ثم ودعه .

فقال له أبو الحسن موسى بن جعفر حين ودعه : يا ابن عم إنك مقتول فأجد الضراب ، فإن القوم فساق ، يظهرون إيمانا ، ويسرون شركا ، وإنا لله وإنا إليه راجعون أحتسبكم عند الله من عصبة ، ثم خرج الحسين ، وكان من أمره ما كان ، قتلوا كلهم كما قال .

بيان : الفخ بفتح الفاء وتشديد الخاء بئر بينه وبين مكة فرسخ تقريبا ، و الحسين هو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي وأمه زينب بنت بنت عبد الله بن الحسن ، وخرج في أيام موسى الهادي بن محمد المهدي ابن أبي جعفر المنصور ، وخرج معه جماعة كثيرة من العلويين . وكان خروجه بالمدينة في ذي القعدة سنة تسع وستين ومائة ، بعد موت المهدي بمكة ، وخلافة الهادي ابنه .

وروى أبو الفرج الأصبهاني بأسانيده عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري وغيره أنهم قالوا : كان سبب خروج الحسين أن الهادي ولى المدينة إسحاق بن عيسى بن علي فاستخلف عليها رجلا من ولد عمر بن الخطاب يعرف بعبد العزيز فحمل على الطالبيين ، وأساء إليهم ، وطالبهم بالعرض كل يوم في المقصورة ، ووافى أوائل الحاج ، وقدم من الشيعة نحو من سبعين رجلا ولقوا حسينا وغيره فبلغ ذلك العمري ، وأغلظ أمر العرض ، وألجأهم إلى الخروج ، فجمع الحسين يحيى وسليمان وإدريس بني عبد الله بن الحسن ، وعبد الله بن الحسن الأفطس وإبراهيم بن إسماعيل طباطبا وعمر بن الحسن بن علي بن الحسن المثلث ، و عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن المثنى ، و عبد الله بن جعفر الصادق ووجهوا إلى فتيان من فتيانهم ومواليهم ، فاجتمعوا ستة وعشرين رجلا من ولد علي عليه السلام وعشرة من الحاج ، وجماعة من الموالي .

فلما أذن المؤذن الصبح دخلوا المسجد ونادوا : أجد أجد ، وصعد الأفطس المنارة ، وجبر المؤذن على قول حي على خير العمل ، فلما سمعه العمري أحس بالشر ودهش ، ومضى هاربا على وجهه يسعى ويضرط ، حتى نجا ، وصلى الحسين بالناس الصبح ، ولم يتخلف عنه أحد من الطالبيين ، إلا الحسن بن جعفر بن الحسن ابن الحسن وموسى بن جعفر .

فخطب بعد الصلاة وقال بعد الحمد والثناء : أنا ابن رسول الله ، على منبر رسول الله ، وفي حرم رسول الله ، أدعوكم إلى سنة رسول الله أيها الناس أتطلبون آثار رسول الله في لحجر والعود تمسحون بذلك ، وتضيعون بضعة منه ! ! قالوا : فأقبل حماد البربري وكان مسلحة للسلطان بالمدينة في السلاح ، ومعه أصحابه حتى وافوا باب المسجد ، فقصده يحيى بن عبد الله وفي يده السيف ، فأراد حماد أن ينزل فبدره يحيى فضربه على جبينه وعليه البيضة والمغفر والقلنسوة فقطع ذلك كله وأطار قحف رأسه ، وسقط عن دابته ، وحمل على أصحابه فتفرقوا وانهزموا . وحج في تلك السنة مبارك التركي فبدأ بالمدينة ، فبلغه خبر الحسين فبعث إليه من الليل إني والله ما أحب أن تبتلى بي ولا ابتلى بك ، فابعث الليلة إلي نفرا من أصحابك ولو عشرة يبيتون عسكري حتى أنهزم ، وأعتل بالبيات ففعل ذلك الحسين ووجه عشرة من أصحابه فجعجعوا بمبارك وصبحوا في نواحي عسكره ، فهرب ، وذهب إلى مكة .

