في أن النبي مر بفخ ونزل وصلى ركعتين وبكى للحسين المقتول بفخ ، وقوله : أجر الشهيد معه أجر شهيدين

بإسناده عن محمد بن إسحاق ، عن أبي جعفر محمد بن علي قال : مر النبي بفخ ، فنزل فصلى ركعة ، فلما صلى الثانية بكى وهو في الصلاة ، فلما رأى الناس النبي يبكي بكوا ، فلما انصرف قال : ما يبكيكم ؟ قالوا : لما رأيناك تبكي بكينا يا رسول الله ، قال : نزل علي جبرئيل لما صليت الركعة الأولى فقال لي : يا محمد إن رجلا من ولدك يقتل في هذا المكان ، وأجر الشهيد معه أجر شهيدين .

وبإسناده عن النضر بن قرواش قال : أكريت جعفر بن محمد من المدينة فلما رحلنا من بطن مر قال لي : يا نصر إذا انتهيت إلى فخ فأعلمني ، قلت : أو لست تعرفه ! قال : بلى ، ولكن أخشى أن تغلبني عيني ، فلما انتهينا إلى فخ دنوت من المحمل فإذا هو نائم فتنحنحت فلم ينتبه ، فحركت المحمل فجلس فقلت : قد بلغت فقال : حل محملي ثم قال : صل القطار فوصلته ، ثم تنحيت به عن الجادة فأنخت بعيره فقال : ناولني الإداوة والركوة ، فتوضأ وصلى ، ثم ركب فقلت له : جعلت فداك رأيتك قد صنعت شيئا أفهو من مناسك الحج ؟ قال : لا ، ولكن يقتل ههنا رجل من أهل بيتي في عصابة تسبق أرواحهم أجسادهم إلى الجنة .

- الكافي : علي بن إبراهيم رفعه عن محمد بن مسلم قال : دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله فقال له : رأيت ابنك موسى يصلي والناس يمرون بين يديه ، فلا ينهاهم ، وفيه ما فيه ، فقال أبو عبد الله : ادعوا لي موسى ، فدعي فقال له : يا بني إن أبا حنيفة يذكر أنك كنت تصلي والناس يمرون بين يديك فلم تنههم فقال : نعم يا أبت ، إن الذي كنت أصلي له كان أقرب إلي منهم ، يقول الله عز وجل " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد " قال : فضمه أبو عبد الله إلى نفسه ثم قال : بأبي أنت وأمي يا مودع الاسرار .

- الكافي : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن جعفر بن المثنى الخطيب عن محمد بن الفضيل وبشير بن إسماعيل قال : قال لي محمد : ألا أسرك يا ابن المثنى ؟ قال : قلت : بلى ، وقمت إليه قال : دخل هذا الفاسق آنفا فجلس قبالة أبي الحسن الكاظم ، ثم أقبل عليه فقال له : يا أبا الحسن ما تقول في المحرم أيستظل على المحمل ؟ فقال له : لا قال : فيستظل في الخباء ؟ فقال له : نعم ، فأعاد عليه القول شبه المستهزئ يضحك فقال : يا أبا الحسن فما فرق بين هذا وهذا فقال : يا أبا يوسف إن الدين ليس بقياس كقياسك ، أنتم تلعبون بالدين ، إنا صنعنا كما صنع رسول الله ، وقلنا كما قال رسول الله ، كان رسول الله يركب راحلته فلا يستظل عليها وتؤذيه الشمس ، فيستر جسده بعضه ببعض ، وربما ستر وجهه بيده وإذا نزل استظل بالخباء ، وفي البيت وفي الجدار .

- الكافي : علي بن إبراهيم ، عن أبيه قال : رأيت عبد الله بن جندب بالموقف فلم أر موقفا كان أحسن من موقفه . ما زال مادا يديه إلى السماء ودموعه تسيل على خده حتى تبلغ الأرض ، فلما انصرف الناس قلت له : يا أبا محمد ما رأيت موقفا قط أحسن من موقفك قال : والله ما دعوت إلا لإخواني ، وذلك أن أبا الحسن موسى بن جعفر أخبرني أنه من دعا لأخيه بظهر الغيب نودي من العرش : ها ! ولك مائة ألف ضعف مثله ، فكرهت أن أدع مائة ألف ضعف مضمونة لواحد لا أدري يستجاب أم لا .

- الكافي : أحمد بن محمد العاصمي ، عن علي بن الحسين السلمي ، عن علي ابن أسباط ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، أو عبد الله بن جندب قال : كنت في الموقف فلما أفضت لقيت إبراهيم بن شعيب فسلمت عليه ، وكان مصابا بإحدى عينيه ، و إذا عينه الصحيحة حمراء كأنها علقة دم فقلت له : قد أصبت بإحدى عينيك ، وأنا والله مشفق على الأخرى ، فلو قصرت من البكاء قليلا فقال : لا والله يا أبا محمد ما دعوت لنفسي اليوم بدعوة ، فقلت : لمن دعوت ؟ قال : دعوت لإخواني لأني سمعت أبا عبد الله يقول : من دعا لأخيه بظهر الغيب ، وكل الله به ملكا يقول : ولك مثلاه ، فأردت أن أكون إنما أدعو لإخواني ، ويكون الملك يدعو لي ، لأني في شك من دعائي لنفسي ، ولست في شك من دعاء الملك .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>