وحج في تلك السنة العباس بن محمد ، وسليمان بن أبي جعفر ، وموسى بن عيسى فصار مبارك معهم واعتل عليهم بالبيات ، وخرج الحسين قاصدا إلى مكة ومعه من تبعه من أهله ومواليه وأصحابه ، وهم زهاء ثلاثمائة ، واستخلف رجلا على المدينة ، فلما صاروا بفخ تلقتهم الجيوش ، فعرض العباس على الحسين الأمان والعفو والصلة ، فأبى ذلك أشد الاباء ، وكانت قادة الجيوش العباس ، وموسى وجعفر ، ومحمد ابنا سليمان ، ومبارك التركي ، والحسن الحاجب ، وحسين بن يقطين فالتقوا يوم التروية وقت صلاة الصبح .

فكان أول من بدأهم موسى فحملوا عليه ، فاستطرد لهم شيئا حتى انحدروا في الوادي ، وحمل عليهم محمد بن سليمان من خلفهم فطحنهم طحنة واحدة ، حتى قتل أكثر أصحاب الحسين ، وجعلت المسودة تصيح بالحسين : يا حسين لك الأمان فيقول : لا أمان أريد ، ويحمل عليهم حتى قتل ، وقتل معه سليمان بن عبد الله ابن الحسن ، وعبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن ، وأصابت الحسن بن محمد نشابة في عينه فتركها وجعل يقاتل أشد القتال حتى أمنوه ثم قتلوه ، وجاء الجند بالرؤوس إلى موسى والعباس ، وعندهما جماعة من ولد الحسن والحسين فلم يسألا أحدا منهم إلا موسى بن جعفر فقالا : هذا رأس حسين ؟ قال : نعم إنا لله وإنا إليه راجعون مضى والله مسلما صالحا صواما آمرا بالمعروف ، ناهيا عن المنكر ، ما كان في أهل بيته مثله ، فلم يجيبوه بشئ ، وحملت الأسرى إلى الهادي ، فأمر بقتلهم ، ومات في ذلك اليوم .

وروي عن جماعة أن محمد بن سليمان لما حضرته الوفاة جعلوا يلقنونه الشهادة وهو يقول : ألا ليت أمي لم تلدني ولم أكن * لقيت حسينا يوم فخ ولا الحسن فجعل يرددها حتى مات ، وروي في عمدة الطالب ومعجم البلدان عن أبي نصر البخاري عن أبي جعفر الجواد أنه قال : لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ .

قوله : واحتوى على المدينة أي غلب عليها ، وأحاط بها ، ما كلف ابن عمك أي محمد بن عبد الله وسمي أبا عبد الله عمه مجازا فأجد الضراب من الإجادة أي أحسن ، ويمكن أن يقرأ بتشديد الدال أي اجتهد ، والضراب القتال ، فان القوم أي بني العباس وأتباعهم فساق : أي خارجون من الدين ، ويسرون شركا لأنهم لو كانوا موحدين لما عارضوا إماما نصبه الله ورسوله ، أحتسبكم عند الله أي أطلب أجر مصيبتكم من الله ، وأصبر عليها طلبا للأجر ، أو أظنكم عند الله في الدرجات العالية ، والعصبة بالتحريك قرابة الأب ، ويمكن أن يقرأ بضم العين وسكون الصاد كما في قوله تعالى " ونحن عصبة " وهي الجماعة يتعصب بعضها لبعض .

- الكافي : بالاسناد المتقدم ، عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري قال : كتب يحيى بن عبد الله بن الحسن إلى موسى بن جعفر أما بعد فاني أوصي نفسي بتقوى الله ، وبها أوصيك ، فإنها وصية الله في الأولين ، ووصيته في الآخرين خبرني من ورد علي من أعوان الله على دينه ونشر طاعته ، بما كان من تحننك مع خذلانك وقد شاورت في الدعوة للرضا من آل محمد ، وقد احتجبتها واحتجبها أبوك من قبلك ، وقديما ادعيتم ما ليس لكم ، وبسطتم آمالكم إلى ما لم يعطكم الله فاستهويتم وأظللتم ، وأنا محذرك ما حذرك الله من نفسه . فكتب إليه أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام " من موسى بن أبي عبد الله جعفر وعلي مشتركين في التذلل لله وطاعته إلى يحيى بن عبد الله بن الحسن أما بعد فاني أحذرك الله ونفسي ، وأعلمك أليم عذابه ، وشديد عقابه ، وتكامل نقماته ، وأوصيك ونفسي بتقوى الله ، فإنها زين الكلام ، وتثبيت النعم ، أتاني كتابك ، تذكر فيه أني مدع وأبي من قبل ، وما سمعت ذلك مني ، وستكتب شهادتهم ويسألون ، ولم يدع حرص الدنيا ومطالبها لأهلها مطلبا لآخرتهم ، حتى يفسد عليهم مطلب آخرتهم في دنياهم .

وذكرت أني ثبطت الناس عنك لرغبتي فيما في يديك ، وما منعني من مدخلك الذي أنت فيه لو كنت راغبا ضعف عن سنة ، ولا قلة بصيرة بحجة ، ولكن الله تبارك وتعالى خلق الناس أمشاجا ، وغرائب ، وغرائز ، فأخبرني عن حرفين أسألك عنهما ما العترف في بدنك ؟ وما الصهلج في الانسان ؟ ثم اكتب إلي بخبر ذلك .

وأنا متقدم إليك أحذرك معصية الخليفة ، وأحثك على بره وطاعته ، وأن تطلب لنفسك أمانا قبل أن تأخذك الأطفار ، ويلزمك الخناق من كل مكان تتروح إلى النفس من كل مكان ولا تجده ، حتى يمن الله عليك بمنه وفضله ، ورقة الخليفة أبقاه الله ، فيؤمنك ويرحمك ، ويحفظ فيك أرحام رسول الله والسلام على من اتبع الهدى " إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى " قال الجعفري : فبلغني أن كتاب موسى بن جعفر وقع في يدي هارون فلما قرأه قال : الناس يحملوني على موسى بن جعفر وهو برئ مما يرمى به .

ايضاح : وصية النفس بالتقوى ، توطين النفس عليها قبل أمر الغير بها ، فإنها وصية الله إشارة إلى قوله تعالى : " ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله " من تحننك أي بلغني إظهار محبتك لي ، وترحمك علي مع عدم نصرتك لي ، وقيل أي محبتك للإمامة مع أنك مخذول ، ولا يخفى ما فيه ، للرضا أي لمن هو مرضي من آل محمد يجتمعون عليه ويرتضونه ، لا لنفسي ، ويحتمل أن يريد نفسه ، أو المعنى للعمل بما يرضى به آل محمد .

وقد احتجبتها لعل فيه حذفا وايصالا أي احتجبت بها ، والضمير للمشورة كناية عما هو مقتضاها من الإجابة إلى البيعة ، أو للبيعة بقرينة المقام ، أو للدعوة أي إجابتها ، أو المعنى شاورت الناس في الدعوى فاحتجبت عن مشاورتي ، ولم تحضرها فتفرق الناس لذلك عني ، واحتجبها أبوك أي عند دعوة محمد بن عبد الله ، وقديما ظرف لقوله ادعيتم .

قوله : فاستهويتم أي ذهبتم بأهواء الناس وعقولهم ، ما حذرك الله إشارة إلى قوله تعالى " ويحذركم الله نفسه " .

قوله من موسى بن عبد الله : في بعض النسخ عبدي الله وهو الأظهر بأن يكون عليه السلام ذكر في الكتاب انتسابه إلى الولد الأكبر أيضا علي بن أبي طالب فقوله : مشتركين : على صيغة الجمع وفي بعض النسخ أبي عبد الله والمراد ما ذكرنا أيضا ، وكذا على نسخة عبد الله أيضا بأن يكون الوصف بالعبودية مخصوصا بجعفر .

وقيل : كأنه أشرك أخاه علي بن جعفر معه في المكاتبة ليصرف بذلك عنه ما يصرف عن نفسه ، وقيل : أشرك ابنه الرضا وقوله : مشتركين على صيغة التثنية وتثبيت النعم أي سبب له أني مدع : ظاهره إنكار دعوى الإمامة تقية وباطنه إنكار ادعاء ما ليس بحق كما زعمه مع أنه لم يصرح بالنفي بل قال : ما سمعت ذلك مني ويسألونك أي شهادتهم الزور ، ومطالبتها : بالرفع عطفا على الحرص أو بالجر عطفا على الدنيا ، في دنياهم : في للظرفية أو بمعنى مع ، والحاصل أن حرص الدنيا صار سببا لئلا يخلص لهم شئ للآخرة ، فإذا أرادوا عملا من أعمال الآخرة خلطوه بالأغراض الدنيوية والأعمال الباطلة كالأمر بالمعروف الذي أردته ، خلطته بإنكار حق أهل الحق ، ومعارضتهم ، والافتراء عليهم ، فيحتمل أن تكون في سببية أيضا ، وقيل يعني أن حرصك على الدنيا ومطالبها صار سببا لفساد آخرتك في دنياك ، والتثبيط التعويق ، فيما في يديك : أي ادعاء الإمامة ، ضعف عن سنة : أي عجز عن معرفتها بل صار علمي سببا لعدم إظهار الحق قبل أوانه .

قوله : ولكن الله تبارك وتعالى خلق الناس ، أي جعل للانسان أجزاء وأعضاء مختلفة ، فأخبرني عن هذين العضوين ، أو المعنى أن الله خلقهم ذوي غرائب وشؤون متفاوتة ، وأي غريبة أغرب من دعواك الإمامة مع جهلك ، وسكوتي مع علمي ويقال تقدم إليه في كذا إذا أمره وأوصاه به والمراد بالخليفة خليفة الجور ظاهرا تقية ، وخليفة الحق يعني نفسه واقعا ، مع أنه يجب طاعة خلفاء الجور عند التقية ، وإنما كتب ذلك لعلمه بأنه سيقع في يد الملعون ، دفعا لضرره عن نفسه وعشيرته وشيعته ، قبل أن تأخذك الأظفار : كناية عن الأسر تشبيها بطائر اصطاده بعض الجوارح . ويلزمك الخناق بالفتح مصدر خنقه إذا عصر حلقه ، أو بالكسر وهو الحبل الذي يخنق به ، أو بالضم وهو الداء الذي يمنع نفوذ النفس إلى الرية والقلب فتروح : من باب التفعل بحذف إحدى التائين أي تطلب الروح - بالفتح وهو النسيم - إلى النفس أي للتنفس ، من كل مكان ، متعلق بتروح ، فلا تجده أي الروح أو النفس ورقة الخليفة عطف على منه ، يحملوني أي يغرونني .

أقول : وروى أبو الفرج الأصفهاني في كتاب مقاتل الطالبيين بأسانيده عن عنيزة القصباني قال : رأيت موسى بن جعفر بعد عتمة وقد جاء إلى الحسين صاحب فخ ، فانكب عليه شبه الركوع وقال : أحب أن تجعلني في سعة وحل من تخلفي عنك ، فأطرق الحسين طويلا لا يجيبه ثم رفع رأسه إليه فقال : أنت في سعة . وبأسانيد أخرى قال : قال الحسين لموسى بن جعفر عليه السلام في الخروج فقال له : إنك مقتول ، فأجد الضراب ، فان القوم فساق ، يظهرون إيمانا ، و يضمرون نفاقا وشكا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون وعند الله عز وجل أحتسبكم من عصبة .

وبإسناده عن سليمان بن عباد قال : لما أن لقي الحسين المسودة أقعد رجلا على جمل معه سيف يلوح به ، والحسين يملي عليه حرفا حرفا يقول : ناد ! فنادى : يا معشر الناس ، يا معشر المسودة ، هذا الحسين ابن رسول الله ، وابن عمه ، يدعوكم إلى كتاب الله وسنة رسول الله .

وباسناده إلى أرطاة قال : لما كانت بيعة الحسين بن علي صاحب فخ قال : أبايعكم على كتاب الله وسنة رسول الله وعلى أن يطاع الله ولا يعصى وأدعوكم إلى الرضا من آل محمد ، وعلى أن يعمل فيكم بكتاب الله وسنة نبيه والعدل في الرعية ، والقسم بالسوية ، وعلى أن تقيموا معنا ، وتجاهدوا عدونا ، فان نحن وفينا لكم وفيتم لنا ، وإن نحن لم نف لكم فلا بيعة لنا عليكم .

وبإسناده عن أبي صالح الفزاري قال : سمع على مياه غطفان كلها ، ليلة قتل الحسين صاحب فخ هاتفا يهتف يقول :

ألا يا لقوم للسواد المصبح   ومقتل أولاد النبي ببلدح لبيك
حسينا كل كهل وأمرد   من الجن إن لم يبك من الانس نوح
      وإني لجني وإن معرسي         لبالبرقة السوداء من دون زحزح

فسمعها الناس لا يدرون ما الخبر حتى أتاهم قتل الحسين .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>